دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
صباح الأحد فى فبراير 2013 غيّب الموت الكاتب الكبير محمود سالم، رائد أدب المغامرات ، عن عمر يناهز 84 عامًا، أصدر خلالها عددًا من سلاسل الكتب البوليسية والألغاز للأطفال والشباب، أبرزها «المغامرون الخمسة»، والشياطين الـ13 وولد سالم في الإسكندرية عام 1929، لأب يعمل ضابطًا بحريًا في خفر السواحل، ما أتاح له التنقل والعيش أثناء طفولته في عدة مدن ساحلية كالإسكندرية والمنزلة وبلطيم وغيرها، إلى أن حصل على شهادة الثانوية العامة متنقلاً بين المنصورة ودمياط وبني سويف بعد حصوله على الثانوية العامة، انضم إلى الكلية الحربية، غير أن انضمامه إلى حركة «حدتو» الماركسية والتي كانت إحدى المجموعات اليسارية السريّة في مصر، حال دون أن يستكمل دراسته فيها، رغم أنه لم يكن عضوًا ناشطًا في الحركة انتقل «سالم» بعد ذلك إلى كلية الحقوق ثم كلية الآداب، ولكنه لم يستكمل دراسته إذ استغرقت القراءة العامة، بالإضافة إلى هوايته الأثيرة، صيد السمك، كل وقته، إلى أن ساعده أحد أقاربه وتوسّط لتعيينه موظفًا في وزارة الشؤون الاجتماعية بدأت رحلته مع الصحافة عند تعرفه على الصحفيين صبري موسى، وجمال سليم، والد رسام الكاريكاتير عمرو سليم، اللذين كانا يعملان في مجلة «الرسالة الجديدة» التي كانت تصدر عن دار «التحرير» عمل بعد ذلك مراسلاً عسكريًا لصحيفة «الجمهورية» أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، وبعد أن حقق نجاحًا في تغطيته الصحفية للحرب، استقال من وظيفته الحكومية وتفرغ للعمل الصحفي، حتى أصبح رئيسًا لقسم الحوادث في «الجمهورية» قبل أن ينتقل للعمل في دار الهلال في مجلة «سمير»، التي تصدرها دار الهلال اكتشف محمود سالم موهبته في الكتابة للأطفال، وأصبح مسؤولاً عن تحرير المجلة، إلى أن غادرت نادية نشأت، رئيسة تحرير المجلة، دار الهلال لدى تأميمها عام 1961، لتنتقل إلى دار المعارف، وينتقل «سالم» إلى مجلة «الإذاعة والتليفزيون» عام 1968 اقترحت «نادية» على «سالم» إصدار سلسلة مغامرات شهرية للأطفال، فقام بتعريب سلسلة إنجليزية تُدعى «The Five»، تحكي عن خمسة أطفال يتعرضون لمغامرات ويحلون ألغازًا ويتعقبون لصوص ومجرمين، ليظهر «المغامرون الخمسة»، وهم خمسة أطفال مصريين (تختخ، محب، عاطف، نوسة، لوزة)، يعيشون في المعادي ويساعدون الشرطة في ضبط الجناة وحل الألغاز، للمرة الأولى عام 1968 في «لغز الكوخ المحترق» استمرت هذه السلسلة في الصدور شهريًا حتى عام 1972، إذ فُصل «سالم» من وظيفته لميوله الناصرية، ثم صدر قرار بمنعه عن الكتابة في مصر، لينتقل إلى بيروت، ويبدأ إصدار سلسلة «الشياطين الـ13» التي تضم مغامرين من كل أنحاء الوطن العربي يتصدون لمؤامرات تقودها أجهزة مخابرات أجنبية تهدد سلامته عاد «سالم» إلى مصر في ثمانينيات القرن الماضي، واستمرت سلسلة «الشياطين الـ13» تصدر من القاهرة عن دار الهلال، حتى منتصف التسعينيات. في عام 2007 تحولت إحدى مغامرات «الشياطين الـ13» إلى فيلم سينمائي، بعنوان «الشياطين»، من إخراج أحمد أبوزيد. كما تحولت سلسلة المغامرين الخمسة إلى مسلسل رسوم متحركة للأطفال ولم يتوقف «سالم» عن الكتابة حتى الشهور الأخيرة من حياته، إذ واظب على كتابة حلقات جديدة من «المغامرين الخمسة»، بدءًا عام 2010، صدرت عن «دار الشروق» . المصدر صحيفة المصرى اليوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
1 توجهت للغرفة المجاورة لغرفة اخصائى امراض الصدر والقلب وجدت من يجلس امام طاولة خشبية صغيرة , مددت له ورقة خضراء , كان مُنحنياً على هاتفه المحمول الذكى , نظر للورقة الصغيرة وهى فى يدى - رسم قلب ؟ . وقبل ان يمنحنى حقى الديمقراطى فى الرد بالنفى او الايجاب , قال فى صرامة عسكرية - ادخل وراء الستارة . دخلت حيث طلب منى خلف الستارة داكنة اللون , ووقفت فى حيرة , كانت هناك ادوات غريبة ذكرتنى بافلام الجاسوسية التجارية الرخيصة , وذلك السرير الطبى الشهير , اسود اللون والطويل للغاية والمرفوعة مُقدمته مثل وسادة , كنت اسمع بوضوح شديد للغاية نغمة القرن الحادى والعشرين الشهيرة , نغمة استقبال رسالة نصية او صوتية من الواتساب دخل الى بعد دقائق , وفى يده هاتفه - يا زول انتا لسه ما قلعتا ؟ . قلت له فى غباء - اقلع شنو ؟ . - انتا اول مرة تعمل رسم قلب ؟ . - اول مرة .. وعشان تكون عارف دى ح تكون اخر مرة . لم يُعجبه هذا الافيه اللذيذ الذى سرقته من مسرحية " المتزوجون " بعد فضيحة غسل الفرخة بـالاسمنت - القميص يا خال . واتجه نحو ادوات تجسسه المريبة وقفت احمل قميصى الحريرى فى يدى , طلب منى فى روتينية ان اضعه على حافة كرسى خشبى كان مُوجوداً على الركن قلت لمعرفة مدى هذا الاستربتيز الطبى الموغل فى الحداثة - والفلنة كمان ؟ . - لا .. لا . من المهم ان تطرح الاسئلة , فصديقى الذى غاص فى البحر ومات , قد ذهبت معه ايام الطلبنة فى الثانوى العالى الى مستشفى حلفا الجديدة الوحيد والبائس , كنا على وشك الدخول فى معمعة امتحانات كسر الرقبة السودانية ونحن فى حالة نفسية مُتريدة , طرح للدكتورة القبطية الجميلة لستة طويلة عريضة من الشكاوى الواردة فى مُعظم المراجع الطبية الحدثية , وردت هى بثقة مسيحية مؤمنة بعودة " يسوع " ليُطهرنا من الخطايا , انه القلق , ونصحت بـحقنة , اختفت وعادت بها , فما كان من صديقى المتوتر من الامتحانات الا وان نهض من مقعده وبنطاله فى نصف ركبته دون ان يكون مُرتدياً لاى قطعة داخلية اضافية - ده شنو ؟ .. انا قلتا ليك حقنة ولّا تعال نوم فى حضنى ؟ .. الحقنة فى يدك يا غبى . نعم , الاسئلة مهمة لمعرفة ما لك وما عليك نمت على ظهرى فى ذلك السرير الطويل , رفع فلنتى البيضاء الداخلية الى اعلى رقبتى , ومسح سائل بارد على عدة اجزاء من نصفى الاعلى , واحضر جهاز يُشبه جهاز شحن بطارية العربة , قام بتركيب وصلته فى مناطق مُختلفة , كانت الوصلات تقرص على لحمى مثل مشابك الغسيل ضحكت - بتضحك مالك ؟ . - اتذكرتا جليفر .. بتعرف جليفر فى بلاد الاقزام لما ربطوه فى الواطة ؟ . - تقريباً سمعتا بيهو . اندهشت ان هناك انسان متعلم ولا يعرفه - دى روايات قرأينها زمان واحنا صغار . كان صغير السن , وكنت انا الراقد امامه واحد من اخر جيل العظماء المهدد بالانقراض , الجيل الذى عرف معنى لذة القراءة فى الطفولة , وترسخت السطور والشخصيات فى تلافيف ذاكرته حتى مراحل الكهولة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
2 طفولتى التى احن اليها الان فى بواكير شيخوختى كان الجميع فى ريعان شبابهم , ابى وامى , وكل الجيران كانت " الخرطوم " غير هذه الشمطاء .. كانت عروس ناهضة لتوها من حفرة الدخان , وشباب الانقلاب العسكرى بايديهم الملوثة بدماء شهداء انكسار يوليو1971 يحظون بشعبية طاغية عند المواطن العادى الامل يتصاعد فى مجتمع يتحسس ليبراليته المنشودة فى الغناء , فكانت فرقة البلابل رمز وتجسيد لخروج المرأة من امام الصاج المُزرى الى اعتلاء خشبة المسرح , واعداد طالبات الجامعة فى تزايد ملحوظ , كانت جولات " نميرى " الجماهيرية , جماهيرية بشكل حقيقى دون نصب او تزوير او فوتوشوب - عامل عنتر وراكب هنتر . اضاع هذا الرجل بكل حماقة فرصة تحول حقيقى , لم يمسك باللحظة التاريخية الممتدة من بدايات عقد السبعينيات حتى منتصفه لنهوض راسمالى جاد وتحول جذرى نحو الحداثة , كان يُمكن ان يتحول الى واحد من عظماء الدول الشمولية امثال " تيتو " وحبيبى الخالد " ناصر " , كان لديه الحاضنة الشعبية فى العاصمة وفى الارياف وفى جنوب السودان , لو قدموا له اعداد المواليد الذين حملوا اسم " نميرى " فى تلك الفترة الذهبية لعرف مقدار التطلع عند البسطاء فى شخصه اكشاك بيع الصحف كانت انيقة , كانت دسمة , الان تحولت الى كائنات مشوهة , على اغانى مسح الجوخ الوطنية تفتح وعى طفولتى المبكر , اغانى فيها جهد واضح فى الكلمة والغناء والصوت , تبعث فى نفسى حتى الان نوع فريد من الشجن وكان اللغز مصدر المتعة والامتاع احمله بفرح وفخر , اشم رائحة صفحاته , رائحة حبر المطبعة على الورق الابيض النظيف , اتذكر اننى صادفت عريس وعروسه فى قلب " الخرطوم " وانا احمل اصدارة جديدة , مازحتنى العروس ان امنحها اللغز هدية , كانت ترتدى توب شفاف للغاية وفستان بدون اكمام وفوق الركبة بكثير , كان هذا عادياً قبل اجتياح البربر ومصادرتهم لجسد الاثنى السودانية حتى تحولت الى خيمة مُقرفة تسير فى الشوارع , نجحوا ان يجعلوا الانوثة عار كانت " الخرطوم " ناهضة لتوها من حفرة الدخان , وكانت زهرات طفولتى تتفتح , وكان الغناء والمسرح السودانى فى خط بيانى صاعد , و " النميرى " الشاب فى مجلس شرابه المعتاد فى " ود نوباى " لا يعرف قيمة اللحظة التاريخية التى بين يديه , وكانت سنباك خيل الفتح الاسلامى المتطرف تتجمع لغزو الناهضة من حفرة دخانها لتوها , والتى سقطت فى نهاية المطاف تحت سنابكهم انثى ضعيفة رخيصة , فكان فتحهم المبين فى سبتمبر 1983 , الفاتح بدوى جلف مُتشدد , والناهضة من حفرة دخانها اصبحت مفتوحة ! .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
3 الخير والشر و بكل ذلك الوضوح الحاد لم تكن هناك فى مغامرات المغامرون الخمسة مناطق وسطى .. فقط اشرار واخيار .. ابيض واسود كان الخير ينتصر فى كل مرة , ينتصر فى كل لغز , لم يحدث ان انتصر الشر ولو بالصدفة ! كان هذا قاعدة فى طفولتى , ان لابد من الخير وان طال السفر ادركت بعدها فى ايام شيخوختى الرمادية الحزينة ان من ينتصر هو الشر , ادركت ان الاذكياء ليسوا دائماً فى صف الخير ادركت ان شرطة العالم الثالث ليست فى خدمة الشعب , نموذج المفتش " سامى " ذلك الرجل العظيم والذى يأتى متأخراً دائماً بغموضه ووسامته ونظارته السوداء وانحيازه الكاثوليكى المُقدس لصف الحق وتحقيق العدل واحقاق العدالة , هو اسطورة فى ارض الواقع والامر لا يحتاج لاعمال العقل , فالمواطن البسيط فى كل الدول العربية والافريقية يتعرض للضرب وانتهاك فتحة شرجه بواسطة آلة حادة حتى يعترف بجريمة ارتكبها ابن مسؤول نافذ , الوصول للجناة فى دول العالم الثالث لا يحتاج لكل هذا الذكاء يا " تختخ " .. القسوة والعنف والاهانة والتهديد وسائل لنيل الاعتراف , والاعتراف سيد الادلة ! .. وكل الاجهزة فى خدمة مصالح مُتشابكة ومُعقدة لفئات مُسيطرة على وسائل اتخاذ القرار , وعلى وسائل الانتاج , وعلى وسائل تشريع القوانين .. وهى فوق اى قانون ارضى او سمائى جرائم بسطاء الناس يحسمها بسطاء الاجهزة المختلفة , تكفى صرختهم الهستيرية فى قلب الشارع - انا رجل قانون . حتى يُجرجر من امامه مثل خروف الى اقرب مخفر شرطة , دون اتباع ابسط قواعد قانون الاجراءات الجنائية بتجريم الضرب على الوجه بالكف , ودون توضيح عادل عن ماهية الجهة التى جعلته رجل قانون , ولماذا ينتهك ابسط قواعده التى يدرسها طلبته فى ايامهم الجامعية الاولى ؟ جرائم افراد " كريم شانتيه " المجتمع البشعة بعمولات صفقات السلاح ودفن النفايات النووية على ترابهم الوطنى وتشليع القطاع العام وضرب الراسمالية الوطنية الصناعية لصالح الاستيراد الوقح وفتح قنوات الاستثمار للتصنيع الاجنبى الملوث للبيئة , هى فى مُجملها جرائم لا يستطيع اى مفتش " سامى " ان يقترب منها ومنهم او حتى ان يتحدث عنها وعنهم , هم لديهم حصانات فريدة فى نوعها , بعضها نصوا عليه صراحةً فى قوانين وفى تعديلات قوانين , وبعضها اصبحت عرفاً بتعاقب الانظمة الشمولية وترسيخ الفساد المستدام , والعرف لمن لا يعرف يأخذ قوة القاعدة القانونية جلست انتظر انتصار الخير طيلة حياتى , انتظر وانتظر .. واكتشفت اننى اهبل , وعندما تخلصت من الوهم وقررت الانتقال للمعسكر المنتصر على ارض الواقع , معسكر الاشرار , اكتشفت ان العمر قد ضاع حتى اكون شرير حقيقى ناجح لا يُشق له غبار ولا يستطيع المغامرون الخمسة الوصول الى جرائمه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
4 للاشياء ان تبقى كما كانت .. الاستنساخ الكربونى قاتل " صباح " شحرورة الغناء العربى , وقفت تتحدى الزمن فى عناد , لم تتركنا فى حالنا , حال ان تكون فى اذهاننا " صباح " منتصف الستينيات وعقد السبعينيات , وظلت تغنى وتتزوج رغم خيانة الرجال لها , ورغم خيانة حبالها الصوتية والزمن , الغناء للجمهور لعبة ذكية يجب ان تعرف متى تنسحب منها وتترك اصداء صوتك القديم راسخة عند من يحبونك مُحاولة اعادة قراءة الالغاز من جديد جريمة مُكتملة الاركان , جريمة مثل جريمة بقاء اسيادنا الخواجات داخل منازلهم فى طقس يوم ربيعى مُشمس ان تترك ذلك الوهج القديم كما هو , ان تتركه فى حاله , ان تبقى صورة الحبيبة القديمة قديمة كما هى , وضجة ضحكاتها الرنانة الغابرة كما هى " هاجر " كانت باكورة نداء جينات الذكورة فى جسدى , هى فى مدرسة " دهب عبد الجابر " الثانوية للبنات , وانا فى مدرسة " حلفا الجديدة الاكاديمية " للبنين بطبيعة الحال والمآل .. شوارع حى " الجبل " عرفت مشواير ماراثونية لا تكل ولا تمل بيننا , عرفت احاديث لا معنى لها , جمعنا العداء القاتل لـمادة حساب المثلثات وطلاسمها الفريدة , وحبنا الا منتهى لتبادل القبلات الخاطفة عند المنعطفات الحاسمة والمظلمة فى آن , عند اركان منازل الجماهير الصابرة وشكلت " هاجر " توجهى الذكورى النهائى الغبى بانجذابى نحو الانثى قصيرة القامة والمرحة خفيفة الظل , حتى الان فى 2001 ارتكبت حماقة الاصرار على رؤية معبودتى السابقة , كانت التجربة قاسية , كان من الافضل ان تظل فى ذهنى كما كانت , طالبة ترتدى الزى اللبنى والطرحة البيضاء الرخيصة على الرأس مثل كل طالبات الثانوى العالى فى عصر ما قبل الميلاد المجيد ضاعت منى الصورة القديمة , ورفض عقلى هذه الصورة الجديدة لربة المنزل الثرثارة بلا انقطاع , واطنان الشحم على صدرها واردافها , فحدث التشويش اتركوا الاشياء القديمة قديمة كما كانت , متاحفنا هى ادمغتنا , وذكرياتنا هى آثارنا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محب .. لوزة .. نوسة .. عاطف .. تختخ . (Re: shaheen shaheen)
|
5 ما شكلته تلك الحقبة بالنسبة لى , وكقاسم مُشترك بين الكثير من ابناء جيلى , كان هو السير على طريق قراءة الاعمال الابداعية الاكثر نضجاً بعد ذلك , فشهدت محطاتى , محطات غاية فى الاهمية مثل " ارسين لوبين " و " اجاثا كريستى " و " هيتشكوك " ثم كسرت طوق القراءة البوليسية والتى اوشكت ان تحولنى الى مخبر سرى فى مرحلة مُبكرة , كسرتها عن طريق الموظف الغلبان وابن الطبقة المتوسطة " محمد عبد الحليم عبد الله " برواياته الفجة المعجونة بالدموع والظلم والبلاوى الزرقاء من امثال " لقيطة " , حتى انقذنى ابن الليبرالية المُدلل " احسان عبد القدوس " من كوارث " عبد الحليم عبد الله " الرومانتيكية بروايات اكثر ابداعاً واكثر سخونة عن الجسد والجنس , ثم كانت مرحلة المعلم ابن الطبقة الشعبية وخريج قسم الفلسفة " نجيب محفوظ " فى واقعيته الضاربة بالانتماء لكل المهمشين فى الحارات والازقة - رغم تعاطفه السياسى مع حزب الباشوات , حزب الوفد - ثم كانت المحطات الاخيرة فى الادب الروسى وكيف سقيت الفولاذ معهم , وعرفت ايضاً فيها عيون الابداع الانسانى العالمى " البؤساء " , " احدب نوتردام " ," قصة مدينتين " , ووضعنى " كولون ولسون " على عتبات اللذة الجنسية وعذاباتها قبل ان اُصاب فى السنوات الاخيرة بلوثة القراءة باللغة الانجليزية وهجر اللغة العربية تماماً , ربما الى اليوم الاخير من حياتى والفضل فى كل ذلك لهؤلاء الفتيان الخمسة الذين امنوا بربهم , وعلمونى عشق الحروف . انتهت
| |
|
|
|
|
|
|