|
أحمد هارون : أنا وزير و ليس مخزنجي و أعيش في الوقت الإضافي !!
|
الوزير السوداني في أول حوار بعد اتهامه في قضية دارفور: انا وزير وليس «مخزنجي».. واتهامات اوكامبو مغالطات وتناقضات
حاوره: كمال حامد (الخرطوم) وزير الدولة السوداني احمد محمد هارون الذي ورد اسمه على قائمة محكمة الجنايات الدولية على خلفية قضية دارفور بدا أمس في الخرطوم غير منزعج او قلق من هذا الاتهام.. وجاء في حديثه الذي خص به “عكاظ” بعد اعلان اتهامه مباشرة وفور عودته من رحلة فحوصات طبية بالخارج نبرة التحدي والثقة بالنفس.. وفي مكتبه برئاسة مجلس الوزراء اكد على ثقته في البراءة.. وكان السؤال الأول هو: كيف قضى ليلته مساء اعلان اسمه من القائمة وهل نام تلك الليلة كما ينام غيرها من الليالى ففجر ضحكة عالية لفتت انظار الحاضرين وكان ذلك بداية الحوار ومن بين الضحكة المجلجلة قال: - نعم نمت افضل من غيرها بل نمت نوم قرير العين ويسهر اوكامبو ومن معه جراها ويختصموا وليعذرنى الشاعر العربى الفحل فى ادخال اسم اوكامبو مكان ما اشار اليه المتنبي بـ “الخلق”. الذين يعرفونك خافوا عليك وانت تتعامل مع هذا الحدث بكل هذا البرود والهدوء والابتسامة؟ - نعم لاننى رجل مؤمن بقضاء الله وقدره وهذه المسألة هي التى تقلق المجتمع الغربي لانهم يخافون من الموت وهو ملاقيهم ونحن ننتظره ونستبشر به ونعلم ان القدر اذا جاء لا يؤخر فلماذا الخوف والوجل. هل هذا الاطمئنان لإيمانك بالقدر ام لأنك ترى القضية لا تستحق الاهتمام بما جاء على لسان وزير العدل؟ - كلا الامرين فأنا مؤمن وأعلم ان ما جاء على لسان المدعي العام الدولي انما هو قضاء الحياة الدنيا اضافة لانه يتحرك من اجهزة معروفة لدينا وثالثا وبحكم خلفيتي القانونية ارى ان القضية تافهة بائسة ولا تستند الى قانون او منطق. لنفصل فى هذا الجانب القانوني مع العلم ان اوكامبو اكد انه يطبق القانون والعدالة؟ - اي عدالة يتحدث عنها والسودان غير موقع على ميثاق هذه المحكمة ولهذا فنحن غير معنيين *جاءت الفرصة لأضع اسمي على قائمة العظماء الذين تحدوا الطغاة *نجوت من الموت المحقق على طائرة ابراهيم شمس الدين وأعتبر نفسي أعيش وقتا إضافيا بما تفعل , وما نسب من ادعاءات متصلة بالوظيفة العامة التي كنت اشغلها باعتباري وزير دولة بوزارة الداخلية وبالتالي فان الحكومة هي التي تقرر وأنا ملتزم بقراراتها وبحكم وظيفتي القانونية كقاض سابق أعلم ليس للمحكمة الدولية مسوغ قانوني للتدخل ولسبب اخر ان السودان لم يوقع على ميثاقها وهو ان النظام الدولي العدلي فى السودان على درجة عالية من الكفاءة وتشرفت للانتماء اليه. ولكن المدعي الدولي ذكر وقائع وتفاصيل وروايات على لسان من سماهم ضحايا؟ - ....مقاطعا --- اي وقائع وادعاءات ذكرها كلها واهنة ضعيفة وسماعية من افراد وجماعات هم فى الاصل اساس الازمة وجاءت رواياتهم من باب الكيد السياسي وهو جزء من الحرب الدائرة, وهكذا الاجهزة العدلية التي تتكئ على معايير مزدوجة بعيدة عن العدالة . هل ترى ان التوقيت مناسب لاعلان الاسماء بعد ان تردد بوجود قائمة منذ شهور؟ - علمتنا التجربة مع الاعداء والمتربصون باستقرار السودان انهم ينشطون ويتحركون حيث يحدث تقدم نحو الحلول السياسية السلمية لمشاكلنا وحذرت هذا مرات ومرات خلال جولات المفاوضات مع الجنوب ودارفور .. وحاليا شهدت الايام الماضية تحركا ايجابيا مع حاملي السلاح والرافضين التوقيع على الاتفاق .. فتحركوا بالملف الغريب العجيب في محاولة لاجهاض الخطوات الاخيرة المتمثلة فى المبادرات الليبية الاريترية الافريقية. تحدثت بعض الفقرات في التقرير عن قيامكم شخصيا بتوزيع وتسليم السلاح للجنجويد؟ - ضاحكا – يبدو ان اوكامبو بدون خبرة فى عمل الوزراء .. فأنا وزير وليست مهمتي ان اقوم بمهمة “المخزنجي” او موظف المستودع مع تقديري لهما وأحمد الله ان التقرير جاء مليئا بالتناقضات والمغالطات التى تكشف ضحالة الذين أعدوها. اعلنت الحكومة رفضها تسليم اي سوداني سواء كان معها او من المعارضين كيف تتصرف لو تراجعت وقررت تسليمك ؟ - سأواجه هذه المحكمة الهشة بما لدي من منطق ودراية بالقانون وستكون قد أتتني الفرصة لأقحم إسمي ونفسي لقائمة العظماء الذين تحدوا الطغاة مثل المجاهدين السودانيين عبد القادر ودحبوبة والخليفة عبد الله التعايشى وكذلك ترسم امامي صورة الرئيس العراقي صدام حسين وهو يواجه ظلم المجتمع الدولي بقوة وثبات جعلته يظهر اقوى وأكثر ثباتا من جلاديه . ذكر وزير العدل انه تم استجوابك كيف حدث هذا وماذا كانت النتيجة؟ - هو استجواب ليس كما يتبادر بأنه استجواب من محقق مع متهم او مشتبه فيه .. كل الذي حدث ان الحكومة شكلت لجنة قانونية على مستوى عال برئاسة مولانا دفع الله الحاج يوسف وهو رئيس سابق للقضاء وهذه اللجنة حققت في كل ما يتعلق بدارفور وسألت وتقصيت الحقائق وكنت ضمن من سألتهم بحكم موقفي وارتباطي بدارفور ومسئولياتي. وهذا هو كل ما حدث وعلمت فيما بعد انها وجهت اصابع الاتهام لبعض الشخصيات ولم أكن من بينهم وهذا امر طبيعي من لجنة على درجة من الكفاءة كلجنة مولانا دفع الله الحاج يوسف. في ختام هذا الحوار أسأل السؤال الذي كنت أود ان أبدأ به متى وكيف علمت بوجود اسمك ؟ - منذ شهور واسابيع تصلنا ارهاصات حول الاسماء التي قيل انها مغلقة ومختومة بالشمع الاحمر وتسربت منها بعض الشائعات ولكن بصورة مباشرة علمت من خلال شاشات التلفزيونات الفضائية بمطار عمان الدولي وكنت في طريقي لطائرة الركاب السودانية العادية بعد ان اجريت فحوصات طبية ناجحة والحمد لله. وفي مطار الخرطوم قابلني مدير مكتبي بالخبر بتفاصيله وفي المنزل جاءني وزير العدل محمد علي المرضى وتفاكرنا حول الامر.. وفي ختام الحديث قال: لم اهاب الموت فى يوم من الايام وكنت ضمن طائرة عدارئيل التى استشهد فيها ابراهيم شمس الدين و13 اخرين وكنت ضمن ال 13 الناجين وأعتبر نفسي كمن يعيش الوقت الاضافي
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070301/Con2007030191743.htm
|
|
|
|
|
|