|
Re: أدرينالين......لجمانة حداد (Re: مطر قادم)
|
السلام عليكم الأخ (مطر قادم) القصيدة جميلة وخصوصاً لمن كانت دراسته طبية ولكن الا تظن أنها بإرجاعها الحب والعواطف للهرمونات والتغيرات الفيسيولوجية تجرده من معناه ومن عمقه ومن سحره..
نعم ما ذكرته في قصيدتها حقائق علمية لا تقبل الجدل.. ولكن بعض التفسيرات تذهب بروعة الخيال.. ...... .... قرأت قبل فترة خبراً مفاده أن العلماء توصلوا الى المواضع الدقيقة للأحاسيس بما يمكنهم من التحكم بها.. وضرب المقال أمثلة لما يمكن ان يكون عليه الحال مستقبلاً... فاذا كنت تريد الذهاب لحفلة موسيقية فما عليك سوى تناول جريمات من عقار مختص بهذه الناحية لكي تعيش قمة الطرب لما تسمعه. ولو كنت ذاهباً لموعدٍ غرامي فيجب عليك (بلع) أقراص الحب ..فتفيض عشقاً وغراماً أتظن أن هذا التطور القادم هو الأجمل؟ تحياتي وشكراً على القصيدة وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدرينالين......لجمانة حداد (Re: مطر قادم)
|
مقال كتبه الشاعر شوقى بزيع عن الشاعرة جمانةحداد
شعر يقدم عوالم نظيفة وأثيرية
جريدة الحياة- 28-3-2001
شوقي بزيع
يخرج شعر جمانة سلوم حداد عن التراث التقليدي للكتابة النسائية العربية الباحثة عبر الافصاح الجسدي السافر عن وسيلة للتحقق واستعادة التوازن والتنفيس عن الرغبات المقموعة. فهذا الشعر لشدة رهافته واتصاله بالداخل الانساني المشترك بين الاجناس يبدو وكانه كتابة بلا جنس او اصغاء الى المناطق الجوفية التي يتحد فيها الكائن مع نقيضه ويتحولان الى صرخة واحدة في وجه الموت.
ثمة من النقاد ومتذوقي الادب من لا يرى أي وجه للتشابه بين الانسان وبين عمله الابداعي، او بين الشاعر وشعره في الاطار الاضيق، وثمة من يذهب في المقابل الى كون النص سر صاحبه وتمظهره الاكثر جلاء وصدقية. واذا لم تكن هذه المقالة العجلى معنية بتقديم اجابة شافية عن هذه التباينات فانني استطيع ترجيح وجهة النظر الثانية في ما يتعلّق على الاقل بجمانة حداد. كأن الشعر هنا هو عين صاحبته ومرآتها الأكثر جلاء من حيث الجمع بين الانوثة وامحائها، بين الاستدعاء والتواري وبين الافصاح واالاضمار. لكنه لا يتوخى في كل ما يذهب اليه سوى مطاردة الحقيقة والوقوف على الينابيع.
تبدو الكتابة في "يدان الى هاوية" لجمانة حدّاد كأنها هي الامتحان الاكثر جدارة لاستحقاق الحياة او للتعبير عنها . لذلك فان ما تخفيه الشاعرة في النص ليس ناجماً عن الرهاب او الخوف الاجتماعي بل عن شعورها الفعلي بان ثمة اسرارا في الحياة يجب ان لا تهتك او يتم تمزيقها وبان الكثير من المكونات والرغبات المشبوبة يمكن تلمّسها بالايمان والقلب المتلفت لا بالبوح المباشر او السفور الفضائحي. لذلك فان انوثة جمانة حداد ليست سوى ملمح جانبي من ملامح كينونتها الانسانية.
اكثر ما نستشفّه في مناخات جمانة الشعرية ذلك البعد الوجودي في الرؤية الى الحياة والنفس والاشياء. وهو بعد يبدأ من العنوان ذاته ويتغاغل في ثنايا القصائد وتفاصيلها المختلفة. فاليدان يفترض فيهما ان يكونا اداة لتلمس العالم والتلذذ بمباهجه في حين تبدوان في المجموعة اداة للهلاك او وسيلة للاستغاثة شبيهة بما يظهر من صواري السفينة بعد الغرق والمجموعة برمتها تبدأ بسؤال مرير عن الذات الضائعة في التباس المعنى والتباس الهوية. كما لا تكتفي الشاعرة بصرختها المبكرة: من تكونين ايتها الغريبة، بل هي تلح على المعنى ذاته في غير صورة ووجه. وهي لم تولد بعد وتفضل ان تتأخر قليلاً لكي تتخفف من الآخرين وتصير هي نفسها تماماً.
كما تشيع في المجموعة المفردات الدالة على الغربة واالضجر والوهم والخسارة والوحدة وفوات الاوان. كأن الانسان منذ الخطيئة الاصلية ليس سوى كائن محكوم بالوحشة والفقدان ومراوغة المصير المحتوم عبر الجسد او الشهوة او الكتابة. ثمة لمعان كريستالي في لغة "يدان الى هاوية" ونسيجها التعبيري. لمعان يتولّد لا من قوة المعنى وتماسك بنيته المفتوحة على الحكمة والغواية وكثافة السؤال فحسب، بل من نزوح الكتابة الى قوتها الفطرية المجردة وقدرتها على الجمع بين اللغة المائية المغسولة بالصدق وبين التوشية والاختزال الدال في الوقت ذاته. كأن عالم حداد مزيج مركّب ومتنوّع من العالم الاثيري الطيفي الذي يشيع في اساليب جبران وجورج شحاده وناديا تويني، ومن الاناقة التعبيرية المنظمة لدى امين نخله وسعيد عقل وشعراء المدرسة اللبنانية، ومن القفز المستمر بين الطهرانية والاثم في شعر انسي الحاج. ومع ذلك فإن ما يحمي الشاعرة من الوقوع في فخ الاساليب التي ذكرت هو إصرارها الدؤوب على مقاومة فتنة اللغة واغرائها وايمانها القوي بقدرة الشعر على ان يكون شكلاً من اشكال التطهير والخلاص. في هذا الشعر ليس ثمة من زوائد والهامات وسيلان انشائي، بل كثافة وايحاء وتدرّب على اصابة الهدف. وفي هذا الشعر ليس هناك من ثنائية واضحة بين الشيطان والملاك او بين الطهرانية والاثم. ففي حين تعلن الشاعرة "لم ارتكب ما يكفي من الاخطاء"، تعلن في الوقت ذاته "براءتي فوق الشبهات/ هبني ذنوباً تليق بها" ، وانكم "تجهلون اني لا اريد سوى عصفور" وانها تنام لكي "تظلّ شبيهة بالجنين".
واذا كانت المجموعة تحفل باشارات كثيرة حول الجسد والشهوة والجنس والعري فإن هذه الاشارات لا تبدو سوى نتوءات صغيرة طافية فوق صفحة الروح. فالعري هنا ليس التجرّد من الثياب ، بل من الجسد نفسه. والشهوة لا تتولّد من الرجس والدنس، بل من اكتشاف الذات لنفسها ومن تفتحها التلقائي الشبيه بتفتّح الورود في الطبيعة: هكذا تعيدنا جمانة حداد الى عوالم نظيفة واثيرية ولصيقة بالفطرة كما لو انها لا تزال هناك في فردوسها الاول، حيث "الوقت لم يصروقتاً والشفاه شفاه بالفطرة / والغيوم لا تتعقب أمطارها"، على حد ما تقول الشاعرة. ومع ذلك فليس هنالك من وجود متحقق للكائنات او للرغبات او المشاعر، والشاعرة نفسها لا تبحث عن الحضور، بل الغياب والمسافة اللذين هما الشرط الرئيسي للشغف. واذا كان قد انهكها البحث عن الشعراء فهي "اكتفت بهم قصائد في ثنايا الكتب"، والذين احبوها "كان يمكن ان تحبهم لو لم يتحققوا".
القصائد برمتها تميل الى القصر والاختزال. لكنها لا تتكئ على عصب داخلي يوائم بين فقراتها وسطورها القليلة. وهي لا تعود الى ضمير المتكلم وحده بل تتوزّع بين صيغ المتكلّم والمخاطب والغائب تبعاً للأنا المركبة والرجراجة التي يكتنفها القلق وتلفها الغربة والبحث الدؤوب عن هوية نهائية. هنالك قصائد اخرى تجنح الى الإضمار والحذف والقصر الشديد بما يجعلها اقرب الى الحكم او التوقيعات. وعلى رغم غياب الوزن التقليدي عن القصائد الا ان اللغة المحكمة والتناظر والتكرار ورهافة الصياغات تسهم اسهاماً بعيداً في خلق بنية ايقاعية وجمالية شديدة التوتر والجرس والانسياب النغمي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدرينالين......لجمانة حداد (Re: مطر قادم)
|
السلام عليكم الأخ مطر قادم ونحن لانزال نترقب رجوعك بالعلمي ، الأدبي والطريف اليوم ، وبالصدفة في الBBC إستمعت للفنانة لطيفة وهي تشدو بلحن أعجبتني كلماته وهي غير بعيدة عن موضوع البوست.. وإن كانت برؤية أخرى ورجعت أبحث عنها في الإنترنت فوجدتها ولكني لم أجد شاعرها.. تقول يا إلهي يا إلهي عندما نعشق ماذا يعترينا؟ ما الذي يحدث في داخلنا ما الذي يُقْصَرُ فينا؟ * * * عندما يضربنا الحبُّ على غير انتظار ما الذي يذهب منا؟ ما الذي يولد فينا ؟ كيف نغدو كالتلاميذ الصغار؟ أبرياءً ساذجينا * * * يا إلهي يا إلهي عندما نعشق ماذا يعترينا؟ ما الذي يحدث في داخلنا ما الذي يُقْصَرُ فينا؟ * * * ما يسمى ذلك الحبُّ الذي ظل قروناً وقرونا يقتل القتلى.. ويحتل الحصونا ويذل الأقوياء القادرينا ويذيب البسطاء الطيبينا كيف نمشي وسط النار ونلتذُ بألوان اللهبْ كيف نغدو عندما نعشق أسرى بعدما كنا ملوكا فاتحينا * * * يا إلهي يا إلهي عندما نعشق ماذا يعترينا؟ ما الذي يحدث في داخلنا ما الذي يُقْصَرُ فينا؟ * * * كيف نستسلم للحب ونعطيه مفاتيح الأمانْ؟ وإليه نحمل الشمعَ وعطر الزعفرانْ؟ كيف ننهارُ على أقدامهِ مستغفرينا كيف نسعى لحماه قابلينا كل ما يفعل فينا
تحياتي وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أدرينالين......لجمانة حداد (Re: الزوول)
|
العزيز الزوول اولا شكرا لانك مهموم بهذا الموضوع!! ثانيا كما تعلم ان الحب كتبت عنه وحوله وله اسفار وكتب ومراجع ومسرحيات وافلام ومسلسلات واشعار واغانى والخ. ومع ذلك اظن ان الناس تحوم قربه لم تصل كنهه بعدوالله اعلم ولكن تامل معى المقولات الاتية قديما قال الكاتب الامريكى هنرى ثورو(الانسان المجرد من المشاعر والذى لاتحركه الا غرائزه هو ابن عم اشجار الصنوبر واحجار الصخور) لا اعتدال فى الحب وليس فى الحب وسط ولابين بين وحيث يكون السام تكون الكراهية...ميشيليه وعشرات المقولات اللافته والعميقه وهى تظل اجتهادات مشكوره. واتفق معك فى كثير مماذكرت حول القصيدة ولكن مسالة تناول اقراص قبل الذهاب للموعد وما الى ذلك.هنا ارى ان العالم يتجه بسرعة فائقة لكشف شفرات خريطته المجهولة وحتما سياتى يوم نرى فيه العجب العجاب والان تاكد ان الشاعر ابى تمام الذى قال نقل فؤادك من الهوى والخ ثبت خطا ما ذهب اليه بان الحب للحبيب الاول دى علميا اصبحت خطا ولكن بعد الكشف التام عن كل مايتعلق بالانسان ومكوناته فهناك مستجدات فى الحياة ستحضر وتغيب بالمقابل اشياء قديمه. ودعك من كل ذلك وتعال لما وعدتك به ويقينى انك ستستمتع بمقال لطيف وطريف تجده فى الرابط ادناه مرض وراثى جميل ينتهى بالسكتة الزوجية..الحب أعمى يقوده مجنون وعميق شكرى وتحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|