دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)
|
فضيله الشيخ الدكتور نزار السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك علي هذه الاستراحة الرمضانية .. في رحاب احد المجاهدين الذين نتمنى أنه ننال شيئاً من شجاعتهم وقوتهم وتدينهم ... فلك الشكر كله .. ورمضان كريم .. تصوم وتفطر علي خير
وجنبك الله الفتن .. الظاهر منها والمبتطن وأعز دينك بك .. آمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)
|
الأخ الفاضل نزار السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد أشكرك على هذه الاضاءة في شهر رمضان المبارك وكم كانت هي استراحة جميلة تنم عن حسن اختيار وما أحوجنا نحن الآن لاسترجاع سيرة الاخيار ممن سبقونا حتى نستفيد من عبرها وياليتك اتحفتنا بالمزيد من سير السابقين. يا ليتنا جميعا ندمن على قيام الليل وتدبر القرآن لا سيما في شهر رمضان فكم يحلو هذا القرآن في رمضان وقيام الليل أمر صعيب الا لمن رحم ربك وقد سئل احدهم هل تقوم الليل قال نعم قيل له ماذا تفعل قال أبول وأرجع ونتمنى ان لا يكون قيامنا مثله بل صبرا ومصابرة على مكابدة القيام ونسألك خالص الدعوات أن يوفقناالله لقيام الليل وتلاوة القرأن وياحبذا لو أتحفتنا بصفة قيام النبي صلى الله عليه وسلم لليل حتى نستفيد .
ولك جزيل الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: انور الطيب)
|
العزيز هوبفل رمضان كريم، وتصوم وتفطر على خير، أسعدتني كلماتك،وسرني أن تكون أول المعلقين ولك كل الشكر على دعواتك الطيبات. وربنا يحقق الأمنيات . ________________________ العزيز أهل العوض رمضان كريم، زادك الله علماوأقر عينك بطاعته. __________________________ العزيز أنور رمضان كريم، كم أشتاق للقياك، وكم أسعد برؤياك، ملاحظاتك محل عنايتنا، وسأراسلك على بريدك __________________________________________________ ويديكم العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)
|
فيا من يرى علو تلك المرتبة لا تنس الدرج! فيا من يرى علو تلك المرتبة لا تنس الدرج! إن الناظر إلى سيرة نور الدين رحمه الله ليرى حياة حافلة بالإنجاز و العطاء، والبذل والجهاد، ويتعجب كيف استطاع أن يبلغ تلك المنزلة، ويتذكر قول ابن القيم: "فيا من يرى علو تلك المرتبة لا تنس الدرج، كم خاض بحراً ملحاً حتى وقع بالعذب! وكم تاه في مهْمهٍ قفرٍ حتى سمى بالدليل! وكم أنضَّ مراكب الجسم! وفض شهوات الحس! وواصل السرى ـ ليلاً ونهاراً ـ وأوقد نار الصبر في دياجي الهوى" (27)، فلله كم من بحر ملح خاضه نور الدين! وكم من غصص الصبر تجرع! وكم من الشهوات خالف! وكم من المباح هجر! وكم من الجهد البدني والرياضة الروحية قدم! حتى وصل إلى تلك المرتبة التي تنحسر عنها الأبصار. وأرى أن أهم الأسباب التي أهلته لذلك الفضل و تلك المنزلة: مواظبته على العبادة وإخلاصه وتجرده.
مواظبته على العبادة: قال أبو شامة: سمعت ابن شداد يقول: "بلغنا بأخبار التواتر عن جماعة يعتمد علي قولهم أنه كان أكثر الليالي يصلي و يناجي ربه، مقبلاً بوجهه عليه، ويؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها، بتمام شرائطها وأركانها وركوعها وسجودها، ... وكان كفّار القدس يقولون: إن نور الدين له مع الله سر!! فإنه ما يظفر علينا بكثرة جنده وعسكره وإنما يظفر علينا بالدعاء وصلاة الليل، والله يستجيب دعاءه ويعطيه سؤله وما يرد يده خائبة، فيظفر علينا" (2، وقال: "كان من عادة نور الدين أنه كان ينزل إلى المسجد بغلس، ولا يزال يركع حتى يصلي الصبح" (29)، وقال ابن الأثير: "حدثني صديق لنا بدمشق كان رضيع الخاتون زوجة نور الدين فقال: كان نور الدين يصلي فيطيل الصلاة، وله أوراد في النهار، فإذا جاء الليل وصلي العشاء نام، ثم يستيقظ نصف الليل، ويقوم إلى الوضوء والصلاة والدعاء إلى بكرة، ثم يظهر للركوب ويشتغل بمهام الدولة" (30). وقال ابن عساكر: "كان كثير المطالعة للعلوم الدينية، متبعاً للآثار النبوية، مواظباً على الصلوات في الجماعات، مراعياً لأدائها في الأوقات، مؤدياً لفروضها ومسنوناتها، معظماً لفقدها في جميع حالاتها، عاكفاً على تلاوة القرآن على الأيام،حريصاً على فعل الخير من الصدقة والصيام، كثير الدعاء والتسبيح، راغباً في صلاة التراويح، عفيف البطن والفرج، مقتصداً في الإنفاق والخرج، متحرياً في المطاعم والمشارب والملابس، متبرياً من التباهي والتماري والتنافس، عرياً عن التجبر والتكبر، بريئاً من التنجم والتطير، مع ما جمع الله له من العقل المتين، والرأي الصويب الرصين، والاقتداء بسيرة السلف الماضين، والتشبه بالعلماء والصالحين، والاقتفاء لسيرة من سلف منهم في حسن سمتهم والاتباع لهم في حفظ حالهم ووقتهم" (31). وقال ابن قاضي شهبة: "كان نور الدين كثير الصيام، وله أوراد في الليل و النهار، وكان يقدم أشغال المسلمين عليها ثم يتم أوراده) (32). وكان يخصص في بيته مكاناً للعبادة فقد روي أنه ألحق ببيته صُفّة يخلو فيها للعبادة، فلما ضربت الزلازل دمشق، بنى بإزاء تلك الصفة بيتاً من الأخشاب: "فهو يبيت فيه ويصبح ويخلو بعبادته ولا يبرح، ولما توفي دفن في البيت البسيط المقام من الأخشاب" (33) _______________________________.يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ورمضان كريم وعود كريم مستطاب حامل المسك جزاك الله الخير كله علي العطر الذي عبق بالمكان ولا تنسونا من صالح دعواتكم اخوتي الكرام كم هو جميل ان ننظر الي المجاهدين في الطريق الي الله ومحاولة التشبه بالرجال فلاح احساس بالفرق الشاسع بين من كان في الطريق وبين من فقد الطريق وضاع في متاهات الدنيا اين نحن من هؤلا وكيف لنا ان نصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تساؤل صادق هل من اجابة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: sudania2000)
|
العزيز ياسر رمضان كريم، وتصوم وتفطر على خير وجزاك الله خيراً على كلماتك،وبإذن الله نواصل السيرة العطرة. ـــــــــــــــ الأخت سودانية رمضان كريم. دعواتنا لك ولجميع أهل البورد بالتوفيق والسعادة، والحسنى والزيادة... آمين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)
|
بين نور الدين وصلاح الدين: عمل بعض المؤرخين من أصحاب الغرض ـ مثل ابن أبي طي ـ على تضخيم الخلاف الذي حدث بين نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله وحملوا على نور الدين كثيراً، ونسبوا له ما لا يليق به، وقد أحسن الإمام أبو شامة إذ رد عليهم كلامهم، وبين سبب حملهم على نور الدين رحمه الله بقوله: "ابن أبي طيّ متهم فيما ينسبه إلى نور الدين مما لا يليق به، فإن نور الدين رحمه الله كان قد أذل الشيعة بحلب وأبطل شعارهم، وقوّى أهل السنة، وكان والد ابن أبي طيّ من رؤوس الشيعة فنفاه من حلب، فلهذا هو في الكتاب كثير الحمل على نور الدين رحمه الله فلا يقبل منه ما ينسبه إليه مما لا يليق به. والله أعلم". كان صلاح الدين رحمه الله وأسرته محل تكريم السلطان نور الدين رحمه الله، ذلك أن أسد الدين شيركوه ـ عم صلاح الدين ـ هو الذي مهد الأمر لنور الدين ليصير حاكماً على حلب، وقد حفظ نور الدين لأسد الدين رحمهما الله هذا الجميل، وكان ما رآه نور الدين من شجاعة أسد الدين وجلده على جهاد الفرنجة، دافعاً لحفظ الجميل، فأكرمه وجعله مقدمة عسكره، وأقطعه حتى صارت له حمص والرحبة وغيرهما، ولما تعلقت همة نور الدين بدمشق أمر أسد الدين أن يرسل إلى أخيه نجم الدين أيوب ـ والد صلاح الدين ـ ليترك دمشق ويلتحق بخدمة نور الدين، ففعل، وصار أسد الدين ونجم الدين عند نور الدين في المحل الأعلى والمكان الأسمى، لا سيما نجم الدين، فإن جميع الأمراء كانوا إذ دخلوا على نور الدين لا يقعدون حتى يأمرهم نور الدين بذلك، إلا نجم الدين فإنه كان إذا دخل إليه قعد من غير أن يؤمر بذلك" (34). ولما خاف نور الدين رحمه الله على مصر من أن يدخلها الفرنجة؛ أمر صلاح الدين أن يسير إلى عمه أسد الدين في حمص يأمره بالحضور إليه، ويحثه على الإسراع، فلما فعل وعاد مع عمه أمرهما نور الدين بالخروج في الجيش إلى مصر، يقول صلاح الدين: "قال لي نور الدين: لابد من مسيرك مع عمك، فشكوت إليه المضايقة، وقلة الدواب، وما أحتاج إليه فأعطاني ما تجهزت به، وكأنما أساق إلى الموت، وكان نور الدين مهيباً مخوفاً مع لينه ورحمته، فسرت معه، فلما استقر أمره وتوفي أعطاني الله من ملكها ما لا كنت أتوقعه" (35)، وبعد وفاة أسد الدين، خلفه صلاح الدين، "وثبت قدمه، ورسخ ملكه، وهو نائب عن الملك العادل نور الدين، والخطبة لنور الدين في البلاد كلها، ولا يتصرفون إلا عن أمره، واستمال صلاح الدين قلوب الناس، وبذل لهم الأموال مما كان أسد الدين قد جمعه" (36). ذكر الإمام أبو شامة أن العلاقة بين نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله توترت مرتين: الأولى عندما طلب صلاح الدين من نور الدين أن يرسل إليه إخوته فرفض نور الدين، وقد أوّل المغرضون هذا الرفض بأنه خوف من نور الدين على القوة المتنامية لصلاح الدين، وخشيته أن يسهم وجود إخوته معه في زيادة هذه القوة، أما المنصفون من المؤرخين فقد بينوا عكس ذلك ونقلوا عن نور الدين أنه قال مبيناً سبب رفضه: "أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد"، وعضددوا قولهم بأن نور الدين أرسل أخوة صلاح الدين في جيش الإمداد الذي وجهه إلى مصر عندما زحف الفرنجة إليها، ونصح شمس الدولة تورانشاه بن أيوب الأخ الأكبر لصلاح الدين نصيحة غالية تبين مدى حرصه على استتباب الأمر لصلاح الدين، إذ قال له: "إن كنت تسير إلى مصر وتنظر إلى أخيك أنه يوسف الذي كان يقوم في خدمتك وأنت قاعد، فلا تسر فإنك تفسد البلاد، وأحضرك حينئذ وأعاقبك بما تستحقه، وإن كنت تنظر إليه أنه صاحب مصر وقائم فيها مقامي وتخدمه بنفسك كما تخدمني فسر إليه، واشدد أزره وساعده على ما هو بصدده، فقال تورانشاه : أفعل معه من الخدمة والطاعة ما يصل إليك ـ إن شاء الله تعالى ـ فكان كما قال. أما الثانية: فقد أوردها الإمام أبو شامة نقلاً عن ابن الأثير إذ قال: "وفي سنة سبع وستين أيضاً جرى ما أوجب نفرة نور الدين من صلاح الدين، وكان الحادث أن نور الدين أرسل إلى صلاح الدين، يأمره بجمع العساكر المصرية والمسير بها إلى بلاد الفرنج والنزول على الكرك ومحاصرته، ليجمع هو أيضاً عساكره ويسير إليه ويجتمعا هناك على حرب الفرنج والاستيلاء على بلادهم، فبرز صلاح الدين من القاهرة في العشرين من المحرّم وكتب إلى نور الدين يعرّفه أن رحيله لا يتأخر. وكان نور الدين قد جمع عساكره وتجهز، وأقام ينتظر ورود الخبر من صلاح الدين برحيله ليرحل هو، فلما أتاه الخبر بذلك رحل من دمشق عازماً على قصد الكرك فوصل إليه، وأقام ينتظر وصول صلاح الدين إليه، فأتاه كتابه يعتذر فيه عن الوصول باختلال البلاد، وأنه يخاف عليها مع البعد عنها فعاد إليها، فلم يقبل نور الدين عذره، وكان سبب تقاعده أن أصحابه وخواصه خوفوه من الاجتماع بنور الدين، فحيث لم يمتثل أمر نور الدين شق ذلك عليه وعظم عنده، وعزم على الدخول إلى مصر وإخراج صلاح الدين عنها. فبلغ الخبر إلى صلاح الدين فجمع أهله وفيهم والده نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي، ومعهم سائر الأمراء وأعلمهم ما بلغه من عزم نور الدين على قصده وأخذ مصر منه، واستشارهم فلم يجبه أحد منهم بشيء، فقام ابن أخيه تقي الدين عمر وقال: إذا جاءنا قاتلناه وصددناه عن البلاد، ووافقه غيره من أهله فشتمهم نجم الدين أيوب وأنكر ذلك واستعظمه، وكان ذا رأي ومكر وكيد وعقل، وقال لتقي الدين: اقعد، وسبّه، وقال لصلاح الدين: أنا أبوك وهذا شهاب الدين خالك أتظن في هؤلاء كلهم من يحبك ويريد لك الخير مثلنا؟ فقال: لا، فقال نجم الدين: والله لو رأيت أنا ـ وهذا خالك ـ نور الدين لا يمكننا إلا أن نترجل إليه، ونقبل الأرض بين يديه، ولو أمرنا بضرب عنقك بالسيف لفعلنا، فإذا كنا نحن هكذا كيف يكون غيرنا؟ وكل من تراه من الأمراء والعساكر لو رأى نور الدين وحده لم يتجاسر على الثبات على سرجه، ولا وسعه إلا النزول وتقبيل الأرض بين يديه، وهذه البلاد له وقد أقامك فيها، فان أراد عزلك فأي حاجة به إلى المجيء، يأمرك بكتاب حتى تقصد خدمته، ويولي بلاده من يريد، وقال للجماعة كلهم: قوموا عنا، فنحن مماليك نور الدين وعبيده، ويفعل بنا ما يريده، فتفرقوا على هذا، وكتب أكثرهم إلى نور الدين بالخبر. ولما خلا نجم الدين أيوب بابنه صلاح الدين قال له: أنت جاهل قليل المعرفة، تجمع هذا الجمع العظيم وتطلعهم على ما نفسك فإذا سمع نور الدين أنك عازم على منعه من البلاد جعلك أهم الأمور إليه وأولاها بالقصد، ولو قصدك لم تر معك من هذا العسكر أحداً، وكانوا أسلموك إليه، وأما الآن بعد هذا المجلس فسيكتبون إليه ويعرفونه قولي، وتكتب أنت إليه وترسل في هذا المعنى وتقول: أي حاجة إلى قصدي؟ يجيء نجّاب يأخذني بحبل يضعه في عنقي، فهو إذا سمع هذا عدل عن قصدك واشتغل بما هو أهم عنده، والأيام تندرج، والله كل وقت في شأن، ففعل صلاح الدين ما أشار به والده، فلما رأى نور الدين رحمه الله الأمر هكذا عدل عن قصده، وكان الأمر كما قال نجم الدين: توفى نور الدين ولم يقصده ولا أزاله، وكان هذا من أحسن الآراء وأجودها. وأقول: أنى له أن يعرف بما قاله نجم الدين لصلاح الدين مختلياً به، والصواب أن نأخذ بظاهر الأمر وهو أن نجم الدين يرى حقيقة ـ لا سياسة ـ أنه وصلاح الدين تحت قيادة نور الدين. وقد أكد ابن الأثير في أكثر من موضع أن السبب في غضب نور الدين من صلاح الدين هو أنه رأى منه ـ أي من صلاح الدين ـ فتوراً من غزو الفرنج من ناحيته، "وكان نور الدين لا يرى إلا الجد في غزوهم بجهده وطاقته". وقال أبو شامة: "ولو علم نور الدين ماذا ادخر الله ـ تعالى ـ للاسلام من الفتوح الجليلة على يد صلاح الدين من بعده لقرت عينه، فإنه بنى على ما أسسه نور الدين رحمه الله من جهاد المشركين، وقام بذلك على أكمل الوجوه وأتمها ـ رحمهما الله تعالى ـ. بعد وفاة نور الدين ظل صلاح الدين على وفائه لنور الدين، وظهر ذلك في مواقف عده منها: ـ سعى صلاح الدين رحمه الله إلى ولاية ولد نور الدين ـ الملك الصالح ـ لصغر سنه، وفاء لنور الدين رحمه الله وحفظاً لوحدة الأمة، ورد على من عاتبه على ذلك ظناً منه أن صلاح الدين طمع في ملك نور الدين بقوله: "إنا لا نؤثر للإسلام وأهله إلا ما جمع شملهم، وألف كلمتهم، وللبيت الأتابكي ـ بيت نور الدين ـ أعلاه الله إلا ما حفظ أصله وفرعه، ودفع ضره وجلب نفعه، فالوفاء إنما يكون بعد الوفاة، والمحبة إنما تظهر آثارها عند تكاثر أطماع العداة، وبالجملة إنا في واد، والظانون بنا ظن السوء في واد ولنا من الصلاح مراد، ولا يقال لمن طلب الصلاح إنك قادح، ولا لمن ألقي السلاح أنك جارح" (37)، ولما تجمع الروافض حول ابن نور الدين ـ صغير السن (3 ـ عرضوا عليه نصرته على أن يأذن لهم بأن "يجهروا بـ(حي على خير العمل) في الأذان، وقدّام الجنائز بأسماء الأئمة الاثني عشر، وأن يصلوا على أمواتهم خمس تكبيرات، وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان قد أبطله نور الدين ـ رحمة الله ـ فأجيبوا إلى ذلك" (39)،لم يكن أمام صلاح الدين رحمه الله إلا أن يعمل على أخذ البلاد منهم، فقاومهم حتى طلبوا الصلح فأجابهم وعفا وعف، وكفى وكف، وأبقى للملك الصالح ـ ابن نور الدين ـ حلباً وأعمالها وأراد له الإعزاز فرد له عزار"، ولرد عزار قصة تبين حب صلاح الدين لنور الدين إذ بعث الملك الصالح أخته بنت نور الدين إلى صلاح الدين في الليل، فدخلت عليه فقام قائماً، وقبل الأرض وبكى على نور الدين، فسألت أن يرد عليهم عزار، فقال سمعاً وطاعة، فأعطاها، وقدم لها من الجواهر والتحف والمال شيئاً كثيرا" (40)، ولم يدخل صلاح الدين حلب إلا بعد وفاة ابن نور الدين. ـ عندما فتح صلاح الدين بيت المقدس، "أمر بالوفاء بالنذر النوري ـ أي نذر نور الدين ـ ونقل المنبر ـ الذي بناه نور الدين ليضعه في المسجد الأقصى ـ إلى موضعه القدسي، فعُرفت بذلك كرامات نور الدين التي أشرق نورها بعده بسنين" (41). ـ لم يذكر نور الدين أمام صلاح الدين إلا وترحم عليه وذكره بالخير، حتى إنه قال إن كل عدل فيه أنما تعلمه من نور الدين. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: ABU QUSAI)
|
العزيز أبو قصي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تقبل الله منا ومنك. ولاة أمورنا بعيدون أيما بعد عن هذه السيرة العطرة. وأين الثرى من الثريا، وأني يدرك الضالع شأو الضليع. من إنجازات تور الدين رحمه الله الكبيرة والتي خالف فيهاأكبر قادة جنده أنه ألغى كل الضرائب والمكوس، وكان قاده الجند يرون أن هذه الضرائب مورد مالي كبير يعينهم على الجهاد، لكن نور الدين لم يسمع لهم، وذكر أن أخذ مال الغير بغير وجه حق ظلم لا يأتي معه نصر. لذلك لا عجب أن عدَ المؤرخ الكبير ابن الآثير نور الدين سادس الخلفاء الراشدين مع بعد زمانه عن زمانهم. اللهم أرحم نور الدين وتقبل عندك في الصالحين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجاهد المدمن (Re: نزار محمد عثمان)
|
فضل نور الدين:[Blue/]
تعد فترة ولاية نور الدين من أخصب الفترات التي مرت بالمسلمين بعد الخلفاء الراشدين؛ إذ شهدت نمواً كبيراً وطفرة حقيقية في المجالات كافة: السياسية والاقتصادية والعلمية والجهادية، وقد صرح بفضل نور الدين عدد كبير من العلماء والمؤرخين، نقتطف من أقوالهم ما يلي: ـ قال الأمام أبو شامة: "ملك نور الدين دمشق سنة تسع وأربعين، وملكها صلاح الدين سنة سبعين، فبقيت دمشق في المملكة النورية عشرين سنة، وفي المملكة الصلاحية تسع عشرة سنة تمحى فيها السيئة وتكتب الحسنة، وهذا من عجيب ما اتفق في العمر ومدة الولاية ببلدة معينة لملكين متعاقبين مع قرب الشبه بينهما في سيرتهما، والفضل للمتقدم فكانت زيادة مدة نور الدين كالتنبيه على زيادة فضله، والإرشاد إلى عظم محله، فإنه أصل ذلك الخير كله، مهد الأمور بعدله وجهاده، وهيبته في جميع بلاده، مع شدة الفتق، واتساع الخرق، وفتح من البلاد، ما استعين به على مداومة الجهاد، فهان على من بعده على الحقيقة سلوك تلك الطريقة لكن صلاح الدين أكثر جهاداً وأعمّ بلاداً، صبر وصابر، ورابط وثابر، وذخر الله له من الفتوح أنفسه، وهو الذي فتح الأرض المقدسة؛ فرضي الله عنهما". ـ وقال أبو الحسن بن الأثير في بيان فضل نور الدين على سائر الملوك: "قد طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام وفيه إلى يومنا هذا، فلم أر بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه، قد قصر ليله ونهاره على عدل ينشره، وجهاد يتجهز له، ومظلمة يزيلها، وعبادة يقوم بها، وإحسان يوليه، وإنعام يسديه". ـ كما روى ابن الأثير عن عدل نور الدين بعد موته ـ وهو من أعجب ما يحكى ـ أن إنساناً كان بدمشق غريباً استوطنها وأقام بها لما رأى من عدل نور الدين ـ رحمه الله ـ فلما توفى تعدى بعض الأجناد على هذا الرجل فشكاه فلم ينصف، فنزل من القلعة وهو يستغيث ويبكي، وقد شق ثوبه وهو يقول: "يا نور الدين لو رأيتنا وما نحن فيه من الظلم لرحمتنا، أين عدلك؟ وقصد تربة نور الدين ومعه من الخلق ما لا يحصى وكلهم يبكي ويصيح فوصل الخبر إلى صلاح الدين فقيل له: احفظ البلد والرعية وإلا خرج عن يدك، فأرسل إلى ذلك الرجل وهو عند تربة نور الدين يبكي والناس معه وطيب قلبه ووهبه شيئاً وأنصفه، فبكى أشدّ من الأول، فقال له صلاح الدين: لم تبكي؟ قال: أبكي على سلطان عَدَل فينا بعد موته فقال صلاح الدين: هذا هو الحق، وكل ما ترى فينا من عدل فمنه تعلمناه. ـ كذلك ذكر أبو شامة واصفاً هيبة مجلس نور الدين القصة التالية: "بلغني أن الحافظ ابن عساكر الدمشقيّ ـ رضي الله عنه ـ حضر مجلس صلاح الدين يوسف لما ملك دمشق فرأى فيه من اللغط وسوء الأدب من الجلوس فيه ما لا حدّ عليه فشرع يحدّث صلاح الدين كما كان يحدّث نور الدين فلم يتمكن من القول لكثرة الاختلاف من المتحدثين وقلة استماعهم فقام، وبقي مدة لا يحضر المجلس الصلاحي، وتكرر من صلاح الدين الطلب له فحضر فعاتبه صلاح الدين يوسف على انقطاعه فقال: نزهت نفسي عن مجلسك فإنني رأيته كبعض مجالس السوقة لا يستمع فيه إلى قائل ولا يرد جواب متكلم، وقد كنا بالأمس نحضر مجلس نور الدين فكنا كما قيل: كأنما على رؤوسنا الطير تعلونا الهيبة والوقار فإذا تكلّم أنصتنا وإذا تكلمنا استمع لنا، فتقدم صلاح الدين إلى أصحابه أنه لا يكون منهم ما جرت به عادتهم إذا حضر الحافظ. ألا رحم الله الإمام العادل نور الدين، ومنَّ على المسلمين بقادة من أمثاله.. آمين. [Red
| |
|
|
|
|
|
|
|