|
أنا أعتذر ..
|
أمس و أنا عائد إلى منزلي ظهراً أتصل بي الشقيق المهندس / خلف الله الشمباتي و نقل لي الدعوة لحضور إجتماع هام لأعضاء الجزب الإتحادي الديمقراطي في المنطقة الغربية بالمملكة .. و رغم أنني حريص على حضور مثل هذه الإجتماعات إلا أنني أعتذرت عن الحضور بسبب إرتباطي مساء بإجتماع مع ذوي أحد الأشخاص المحكومين بالقتل في أشهر قضية منظورة حالياً في المحاكم السعودية .. إجتماعنا الذي بدأ حوالي التاسعة و النصف لم ينتهي حتى الثانية عشر مساءاً فذوي المحكوم يريدون بلهفة معرفة كل كبيرة و صغيرة عن الإستئناف الذي نعكف على إعداده في سعي جاد لنقض الحكم الصادر ضد إبنهم ، و أنا بطبعي لا أحب التحدث بصورة مفصلة عن أي عمل لم يكتمل بقدر ما أحب أن أستمع .. أنتهى إجتماعنا و خرجت في طريقي إلى المنزل تلقيت إتصالاً هاتفياً من أحد أصدقائي الذي بادرني بقوله ( ريحتك فاحت ) ثم أطلق ضحكة إستهزاء تبعها بالقول ( و الله الأيام دي بقيت ملطشة لليسوى و الما يسوى ) رددت عليه ( الحاصل شنو ) فبادرني ( الليلة ما دخلت المنبر و لً شنو .. و الله الجماعة شغالين ليك شغل ) و لأني لحظتها قربت من نقطة تفتيش للمرور أردت إختصار المكالمة و ربط حزام الأمان الذي عادة ما أنسى ربطه فأنهيت المكالمة بقولي ( ديل صعاليك ساكت .. أهة الكورة كيف ) ؟؟ أفرحني صديقي ذاك بفوز المريخ بالخمسة و تعادل الهلال .. قبل وصولي للمنزل عرجت على مطعم مشهور للفول و التميس في حي النسيم الذي أسكنه .. بناء على طلب زوجتي أشتريت ( مطبق و معصوب ) للعشاء .. في المطعم لأحظت أن أحد الشباب ممن يطلقون عليهم هنا ( شباب الكووول ) و هو يتشاجر مع عامل المطعم اليمني لسبب لا أعرفه و يسبه بألفاظ بذيئة .. عامل المطعم آثر عدم الرد و كأن الكلام ليس موجهاً له .. الشاب أخذ طلبه و ألتفت إلى العامل و رمقه بنظرة تكاد تهشم الزجاج الفاصل بينهما ثم قال له ( تف على وجه أمك ) حتى أن بعض من رذاذ تفه تلك علق بالزجاج .. ركب سيارته و تحرك بها بصورة تنبئ عن حالة ثورته .. عامل المطعم لم يحرك ساكناًً و جميع الحضور كانوا ما بين مستنكر و مشمئز من تصرف ذلك الشاب .. مكثت منتظراً حتى أخذت طلبي و تحركت صوب منزلي .. في أول لفة تؤدي إلى شارع بني مالك جوار مباني الحرس الوطني .. شاهدت تكدساً للسيارات في الطريق و سيارات الشرطة و الإسعاف تومض أضوائها التحذيرية .. و حين أقتربت بعد فترة شاهدت السيارة التي كان يقودها ذلك الشاب و هي منحشرة أسفل سيارة وايت ( نقل مياه ) عند الـ ( U turn ) و جموع الفضوليين تحيط بموقع الحادث كالعادة الأمر الذي أضطر رجل الشرطة لإستخدام مكبر الصوت في سيارته لإبعادهم .. تحركت صوب منزلي و أنا أسترجع ما دار قبل وقت قليل جداً بين ذلك الشاب ـ الذي لا أعرف مصيره ـ و عامل المطعم اليمني ..
أواصل ..
|
|
|
|
|
|