دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عولمة التعليم العالي
|
هذا خاطر راودني وربما مر في اذهان الكثيرين ـ وهو بخصوص كيفيـة المساهمة الايجابية لسودانيي الشتات في دفع البلاد بغض النظر عن المعارضة أو التأييد لأنظمة الحكم ـ وأتكلم تحديدآ عن تطوير مجال هو أحد أعمدة نمو البلاد ، ألا وهو التعليم العالي والبحث العلمي ـ لقد آن الاوان ان نحاول كسر قيود الغربة والشتات ـ من الاشياء التي لا ادري ان كانت ايجابية أو سلبية ، كثرة الجامعات و أشباه الجامعات التي ملأت البلد في مقابل تدني المستوي التعليمي للجامعات القديمة و ضحالة مستوي الجديد منها ـــ فنري الهبوط في مستوي التجهيز و كادر التدريس و حتي درجات أو مستويات القبول للجامعة ـ هذا في الواقع انعكس علي معنويات الطالب والاستاذ و حتي علي مستوي الخريج و تقييمه داخليآ وخرجيآ وطبعآ علي سمعة التعليم العالي السوداني عمومآ ــ فاصبحت المرحلة الجامعية بالنسبة للطالب مرحلة لابد مما ليس منه بد ، فنراه يعبرها بدون قناعة بمستواه خاصة عندما يري حال اساتذته ومساعدي تدريسهم في حال يرثي لها من الاحباط والرغبة في الهروب من البلد عند اقرب سانحة ــ ـ ـأذا نظرنا الي الكادر السوداني الحاصل علي شهادات عليا من ماجستير و دكتوراة في مختلف المجالات والتخصصات في جميع انحاء العالم قد لا نكاد نستطيع حصرهم ــ وهؤلاء العلماء نراهم ونسمع بهم في كل مؤسسة تعليمية في الشرق والغرب ــ منهم المحاضرين والباحثين والخبراء و..و.. ــ وهذه الكفاءات اما كانوا مبعوثين حكوميين أو مجتهدين طموحين نالوا العلم علي نفقتهم الخاصة ـ وقد ظل السودان يصدر هؤلاء الاكفاء علي مدي عشرات السنين ـــ ولكن !! ـ ظل هؤلاء يخطون عدة خطوات الي الخارج وخطوة واحدة للداخل ـ وذلك لأسباب كثيرة ، أهمها انفعال المبعوث أو الدارس في الوسط الجديد بكل زخمه و الفارق الشاسع الصارخ بين البيئة الجديدة الحديثة وبيئة السودان المتخلفة جدآ في المقابل ـ هذه الكوادر أصبحت اسيرة في قيود الاغتراب وغاصت ربما في حياة جديدة و هموم جديدة والتزامات جديدة ــ والواقع أن عدد هذا الكادر يصل الي المئات أو ربما الآلاف ـ انظر كم منهم في دول الخليج ، وكم في أوروبا وأمريكا وبلاد الشرق الاقصي وغيرهم ــ وما زال العدد يزداد ويتراكم من قدماء الاساتذة وحديثي المتحصلين علي الشهادات العليا ـ واذا نظرت الي هذه الكوادر تري انهم اصبحوا في كثير من المواقع و بمرور السنين روادآ و مدراءآ للمؤسسات والجامعات والاقسام التي يعملون بها ـ وهذا بالتأكيد سبب قوي لتحطيم رغبتهم في العودة للبلد ـ
والحقيقة المعروفة أن هؤلاء الاساتذة و الباحثين لديهم معضلة تتمثل في كونهم مواطنين ابتعث معظمهم علي نفقة الدولة، و تم دفع معاشهم وتكاليفهم من جيب المواطن السوداني الفقير ــ وهو ما يمثل عقدة اخلاقية للمبعوث عندما لا يرجع لموقعه بالسودان لممارسة واجبه الذي ابتعث من أجله ـ أذآ هذا هو الواقع الذي لا يمكن تجاهله ـ وهو طبعآ نزيف حاد للعقول السودانية لا مفر منه ــ اذآ ما الحل وسط هذه المعادلة البائسة؟؟ اساتذة بالخارج يقتلهم تعذيب الضمير لعدم وفاءهم بالقيام بواجبهم و اساتذة بالداخل علي أهبة الاستعداد لترك كل شئ والهروب لفضاء ارحب ــ كيف يمكننا أن نقلب هذه الصورة القاتمة السالبة الي لوحة موجبة؟؟ ــ في رأي المتواضع أن الحل يبدأ أولآ بالاعتراف بهذا الواقع ـ أعني أن هذا الواقع الذي لا مفر منه هو ان معظم كوادر الخارج تقريبآ ميئوس من عودتهم القريبة للسودان ـ ومهما سلكت الحكومات من سبل الترهيب و الملاحقة سيزدادوا نفورآ وتصبح سفارات السودان عدوهم اللدود ـ زائدآ الميل المألوف لمعارضة الحكومات، سواءآ عن قناعة أو غير اقتناع ــ أليس في ذلك قليلآ من التخفيف علي الضمير من الشعور بذنب عدم العودة؟؟ ــ و لكن كيف الرجوع وقد انغمس الاطفال في المدارس و لبسوا ثوب وطنهم الجديد ؟؟ ــ هناك حل تفتحت نوافذه مع تطور العالم والعولمة والثورة التكنولوجية وخاصة الاتصالات و انكماش العالم ليصبح قرية صغيرة ــ عمليآ ماذا تستطيع الحكومة ان تفعل مهما قلبت عينها الحمراء لتهديد هؤلاء العقول المهاجرة أكثر من المزيد من ابعادهم و عزم من تسنح له فرصة الهجرة علي عدم الرجوع؟؟وسترجع حتمآ لأداء الواجب فقط بعد سن المعاش حيث ينضح العطاء وعندما تصبح العودة قسرية !! ــ وحتي اذا حدثت معجزة واتفقت كل هذه العقول المهاجرة في لحظة واحدة علي العودة في يوم واحد ستبهت الحكومة من هول المسئولية بأيجاد مواقع العمل المجهزة لهم زائدآ الأجور و تبعات العودة و..و.. ـ كيف ستستوعبهم الحكومة ونحن نراها عاجزة حتي عن دفع أجور معلمي مدارس الاساس !! ـ اذآ فلتنقلب الصورة ويستثمر الوضع كما هو، أي فليساهم كل استاذ من موقعه في خارج السودان ـ وليصبح الهم هو كيفية خلق قنوات التواصل بين هذه الكوادر المهاجرة والجامعات ومراكز البحوث بالداخل ــ و يكون ذلك بانشاء ادارات ومكاتب تنسيق في السودان، ولنقل في وزارة التعليم العالي، ووزارة العلوم والتقانة، أو حتي في الجامعات ــ مهمتها حصر هذه الكوادر والاتفاق معها علي جداول عمل طوعي للتدريس والمشاركة في البحوث بالداخل في الاوقات التي يظنون انهم قادرون فيها علي زيارة السودان ـ أو حتي من مواقعهم في بلاد المهجر ـ فيمكن التنسيق في هذا الامر بأي صيغة مناسبة ــ ويمكن مثلآ لأبناء الاقاليم التنسيق مع الجامعات في أقاليمهم ـ وهذا بالتأكيد يخلق حراك تنافسي و يصبح الجو العام والشاغل الاساسي لادارات هذه الجامعات جذب ابناءها للمساعدة في التدريس وحتي الدعم المادي وخلق فرص للتدريب والتأهيل والمشاريع العلمية المشتركة ـ وتحديث وتجديد و ديناميكية في المناهج والوسائل ..ألخ ــ وسيخلق هذا الكادر المهاجر، حتمآ، نافذة لنشاط طلاب الروابط العلمية منها والاقليمية ــ وأري أن مردود ذلك رفع الروح المعنوية للطلاب، اذ سيشعر بارتباطه بالعالم الحديث و بكورسات مصممة علي نمط جامعات عالمية مشهورة ويدرسها استاذ من تلك الجامعة ذاتها ــ وهو ما سيخلق، اذا تطايبت النفوس، روابط وتعاون بين اساتذة الداخل والخارج ــ ـ يعني باختصار اذا تفتحت البلاد وشعر المهاجر بحرية التنقل و سهولة دخوله السودان وخروجه منه مع جدولة برامج تعاون بحثي واكاديمي لربما أمكن خلق تجربة رائدة فتصبح الجامعات السودانية كلها جامعات عالمية بمعني الكلمة، أو يمكن تسميتها عولمة التعليم العالي والبحث العلمي ـ وأظنها ستكون تجربة رائدة بكل المقاييس ـــ وسيصبح الشعار : مزيدآ من الهجرة !!! ـــ
أخيرآ قس علي هذا استثمار العقول المهاجرة في جميع المجالات الاخري: اقتصاد هندسة طب .. ألخ ــ ولنا في دكتور ابوسن أسوة حسنة ـ
اذا استجابت حتي ولو نسبة صغيرة من اساتذة الخارج لهذه البرامج، واصبحت هذه القنوات العلمية العالمية ثقافة مهضومة ومعتادة، وهو طبعآ بالنسبة لها حل للعقدة الاخلاقية لهؤلاء المهاجرين ونافذة لتسديد القليل من الدين الكبير الذي أثقل كاهلهم فأصبح اغلبهم سجناء ضمير خارج السودان، فأظن انها ستقود لثورة تعليمية حقيقية ــ بس هناك عقبة ستقذف بهذا الخاطر في مهب الريح ــ ألا وهي المأزق المسمي تعريب الجامعات !!!!!!!!!ــــ ـ
ـ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عولمة التعليم العالي (Re: Munir)
|
Munir salam...
Important topic indeed; I agree whole heartedly with what you said. Have a look at http://almuhandiseen.com and tell me what you think. It’s a specialized forum for various engineering disciplines. There are not so many members, and people are not very active there. However, it remains- in my opinion- to be a viable approach to address some of the problems you mentioned. I can see PhD holders discussing their research on a forum like that, post grads tutoring college students and answering specific questions… and even supervising virtual projects for students back home.
The question however remains to be weather people are interested and willing to dedicate time and effort!
All the best...
-Khalid
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عولمة التعليم العالي (Re: Sudnawi)
|
Salamat Sudnawi,
I visited the forum. It is a good effort and would really become a basement for fruitful communication channels between Sudanese in the various fields. How would it be possible to make such type of forum the front page for every academic internet browser, instead of spending their time quarrelling on the political discussion boards !.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عولمة التعليم العالي (Re: Munir)
|
الاستاذ منير .... انت مقل ولكن تاتى بالخبر اليقين ................. لاحظ ان الامر يعتمد علي شيئين هما الدولة ودورها... منظمات المجتمع المدنى...... الفكرة عملية ولكن تنتهى عند مفترض البداية ...الدولة والمنظمات....الدولة والمنظمات في السودان الان مهتمة بتوطيد السلطان لا رفعة الاوطان ................ هى فكرة ستجد موقعها في زمن الحريات فقط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عولمة التعليم العالي (Re: omdurmani)
|
العزيز امدرماني ـ واللـه يا اخي نحن ما عارفين لمتين يظل مستقبلنا ومستقبل ابناءنا مرهون بتغيير هذا النظام وذاك الحطام ـ اتفق معك تمامآ أنه بدون نظام منفتح سيظل الكل مقطبآ جبينه ساخطآ لاغطآ منتظرآ التغيير ــ وهذا المسلسل يبدو انه مكسيكي لا نهائي لأننا للآن ما لاقيين راس الخيط ـ يعني مافي طريقة للالتفاف حول هذا المأزق الغرقانين فيهو دا؟؟ ــ انا علي يقين ان مافي تغيير سيأتي من خارج الجامعات!! ـ و اذا ظل ناس الداخل متربصين بناس الخارج، وناس الخارج متربصين بناس الداخل والكل حاقد علي الكل ـ حنتخارج متين من مشاكلنا دي ؟ــ
انا في رأي ان مثل الفكرة اعلاه يمكن تبدأ بمجهود فردي لمدير جامعة اقليمية مثلآ ـ وأذكر ان عميد كلية العلوم و التكنولوجيا بجامعة الجزيرة عند انشائها كان بعلاقاته الخاصة يأتي بالاساتذة من جميع انحاء العالم ليدرسوا كورسات نادرة ويبقون بالسودان لفترات محدودة ، وبذا كانت جامعة الجزيرة كخلية نحل تكتظ بالاساتذة الخواجات في جميع التخصصات ــ ومعظم المعدات والمعامل كانت تأتي في شكل هبات ومعونات بمساعدة هؤلاء الزوار ـ فنهضت الكلية وأخذت موقعها بصعود صاروخي ـ هذا كله كان بمجهود فردي ومتعاونين أجانب ـ فما بالك اذا كان المجهود جماعي والمتعاونون يكونوا ابناء البلد السودانيين الملطوعين في اركان الدنيا!! ـ اتمني ان يقوم مدير حريص بجهد فردي ناجح يجبر الرسميين علي احترامه وتبنيه ـ رغم اهمية الدور الرسمي لكن يجب ان يصبح المفترض الاساسي هو (اذا النفوس اتطايبت)، أما اذا بقينا في فلسفة يا أنــــا يا الطوفان فلنبشر بطول قعاد بين الحفر ـ
| |
|
|
|
|
|
|
|