دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة
|
إستهلال خاص بهذا البوست: الصراع السياسي بين الأحزاب السودانية، وتغليب "الضرب تحت الحزام"، وكل ما تحرمه مباديء وأحكام اللعبة الديمقراطية، حتى أن هذه الوسائل الخارجة صارت بمثابة الأصل كأدوات إدارة الصراع، و"كلمة إدارة هنا مجازية"، والحزب الشيوعي السوداني أحد إن لم يكن أكثر الأحزاب السودانية -بعد الجبهة الإسلامية وتفرعاتها-إستخداما للوسائل الغير قانونية في صراعه مع الآخر، ويأتي على رأس هذه الوسائل "إغتيال الشخصية" بالتزوير والكذب وتدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات، وأضافت لها الجبهة الإسلامية صناعة "الشهداء الأسطورة". عفواً لهذا الإستطراد، والذي دفعني له العنوان الذي توسط صفحات جريدة الصحافة : «الصحافة» تنفرد بنشر مذكرات مدير الرقابة والأمن السابق بالحزب الشيوعي السوداني ومادار بخاطري بمجرد أن قرأت هذا العنوان، وقبل أقرأ ما جاء في المتن ضبطت نفسي وهي في حالة ريبة وتشكك، وتساءلت عن مدى مصداقية هذه المذكرات التي سأقرأها، وتفرع من التساؤل إستفهامات: من الذي كذب وفبرك هل هو الصحفي أم صاحب المذكرات،-ألم أقل لكم أنها حالة ضبط لنفسي الأمارة، أو المأمورة بالريبة والشك في كل "أدب سياسي" ولسجيمان أن يسمها قلة أدب سياسية سودانية. عفواً وأعتذر إن بدأت نشر ما أوردته "جريدة الصحافة" بالتشكيك قبل قراءتها وقد تأتي هذه المذكرات صادقة وتقول الكثير والمثير الخطر، ولكني قصدت نقل إحساسي حين أجد كلمة "مذكرات سياسي" هل تشاركوني الرأي. نادوس ================================================================================== گنا نمشــي على البيض .. زاملت السيد محمد عثمان الميرغني «بالأشراف» لشهرين فقط ! الحلقة الأولى
إعداد : الفاتح عباس كان تاريخ ميلادي حسب رواية والدتي (آمنة) عليها الرحمة والغفران يوم الجمعة الموافق 17/8/1935م مع أذان صلاة الفجر ، كان والدي عاملا بالسكة حديد ووالدتي ابنة الشيخ عبد المتعال موسى الذي كان في بداية حياته قاضيا شرعيا وترك القضاء ليعمل في مهنة التدريس وقد عمل بمدينة حلفا ناظرا لمدرستها الاولية وكان من تلاميذه الانسان الرائع والسياسي البارع محمد توفيق ومن حلفا انتقل الى بربر ومن ثم الى طوكر وكان من تلاميذه الفريق ابراهيم عبود والفريق احمد محمد ومن طوكر عاد مرة اخرى الى بربر حيث تم زواجه ونقل الى (الكوة) حيث انجبت والدتي واخيرا استغر به المقام في مدينة حلفاية الملوك ناظرا للمدرسة وعامله اهالي حلفاية الملوك (شيخاً) . { هل كانت له (طريقة) صوفية معينة ؟ لا .. فقد كان جدي ازهريا .. خريج الازهر الشريف واسمه بالكامل الشيخ عبد المتعال موسى حسين جلاب التويجري ، ومن المعلوم ان سكن حلفاية الملوك معظمهم من الشايقية والعبدلاب فاستطاع جدي ان ينصهر بسرعة وسطهم ويحظى باحترامهم وكان يسكن معه بالمنزل من ابناء الحلفاية اللواء حسن بشير نصر ، باختصار منزله كان مدرسة بالصباح وخلوة لتدريس القرآن الكريم بالمساء .. ومن مدرسة حلفاية الملوك نقل الى مدرسة شمبات لم يرحل من الحلفاية وفي شمبات كانت له علاقة متميزة مع الشيخ زين العابدين السماني ، وقد قابلته لاحقا حيث اخبرني بانه لم يكن يعلم بانني حفيد الشيخ عبد المتعال الذي كان يواظب على سماع القرآن الكريم منه لحسن وجمال صوته . المهم طفولتي المبكرة قضيتها بالخرطوم بحري وعطبرة حيث يعمل الوالد فترات الاجازات كنت اقضيها مع جدي ، اما الوالد فقد رزق بـ 13 مولوداً 11 ولد وبنتين اما عن المعاملة من والدي فكان يصحبني معه الى السوق ويعاملني معاملة متميزة باعتبار انني الابن الاكبر . وكان شيخ والدي هو الشيخ الأمين أبو قرين الذي رشح والدتي ليقترن بها والدي ومن اخوالي الذين يقاربونني العمر الخال فاروق يصغرني بشهرين وفؤاد اكبر مني بعام واصبحنا مجموعة واحدة وانضم الينا لاحقا ابوزيد محمد صالح وسر الختم مالك وسيد ابكم وآخرون. ثم دخلت المرحلة الوسطى بمدرسة عطبرة الوسطى وكان الدخول اليها صعبا جدا والمنافسة شديدة للغاية فكان ترتيبي الثالث والثلاثين من الطلبة المقبولين بعطبرة الوسطى ، وكان ابي سعيدا للغاية بهذا النجاح وكنت اول من يدخل المرحلة الوسطى من اهل ابي وناظر عطبرة الوسطى حين دخلتها كان اسمه محمد محمد علي الشايقي وكان ذلك في عام 1947م وعلى ما اذكر فقد تم افتتاح مدرسة عطبرة الوسطى الاهلية في ذات العام او العام الذي يليه ومن ابرز تلاميذ عطبرة الاهلية د. بشير الياس «عليه الرحمة» اما من دفعتي فكان ابراهيم عبد الله جاه الله ، محجوب عبد المالك ، بشير الطيب ومن الدفعة التي سبقتني الرشيد سر الختم «المراجع العام الاسبق» سر الختم مالك الجزولي ، هاشم عمر وفيصل محمد فضل سكرتير اتحاد الطلاب العالمي (I.S.U) لسنوات عديدة. المدرسة الوسطى في ايامنا كانت كخلية النحل اذ تعج بالنشاط من خلال الجمعيات المختلفة جمعية الصحة ، والزراعة وطبعا الاهم الجمعية الادبية وعندما دخلت المدرسة كان رئىس الجمعية الادبية محمد ابراهيم الشوش في السنة النهائىة بالمناسبة عام دخولي المدرسة كان عاما حاسما في السودان كله .. فقد كانت للمظاهرات المناهضة للجمعية التشريعية وقد استشهد من مدينة عطبرة اربعة في تلك المظاهرات اذكر منهم الشهيد سعيد والشهيد قرشي الطيب فمدينة عطبرة كانت مفعمة بالوطنية واذكر ونحن في مرحلة الكتاب خرجنا في مظاهرة وذهبنا حتى المدرسة الصناعية «مدرسة الصنايعي» وكان بها قاسم امين ، والشهيد الشفيع احمد الشيخ وخالي عبد العظيم عبد المتعال ومحمود النور واديب جندي ، واستقبلنا طلاب مدرسة الصنايعي بالهتاف وسجلت تلك المظاهرة على انها اول مظاهرة لطلبة مرحلة الكتاب بالسودان ـ كان ذلك في عام 1945م . الحركة السياسية بعد المظاهرات المناهضة للجمعية التشريعية بمدينة عطبرة ، يمكن ان نقول عنها بأنها لامست كل بيت في عطبرة .. حتى الامهات كن (يتمنن) بأن يصبح اولادهن سياسيين هذا في مدينة عطبرة عموما ، ولكن في حي السكة حديد حيث كنت اسكن كان الوضع مختلفاً جدا ، بمعنى ان النشاط السياسي لم يكن يرجع الى الاحزاب السياسية ، وانما لدور نقابة العمال فكان قادة العمل النقابي العمالي محل تقدير واحترام الجميع ومن ابرز القيادات العمالية يومها كان قاسم امين والشهيد الشفيع احمد الشيخ والحاج عبد الرحمن وحاج محمد صالح وهاشم السعيد هؤلاء القادة كانوا اقرب الى الناس من ود الصايغ (حسين السيد) وود السيسي (اتحاديين) اما عن حزب الامة فلم يكن له وجود يذكر بعطبرة ومن ابرز قياداته شخص يدعى (ود عجبنا) لكن كان هنالك اعضاء من حزب الامة بنقابة العمال منهم آدم علي ـ وكان (حكم كوره) . بالمرحلة الوسطى عايشت ثلاثة (نظار) حسين رستم .. كانت هناك اشاعة تقول انه اذا ضرب بيده (الشمال) الطالب يقع ميت طوالي ولهذا كان ممنوعا من استعمال يده الشمال في الضرب !! ثم حسن الحاج من ابناء بري طبعا بالاضافة الى الناظر محمد محمد علي الشايقي الذي اصبح لاحقا مديرا للمعهد الفني بالخرطوم جامعة السودان حاليا لابد ان اذكر هنا شيئا هاما وهو تغيير بداية العام الدراسي من يناير الى يوليو .. وجاء هذا التغيير في العام الذي جلست فيه لامتحان الدخول الى المرحلة الثانوية ، وكان ذلك في عام 1951م واجتزت الامتحان بالنجاح وكانت ربغتي دخول مدرسة وادي سيدنا الثانوية بام درمان التي كانت تستقبل كل الطلاب الناجحين من شمال السودان تقريبا وابناء العاصمة بالطبع وعند (الانترفيو) المعاينة على ما اذكر كان اسم الاستاذ الذي اجرى تلك المعاينة كان اسمه حسن فسألني .. انت كاتب رغبتك انك تدخل وادي سيدنا ليه ما عاوز تدخل المدارس الاخرى «الاهلية بالتحديد» فقلت له انا مقدم للمدارس الحكومية لأنها مجانية وبعدين انا ناجح فرد استاذ حسن سوف تقبل بالمدارس الاهلية مجانا ، المهم لم يظهر اسمي بكشف الطلاب المقبولين بالمدارس الثانوية الحكومية فسافرت الى الخرطوم وتناقشت مع الاهل في هذا الوضع ثم اقنعوني بان ادخل مدرسة الاشراف وفعلا التحقت بمدرسة الاشراف ببحري كانت اساسا تدرس ابناء السيد علي الميرغني .. السيد محمد عثمان الميرغني والسيد احمد الميرغني وابناء الخلفاء من الطريقة الختمية بعد شهرين لم اقتنع بهذا الوضع فذهبت الى مدرسة ام درمان الاهلية الثانوية فاخبروني بان اسمي غير موجود .. ثم ذهبت الى مدرسة وادي سيدنا وقابلت الاستاذ حسن الحاج الذي تم ترفيعه من ناظر بالمرحلة الوسطى الى استاذ بالثانوي ولنشاطي السياسي بالوسطى قال لي وقتها اذا دخلت يا محمد الثانوي انا حا اصبح استاذ بالثانوي في اشارة لاستحالة نجاحي .. المهم اخبرني الاستاذ حسن بانني مقبول بمدرسة الاحفاد الثانوية واذا وجدت مضايقات هناك فسوف يقبلني بمدرسة وادي سيدنا . ذهبت الى مدرسة الاحفاد الثانوية وعندما سألت عن الناظر كانت الاجابة بسؤال .. هل تقصد الناظر الصغير فهو يوسف بدري اما الناظر الكبير فهو بابكر بدري ، فقلت انا عاوز الناظر الكبير فذهبت ووجدت المرحوم بابكر بدري جالسا على كرسي وامامه عدد من الطلاب .. لحظة وصولي قال بابكر بدري كل واحد منكم يأخذ عشرين جلده وعرفت فيما بعد اسماء اولئك الطلاب فكان منهم د . يوسف بشارة ، حسن عبيد ، حسن التاج ، صلاح احمد ابراهيم «الشاعر» مامون كنون ، فاروق مصطفى ، وفاروق احمد ابراهيم المهم وقفت معهم واخذت العشرين جلده ...! وكان الصول بخيت الذي يقوم بالضرب . وعندما جاء الناظر الصغير يوسف بدري سألني .. انت طالب هنا ؟ فقلت لا واضفت (طيب ليه دقيتوني» ثم ذهب يوسف بدري الى مكتبه ثم راجع كشف طلاب السنة الاولى واخبرني بانني مقبول بالاحفاد بالمجان وداخلي لاني مرسل من وزارة المعارف ثم قرأ الطلاب المقبولين بالمجان فاذكر منهم جابر عبد الرحمن ، عمر عبد الله السعيد ، وقلت للناظر يوسف بدري سألني يوسف بدري .. انت ما عندك اهل هنا فقلت اهلي بالخرطوم بحري وهو مكان بعيد فكان رد الاستاذ يوسف بدري حنشوق ليك حل .. وفعلا اسكنوني بداخلية الاحفاد وكنت اول طالب يسكن داخلي وفي الحقيقة كنت انوم مع «الفقرا« .. لكن لاحقا خصص الجزء الجنوبي من المدرسة «الآن جامعة الاحفاد» ليكون الداخلية الرسمية لمدرسة الاحفاد .. وانا كنت حر لانني لم اسكن بالداخلية الرسمية وانما واصلت السكن بجامع الشيخ بابكر بدري داخل مدرسة الاحفاد اما الداخلية الرسمية فكان لها رئىسان من الصف الرابع الاول اسمه محمد عوض والآخر اسمه محمد عبده ، ثم في العام الثاني جاء من عطبرة السر عبد المجيد احمد الفكي ومحمد موهوب فاقنعتهم بترك الداخلية الرسمية والسكن معي . اول طالب من الأحفاد تعرف بي كان الشاعر صلاح احمد ابراهيم فامسكني من كتفي وقال لي .. ليك اسبوع بالمدرسة ونحن ما نعرفك .. نحنا ما اقرباء فقلت له كيف ؟ فقال .. انا سكرتير رابطة الطلاب الشيوعيين وانت الطالب الوحيد في سنة اولى شيوعي ، من الاسماء التي اذكرها من مدرسة الاحفاد ـ غير الشيوعيين ـ يوسف ترير ، عبد الرحمن فرح ، ويحى من قادة الاخوان المسلمين وكذلك دفع الله الحاج يوسف وعلي البشير وجابر عبد الرحمن. اول معركة حقيقية اخوضها في حياتي ، كانت معركة رئاسة الجمعية الادبية بالاحفاد الثانوية .. بداية اقول بأن عدد طلاب السنة الرابعة لم يكن يتجاوز الـ 9 ومنهم د. بشير الياس وصلاح احمد ابراهيم فاعتذروا عن الترشيح لرئاسة الجمعية ثالثة عدد الطلاب كان اكبر شوية لذا فقد ترشح عبد الرحمن فرح لرئاسة الجمعية اما انا فقد كنت استند على قاعدة طلاب السنة الاولى والثانية وفعلا ترشحت وقامت الانتخابات وعند فرز الاصوات حصلت على ما فوق التسعين صوتا اما عبد الرحمن فرح (كان حزب امة) حصل على اربعة اصوات فقط واعلن فوزي برئاسة الجمعية الادبية ولكن في صبيحة اليوم التالي جاء الاستاذ يوسف بدري وقال بان الطالب عبد الرحمن فرح قد زاره بمنزله امس واخبره بأن طالب اسمه محمد احمد سليمان في سنة اولى قد زور الانتخابات واصبح رئيسا للجمعية الادبية وقال انا رفضت فكرة التزوير ولكن لا يمكن ان يكون رئىس الجمعية الادبية طالبا بالسنة الاولى وحتى السكرتير الذي عين هو الجيلي صلاح الدين وهو طالب بالسنة الاولى ايضا .. وانا ـ يوسف بدري ـ لا افرض عليكم طالبا معينا ليكون رئىسا للجمعية الادبية لكن من الاحسن والافضل يكون من سنة ثالثة .. ولهذا فقد الغيت الانتخابات وسوف اعيدها بعد غد واقول لعبد الرحمن فرح لا تأتي مرة اخرى لمنزلي لتقديم مثل هذه الشكوى وفعلا تمت اعادة الانتخابات وحصلت على كل الاصوات ماعدا صوت عبد الرحمن فرح . وهناك شئ آخر طريف انشأ محمود برات الجمعية الدينية «جمعية الفكر الاسلامي» ومحمود كان انساناً مهذبا وفاضلا .. وجرت الانتخابات لاختيار رئىس الجمعية الدينية وانتخبت رئىسا لهذه الجمعية مما ان اكون مسئولا عن جامع المدرسة كذلك . المهم فترة الاحفاد كانت فترة جميلة في حياتي والتي امتدت من عام 1951 ــ 1954م اما عن علاقتنا بالمدارس الثانوية الاخرى ـ ام درمان الأهلية والمؤتمر ـ فكان رئىس اتحاد طلاب الاهلية عبد الرحمن حاج موسى اما مدرسة المؤتمر الثانوية فشهدت اضرابا تم على اثره فصل عثمان سوركتي وبشير الطيب والمدارس الثانوية حتى عام 1954م كانت وادي سيدنا ، حنتوب ، خور طقت ، الاهلية ، المؤتمر ، والاحفاد .. خلال وجودي بالاحفاد قمنا باربعة اضرابات وشاركنا في العديد من المظاهرات قبض علي في احد المظاهرات وحكم على بالجلد عشرين جلده . الحلقة القادمة .. بداياتي مع الحزب الشيوعي السوداني ==== هامش الحلقة : الحرب العالمية الثانية في عطبرة لقد كان ابي وعمي متطوعان ايام الحرب العالمية الثانية بمدينة عطبرة (الدفاع المدني) ـ الحريقة ـ واذكر بأن قنبلة وقعت بالقرب من منزل عمي خوجلي محمد سليمان والقنبلة وقعت تحديدا بميدان كرة القدم .. وفي ذاكرتي بأن والدي عندما يسمع «صفارة الانذار» يلبس «خوذة» ويحمل (كوريكا) ويتوجه بسرعة الى «المطافئ» القوات الايطالية «الطيران» قصف مدينة عطبرة عدة مرات خاصة ورش السكة حديد . عموما ونحن اطفال لم نتأثر كثيراً بالحرب خاصة واننا لم نسمع بأن سودانيا قد فقد حياته في الحرب لكن لاحظنا زيادة عدد المهندسين الاداريين الانجليز بالسكة حديد بعد الحرب . عندما طلبت من الاخ الاستاذ الحاج ورًّاق اقناع محمد احمد سليمان مدير الرقابة والأمن السابق بالحزب الشيوعي السوداني عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية لكتابة مذكراته .. كان رد الحاج وراق .. لقد حاولنا ذلك كثيرا ولم ننجح .. وحاولت مرات ومرات .. مرات عديدة ذهبت «لوحدي» .. واخرى اصطحبت الاخ عمار محمد آدم عله يستفز السيد محمد احمد سليمان ليحكي ويروي لنا ذكرياته بالحزب الشيوعي السوداني .. فكان رده .. الحاجات دي ما بتستفزني ! وواصلت الاتصالات ومحاولات الاقناع حتى اقتنع محمد احمد سليمان بأهمية كتابة مذكراته وما ننشره اليوم يمثل الحلقة الاولى .. اما الحلقات القادمة فسيقدم لها سياسيون اختلفوا او اتفقوا مع محمد احمد سليمان .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
امسك واحد
Quote: مدير الرقابة والأمن السابق بالحزب الشيوعي السوداني |
حسب معرفتى انه لا توجد مسئولية بهذا الاسم فى الحزب الشيوعى وافترض ان الحاج وراق يعلم ذلك
لمابعض الشيوعيين شككوا فى الصحفية صباح هنا انا قلت فى واحدين عندهم وسواس و بارانويا، لكن الظاهر عندهم حق، شنو اهتمام جريدة الصحافة غير العادى بالحزب الشيوعى و بالاسلوب دة؟ مجرد تساؤل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
الاخ نادوس.. سلامات ورمضان كريم. أنت قلت:
Quote: والحزب الشيوعي السوداني أحد إن لم يكن أكثر الأحزاب السودانية -بعد الجبهة الإسلامية وتفرعاتها-إستخداما للوسائل الغير قانونية في صراعه مع الآخر، ويأتي على رأس هذه الوسائل "إغتيال الشخصية" بالتزوير والكذب وتدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات، |
يا راجل؟؟ هذا زعم واتهام كبير للحزب الشيوعى. هل لك ان تدلل على أنّ الحزب الشيوعى استخدم او يستخدم الوسائل غير القانونية فى صراعه مع الاخر، وعلى رأس هذه الوسائل "إغتيال الشخصية" بالتزوير وتدبير وصناعة الادلة وتلفيق الحكايات؟ ده كلام ختير جدآ.. مع فائق التقدير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
Quote: ، وانما لدور نقابة العمال فكان قادة العمل النقابي العمالي محل تقدير واحترام الجميع ومن ابرز القيادات العمالية يومها كان قاسم امين والشهيد الشفيع احمد الشيخ والحاج عبد الرحمن وحاج محمد صالح وهاشم السعيد هؤلاء القادة كانوا اقرب الى الناس من ود الصايغ (حسين السيد) وود السيسي (اتحاديين) اما عن حزب الامة فلم يكن له وجود يذكر بعطبرة ومن ابرز قياداته شخص يدعى (ود عجبنا) لكن كان هنالك اعضاء من حزب الامة بنقابة العمال منهم آدم علي ـ وكان (حكم كوره) .
|
غريبه انو الراجل بكتب مذكرات غلط!!!!! والله غلط والمقطع اعلاه دليل واضح على ذلك يأخى اكتب ذى ما عايز لكن اكتب حقائق....
| |
|
|
|
|
|
|
الحلقة الثانية (Re: هشام مدنى)
|
گنا نمشـي على البيض .. الحلقة الثانية إعداد : الفاتح عباس الحزب الشيوعي السوداني إشتهر بين الأحزاب السياسية السودانية بأنه من اكثر الاحزاب قدرة على تجنيد العضوية والاستفادة القصوى من طاقاتها الفكرية والتنظيمية.. يتناول محمد احمد سليمان في هذه الحلقة كيف انتقل من التحذير من خطر المد الشيوعي بالعالم العربي.. الى محترف شيوعي وكادر نشط ومهم بهذا الحزب. فكان وهو طالب بالثانوي أن تم اختياره عضواً برابطة الطلاب الشيوعيين السودانيين ومسؤولاً عن المدارس الثانوية بالعاصمة.. وتمضي الايام ونقف عند حكاية تجنيده واختياره ليكون مسؤول الاتصال بمدينة عطبرة. بدايتي مع الحزب الشيوعي السوداني: عندما كنت طالباً بمدرسة عطبرة الاميرية الوسطى وفي السنة الثانية اصدرت جريدة حائطية اسميتها (المدرسة)، كنت اعلقها مع بداية الفسحة الثانية.. وتوقفت عند مقال جاء بمجلة (السنة) المصرية بعنوان (حدث جلل لا يمكن الصبر عليه)، وكان ذلك الحدث المد الشيوعي في المنطقة العربية والعراق تحديداً. كنت أنقل من ذلك المقال تحت توقيع (تلميد). الاستاذان محمد سعيد معروف وفتحي حسن المصري كانا يقومان بتدريس مادتي اللغة العربية والانجليزية، ويعرف عنهما بأنهما من الكوادر الشيوعية النشطة بمدينة عطبرة. بما انهما كانا المسؤولين عن المكتبة المدرسية اعتقدت، خاطئاً طبعاً، بأنهما يوزعان الكتب على حسب الميول السياسية فاعترضت على ذلك امام الاستاذ فتحي حسن المصري فضربني بشدة حتى (طارت) ساعة يده وعندها قمت بتهشيمها وهي على الارض بحذائي. في ذات اللحظة جاء ناظر المدرسة حسين رستم فأمرني بأن اتبعه الى مكتبه وهناك عنفني وامر ضابط المدرسة بجلدي عشرين جلدة. وبما ان ضابط المدرسة كان على خلاف سياسي مع الاستاذين معروف والمصري فلم يوقع علىَّ عقوبة الجلد وانما الكتفى بضرب مسند الكرسي!! تأثرت لهذه الحادثة فذهبت وإعتذرت للاستاذ فتحي حسن المصري، ولكن توقفت عند موقف ضابط المدرسة.. ثم واصلت حياتي الدراسية والاجتماعية والرياضية طبيعياً. كنت ألعب لفريق الوادي لكرة القدم، وكان من ابرز لاعبيه محمد عثمان خلف الله (كرن) الذي التحق بمدرسة وادي سيدنا الثانوية قبل عام. وعندما جاء في الاجازة الصيفية وكانت في ذلك العام طويلة اذ تغيرت بداية العام الدراسي من يناير الى يوليو، فترة الشهور السبعة هذه جعلت الناجحين بالدخول للمرحلة الثانوية وكأنما هم طلاب ثانوي حقيقة، وكنت ضمن الناجحين. المهم في اجازة العام 1951م، رشحني (كرن) لرابطة الطلاب الشيوعيين مع آخرين، وقبلت الترشيح وأُلحقت بوحدة كان المسؤول السياسي لها (كرن) نفسه ورئيسها عثمان سيد احمد البيلي، وعثمان جميل. بعد انتظامي بالوحدة، كانت غالبية الاجتماعات فكرية اي كنا ندرس مبادئ الفلسفة الماركسية وبعض القواعد التنظيمية وفق لائحة الحزب الشيوعي وذات يوم جاءني عثمان جميل واخبرني بأنه رتَّب لي لقاءً مهماً مع سكرتير الحزب بعطبرة، عند الساعة التاسعة صباحاً بالجسر. واعترضت على هذه المواعيد لأن الوالد كان يتناول افطاره في ذات الساعة ولا يمكن مغادرة المنزل، ولكن في النهاية فرض الزميل عثمان جميل تلك المواعيد رتبها مع سكرتير الحزب بمدينة عطبرة أحمد محمد خير. ذهبت في اليوم والمكان المحددين وقابلت الزميل أحمد محمد خير واعطاني ورقاً مطبوعاً على ماكينة رونيو، وعنوان تلك الاوراق (التيتويه) نسبة لجوزيف تيتو سكرتير الحزب الشيوعي اليوغسلافي بعد خلافه مع ستالين. حملت تلك الاوراق، ورجعت الى المنزل ثم اخبرت الوالد بذلك، لكنه حذرني من التورط في العمل الشيوعي اكثر من اللازم!! قرأت تلك الاوراق بعناية فائقة وكأنما سوف امتحن فيها، عرفت لاحقاً بأن كل العملية كانت اختباراً لترشيحي كمسؤول اتصال بمدينة عطبرة.. وفي ذات اليوم جاء الزميل أحمد محمد خير الى المنزل، وفي عجالة سألني (هل قرأت تلك الاوراق؟!) فأجبت بالايجاب.. ثم صمت فترة وقال: يا زميل وضع والدك لا يوجد له مثيل بمدينة عطبرة، فهو رجل متدين ومحترم وهذا الوضع يمكنك الدخول في اي مكان بدون مشاكل، ثم اضاف وبما ان والدك يمتلك مكتبة جيدة فكل ما نرجوه هو وضع بعض الكتب الخاصة بالزملاء القياديين بفرع عطبرة. وأجبته: خذ وضع ما تشاء من الكتب، ولكن الزميل أحمد محمد خير قال سوف آخذ كتاباً لكن بعد ان استأذن والدك. وقد كان.. وبتهذيب شديد قال لأبي: يا عم أحمد نحن نريد الاستفادة من مكتبتك.. فقال الوالد تفضلوا يا أولادي المكتبة مكتبتكم. وجاء الزميل أحمد محمد خير ووضع كتب القياديين بالحزب الشيوعي ثم امرني بعزل نفسي عن اولاد دفعتي وهم أصدقائي ومنهم محجوب عبد المالك، وابراهيم عبد الله وبشير الطيب. لقد ذكرت في الحلقة السابقة بأن أول من تعرفت عليه من الطلبة الشيوعيين بالاحفاد كان الشاعر المرحوم صلاح احمد ابراهيم إلا أنه قال لي: انت يا محمد عضو في الحزب الشيوعي زي ما انت عضو في رابطة الطلاب الشيوعيين والوضع التنظيمي هذا يمكنك في ترشيح اي طالب للرابطة أو أي شخص للحزب!! ثم قال: يا زميل دفعتك دي ما فيها شيوعي غيرك..! وفهمت الرسالة، واستطعت تجنيد ثلاثين طالباً لرابطة الطلاب الشيوعيين. العمل التنظيمي والسياسي بالأحفاد: استمرت الاحوال طبيعية، ولكن عند دخولي السنة الثانية تم اختياري عضواً بمكتب رابطة الطلاب الشيوعيين بالسودان، وكان المكتب يومها يضم د. فاروق محمد ابراهيم سكرتيراً سياسياً للرابطة، وامين حاج الشيخ ابو، محترفاً للعمل بالرابطة، وعبد الله محمد ابراهيم سكرتير رابطة الطلاب الشيوعيين بجامعة الخرطوم، وتم تعييني سكرتيراً سياسياً لرابطة الطلاب الشيوعيين بالثانويات الموجودة بالعاصمة، لا أذكر المنصب الذي كان يشغله الزميل فاروق مصطفى مكاوي. الحياة السياسية عامة كانت نشطة (تغلي) وكنا (نكرِّب) في الحزب الشيوعي السوداني.. وكان اليوم مليئاً، بالصباح في المدرسة وفي الامسيات اجتماعات. زيارتي الأولى لموسكو: في العام 1954م، وأنا بالاجازة بمدينة عطبرة اتصل هاتفياً من الخرطوم الزميلان ابراهيم زكريا ويوسف علي جاد الله وابلغاني ضرورة حضوري فوراً للخرطوم، وقد كان، فاستغليت قطار المساء ووصلت الخرطوم في الصباح وقابلني ابراهيم زكريا ومأمون محمد الامين عند المحطة، وداعبني الزميل ابراهيم زكريا (عليه الرحمة) اتعبتنا عشان نصلك.. المهم نمشي نفطر وبعدين حا أقول ليك عاوزين منك شنو..) وبعد الفطور وبلا مقدمات قال الزميل ابراهيم زكريا: يا زميل عاوزنك تمشي موسكو..! وبدهشة قلت: أعمل شنو في موسكو، وبعدين السنة الجاية حا اجلس لامتحان الشهادة.. فكان تعليق الزميل ابراهيم زكريا (ما تنسى يا زميل انك شيوعي)!! فسألته.. وماذا اقول للوالد..؟! فردَّ ابراهيم .. دي ما دخلنا فيها شوف طريقتك مع ابوك..!! قبلت التكليف بالذهاب الى موسكو لتمثيل الطلاب السودانيين في اجتماعات اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب العالمي.. وذكرت للزميل ابراهيم بأنني لا امتلك ملابس مناسبة.. فسألني عن اصحابي بالخرطوم فذكرت له صلاح احمد ابراهيم. فذهبنا الى منزل صلاح واعطاني بنطلونين وقميصين وبدلة و(حاجة زي كسكتة) غايتو (لملمنا) شوية هدوم.. وبعد ذلك اخبرني الزميل بأن ارجع الى عطبرة لوداع اهلي وارجع خلال يومين.. وفعلاً هذا ما حدث.. وعند رجوعي ذهبنا الى الخطوط الجوية المصرية. وهناك شيء مهم لقد تم استخراج وثيقة سفر لي للسفر الى بربطانيا فقط... لكن الزميل مأمون محمد الامين اضاف الى بريطانيا دولتي النمسا وايطاليا وتمت الاضافة ببراعة متناهية. ركبت الطائرة وكنت خائفاً لدرجة شديدة.. التعليمات كانت واضحة وهي مقابلة د. عمر محمد ابراهيم كان يقضي فترة الامتياز بالقاهرة، فقد درس الطب بمصر. وفعلاً استقبلني د. عمر بالمطار وكان شخصاً نشطاً شديد الذكاء.. وأراد اصطحابي الى شقته فرفضت وقلت له: التعليمات بأن انزل بفندق اسمه (اوبرا) وبما انه كان شيوعياً فقد التزم بتلك التعليمات!! لكنه دفع اجرة الفندق وكانت ستة قروش..!! وعلى ما أذكر كان المرحوم الرشيد نايل المحامي في رحلة علاج للقاهرة فزرناه بالمستشفى. اليوم الثاني حضر الزميل عمر وقال في الخطاب مكتوب انك تقابل شخصاً يدعى (رايخل) فأين ستقابله فأجبته بثقة شديدة.. طبعاً في مصر فضحك وقال مافي زول في مصر اسمو (رايخل)، على كلٍّ حا نوصلك الى روما وسأتصل بالزميل عبد اللطيف محمد بشير (مندوب عمال السودان بالاتحاد العالمي للعمال الزراعيين) وسيكون في استقبالك بالمطار... سافرت وبدلاً من ان يقابلني الزميل عبد اللطيف قابلني ايطالي من الاتحاد وذهب بي إلى مقرِّ الاتحاد وهناك قابلت زميل عبداللطيف واخبرني بأنه سافر في مهمة عاجلة خارج ايطاليا مساء امس.. المهم بعد جهد جهيد افهمته بأنني اريد السفر الى فينا (النمسا).. وفعلاً اخبرني بأن هناك تذكرة لي ثم اعطاني لها.. توجهت الى المطار، وهناك اكتشفت بأن الطائرة التي سوف استغلها طائرة اسرائيلية فرفضت السفر عليها مما دفعني الى السفر في اليوم التالي بعد تغيير التذكرة.. وصلت الى مطار فينا ولم يكن في استقبالي اي شخص..! من الاستعلامات فهمت بأن مكتب الـ IUS يقع في القطاع الرابع من فينا والفندق الذي اقيم - المفترض- فيه يقع بالقطاع التاسع، افقر احياء فينا، المهم عندما ذهبت لمقابلة (رايخل) بمكتب الـ IUS اخبروني بأنه في المعسكر الصيفي العالمي بمدينة بودا بست.. المجر. وهكذا اصبحت ولمدة ثمانية أيام اترحل من فينا «9» الى فينا «4» بالترام وذقت مرارة الجوع وأكلت اشياء لا تخطر على بال احد.. وفي اليوم التاسع قابلت (رايخل) وثرت عليه ثورة شديدة .. وكانت حجته في عدم استقبالي بأنني لم اصل في اليوم المحدد.. وهنا قلت له كيف تحجز لي على طائرة اسرائيلية وأنا عربي.. المهم بعد أخذ ورد دعاني لوجبة الغداء .. وأكلت كما لم يأكل البشر. . ثم اخبرني بأنني سوف اسافر غداً الى براغ (كانت نقطة لقاء معظم الوفود المشاركة في اجتماعات اتحاد الطلاب العالمي بموسكو) ومعي ثلاثة زملاء أحدهم من الجزائر، اسمه احمد، وايراني واندونيسي، وسوف اكون رئيس هذه المجموعة.. وعندما ركبنا القطار إتضح بأنه لا توجد وسيلة تخاطب لعدم معرفة الزملاء اللغة الانجليزية.. ما عدا الايراني وبدرجة ضعيفة للغاية.. واستغرقت تلك الرحلة «17» ساعة. وعند وصولنا براغ أُستقبلنا استقبال الفاتحين لأننا كنا آخر وفد يصل إليها.. وكان سكرتير اتحاد الطلاب العالمي اسمه (كريستيان ابشارد) شيكي انقسم فيما بعد مع جماعة روبشك في العام 1968م. ومن براغ توجهنا إلى موسكو بالقطار الذي قضينا فيه ثلاثة أيام كاملة. الاجتماع كان مكرساً لوضع برنامج عمل وإقرار الوفود المشاركة بمهرجان الشباب والطلاب العالمي المقرر اقامته في يوليو 1955 بمدينة وارسو، بولندا - وانتخاب الاتحادات الطلابية في اللجنة التحضيرية لذلك المهرجان.. وأيضاً مناقشة الأوضاع العالمية وخرج الاجتماع بقرار يدين الاستعمار ويصدر بياناً تضامنياً مع الشعوب المستعمرة، كما أقرَّ بأن يكون يوم الحادي والعشرين من فبراير اليوم العالمي للتضامن مع الشعوب المستعمرة. كما تم تكليفي بأن أكون حلقة الوصل بين IUS وطلاب مصر وتم انتخابي عضواً باللجنة التنفيذية لاتحاد الطلاب العالمي. في موسكو قابلت عبد القيوم محمد سعد وكان طالباً يدرس بمصر وقضى فترة طويلة بسجون مصر بتهمة الشيوعية وعند اطلاق سراحه تم اختياره مندوباً لاتحاد الشباب السوداني بالاتحاد العالمي للشباب الذي كان مقره بودا بست - المجر. في ذات العام سافر الزميل عبد الله عبيد إلى بكين لتمثيل شباب السودان في اجتماع مشابه. الحلقة القادمة: ودخلت المعترك السياسي السوداني من أوسع أبوابه بعد إحترافي العمل السياسي بالحزب الشيوعي السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
كتب نادوس : ويأتي على رأس هذه الوسائل ، إغتيال الشخصية بالتزوير والكذب وتدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات ...}
إستهلال يتسق مع الهدف من إستنطاق { أبوالهول } رجل ال { سي آي أيه} المكلف بتصفية الحزب وعندما ظن - واهمآ- أن مهمته قد إكتملت { بتدبيره وصناعته } لإنقسام 1970 مع أحمد سليمان ومعاوية إبراهيم سورج ، بادر ب { تصفية } أموال وممتلكات الحزب وحولها إلى جيبه الخاص وبانت لاحقآ في المستشفيات والصيدليات . عندما قرأت ماسمي بمذكرات قبل فترة في الخرطوم كان تعليقي ، عرف جهاز الآمن من يسنطق في هذا الوقت بالذات ، وفهمت الرسالة وهي تشويه الحزب إستباقآ لإنعطاف الجماهير نحو الحزب تمامآ مثلما يحدث في كل منعطف وحالة إنتقال حيث تعرف الجماهير إلى أي وجهة تصوب ولكن هيهات .
أتمنى أن يكمل نادوس جميله بإيراد حالات محددة لقيام الحزب { بإغتيال شخصية أي عضو فيه ، سابق أم حالي ،{ بالتزوير والكذب وتدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات }حتى ندل برأينا إزاء كل حالة إن وجدت. {
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: معتز تروتسكى)
|
الأخوان الأعزاء حاتم الحسن عادل عثمان هشام مدني أبوساندرا معتز تروتسكي التحية لكم و لمروركم الكريم
أعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: لماذا كلما قرأت وقرأتم مذكرات سياسي "تحسسنا" مسدساتنا بحثا عن مؤامرة ما. ,وأضيف إستفهاماً آخر لماذا كلما تساءلنا أجابونا بوابل من الإتهامات؟
إستدراك: إجابة الأسئلة ليست بالتأكيد إستفهام آخر!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
الأخ nadus2000 تحيه طيبه غريب امر هذه المذكرات الان ولماذا الان؟
Quote: لماذا كلما تساءلنا أجابونا بوابل من الإتهامات؟ |
الحقائق دائما مره ذى الحنظل.. او ربما يعتقدون انه ليس من حقك ان تسأل... وان عجزوا عن الايجابة قالوا ولكن لا تدرى من متأمر على من.... رغم ان كثيرين عندنا حياتهم سلسلة من المؤامرات...!!!!! مع تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
معتز تروتسكي : - أوافقك بأن الحقيقة هي الطريق لإصلاح العوج . - للإجابة على سؤالك - بيني وبينك والأيام والشهود العدل _ أقول : بصراحة لاأعرف أي حالة قام فيها الحزب بإغتيال شخصية زميل مخالف أو خصم مخاصم وأعرف وبيقين تام أن السياسة الرسمية والمممارسة الفعلية للحزب هي الترفع عن تلك الصغائر والتمسك بشرف الخصومة والإقرار بالحق في الإختلاف وأعرف كثير من الحكايات والمواقف عن هذا الترفع النبيل وكنت شاهد على مواقف نبيلة لقيادة الحزب في صون كرامة الرجال خصومآ كانو أما زملاء متمردين. وفي حقيقة الأمر أرى أن الإتهام الدائم للحزب بممارسة إغتيال الشخصية ، ولا أعرف لما تحولت قاف القتل إلى غين الإغتيال مع أن المصدر الثلاثي هو { قتل } ماهو إلا فزاعة طير ، أي همبول في إصطلاحنا المعبر / خيال مآتة لتخويفنا أو إسكاتنا فلو سكتنا حقت علينا التهمة المدعاة ولو تصدينا بالرد وطالبنا بالدليل ولولوا بأن هذا هو دليلنا على إغتيالكم للشخصيات يعني في الحالتين نحن ضايعين وهنا تكمن براعتهم في توريطنا وإلهاء الزملاء -خاصة هنا - عن القضايا الرئيسية ليتفرغوا لدحض الإتهام ، أي شغلهم بأنفسهم أو بالإتهامات الجائرة
ومفبركوا الإتهامات وبالتحديد الإتهام ب { إغتيال الشخصية } ظلوا يلوكون حالة واحدة ، ملتبسة هي حالة المناضل الفذ الشهيد قاسم أمين وأعتقد أن هذه الحالة اليتيمة تحديدآ كانت من صنع وتدبير وإنتاج وتلفيق محمد أحمد سليمان { مدير الرقابة الحزبية } المكلف من أربابه في السي أي أيه بهزيمة الحزب من الداخل - بعد أن إستعصت هزيمته من الخارج- بمثل تلك { الوسائل } الدنيئة محمد أحمد سليمان المدبر الحقيقي لإنقسام 1970 والذي ظن واهمآ أن البيت قد وقع -بعد يوليو1971 } فشال منه { شلية } بل شال كل الشلية وأسس بأموال الحزب وعقاراته شركة المحور ومستشفى وصيدليات ، ولا أعرف لماذا سكتت قيادة الحزب عن المطالبة بحقوق وممتلكات واموال الحزب من { ابوالهول } عبر القضاء ؟ والآن يستنطقونه -بعد أن صمت دهرآ- ضمن خطة إستهداف الحزب ومحاولة إعاقة نموه المتوقع التي وضعها جهاز أمن الجبهة الإسلامية وينفذها صنائعه في الصحف المخترقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: أبو ساندرا)
|
أبوساندرا
Quote: الإغتيال مع أن المصدر الثلاثي هو { قتل } ماهو إلا فزاعة طير ، أي همبول في إصطلاحنا المعبر / خيال مآتة لتخويفنا أو إسكاتنا فلو سكتنا حقت علينا التهمة المدعاة ولو تصدينا بالرد وطالبنا بالدليل ولولوا بأن هذا هو دليلنا على إغتيالكم للشخصيات يعني في الحالتين نحن ضايعين وهنا تكمن براعتهم في توريطنا وإلهاء الزملاء -خاصة هنا - عن القضايا الرئيسية ليتفرغوا لدحض الإتهام ، أي شغلهم بأنفسهم أو بالإتهامات الجائرة |
أعلاه جزء مما أوردته في ردك الذي تعمدت أن توجهه للأخ معتز تروتسكي (يا مناضل) وأود هنا أن أؤكد بتثميني لنضال أصدقاء أعزاء ضمن منظومة الحزب الشيوعي، بينما ظل بعض عضويته خصما على هذا الرصيد، وحيث أن أبوساندرا عمد إلى شخصنة الأمر، فليكن له ما أراد وبالتالي سأستبعد مناقشة "موضوع البوست، إلىلا ما يخصني: فقد كتب أبو ساندرا:
Quote: كتب نادوس : ويأتي على رأس هذه الوسائل ، إغتيال الشخصية بالتزوير والكذب وتدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات ...} إستهلال يتسق مع الهدف من إستنطاق { أبوالهول } رجل ال { سي آي أيه} المكلف بتصفية الحزب |
والمطابقة بين ما كتبته والهدف من إستنطاق أبوالهول ماذا تسميها غير أنها (همبول) ومحاولة لسلب حقي في طرح رأي الخاص، وإحيلك إلى رد أو تساؤل الأخ عادل عثمان والذي جاء منطقياً ومهذبا، مع أنه هو حمل نفس مطالبتك والفرق أن مطالبة عادل ذهبت إلى الموضوع مباشرة دون إساءة (وأرجو ألا تدعي البراءة هنا). وأود أن أذكرك بأنني أعرف الكثير والمثير وإتساقا مع تربيت عليه (وشتان ما بين إتساقي وإتساقك) لن أنشره هنا إلا إذا إضطررت وآمل ألا أضطر.
فأنت تعلم ذلك جيدا لم أولول ولن أولول (وخليها مستورة). السيدالمناضل
Quote: أن المصدر الثلاثي هو { قتل } ماهو إلا فزاعة طير ، أي همبول في إصطلاحنا المعبر / خيال مآتة لتخويفنا أو إسكاتنا فلو سكتنا حقت علينا التهمة المدعاة ولو تصدينا بالرد وطالبنا بالدليل ولولوا بأن هذا هو دليلنا على إغتيالكم للشخصيات يعني في الحالتين نحن ضايعين وهنا تكمن براعتهمفي توريطنا وإلهاء الزملاء -خاصة هنا - عن القضايا الرئيسية ليتفرغوا لدحض الإتهام ، أي شغلهم بأنفسهم أو بالإتهامات الجائرة |
ضحكت كثيرا وحزنت أكثر، حزنت على حزب تلهي كل عضويته عن القضايا الرئيسية (إتهامي) لعبدالرحمن بركات بأن التخويف والإتهام بالتنسيق مع من إستنطقوا أبو الهول، وهنا خشيت على نفسي من (تضخم الذات)،ألم أقل لك أنني لا أود أن أبتسر هذا الحزب ونضاله وشهدائه في أقزام، مهما إدعوا. وحكاية نظرية المؤامرة التي تجاوزها الزمن، ولأول مرة أعرف أن المناضل الكبير تشغله نفسه تاركاً الشعارات الجميلة "العدالة الإجتماعية" "الإشتراكية" الديمقراطية"... إلخ والتي في مجملها تدعو لتغليب "المجموع" على "الفرد"، سبق ان قلت أن بعض معتنقي الأفكار الإنسانية يكونون خصما عليها. آمل ألا يعود أبو ساندرا ويتخيل أن ال16 سنة الذي غاب فيها عن ساحات النضال كانت أيضا بسببي. تعرفني جيداًأنني لست ممن "يولولون"، فقد أسامح أو أؤجل معركة لطول بال جبلت عليه، ولكن فإذا كان ليس من المعركة بد، فأنا لها، وساعتها لن أوفر سلاحاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
ومايلي جزء من حوار مع قيادي سابق انه احمد سليمان المصفي القانوني للحزب الشيوعي السوداني ومافيش حد احسن من حد
قلت: لكن هذا أمرٌ معروفٌ ومُوّثقٌ عبر مقالات ومواقف كان واضحاً أنّك مع التغيير الثوري الإنقلابي وعبد الخالق رافض لذلك؟!
ما يمكن أن يُقال كثير وما قيل أكثر.. لا أود أنْ أغرقك فيّ انا.. كلّما طالبت به أنْ نسقي الأحزاب من نفس الكأس الذي أذاقونا منه (داويني بالتي كانت هي الداء)..!!
إذن هذه هي النصيحة التي قَدّمتها للإسلاميين عندما انضممت إليهم.. نصحتهم كذلك بالإنقلاب على الديمقراطية الثالثة بعد خروجهم من حكومة الوفاق ومذكرة الجيش..!!
كنت أقول ذلك (عَلَنَاً) في كل مكان.. وهذه هي الصلة التي جمعتني بالرشيد الطاهر، والتي فيها بيت شعر آخر: (أحرامٌ على بلابله الدوح.. أحلالٌ على الطير من كل جنس)..!!
إذن أنت وراء انقلاب 69 بفقه (داويني)، وراء انقلاب 89 (بحرام على بلابل الدوح)؟!
الإنقلاب كان هو مذكرة الجيش التي قُدِّمت للقائد العام فتحي.. وأبدى فيها الصادق المهدي ضعفاً واضحاً، واتصل به حسن الترابي واتفق معه على الإنقلاب، ولكن الصادق تَردّد في ذلك.
أأنت "الوسيط"؟
لم أكن الوسيط ولكن أثرت على حسن الترابي ليقابله.. الصادق قال إنّني حضرت إليه أحرِّضه على الإنقلاب.. فاطمة أحمد إبراهيم في القاهرة قالت له لماذا لم تلق القبض على أحمد سليمان وهو يحرِّضك على الإنقلاب؟ الصادق سَكَتَ ولم يُجب!!
واتابع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
نادوس : - لو تريثت قليلآ لقرأت ردي المباشر عليك وليس من خلال ردي على تروتسكي ومداخلة تروتسكي علي سبقت مداخلتك
- في شأن الإتساق وعدمه : ----------------------
- يمكن لأي متابع دقيق لمذكرات وبعض تحليلات { الصحافة } إدراك الجهة التي تقف من خلف المحرر ، وإدراك هدفها ومراميها والهدف واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار
والإتهام الجائر الذي ظل يلاك وعج به هذا المنبر من قبل وهو { إغتيال الشخصية } القائم على : الكذب التزوير تدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات
إن حقت أو حاقت أي من { خصل } إغتيال الشخصية المبينة أعلاه بأي حزب لفقد الحزب مصداقيته ومن ثم إحترامه بين الجماهير وعندما يطلق هذا الإتهام وبلا أي دليل دامغ يسنده فإنها إساءة تتسق مع مايمرر من خلال الفبركات المسماة مذكرات أو تحليلات صحفية في الصحافة هذا في شأن الإتساق
أما عدم الإتساق فيتمثل في : 1-هذا الإستهلال المفارق لمواقفك { التي أعرفها } وإنحيازك للتيار الوطني الديمقراطي ، وهذا إعتراف أملته علي الحقيقة وليس الحنق والتهديد 2- شاهدي الثاني على عدم الإتساق ستجده في نهاية هذه المداخلة تحت عنوان فرعي : تناقض
وفي الحقيقة لم أسعى لإسكاتك كما توهمت { لن تسكت قلم أو لسان } بل على العكس تمنيت أن تواصل وتزودنا بالدليل وأبديت إستعدادي للحوار { حتى ندل برأينا إزاء كل حالة إن وجدت }
تناقض مربك: ______________
كيف يمكن للمرء أن يدمغ حزبآ ما ب { إغتيال الشخصية } القائمة على وسائل من : الكذب التزوير تدبير وصناعة الأدلة تلفيق الحكايات وكلها موبقات
و يثمن في نفس الوقت نضال ذلك الحزب وتاريخه !
وأخيرآ وقد إنزلق الموضوع ناحية الشخصنة _التي لم أبتدرها- وطفح بالتهديد والإساءة وبسبب عدم رغبتي الدخول في معارك من هذا النوع وهي معارك خاسرة في كل الأحوال
أتوقف عند هذا الحد. وشكرآ جزيلآ
معتز تروتسكي : ----------------- أتمنى أن يكون ردي على سؤالك أعلاه كافيآ ووافيآ وإذا أردت المواصلة منافحآ حول موضوع إغتيال الشخصية بادر بفتح بوست منفصل لأنني لن أعود لهذا البوست .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
نادوس : - لو تريثت قليلآ لقرأت ردي المباشر عليك وليس من خلال ردي على تروتسكي ومداخلة تروتسكي علي سبقت مداخلتك
- في شأن الإتساق وعدمه : ----------------------
- يمكن لأي متابع دقيق لمذكرات وبعض تحليلات { الصحافة } إدراك الجهة التي تقف من خلف المحرر ، وإدراك هدفها ومراميها والهدف واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار
والإتهام الجائر الذي ظل يلاك وعج به هذا المنبر من قبل وهو { إغتيال الشخصية } القائم على : الكذب التزوير تدبير وصناعة الأدلة وتلفيق الحكايات
إن حقت أو حاقت أي من { خصل } إغتيال الشخصية المبينة أعلاه بأي حزب لفقد الحزب مصداقيته ومن ثم إحترامه بين الجماهير وعندما يطلق هذا الإتهام وبلا أي دليل دامغ يسنده فإنها إساءة تتسق مع مايمرر من خلال الفبركات المسماة مذكرات أو تحليلات صحفية في الصحافة هذا في شأن الإتساق
أما عدم الإتساق فيتمثل في : 1-هذا الإستهلال المفارق لمواقفك { التي أعرفها } وإنحيازك للتيار الوطني الديمقراطي ، وهذا إعتراف أملته علي الحقيقة وليس الحنق والتهديد 2- شاهدي الثاني على عدم الإتساق ستجده في نهاية هذه المداخلة تحت عنوان فرعي : تناقض
وفي الحقيقة لم أسعى لإسكاتك كما توهمت { لن تسكت قلم أو لسان } بل على العكس تمنيت أن تواصل وتزودنا بالدليل وأبديت إستعدادي للحوار { حتى ندل برأينا إزاء كل حالة إن وجدت }
تناقض مربك: ______________
كيف يمكن للمرء أن يدمغ حزبآ ما ب { إغتيال الشخصية } القائمة على وسائل من : الكذب التزوير تدبير وصناعة الأدلة تلفيق الحكايات وكلها موبقات
و يثمن في نفس الوقت نضال ذلك الحزب وتاريخه !
وأخيرآ وقد إنزلق الموضوع ، للأسف ،ناحية الشخصنة _التي لم أبتدرها- وطفح بالتهديد والإساءة وبسبب عدم رغبتي الدخول في معارك من هذا النوع وهي معارك خاسرة في كل الأحوال
أتوقف عند هذا الحد. وشكرآ جزيلآ
معتز تروتسكي : ----------------- أتمنى أن يكون ردي على سؤالك أعلاه كافيآ ووافيآ وإذا أردت المواصلة منافحآ حول موضوع إغتيال الشخصية بادر بفتح بوست منفصل لأنني لن أعود لهذا البوست .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: فيصل عباس)
|
العزيز خالد العبيد تحياتي وشكرا للمداخلة ومعك أرى أن نشر أحاديث هؤلاء يضع مصداقيتهم على المحك، وبالتالي يذهب الزبد جفاءاً، ويبقى ما ينفع الناس... وخير وسيلة لهزيمة الأفكار الضعيفة ومغالطات التاريخ، مناقشتها بموضوعية، وهزيمتها وتبيان خطلها للقاريء.
العزيز معتز تروتسكي شكرا للإضافة ومحاولتك ضبط الحوار. وأقول لك أن المناقشة العامة التي طرحها الحزب الشيوعي حفلت بالكثير من النقد الموضوعي لممارسات إغتيال الشخصية، سواء قام بها بعض العضوية بمبادرات منهم أو تلك الصادرة من "المؤسسة"، ولكن يبدو أن بعضهم لا يقرأون حتى "أدب حزبهم".
الجميل فيصل عباس التحايا لك ولأحلامك ونتاجكما. وشكرا جميلا على المداخلة والهاتف. وإليكم الحلقة الثالثة، وآمل من الجميع أن نعود بهذا البوست لجادة المناقشة، ولنشرح (بتشديد وفتح الراء) أو نشرح (بفتح الراء)، كل ما جاء بها للتاريخ.
گنا نمشي على البيض .. (الحلقة الثالثة) شكلت القوى الإتحادية وطائفة الختمية الحزب الوطني الإتحادى إعداد : الفاتح عباس ما لا شك فيه أن للثورة المصرية في يوليو من عام 1952م دور هام في الحياة السياسية السودانية على وجه الخصوص وفي دول العالم الثالث بشكل عام. يتناول محمد احمد سليمان مديرالرقابة والتأمين بالحزب الشيوعي سابقا في هذه الحلقة من مذكراته دور الثورة المصرية على الساحة السياسية السودانية وقيام الحزب الوطني الاتحادي وانتخابات اول برلمان سوداني ثم احداث مارس الشهيرة التي وقعت في الاول من مارس 1954 عند زيارة محمد نجيب الرئىس المصري وافتتاح البرلمان. كما يتناول تأسيس الاتحادا لعام للطلاب السودانيين واتحاد الشباب السوداني والمؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوداني والذي يعتبر محمد احمد سليمان هو الواضع الرئيسي لكل لبنات العمل الشيوعي بالسودان. الثورة المصرية يوليو1952م عند قيام الثورة المصرية في 23/7/1952 رحبت كافة القوى السياسية والشعبية بتلك الثورة، بدرجات متفاوتة ما عدا حزب الامة اذ كان يفضل الملكية كنظام حكم. من الآثار الهامة للثورة المصرية على الحياة السياسية السودانية ابرام اتفاقية الحكم الذاتي في عام 1953، واقرار اجراء انتخابات عامة بالسودان لانتخاب برلمان يحدد مستقبل السودان. وتزامن عقد تلك الاتفاقية مع دعوة كافة القوى والتيارات الاتحادية الداعية لوحدة وادي النيل وطائفة الختمية الى اجتماع بالقاهرة. من اهم نتائج ذلك الاجتماع تأسيس الحزب الوطني الاتحادي، وبادرالسيد علي الميرغني بمباركة وتأييد ذلك الحزب الوليد. واللافت للنظر بان الحزب الشيوعي عارض في بداية الامر اتفاقية ا لحكم الذاتي الا انه انتقد ذلك الموقف مؤخرا. حدد موعد اجراء الانتخابات في نهاية عام 1953 وتم تشكيل لجنة محايدة برئاسة سوكو مارسين - هندي الجنسية وتم تعيين مندوب لكل من انجلترا ومصر في تلك اللجنة. وضعت اللجنة الانتخابية كافة القوانين واللوائح والضوابط التي تضمن اجراء انتخابات حرة ونزيهة وبالطبع تم تقسيم الدوائر الانتخابية بجميع انحاء السودان. بدأ رئيس اللجنة سوكو مارسين العمل الفعلي لاجراء الانتخابات، وكان لزاما على الحزب الشيوعي السوداني تحديد موقفه النهائي في تلك الانتخابات. واعد عبدالخالق محجوب وثيقة تحدد موقف الحزب من الانتخابات واعتمد اساسا لتلك الوثيقة كتاب لينين (الشيوعية اليسارية عبث المنال) وما كتبه الزعيم الصيني شوان لاي حول ذلك الموقف، واوضحت الوثيقة ان انتخابات السودان لا تختلف كثيرا عن الانتخابات التي خاضها الحزب الشيوعي الروسي عام 1905 (انتخابات الدوما الروسية) وموقف الحزب الشيوعي السوداني مع الظروف السياسية المحيطة يشابه كثيرا موقف الحزب الشيوعي الروسي. وعليه قرر الحزب الشيوعي السوداني المشاركة في انتخابات عام 1953م. لقد تم توجيه عضوية الحزب بدراسة تلك الوثيقة مع المراجع المشار اليها واتسمت تلك الدراسة وما نتج عنها من اجتماعات فكرية لكل فروع الحزب بالسودان، اتسمت بالشمولية والاتساع لكل قوى اليسار في ذلك الوقت مما يعني اعادة النظر في كثير من الثوابت والمتغيرات التي عايشها اليسار السوداني بصفة عامة والحزب الشيوعي بصفة خاصة. واحدثت تلك الدراسة تغييرا كاملا في مواقف ومفاهيم الحزب الشيوعي واصبح اكثر التصاقا بالجماهير وابتعد كثيرا عن (الصفوية) التي بدأت تظهر على بعض اعضائه. لا يفوتني ان اذكر ان اتفاقية القاهرة التي جاءت بالحزب الوطني الاتحادي خلفت بعض المرارات والقطيعة بين الحزب الشيوعي والوطني الاتحادي. لذا انضم الحزب الشيوعي الى كتلة الاحزاب الاستقلالية بقيادة حزب الامة هذا التكتيك اعطى لاعداء الحزب الشيوعي واعداء عبدالخالق محجوب الحجة بان التقارب بين الامة والشيوعي تقارب تاريخي بدأ قبل الاستقلال. لكن هنالك حقيقة تاريخية واضحة تبرر موقف الحزب الشيوعي من الحزب الوطني الاتحادي بشعاره الواضح بالوحدة مع مصر، في مقابل موقف حزب الامة الرافض للوحدة والداعي للاستقلال. المهم الانتخابات خاضها الجميع كل على حسب اتجاهاته وشعاراته مابين الاتحاد مع مصر او الاستقلال التام. لم يقدم الحزب الشيوعي مرشحين له بكل الدوائر الانتخابية واكتفى بدوائر محدده ومنتقاه، وتلك الدوائر هي: عطبره المرشح قاسم امين، بورتسودان المرشح محمد عبدالجواد، الجزيرة المرشح الشيخ الامين محمد الامين، الخرطوم مرشحان احمد سليمان وشاكر مرسال..الابيض المرشح حاج الطاهر وكذلك في دائرة كوستي لا اذكر الاسم، وفي اعتقادي بان عدم تقديم الحزب الشيوعي مرشحين له بكل الدوائر كان لسبب موقفه من اتفاقية القاهرة (الحكم الذاتي) الامر الذي ادى بالحزب في بداية الستينات الى نقد نفسه نقدا ذاتيا تجاه موقفه من اتفاقية القاهرة والذي تبنى فيه موقف حزب الامة والاقرب الى موقف بريطانيا. وابان النقد بان ثورة يوليو لم تقيم تقييما صحيحا واعتمدنا على موقف الحزب الشيوعي المصري والذي وصفها بانها انقلاب. كما انتقد الحزب نفسه من اغفال دور اليسار المصري وطلائع اليسار المصري في كفاحهما المشترك ضد الاستعمار والملكية في مصر. هنالك موقف يحتاج لدراسة، فلقد ايد الحزب الشيوعي اسماعيل الازهري في الدائرة الشمالية بامدرمان ضد مرشح حزب الامة عبدالله الفاضل مما دفع بعض الشيوعيين للتصويت لمرشح حزب الامة وامتنع البعض والتزم الكثيرون بقرار الحزب. عند ظهور نتائج الانتخابات والتي فاز الحزب الوطني الاتحادي بغالبية دوائرها وسقط قاسم امين في دائرة عطبره - مهد الطبقة العاملة -وفاز حسن الطاهر زروق في دوائر الخريجين وتحدد الاول من مارس عام 1954 ليكون يوم افتتاح اول برلمان سوداني. حوادث مارس 1954: لا اريد الدخول في تفاصيل تلك الاحداث ولكن باختصار لقد تحددت زيارة الرئيس المصري محمد نجيب للسودان ليكون حاضرا لافتتاح البرلمان السوداني هذا التزامن دعا حزب الامة الى حشد انصاره بالعاصمة باعداد كبيرة وتم استدعاء اكثرللانصار من الجزيرة والنيل الابيض وغرب السودان.. تمركزت هذه الحشود في اطراف العاصمة وعند الساعات الاولى لفجر الاول من مارس دخلت العاصمة وتفرقت بشوارعها المختلفة باعداد كبيرة. وعند لحظة ما هجمت هذه الجموع بعنف على مبنى البرلمان - لقد كانوا مسلحين بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة - راح ضحية الهجوم العديد من الابرياء. ولم يتمكن الرئيس محمد نجيب من حضور الجلسة الافتتاحية وقفل راجعا الى مصر. وتم تقديم بعض الانصار ومؤيدي حزب الامة الي المحاكمة وعلي رأسهم الامير عبدالله عبدالرحمن نقد الله وعلى فرح وتمت ادانتهما في حوادث مارس وعوقبا بالسجن. لقد استنفر الحزب الشيوعي عضويته للدفاع عن مكاسب الشعب وحماية البرلمان، ولقد تم تقييم حوادث مارس بانها من اشرس المعارك التي خاضتها جماهير الشعب السوداني والحزب ضد اليمين وشبه الاقطاع المتمثل في حزب الامة. واشار التقييم بان قوى اليمين في كافة المؤسسات والوزارات استطاعت ان تفصل فصلا تاما مابين المحاكمة واحداث مارس وتقديم متهمين زعم بانهم كانوا وراء احداث مارس - مختارين بعناية للمحاكمة. الاتحاد العام للطلاب السودانيين.. واتحاد الشباب السوداني: بعد رجوعي من موسكو عام 1954 واصلنا العمل الذي بدأناه من قبل وهو تأسيس اتحاد عام للطلاب السودانيين يضم اتحادات المدارس السودانية الثانوية بالاضافة الى اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. سارت التحضيرات بصورة جيدة وطبيعية حتى قيام اتحاد طلاب جامعة الخرطوم باضراب (كان ذلك الاضراب يسمى ا ضراب اليوم الواحد) على اثر ذلك الاضراب تم فصل طه محمد طه رئيس الاتحاد ، امين حاج الشيخ ابو احترف العمل الحزبي من بعد ذلك، وعبدالرحمن شيبون ومحمد ابراهيم نقد، سافر الى بلغاريا في بعثة دراسية لدراسة الجامعة هناك. في انتخابات الدورة الجديدة برز تيار سياسي قوي وسط طلاب جامعة الخرطوم عرف باسم تيار المستقلين بقيادة موسى المبارك ، د. عون الشريف قاسم ، عمر محمد سعيد، ابوالقاسم سعد، عبدالرحمن احمد، وكان الراعي والدينمو المحرك لذلك التيار ومن خارج الجامعة - يحيي الفضلي. اكتسح تيار المستقلين انتخابات الاتحاد ونحن نحضر لقيام الاتحاد العام للطلاب السودانيين وتم اختيار موسى المبارك رئيسا للجنة التمهيدية لقيام الاتحاد العام وشخصي سكرتيرا عاما. تمت الدعوة لاجتماع عام لانتخاب اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للطلاب السودانيين، ومن داخل ذلك الاجتماع فوجئنا بتغيير موقف المستقلين والذي كان معلنا التحالف معنا (الحزب الشيوعي) وتحالفهم مع الاخوان المسلمين فاكتسح المستقلون كل مقاعد جامعة الخرطوم المخصصة للاتحاد العام وكانت عشرة واستطعنا ايصال كل مقاعد الثانويات بالعاصمة الى الاتحاد العام. ام درمان الاهلية، المؤتمر الثانوية، الاحفاد الثانوية، وادي سيدنا والمدرسة المصرية بالخرطوم ومدرسة الاقباط الثانوية بامدرمان. وتخلل تلك المعركة الانتخابية، والتي انقلبت موازين تحالفاتنا فيها بين ليلة وضحاها - بعض مظاهر العنف واتهامات متبادلة بين الاطراف بالتزوير!! اما العمل في تأسيس اتحاد الشباب السوداني فقد بدأ العمل فيه عقب اعلان الاستقلال مباشرة وكانت الاجتماعات التمهيدية تتم بنادي الخريجين بالخرطوم وبعد نشاط رياضي وثقافي واجتماعي وسياسي تم تكوين اللجنة التمهيدية لاتحاد الشباب السوداني عام1954 ومن ابرز القيادات الشبابية يومها كان خوجلي شكر الله ، ميسره السراج، فهمي بدوي، سيد محمود شداد، وابوزيد محمد صالح وشخصي وانتخبت لاحقا سكرتيرا عاما لاتحاد الشباب السوداني. أخطر انقسام بالحزب: بداية اقول بإن انقسام عوض عبدالرازق لم يكن مؤقتا بالمؤتمر الثالث للحزب، فقد تمت اقالة عوض قبل انعقاد ذلك المؤتمر بفترة غير قصيرة. ومن اسباب الاقالة الافكار التي كان ينادي بها عوض عبدالرازق ضد الطبقة العاملة وانه لا وجود لها بالسودان استنادا على المفهوم الماركسي للطبقات. ولهذا فهو لا يري ضرورة تاريخية بوجود حزب شيوعي بالسودان يعبر عن تلك الطبقة العاملة الغائبة، واقترح على المجموعة الماركسية الموجودة على الساحة السياسية الانصهار والاندماج بالاحزاب البرجوازية وبصفة خاصة الحزب الوطني الاتحادي. بحكم احتكاكي بعوض عبدالرازق، فهو شخص استفزازي وبعيد كل البعد عن عضوية الحزب على عكس عبدالخالق محجوب الذي كان قريبا جدا من العضوية واستطاع قيادة ذلك الصراع بمهارة شديدة جدا. ولهذا لم ينقسم مع عوض عبدالرازق الا قلة قليلة على رأسهم استاذ بامدرمان الاهلية الثانوية واصبح سكرتيرا لمجموعة المنشقين، سيد احمد نقد الله، علي التوم، حاجة كاشف، ومؤخرا انضم اليهم بدرالدين سليمان باختصار كل الشيوعيين غير «المكربين». لقد عقد المؤتمر الثالث في فبراير 1956 وفي اعتقادي بان هذا المؤتمر هو الذي بنى الحزب فلقد اوضح بجلاء ماذا يريد الحزب؟ وقد كان التقرير الرئيسى الذي وضعه عبدالخالق محجوب شاملا لكل قضايا المجتمع السوداني السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما اكد على حتمية وجود الطبقة العاملة بالسودان وما يعني ذلك من ادبيات في سياسات الحزب المختلفة. وقد اجاز المؤتمر البرنامج العام واللائحة وتم انتخاب اعضاء المكتب السياسي وهم عبدالخالق محجوب، ابراهيم زكريا، قاسم امين، الشفيع احمد الشيخ، حسن سلامه، كامل محجوب، عمر مصطفى المكي، التجاني الطيب، شيخ الامين محمد الامين، وشخصي، وفي اللجنة المركزية تم انتخاب الحاج عبدالرحمن، احمد سليمان، محمد السيد سلام وآخرون ليس من بينهم محمد ابراهيم نقد، ولا محجوب عثمان ولا عزالدين علي عامر. الجبهة المعادية للاستعمار: شكل الحزب الشيوعي تلك الجبهة لتعبر عن تحالف الوطنيين الديمقراطيين مع الشيوعيين تجاه قضايا مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية واول سكرتير منتخب لها كان عبدالرحمن الوسيله ولاحقا تم انتخاب عبدالخالق محجوب سكرتيرا عاما لها وكان ذلك الانتخاب تمهيدا من الحزب الشيوعي لاعلان واشهار عمله السياسي اليومي. ومن اهم انجازات ونجاحات تلك الجبهة فوزها باحدى دوائر الخريجين ودخول حسن الطاهر زروق البرلمان الذي اعلن من داخله الاستقلال. الجبهة المعادية للاستعمار لم تكن مرتبطة بوجود الاستعمار بالسودان فقط وقد دارت نقاشات طويلة وحاده داخل المؤتمر الثالث (بعد الاستقلال) وخرج المؤتمرون بان الاستعمار مازال موجودا بالسودان متمثلا في الارتباط الاقتصادي والثقافي بالدول الاستعمارية.. لذا فقد استمرت الجبهة لفترة طويلة بعد الاستقلال. على العموم العمل السياسي والفكري في الحزب الشيوعي السوداني اتسم بالجدية والتنوع في الفترة التي اعقبت الاستقلال وحتى قيام اول انقلاب عسكري في 17 نوفمبر 1958 وتمحور العمل الفكري والسياسي في قراءة ودراسة ومناقشة ادبيات الفكر الماركسي والذي كان يقوده عبدالخالق محجوب اما العمل التنظيمي فتولاه ابراهيم زكريا وعند تعيينه مندوبا لاتحاد نقابات عمال السودان بالاتحاد العالمي لنقابات عمال العالم تم تعيين معاوية سورج ولاحقا تركز العمل التنظيمي في ادارة الرقابة والتأمين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات قيادي (سابق) بالحزب الشيوعي تنشرها الصحافة (Re: nadus2000)
|
گنا نمشي على البيض .. «الحلقة الرابعة» الشهيد الشفيع كان يرأس كافة اجتماعات اللجنة المركزية للحزب ويتواصل السير على البيض حذراً حيناً وأشد حذراً في كثير من الاحيان.. نتناول في هذه الحلقة الأوضاع السياسية بالسودان بين عامي 56 - 1958م. والشعارات التي سقطت وتلك التي رفعت، ثم نتناول بكثير من التفاصيل أزمة حلايب بين مصر والسودان دوافعها وحقيقتها، فالأمر بكلياته اضحى تاريخاً بين يدي الحاضر. ومازالت قضية حلايب معلقة ومجمدة. وقبل التواصل اشير الى الخطأ المطبعي الفادح الذي جاء في الوثيقة التي اعتمد عليها الحزب الشيوعي في دخوله معركة الانتخابات عام 1953م وكانت «الشيوعية اليسارية عبث المقال» فجاءت الشيوعية اليسارية عبث المنال. فالعذر للاستاذ محمد أحمد سليمان والقارئ الكريم أولاً. لقد تناولت في الحلقات السابقة الحركة السياسية السودانية ودورها في الكفاح والنضال ضد الاستعمار ومن أجل الاستقلال الذي تحقق في يناير 1956م. وفي هذه الحلقة سأتناول دور المنظمات الجماهيرية ودورها في تحقيق الاستقلال وما بعده والحفاظ عليه والكفاح من أجل تطويره اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. ولكني في هذه الحلقة سوف اقصر حديثي على لمسات من نضال اتحاد نقابات عمال السودان. وتحديداً سأتناول شخصية الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ودوره في اتحاد نقابات عمال السودان. لقد تعرفت على الشهيد الشفيع إبَّان فترة هيئة شؤون العمال في عام 1946م، كما تعرفت في ذات الوقت على سليمان موسى وقاسم أمين. ويومها كنت طالباً بالمدرسة الوسطى بعطبرة. وتواصلت علاقتي بالشهيد الشفيع حتى دخولي المكتب السياسي والسكرتارية المركزية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني عام 1956م. وتجاوزت علاقتي بالشهيد الإطار السياسي لنصل الى الاطار الاجتماعي، فتعرفت عن قرب باسرته خاصة والده احمد الشيخ وشقيقيه مختار ومنصور ولاحقاً د. الهادي أحمد الشيخ، حتى شهر عسل زواجي قضيته بمدينة الأبيض بمنزل المرحوم عباس عبد الماجد زوج أخت الشفيع. وعندما تعرفت على الشهيد الشفيع كان طالباً بمدرسة الصنايع بعطبرة، ثم عاملاً فنياً بورش السكة حديد بعطبرة، ثم سكرتيراً لهيئة شؤون العمال. وعندما دخل بوليس السودان في اضرابه الشهير عام 1951م اتهم الشفيع ومحمد السيد سلام بتحريضهما للبوليس بالدخول في ذلك الاضراب. وتمت محاكمة الشهيد الشفيع وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، كما تم القبض عليه وآخرين في 17/12/1958م والحكم عليه بخمس سنوات سجناً في اول محاكمة سياسية يقيمها النظام العسكري الأول «حكومة عبود». ويرى الكثيرون في الشهيد الشفيع بأنه القائد العمالي المحنك والنقابي الجسور وهو كذلك. ولكن في حقيقة الأمر فقد كان الشفيع مفكراً ومحللاً سياسياً بارعاً وقائداً شيوعياً عظيماً وحكيماً وشجاعاً. وهنالك حقيقة قد يجهلها الكثيرون. وهى ان الشهيد الشفيع كان رئيساً للحزب الشيوعي السوداني منذ تأسيسه حتى تاريخ إعدامه. فالشهيد الشفيع هو الذي خطط ورسم وبنى اتحاد نقابات عمال السودان. ولقد استطاع بوعيه وبعد نظره السياسي أن يجعل من النقابة جبهة عريضة تضم كافة الاتجاهات السياسية، مما أثرى العمل النقابي بالسودان. ولاحقاً انعكس ذلك الدور الايجابي لاتحاد نقابات عمال السودان على العمل النقابي بالمحيطين الاقليمي والدولي. ولذلك الدور المتعاظم لاتحاد نقابات عمال السودان في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، قامت العديد من الفئات الاخرى بتكوين نقاباتها واتحاداتها، مثال نقابة الاطباء، الصيادلة، المحامين...الخ. وسوف استعرض أحداث يوليو 1971م لاحقاً وموقف الشهيد الشفيع منها.
* الأوضاع السياسية بين 56 - 1958م بعد إعلان الاستقلال كان الوضع السياسي غير مستقر على عكس ما كان يجب أن يكون عليه الوضع، فقد استقال ثلاثة وكلاء وزارات من الوطني الاتحادي وصوتوا ضد حزبهم عند طرح الثقة في حكومة الأزهري، فسقطت حكومة الحزب الاتحادي. وجاء حزب الأمة بزعامة عبد الله خليل وذهب مبارك زروق لقيادة المعارضة. أما نقابات العمال والمزارعين والفئات الاخرى من الشعب، فقد تعالت وتيرة الرفض والسخط وسطها ورفضها التام لشعار الحزب الوطني الاتحادي «تحرير لا تعمير» اذ كانوا يشعرون بأن كل المشاكل سوف تحل بعد نيل الاستقلال وخروج الانجليز من البلاد. أما اتحادات الطلاب والشباب فقد قامت بضغوط كثيرة على الحكومة تطالب بالحريات العامة. وتحالفت مع نقابة المحامين لإلغاء القوانين المقيدة للحريات. هذا هو الوضع السياسي المتجهم الذي كان قائماً عقب الاستقلال مباشرة. وفي نهاية عام 1956م وقع العدوان الثلاثي على مصر، بعد أن قامت بتأميم قناة السويس. وفتح الحزب الشيوعي باب التطوع للقتال بجانب الإخوة المصريين. وقاد كتائب المتطوعين عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة والتيجاني الطيب. وعلى الساحة العالمية فقد تراجعت اميركا بعض الشئ عن مواقفها المؤيدة لإسرائيل «كانت الحليف الثالث مع فرنسا وبريطانيا» خاصة بعد تصريح «بلوقانين» رئيس جمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية القائل «ان على بريطانيا وفرنسا أن يدركا بأن الغاب به وحوشاً أكثر ضراوة»، مما دعا اميركا الى التراجع في دعم العدوان الثلاثي ودعوتها لتلك الدول بالتراجع وضبط النفس. وتأثرت الجبهة الاستعمارية بذلك، فاستقال جيوموليه رئيس الوزراء الفرنسي وانطوني ايدن رئيس الوزراء البريطاني. وبدأت القوات الغازية لمصر في الانسحاب تدريجياً. وعلى نقيض ذلك تحركت دول العالم الثالث وانشأت كتلة عدم الانحياز. والتي قادها نهرو وسوكارنو وتيتو والزعيم جمال عبد الناصر، هذه الاوضاع العالمية ككل كانت لها انعكاساتها بالسودان، اذ قويت الجبهة المعادية للاستعمار أكثر مما كانت عليه في فترة الانتخابات. واندفعت في تحالفها مع الديمقراطيين الى الامام. وتراجعت جبهة حزب الأمة التي كانت مع الحزب الشيوعي والتي كونت ركيزة الجبهة الاستقلالية. الا أن خمائر العكننة لم تغادر الساحة السياسية السودانية. وخلق الاستعمار أزمة حلايب وكادت تقود الى صدام بين القوات السودانية والمصرية. * قيل إنك جئت بالوثائق البريطانية التي اشارت الى أن أزمة حلايب مفتعلة بواسطة دولة اسرائيل.. هل هذا صحيح؟ - بداية أقول بأن منطقة حلايب إدارياً ضمت للسودان. ولكن حدودياً تقع ضمن الاراضي المصرية، أما اثارة تلك القضية وربطها بدولة اسرائيل، فقد راجت شائعات قوية بأن رئيس الوزراء السوداني يومها عبد الله خليل قد التقى برئيس وزراء اسرائيل في احدى الدول العربية، فقد قام عبد الله خليل مصحوباً بمنصور خالد وعدد من الزعماء وقادة العشائر بتلك الرحلة. وقالت تلك الشائعات بأن من نتائج ذلك الاجتماع بين عبد الله خليل ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاتفاق على اجراءات معينة من ضمنها اثارة وافتعال ازمة حلايب!! على كلٍ قد تصدق أو تكذب تلك الشائعات. ولكن موقف الحزب الشيوعي تجاه أزمة حلايب كان واضحاً وصريحاً. ووصفها بأنها مؤامرة اسرائيلية، لذا فقد اوفدني الحزب لمقابلة الزعيم جمال عبد الناصر وشرحت ونقلت اليه موقف الحزب ذاك، المهم بعد فترة وجيزة من لقائي بعبد الناصر اصدر اوامره بسحب الجيش المصري من حلايب على أن تحل الأزمة سياسياً. وبالتأكيد فقد زادت الضغوط على عبد الله خليل مما دفعه الى تسليم السلطة للجيش. * كيف تم ذلك؟ - في حديثي عن المنظمات الجماهيرية ذكرت بأن نشاطها قد بدأ قبل الاستقلال. وبعضها كالنقابات العمالية بدأت نشاطها مع نشأة الاحزاب السياسية «منتصف الاربعينات». واشتركت في معارك الجمعية التشريعية والمجلس الاستشاري. وحين تعاظم المد السياسي في اعوام 52، 53،54،55،56م (52م الثورة المصرية، 53م اتفاقية القاهرة والانتخابات، 54م افتتاح البرلمان وحوادث مارس 55م بداية تفجير أزمة جنوب السودان و1956م اعلان الاستقلال) حيث تعاظم المد السياسي الذي أعاد للمنظمات الجماهيرية خط سيرها. وبدأت تشارك الأحزاب السياسية في المعترك السياسي. وعندها تكشفت لتلك المنظمات ضحالة وهشاشة شعارات تحرير لا تعمير «الوطني الاتحادي» السودان للسودانيين «حزب الامة». وبرز الشعار الأقرب إلى قلوب الجماهير وهو «التنمية والتطوير». وبدأت الحركة النقابية والحركات الجماهيرية الاخرى تعالج في بياناتها واجتماعاتها الحديث عن التنمية والنضال في طرح قضية التطور الاقتصادي ووضعه مصاحباً للاستقلال السياسي. وبدأت الحركة الفكرية والثقافية العمل على ربط شعار الاستقلال السياسي مع الاستقلال الاقتصادي. وبدا واضحاً تجاوب المنظمات الفكرية والثقافية والادبية والحركات المطلبية، مع ما طرحه الحزب الشيوعي السوداني من شعارات وبرامج. وهكذا تلمس عبد الله خليل حقيقة قوة الشعارات الضاربة في عمق المجتمع السوداني الداعية للتنمية والتطور، تلك الشعارات التي رفعتها القوى الوطنية والديمقراطية. فخاف عبد الله خليل على السلطة التي بين يديه من السلطة التي قد تأتي من الشارع والمد الجماهيري!! فسلم السلطة بغضها وغضيضها الى جهة يعتقد بأنها اقوى منه واقوى من الحركة الوطنية الديمقراطية، لذا سلم تلك السلطة الى الجيش فكان انقلاب 17 نوفمبر 1958م تسليم وتسلم!! وأشير هنا إلى أنه في صبيحة الانقلاب كان مفترضاً مناقشة مسألة المعونات الأميركية للسودان أمام البرلمان. وهل سيقبلها أم يرفضها السودان؟
| |
|
|
|
|
|
|
|