|
مذكرات عضو المؤتمر الوطني : انفاذاً لمشروعنا الحضاري!!!!!!!!!
|
خواطر عضو مؤتمر وطنى واهمٌ من يظنُ حرص الإنقاذ على التحوّل الديمقراطي إن حكومة الانقاذ ومنذ تحرك دباباتها في الثلاثين من يونيو قبل سبعة عشر عاماً وحتى يوم الله هذا تعتقد ولاتزال أنها أتت فعلاً لانقاذ الشعب السوداني مما هو فيه؛ وهذه العقيدة نفسها لم تزدها الايام المكرورة... ولا الحادثات... ولا النوائب ولا دواهي هذا الشعب الصابر إلا إصراراً غداً أعمى، للسير فيما هي فيه ماضية وسائرة.. تتبدل كل المظاهر حول هذا ويظل كما هو لايتبدل.. حرباً أو سلماً.. حقاً أو جوراً.. صحة أم تزويراً تعاهداً أم نكوصاً عن ذاك، فالنتيجة عينها والبصر الانقاذي لا يحيد عن هدفه ولايزغ. الديمقراطية هي فكرة غربية شيطانية تسللت الينا ووفدت مثل غيرها من الوافدات.. ودوننا الشورى وطاعة من تولى علينا كائناً من كان.. نقتتل فيما بيننا ونحترب في العلن، ويظاهر بعضنا البعض في غيره. ان الغربيين ومن شايعهم من ابناء الوطن وغيرهم من المتمسكين بهذا سيظل هذا دأبهم وشأنهم.. فما علينا وفي حمى ربنا وسبيل ديننا، هو السعي قُدماً فيما نحن فيه ساعون خبباً في طريق مسيرتنا القاصدة.. إن هذه هي يا اخوة الايمان وان تظاهرنا بغيرها الديباجة الحقيقية والمانفستو لحزبنا حزب المؤتمر الوطني «الحاكم».. رغماً عن التحفظات حتى على «حزب»، هذه فهي ايضاً مثل رصيفاتها من الدخيلات علينا فلم نذق ولم يذق الناس في ظل الاحزاب والحزبية الا الهوان والارتهان للاجنبي والتطوع بالتنازل عن مقدراتنا.. وعزتنا.. والكرامة... ولكنها المصانعة التي لابد منها لاستمرار مشروعنا الحضاري.. ولترضى عنا اليهود والنصارى... اوليس في ثقافتنا الشعبية «ان مضارفة المؤمن عن نفسه حسنة» سيما انها ليست انفسنا فقط وانما معها مهج وارواح وجموع ابناء السودان المساكين قاطبة.. الذين َصمّت منهم الاذان وسكن الوقر منهم القلوب.. وران عليها ما كانوا يكسبون. «احني رأسك للعاصفة ان لم يكن في مقدورك مقاومتها» بهذا ايضاً سار القول الفصيح -احداث سبتمبر هي التي اوردتنا هذا المورد من موارد التهلكة- وجعلتنا ننحني وننحني حتى تقوس منا الظهراو كاد، وصار قنطرة، ولكن لابد مما ليس منه بد، حتى تنقشع هذه السحب السوداء وتنجلي، انفاذاً لمشروعنا الحضاري وانتصاراً له، زدنا فتيل الحرب وقوداً واشتعالاً واضطراماً... لكنه الدعم الاجنبي «للتمرد» الذي جعل من المستحيل علينا.. حسم هذه المعارك لصالحنا بالقدر الذي يمكننا من تحقيق نصر نهائي ويرجح الكفة في ميزان الغلبة وهكذا هي كرّ وفرّ... الان وقد طال امدها واوانها وقضت نيرانها على الكثير من الاخضر وعلى كل اليابس... فلابد من «صنيعة» اخرى ولتكن اتفاقاً وان كان شاملاً كهذه الـ C.P.A. مع انها اقصى ما يمكننا تقديمه وغاية ما قبلنا به.. الا اننا لا نزال متيقنين من المضي في تحقيق هدفنا - ونقطة ارتكاز بصرنا وعيننا التي على السلطة ولا شئ غيرها. فلا نزال في هذه وحتى حينه نحرز في ذلك نجاحاً - ونقبض بالمزيد من اعنتها ونمسك بما تبقى من مفاصلها... وان المظهر غير الجوهر...فيما يعنينا من الامور جواهرها - ولبها دون القشور. ان من مزايا هذه الاتفاقية... انها تبعد عنا شبح الضغوط الغريبة، والماثل منها، وسوف ينشغل الجميع وينهمكون في حملنا على تطبيقها تأكيداً لنجاح مساعيهم وسوف نبدو كذلك ما استطعنا سبيلاً.. ونجهد في التنصل من اي التزامات بموجبها او تحتها.. الا اذا حملنا على ذلك حملاً -سيما وان الحركة الشعبية لتحرير السودان شريكنا في الحكم الآن وبفضل جهودنا وقدراتنا قد انتقلت من خانة الشريك هذه مثل ما كنا نظن انها ستفعل باعجل ما يكون الانتقال بما فاق تصورنا وكثيراًً فلله الشكر والفضل والمنّة. كان البعض يقولون لنا إنكم سوف تجدون في الحركة - شريكاً عنيداً لا يعرف المهادنة ولين القناة والعريكة، فانه وبخلاف ما كانوا يقولون وينشرون، وانهم وبحسب زعيمهم وقائدهم الفقيد الراحل قد كانوا حقاً كذلك... واضحة اهدافهم ومراميهم جلية بينة لا يصرفهم عنها شئ - ولقد اغريناهم حال حياته مراراً بالكراسي والرئاسة - واسترضاءات النخب التي ظللنا نمارسها وتؤتي أُوكلها وثمارها... منذ توغلنا على النظام الحزبي الفاشل العاجز بانقلابنا عليها... ولكن زعيمهم رفض كل اغراء كهذا وتأفف وابّى واستمسك بالسودان الجديد - والنظرة الكلية الشاملة فيما كان يقول وقضايا المهمشين والمسحوقين من ابناء هذا الشعب الذين كلّ منهم متنا.. والآن قد تغير الحال وتبدل. فما كان عسيراً او هو للمستحيل ادنى قد صار ممكناً، وما ظنناه معضلة قد أضحى هيناً -وهاهو الشريك ينتقل انتقالاً تاماً يسيراً الى خانة الحليف.. الكامل بغير ما كان عليه الحال عند التفاوض بل يتفوق عليه.. فما افدح الفرق بين حسابى الحقلين، فلقد ظهر الآن منهم من يقول إن الوضع قد تبدل وكثيراً.. وذلك لان العديد من المكاسب الفردية قد تم تحقيقه.. والمقارنة منصبة الآن ومركزة في عدد الوزراء والمستوزرين والمستشارين ممن كانوا في هامش الحياة السياسية الذين دخلوا متنها -فالوزراء الجنوبيون كانوا وفي كل الحكومات السابقة لا يكمل عددهم اصابع اليد الواحدة وفي وزارات معينة بلا اثر او قيمة، بل للترضية فقط، الآن صار عددهم يفوق العشرة ويداني العشرين، والبرلمان او المجلس الوطني الذي كان حصراً على ابناء الطوائف والعشائر والقادرين صار مثابة لمن لم يكونوا يحلمون حتى بالمرور من عتباته.. الآن والآن فقط قد تم أكل الطعم... وغدت المحافظة على هذا بواسطة من هم فيه هي المقدمة على غيرها من قضايا وإهتمامات... تعلمون جيداً اننا لا نضن بالوزارات والوظائف مهما كان عددها او كانت - مادامت في تلك غير بالغة الاهمية جليلة الشأن، ومادامت البرامج التي نادينا بها وسعينا للحفاظ عليها - وظللنا ولا نزال ممسكين بالمقود تحقيقاً لها مستمرة وماضية كما هى، فكم من كان لنا شريكاً رضينا بشراكته او حليفاً... تعاهدنا معه، ولما قضينا منه اوطارنا القينا به في قارعة الطريق وشيعناه بلعناتنا... فمن كان يصدق ان تكتفي الحركة الشعبية بدور الفرجة والجلوس على الرصيف إبان انعقاد انتخابات المزارعين او تلك للمحامين وتخلي بيننا وبين كل هولاء لنمارس عادتنا القديمة وكل ما جبلنا عليه معهم؟ وتلتحف بالصمت وتتحدث عن انها لنا حليف لا تقبل ان تشارك غيرنا في مقارعته لنا - خصوصاً من اولئك الذين ابدوا راياً فقط، في الاتفاقية معبرين عن عدم رضائهم الكامل بها، يغدو معه مهدداً لحكومة الوحدة الوطنية التي هي قائمة الآن... وها نحن بحمد الله قد انتصرنا على اعداء الله وعدونا بفضل ما ورثنا من قدرات فائقة وما جُبلنا عليه من عادات معروفة مألوفة عنّا، وما اسدته لنا الحركة جزاها الله عنا خيراً وجعل ذلك في ميزان حسنات عضويتها بانسحابها ذاك وصمتها -الذي لولاه- لما اجتزنا تلك العقبة لنتفرغ لغيرها المتبقي القليل من العوائق وسنكافئهم بالمزيد إن شاء الله.. تتبقى فقط دارفور وعقباتها اللعينة التى لولاها لتبدل حالنا ونرجو ان تذهب عنا شرورها سائرها بأعجل ما تيسر . نقلا عن الصحافة http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147500774
|
|
|
|
|
|