دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عيونك يا حمادة فيها حاجة
|
الليلة يوم الدم ح تنور مشانق الشمس وين فجر الوطن ؟ . ................. ................. (1) 1998 - حمادة الحاج نور العليم . - نعم استاذ . رفع راسه الضخم من على اوراقى المبعثرة على مكتبه الابنوسى الفخم . - وهسع يا حمادة لو الزول داير يدلعك يقول ليك شنو ؟ . - يقول لى محمد . - ها ها ها ها . سخيفة , سمعتها مليون مرة .. والاستاذ الوغد الكبير (عصام الدين) يظن نفسه (محمد حسنين هيكل) السودانى . - عمرك أأأأأأأأ 46 سنة ؟ . - نعم استاذى . - تقريبا نحنا من نفس الجيل . نفس الجيل !!!! يا ابن الكلب هل تظن الورنيش على شعرك سيخفى تجاعيد الوجه المنتفخ ؟ .. انت يا ابن الكلب تحدثت مع اسماعيل الازهرى يوم رفع علم الاستقلال البائس . - معليش يا حمادة سمعتا انك كنتا يسارى متحمس ايام الجامعة . - طيش شباب معاليك . - فعلا .. فعلا اليسارية دى زى العادة السرية اى مثقف لازم يجربها .. ها ها ها ها . - فعلا زى العادة السرية . انت اكلت فى كل الموائد .. مقالاتك فى (1969) و (1970) احفظها عن ظهر قلب .. تفضحك وتعريك .. يا ابن ( فلاديمير اليتش) القديم . - طيب وخليت الكتابة فى السياسة ليه ؟ . - لقيت يا استاذنا الكتابة الاجتماعية والمواضيع الخفيفة اقرب لى من السياسة . - بس السياسة عندها بريق ونكهة خاصة . - كفاية فى السودان يكون فى استاذ الاجيال (عصام الدين) ما بقدر انافس قمم . ارتج الكرش الضخم من الفرحة ولمعت العيون خلف عدسات النظارة الطبية الشبابية _ التافه معبود النساء التافهات _ - انت شاب مليان ذوق واحترام . - دى حقايق استاذى . جاء هذا الفيل ايام زمان الى الجامعة .. كنت ايامها عضوا نشطا فى تنظيم يسارى .. وكان هو صحفى يعرض مؤخرته على رجال ثورة مايو الظافرة والمنتصرة بأذن الله .. هتفنا ضده وضربناه بقشر الموز والبرتقال . نظر لى بحدة - انت وسيم . لم اسمع انه شاذ ! - ش ش شكرا ده بس من لطفك المعهود . - لا والله تعرف مرة كنا قاعدين نتكلم عن احلى صحفية واوسم صحفى والناس جابت اسمك . هكذا اذا انتهيت ! - ودلوقتى يا سيد خنشوفك كل يوم وده من حظنا السعيد . لم اسمع ان هذا الحيوان شاذ ّ! - شكرا يا شهاب الصحافة العربية . - بس معليش سؤال سخيف .. اول مرة اشوف سودانى عيونه خضرا .. مركب عدسات لاصقة ولا شنو ؟ .. ها ها ها . يا ابن ال .. اكره ما اكره ان اضحك للنكتة السمجة .. مكانك الطبيعى ايها الخراء الكبير فى فرقة الفاضل سعيد . - ها ها ها ..دى من بواقى جدة تركية من جهة الوالد . - واللون الكاكاوى بتاع البشرة . - الوالدة اثيوبية . - والوالد ؟ . - جعلى من شندى . - يا اخى دى خلطة ما حصلت .. عشان كده العصير طلع ممتاز . هل هذا الفيل شاذ جنسيا ؟ . .......................... .......................... 1983 - عارف انو لونك كاكاوى ؟ - يا بت انا بحب الشاى . كانت تنام على صدرى عارية تماما .. احبها بعد الانتهاء من الجنس , بعد الشهقة الاخيرة - اها . بعد الوصول للذروة , تنقلب طفلة وديعة , مبتلة بالعرق .. اداعب شعرها الخشن .. اجعلها تنام على جسدى .. تنطق اسمى متقطعا - ح م ا د ة . تريد المزيد واريد المزيد .. اقلبها بعنف انظر لها - لا يا حمادة عيونك بتدوخ .. لا . انطق اسمها كانها بعيدة عنى - ابتسام .. ابتسام . ........................ ........................ رتب الحيوان اوراقى دون اهتمام كبير - انشاء الله تكون معنا فى صحيفة (الشروق) من الاسبوع الجاى وبرتب ليك الصفحة الاخيرة كل يوم جمعة . - ده شرف لى اكون تلميذك يا استاذى . (اواصل) ...... شاهين.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(2) اين انتى يا (ابتسام) ؟ .. اين طعم الجسد ؟ .. ابحث عنك فى شوارع الخرطوم والقاهرة والخليج العربى .. افتش عن خارطة الجسد الانثوى .. انهمكت فى البحث فى اجساد الاوروبيات والافريقيات والاسيويات ولم اعثر عليك .. اين انتى ؟ .. يا يمامة الجنس البديع , شهقة الذروة الانثوية النادرة عندما يلتحم الجسدان - اها . .................... .................... 1961 - داير قروش يعنى داير قروش . - مافى .. والله كان فى برضو ما بديك . كان ابى يضع قدمه القذرة على رقبة امى وهى ممددة على الارض تنزف من الانف والفم -انا ما طرطور عارفك يا تافهة (..) , عارفك بتمشى للرجال , داير قروش يا (..) وعارف حمادة ده ما ولدى ده ولد حرام , ولد عيونو خضرا يكون ولدى كيف يا(..) . ...................... ...................... 1980 - ماشى ام درمان ؟ . - أأأأيوه . - تعال اتفضل اركب انا ماشية لحدى الاذاعة . - شكرا . اصعد واركب الى جوارها - مالك مسكين كده ؟ البلد فيها مظاهرات وما حتلقى مواصلات بسهولة . - شكرا جزيلا . - موظف ؟ - استاذ ثانوى عالى . - بس اوعا تكون بتاع رياضيات . - انجليزى . - yes .. no خشمك ما بيتعب من الانجليزى ؟ - اتعودنا .. وانتى موظفة ؟ . مذيعة فى الاذاعة .. ابتسام فيصل .. ما سمعتا بالاسم ده قبل كده ؟ . - معليش انا اكتر حاجة بسمع لندن . - الظاهر عليك مثقف كبير .. اذاعتنا دى سجمانا ساكت .. متزوج ؟ . - لا ابدا ؟ . - غريبة رغم انك وسيم وعيونك خضرا . - ش ش شكرا . - الاسم منو بالمناسبة ؟ . - حمادة . - لا بالجد اسمك منو ؟ . - بالجد والله حمادة . - ح م ا د ة . - متزوجة ؟ . - متزوجة للاسف . - تاجر ؟ . - ها ها ها يعنى عشان راكبة عربية .. لا , متزوجة عميد فى جهاز الامن . - يا ساتر .. يا ساتر . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(3) الحلم ياتى ويذهب .. لا يريد ان يختفى .. يعذبنى مثل حرقة الجمر على القدم العارى . استيقظ على جسد ضخم يرتدى قميصا ناصع البياض شديد الوضوح فى الظلام الدامس , ينظر الينا انا وامى من على حافة السور الخارجى الطينى للمنزل .. اريد ان اصرخ - حررررامى . ينعقد اللسان من الخوف والجسد يهبط الى حوش المنزل ضخم بقميص وسروال .. ينظر لى ويتقدم نحو سرير امى .. اتخبط فى العرق والهلع .. اتكلم دون ان افتح فمى - يمة .. يمة .. اعملى حسابك .. حررررامى . اللسان لا ينطق والجسد الضخم ينحنى على امى .. يرفع ساقيها ينزع سروالها الداخلى .. امى تقاوم - لا .. عليك الله لا .. حمادة ولدى ح يشوفنا . اصرخ بكل قوتى - حررررامى . تنهض امى مفزوعة - حمادة بسم الله .. بسم الله حبيبى . تضع راسى على صدرها - ده حلم يا حمادة .. اعوذ بالله من شر الاحلام .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم . تقراء على اذنى بصوتا ارهقته السنوات - قل اعوذ برب الفلق . .................... .................... 1990 - لا يا استاذ حمادة انت تمام التمام بس دى ضغوط الاغتراب . - لكن يا دكتور الحلم ده متكرر معاى من الطفولة .. معقول تكون دى حاجة عادية ؟ . - شوف يا سيدى ح نقوم نعمل جلسات تتكلم فيها براحتك عن السودان والدراسة والاهل والحاضر عن كل شى فى حياتك .. واتاكد برضو انو الاغتراب احيانا بيلعب دور كبير على الصحة النفسية للزول .. وكويس نحنا سودانيين زى بعض , يعنى ممكن افهمك بسهولة . .................... .................... 1980 - حمادة .. حمادة .. ابتسام فيصل ترحب بكم يا مخستكين وتقراء على حضراتكم نشرة اخبارنا المخستكة . انظر اليها باندهاش - اهلا استاذة ابتسام . - وليه استاذة ؟ يعنى عشان اقول ليك استاذحمادة يا ح م ا د ة . اخر ما اتوقع ان تنتظرنى جوار المدرسة - تعال .. مش انتهيت من الحصص ؟.. راكنة العربية تحت الشجرة . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(4) 1981 تضع اصبعها على شفتى - الليلة 6/6 . - تعادل . - عيد ميلادك يا حمار .. كل سنة وانت طيب . 6/6/ 1952 .. شقاء جديد ظهر للعالم .. صرخة بائسة لانسان بائس .. هل يحتاج العالم لشخص مثلى ؟ . ابن الحبشية .. (لولو) الحبشية .. يا جسد تعذب تحت اجساد الرجال . من هو ابى ؟ . - 29 سنة ؟ . - 29 زفت . - وانا 35 زفت يا زفت . شمعتى على جسدك .. سنواتى .. اعياد ميلادى .. كل ما عندى اضعه على عتبات افخاذك . - اها . لو استمرت النشوة دون طعام وشراب ونوم وسياسة .. حتى نتحول هياكل عظمية . النشوة يا (ابتسام) ورائحة العرق المخلوط بالروائح . - من بعد بكرة ما ح تشوفنى . افزع - ليه خير ؟ . - ا ل ع ا د ة يا ح م ا د ة . .................... .................... - عارف انا فى الجامعة كنتا ناصرية . - والله العظيم ؟ . - والله العظيم وكنتا بكتب شعر كمان . - بالجد يا ابتسام ؟ . - بالجد .. اقول ليك حاجة من اشعارى ؟ . - يا ريت انا بحب الشعر . - بس ما تضحك على . - ما بضحك . - وعد ؟ . - اى والله ما بضحك . - الليلة يوم الدم ح تنور مشانق الشمس وين فجر الوطن ؟ الناس تفتش عن شمس الناس تعاين للسماء دنقرتا نظرى على الارض يا ناس بفتش عن وطن راجل عجوز , عاين , ضحك (يا بتى لو ضاع الوطن .. ف من الصعب نلقاهو فى قش الزمن ) . صفقت فى فرحة - برافو بسبوسة .. برافو .. خطيرة . نظرت اليها كانت تبكى بحرقة . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(6) 2006 عجوز تماما انت الان يا حمادة .. عجوز ووحيد .. لا زوجة ولا اطفال .. اربعة وخمسون عاما كم بقى من العمر ؟ .. وللقبر .. سنة .. سنتان .. ايام معدودة ؟ الخبر امامك يتراقص .. السطور تتداخل .. صدق او لا تصدق !! (يرحب الاعلاميين السودانيين بالعودة النهائية للاعلامية السابقة القديرة د/ ابتسام فيصل مختار بعد هجرة طويلة فى الولايات المتحدة , مبروك الدكتوراة , مبروك العودة) . تعود (ابتسام) وهى فى التاسعة والخمسين من العمر .. عجوز مثلك يا دكتورة .. تسربت عقارب الساعات .. نضبت العادة الشهيرة .. توارت النشوة خلف الباب .. مد الفراغ لسانه الا جدوى , الا معنى . د/ ابتسام فيصل تعود الى ارض الوطن . (يا فرحتى ما زلت احيا) . - اها . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(7) 2004 الا (مصطفى شكرى) .. الا (مصطفى) يا ربى على ردهة حوداث مستشفى الخرطوم , شاهدت (عزيزة) تقف مثل تمثال اغريقى حزين , صاحت عندما راتنى قادما من بعيد - مصطفى مات يا حمادة .. مصطفى خلاص مات . لم افهم , لم استوعب , كاننى استمع الى اخبار قيام الحرب العالمية الثالثة . (عزيزة) اداب .. (حمادة) اداب .. (مصطفى) زراعة .. ثلاثى الجبهة الديمقراطية الشهير .. جامعة الخرطوم وسينما النيل الازرق .. الشعارات البلهاء .. والشعب الاشد بلاهة .. المظاهرات .. و(مصطفى) ينتزعنى من براثن ايدى (بتاعين الامن) امام البوابة الرئيسية . (مصطفى شكرى) عضو الحزب الشيوعى سابقا .. سنوات الاعتقال والاختفاء والخروج الجريح - الماركسية انتهت .. لازم نفتش عن مفاهيم جديدة . الكوميديا السوداء .. خرج هو وبقيت زوجته (عزيزة) عضوة نشطة . فرعون اركان النقاش مات فى مزبلة مستشفى الخرطوم على يد طبيب مخنث عديم خبرة وضمير واحد من كائنات ثورة تعليمهم الواطى .. اشتكى من ضيق حاد فى التنفس وسقط قتيلا على يد طبيب (ابن عز) . عندما اقتربت من (عزيزة) تشبست بكلتا يديها القويتين بقميصى - واااااى يا مصطفى .. واااااى . عندما سقطت على الارض كان قميصى ممزقا بين اصابعها . وقفت ب(الفلنة) الداخلية وانا ابكى وانادى عليه - يا مصطفى ماشى وين ؟ . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
( 2005 - الو عمو حمادة الحقنى ماما تعبانة شديد .. الحقنى بسرعة عمو. منذ رحيل (مصطفى) و(عزيزة) تعانى تدهور صحى متعاقب .. صدمة الرحيل قاسية وموجعة .. هو الذى اعطنا انا وهى معنى جديد وغريب ومختلف للحياة .. لو تعود تلك الايام .. ايام الايمان بالشعب غير المؤمن . احيانا عندما كنت اعود من اجازاتى المتباعدة فى الخليج .. كانت (عزيزة) تدبر لنا اللقاء ويخرج هو من الاختفاء لمقابلتى - لسه ما زهجتا من النضال يا مصطفى ؟ . يضحك ويمسح فخذى بيده القوية - لسه يا حمادة .. انت عامل شنو فى الخليج طبعا هناك مافى يسار . - مصطفى انا ممكن اشوف ليك طريقة انت وعزيزة وميادة كفايك بهدلة يا مصطفى حرام عليك العمر بيجرى . - معاك سجاير مستوردة ؟ .. مشتاق ليك يا ابو عيون خضرا يا عواليق . يغير الموضوع ويتهرب . - اعمل حسابك الناس ديل لو لموا فيك بقتلوك .. وبعدين وشك اصفر انت ناس الحزب الخراء ديل ما بياكلوك ولا شنو ؟ . - انت اتغيرت كتير يا حمادة .. رغم كده انت اكتر واحد بحبو فى حياتى .. عندى يا سيدى مشاكل فى التنفس , تعرف يوم من الايام ممكن اموت بعدم التنفس . - عليك الله تعال معاى الخليج .. كفاية سياسة وزفت . - لا يا حمادة .. انا لو طلعتا بره السودان شبر واحد باموت . - فى مليون الف شيوعى قاعدين بره مرتاحين ومواصلين نضالهم زى الترتيب .. اشمعنى انت دينك يطلع براك هنا . - قاعدين بره لانهم ما مصطفى شكرى .. وبعدين تعال هنا انت ما اتزوجتا لحدى هسع ليه اوعا المكنة بتاعتك تكون باظت يا عواليق . ........................ ........................ - عزيزة مالك سلامتك ؟ - ميادة يا حمادة .. ميادة اتقدم ليها واحد مستقر فى استراليا وعايزة تمشى تعيش هناك .. اعمل شنو ؟ يعنى لا القى مصطفى لا القى ميادة . هى الحياة يا عزيزتى (عزيزة) .. هى الحياة اللذيذة .. كلنا لها فى النهاية نصبح وحيدين لا اهل ولا ابناء ولا احزاب .. ننزل الى القبر وحدنا ينسانا الناس وتتبول الكلاب على شاهد قبرنا . ذات مرة فى ازمنة سحيقة ضربونا بالبمبان سقطت العلبة جوارى تماما لم استطع الرؤية اصابنى شلل بصرى .. فجأة امتدت يد طرية وعفية - انا عزيزة يا حمادة انا جنبك ما تخاف غمض عيونك .. زول يجيب قميص مبلول ب موية . مددت لها يدى - ما تخافى يا عزيزة خلى ميادة تختار حياتها .. انا جنبك ما تخافى غمضى عيونك وحاولى تنومى انتى تعبانة . اين انت يا مصطفى ؟ - الزملاء والزميلات الجبهة الديمقراطية تدعوكم الى ركن نقاش حول الوضع السياسى الراهن . ليرحمنا الله جميعا . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
استاذ/ عصام حسن الفكى .. من المملكة العربية السعودية .. شكرا اولا على تكبد مشقة الاتصال الهاتفى .. وثانيا على الكلام الجميل حول هذا البوست اشكرك على رفع الروح المعنوية . شكرا استاذ .. تسلم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(10) شقتى فى حى (كوبر) هى معقلى , زنزانتى وحصنى الحصين .. لا احد يدخل فيها الا من ارغب انا ان يدخلها .. حصاد ضياع العمر فى الخليج .. اقف فى شرفتها انظر الى الناس .. بينى وبينهم ما صنع الحداد .. (مصطفى شكرى) هو الوحيد الذى كان يقتحم وحدتى .. يتجول فى الشقة ويعبث فى الكتب التى قرفت منها وهربت .
- فردية مطلقة يا حمادة . - وانت الجماعية المطلقة عملت ليك شنو ؟ - لازم يكون عندك هدف فى الحياة اى هدف انشاءالله انو المريخ يفوز ببطولة الدورى .. لكن كده يا حمادة دى حياة ما عندها طعم . - انت هدفك شنو ؟ . - هدفى ميادة بتى تعيش كويس وعزيزة تكون مبسوطة وافتش عن مفاهيم جديدة لافكارى . - طظ فى كل حاجة . - اتزوج يا حمادة .. صدقنى ده احسن حل لحالة انعدام الوزن بتاعتك . - قصة الزواج دى انا حسمتها وانتهيت . - بتمارس جنس ؟ . - عندك رغبة ؟ . - ها ها ها .. مشكلتك لسانك طويل .. المذيعة ديك وين , هى كان اسمها اخلاص ولا بسمات ولا شنو ؟ . - ابتسام فيصل . - كسرت قلبك .. يا مهترش فى زول يحب عضوة اتحاد اشتراكى . - ما كان عندها علاقة بالاتحاد الاشتراكى . - المهم كانت مايوية . - الحب والجنس ما عندهم علاقة بالسياسة يعنى انت لو لقيت امبريالية عريانة فى السرير ما ح تنوم معها . - ممكن انوم معها عشان اقنعها تبقى اشتراكية .. ها ها ها .. والله انت كلك محن يا حمادة قوم اعمل لى شاى انا مصدع وعندى ضيق نفس . - بالجد يا مصطفى ما حصل خنتا عزيزة . - انا قبل عزيزة مارست الجنس مرتين وبعد ارتباطى بيها فى تانية جامعة لحدى هسع ما لمست مراة غيرها . - انت ح تخش الجنة . - عندى احساس انى ما ح اعيش كتير يا حمادة .. عارف كده ؟ . - عليك الله انا براى زهجان ما تقلبها لى امينة رزق . - لا والله تعرف عندى احساس قوى .. صحتى فى النازل يا حمادة . - انت ارهقتا نفسك فى كلام فارغ وشعارات عبيطة .. متابع مع الدكتور ؟ . - متابع يا سيدى وبيقول كلو تمام التمام وما فى حاجة وخلى البخاخة طوالى جنبك كلام دكاترة ما عندهم شغلة زيك كده . - اتشاكلتا مع عزيزة ؟ . - كالعادة . - عشان قصة مرقتك من الحزب ؟ . - ما فى موضوع غيرو اليومين ديل , بتقول نصلح من الداخل وانا بقول تنظيم جديد . - انتو الاتنين دراويش . - انت كرهت السياسة لشنو يا حمادة ؟ . - ما فى زول يستهال تضحى عشانو . - خلى الخستكة بتاعتك دى وقوم اعمل الشاى . عندما عدت من المطبخ حاملا صينية الشاى كان (مصطفى) يغط فى نوما عميق وصوت تنفسه المتقطع يغطى اركان شقتى . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(11) الايام التى مرت .. والايام التى ستأتى .. الرعب من انقلاب الحلم الجميل الى كابوس مريع . احدق فى رقم الهاتف .. ضغطة واحدة واسمع الصوت ينساب عبر الاثير , ويعود الماضى الشبح كائن حى يسعى على قدمين .. ضغطة واحدة ولا اضغط .. حالة من حالات تعذيب النفس . ماذا لو انها لا تتذكر ؟ - حمادة ؟ .. حمادة منو ؟ . بالامس حلمت بك يا (ابتسام) , فى نفس الصورة القديمة , وانا كما كنت فى التاريخ البعيد , بدون تجاعيد الوجه اللعينة, ارتدى قميص احمر اللون , هديتك لواحد من اعياد ميلادى الكثيرة المنسية.. نجلس على شاطى نيلنا العجوز الغجرى .. تفتحين ازرار قميصى وتداعبين شعر صدرى فى اشتهاء ملتهب.. تتسلل اصابعى بين فتحات (البلوزة) تصل الى كرة اللحم النافرة ذات الحلمة القرمزية . - احى .. يا ود , الناس بشوفونا . - مش قلت ليك مليون مرة تلبسى سنتيان . - لا , ما بحب البسو . ماذا فعلت بك السنوات ؟ .. انا هنا فى قلعتى فى حى (كوبر).. انظر الى المدرسة الثانوية الخاصةالتى على يمين شقتى , ارقب ضجة المراهقات وصخبهن .. فى عيونهن الرغبة فى الحب والجنس ولفت الانظار.. ادرك ان الدنيا مثل قطار متهالك ناخذ منه النصيب ويلفظنا فى اول المحطات ليصعد اخرين .. لعبة لا تنتهى الا لتبداء من جديد .. سخيفة , مكررة . كنت احب ان اتفلسف عن معنى الحياة امام (مصطفى شكرى).. كان ينظر لى فى جمود وحيرة - الماركسى القديم تحول الى (سارترى) عبثى .. وطبلة جوفاء . كنت اطارده واضايقه عن معنى الحياة - الله فى والا ما فى ؟ . - عندك قروش ؟ عايز اشترى بخاخة . عندما مات ادركت اننى فقدت لوحة تنشين غالية ,كنت اطلق عليها سهام الاكتئاب والقلق من الدنيا وما فيها . - انت يا خراء ما عندك زول غيرى تفك فيهو دبرستك ولا شنو .
(اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(12) 2005 اليوم هو يوم زواج (ميادة مصطفى شكرى) انطق الاسم ثلاثيا لاعرف انها ابنة الغالى .. يوم واحد فقط وكان من الممكن ان تكون ابنتى انا - عزيزة عايز اتكلم معاك فى موضوع . - معليش يا حمادة بعد المحاضرة ماشية زراعة , مصطفى قال عايزنى ضرورى . يوم واحد فقط يا (عزيزة) وكنتى ستصبحين زوجتى - مصطفى طرح لى يا حمادة . - طرح ليك كيف ؟ . - قال انو بحبنى . القلب النازف اصلا ازداد نزفا.. قلب ابن الحرام الموجوع من الدنيا.. ابن (لولو) الحبشية.. يا (لولو) يا امى انظرى لهذا الزمن الداعر .. يا ربى هذه المسرحية مثل مسرحيات (الفاضل سعيد) سخيفة وغير مضحكة - وووو انتى رايك شنو ؟ - محتارة .. ما عارفة .. اصلى ما تخيلتا انو ممكن يحبنى . - يا زولة مصطفى ده انسان راقى .. والف زولة تتمنهو .. وانا شخصيا لو كنتا بت كنتا حبيتو . والان ماذا يا موجوع ؟ .. (حمادة) اداب و (عزيزة) اداب و(مصطفى) زراعة ايام الايمان بالشعب غير المؤمن .. اوجعتنى يا حبيبى (مصطفى) اوجعتنى . طعنتى فى الصميم .. يا ابن (الموردة) يا (شيوعى).. كانت حلم ابنة الدكتور (راشد الفاضلابى) الطبيب الشهير ,(عزيزة راشد الفاضلابى).. زهرة الجامعة قصيرة القامة , شعر ينسدل على الاكتاف, عيون مستديرة شديدة السواد وثقة فى النفس تعطى الجمال الانثوى بريقا خاصا . اليوم هو يوم زواج (ميادة) .. العريس (خروف) استرالى سمين .. واحد من تلك (الكلاب) السودانية التى اخذت حق اللجوء السياسى دون ان تفهم فى السياسة جاء يتحدث انجليزية شوراع ويستعرض الجواز الاجنبى .. فى المقابلة الاولى اخذ (يحشر) كلمات انجليزية دون اى مبرر و(ميادة) مبهورة ب (مايكل وست) السخيف هذا.. كان لابد من كسر انف استعراضه القذر - بالمناسبة انا ومدام عزيزة عندنا ماجستير فى اللغة الانجليزية. عندها عاد الى قواعده سالما ومتحدثا لغة القرأن الكريم فى لهجة ابناء الجزيرة . - وشغال شنو هناك يا ابنى ؟ . - شغال فى شركة كبيرة. - شركة بتاعت بيتزا ؟ . - استيراد وتصدير . - وانتا ماسك الاستيراد ولا التصدير ؟ . عرف اننى اسخر منه .. (كلاب) اللجوء السياسى , ماسحى المراحيض العمومية منظفى بصاق الخواجات فى الشوارع .. يحفظون عشر كلمات ويمتلكون جواز اجنبى ويعتقدون انهم انبياء الله فى الثقافة . فى يوم العرس .. واصل (الخروف) ابهار الغلابة بنقود مسح مراحيض (سدنى) صالة افراح باهظة الثمن , وفنان معروف بالشذوذ غالى الثمن فى الجنس والغناء (عزيزة) كانت جميلة فى ثوبها الوقور تبتسم دون اى مناسبة - حمادة ما تخلينى براى . كانت خائفة من فراق ابنتها الوحيدة ربما الى الابد .. (عزيزة) اداب , ذات مرة قال لها خواجة - انتى تتحدثين الانجليزية افضل من الملكة اليزابيث . اهل (الخروف) كانوا محتشدين فى الصالة معجبين بانجازات ماسح خراء الاستراليين فى جمع النقود واختيار (اليمامة) الجميلة . انحنيت عليها هامسا - بالجد راجل بتك ده عايش فى استراليا . - ليه ؟ - اصلو بنطط فى الرقيص زى الكانغرو . ضحكت تلك الضحكة القديمة الصافية .. ضحكة ايام الايمان بالشعب غير المؤمن. فجأة وبدون مقدمات نظرت فى عيونى مباشرة وهمست لى - بالمناسبة انتا لسه وسيم يا حمادة . يوم واحد فقط .. وكنتى ستصبحين زوجتى يا (عزيزة راشد الفاضلابى) (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(13) 1962 شاهدت كل شيىء من خلال النافذة الخشبية القديمة .. الصراخ والشتائم البذئية .. ارتفاع الصوت وانخفاضه .. ابى السكران دائما , وامى التى نبتت فيها مخالب لبؤة شرسة .. البحث الدائم عن النقود .. لا ياتى الا من اجل النقود .. يختفى اسابيع ويعود , مدمن شرس لا يعرف الرحمة . فجأة صرخ - لا .. لا .. لا . ارتفع (الساطور) وتحطم على الجمجمة .. امى تمتلك قوة بدنية هائلة .. ارتفع (الساطور) وهوى على الراس المدمن - أأأأأأأخ نوافير الدم تصاعدت .. اتذكر كلما شاهدت مهرجانات الالعاب النارية , الدم وهو يتطاير من راس من يفترض انه ابى . - موت يا ود الكلب .. موت يا ود الكلب . (الساطور) يتابع الجسد وهو يسقط مترنحا .. امى وجسمها القوى مثل مهرة جامحة - موت يا خ.. . جريت .. جريت .. جريت .. حافى القدمين , مرعوب .. اللسان ينطق ولا يتحرك - يمة لا .. يمة لا . كثيرا ما ذهبت فى نفس الشارع الذى جريت فيه .. امشى فيه متمهلا , اتذكر الطفل القديم وهو يجرى حافى القدمين وامه ترتكب جريمة قتل .. امى الذكية , ندمت اننى لم اساءلها عن كيفية ارتكاب جريمة قتل كاملة دون عقاب .. ماتت وهى لا تعرف اننى اعرف . عندما عدت فى المساء مرعوبا , كانت هناك حشود هائلة من البشر امام المنزل - ابوك مات يا حمادة شد حيلك .. انت هسع راجل . خرجت امى واحتضنتنى - حمادة حبيبى .. ابوك مات . سمعت من الهمهمة انه تشاجر فى (الانداية) .. كانت هناك مؤامرة فى العيون .. وصمت خفى حتى الفقراء يعرفون كيفية التحايل على قوانيين البرجوازية العفنة . كيف خرج وذهب الى (الانداية) ؟ - لا حول ولا قوة الا بالله .. اللهم اغفر له يا رب العالمين . الغرفة التى تمت فيها المذبحة كانت نظيفة دون اى قطرة دم .. ظللت ابحث عن (الساطور) اسابيع طويلة دون جدوى - حمادة حبيبى بتفتش على شنو ؟ . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيونك يا حمادة فيها حاجة (Re: shaheen shaheen)
|
(14) 1985 ح م ا د ة عندما تتسلم هذا الخطاب يا حبيبى سوف اكون فى القاهرة .. لا احب تلك الجملة الشهيرة - مع السلامة . لم استطع ان انظر فى وجهك واقولها .. اخيرا يا (حمادة) بعد القلق الطويل والسؤال المحير - ح تعملى شنو ؟ . اغادر السودان ربما الى الابد .. زوجى مع (نميرى) فى القاهرة لا يستطيع العودة ولن يستطيع .. وابنائى معى فى السودان .. وانت فى السودان .. وفى الاذاعة اصبحت اسمع نغمة (تطهير بقايا مايو) , ادركت ان هذه ما عادت بلدى .. خلاص يا (حمادة) انتهت ايامى هنا.. هل تتذكر عندما طلبت منى ان اطلب الطلاق ؟ .. اقول لك كما قلت سابقا, مستحيل . انت ما زلت شابا صغير السن وانا ام لثلاثة ابناء واكبر منك بسبع سنوات اعرف اننى لن اجد شخصا احبه ويحبنى مثلك .. بينى وبينك الاطفال الثلاثة يا حبيبى .. بينى وبينك (علوية) طفلتى المعاقة ذهنيا .. هل تعرف معنى عذاب ان تصبح مسئولا عن كائن حى حتى اخر لحظة من عمرك ؟ عن الاكل والشرب وتنظيف الفضلات حتى اخر نفس فى صدرك . انت الذى ايقظ فى جسدى معنى الانوثة , علمتنى معنى مختلف للجنس .. انا من بعت جسدى وشبابى وجمالى لصاحب المنصب الكبير .. قطعة جميلة يعرضها فى فخر على مجتمع كاذب . احبك يا (حمادة) احبك .. سوف اظل اتذكر كل لمسة من يدك على جسدى .. اتذكر كل لحظة حميمة .. يوم من الايام سوف تتزوج وتنسى .. واطلب منك ان تنسى (ابتسام فيصل خليل) . يا حبيبى اترك لك هذا الخطاب فى منزل صديقك (مصطفى) لاننى جبانة ولن استطيع الوداع سوف انهار من الالم والحسرة . اعتنى بنفسك من اجلى ارجوك .. ارجوك اهتم بصحتك . ربما فى يوم قد نتقابل , وقد اصبحنا عجوزين تماما , ربما . سامحنى يا حبيبى . حبيبتك السابقة/ بسبوسة الخرطوم فى 2 سبتمبر 1985 . ملحوظة : تركت لك فى ثنايا الخطاب خصلة من شعرى . (اواصل) ...... شاهين.
| |
|
|
|
|
|
|
|