|
عضو المنبر خالد بحر يكتب بالصحافة اليوم عن يوم المراة
|
نقلا عن الصحافة اليوم 10 مارس
عمود الاستاذة الفاضلة آمال عباس
صدي
والعالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة تبرز الحاجة لفعل يعيد شيئا من الاعتبار اليها بعد ان اضحت باستمرار موضع اضهاد من قبل الرجل، الذي يتعمد ان لا يرى فيها سوى مخزن لاشباع حاجاته الغريزية، وكمدخل لرد الاعتبار للمرأة تبرز الحاجة لتفكيك الخطاب الاجتماعي السائد والقائم على قاعدة من تصورات النظام الذكوري، والذي يحول باستمرار دون اعطاء اي مساحة لتفسيرات ورؤى البنى الاجتماعية الاخرى، ليتجاوز كل ذلك ويطرح ثقافات وسلوكيات تدعم المكاسب خاصته، في سلوك اقل ما يوصف بانه غير اخلاقي البتة، ولان الخطاب الاجتماعي السائد والذي تمت حياكته من قبل المجتمع الذكوري لا يمكن الرهان عليه في طرح بدائل تحدث اختراقات تتجاوز تصنيف المرأة في مرتبة دونية في ميادين الاسرة والتعليم والعمل وصنع القرار، ولا يعطي ضمنيا الفرصة لاي خطاب اخر يكون على الضد منه ويتصدى لتحرير المرأة والرجل على السواء من بنية النظام الابوي القابض. ولا يعطي مساحة لاعادة صياغة الادوار الاجتماعية بحيث يتم تحقيق المساواة والعدل الاجتماعي. عليه كانت الحاجة لتفكيكه (الخطاب الذكوري) وتجاوزه امر لا تعوزه المشروعية، وكانت الحاجة لفضح خطل الدعاوى التي يستند عليها والمفاهيم التي يتحرك من خلالها شرط اساسي في عملية تحجيمه وتجاوزه من بعد، ولا يتأتى ذلك الا من خلال تثبيت جملة حقائق من ضمنها ان المرأة هي كيان مستقل عن الرجل، ولها ذاتها ووظائفها جنبا الى جنب مع الرجل، والذي هو ايضا يمثل كيانا مستقلا، ولكل منهما خصائص بيولوجية لا يستطيع احد القيام بها دون الاخر. وانهما يكملان بعضهما البعض. ويضاف الى ذلك الاقرار بانه يجب ان لا يتم تحديد ادوار المرأة وفق تركيبها الجسدي او التصنيف البيولوجي. بل وفق المحددات الفكرية والوعيوية التي تمتلكها، والمدخل العقلاني والعملي لتفكيك سطوة الخطاب الذكوري هو الضغط لاعادة رسم صورة ايجابية للمرأة تتجاوز الصورة حالكة القتامة التي ظلت تشكل عن المرأة التي تزهد في النظر اليها الا من خلال انها ناقصة عقل ودين، وعليه يجب ان تكون في رصيف التراتبية الاجتماعية، لا يكون ذلك الا من خلال محو التصورات السلبية التي تقدم عن المرأة في المقررات التعليمية والكتب الدراسية، بحسبان انها اولى مدرجات تشكيل الوعي السلبي حيال المرأة وحقوقها، ويضاف الى ذلك العمل على تقييم المرأة ايجابيا في وسائل الاعلام والميديا بتجاوز التنميط الذي اختزل عرضها في شكل بضاعة جنسية وكائن اغرائي يستثير الغرائز والشهوات، ولا يتم ذلك الا من خلال تحجيم هذا الخطاب الاعلامي المبتزل من خلال تكثيف المواد الاعلامية ممتازة المحتوى والمضمون، والتي تقدم المرأة بصورة حقيقية وتعمل في الوقت عينه على اعادة الحقوق المسلوبة للمرأة. اذا ليكون اليوم العالمي للمرأة هو المناسبة التي يدشن من خلالها محاولات تفكيك الخطاب الذكوري القامع للمرأة، ونحاول تأسيس خطاب انسانوي يحترم المرأة ويعيد الاعتبار اليها. خالد خليل بحر جامعة النيلين ـ كلية الآداب
___
تعليق: شكراً الابن خالد على هذه المساهمة على شرف الثامن من مارس يوم المرأة العالمي.. يوم الخميس الماضي وقفت عند المناسبة وتساءلت الشرط النسوي الى اين وما طرحته من مداخلتك حرضني على الاستمرار في تناول الموضوع لان تغيير الخطاب الذكوري كما قلت عملية طويلة طويلة جدا تبدأ بفهم المسألة من اولها.. هذا مع تحياتي وشكري..
|
|
|
|
|
|