|
ماذا دار داخل مؤتمر الحركة الإسلامية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
عدم فوز غازي عصم الحركة من حريق جديد
المؤتمر الوطني مكتب داخل الحركة الإسلامية! * لماذا لم يشارك البروفيسور حسن مكي في المؤتمر الاخير للحركة الاسلامية؟
= لاني لا اؤمن اصلا بأن المحتشدات يمكن ان تخرج قرارات سليمة ومنضبطة. بمعنى اني اذا لم اكن جزءاً من المسار منذ بداياته في الغالب لا انضم اليه في نهاياته لاني اعتقد ان عقلية الحشد وعقلية المؤتمرات هي مكان للاخراج وليس مكان للتدارس والتشاور الدقيق. واعتقد انه حتى القائمين على هذا المؤتمر فوجئوا بما حدث فيه من انتخابات ومن تعديلات في اللائحة، لان اللائحة التي قدمت لهذا المحتشد كانت مستنسخة من لائحة المؤتمر الوطني ولكنها عدِّلت واصبحت لها شخصية مغايرة.
* لماذا الانتخابات وفي هذا الوقت تحديدا؟
= من الناحية الشكلية فانه بالنسبة للقائمين على امر هذا المحتشد والذين لهم خبرة طويلة في تسيير المحتشدات فالمكتب القديم دورته قد انتهت. وكان عبارة عن مكتب تنفيذي يرأسه رئيس المكتب فكان لا بد من اختيار مكتب جديد. الامر الثاني ان هنالك كلاماً كثيراًً عن جدوى الحركة الاسلامية واين هي الآن. وفاعلية المكتب القديم الذي في تقديري كان مشغولاً بقضايا كنا نسميها نحن بقضايا التأمين وهو مصطلح له دلالات وابعاد سواء كان التأمين في شكل الامن والسلامة للبلد او التأمين للحركة او للمصادر الاقتصادية للحركة. والحركة بهذا المعنى ليست كبيرة الاهمية بالنسبة للاخوان او المنتمين لهذه الحركة خصوصاً مع تغيير مفهوم «الاخ» الذي تم تغييره بصورة جديدة بعد انعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية الذي اوضح ان الحركة الاسلامية تبنى على اساس «40%» قدامى و«60%» من القادمين، والغرض من هذا الشعار الذي طبقه «الترابي» هو تذويب الحركة الاسلامية ابتداء للتحرر من الشوكة القديمة.
* ولكن لماذا التذويب؟
= هذا مثل ما يقول ابن خلدون صاحب الملك يريد الانفراد بالمجد والتخلص من كل من شاركه في هذا المجد حتى يصبح المجد متعلقاً بشخصه أو كيانه.
* كيف تم التجهيز للمؤتمر؟
= كان الاجراء معروف لكل الاسلاميين وشاركوا فيه بمؤتمرات قاعدية وجاء المؤتمر بتمثيل لا غبار عليه وقد طلب من الجميع المشاركة والتحدث.. والقائمون على امره طافوا على مناطق السودان واستمعوا لمداولات ورؤى. والعضوية الجديدة تريد تنظيما حقيقياً لاعتقادها ان هنالك مشكلات كثيرة مثل قضية العمل الاسلامي في الجامعات وقضية الدعوة والقلق لكسب القواعد الاسلامية وعن مصير الدولة بعد السلام كما ان العضوية لم تعد مشاركة في الحوار بصورة اساسية.
* لماذا ترشيح علي عثمان وغازي صلاح الدين؟
= علي عثمان لم يكن وارداً واعتقد انها مفاجأة له ولو كان موجوداً في الخرطوم لقاومها. هذا ما اعتقده. وارى ان المجموعة الموجودة في الخرطوم وحضرت المؤتمر حينما شعرت بان اللائحة تم تعديلها حيث كانت اللائحة القديمة تتحدث عن رئيس مكتب تنفيذي. اما اللائحة الجديدة فتتحدث عن رئيس مكتب تنفيذي ينتخب من مجلس الشورى وهذه كانت مفاجأة. وشعرت بأن اياً من المرشحين القدامى او الاسماء الاخرى المعروفة اذا نزل في الانتخابات فربما يفوز د. غازي بنسبة «70%» وقد كانت هنالك «3» اسماء معروفة اذا نزل اي منها فلن يحرز اكثر من «30%» من الاصوات فلذلك كان لا بد من الاتيان بشخص يحافظ على الصورة القديمة للتنظيم التي كانت سائدة في الحركة الاسلامية وتوظفها في اطار ملفين فقط حتى لا تبرز تجربة صراع مثل تجربة الترابي فكان لا بد من الاتيان باسم كبير، إما البشير او علي عثمان. والبشير يجب ان يتوافر شرط قبل نزوله الانتخاب وهو شرط الاجماع حوله ولكن وضح من سير الامور في المؤتمر انه حتى لو نزل البشير فلن يكون هنالك اجماع حوله. قد يحرز اصواتاًً اكثر ولكن ليس بالاجماع.
* ماذا كان سيحدث في حال فوز د. غازي وهل كان سيبادر الي فتح هذه الملفات وما اثر النتيجة عليه ؟
= ستكون هنالك مشكلة اذا اراد استخدام التنظيم كأداة لفتح ملفات مغلقة وسيتم تحجيمه. ولكن اذا سار في الطريق المعروف للتنظيم والتزم بالاجندة وراعى حساسيات المنتمين اعتقد انه كان سيتم التعاون والعمل بأحسن طريقة. واحمد الله انه لم يفز لان الحركة الاسلامية لا تحتاج الى حريق جديد اضافة للحرائق والمشكلات الموجودة.
= ربما. لكن بالنسبة للنتيجة فان بها اكراماًً لغازي وابراء لذمته لان هنالك حديثاًً كثيراًً عن الانتخابات التي جرت في ايامه وانه كان مسنوداًً من الترابي او البشير وبها تأكيد ان له شخصية مستقلة. واللطف الالهي جعل الانتخابات تقف في هذا الحد. واعتقد ان علي عثمان اذا رغب ام لم يرغب فان الانتخاب سيضيف له تعقيدات من جديد لانه كرجل دولة لا ينبغي ان يحمل اوزار الحركة التي قد يكون لها حلفاء من بعض الدول واسم الحركة الاسلامية نفسه يخلق مشكلات وتعقيدات، وعلينا ان ننتظر ما تسفر عنه الايام.
* هل كان للحركة منهج ثابت؟
= لم يكن هنالك منهج ثابت لانه في كل الفترة السابقة كان المطلوب إقامة الدولة كما تراها المرجعية الممثلة في الشيخ الترابي ولم يكن هنالك منهج ثابت ابداً.
* غياب المنهج هل أدى الى تخلخل في الحركة وإضعاف لهيبتها؟
= هذا مؤكد فعدم وجود لوائح ودستور ومحاسبة فالمحاسبة اصلاً لم تكن موجودة «فمن يحاسب من» كل ذلك ادى الى ظهور مشكلات.. لان الحركة الاسلامية في فترة لم تكن معروفة في فترة الانشقاق كان يفترض سحب الشرعية من الترابي واقامة تفويض جديد. واعتقد انه الآن بعد مجيء علي عثمان قد تظهر امور وتتضح الشخصية والمستقبل وهل ستكون هنالك حركة اسلامية ام سيتم وأدها والبقاء للمؤتمر الوطني فقط.
* هل هي محاولة لبعث الروح في جسد الحركة؟
ـ هنالك من يعتقد انها محاولة لبعث الروح، وهنالك من يعتقد انها ليست مرحلة الحركة ولا مكان لها الآن في هذه الفترة.
* هل ذابت الحركة داخل المؤتمر الوطني؟
= مؤكد انها ذابت او ليس لها شخصية او عنوان لأنها حركة حزب حاكم او حكومة والمؤتمر الوطني بشكله الجديد اصبح كأنه مكتب فني فمعظم القائمين على امر المؤتمر وزراء والوزير بالنسبة له الاحتفاظ بالوزارة والسلطة التنفيذية اهم من المؤتمر الوطني وقائمة على صورة خيالية مفادها ان المؤتمر الوطني مفخرة للحكومة ولا توجد ثنائية ولا صراع ولا يوجد مكان للنقد، وهو اعلى مكتب فني للحكومة يشارك في القرارات واعداد التوصيات والحكومة بجمهوريتها ووزرائها مكتب سياسي.
* دور الكادر في صناعة القرار..
= ليس هنالك شيء يسمى كادر. فهم يمكن ان يجمعوا الشباب من كل انحاء العالم لكن لا يمكن ان يأتوا بشباب دارفور لمناقشة قضايا دارفور. كما انهم لا يمكن ان يأتوا بالطلاب لمناقشة قضايا شرق السودان.. وهذه الاماكن والاشياء عبارة عن مسارح وواجهات اكثر من انها اماكن لصناعة القرار. وكذلك نجد جماعة مثل جماعة مولانا ابو زيد في الجامعات تكون اكبر من مجموعة الاتجاه الاسلامي.
* المؤتمر الوطني هل هو حزب بما يتوافر لديه من مواصفات؟
= فيه صفات الحزب لان وبلا ادنى شك امينه العام رجل مستقيم ولا مجال للطعن فيه. ولكن الاستقامة ليست كل شيء في السياسة هناك الخطاب السياسي والبرنامج السياسي والاستراتيجية السياسية والحركة السياسية. بالنسبة للتحديات الموجودة افترض ان المؤتمر الوطني يواجه بنسبة «5%».
* لماذا «5% تحديداً»؟
= لانه غير موجود ولانه يتحرك بنشطاء وبأذرع الحكومة التي هي مشغولة.
* ولكن المؤتمر يلم طوائف مختلفة وايدلوجيات وادياناً مختلفة؟
= الشعب السوداني يلم الجميع ولكن الكلام على العقل والمؤتمر الوطني يفتقر للعقل فيمكن ان يصب التنوع في مصلحة المؤتمر، ولكن يجب ان يكون هنالك عقل ضابط. ولكن الحكومة الآن تنعدم قدراتها، في دارفور يموت الناس بالآلاف وشرق السودان وجنوب السودان.. الوفد ينتقل في الاجندة الدولية وليس له رؤية واحدة يثبت عليها.
* هل المؤتمر جبهة ام تحالف؟
= هو اطار تحالفي نعم.. وأهم مكوناته كان ينبغي ان تكون الحركة الاسلامية الغائبة.
* هل اقدمت الحركة على ما اقدمت عليه لفشلها من داخل المؤتمر فأرادت ان تحشد ابناءها وترتب نفسها؟
«ناس الحركة انفسهم ناس المؤتمر« فعلي عثمان هو نائب الرئيس في المؤتمر الوطني والكادر هو نفس الكادر. وهنالك تركيز في السلطات واحد الاشياء المحزنة ان بعض الاشخاص لهم عقلية التحويش كما توجد في المال عقلية الكنز.. ففي السياسة ظهرت عقلية التحويش فهم يريدون الاحاطة بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية والسلطة التنفيذية وهذه عقلية اكتنازية احتكارية تصادم مفهوم توزيع السلطة والشورى الذي يتحدثون عنه.
* هل هنالك تعارض بين العمل السياسي للحركة والعمل السياسي للمؤتمر؟
= ليس بالضرورة ان يكون هنالك تعارض ومن المفترض ان يكون هنالك انسجام وثيق ولكن العقلية التحويشية الاكتنازية الافتتاحية تريد ان تبقى في اية ساحة للعمل وهذه صورة سلبية.
* دور الحركة الاسلامية في المرحلة المقبلة التي ستشهد تحولات سياسية كبيرة وهل هي قادرة على البقاء والمقاومة؟
= لا بد ان تجدد نفسها على مستويات كثيرة فهي إن لم تأت بقيادة لها مرجعية وقدرات ورؤية لا يمكن ان تستعيد دورها في الجامعات وكذلك وسط الشباب وحتى طائفة المرأة لانه لا يمكن التمييز بين الاسلامية وغير الاسلامية. واصبحت قضايا الحجاب والدستور الاسلامي والشريعة الاسلامية وقانون النظام العام قضايا قديمة وان لم يكن لدى الحركة الاسلامية غيرها اعتقد ان الطريقة والعقل الصوفي والعقل السلس سيسجل تقدماً فيجب ان تجدد نفسها وتبدل قياداتها وتبرز رئيساً جديداًً وإلا ستتآكل وتنتهي. البروفيسور حسن مكي المفكر الإسلامي المثير للجدل والذي تترك آراؤه أصداء كثيرة علي الساحة السياسية التقينا به بعد أيام من انقضاء مؤتمر الحركة الإسلامية في قراءة لانعكاسات المؤتمر على مستقبل الحركة الاسلامية فكانت هذه الحصيلة..
|
|
|
|
|
|