|
من لشهداء الإثنين الحزين ضحايا العنصرية المأفونة ..
|
مهما كثرت المبررات و تكاثرت لا أجد مبرراً واحد يقنعني بأن ما حدث في الخرطوم و في جوبا و بعض مدن السودان الأخرى يوم أمس الإثنين من قتل و تخريب و سلب و نهب و ترويع للأمنين هو أمر يمكن تقبله كردة فعل على وفاة القائد الدكتور / جون قرنق . و لا أعتقد بأي حال أن هؤلاء المنفلتين الذين عاثوا في الأبرياء تقتيلاً و في الممتلكات تدميرا هم أقرب للراحل العظيم من عائلته و من رفاق نضاله في الحركة الشعبية الذين تقبلوا فرضية الحادث العرضي لوفاته عطفاً على ما توافر من معطيات موضوعية تؤكد أن القضاء و القدر كان سبب الحادث و أن الدكتور مثله مثل أي بشر يمكن أن يموت في أي لحظة كما قالت السيدة الفاضلة / ربيكا قرنق . و ما يحز في النفس فعلاُ أن هناك من أنبرى لتبرير ما حدث يوم أمس من تصفيات عنصرية لبعض الأبرياء من المواطنين الذين لم يكن لهم أي ذنب فيما حدث للدكتور / جون قرنق بل ربما كان من بيينهم من هو أشد حزناً على فراقه من قاتله . فلنفترض ـ لا قدر الله ـ أن الرئيس البشير كان في زيارة لجوبا و سقطت طائرته و مات فهل يبرر ذلك لأنصاره قتل الأبرياء غيرهم حزناً عليه ؟؟ إذن لماذا إيجاد المبررات لغيرهم؟؟ الذين أستشهدوا بالأمس هم مواطنين أبرياء لهم أسرهم و أبنائهم و أزواجهم و أحلامهم و كان يمكن لأي منا أن يكون مكان أي منهم فهل كان يرضينا ذلك ؟؟ قد أجد مبرراً لبعض قادة الغفلة و تابعيهم في دارفور في محاولاتهم القميئة للتحريض وإشاعة الإنفلات و إزكاء نار النعرات وتبرير ما حدث لأن ممارسات النهب و السلب و الإعتداءات على المواطنين العزل قد تكون أمراً عادياً بالنسبة لهم و ضرباً من ضروب نضالهم البليد ، لكني قط لن أجد مبرراً لأي صاحب عقل لعدم إدانة أحداث أمس الحزين . لكم الله يا شهدائنا و طبتم في الخالدين .
|
|
|
|
|
|