دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
سيناريوهات : النار ولعت
|
فى عيادة أحد أطباء (الأمراض النفسية والعصبية) كان المرضى يجلسون بعد غروب الشمس بقليل ينتظرون دورهم فى الدخول لمقابلة الطبيب وإن شئت كان مرافقيهم هم الذين ينتظرون فمعظم المرضى كانو (فى حالة تانية) بعضهم كان فى مرحلة (الحديث الخافت مع النفس) والبعض الآخر (ساهم يحدق فى المجهول) . يدخل فجأة الى باحة العيادة شخص يبدو أنه فى غيبوبة يحمله شخصان تتبعهما إمرأة فى أوائل خريف العمر ..الشخص الذى كان محمولاً نحيل أشيب الرأس فى أواخر الخمسينات من العمر ويبدو أنه كان يعانى من حالات تشنج إذ ان هنالك بعض بقايا من (الزبد الأبيض) حول فمة كما أن وجهه شاحب منقبض - ياولدى الحاج ده تعبان بالحيل ممكن بس تدخلو لينا طوالى قالتها (التومة) زوجة عم (مبارك) فى رجاء للشخص الذى يجلس على التربيزة الحديدة ويقوم بإدخال المرضى - يا حاجه الناس الشايفاهم ديل كلهم متضايقين - لكن ما ذى عمك ده يا ولدى .. عمك ده متضايق شديد فى هذه الأثناء تدخل أحد الأشخاص يبدو أنه مرافق لأحد المرضى وهو ينظر إلى بقية الموجودين وينظر إلى (حاج مبارك) وهو محمول على ساعدى الرجلين : - ياجماعة عندكم إعتراض ؟ الحاج ده يدخل بعد الزول الجوه ده ؟ لم يعترض أحد .. قامت (التومة) بدفع قيمة (الكشف) وإستلام (كرت الدخول) فى ذات اللحظة التى خرج فيها (كمية) من الناس من حجرة (الطبيب) كانو يحملون (شابة) ربما تعرضت لصدمة من نوع ما !! - (الطبيب مخاطبا الشخصين) : الحاج ده طلعوهو ليا هناك لو سمحتو (مشيرا إلى مكان الكشف) بعد أن يضع الرجلين (حاج مبارك) على منضده الكشف يحاولان الإبتعاد إلى أن الدكتور يطلب منهما أن يمسكا برجلى ورأس حاج مبارك ريثما (يكشف) عليه .. - (يخرج من حجرة الكشف ويجلس على كرسيه وهو يضع السماعه جانباً ويخاطب التومة التى يبدو عليها الإنهاك والحزن) : - الحاج ده الظاهر تعرض لى صدمة عصبية ونفسية شديده – مواصلاً- الحالة دى أول مرة تجيهو؟ - والله يا ولدى دى قصة طويلة
قصة حاج مبارك : كأى مواطن بسيط عاش حاج مبارك .. فى بداية ثمانينات القرن الماضى كان حاج مبارك فى الثلاثينيات من العمر شابا يمتلئ بالحيوية ومثالاً للميكانيكى (العارف شغلو) .. يقوم بإصلاح (العربات) المتعطلة تحت شجرة (النيم) الوارفه التى أمام المنزل يساعده فى ذلك صديقه وجارة (صديق) شقيق (التومة) الأكبر والذى جاءة عقد عمل بإحدى دول الخليج ليعمل سائقاً بالنقل العام هنالك .. ما لبث أن قام (صديق) بإرسال (فيزاء) لصديقه (مبارك) الذى سافر للحاق به والعمل بذات الشركة .. عشرة سنوات قضاها (مبارك) كانت كفيلة بأن يقوم في بداياتها بتحقيق حلمه من الزواج من (التومة) شقيقه (صديق) والعوده نهائياً فى بداية (التسعينات) بعد أن قام بشحن (حافلة) روزا (30 راكب) قام بشرائها بكل ما إدخرة فى سنين الغربة الطويلة . كان مبارك معجب إيما إعجاب (بحافلته) وخاصة بالمسجل والراديو الإستريو ذو السماعات العديده الموزعه فى مختلف أرجاء الحافلة .. كان مبارك ممن يعشقون سماع (الراديو) على عكس (مأمون) شقيق (التومة) الأصغر والذى ألحقه مبارك للعمل معه (ككمسارى) والذى كان بين الفينة والأخرى يقوم بوضع أشرطة (الأغانى الشبابية) .. كان (مبارك) تستفز مشاعرة (أغانى الحماسة والجهاد) التى يبثها الإعلام فى ذلك الوقت أوائل التسعينات وخاصة تلك التى تقول (النار ولعت بى قلبى بطفيها) فما أن يتم بث تلك الاغنية الحماسية حتى يقوم مبارك (بتعليت) صوت المسجل الإستريو للآخر على الرغم من إعتراض بعض الركاب ومطالبتهم بتخفيض الصوت ! فى صباح ذلك اليوم وكعادته قام (مبارك) مبكراً لتدوير (الحافلة) والأنطلاق (للموقف) بعد أن قام (مأمون) بغسلها وتلميعها ولكن وما أن إنطلق بها صوب الموقف حتى تعطلت .. - (الكربريتور) ده ما كويس (العربية) دى بتشرق الظاهر عاوز ليهو صمامات !! هكذا وفى سرعه شديده قام (مبارك) مستخدما خبرته فى (الميكانيكا) فى تشخيص الحالة ومن ثم الإتجاه بالعربة نحو (المنطقة الصناعية) لإصلاح الخلل .. بعد أن قام مبارك (بتغيير صمامات الكربريتور) لإيقاف (البنزين المتسرب) جلس على كرسى السائق إذ كان عليه أن يقوم بتشغيل الحافلة لمده دقائق حتى يتأكد من أن تسرب البنزين قد توقف .. وإمتدت يده نحو راديو العربه ليجد (أغنيته الحماسية) : - هى النار هى النار ... هى النار ولعت .. بى قلبى بطفيها - هى النار هى النار وأدار مستوى الصوت كعادتة للآخر ... - النار ولعت .. النار ولعت ... هذه المرة لم يكن الراديو .. كان (مأمون) وهو يشير إلى (مبارك) الذى كان مندمجاً مع (الأغنية) لدرجة أنسته أن (مأمون) والميكانيكية الذين كانو معه الذين كانو يتصايحون إنما كانو يشيرون إليه أن يقوم بإبطال (المكنة) لأن النار قد إشتعلت فى الحافلة نتيجه لتسرب بعض الوقود .. فهم (مبارك) ذلك متأخرأ وأفاق من الحالة (الحماسية) التى كان يعيشها بعد أن نزل من الحافلة ورأى الجميع يحاولون أن (يهيلو التراب) على ألسنة اللهب المتصاعدة والتى إشتدت وتيرتها لدرجة أن إبتعد الجميع عنها لتصبح فى لحظات مجرد بقايا حديد !! منذ ذلك الحادث الذى إحترقت فيه أمال وأحلام (مبارك) وهذة الصدمة العصبية تصيبه متى ما إستمع إلى أى مفردة من مفردات تلك (الأغنية الحماسية) أو مشتقاتها .. فيرقى ويزبد ويهجم على أى مأسورة أو مصدر مياه محاولا إطفاء تلك النار المتوهمة التى ما أن يبحث عنها ولا يجدها حتى يبدأ فى بكاء مرير يعقبه تشنج وإغماء - يعنى يا دكتور بس لو سمع ساااكت أى كلمة من كلمات الأغنية دى النار أو ولعت أو بى قلبى أو بطفيها ... الحالة دى تقوم عليهو !! - راجلك ده يا حاجه كان عندو ميول سياسية !! - يعنى شنو؟ - يعنى مع (الجماعة)؟ - الجماعه ياتم يا دكتور هسع ما فى مليون جماعه - لا أنا بقصد ليك كان مبسوط من أغنيت (النار ولعت) ليه ؟... لم يكمل (الطبيب) حديثه إذ إنطلق صوت (مبارك) من كنبة الكشف وهو (يلاوى ) مأمون وجارهم (كامل) وهو يصيح : - النار وين ... النار وين !! قام الطبيب بعد عناء شديد بإعطاء (حاج مبارك) حقنة مهدئة جعلته (يدوخ شويتين) وقام بكتابة عدد من الأدوية فى الروشته التى سلمها (للتومة) قائلاً لها : - شوفى يا حاجة الحبوب الكان بياخدا الحاج دى من زمان بقت ما بتعمل ليهو حاجة لأنو الحاج ده الظاهر الصدمة دى كانت شديده عليهو وأثرت فيهو تأثير كبير لأنو هسع الكلام ده ليهو أكتر من خمسطاشر سنه ومرحلت (النار ولعت) دى ذاتا (إنتهت) والأغنية الكانو (قادننا بيها) دى هسع بقت فى خبر (كان) لكن مع ده (الحاج) ده ما قادر ينسى – مواصلاً- عموما إنتو واصلو ليهو فى المهدئات دى وإتحاشو (كلمات) الأغنية دى ذى ما الحكومة (إتحاشتا) !
من العيادة للبيت : من أمام مبنى العياده إستقل الجميع (أمجاد) عائدين للمنزل .. قام (مأمون وكامل) بتسجية (حاج مبارك) وهو فى حالت (الدروخة) تلك على (الكنبة الخلفية) بينما جلسا فى الكنبة التى تليها وهما يثبتانه بإيديهما .. على المقعد الأمامى مع السائق جلست (التومة) التى بعد أن قامت بقفل الباب حتى بادرت السائق الذى كان يستمع إلى إحدى محطات الأف إم FM : - يا ولدى عمك ده عيان وادينو البيت لكن بس تغشينا أى (صيدلية) عشان نصرف ليهو الأدوية الفى الروشته دى - حاضر يا حاجه أمام أحدى الصيدليات توقفت (الأمجاد) نزلت (التومة) لشراء الأدوية بينما السكون يلف العربة إلا من صوت المذيعة : - آلو ناخد مكالمة معاى منو؟ - معاك (نوسة) من (الصافية) - أهلا بيك يا نوسة فى (سباق الاغانى) - يا هلا بيكى يا (رندا) والله برنامجكم رهيييب - شكراً ليكى يا (نوسة) أها إنتى بترشحى الليلة ياتو أغنية - والله يا (رندا) أنا برشح أغنيت (نار الشوق) لهيفاء وهبى !! لم يشعر سائق (الأمجاد) إلا و(عم مبارك) وهو يحاول الوقوف فى عصبية بينما (مأمون وكامل) يمسكان به - النار ولعت ؟.. النار ولعت؟ - (سائق الحافلة وهو يخرج منها بسرعه) : يا جماعة النار وين؟ - يا حاج قول بسم الله (قالتها التومة) وهى قد شاهدت المشهد بينما كانت (تحاسب) فى الصيدلية ذات الباب الزجاجى - النار وين ؟ النار وييييين !! عادت (التومة) للصيدلية لأخذ (الأدوية) بعد أن شرحت (للصيدلى) ما يمر به (الحاج) من أزمة طالبة منه أن يقوم بإعطائة حقنة مهدئة من التى تم صرفها لتناولها عند اللزوم .. ما لبث أن هدأ (الحاج) حتى وصل إلى سريرة ونام !!
لازم شفرة : منذ أن جاءت تلك الحالة العصبية للحاج مبارك كان على (زوجتة) التومة وأبنائه تحاشى إستخدام تلك المفردات التى وردت فى تلك الأغنية فمجرد ذكر أحدى تلك الكلمات .. (النار .. ولعت .. قلبى .. بطفيها) كان كفيلا بأن يجعل (حاج مبارك) فى حالة (دفاع مدنى) وهياج وصياح وبحث عن مصدر ماء لإطفاء تلك النار المتوهمة . لذا فكانو يستخدمون كلمات بديلة : - عليكى الله يا (سمية) وقفى معاكى (الهناية) دى !! هذه هى (التومة تخاطب إبنتها (سمية) أن تطفئ النار عشان الحلة ما تحرق !! - والله الماتش كان (مشعلل جنس شعاللة) !! هذا (منتصر) إبن (حاج مبارك) وهو يوصف حال ماتش (الهلال والأهلى) لصديقه الذى لم يراه على الهاتف متحاشيا أن يقول له بأن الماتش كان (مولع نار) !! كما كان عليهم أيضاً تحاشى إستخدام (الراديو أو التلفزيون) ليس خوفا من أن يستمع إلى أغنية (النار ولعت) فهم يعلمون كما يعلم (الشعب الفضل) بأن تلك الاغنية قد أضحت فى (ذمة التاريخ) ولكنهم كانو يخافون من أغان مثل (النار يا ظالم ) أو يا (نارى قيدى) أو (قلبى مالو اليوم) !!
المقادير : إستيقظ (حاج مبارك) متأخرا من النوم من أثر تلك المهدئات التى تناولها بالامس .. كانت حالته مستقرة تماما .. بعد أن تناول إفطارة جلس فى البرنده كعادتة فى هدؤ لم يقطعه إلا صوت (جرس الباب) الذى قامت بفتحه (التومة) لتجدها جارتها (عزيزة) : - عليكى الله يا التومة ما بلاقى ليا عندك شويت سمن - عاوزة تسوى بيهو شنو؟ - والله عاوزة أسوى بيهو خبيز (بيتى فور) عندى شوية بس عاوزة أزيدو عشان (المقادير) نقصت ليا - المقادير ياتا؟ - هو أنا ما كلمتك ؟ ما شفت أمبارح (أسامة السيد) فى التلفزيون ورانا بيعملوهو كيف - والله يا عزيزة أنا نفسى أعملا عليكى الله إنتظرينى أجيب ليا قلم وورقه عشان أكتب طريقتا -(بعد أن أحضرت القلم والورقه) : أها المقادير شنو؟ - شفتى قال ليكى تجيبى 13 فنجان دقيق و6 فناجين سمن سائح, و3 فناجين سكر ناعم و4 بيضات وشويت فانيليا - والطريقه كيف؟ - تقومى تخلطى السكر الناعم والسمن السائح مع بعض وبعدين تختى البيض والفانيليا وتخطيهم برضو وبعد داك تخلطيهم كلهم مع الدقيق وتعجينيهم كويس وتقطعيهم بالمكنة وتختيهم فى الصينية وبعد داك تدخليهم الفرن .. لكن بس - بس شنو؟ - النار ما تكون شديدة هب (حاج مبارك) كمن لسعته عقرب : -النار ولعت ؟ وين النار ؟ وين النار؟ -يا حاج قول بسم الله .. النار ياتا ؟ ما فى نار ... إلا أن (حاج مبارك) كان فى تلك الاثناء قد حمل (جردل الغسيل) ووضعه فى عصبية تحت (الماسورة) التى فتحها (على الآخر) بينما كان يهرول بحثاً عن (ماعون) آخر وهو يصيح (النار ولعت) وسط ذهول (عزيزة) التى إحتمت خلف (التومة) وهى تسالها : - الحاج ده لى هسع حالتو دى ما إتصلحت ؟ - إتصلحت شنو يا (عزيزة) أمس القريبة دى وديناهو الدكتور - وما أداهو حاجه - أداهو مهدئات .. كدى أمشى نادى ليا إتنين من أولادك ديل يمسكوهو يدوهو المهدئ ده بعد أن قام (حاج مبارك) بأخذ المهدئ و(إتدروخ) ورقد على السرير لا يألو على شئ عادت التومة وعزيزة للجلوس أمامه فى البرنده : - (وهى تهمس للتومة) : واللة والله (إحسان) جارتنا دى قالت ليا أكتشفت ليها جنس (فكى) شديد شده .. حقو تودى ليهو (الحاج) ده !! - وده وين ؟ - هنا قريب قالت فى (أمبده بالسبيل) - والله يا (عزيزة) الدكاترة ديل ما قدرو يعملو ليهو اى حاجه كل واحد فيهم يدينا كلام براهو .. وكل واحد فيهم يدينا أدوية شكل والعجب أجرة (الكشف) بتاعم (من مية ولى فوق) والله ختوإيدينافى الواطا(سطاشر سنة) وأنحنا من ده لى ده ومافى نتيجه - كدى يا (التومة) ياختى خلينى (حار حار) كده أمشى لى (إحسان) دى اشوف رأئها واكلمها عشان كان وافقت توصف لينا محلو وين وإلا كمان تمشى معانا لم تمض دقائق معدودات حتى عادت (عزيزة) وهى متهللة الوجه حيث أخبرت (التومة) بأن (إحسان) قد وافقت أن تذهب معهم غدا (للفكى) وذلك بعد أن يذهب زوجها للعمل ولكن هنالك مشكلة بسيطه وهى أنها لم تذهب له من قبل ولا تعرف مكانه بالضبط وإن عليها أن تقوم بسؤال قريبتها (نعمات) التى كانت قد أخبرتها عنه وأن تأخذ منها (الوصف)!!
المشوار طرشق : فى صباح اليوم التالى قامت (التومة) بالذهاب إلى المحطة والإتفاق مع صاحب عربة (أمجاد) ليقوم بتوصيلهم إلى حيث يسكن (الفكى) .. توقفت الأمجاد أما منزل (حاج مبارك) الذى صعد إليها وجلس على المقعد الأمامى بينما جلست التومة وعزيزة فى المقعد الخلفى فى إنتظار وصول (إحسان) التى من المفترض أن تدلهم على منزل (الفكى) بعد دقائق قصيرة جاءت (إحسان) وقامت بركوب العربه وقفل الباب : - يلاكم يا جماعه - أها عرفتى محلو وين بالضبط؟ - أيوه إتصلت أنا فى (نعمات) ووصفت ليا داك يا الوصف - أها قالت ليك وين بالضبط فى (أم بده بالسبيل) - قالت ليا بيتو بفتح فى محطت (أب نيران) !! أخذ (حاج مبارك) يرفس محاولاً فتح باب العربة المتحركة محاولاً النزول وهو يردد : - وينا .. وينا .. فى المكنة .. فى المكنة؟؟ النار وينا وسط ذهول سائق (الامجاد) الذى توقف يمين الشارع وأخذ يهدئ فى (حاج مبارك) ويتساءل : - الحاج ده مالو؟ الحاج ده مالو الدكتور تاااانى : كان المرضى يجلسون ينتظرون دورهم فى الدخول لمقابلته وإن شئت كان مرافقيهم هم الذين ينتظرون فمعظم المرضى كانو (فى حالة تانية) بعضهم كان فى مرحلة (الحديث الخافت مع النفس) والبعض الآخر (ساهم يحدق فى المجهول) حينما تم إدخال (حاج مبارك) كحالة إستثنائية بعد أن قامت (التومة) بالإتصال بإبنه (منتصر) فى الشركة لموافاتها عند عيادة الطبيب بعد أن أخبرته بما حدث لوالده .. - شنو الحكاية؟؟ الحاج ده أمبارح ما كان هنا وأديناهو المهدئات والحبوب - والله يا دكتور من أمبارح لليلة الحالة دى جاتو مرتين - جاتو مرتبن متين؟ - المقادير وأب نيران - ما فاهم - لا بس جات (سيرة للكلام) البجيب ليهو الحاجة دى - شوفو يا جماعة الحاج ده فى (الطاشر سنة) القاعده تجيها فيهو (الصدمة) دى أعصابو تعبت كتير شديد وأنا غايتو بحذركم تانى لو جاتو (الصدمة) دى إحتمال ما يطلع منها فحاولو (سيرة النار) دى تانى ما تجيبوها فى خشمكم ... أمشوا إستمرو ليهو فى نفس الأدوية الكان أديتا ليهو لكن ما تنسوا لو الحالة دى جاتو تانى ح يروح فيها !!
أبكر صاجات : إتفقت (التومة) مع عزيزة وإحسان على الذهاب (الفكى) فى صباح اليوم التالى بعد أن أضحت حالة (حاج مبارك) لا تسمح له بالذهاب فى نفس اليوم إذ تم إعطائه الأدوية المهدئة ، وبالفعل فى صباح اليوم التالى كانت العربة تنهب الارض فى طريقها نحو (أم بده بالسبيل) بعد أن طلبت (التومة) من السائق بقفل (الراديو) تحسباً لأى (مفاجآت) قد تحدث . كان الوصف دقيقا فمنزل الفكى (أبكر أب صاجات) يفتح تماما فى (محطة أب نيران) حيث كانت تشير غلى ذلك (اللافتة الحديدية) الضخمة المسنوده إلى (حائط الجالوص) المتهالك أمام المنزل - بسم اللاهى ما شاء اللاهو .. الهاج ده مالو؟ - والله يا سيدنا الفكى (الحاج) ده (وهنا قبل أن تسترسل التومة) قامت عزيزة (بلكزها) حتى تسكت وهمست لها فى أذنها قائلة : - إنتى غبيانه ؟ إنتى عاوزة الحالة تجيهو تانى ؟ يعنى عاوزة تجيبى (سيرة النار) دى للفكى قدامو - كلامك صحى والله قربت اغلط (ثم مخاطبة الفكى) : - يا سيدنا موضوع الحاج ده إلا أكلمك بيهو براك ... وبالفعل قامت (التومة) بقص الحكاية من الألف إلى الياء للفكى (أب صاجات) بعيداً عن مكان (حاج مبارك) ثم عاد (أب صاجات) وجلس على (الفروة) من جديد لمعاينة المريض .. - (وهو يمسك بالسبحة) : الهاج إسمو منو - مبارك - أمو إسمو منو - نفيسة - (وهو يسبح ويتمتم بكلمات غير مفهومة لدقائق ثم يتوقف فجأة) : الهاج ده إندو أمل - أها و(العمل) ده بتطلعو يا سيدنا؟؟ ويبقى كويس زى زمان - ايوة نتلأو قالها وهو يقوم بالكتابه بحبر اسود على قطع من الورق الابيض الناصع ثم يدخل يده فى إناء قديم ليخرج بعض (الاعشاب) الصغيرة ينثرها فوق قطع الورق التى تمت الكتابه عليها ثم يقوم (بتطبيقها) فى شكل بخرات ثم يناولها للتومة قائلاً بينما (حاج مبارك) يجلس فى هدؤ : - بخرات ده .. بخرة السباه .. بخرة الأصر .. بخرة بالليل .. لاكين لمن تجى (تأملو) لازم فى (هاجه) تسويهو - حاجت شنو؟ - لازم تولأو (نار) شديد
كسرة : وأطفأ (حاج مبارك) النار بقلبه الذى (توقف) بعد 16 عام من العذاب !!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سيناريوهات : النار ولعت (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
أستاذي جبرة منذ أن تعرفت على هذه الكتابات " السيناريوهات " وكلما قرأت نصاً رأيت المشهد الدرامي مكتملاً حتى الممثلين ميذتهم , وكانت مشاهد غايه في الإحكام من حيث السيناريو و الأداء والإخراج , أتسائل: لماذا لا يتم إنتاج هذه الأعمال في إطار درامي تراعى فيه كل الجوانب الخاصه بالأعمال الفنية الجيدة ؟ أتمنى أن تخرج هذا الأعمال للنور يوماً ما . أعلم أن هذه الأعمال ستواجه عثرات وعراقيل من قبل البعض ولكن المبادرة شيء جيد .
شكراً أستاذنا جبره على هذه التصاوير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سيناريوهات : النار ولعت (Re: الفاتح يوسف جبرا)
|
الحمد لله أن الحاج مبارك لم يستلم الريموت ويجلس قبالة التلفزيون ويتوقف عند الTop 10 ويستمع لأغنية : " ناري نارين ..ناري من جماااااااااالو .." " ناري نارين ألبي إيه جاراااااااااالو.. "..
هييييييييييييييييييع ولاااااااااااا نار واحدة نارين عدييييييييييييل كده .. هيييييييييييييييييييع تايتانك .. شكراً أستاذنا الفاتح جبرة
| |
|
|
|
|
|
|
|