دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مع سيد قطب إلى نيويورك
|
عندما نتناول سيرة الشهيد سيد قطب – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً – يجب أن لانغفل تلك النقلةالعجيبة التي حدثت في حياته.وأيم الله إن النقلة التي تجعل أديباُ يدعوإلي العري في مطلع حياته .. ثم يقف في آخرها ينظر من علو إلي الجاهلية وإلي اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة وتعاجبهم بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال، ولثغة الأطفال كما ينظر الكبير إلي عبث الأطفال ومحاولات الأطفال، ولثغة الأطفال لحري أن نتأملها وندرسها. وإن النقلة التي تجعل أدبياً يبكي قطته (نوسه) في قصيدة طويلة ويرثي كلبه (توت) في مقال ضاف. تجعله هو عينه يقف جبلاً أشم في وجه الطغيان ويقدم روحه رخيصة في سبيل دعوة آمن بها لجديرة أن نبحث في جذورها. وبعــد:- فهذه محاولة بسيطة للوقوف على بعض الأسرار والدقائق التي جعلت شخصاً يقطع المسافة بين كلمتي الأديب والشهيد في حوالي خمسة عشر عاماً. في زمن أصبح فيه الأرتقاء إلي القمر أيسر من إرتقاء منزلة واحدة من منازل الروح، و(إنا لله وإنا إليه راجعون )
(1) من ميناء الاٍ سكندرية وفي أوآ خرعام 1948 وبالتحديد في شهر أغسطس تحركت سفينة مصرية تحمل ستة وعشرين ومئة (126) راكبا ًمتجهة إلي ميناء نيويورك وكان من بين ركابها المسلمين الست.. رجل نحيل، هادئ الطبع؛ يحمل بطاقة كتبت فيها بعض المعلومات منها: الاسم سيد قطب، تاريخ الميلاد 9/10/1906م، مكان الميلاد قرية موشا (محافظة أسيوط). كان ينظر إلي معالم مدينة الإسكندرية وهي تتضاءل أمام عينيه شيئاً فشيئاً. وكأنى به يتذكر أيامه في مصر أيام (الرسالة) و (الثقافة) و(الكاتب )وغيرها من المجالات الأدبية؛ أيام كانت سوق الأدب رائجة وبضاعته غير مزاجاة، كان الأدب يستهويه إلاّ أنه كان يأخذ على الأدباء بواعثهم الشخصية، في النقد اسمع إليه وهو يقول: )لعل من الخير إذاً أن نقول إن كثيراً من بواعث المعارك النقدية لم يكن كريماً، وإن كثيراً من أسلحتها لم يكن شريفاً وإنه لخير لنا أن نقول هذه الكلمة قبل أن يقولها التاريخ و قبل أن تـأتي أجيال بعدنا تنظر إلينا نظرة التقزز والاشمئزاز وترى في بعضنا خبثاُ وفي البعض الأخر غفلة). لطفك يا الله..فليست الساحة الأدبية وحدها التي تحتاج إلي إصلاح ولكن كل شئ حتي مكان عمله بوزارة المعارف.. لعله الأن يتذكر ما قاله الوزير عنه، (قال الوزير: لابد أن يفصل هذا الموظف أو ينفى من الأرض أو يشرد فيها فقد أبلغتني إدارة الأمن العام عنه أشياء، ثم إن (دوسيهه) ليس نظيفاً.. فيه إنذارات على كتابته في الصحف مقالات سياسية وهو موظف!! موظف أي عبد لارأي له في قضّية بلده... وأبلغت أني منفي من الأرض.. وقررت أن أستقيل )، ولكن تدخل د. طه حسين وأثناه عن عزمه وتمر الأيام .. وهاهو الأن على ظهر السفينة متوجهاً إلي أمريكيا التي بعثته إليها وزارة المعارف لدراسة المناهج التعليمية فيها وهو يدري أنهم ضاقوا به ذرعا وقرروا التخلص منه بأسلوب جميل..هو النفي إلي أمريكيا. (2) لازالت السفينة تمخر عباب البحر..وفي هدوء الليل ورهبته.. ومع بزوغ القمر وروعته، جلس سيد قطب يتأمل هذا المنظر الرائع.. أسمع إليه وهو يصف إحساسه فيقول: (أحسست ونقطة صغيرة في خضم المحيط تحملنا وتجري بنا، والموج المتلاطم، والزرقة من حولنا، والفلك سابحة متناثرة هنا وهناك، ولاشيء إلا قدرة الله ورعاية الله وإلا قانون الكون الذي جعله الله يحمل تلك النقطة الصغيرة على ثبج الأمواج وخضمها الرهيب، أحسست هذه الموسيقى العلوية الشاملة موسيقى الوجود والباخرة تمر مر الريح على وجه الخضم والنسيم رخاء والليل ساكن والقمر مفضض اللاّلاء.. لست أدري كيف أحسست ولست أدري كيف أقول إلاّ أن قولاًً واحداً انساب على لساني في تلك اللحظة التي أومضت فيها روحي كما تومض الشعلة فتكشف لي الطريق إلى بعيد ثم تغيب.. تعبير واحد أحسست فيه كل ما فاض على خواطري في تلك اللحظة من قدسية وشفافية وتسبيح.. موسيقىالوجود). منذ تلك اللحظة بدأ صاحب المعالم يتبين معالم الطريق..في هذا الجو الجميل، المفعم بالإيمان أخذ سيد يخاطب نفسه: ( أأذهب إلي أمريكا وأسير فيها سير المبتعثين العاديين الذين يكتفون بالأكل والنوم، أم لابد من التميز بسمات معينة، وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه والالتزام بمناهجه في الحياة وسط المعمان المترف المزود بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام؟ وأردت أن أكون الرجل الثاني- المسلم الملتزم).. لقد اختار سيد طريقه: طريق الله.. لذلك هانت الحياة وهان الألم وهان كل عزيز في سبيل لمحة رضىً يجود بها المولى الودود ذو العرش المجيد وإن كانت التضحيات باهظة وشديدة فإن سيد قطب شديد أيضاً قادر على إيفائها.. ألم يسمعوا قوله: آه لا شكوى ولابث شــجن***لا أريد الضعف كلا لا أريد سوف لا يظهر مني ما كمن***فليشد الخطب إني لشــديد (3) اليوم جمعه ولازالت السفينة تخمر البحر اللاجب.. والبصر أينما توجه لايأتي بغير الماء، وهاهو أحد المبشرين النصارى يتحرك في خفة ونشاط يحاول أن يرد المسلمين عن دينهم إن إستطاع مستخدماً ضحكةً صفراء ماكرة وهدوءاً مصطنعاً ووقاراً متكلفاً وأساليب ملتوية.. فيراه سيد قطب..وتثور في قلبه الغيرة على الدين الحق ويرى أنه لابد من بذر بذرة الإسلام في هذه السفينة فيذهب إلي قبطان السفينة الإنجليزي ويطلب منه أن ييسر له إقامة الصلاة – صلاة الجمعة – على ظهر السفينة ولندع سيداً يكمل لنا ماحدث.. ( وقد يسر لنا قائد السفينة أن نقيم صلاتنا.. وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها وكلهم نوبيون مسلمون.. أن يصلي منهم معنا من لايكون في الخدمة وقت الصلاة وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصلاة والركاب الأجانب معظمهم متحلقون يراقبون صلاتنا وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئونا على نجاح القدّاس فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا ولكن سيدة من هذا الحشد عرفنا في ما بعد أنها يوغسلافية مسيحية هاربة من جحيم (تيتو) وشيوعيته كانت شديدة التأثر والانفعال تفيض عيناها بالدمع ولاتتمالك مشاعرها جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول في إنجليزية ضعيفة: إنها لاتملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح وقالت: إن اللغة التي يتحدث بها الإمام- ذات إيقاع موسيقي عجيب وإن كنت لم أفهم منه حرفاً ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول: ولكن ليس هذا هو الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه إن الموضوع الذي لفت حسي هو أن الإمام كانت ترد في أثناء كلامه فقرات من نوع آخر غير بقية كلامه ( نوع أكثر موسيقى وأعمق إيقاعاً هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث فيّ رعشة وقشعريرة إنه شئ آخر كما لو كان الإمام مملوءاً بروح القدس - حسب تعبيرها المستمد من مسيحيتها – وفكرنا قليلاًًًً ثم أدركنا أنها تعني الأيات القرانية التي وردت أثناء الصلاة كانت مع ذلك مفاجأة لنا تدعوا إلى الدهشة من سيدة لا تفهم مما نقول شيئاً)) لله درك يا سيد ما أسرع ما أثمرت بذرتك.
(4) لازالت السفينة في عرض البحر تجري ولازالت الأيام في دورتها تجري ولا زال الإيمان في ازدياد يجري في قلب سيد، لقد اختار سيد أن يكون لله، أن يكون رجل دعوة وكان لا بد من التمحيص والإبتلاء ليميز الله رجل الدعوة من رجل الدعوى فلنصغ إلي سيد وهو يروي قصة إبتلائه و أراد الله أن يمتحنني بعد دقائق من إختياري طريق الإسلام إذا ما أن دخلت غرفتي حتى كان الباب يقرع، وفتحت فإذا أنا بفتاة هيفاء فارعة الطول شبه عارية يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغرى وبدأتني بالانجليزية.. هل يسمح لي سيدي بأن أكون ضيفة عنده الليلة، فإعتذرت بأن الغرفة معدة بسرير واحد وهذا السرير لشخص واحد.. فقالت: وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين وإضطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة أن أدفع الباب في وجهها لتصبح خارج الغرفة وسمعت إرتطامها بالأرض الخشبية في الممر فقد كانت مخمورة )). لم يذهب بلبه جمال لها مزور أو ظاهر خدّاع.. لأنه يعلم أنها الحية ملمس ناعم وجلد لامع ونقش بارع، ولكن في أنيابها السم، لم تفتنه لأنه راقب الله وحكم العقل ولم ينظر إلي ظاهرها البرّاق بل نظر إلي نفسها المظلمة القذرة وماضيها الخبيث المنتن، أيأكل من إناء ولغت فيه كلّ الكلاب؟ بعد نجاحه في الإبتلاء قال الحمد لله هذا أول إبتلاء وشعرت بإعتزاز ونشوة إذا إنتصرت على نفسي وبدأت – نفسي – تيسر في الطريق الذي رسمته لها).
(5) هاهي ذي معالم ميناء نيويورك تلوح في الأفق.. ترى ماذا ينتظر سيد قطب فيها..هو لايعلم لكن كيفما كان الأمر فقد حدد طريقه والفجر لابد آت.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مع سيد قطب إلى نيويورك (Re: Ayman Gaafar)
|
د.نزار السلام.. حياك الله وواصل كتابة سيرة الاستاذ الشهيد باذن ربه السيد قطب ابراهيم.. واسمح لي في هذه العجالة ان انقل هذه المادة عن موقع islamonline.net لعلاقتها بالموضوع وجزاك الله الف خير.. _________________________________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مع سيد قطب إلى نيويورك (Re: نزار محمد عثمان)
|
سيد قطب فوق الاتهام.. ولكن!
إعداد: معتز الخطيب 12/07/2004 سيد قطب قد يبدو غريبًا أن يكون شخص فوق الاتهام!. لكن هذا جاء لِيُمايز تناول ملفنا حول الشهيد "سيد قطب" عن تلك "القراءة المريضة"، وربما سماها البعض بـ"القراءة الظاهرية" وفي هذا ظلم لمذهب إمام كبير بوزن ابن حزم رحمه الله، مهما يكن موقفنا منه، فآفة تلك القراءة المريضة في عقول أصحابها وقلوبهم التي سولت لهم القول بكفر قطب نفسه أو أنه يقول بوحدة الوجود أو ما شابه ذلك!.
كما أن نفي الاتهام وُضع ليميز بين الطعن في الأشخاص ومناقشة الأفكار، فلسنا هنا معنيين بشخص قطب -رحمه الله- جرحًا أو تعديلاً على طريقة المتسلفين الجدد الذين شوهوا علمًا جليلاً اسمه "الجرح والتعديل" فجعلوه مطية لادعاءاتهم وتصفية حساباتهم!.
إنه يجب الفصل بحدة بين الأفكار والأشخاص، وبين صحة الأفكار وتضحية أصحابها ومصيرهم، فموت الأشخاص في سبيل فكرة لا يعني صحتها، ولكن لا شك أننا نقدر هذا الصدق والإخلاص للأفكار -مهما تكن- وقد عزّ في زماننا! وهذان موقفان متمايزان: موقف أخلاقي نلتزمه، وموقف فكري نناقشه ونأخذ منه وندع.
سيد قطب فوق الاتهام كشخص دفع حياته ثمنًا لأفكاره، وشهد أن شرع الله -وفق اجتهاده وإن اختلفنا معه- أغلى من حياته، ورفض أن يشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول! وقال: إنه يرفض أن يكتب بسبّابةٍ توحد الله ما يضرّها!. وهو القائل: "إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء"، وهذا ما يجعل من الفصل بين صحة الفكرة وتضحية أصحابها في سبيلها صعبًا على المستوى المنهجي، فالناس تتعاطف دائمًا مع الضحية، وأفكار الموتى تتقدس فكيف بمن وصفوا بالشهادة؟ إنها بهذا تتغذى من مَعين الثورية والقدسية معًا.
حكاية الملف
لم نرتب لهذا الملف مسبقًا، إلا أن حديث الشيخ القرضاوي في مذكراته عن سيد قطب وأنه يميل للتكفير، أثار انتقادات استدعت فكر الرجل، فنهض الشيخ للدفاع عن رأيه وكتب ما نُشر تحت عنوان "هل يكفر قطب مسلمي اليوم؟"، فزادت الانتقادات ووجدنا أنفسنا متورطين في الموضوع. كما أنه لا تزال هنالك تساؤلات ومقولات حول فكر سيد قطب، وعلاقته بالتكفير، وبجماعات العنف، وبتنظيم 65، وبفكر الإخوان، وغير ذلك.
إن هذا الملف حول "سيد قطب والتكفير والعنف"، يتناول علاقة فكر قطب بقضيتين رئيسيتين هما: التكفير، والعنف، وهو إذ يفعل ذلك يُظهر اختلاف أنظار الناس في فهم مقولاته، وقراءة فكره في سياقه العام، ولكلٍّ وجهةٌ هو مُوَلّيها. والجدل حول "سيد" ليس جديدًا، ولا ضيقًا، ومع ذلك فهو يلقى تعاطفًا كبيرًا في أوساط الإسلاميين، مقابل خصومة شديدة من غيرهم، والبعض يرى فيه ابتعاثًا لفرقة الخوارج التي ظهرت في القرن الهجري الأول ورفعت شعار "لا حكم إلا لله". وبعضٌ آخر يرى أنه أسس للتشدد الديني ومهَّد لحركات التكفير والهجرة التي عرفتها الساحة العربية والإسلامية في الثمانينيات وما بعدها.
لأجل ما سبق كله فتحنا هذا الملف، فهو بالاعتبار الأول ربما يقرؤه البعض على أنه جدل "حزبي"، وعلى الاعتبار الثاني نرى أنه موضوع راهن له صلة بالحديث عن العنف والدولة ورؤية حركات الإسلام السياسي والتغيير والإصلاح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مع سيد قطب إلى نيويورك (Re: نزار محمد عثمان)
|
محاور الملف
تناول الملف على المستوى المنهجي ثلاثة محاور:
* مقالات تحليلية عن فكر قطب انشغلت بأسئلة رئيسة هي: السياق التاريخي لنشأة فكر قطب والموازنة بينه وبين البنا (طارق البِشْري)، وعلاقة فكر قطب بفكر جماعات العنف والصلة الفكرية بينهما (معتز الخطيب)، ثم قضية التكفير عند قطب وهل يكفر المجتمع؟ (القرضاوي وجمال سلطان ويحيى هاشم)، وموقف حركة الإخوان من فكر قطب والقطبية (جمال باروت).
* نصوص لقطب من كتبه الثلاثة: في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق، والعدالة الاجتماعية في الإسلام، تحمل -بحسب البعض- تكفيرًا منه للمجتمع، وهي -بحسب آخرين- مشتبهة يجب تأويلها.
* شهادات تاريخية: وهي لها أهميتها المنهجية في الحديث عن فكر قطب، سواء لجهة فكر الرجل بشكل عام، أم لقضية التكفير على وجه الخصوص، وكذلك من جهة مكانة فكره، وتعاطي من حوله مع انشغالاته وقراءتهم له، وهو ما يعتبر تأريخًا لمرحلة مهمة من تاريخ الحركة الإسلامية. وقد حرصتُ أن تكون الشهادات على قسمين: شهادات لأموات دونوها في مذكراتهم أو نحوها، ولأحياء كانوا مع سيد قطب، وخصوصًا من تنظيم 65 الذي ظهرت بينه قضية التكفير قديمًا سنة 1968م لأول مرة.
المشاركون
أما المشاركون في هذا الملف: فقد حرصتُ على تنوعهم بين إسلاميين وغيرهم، وبين إسلاميين مستقلين غير منتمين، وبين منتمين، وبين بعض الإخوان في توجههم العام وبين توجه تنظيم 65م، وأرجو بهذا أن أكون أتحت مختلف الآراء ووفيت الموضوع حقه.
الأسماء الواردة في الملف هي بحسب الترتيب الأبجدي: أحمد عبد المجيد، جمال باروت، جمال سلطان، زينب الغزالي، سلمان العودة، سيد نزيلي، طارق البشري، عبد الحليم خفاجي، عمر التلمساني، محمود عزت، مصطفى عاشور، معتز الخطيب، يحيى هاشم، يوسف القرضاوي.
تابع في الملف:
مقالات:
سيد قطب.. وجماعات العنف
دفاع عن قطب أمام محكمة الإخوان
سيد قطب في الميزان
متى تعود الجماعة عن التبرير الاعتذاري للقطبية؟
شهادات:
شهادة سيد قطب نفسه
شهادة المرشد العام عمر التلمساني
شهادة زينب الغزالي وعبد الحليم خفاجي
شهادة "سيد نزيلي" من قيادات تنظيم 65
شهادة "أحمد عبد المجيد" من تنظيم 65
شهادات حول "قطب والتكفير"
اقرأ أيضا:
مقالات:
سيد قطب.. قراءة تاريخية
هل يكفّر "سيد قطب" مسلمي اليوم؟
عتاب للقرضاوي حول قطب
نصوص لقطب:
تمييز المؤمنين من المجرمين.. أُولى المهام!
ليس هناك مجتمع إسلامي ذو كيان قائم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مع سيد قطب إلى نيويورك (Re: نزار محمد عثمان)
|
شهادة زينب الغزالي وعبد الحليم خفاجي
12/07/2004 زينب الغزالي أثير لغطٌ على كتاب "معالم في الطريق" في حياة سيد قطب وبعد استشهاده، وصدر هذا اللغط في محيط الإخوان المسلمين وغيرهم، واعتمدوا عليه في تكفير المسلمين، وردَّ عليهم آخرون متهمين سيد بأنه خرج عن خطِّ الإسلام والدعوة وفهم الإخوان؛ لأنه يكفِّر المسلمين!.
أجرت مجلة المجتمع الكويتية عام 1402هـ - 1982م[1] مقابلة مع المجاهدة زينب الغزالي، وطرحت عليها في المقابلة هذا السؤال: هل حقًّا أن الفكر الذي كان يتبناه سيد قطب ويُدرِّسُه للإخوان، هو تكفيرُ أفراد المجتمع؟
أجابت زينب الغزالي على ذلك فقالت: هذا وهم، توهَّمهُ بعض تلاميذ الشهيد سيد.. لقد جلستُ مع سيد في منزلي عندما سمعت بتلك الشائعة. وقلت له: إن منزلتي عند "السيدات المسلمات" تجعلهن يحترمنني احترامًا عظيمًا، ولكنَّهن مستعدات أن ينسفن كل هذا الاحترام إذا علموا أنني أقولُ عنهن -أو عن أحدٍ من أقاربهن- إنهن كفار!.
واستغربَ نفسُه هذا القول! وبيَّن أن هذا فهم خاطئ لما كتبه.. وبيَّن أنه سيوضِّحُ هذا في الجزء الثاني من "المعالم".
ويروي الأخ عبد الحليم خفاجي في كتابه "عندما غابت الشمس" [2] أن فكرة التكفير نبَتت في السجون، من قِبَل بعض الشباب، وأنهم ادَّعوا نسبتها لسيد قطب، وزعموا أنه يقول بها، وهذا في حياته، فتبرأ من ذلك!
قال خفاجي: "وحمَّلنا الأخ إبراهيم الطناني المرحَّل إلى سجن طرة للعلاج رسائل للأستاذ سيد قطب، بتفاصيل تفكير وسلوك هؤلاء الإخوة.
فأرسل منكرًا عليهم ذلك، وقال عنهم: لقد فهموني خطأً!
وقال سيد قطب أيضًا: "لقد وضعتُ حملي على حصانٍ أعرج!!".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مع سيد قطب إلى نيويورك (Re: نزار محمد عثمان)
|
شهادة سيد قطب نفسه
12/07/2004 سيد قطب أرسل أعضاء مكتب الإرشاد "عبد الرؤوف أبو الوفا" إلى سيد قطب في سجن طرة يستفسر منه؛ لأن المخالفين اتهموه بأنه يكفر الناس! فقال سيد في كتابه "لماذا أعدموني"[1]:
"وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية، واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!.
وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!.
ولما عاد أبلغهم الصورة الصحيحة، بقدر ما فهم منها، ولكن ظل الآخرون في القناطر يلحون عليهم بوجوب وقف ما أسموه بالفتنة في صفوف الجماعة. وظل الحال كذلك حتى نقل إلى مستشفى طره الأستاذان عبد العزيز عطية وعمر التلمساني من أعضاء مكتب الإرشاد الباقين في السجون، والتقيا بي وأفهمتهما حقيقة المسألة فاستراحا لها".
وكانت بداية هذه الأفكار والأحداث عام 1962م واستمرت حتى 1964م [2].
ويوضح سيد قطب عدم تكفيره للأفراد في اعترافه المسجل في محضر التحقيق الذي أجراه معه صلاح نصر ونقله سامي جوهر في كتابه "الموتى يتكلمون":
س: هـل كنتم ترون أن وجود الأمة المسلمة قد انقطع منذ مدة طويلة ولا بد من إعادتها للوجود؟.
ج : لا بد من تفسير مدلول كلمة "الأمة المسلمة" التي أعنيها؛ فالأمة المسلمة هي التي يحكم كل جانب من جوانب حياتها (الفردية والعامة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية) شريعةُ الله ومنهجه. وهي بهذا الوصف غير قائمة الآن في مصر، ولا في أي مكان في الأرض، وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين؛ لأنه فيما يتعلق بالفرد الاحتكام إلى عقيدته وخلقه، وفيما يتعلق بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كله [3].
| |
|
|
|
|
|
|
|