ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مطر قادم محمد(مطر قادم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2006, 10:16 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم


    هادن الجماعات السلفية وعاد الي تحريم
    التماثيل التي حللها الإمام محمد عبده:
    مفتي الديار المصرية يعيد المجتمع إلي العصر الجاهلي!


    أحمد وائل
    نحو مائة عام تفصل بين فتوي الإمام محمد عبده باجازة اقتناء التماثيل وبين فتوي الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية بتحريمها. وكأن المكتوب علينا ان ندور لنعود في كل مرة الي ما قبل نقطة الصفر!
    والفتوي دائما هي السلاح الذي يستخدمه البعض في فرض آرائهم التي يرون انها الأصح والأصوب، وما حدث مع فتوي تحريم التماثيل قابل للتكرار بحيث يكون الشكل الأمثل للبعض لتحريم الفن.
    يبدأ السيناريو من رفض بعض الأشخاص ذوي الطبيعة المحافظة لفكرة الابداع، لايعتقد هؤلاء ان الفن يستحق الحكم عليه بقواعد نابعة من منطقه وعالمه بقدر ما يستحق ان يخضع مثل غيره لقواعد دينية، يعود هذا الي عدم فهم الشارع المصري للابداع واهميته وطبيعته كعالم مستقل عن الواقع.
    يتطور سيناريو الرفض بشكل مفاجيء ليصل الي طلب الفتوي وهو ما حدث عدة مرات في السنوات الأخيرة في عملية استدعاء للمؤسسة الدينية لتصبح طرفا في عملية الابداع، والمشكلة الاخري ان تلك المؤسسة قد تعيد بناء علي فهمها للفقه وبناء علي سؤال طالب الفتوي­ هدم ما استقر، وهو ما حدث في الفتوي الخاصة بالتماثيل، وذلك يعيدنا مرة اخري الي نقطة الصفر، فبدلا من فتح الباب امام مزيد من الابداع نعود ونتوقف لنسأل عن البديهيات!
    تأتي الفتوي في العادة اجابة علي سؤال موجه من فرد­ فهل يتم التعامل معها علي انها ملزمة للجميع؟
    نسأل د. احمد يوسف سليمان­ رئيس قسم الشريعة بدار علوم­ فيجيب قائلا: ان الفتوي التي تحمل صيغة أو سؤالا شخصيا لابد ان تأتي بشكل يتفق مع هذا بمعني ان تصدر بصيغة مثل 'فيما يتعلق بالقضية الخاصة بك التي طرحتها في السؤال نوصي ب..'. اسأله وهل تكون الفتوي بهذه الصيغة ملزمة لكل مسلم؟ يجيبني قائلا ان الفتوي بشكل عام غير ملزمة، ولكن الفتوي حسب الصيغة التي اقترحها لايلتزم بها من يري في نفسه عدم تطابق ظروفه مع ظروف طالب الفتوي.. ويضيف سليمان ان المفتي يجيب في الفتوي حسب علمه وفهمه لامور الدين، بمعني ان ما يصدره من فتاوي من المحتمل ان يكون خاطئا من وجهة نظر علماء دين اخرين.
    هناك فتاوي ومنها حكم وجود التماثيل في المنازل والتي تبدو كأحد اشكال الضغط من جانب الأفراد والجماعات المحافظة علي المجتمع والمبدعين فهل توجد ضوابط لسؤال الفتوي. وهل يجيب المفتي علي اي سؤال؟ يجيب د. سليمان: المفتي بالطبع يستند الي اراء فقهية، ولكن المسألة ليست ثابتة فقد يأتي مفتي ليحرم موضوعا ويأتي مفتي اخر في فترة تالية فيحلله وهذا ما حدث في مشكلة التماثيل في التناقض بين فتوتي الامام محمد عبده والدكتور علي جمعة ويشرح د. سليمان سبب ذلك قائلا ان المفتي لايجيب علي اي طلب فتوي، بل يصدر فتواه علي ما يري انه مناسب ومتفق مع علمه وفهمه للدين، ولكنه يحافظ في جميع ما يصدره من فتاوي علي اتفاق الفتوي مع الفكر السائد في المجتمع. اسأله هل تري ان هذا قد يسمح بتمرير بعض تحكمات ما يسمي بالقوي المحافظة في المجتمع عن طريق الفتوي؟ يجيب بأن المفتي لم يهادن هذا التيار ولكنه راعي أن التيار الفكري السائد في المجتمع الآن هو التيار السلفي.. كما انه­يقصد المفتي­ يسعي الي الحفاظ علي وحدة الصف.
    ويضيف.. سليمان: هناك فارق كبير بين فتوي الامام محمد عبده، وفتوي د. علي جمعة، فالأولي صدرت عن شخص مجدد، وفي عصر كان يتسم بالتنوير فأتت فتواه منتمية لمناخ هذا العصر بينما فتوي جمعة أتت مقتضبة لاننا اصبحنا نعيش في عصر تميزه سرعة الايقاع كما ان المتلقي للفتوي اصبح لايحب الاسهاب في الشرح بقدر ما يريد ان يعرف النتيجة.
    استنكر الفتوي
    د. عبدالصبور شاهين استنكر الفتوي قائلا اذا كان المفتي يري ان وجود التماثيل لغرض الزينة حرام فماهو الغرض الذي يريده منها هل يريدها ان تعبد!. ويضيف ان المشكلة ليست في صدور الفتوي بل هي غياب التنوير عن مصدري الفتاوي، كما ان لغة الوصف غير مناسبة لروح العصر، الفاظ من عينة المصورون، والتمثال.. فالتمثال.. لم يعد رمزا للوثنية بل اصبح رمزا فنيا وحضاريا.
    اسأله هناك تناقض بين فتوي جمعة وفتوي عبده ما سبب ذلك؟ يجيب مصدر الفتوي رقم '68' لم يقرأ فتوي


    الامام محمد عبده.


    د. محمد عمارة في كتابه 'الاسلام والفنون الجميلة' يقول معلقا علي وجود التصوير في القرآن الكريم كدليل علي جواز التصوير في الاسلام.
    'وهكذا.. وعلي هذا النحو تناثر في القرآن الكريم تلك 'الصور' التي نتسد الافكار وترسم المعقولات وتحول المعاني الي لوحات فنية تقرأ باللسان، وتري بالبصيرة، وترتسم في المخيلة.. وتكاد ان تلمسها الحواس التي تستشعر جمال اعجاز القرآن الكريم..
    وهكذا.. تتحالف هذه السبل من التعبير الجمالي والتربية الجمالية، مع صريح موقف القرآن من التماثيل، كنشاط جمالي، علي بيان الموقف الحقيقي للقرآن الكريم من فنون التشكيل الجمالي­ رسما. ونحتا وتصويرا­.. وهو الموقف الذي يري فيه نعمة من نعم الله واية من آياته، اذا أمن الناس الشرك والتعظيم لغير الله'.
    ويضيف عمارة معلقا علي أسباب وجود أراء رافضة لاتصال الاسلام بالفنون مثل النحت والتصوير.. 'لنا ان نشير الي موقف الفقهاء من هذه القضية.. قضية 'الفنون الجمالية'، و'فنون التشكيل' علي وجه الخصوص.. فمن المهم ان ننبه علي ان كثيرين من الفقهاء المقلدين في فكرنا الاسلامي قد انحازوا الي صف التحريم لهذه الفنون، وان هؤلاء الفقهاء 'المقلدين'، الذين اختاروا موقف 'المنع.. او الكراهة.. او التحريم'.. قد وقفوا، ووقف بهم 'التقليد' عند حرفية وظواهر المأثورات التي منعت او حرمت هذه الفنون، دونما تأويل او تعليل لها، ولم ينحازوا الي المأثورات التي اباحها.. وذلك فضلا عن انهم لم يقدموا التفسير الذي يربط المأثور بملابسات قوله، وبالعلة والحكمة التي يجب ان يدور معها حكمه وجودا وعدما'.


    في مجلة المنار


    وفي السطور التالية ننشر الفتوي رقم 68 للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وفتوي الامام محمد عبده و رغم اختلاف ما انتهيا إليه ولكنهما يخصان الموضوع نفسه.. موضوع التماثيل، ونترك للقاريء المقارنة بينهما. جاءت فتوي د. علي جمعة تحت عنوان: حكم وجود التماثيل في المنازل لمجرد الزينة وردا علي سؤال: هل وجود تماثيل في المنازل لمجرد الزينة حلال أو حرام؟
    وهذا نصها:
    روي البخاري ومسلم عن مسروق، قال دخلنا مع عبدالله بن مسعود بيتا فيه تماثيل فقال لتمثال منها تمثال من هذا قالوا تمثال مريم قال عبدالله قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون'. وفي رواية الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة. يقال لهم احيوا ما خلقتم فهذا النص صريح في ان صنع التماثيل معصية وعليه فلا يجوز تزيين المنزل بالتماثيل. والله سبحانه وتعالي اعلم.
    علي العكس من هذا جاءت فتوي الامام محمد عبده مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت وهو كان يعلم اهمية الفن والجمال وقد كتب لمجلة المنار عن زيارته لجزيرة 'صقلية' واصفا المتاحف والأديرة والكنائس ومواقع الاثار.
    وفتواه نقرؤها في كتاب 'الاسلام والفنون الجميلة لمحمد عمارة.. حيث يقول: 'وربما تعرض لك مسألة عند قراءة هذا الكلام، وهي: ما حكم هذه الصور في الشريعة الاسلامية: إذا كان القصد منها ما ذكر، من تصوير هيئات البشر في انفعالاتهم النفسية. واوضاعهم الجسمانية؟ هل هذا حرام؟ أو جائز؟ أو مكروه؟ أو مندوب؟ أو واجب؟.. فأقول لك..


    أيام الوثنية


    إن الراسم قد رسم، والفائدة محققة لانزاع فيها، ومعني العبادة وتعظيم التمثال او الصورة قد محي من الأذهان. فإما ان تفهم الحكم من نفسك، بعد ظهور الواقعة، وإما ان ترفع سؤالا الي 'المفتي'. وهو يجيبك مشافهة­ (لاحظ ان المفتي هو المتكلم.. وهذا جوابه؟!)­.. فاذا أوردت عليه حديث 'ان اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون'. أو ما في معناه مما ورد في الصحيح فالذي يغلب علي ظني انه سيقول لك:
    إن الحديث جاء في أيام الوثنية، وكانت الصور تتخذ في ذلك العهد لسببين: الأول: اللهو. والثاني: التبرك بمثال من ترسم صورته من الصالحين. والأول مما يبغضه الدين، والثاني مما جاء الإسلام لمحوه. والمصور في الحالين شاغل عن الله، أو ممهد للاشراك به، فإذا زال هذان العارضان. وقصدت الفائدة. كان تصوير الأشخاص بمنزلة تصوير النبات والشجر في المصنوعات، وقد صنع ذلك في حواشي المصاحف. واوائل السور. ولم يمنعه احد من العلماء، مع ان الفائدة في نقش المصاحف موضوع النزاع. أما فائدة الصور فمما لانزاع فيه. علي الوجه الذي ذكره.
    أما اذا اردت ان ترتكب بعض السيئات في محل فيه الصور. طمعا في ان الملكين الكاتبين، أو كاتب السيئات علي الأقل لايدخلان محلا فيه صور كما ورد. فإياك ان تظن ان ذلك ينجيك من احصاء ما تفعل؟!.. فإن الله رقيب عليك وناظر اليك حتي في البيت الذي فيه صور، ولا أظن ان الملك يتأخر عن مرافقتك اذا تعمدت دخول البيت الذي فيه صورا؟!..
    ولايمكن ان تجيب المفتي. بأن الصورة علي كل حال. مظنة العبادة. فإني اظن انه يقول لك إن لسانك، ايضا. مظنة الكذب، فهل يجب ربطه؟! مع انه يجوز ان يصدق. كما يجوز ان يكذب؟!
    وبالجملة، فإنه يغلب علي ظني ان الشريعة الاسلامية ابعد من ان تحرم وسيلة من افضل وسائل العلم. بعد تحقيق انه لاخطر فيه علي الدين، لا من جهة العقيدة ولا من جهة العمل.. وليس هناك ما يمنع المسلمين من الجمع بين عقيدة التوحيد ورسم صورة الانسان والحيوان لتحقيق المعاني العلمية وتمثيل الصور الذهنية.
    ذلك التشوش الدائم في نظرة بعض رجال الدين للفن لايصيب المجتمع وأفراده فقط بالحيرة وانما ينتقل احيانا الي المبدعين.. وهذا ما نجده في تجربة النحات الشاب احمد عسقلاني يقول: مشكلة النحت انه لايوجد نص صريح يضع ضوابط للتمثال المثالي، او الذي لايتعارض مع الشرع، ويضيف انه كان يطارد رجال الدين لفترة طويلة ليجد اجابة شافية لسؤال هل النحت حلال أم حرام؟ ورجحت معظم الاجابات كفة الحرام­ هذا ما يؤكده عسقلاني وقد اختلفت اشكال التفسير لكن معظمها كان يقول ان النحت حرام لانه يجسد ملامح الانسان مما يضعه في شبهة محاكاة خلق الله سبحانه وتعالي ولانه يقدم صورة مطابقة لحجم الانسان الحقيقي مما يعد تعظيما لغير الله يقول عسقلاني انه خلص من تلك التجربة الي ان ينحو في منحوتاته الي التجريد.
    وصول عسقلاني الي التجريد لم ينه قلقه، لأن هذا القلق تطور الي هاجس يجعل من التوتر احدي صفات عالمه وغالبا سيزيد توتره هو وآخرين بعد صدور الفتوي رقم '68' الخاصة بحكم وجود التماثيل في المنزل، والتي اصدرها مفتي الجمهورية د. علي جمعة.


    نقلا عن اخبار الادب المصرية الاحد 2006-4-2





























    (عدل بواسطة مطر قادم on 04-02-2006, 10:21 AM)

                  

04-04-2006, 08:11 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    فوق
                  

04-04-2006, 03:58 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    فى جريدة القاهرة الصادرة اليوم 4-4-2006جمال عمر
    يرصد رؤية الفكر الإسلامي للنحت والتصوير

    القرآن الكريم لم يرفض النحت ولا التصوير بل حرّم اتخاذهما وسيلة لصنع آلهة تعبد.. ولم يذكر التماثيل في موضع نهي عن صنعها.. بل ذكر الأصنام
    * صور المعبودات عند العربي الجاهلي متعددة.. تشمل الأرباب والآلهة والطواغيت.. وتنوعت أشكالها من تمثال إلي شجرة.. إلي حجر * الجاهليون اتخذوا مع «الكعبة» بيوتًا أخري يعظمونها ويعينون لها سدنة وحجابًا ويطوفون بها وينحرون عندها كانت تعرف بـ «الطواغيت» * قريش تسعي لتأكيد سيادتها الدينية والتجارية.. فتقرر إقامة 360 صنمًا تتعبد لها القبائل الشهيرة حول الكعبة.. لتشجع حركة السياحة إلي مكة.. وتروج لصناعة وتجارة الأصنام * القرآن الكريم لم يعترض علي التمثال الذي صنعه بنو إسرائيل للعجل.. بل اعترض علي عبادتهم له من دون الله *.. واعتبر من معجزات النبي عيسي عليه السلام أنه كان يخلق من الطين تمثالاً كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرًا * الرسول (ص) حال دون محو صورة المسيح وأمه (عليهما السلام) من فوق جدار الكعبة بعد الفتح.. وظلتا قائمتين عليه لسنوات طويلة * الذين يقولون إن الصور محرمة لأنها محاكاة لخلق الله تعالي يلزمهم تحريم تصوير الشجر والجبال والأنهار والشمس والقمر والنجوم.. وكلها مما خلقه الله عز وجل * المسلمون فتحوا بلدانا كانت لها تماثيل ومنحوتات.. فلم يحطموها أو يحرموها.. بل سعي حكامهم لتزيين بيوتهم بالصور والمنحوتات والزخارف
    يصعب الحديث عن نحت وتصوير للعرب الجاهليين ـ أي عرب الحجاز وليس عرب الجنوب في اليمن ـ بالمفهوم المعاصر الآن للنحت والتصوير، بل إن الحديث يستدعي تلقائيا الحديث عن عبادة الأصنام عند العرب لأنها ارتبطت بصناعة التماثيل، والتعبد لها والتجارة فيها.
    وحتي نستطيع أن نفهم بصورة أوضح ما الذي جاءت النصوص الدينية الأساسية برفضه والنهي عنه، علينا وضع هذه النصوص في سياق عصرها وتاريخها الذي نزلت فيه وتفاعلت معه لتغيره. فقد كان في الجزيرة العربية أنواع مختلفة من الأديان ولكننا سنركز علي عبادة الأصنام.
    أرباب وآلهة وطواغيت
    تعددت صور المعبودات عند العربي الجاهلي، فمن «أرباب» الي «آلهة» الي «طواغيت»، وتعددت أشكالها فمن معبود في شكل تمثال الي أخر في شكل حجر الي غيره من صور أشجار، والطواغيت ليست آلهة يتعبد لها البشر، بل هي أماكن للآلهة، وهي تكون موضع تقديس " فالعرب قد اتخذت مع الكعبة «طواغيت» وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة، لها سدنة وحجاب، وتُهدي كما تُهدي الكعبة، ويطاف بها وينحر عندها وتعددت بيوت الآلهة التي يحج اليها العرب في الجزيرة مثل بيت " اللات" وكعبة "نجران" وكعبة "غطفان" ولكن كانت السيادة في الجزيرة لكعبة مكة. كان العرب يعبدون أربابا من دون الله والربوبية هي " تقديس للأسلاف"(1) وهي تختلف عن «الألوهية» حيث يمكننا الحديث عن «رب البيت» و«رب الأسرة»، ولانقول «اله» الأسرة... فالعرب كانوا يقدسون الأسلاف، ومن الأرباب " إساف ونائلة"، وكانا منصوبان علي موضع من زمزم وعن قضيتهما فيما يروي ابن هشام " اتخذوا "اساف ونائلة" رجلا وامرأة من جرهم ـ هو اساف بن بغي ونائلة بنت ديك فوقع اساف علي نائلة في الكعبة: فمسخهما الله حجرين"(2) ونصبا ليكونا عبرة وعظة للناس حتي كان " عمرو بن لحي نقلهما الي الكعبة ونصبهما علي زمزم، فطاف الناس بالكعبة وبهما، حتي عُبدوا من دون الله"(3).
    آلهة غير منظورة
    بجانب الطواغيت والأرباب كانت هناك آلهة في حياة العربي الجاهلي، والألوهية تعني عندهم " الها غير منظور يسكن السماء ومن هناك يتساقط مٍلاط بيته الإلهي من آن لآخر علي هيئة احجار سوداء"(4) فكانوا يتعبدون لهذه الآلهة وأخذت الآلهة أشكال أحجار مصورة وغير مصورة وأشجار ومن الآلهة " العزي" وهي " ثلاث شجرات...بنخلة"(5) وكانت هناك شجرة "ذات الأنواط" وهي شجرة عظيمة خضراء يأتونها كل سنة فيعلقون عليها أسلحتهم ويذبحون عندها يوما.ومن الآلهة المصورة من الأحجار تمثال " هُبل" وهو من أعظم الأصنام شأنا عند عرب الجاهلية" كان من العقيق الأحمر علي صورة انسان مكسور اليد اليمني، فصنعت له قريش يدا من ذهب" وكذلك صنم " مناة" وهو من " أقدم هذه الأصنام "(6).
    لم يستطع كل العرب اتخاذ بيوت أو أصنام للعبادة، فمن لم يستطع" نصب حجرا أمام الحرم وأمام غيره مما استحسن ثم طاف به كطوافه بالبيت...... فكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا، أخذ أربعة أحجار فنظر الي أحسنها فاتخذه ربا وجعل ثلاث أثافي لقدرة فاذا ارتحل تركه، فاذا نزل منزلا آخر، فعل مثل ذلك فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون اليها"(7).
    ومن أشهر هذه الآلهة الحجرية " اللات". و يورد الأزرقي عن "ابن عباس أن رجلا ممن كان يقعد علي صخرة لثقيف يبيع السمن من الحاج (الحجاج) اذا مروا فيلت سويقهم (يبخس بضاعتهم) فسميت صخرة اللات فمات... فلما فقده الناس قال لهم عمرو بن ربيعة أن ربكم اللات قد دخل جوف الصخرة"(. وكانت صخرة مربعة أقيم عليها بناء وقامت علي سدانتها ثقيف"(9) بل إن العربي الجاهلي قد يختار الأحجار الغريبة فيتعبد لها فاذا رأي حجرا أفضل وأعجب به ترك الحجارة القديمة وأخذ الحجارة الجديدة.
    بل كانت قبائل العرب تتعبد لمجموعة من معبودات الأمم السابقة، كقوم نوح.. منها: "سواع" بأرض ينبع، وقد قام بنو "لحيان" علي سدانته، واتخذت قبيلة "كلب" بمنطقة دومة الجندل: "ودا" واتخذت مذح وأرض: "جرشي" "يغوث" واتخذت.. قبيلة حيوان: "يعوق" واتخذت حمير: "نسرا"(10).
    كان لانتشار عبادة الأصنام في جزيرة العرب، واختلاف أنواع وأشكال الأصنام من طواغيت وأشجار وأحجار مصورة وغير مصورة، أن سعت قريش لتأكيد سيادتها الدينية والتجارية ورغبة في جذب وفود الحجاج لمكة وما يدره ذلك من انتعاش للتجارة والارتباط بعلاقات طيبة مع القبائل حتي تستطيع أن تحمي طرق تجارتها المارة عبر الصحراء فأقامت حول الكعبة ثلثمائة وستون صنما حيث وضعت قريش أصنام القبائل الشهيرة حول الكعبة حتي اذا أتوا مكة وزاروا الحرم وجدوا معبوداتهم فأولوها احترام وتقديسهم، وكان لوضع هذه الأصنام حول الكعبة جانب آخر هو انتعاش تجارة الأصنام في مكة حيث يأتي الحاج الي مكة ويعود حاملا معة صنما يتعبد له فكانت تجارة رائجة.
    الدعوة والأوثان
    جاءت الديانة الاسلامية بدعوة أساسية للتوحيد ـ توحيد العبادة لله ـ والتنزيه ـ تنزيه الله عن كل نقص ـ لذا دخل القرآن والرسول الكريم في جدل مع معتقدات المشركين لتغييرها فنجد القرآن يدلل علي عجز آلهة العرب قال تعالي قل هل في شركائكم من يبدأ الخلق يم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأني تؤنكون "قل هل من شركائكم من يهدي إلي الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أم من لايهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون" (يونس 34ـ35) فهذه الآلهة التي أنتم لها عاكفون لاتستطيع أن تبدأ الخلق ولاتستطيع أن تهدي للحق فكيف تكون لها العبادة من دون الله الذي يبدأ الخلق ويهدي الي الحق.بل انهم يعبدون مالا يضرهم ولا ينفعهم ويتعللون أن هذه الأصنام تشفع لهم عند الله (نفس السورة) ويدعون أنها تقربهم الي الله (من سورة الزمر3).
    لقد اعترض المشركون علي توحيد الآلهة والعبادة لإله واحد (ص5 ـ وحذرهم القرآن من العذاب ولكن بشرهم أيضا بالفوز في الآخرة، وكانت قريش في طوافها بالكعبة تقول: "واللات والعزي ومناة الثالثة الأخري فانهن الغرانيق العلي وان شفاعتهن لترتجي»، كما كانوا يقولون: «بنات الله وهن يشفعن اليه.. فيناقشهم القرآن " أفرأيتم اللات والعزي ومناة الثالثة الأخري ألكم الذكر وله الأنثي تلك اذن قسمة ضيزي ان هي الا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان" (النجم 19 ـ 23)، وكان من مبرراتهم أن الله لوشاء أن لايعبد غيره فهو قادر علي فعل ذلك ويرد القرآن، أنه ما علي الرسل الا البلاغ (انظر: النحل 35).
    فالعرب تتملكها طبيعة تجسيدية للآلهة ففيما يروي عن الحارث بن مالك " ونحن نسير مع النبي (ص) اذا شجرة عظيمة خضراء من جانب الطريق قلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط فقال لهم رسول الله(ص) الله أكبر الله أكبر، قُلتم والذي نفس محمد بيدة كما قال قوم موسي: اجعل لنا الها كما لهم ألهة قال انكم قوم تجهلون.. (الآية). انها السنن سنن من كان من قبلكم"(11)، وقد عرض القرآن لقصص عديدة من الأمم السابقة لاعطاء الأمثال والعبرة. فنجد قصة ابراهيم مع أصنام قومه فهو يدعو الله أن يجنبه هو وبنية عبادة الأصنام في سورة ابراهيم (35 ـ 36) ويعرض القرآن لجدله مع أبية (الشعراء70 ـ 76) واقرأ جدل النبي صالح عليه السلام مع قومه ( الأعراف 190 ـ 197) وجدل موسي مع قومة.بل ان القرآن يتكلم عن الحوار بين المشركين والآلهة يوم القيامة حيث تتنصل الآلهة من الذين عبدوها من دون الله (يونس28 ـ 29).
    من هذا فان الدعوة الاسلامية رفضت تجسيد الآلهه سواء كان ذلك في شكل تمثال من الحجر المصور أوحجر غير مصور أو شجرة أو بيت يقدس ورفضت الدعوة الاسلامية تعدد الآلهة ودعت الي التوحيد والتنزيه لله خالق الكون بمخلوقاته وهذا هو موقف الدعوة الاسلامية النظري في مرحلة الضعف، ذلك الموقف الذي تغير في مرحلة قوة الاسلام وقوة شوكته فسعي لهدم الأصنام والقضاء علي هذه العبادة وذلك الشرك... وبالتالي ما يترتب علي هذه العبادة من صناعة للتماثيل وما يقوم عليها من تجارة وكانت رائجة في مكة، ففي فتح مكة سنة (8 هـ 629م)" دخل المسلمون مكة، وسار رسول الله الي الكعبة وطاف بها سبع مرات، ثم أمر بإزالة التماثيل والصور وتحطيم الأصنام وخرج المسلمون الي القبائل المحيطة يحطمون الأصنام ليعلوا كلمة الدعوة الاسلامية.
    في النحت نصوص القرآن
    يستدعي الحديث عن موقف نصوص القرآن من النحت والتصوير الحديث عن العجل الذي صنعه قوم موسي من حُليهم وغضب الله عليهم بسببه، وبنو اسرائيل كانوا يريدون أن يكون الله مجسدا أمامهم ويذخر القرآن بآيات جدلهم مع موسي عليه السلام "أتوا علي قوم يعكفون علي أصنام لهم قالوا ياموسي اجعل لنا إلها كما لهم آلهه" (الأعراف 13، فهذه النزعة الحسية التجسيدية لله بالاضافة الي الغواية التي تعرضوا لها جعلتهم يصنعون من حُليهم عجلا جسدا له خُوار" واتخذ قوم موسي من بعده من حُليهم عجلا جسدا له خُوار" (الأعراف 14 فالقرآن لم يعترض علي صنعهم العجل بل الاعتراض علي اتخاذهم للعجل المصنوع الها يتعبدون له من دون الله، ويدعم هذا الاستنتاج تكملة الآية والتساؤل " ألم يروا أنه لايكلمهم ولا يهديهم سبيلا" فهذا التساؤل واستخدام لفظ اتخاذهم، الذي تكرر أيضا في الآية (الأعراف 152).. ان القرآن لم يرفض تصويرهم وصنعهم للعجل بل رفض اتخاذهم له اله من دون الله.
    القرآن يحدثنا في جانب آخر عن فضل الله علي النبي داود عليه السلام بأن سخر الله له الجبال والطير وكذلك " ألان الله له الحديد " وذلك بأن يلين له من غير احماء في النار، واستطاع داود أن يعمل سابغات ـ وهي دوروع كاملة ـ واستطاع أن يعمل قدرا من السرد ـ السرد نسيج الدروع وهو عبارة عن تداخل الحلق بعضها في بعض، والمعني دبر نسجها بتقدير مناسب لتكون متقنة مُحكمة (سبأ10 ـ 11)، ويتحدث القرآن علي فضل الله علي النبي سليمان عليه السلام " يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات" (سبأ 12 ـ 13) والمحاريب ـ أبنية عالية ـ تماثيل ـ وصور ـ جفان كالجواب ـ وصحاف واسعة كالحوض ـ وقدور راسيات ـ ثابتات حيث توضع لعظم حجمها"(12).بل من فضل الله علي عيسي عليه السلام أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله(آل عمران49)وأيضا والله من أسمائه اسم المصور ( الحشر 24) فهو المصور لكل المخلوقات التي نعلم عنها والتي لانعلم.والله كذلك هو الذي يصورنا في الأرحام (آل عمران60) والله هو خلقنا وصورنا(الأعراف110)لم يقف الأمر عند خلقنا وتصويرنا بل لقد أحسن الله تصويرنا (غافر64). هناك جانب آخر لموقف القرآن من النحت والتصوير وهو تلك الصور والمشاهد البلاغية العظيمة التي يزخر بها القرآن فيعرض قصص الأنبياء ومشاهد العذاب والأمثال التي ضربها، لأن صناعة العرب الأولي هي الكلام، فكانت معجزة محمد (ص) من جنس تفوقهم كما حدث مع الأمم السابقة ورسلهم وأنبيائهم، ولأن النحت والتصوير لم يكن لهما دور عند العرب فلم يكن الأعجاز في التصوير المادي كما فعل داود وسليمان وعيسي بل اعجاز الاسلام في التصوير البلاغي ذلك الجانب الذي يحتاج الي دراسات كثيرة لكشف هذه الصور وتلك المشاهد في القرآن وبناء علي ما سبق فإن القرآن لم يرفض النحت ولا التصوير بل رفض اتخاذها وسيلة لصنع آلهة تعبد من دون الله فلم يذكر التماثيل في موضع نهي عن صنعها بل ذكر الأصنام الأنصاب والطواغيت وهي بعض أدوات الشرك بل وذكر الآلهة بالاسم كا للات والعزي ومناة.......الخ"وذكر القرآن أن الله قد تفضل علي بعض رسله وأنبيائه بتيسير صنعهم للتماثيل والمحاريب والدروع وألان لهم الحديد وأسال لهم عيونا من النحاس ويسر لهم أن يخلقوا من الطين كهيئة الطير والله هو المصور الأعظم الذي صور كل مافي الوجود.
    الصور والتماثيل في الكعبة
    والقائلون بأن الدعوة الاسلامية حرمت النحت والتصوير يستندون أساسا علي الأحاديث المنسوبة للنبي، وليس علي آيات القرآن الكريم إلا بطريق غير مباشر. فبدءا بمسألة اخراج الصور من داخل الكعبة بعد فتح مكة عام (8 ه ـ 629م) حيث يورد البخاري (194 ـ 256/813 ـ 875)م في باب الحج " أن رسول الله (ص) لماقدم، أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأُخرجت فأخرجوا صورة ابراهيم واسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله (ص) قاتلهم الله أما علموا أنهما لم يستقسما بها قط فدخل البيت فكبر في نواحية" نجد هنا ابن عباس يشير إلي أن ما أُخرج تصوير العرب النبي ابراهيم وولده اسماعيل وفي أيديهما الأزلام والتي قد رفضت الدعوة الاسلامية الاستقسام بها واعتبرتها رجسا من عمل الشيطان، ويعيب النبي علي مشركي العرب تصوير نبي الله يفعل شيئا لم يفعله وينافي الدعوة الاسلامية.
    بل هناك رواية يرويها الأزرقي ت (223 هـ 842م) تعطي تفصيلا أكثر فيقول عما بداخل الكعبة في فتح مكة: جعلوا في دعائمها صور الأنبياء، وصور الشجر وصور الملائكة فكان فيها صورة ابراهيم خليل الرحمن شيخ يستقسم بالأزلام، وصور عيسي بن مريم وأمه، وصور الملائكة عليهم السلام أجمعين فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله (ص) فارسل الفضل بن عباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم أمر بثوب وأمر بطمس تلك الصور فطمست. قال: وضع كفيه علي صورةعيسي بن مريم وأمه عليهما السلام وقال: امحوا جميع الصور الا ماتحت يدي فرفع يديه عن عيسي بن مريم وأمه ونظر الي صورة ابراهيم فقال:قاتلهم الله جعلوه يستقسم بالأزلام مالإبراهيم وللأزلام"(13). وتذكر الرواية أن هاتين الصورتين ظلتا بالكعبة بعد ذلك فترة من الزمن " عن ابن عائد المغازي أن صورتي عيسي وأمه عليهما السلام بقيتا حتي رآها من أسلم من نصاري غسان فقال: انكما ببلاد غُربة فلما هدم الزبير البيت ذهبتا فلم يبق لهما أثر"(14) ويورد الأزرقي بسنده عن وجود تمثال لعيسي وأمه وظلا الي عصر ابن الزبير وكان سنة (63 هـ 684م) (15). هذه الروايات باختلاف مصادرها تُشير الي جزء مشترك هو محو الرسول(ص) كل ما له صلة بعبادة الأصنام وماهو موضع تقديس من دون الله ولم تُشر من قريب أو بعيد لتحريم صنع التماثيل ولا الصور بل لاستخدامها كما ورد عن تعليق النبي(ص) علي تصوير العرب لابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام وكان ذلك يدعم عبادة الأصنام والشرك اللذين جاءت الدعوة الاسلامية للقضاء عليهما.
    الأحاديث والتصوير
    من الأحاديث التي تروي عن عائشة رضي الله عنها ما يرويه البخاري " انها اشترت نمرقة ـ الوسادة الصغيرة ـ وبها تصاوير فقام النبي (ص)بالباب فلم يدخل، فقلت أتوب الي الله مما أذنبت قال: ماهذه النمرقة؟ قلت لتجلس عليها وتوسدها؟ قال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة: يقال لهم أحيوا ماخلقتم، وان الملائكة لا تدخل بيتا فيه الصور"(16) ويتضامن مع ذلك ما روي عن ابن عباس: "لاأحدثك الا ما سمعت من رسول الله (ص) يقول: من صور صورة فإن الله معذبه حتي ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا فربا الرجل ربوة شديدة، واصفر وجهه فقال: ويحك أن أبيت الا أن تصنع فعليك بهذا الشجر: كل شيء ليس فيه روح".
    هذان الحديثان يثيران عدة مسائل منها: عذاب المصورين يوم القيامه ومسألة عدم دخول الملائكة بيتا فيه صور ومسألة أمر الله المصورين باحياء ماخلقوا.
    > بالنسبة لمسألة عدم دخول الملائكة بيتا فيه صور نعرض لموقف الامام محمد عبده في أسلوبه الرشيق في الرد علي ذلك حيث قال: " اذا أردت أن ترتكب بعض السيئات في محل فيه صور طمعا في أن الملكين الكاتبين، أو كاتب السيئات علي الأقل لا يدخل محلا فيه صور، كما ورد في حديث الملائكة لا تدخل فيه كلب ولاصورةفإياك أن تظن أن ذلك ينجيك من احصاء ما تفعل فان الله رقيب عليك وناظر اليك حتي البيت الذي فيه صور ولا أظن الملَك يتأخر عن مرافقتك اذا تعمدت دخول البيت لأن فيه صورا".
    > وعن المسالة الثانية يقول " إذا أردت حديث " أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " أو ما في معناه مما ورد في الصحيح فالذي يغلب علي ظني أن الحديث جاء في أيام الوثنية وكانت الصور تُتخذ في ذلك العهد لسببين: الأول اللهو والثاني التبُرك بمثال من تُرسم صورته من الصالحين والأول ممايبغضه الدين والثاني مما جاء الاسلام لمحوه والمصور في الحالين شاغل عن الله أو ممهد للاشراك به فإذا زال هذان العارضان وقصدت الفائدة كان تصوير الأشخاص بمنزلة تصوير النبات والشجر في المصنوعات وقد صنع ذلك في حواشي المصاحف وأوائل السور ولم يمنعه أحد من العلماء مع أن الفائدة في نقش المصاحف موضع نزاع أما فائدة الصور فلا نزاع فيه" (17).
    وبالنسبة لنقطة أمر الله للمصورين أن يحيوا ماخلقوا "معناه أن الله تعالي يظهر للمصورين عجزهم يوم القيامة تمهيدا لعقابهم علي مساعدة الناس بتصاويرهم علي عبادة غيره" سبحانه وتعالي.
    هناك حديث آخر أورده البخاري في أحاديثه، أن عائشة قالت: " قدم رسول الله (ص) من سفر وقد سترت سهوه (الطاقه) لي بقرام (الستر) فيه تماثيل فلما رآه رسول الله (ص) تلون وجهه وقال: ياعائشة أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. قالت: فقطّعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين "لأن المشركين كانوا يعلقون الصور وينصبونها للتعبد فلما جعلت منه وسادة استعملها النبي ولم يبال بالصور التي فيها لأنها محاكاة لخلق الله تعالي" (1.
    ومن يقول ان علة تحريم التصوير واتخاذ الصور هو محاكاة خلق الله تعالي يلزمه تحريم تصوير الشجر والجبال والأنهار والأرض والشمس والقمر والنجوم والآلات والأدوات والدوائر والخطوط....الخ ولم يحرموه وكلها من خلق الله فالرفض الأساسي هو رفض عبادة المنحوتات والاشراك بالله.
    نقطة أخري وهي أن الصور والتماثيل قد تكون مظنة العبادة ولذلك فدرءا للمفاسد جاء تحريمها، لكن الامام محمد عبده يقول ردا علي ذلك " ان لسانك أيضا مظنة الكذب فهل يجب ربطه مع أنه يجوز ربطه ومع أنه يجوز أن يصدق كما يجوز أن يكذب "(19) ان الأحاديث السابقة اعترضت علي مضاهاة خلق الله أي تجسيم الله في صورة جسم وعذاب المصورين الذين يقومون بذلك وهي دلالات كلها دينية مرتبطة بعبادة الأصنام.
    بل يروي أيضا عنها "أن النبي (ص) قَدم عليها من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها (الطاقة) ستر فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشة (لعب) فقال: ماهذا ياعائشة؟ قالت: بناتي، رأي بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال ماهذا الذي أري وسطهن ؟ قالت فرس قال وماهذا الذي عليه؟ قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة: قالت: فضحك رسول الله (ص) حتي بدت نواجذه" (20).
    الموقف الكلي من هذه الأحاديث هو كما صيغ " ان علة ماورد من الأحاديث أمر ديني محض يتعلق بصيانة العقيدة من لوازم الشرك وشعائره اذ لم يكن يعهد في صدر الاسلام وقبله اتخاذ العرب للصور والتماثيل الاللعبادة، كالذي كان علي الكعبة الشريفة فأزاله النبي (ص) يوم فتح مكة، والنحت والتصوير عند عرب الجاهلية لم يكن فن وأداة التعبير الفني والحوار الاجتماعي كما كان فن الشعر مثلا ولم يكن أداة في خدمة العلم ونقل المعرفة والخبرات كما كان الشعر، أو كما كان النحت والتصوير عند حضارات سابقة مثل الحضارة المصرية القديمة وكذلك بلاد اليونان والرومان بل ان المنحوتات والتصاوير عند العربي الجاهلي أصنام وأوثان تُعبد من دون الله واذا كان الاسلام قد نهي عن عبادة الأصنام فمن الأولي أن ينهي عن صناعتها.
    المسلمون نحتوا وصوروا
    خوفا من عودة العرب لعبادة الأوثان نجدعمر بن الخطاب" رضي الله عنه يقطع الشجرة التي تمت تحتها بيعة الرضوان خوفا أن يقدسها المسلمون، حيث كان من ألهتهم الشجر أيضا ونجد المسلمين حينما اتجهوا للفتوح وانتشارهم في بقاع الأرض لنشر الدعوة الاسلامية، دخلوا بلدانا كانت لها تماثيل ومنحوتات مثل ماكان للحضارة المصرية وقصور الفرس والروم، بل من ملوك الوثنيين من أسلم وكان يمتلك منحوتات ذهبيه فأرسلها هدية لخزانة الكعبة حيث يورد الأزرقي في أخبار مكةعن أحد ملوك التبت الذي أسلم وكان له صنم من ذهب يعبده في صورة انسان فوضع في خزانة الكعبة (21 ).
    سعي الحكام والأغنياء من المسلمين الي تزيين بيوتهم بالصور والمنحوتات والزخارف فيذكر المسعودي في كتاب مروج الذهب أنه كان في دار الخلافة العباسيه في أيام " المنتصر المتوفي (284هـ 862م) صور ملوك جملتهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك وشيرويه بن أبرويز وكانت القصور تزخر بالتماثيل والمنحوتات كما هو الحال في تماثيل السباع بقصر الحمراء في غرناطه بالاندلس.
    في فارس كان لهم تراث فني قديم ولذلك ازدهر التصوير والنحت في المدرسة الفارسية للفن الاسلامي وكذلك المدرسة الهندية المغولية، ولم يزدهر في المدرسة العربية للفن الاسلامي وللدولة الفاطمية أثار فنية فابن قتيبة يذكر في في كتاب عيون الأخبار أن " عبدالله بن زياد صور في دهليزه كلبا وأسدا "بل كانت هناك منافسات يقيمها الأمراء والوزراء بين المصورين (22).
    مع النهضة الحديثةأصبح للتصوير والنحت دور ابداعي ووسيلة من وسائل التعبير الفني فأصبح لصنع التمثال أهداف أخري غير العبادة فالي جانب النواحي الجماليه للابداع فهناك أهداف أخري لعمل التماثيل " تجعل منها تعبيرا عن معان ومضامين ورسالة سامية من الفنان نحو مجتمعه وحضارته منها تخليده لذكري الرموز التي صنعت الحضارة، والتعبير عن قدرات الانسان الابداعية في شتي المجالات العلمية والعلوم الانسانية والطبيعية، تسجل حركة نمو وتطور الحياة برؤي فنية مقصدها قيمة جمالية وتوثيقية للشعوب فقد كانت التماثيل والصور شواهد علي الحضارات القديمة نُقلت من خلال التماثيل والمنحوتات الشاهدة علي عظمتهم. أصبح للرسم دور علمي وتعليمي حيث استخدم في نقل المعارف كما استخدم في رسوم التشريح لدراسة الطب. وأصبح للرسم والتصوير والنحت دور تربوي حيث الصور أقرب لذهن الأطفال والتلاميذ وحثهم علي التعبير عن أفكارهم وبث المعاني والقيم المطلوبة فيهم. وقد اندفع المسلمون يطوعون هذه الفنون وتلك الوسائل في التعبير عن ذواتهم وتجسيد قيمهم في المرحلة الحديثة وازدهرت فنون النحت والتصوير.
    > الحديث هنا عن عرب الحجاز وليس عرب الجنوب في اليمن حيث كانت لهم حضارة وفنون مادية من نحت وتصوير، كشفت عنها أبحاث الأثار وان لم تكن كثيرة.
    (1) سيد محمود القمني ـ الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الاسلامية ـ دار سينا للنشر ـ القاهرة ط (1) ـ 1990م.
    (2) ابن هشام ـ السيرة النبوية ـ ج (1) المكتبة التوفيقية ـ القاهرة ـ تحقيق د.محمد فتحي السرجاني ـ ب ص59.
    (3) المرجع السابق نفس الصفحة هامش 5.
    (4) سيد القمني ـ المرجع السابق نفس الصفحة.
    (5) الأزرقي ـ أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار ـ تحقيق رشدي الصالح ملحس ـ ج (1) دار الثقافة بيروت لبنان مطابع دار الثقافة مكة المكرمة ط (3) 1979ص 126.
    (6) حسن ابراهيم حسنـ تاريخ الاسلام ـ ج(1) مكتبة النهضة المصرية ـ ط(13)1991ص60 وص 61.
    (7) ابن الكلبي ـ عن جواد علي ـ المفضل في تاريخ العرب قبل الاسلام ـ ج (6) دار العلم للكلايينـبيروت ط(3) 1980ص66.
    ( الأزرقي أخبار مكة ص 125.
    (9) حسن ابراهيم حسن المرجع السابق ص61.
    (10) حسن ابراهيم حسن المرجع السابق ج(1)ص62.
    (11) الأزرقي المرجع السابق 130.
    (12) أحمد حنفي نصار القوصي ـ المصحف المفسرـ دار وهدان للطباعة والنشرـ القاهرة ـ 1970ص563 ـ 564.
    (13) الأزرقي ـ أخبار مكة.
    (14) أحمد تيمور ـ عن حسن الباشا التصوير الاسلامي في العصور الوسطيـ دار النهضه العربيةـ القاهرة ـ 1959 ص11.
    (15) الأزرقي ـ المرجع السابق ص117.
    (16) رواه البخاري في باب من كره القعود علي الصور من كتاب اللباس.
    (17) محمد عبده ـ الصور والتماثيل فوائدها وحكمها الأعمال الكاملة ج2 تحقيق محمد عمارة ص205.
    (1 محمد رشيد رضا مجلة المنار 3ذي الحجة 1320هـ.
    (19) محمد عبده الصور والتماثيل فوائدها وحكمها ـ المرجع السابق ص205.
    (20) رواه أبو داود والنسائي: ولقد استنبط البعض من هذه الأحاديث حُرمة النحت والتصوير لما له روح وأباح ما ليس له روح وكذلك اباحة لعب الأطفال مثل فقه السنة للشيخ سيد سابق ج3 ص 369 وهذا الموقف يقوم علي تناقض فكيف تباح لعب الاطفال اليست تصور ماله روح أيضا.
    (21) الأزرقي المرجع السابق ص225.
    (22) محمد عبد الجواد الأصمعي المرجع السابق ص15.

                  

04-04-2006, 04:05 PM

Sobajo
<aSobajo
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 1978

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    فوق

    (عدل بواسطة Sobajo on 04-05-2006, 04:48 PM)

                  

04-04-2006, 04:23 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    نواصل مع جريدة القاهرة الصادرة اليوم 4-4-2006الدكتور حامد عمار

    اجتهدوا في الفقه.. يرحمنا ـ ويرحمكم ـ الله
    عن تحريم الكلاب والتماثيل.. وفتوي صاحب الفضيلة المفتي

    * حيثما تكون مصالح المسلمين.. فثم شرع الله وإعمال العقل فريضة علي كل مسلم.. وهو من تمام الإيمان * التفسير الحرفي للحديث الشريف الذي استند إليه فضيلة المفتي لتحريم اقتناء الكلاب يعسر الحياة علي ملايين من المسلمين من الرعاة والفلاحين وسكان البوادي ويحرم الشرطة من سلاح مفيد لكشف الجريمة * مفهوم النجاسة العالقة بالكلب من الأفكار الخاطئة وليست من صحيح الإسلام والكلاب كانت تتردد علي مسجد الرسول (ص) فلا يطردها * النحت وصنع التماثيل كان يمارس في بيت النبي سليمان.. * أكثر المسلمين جهلاً اليوم لا يمكن أن يخلط بين التماثيل والأصنام
    حامد عمار
    شغلني رأي فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية حول موضوعي الكلب والتماثيل عما كان يعج به رأسي من هموم مهنة التعليم وأوجاعها وتهافت معالجتها، وعما ينوء به مجتمعنا من المآسي والمفاسد، ومن تفاخر بالمليارات التي تجنيها الدولة من بيع ثرواتنا القومية. ويأتي تفسير الحديث الشريف من قبل فضيلته بما معناه (لا تدخل الملائكة بيتاً به كلب أو تماثيل) مؤكداً بأنه يؤدي رسالته الفقهية، دون تحسب لآراء الصحافة أو لتوجهات الرأي العام وممارساته وصناعاته. ولم يتخلف فضيلة المفتي السابق عن تأييده لصحة التفسير والتقرير الذي ذهب إليه خليفته.
    ولا أزعم البته أنني من أهل العلوم الدينية، وإن كنت مسلماً موحداً ومؤمناً برسالات السماء وبالإسلام الخاتم، وبالصحيح الموثوق به سنن نبيه محمد صلي الله عليه وسلم. ويقترن هذا الإيمان بفريضته في إعمال العقل كمسلم، وبأنه حيثما تكون مصالح المسلمين فثم شرع الله. أسعي باللجوء إلي المجتهدين من العلماء المسلمين حين تغيم الرؤية لدي، أو تضطرب الأحكام مع زخم المتغيرات الدنيوية ومنتجات الفكر العلمي وتجارب الأمم وحضارتها الإنسانية. وأتذكر دائماً منهج الإمام الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية في الاجتهاد هادياً للبشرية في كل زمان ومكان.
    تداعيات التفسير الحرفي
    وأستأذن فضيلة أ. د. علي جمعة لأعرض ما جال بخاطري من ضرورة إعادة تفسير هذا الحديث في ضوء تداعياته الاجتماعية والإنسانية، وما قد يوقعه من حرج في حياة المسلمين، وما قد يثيره من هجوم لا مبرر له علي الإسلام وأمته. هذا إلي جانب ما وجدته من قراءتي مما يبرر ويدعم إعادة تفسير ذلك الحديث من خلال سياقات قرآنية واجتماعية وطبية وعملية. وخلاصة تفسير النص الحرفي للحديث الشريف أن الكلب حيوان (نجس)، وأن التماثيل مجلبة للعودة إلي الوقوع في عبادة الأصنام، والزيغ في عقيدة التوحيد.
    وهذا التفسير الحرفي يعني أن ملايين من بيوت المسلمين من الرعاة والفلاحين وسكان البوادي، وأهل المدن ممن يضطرون إلي تربية كلاب في بيوتهم للحراسة، وفي كليات الشرطة ومن يعملون بها في تربية الكلاب البوليسية التي تقوم بأدوار مهمة في الكشف عن السلاح والمفرقعات والمخدرات ـ يترتب علي هذا التفسير أن كل هؤلاء لا تغشي بيوتهم ومواقع عملهم الملائكة. ومن ثم فهم محرومون من رحمة الله وهم آثمون. وكذلك الشأن في عمل التماثيل وإقامتها في شوارع المدن للأبطال القوميين أو لقادة الفكر ورواد العمل الاجتماعي أو تماثيل لمعاني ولقيم النهضة والخير والجمال. وهذا يعني أن ملايين أخري من فناني النحت وعماله ومن سكان المدن الذين يرضون بهذه التماثيل ويتأملونها، هم في حرج من أمور دينهم السمح، وهم آثمون كذلك. ولست أدري من بقي من المسلمين بعد ذلك مبرءاً من الحرج والتأثيم؟!
    الكلب ليس نجسًا
    ومع هذه الخواطر التي اقتضتها لدي السياحة العقلية المجردة لتطبيق الحديث الشريف بحرفية نصه، رجعت إلي كتاب (مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين) من تأليف الطبيب المجتهد د. أحمد شوقي الفنجري، لأسترشد بآرائه في هذا الصدد. وهي جماع لمقالات نشرها من قبل في الصحف والمجلات، واهتدي فيها بآراء علماء من أمثال فضيلة الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي، د. أحمد عمر هاشم، ود. محمود زقزوق، وأخيه د. محمد شوقي الفنجري (أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر)، ومن رجال الفكر المعاصر مثل د. محمد عماره، وقدم لكتابه هذا الأستاذ الشيخ علي فتح الله رئيس المعاهد الدينية بالأزهر الشريف سابقاً. لجأت إلي هذا المرجع للطبيب والكاتب والباحث الإسلامي، لعلي أجد فيه رأياً يتفق أو يختلف مع تفسير فضيلة المفتي. وسوف أقتبس مما ورد فيه بشأن (الكلب والتماثيل).
    يشير المؤلف إلي مفهوم النجاسة العالقة بالكلب علي أنها من الأفكار الخاطئة وليست من صحيح الإسلام، وإنما هي من الأفكار والتقاليد المو######## والاعتقادات المتطرفة. يقول الطبيب المجتهد (كثير من الأسر المسلمة تعتبر أن اقتناء الكلب في البيت حرام مهما كانت فوائده … ومنهم من يعتقد أن لمس الكلب ينقض الوضوء … وهذه كلها أفكار خاطئة) ومع أن في بعض المذاهب الفقهية القديمة ما يؤيد ذلك (فإن هناك من يرفضه).
    إضاءات قرآنية
    ويدعم رأيه في تخطئة رأي المتشددين بالاستناد إلي القرآن الكريم إذ أنه (لا توجد فيه سورة واحدة عن كراهية الكلب أو نجاسته، بل لقد ذكر الكلب في أكثر من موضع تكريما وتقديرا لوفائه وذكائه، ففي سورة الكهف: 18 يقول الله تعالي (وكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيهِ بِالْوَصِيدِ). فهذه إشارة إلي حسن رفقة الكلب بهؤلاء الصالحين، إلي حد أن يجعله الله ينام معهم ثلاثمائة عام، ثم يبعث معهم. وهذا تكريم لم ينله أي حيوان آخر) أ. هـ.
    ويردف المؤلف حجته في عدم نجاسة الكلب مستشهداً بقوله تعالي (ومَا عَلَّمْتُم مِّنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ) ـ المائدة 4. وهو يري أن في هذه الآية الكريمة إشارة إلي أن (الكلاب يجب تعليمها في خدمة الإنسان …) كذلك أكد الرسول صلي الله عليه وسلم بما يفيد (أن لعاب الكلب الخاص غير نجس لأنك في حالة الصيد بالكلاب يمكنك أن تأكل من الصيد الذي أمسكه كلبك بفمه وأسنانه) مع استثناء حالة واحدة بينها رسولنا العظيم (كل ما ردت عليك قوسك وكلبك المعلَّم فكل منه، فإن وجدت مع كلبك كلاباً أخري فلا تأكل فإنك ذكرت اسم الله علي كلبك) رواه البخاري وهو نفس الراوي لحديث (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو تماثيل).
    ويروي لنا الكاتب كذلك أن الكلاب كانت تتردد علي مسجد الرسول صلوات الله عليه، فلا يطردها. وفي ذلك يقول الخليفة العادل الحازم عمر بن الخطاب رضي الله عنه (كانت الكلاب تقبل وتدبر في المسجد في زمن رسول الله، فلم يكونوا يرشون شيئاً من ذلك، رواه البخاري وهذا لفظه).
    كذلك يشير المؤلف إلي الحديث الشريف الصحيح (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله بالماء سبع مرات إحداهن بالتراب) يقول إن ظاهر هذا الحديث يعني الكلب الضال الذي قد يكون حاملاً للميكروبات والطفيليات. ومن ثم ضرورة الغسل التام للإناء. وحكمة الغسل بالتراب تقتضيها في ذلك الوقت الذي لم يعرف الصابون لإذابة المواد الدهنية التي تعلق بالإناء ولا يذيبها مجرد الغسيل بالماء العادي. ويؤكد المؤلف أن هذا الحديث يقتصر في جميع الأحوال علي الأكل بعد الكلب في نفس الإناء، وليس إلي نجاسة الكلب (أو حظر اقتناء الكلب أو لمسه أو العطف عليه).
    كما يورد المؤلف حديثاً صحيحاً (اقتلوا كلاب المدينة إلا أن يكون كلب صيد أو كلب حراسة أو كلب زرع). ونحن اليوم، تقتل الدولة الكلاب الضالة في الطرق التي لا صاحب ولا بيت لها وقاية من مرض السعار الذي تصاب به بعضها إلي جانب خطرها علي المارة والأطفال خصوصاً.
    وهكذا يؤكد المؤلف بأسانيده الموثوقة، ومن بينها ما أورده البخاري نفسه من تفسير حرفي للحديث الذي يعني انتفاء إطلالة الملائكة علي بيت فيه كلب، أي كلب علي الإطلاق. ويذكرنا المؤلف الطبيب بأن بعض الكلاب تدرب علي مساعدة المكفوفين علي السير في الطريق، ومساعدة الصم والبكم في سماع الأصوات، وفي العلاج النفسي لبعض المرضي ممن يؤثرون العزلة ويخافون الاختلاط بالمجتمع. ويختم رأيه بأنه قد (آن الأوان للاجتهاد في الفقه والتشريع وتغيير مفاهيمنا بالنسبة لهذا الحيوان الأليف، فلا نتصور أنه نجس أو أن اقتناءه في البيت حرام إلي غير ذلك من الآراء الفقهية القديمة).
    تحريم التماثيل
    ونستأنف تفسير فضيلة المفتي للحديث الشريف بعدم دخول الملائكة في بيت به تماثيل مما يشير إلي دلالة تحريم صنع التماثيل وإقامتها في المدن. ويقول كاتبنا الطبيب المجتهد: إن (النحت لا يعتبر محرماً إذا خلا من صفة التعظيم ومظنة التكريم والعبادة، ومن دوافع تحريك الغريزة الجنسية) ويشير إلي الآية التي تدل أن النحت وصنع التماثيل كان ممارساً في بيت النبي سليمان في سورة الروم (يعْمَلُونَ لَهُ مَا يشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوابِ). كذلك يشير إلي مجموعة من فتاوي دار الفتوي حول المتاحف التي تحفظ فيها تماثيل الفراعنة بإجازة مقامها، أو بمشروعية جميع الفنون التطبيقية والهادفة. كما يورد فتوي الإمام المستنير الشيخ محمد عبده عن أحقية المسلمين في الانتفاع بالفنون جميعها، إذ يؤكد: (ليس هناك ما يمنع المسلمين من الجمع بين عقيدة التوحيد ورسم صورة الإنسان والحيوان ليحقق المعاني العلمية وتمثيل الصور المجردة) وإليكم علي سبيل المثال تماثيل جسم الإنسان وأجزاءه المجسدة التي يستخدمها طلاب الطب أو التماثيل المتحركة التي يلعب معها الأطفال.
    وأتساءل كما يتساءل المؤلف من من المسلمين اليوم مهما كانت ضآلة ثقافتهم الإسلامية يخلط ولو للحظة سانحة بين التماثيل والأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية، وأنه لا مجال للأخذ بالأحوط سداً للذرائع.
    ويذكرنا كذلك بأن القرآن الكريم قد فرق بين الأصنام التي تعبد، وبين التماثيل التي تصنع من أجل رموز ودلالات فنية أو لتجسيد معان قومية وفكرية سامية في حياتنا.
    وأرجو ألا يصل بنا الفكر المتحجر إلي ما حدث، مما لا يستوعب الذاكرة تفاصيله، من ذلك المحافظ أو المسئول التنفيذي الكبير من تحطيم تمثال فني رائع في مدخل إحدي المدن تذرعاً بأنه مسلم ورع يخشي علي الناس من عبادة الأصنام. وهل نحن نعيش بفكر (طالبان) حين أجهد الملا محمد عمر حاكم أفغانستان نفسه وقومه في تحطيم التمثالين الهائلين الضخمين المنحوتين في جسم الجبل، فيسلط عليهما معاول هدفه بالمتفجرات وبالدبابات، ويستورد مدفعية من الخارج لإزالة معالمها تماماً. ويعلن انتصاره علي أحد آثار الأصنام الوثنية الجاهلية مع أن عمرها يربو علي ألفي عام.
    ومثل هذه المعتقدات والممارسات تسيئ إلي عقل كل مسلم مستنير، بل وتصبح مادة مثيرة للتهجم علي ديننا الحنيف وأمتنا الساعية إلي النهوض والحرية وكرامة الإنسان.
    والله من وراء القصد ومن فوقه ومن حوله.

                  

04-05-2006, 04:43 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    ارفع البوست لاجل المقالات المفيدة
                  

04-08-2006, 02:43 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    الحبيب مطر قادم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اسمح لي بأن أقول لك ما اقتنعت بوجهاته - بعد طول تأمل - في خصوص تحريم التماثيل الكبيرة داخل بيوت المسلمين:

    كثير من الادلة تؤكد ان الجن تحبذ أن تسكن التماثيل وتتقمصها كما تحبذ تقمص الكلاب، ، ولعل هذا تحديدا هو السبب في منع وجودها كذلك في البيوت .. ربما لأن الملائكة لا تدخل بيتا به تماثيل ، حيث لا تؤم ملائكة الرحمة مكانا تستوطنه الشياطين.
    ولقد قرأت تقريرا صحافيا قبل سنوات يفيد بأن باحثا اوروبيا ( غير مسلم) استطاع ان يتوصل الى الحقيقة ذاتها ، وهي ان اروحا كانت تسكن تماثيل رصدها على مدى سنوات في احدى الحدائق العامة في دولة اوربية فكانت للتماثيل اطوار واصوات وحركة احيانا في اوقات الغفلة عنها.
    وفي القرآن يقول الله تعالى :
    ( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) فهذا يعني ان من يعبد الاصنام ويدعوه فانما يدعو في الحقيقة شيطانا مريدا ، فكيف ؟
    من هنا نستنتج بيسر أكبر ان الشيطان مختبئ وراء أو داخل الصنم المعبود بغير الحق.
    وقال الله تعالى في سورة ياسين:
    ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ومعلوم ان الناس قديما كانت تعبد الاصنام وربنا هنا يقول انهم يعبدون الشيطان فكيف؟
    .. هكذا نستنتج ان عبادة الاصنام انما هي عبادة للشيطان الذي يسكنها. فكل صنم منحوت قابل لأن يستوطنه الشيطان.
    تماما كما حدث من جانب السامري الذي صنع صنما من ذهب لقوم موسى فعبدوه وكان يصدر خوارا بفعل الشيطان الذي اجرى الريح بين خروقه.
    ويقول تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام لابيه:
    ( يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا)
    وفي آية أخرى يقول تعالى على لسان ابراهيم ايضا:
    ( إذ قال لأبيه و قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون)
    انظر في مرة قال الخليل لأبيه ( لا تعبد الشيطان) وفي مرة قال له ( ماهذه التماثيل التي انتم لها عاكفون)
    فما معنى ذلك؟ هل كانوا يعبدون الشيطان أم الاصنام؟
    لابد ان عبادة الاصنام هي ذاتها عبادة الشيطان ، وبالتالي يدلنا ذلك على أن الشيطان يتقمص التماثيل، فتكون العبادة الموجهة للأصنام موجهة اليه في الحقيقة ، خاصة وانه هو الذي يدعو اليها ويزينها للناس؟ وكما نعلم فان من خصائص الجن انها قادرة على التشكل في هيئات مختلفة حيث انها مخلوقة من نار
    عليه نخلص الى ان ثمة منطقا معقولا بين استضافة الشيطان في البيت من خلال استضافة التماثيل
    ولكن اظن ان هنالك احجاما معينة فقط يسكنها الشيطان ، وهي عموما احجام ليست صغيرة من نوع لعب الاطفال والله اعلم.

    لك مودتي
    ________________
    رب اشرح لي صدري

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 04-08-2006, 04:02 AM)

                  

04-09-2006, 01:44 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    شكرا الاخ محمد عبد القادر سبيل
    لمساهمتك برايك فى الامر وعليه قرات قبل يومين راى طريف قال صاحبه من يريد فى عصرنا هذا عبادة تمثال من الآجر او اى مادة اخرى فمبروك عليه نار جهنم وله فيها الخلود.ولك تحياتى
                  

04-12-2006, 01:58 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    نستانس براى الكاتبة صافيناز كاظم فى عمودها بجريدة القاهرة
    تاكسي الكلام
    صافي ناز كاظم

    بسم الله الرحمن الرحيم: «ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ü إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ü قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ü قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبينü» صدق الله العظيم، الأنبياء/ آيات 51، 52، 53، 54.
    لم أكن أنوي الدخول في زار تقطيع الهدوم والبكاء والنواح علي «فن» نحت «التماثيل»، لولا ذلك الخطأ المتكرر، الذي نطق به أولا واحد ممن يزعمون العلم بالقرآن الكريم حين قال في برنامج تليفزيوني أن كلمة «تماثيل» لم تأت في القرآن الكريم بصيغة سلبية، وأن «الأصنام» شيء و«التماثيل» شيء آخر. وأخذ البعض من ورائه هذه المقولة الكاذبة وتباجحوا بها، ووقفوا «ندا» لمفتي الديار المصرية، الدكتور علي جمعة، «يعلمونه» و«يفتون» له بلهجة قبيحة لا يتحاور بها إلا من قل زاده في العلم والأدب. وها قد أتيت لحضرات الأساتذة بالآيات الكريمة من سورة الأنبياء التي تضع كلمة «التماثيل» في موضع دلالتها السلبية المعادلة لـ «الأصنام»: «إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون». وإلي جانب بيان المفتي، المنشور بجريدة الأهرام يوم الأحد 2/4/2006، والذي فند فيه كل المغالطات الجدلية والسفسطة الحوارية، فإنني أدخل برأي ثقافي، بعيدا عن الفتاوي الشرعية التي ليست من حقي، فأقول إن «التجسيد»، الذي يقدمه فن النحت، لغة متخلفة في التعبير عن «الحقيقة»، فحقيقة الإنسان والأشياء ليست هي ملامحها الخارجية، وهذا ما أوصل الفن للبحث حتي تلمس مفردات «التجريد»، وعبر بها عن «اللامرئي». وهذا «التجريد» هو المنهج الذي تتربي عليه العقلية والنفس الإسلامية. الإسلام يعلم المسلم ألا يري الله مجسدا، لأنه «ليس كمثله شيء»، ولا يفضل تصوير الأنبياء والرسل، لأن حقيقة الأنبياء والرسل لا تتجسد في وجه به عينان، وأنف وشفتان وأذنان، وجسد، ينحته المثال ثم يجن به ويقول له صارخا: «انطق»! المسلم يري الحقائق في بعدها التجريدي وليس في محسوسها المجسد التشخيصي. وإذا كنا نذكر لحضرة «أوجست كنت»، في دعوته لديانة «الإنسانية» الملحدة أنها: تتمثل في مجموعة من الأبطال والعظماء والعقلاء الذين أسدوا إلي الإنسانية أجل الخدمات، فاستحقوا التقدير والإعجاب، لذلك يدعو دينه الإلحادي إلي إحياء ذكري العظماء الذين أدوا إلي الإنسانية أجل الخدمات!، فلا شك أن هذا الكلام يجعلنا نراجع العقلية والرؤية الثقافية في بلادنا التي تحمست جدا، منذ مطلع القرن الماضي، لإقامة التماثيل كأسلوب من أساليب التكريم للحكام والمشاهير من الساسة وأهل الأدب والشعر والثقافة، وكان هذا في معظمه «محاكاة» غير رشيدة دون وعي أو فهم أو إدراك، فإقامة «التماثيل» مظهر وحصيلة فنية وثقافية لديانة لا نؤمن بها ولا تعبر عنا ولا يحبها شعبنا ولا يحترمها، والحقيقة أن ثقافتنا، النابعة من الإسلام لا ترحب بتعظيم الأفراد ناهيك عن إقامة تماثيل لهم ترفع في الميادين متحدية مشاعر الناس في ذهابهم ومجيئهم، والشاهد علي ذلك أن الناس في بلادنا ما إن يجدوا تمثالا علي قرب منهم، وفي متناولهم حتي نراهم يندفعون لضربه ولطشه علي وجهه وعلي قفاه وبشغف شديد، فالتمثال لا يعني لديهم «التكريم» بل «الامتهان».
    إن أسلوب التجسيم والتجسيد والتشخيص في «الفن» لا يتفق مع منهج «التجريد» الذي يدربنا عليه الإسلام. ولا تخوفونا بالفنان «مختار»، لقد كان فنانا عظيما ضل طريق التعبير الصالح لموهبته ولنا.. غفر الله له.
    عدد 11-4-2006

                  

04-12-2006, 02:18 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    جريدة الشرق الاوسط عدد30مارس2006

    مفتي مصر يتراجع عن فتوى بتحريم التماثيل في البيوت إثر حملة انتقادات غاضبة

    العالم اعتبرها ترسخ ثقافة الجاهلية.. وحسني وصفها بأنها تفتقد ذكاء العصر
    القاهرة: مروة مجدي
    أعادت فتوى أطلقها الدكتور علي جمعه مفتي مصر بتحريم تزيين المنازل بالتماثيل إلى ذاكرة المثقفين والكتاب المصريين ما قامت به ـ منذ سنوات ـ حركة طالبان في أفغانستان بهدم تمثالين لبوذا والاستنكار العالمي الذي صاحب ذلك آنذاك.
    استند المفتي في فتواه إلى الحديث الشريف الذي أورده البخاري ومسلم «أن الملائكة لا تدخل بيتا به كلاب أو صور»، وجدد جمعه تمسكه بفتواه في ندوة عقدت الثلاثاء الماضي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حول «الشريعة والإرهاب» مشيرا إلى أن هناك فتاوى لمفتين سابقين تحرم التماثيل ومنهم الشيخ هريدي والدكتور نصر فريد واصل وكذلك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق.

    وأكد جمعة في الندوة تحريم التماثيل استناداً إلى أن الرأي الغالب لدى الأئمة هو تحريم التماثيل، مشيراً إلى أن هناك رأياً ضعيفاً بعدم تحريمها.

    وفي برنامج تلفزيوني حاول جمعة مساء أول من أمس (الثلاثاء) إمساك العصا من الوسط والتخفيف من وطأة فتواه، وما أثارته من غضب وانتقادات بخاصة في أوساط الكتاب والمثقفين، وقال ما خلاصته أن هناك آراء تحرم التماثيل وأخرى تبيحها ونحن نأخذ بفكرة الإباحة مبررا ذلك بأنه الحل الأمثل للخروج من الخلاف وضرورة التعايش مع مقتضيات الظروف التي يفرضها الواقع.

    وفي معرض رده على فتوى المفتي أكد فاروق حسني وزير الثقافة المصري وهو فنان تشكيلي أن التمثال صورة مجسمة وإذا تم تحريمه فمعنى ذلك تحريم الصور، وينسحب ذلك على كل أشكال ومفردات الفن وعلى الصور التي تنشرها الصحف والمجلات للشخصيات وغيرها.

    ونوه حسني إلى أن التمثال قيمة فنية وهو في الأساس يجسد نوعا من المحاكاة لما خلقه الله سبحانه وتعالى، كما أن تماثيل الشخصيات التاريخية مثل سعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد علي وغيرهم صنعت لتمجيد بطولاتهم في ذاكرة الشعوب.

    وأشار وزير الثقافة إلى أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي استند إليه المفتي في فتواه كان المقصود به تحريم تماثيل الجاهلية التي كانت تستخدم للعبادة ولا ينسحب على تماثيل العصر الحالي الذي تصنع بغرض الفن وتمجيد شخصيات أثرت في تاريخ شعوبها.

    وطالب فاروق حسني بأن تتسم الفتوى بذكاء العصر مشيرا إلى أن المفتي رجل متفتح وأنا أكن له كل الاحترام.

    واستغرب المفكر المعروف محمود أمين العالم فتوى المفتي وقال: لن أرد على مثل هذه الفتوى التي تندرج في ثقافة الجاهلية، أنا مندهش كيف يصدر هذا عن رجل تعلم في فرنسا وأعرف أنه مستنير ومتفتح ومحب للحياة، إن التماثيل لها قيمة فنية كبيرة، وهي ركن أساسي في كل الحضارات التي شكلت وعي الإنسانية.

    وقال الفنان والناقد التشكيلي عز الدين نجيب صاحب كتاب «فجر التصوير المصري الحديث» : فتوى الدكتور علي جمعه تحيلني إلى مفارقة مؤلمة، وهي هذا الفرق بين مفتي الديار المصرية في عام 1905 الإمام محمد عبده ومفتيها في عام 2006 الدكتور علي جمعة، فبعد أكثر من مائة عام نتراجع عن فتوى محمد عبده عندما تعرض لهذا الموضوع والذي أباح النحت والتماثيل وحسم الخلاف بشأنها على أساس أن الدافع للتحريم قد انقضى بالقضاء على عبادة الأصنام والتشبه بالخالق.

    وأشار عز الدين إلى فتوى محمد عبده كانت معتمدة على أن الإسلام قد استقر على وجدانية الله وتنزيهه عن الشرك به، بل يمضي إلى أبعد من ذلك، فقال الإمام محمد عبده :إن التصوير نوع من الشعر، والشعر نوع من التصوير، وأن كليهما يرتفع ويسمو بروح الإنسان للتسبيح بالخالق سبحانه، وأن به تقربا إلى الله، وفيه معرفة بسمو مخلوقاته». ويضيف عز الدين: إلى هذا الحد كان الإمام محمد ينظر إلى الفنون بهذه النظرة الراقية وسواء كانت في المنازل أو خارجها.

    ووصف عز الدين نجيب فتوى المفتي بأنها رجعية وتجاوزها فكر العالم بما في ذلك المسلمين في الدول الأصولية المتشددة مثل إيران التي تحتفي الآن بالفنون الجميلة بما فيها التصوير والنحت ناهيك عن السينما.

    وأضاف عز الدين أن هذه الفتوى وأمثالها تذكرنا بعصور الظلام في القرون الوسطى، ولا حاجة للمجتمع من قريب أو بعيد إليها.

    ويتفق الكاتب سامي خشبة نائب رئيس مجلة «الثقافة الجديدة» مع رأي عز الدين نجيب وقال: لست فقيها، ولكن الإمام محمد عبده سبق ما يحدث في عصرنا قبل مائة عام حيث أفتى بجواز صناعة التماثيل وتحرير الفن من النظرة التي ربطت بينه وبين عبادة الأوثان وبخاصة في مرحلة ما قبل الإسلام.

    وأضاف خشبة: كيف تصدر مثل هذه الفتوى، وإن نظرة بسيطة للتاريخ الإسلامي تؤكد أن ازدهار الدولة وبخاصة في أواخر الدولة الطولونية حتى الفاطمية أرتبط بازدهار الفن، فهناك الكثير من الرسوم للطيور والحيوانات وكل سلاطين بني عثمان المعروفين بأنهم «سنيون متشددون» في الكثير من متاحف العالم باسطنبول في تركيا وفي إيطاليا ومتحف الفن الإسلامي بمصر.
                  

04-12-2006, 06:16 PM

عصام عبد الحفيظ
<aعصام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 4159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    وانا بحب التماثيل والصور والتصاوير
    احاول اشوف لى فتوى ولا حاجة تنفعنى !!!!!!

    افتـــــــــــــونا




    من تماثيل اميمة حسب الرسول
                  

04-12-2006, 11:58 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: عصام عبد الحفيظ)

    Quote: كثير من الادلة تؤكد ان الجن تحبذ أن تسكن التماثيل وتتقمصها كما تحبذ تقمص الكلاب، ، ولعل هذا تحديدا هو السبب في منع وجودها كذلك في البيوت .. ربما لأن الملائكة لا تدخل بيتا به تماثيل ، حيث لا تؤم ملائكة الرحمة مكانا تستوطنه الشياطين

    والله بتحيرني في عمري دا يا محمد سبيل
                  

04-13-2006, 00:25 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: doma)

    Quote: كثير من الادلة تؤكد ان الجن تحبذ أن تسكن التماثيل وتتقمصها كما تحبذ تقمص الكلاب، ، ولعل هذا تحديدا هو السبب في منع وجودها كذلك في البيوت .. ربما لأن الملائكة لا تدخل بيتا به تماثيل ، حيث لا تؤم ملائكة الرحمة مكانا تستوطنه الشياطين

    آه يا راسى !الآقى عندك إسبرين يا بيه!
    جنى
                  

04-14-2006, 08:31 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضجة حول التماثيل بين التحليل والتحريم (Re: مطر قادم)

    مطر تحياتي والناس ديل فتاويهم باثر رجعي اليوم الطفرة من

    اصحاب المدارس القديمة مشوا مع قضايا العصر مساواة وحريات

    طيب لو قالوا التماثيل حرام والغنا والاختلاـط تاني نعيد طالبان 2


    انا احب كل الفنون بجميع اشكالها ولي صور اهل واحباب اتمني

    القي منحوته جميلة من النحات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de