|
انتصارات الزمن الاغبر
|
قبل اكثر من عقديين من الزمان استاذن زميل عمل عراقي اثناء العمل للذهاب الي سفارته لمعاينة ليجدد جواز سفره واسرته ورايت عنده كتيبا في حجم الفلسكاب فسالته ما هذا فاراني اياه وكان ما يمكن ان نطلق عليه اورنيك تجديد .. صفحات كلها اسئلة شخصية حتي الجد الثالث واقرارات وهل فلان من اهله الي الدرجة الثالثة من القرابة كان في الحزب او ادي الخدمة الوطنية او دخل السجن معارضا لسياسات الدولة اوحوكم واعدم وووو..؟؟؟.استغربت رغم ما رايت قبلها بعاميين في قنصلية نفس البلد في مدينة اخري حين ذهبت مع صديق لينهي معاملة فرايت امرا عجبا موظف صغير او ربما الحارس يوقف المراجعيين في صفوف وهو يكيل اليهم السباب ويعنفهموهو يحمل عصي وووو...استغربت ان يسال المرء عن احداث او بعض من اهل او اسرة كبيرة متشعبة حتي يتمكن من تجديد جواز سفره .. قال الزميل ان اسوء نتاج لذاك هو "اننا نجد الان في الاسرة الواحدة من يبلغ السلطات بان قريبه الفلاني وفي حالات شقيقه فعل هذ او ذاك " فيذهب القريب او الشيقيق كما قال "ورا الشمس ؟ " قال لي ان النسيج الاجتماعي يتحلل كل يوم فالشك يمسك بتلابيب الجميع . شك يصل ان يجد مكانا بين الام والابن ...كان كلامه موجعا وهو يحكي عن احداث عاشها قبل ان يخرج الي بريطانيا ثم ياتي هنا هاربا .....كانت التصنيفات العشوائية والتبجح بقرب من الحاكم والحاكمية وتهليل لسلطان جائر اهم من اية وشيجة دم وقربي .كان ذلك قبل اكثر من عقديين من الزمان واليوم نحن شهودالناتج المر ونحن نري ما حاق باهل ذاك البلد من دمار وموت وتدخلات اجنبية واقليمية وطائفية ودينية .. الشك هو كان المدخل الاساسي لتمزيق النسيج الاجتماعي والاسري فسهل ذلك للحكام ان يفعلو ما شاؤو من دمارو سهل للغير التدخل في الخاص والعام فلقي الحكام والشعب كله نصيبه من الموت والدمار ..واليوم ونحن هناوفي لقاء في منبر اسفيري ومعظمنا يعرف الاخر من اسمه مجازا الذي يستعمله هنا ( وحتي كثير من الاسماء حركية او كنية وملفات خالية لا تشيير الي الكاتب ) نصنف بعضنا وفق هوانا احيانا ووفق استقراءات ربما تصيب او تخيب وبعض منا يتبجح بقرب من سلطان جائر واخر يلعن السلطان وكل الشعب وبعض يدافع عن باطل عنادا وبعض يدمن ان يجرح الاخريين ...باسم الوطن وباسم السلطان كثرت التجاوزات وصارت مشارط التجريح والتشويه تعمل عشوائيا واستكثر من اساء او شوه - الا القليل- ان يبدي شجاعة باعتذار عن فعلته... وصارت الاهانات وفالت الحديث بطولة ... حتي نسي البعض معان وقيم ورثناها و حسبناها تجري مجري الدم فينا فصار الولاء لسلطان او معارضته هو الذي عند البعض مقياس اهم من تلك القيم في الاتراح والافراح ...بعض يظن انه اذكي من ان تعرف مقاصده وتوجهاته وبعض استسهل الاساءة وافتعال الصراعات.. فرق بين ان نشجب فعلا وقولا لحاكم وسلطان جائر او من ساندهم قولا وفعلا شعرا ونثرا وبين ان نتجاوز ذلك الي قدح وذم شخصي لبعضنا البعض... الجهتيين التي مع السلطان الجائر وضده سوف لا تنال ما تبتغيه بالقدح والسب .. لن ولم يحي قدحنا و ذمنا بعضنا البعض الالاف التي رحلت عن دنيانا في دارفوروكجبار وبورتسودان والجنوب واركان البلاد ..لن توفر ملجا ولا طعاما ولا دواء لاكثر من مليونيين من اهلنا المشرديين في دارقور وبعض في تشاد وبعض خارج البلاد وبعض في اسرائيل ....ولا لملايين السودانيين التي شردتها الفيضانات والامطار في غياب دولة تهتم بالبشر اولا واخيرا...ولن تذهب بالسلطان الجائر وسدنته وبطاناته وادواته... بين النقد والاساءة الشخصية فراسخ وبين ان تنال حقا بعدل من سلطان جائر ومن سانده وان تظن بان السباب والتصنيفات العشوائية والمكاواة والمعاندة والتطفل علي رسائل وعلي مواضيع ومحاولة افساد نقاشات جادة وتدبيج كتابات شكلها مغاير لباطنها ومقاصدها وبعض من الفتونة اللغوية ستذهب بالظلم والظالم ملايين الفراسخ دعونا نجعل لنا انتصارات حقيقية تذهب بالسئ والظالم والجائر عدلا وقصاصا يوما ما لنخرج من دوامة فشل التصقنا به عقود كثيرة... كيف نامل في غد فيه عدل ونحن لا نعدل فيما بيننا ونحاكي الظالم وكتائب مخابراته واجهزة امنه فيما يفعل من اهانة وقتل للشخصية والانسان ..كيف ونحن نقتح بيوت اشباح اسفيرية تمتهن فيها الكرامة ..
كم هي تافهة انتصارات هذا الزمن الاغبر
|
|
|
|
|
|