دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مكتبة العالم البروفسيراسامة عبد الرحمن النور (Re: بكرى ابوبكر)
|
تحياتي يا بكري أتمني حقأ أن يتم التوثيق كاملاً لكل أعمال البروفسير أسامة وأن نتعلم منها المثابرة والاجتهاد والعزيمة فمسيرة الرجل قوية وحافلة .
أخي بكري :- يحق لنا ان نسود صفحات المنبر لثلاث أيام حزناً علي هذا الفقد العظيم فالبروف تاريخ ناصع وعميق ضارب الجذور في عمق أعماق السودان . يحق لنا يابكري ويحق لك في المقام الاول فالجهد المعرفي والارث العظيم هذا الرجل يعطي كل سوداني الحق في الحزن عليه .
لك المجد بروف أسامة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكتبة العالم البروفسيراسامة عبد الرحمن النور (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: أركاماني
ترنيمة من أجل ثقافة سلام ســـــــــودانوية
نقول بداية بأن تراث ثقافتنا "السودانية" لا يمثل مرحلة تاريخية بعينها، كما يقول بذلك دعاة ما يسمى "بالمشروع الحضاري" ومن يدور في فلكه بهذا القدر أو ذاك بفعل ذهنية انفصامية، بل ان تراثنا الحضاري سابق على التكوين الحديث للسودان وتال له فى الوقت نفسه، فهو جماع التاريخ المادي والمعنوي للأمة السودانوية منذ أقدم العصور الى الآن. الأمر كذلك فإن تراثنا الثقافي السودانوي أبعد ما يكون عن التجانس، ذلك أنه وثيق الارتباط بمتغيرات لا نهائية من ظواهر الحياة المتنافرة والمنسجمة، الحية والجامدة، التى عرفتها الجماعات السودانية منذ عصور ما قبل التاريخ وما تلاها من مراحل تاريخية.
بهذا المعنى يصبح جلياً أن دور التراث فى حياتنا يتحدد على ضوء ما قد يضيفه الى مرحلة بناء الأمة السودانوية من مؤثرات سلبية أو ايجابية. الكارثة الكبرى التى تسبب فيها ما يسمي بـ "المشروع الحضاري" وبرنامجه "التأصيلي المُدعى"، هو الدعوة الى منظور أُحادي لتراث أمتنا السودانوية ينطلق من نظرة جزئية من ناحية، وتعميمية من ناحية أخرى. نظرة جزئية لكونها تحاول تحديد "مولد" تراث الأمة السودانوية بالفتوحات العربية الإسلامية، ليصبح "الإسلام" وحده هو كل تراثنا. وهى نظرة تعميمية لكونها لم تركز على فترة الازدهار العظيم الذى عرفته الحضارة الإسلامية. بالإضافة فإنها نظرة شكلية لم تؤثر ايجاباً باستلهام التراث السودانوي، بل آثرت الطريق السهل بالنقل الحرفي والتطبيق الميكانيكي واختزلت حضارتنا السودانوية فى دعوة سياسية مباشرة تتجاوز "الطابع القومي السودانوي" و "الواقع" معاً.
إن تراثنا الثقافى السودانوي أغنى من أن يحد بمرحلة حضارية واحدة، فمن كرمة ونبتة ومروى، ومن نوباديا والمقرة وعلوة، ومن سلطنة الفونج السنارية وتقلي والمسبعات، والدولة المهدية ينحدر إلينا تراث ضخم لم يلق للأسف ماهو جدير به، وما هو جدير بنا. ظلَّ دعاة "المشروع الحضاري المُسمي" ولا زالوا يحاولون التشديد على ضرورة الانشغال بالمقاربة بين التراث الإسلامي والثقافات السودانوية ومحاولة التوفيق بينهما، هذا فى الوقت الذى يتوجب علينا فيه استعادة ذاكرتنا الحضارية السودانوية بكل أبعادها ومحتوياتها، مهما تناقضت وتعارضت، مثل هذا البحث فى أغوار هذه الذاكرة وما تتضمنه من طبقات حضارية راسبة فى لا وعينا يمكن أن يكون كفيلاً بحل العقدة التى كلفتنا حرباً دامت قرابة نصف القرن ولازالت رقعتها تتسع لتعم كافة التراب السوداني.
ففى حين أخذت الثقافات السودانية المحلية عن الحضارة العربية الإسلامية الوافدة فإن الأخيرة بلورت كينونتها السودانوية المتفردة وتشكلت بفعل العطاء الذى قدمته الأولى. فالثقافة فى جوهرها خاصة إنسانية تعتمد الأخذ والعطاء. الامتناع عن الأخذ من ثقافاتنا المتنوعة هو تنكر لقيمة "العطاء" الذى أسهم به أجدادنا الأوائل في إثراء التراث الإنساني. إن إنسانية الثقافة، هذه الحقيقة الموضوعية، كافية أن تقينا شر الزلل فى براثن العنصرية من ناحية، والعدمية القومية من ناحية أخرى. فأهل "المشروع الحضاري وثوابته" ومن يدور فى فلكهم يتصورون تراثنا السودانوي فى قوقعة صدفية منيعة لا تأخذ ولا تعطي ويتباهون بلا خجل بتمسكهم برؤية عرقية للعالم، وينجرفون مع الأفكار العنصرية استعمارية الطابع القائلة بأن لا تراث للمحليين قبل وصول الحضارة العربية الإسلامية، ثقافاتهم، على حد تعبير المنظر الإسلاموي حسن مكي، ليست سوى " ثقافات تيه وضلال"، وبالتالي فإن مصير هذه الثقافات الوحيد هو الضياع والذوبان فى " الثقافة المركزية ".
المشكلة التى تواجهنا أننا لم نطرح بجدية منذ استقلال السودان تراثنا السودانوي طرحاً تاريخياً جدلياً، لم نكتشف وحدته وتنوعه، لم نبحث تراكماته الكمية وتغيراته الكيفية... بالتالي لم نتعرف، بفعل سياسة إعلامية وتعليمية منسدة، على أعظم ما فيه ويمكن ان يشكل لنا عناصر التحدي اللازمة لمواجهة ميلاد الأمة السودانوية.
هذا الجهد الذى تبذله أركامانى لتأصيل تراث أمتنا السودانوية ليس مجرد ترف نظري بقدر ما هو تعبير ودعوة لموقف سودانوي في قضية التراث. ذلك أن قضية التراث والتأصيل ليست قضية وجدانية، فقد تمَّ طرحها، من قبل القوة الإسلاموية الانسدادية التى سلبت السلطة وهيمنت على مقاليدها طيلة سنوات عجاف، كقضية سياسية في المقام الأول، تخص المصير الاجتماعي لأمتنا السودانوية، وتتخذ من التشريعات ما يصوغ منها دستوراً وحكماً مشمولاً بالنفاذ.
إن أجهزة الإعلام والفنون وبرامج التعليم هي أوعية التوصيل الجماهيرية الواسعة الانتشار، وهى السلطة ذات النفوذ على عقل أهلنا ووجدانهم. لذلك جاءت فكرة أركامانى تياراً سودانوياً في قضية التراث.
أسامة عبدالرحمن النور
أغسطس 2001 |
وهل يغيب الموت مثل من هو في إشراق أسامة عبد الرحمن النور
احر العزاء لأسرته وأهله ورفاقه وليلهمنا الله و يلهم أهله وعموم أهل السودان الصبر والسلوان.
جمال الدين بلال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكتبة العالم البروفسيراسامة عبد الرحمن النور (Re: بكرى ابوبكر)
|
بروفسير العلامة اسامة عبدالرحمن النور وان لم يكن الموت حقاً علينا لتماري المرء واحتج , ولكن لا راد لقضاء الله , ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ) , ( الانبياء - 35 ) , فالقلب يعصره الحزن , والعين يملؤها الدمع ويسيل للفقد الجلل , وجلل لأنه فقد عظيم للعلم والانسانية والسودان عندما يغيّب الموت واحداً من ابناء السودان العلماء النابغين وهم قلة مثل اسامة نباهي بهم الأمم , ونأمل منهم جزيل العطاء . ما زال صوت الفقيد يتردد في مسمعي وهو يطمئنني علي صحته بعد ان هاتفته العام الماضي عندما جاء الي القاهرة وأجري عملية جراحية ناجحة , وحمدت الله كثيراً علي سلامته , ولكن نفذ قدر الله , فنسأل الله ان ينزل اسامة منزلاً مباركاً مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقاً , ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون . وان غيّب القبر البروفسير اسامة فانه سيظل حياً بأعماله ومؤلفاته الثرة التي سينتفع بها في علم الآثار الي الأبد . هلال زاهر الساداتي
| |
|
|
|
|
|
|
|