دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
انتم اعلم بشئون دنياكم !!!
|
يدور في هذه الايام جدل واسع عن فتاوي الترابي في الفترة الاخيرة والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها ـ حيث استهجنها الاسلاميون واتهموا الرجل بالردة ـ بينما سخر منه مناوئوه وشمتوا به بيد انهم استحسنوا اراءه الجديدة بإعتبارها صحوة واهتداءآ متأخرآ للتفكير العصري السليم الذي يعتق الدين من تجمد نصوصه وتحنطها !! .. فهؤلاء الأخيرين اطربتهم فتوي مساواة المرأة والرجل في الشهادة وامامتها وتمييع تعريف الحجاب وزواج المسلمة من غير المسلم و..و.. الخ..
واقع الامر أن استحسان آراء الترابي الجديدة القديمة هذه ممن يفترض اعداءه سببه أن هذه المفاهيم تدعم خط فصل النصوص (المتحنطة) عن مجريات الحياة العصرية والحضارة الحديثة .. وهي تعتبر خطوة في طريق ابعاد الدين تمامآ عن أمور يعتبرونها غير دينية يجب أن يعمل فيها الناس عقلهم ويتعاملوا معها كتعامل الامم المتحضرة !!! .. وإذا خالف ذلك التعامل العقلي نصوص الدين فيجب أن يطور الدين ليواكب العصر والحضارة الانسانية !!! ..
بالنسبة لي لم اندهش من فتاوي الترابي وآرائه الأخيرة ـ بل أني لن استغرب إن مد الله في ايامه أن يسير في طريق هوبفل ويعلن الكفر الصراح مثله .. فالرجل من قديم كان قد فصل بين النصوص وبين ما يعتبره التطور الدنيوي الانساني عندما قال أنه ـ في الشئون الطبية مثلآ ـ يأخذ برأي الطبيب الكافر ولا يعتمد النص وذلك في حديث الذبابة الشهير !! .. وذلك أيضآ مرتبط بحديث تأبير النخل عندما قال الرسول (ص) للصحابة "انتم اعلم بشئون دنياكم" ـ فظن البعض أن تأبير الصحابة للنخل هو أمر زراعي دنيوي ليس من اختصاص الرسول (ص) والصحابة اعلم بهذه الحرفة منه !!! .. وعلي هذا القياس اعتبر الترابي واشباهه أن الطب ايضآ علم دنيوي ليس من اختصاص الرسول لذلك فالطبيب الكافر اعلم به وجدير بأخذ رأيه بدلآ عن الرسول (ص)!! .. فإذا قسنا علي هذا المفهوم فيمكن للمرء أن يقول أن الاقتصاد علم دنيوي وليس من اختصاص الرسول!! والزراعة حرفة دنيوية ليس للرسول علم بها !! .. والسياسة عبارة عن دنيا وأي عضو بهذا المنبر يمكن أن يفتي فيها احسن من النصوص !!! .. والهندسة علم دنيوي وأي مهندس اعلم بها من الرسول !! .. والفيزياء علم دنيوي الاولي أن يؤخذ فيها بقول اينشتين والفلك علم دنيوي وجاليليو اعلم بمواقع النجوم من الرسول !! ..و..و.. هكذا !! .. يعني بإختصار أن مدينة علم الله هذا النبي الامي (ص) لا يفقه أي شئ في علوم هذه الدنيا !!!!! لذلك نتركه وأحاديثه المتجمدة وقرآنه ونتفرغ لدنيانا والتي نحن اعلم بشئونها منه .. !! وعليه يجب فصل النصوص الدينية عن أمور دنيانا تمامآ إلا ما تعلق منها بصلاة وصوم وحيض ونفاس ... يعني بإيجاز لا حاجة لنا بنصوص دينية تنظم لنا دنيانا .. ومن لا يريد أن يصلي ويصوم فالتعاليم الدينية ذاتها مافي ليها داعي .. أو قل مافي داعي للدين زاته ..!!!
تلك بإختصار هي الصورة الكبري التي تقود الي رسمها فكرة (أن النصوص متجمدة ولا تواكب العصر) حيث يعتقد الغافل أن ذاك النص غير مواكب لهذا الامر وهذه المسألة لا يواكبها ذاك الحديث .. وهكذا . . وهي صورة واضحة يتعامي الناس عنها بالاستهبال علي النفس وإنكار بعض النصوص منفردة(one at a time) ولا يجرؤون عليها مجتمعة ! .. لأن البوح بها مجتمعة يعني ببساطة أن لا حاجة لنصوص الدين في العصر الحديث !!! .. فالناس اعلم بشئون دنياهم !!! ...
يتبع ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
واصل منير متابعين لهذا البوست ...
Quote: فهؤلاء الأخيرين اطربتهم فتوي مساواة المرأة والرجل في الشهادة وامامتها وتمييع تعريف الحجاب وزواج المسلمة من غير المسلم و..و.. الخ.. |
ايما طرب طفقوا يرقصون عليها الان
Quote: وهي صورة واضحة يتعامي الناس عنها بالاستهبال علي النفس وإنكار بعض النصوص منفردة(one at a time) ولا يجرؤون عليها مجتمعة ! .. لأن البوح بها مجتمعة يعني ببساطة أن لا حاجة لنصوص الدين في العصر الحديث !!! .. |
اني اري ان مشكلة هؤلاء في الاساس الدين وليسوا فلان ولا علان يريدون دين علي حسب مزاجهم مفصل علي مقاسهم وشطحاتهم وهذا ما لن يجدوه ابدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
سلام عليك وعلى ضيوفك.
Quote: يعني بإختصار أن مدينة علم الله هذا النبي الامي (ص) لا يفقه أي شئ في علوم هذه الدنيا !!!!! لذلك نتركه وأحاديثه المتجمدة وقرآنه ونتفرغ لدنيانا والتي نحن اعلم بشئونها منه .. !! وعليه يجب فصل النصوص الدينية عن أمور دنيانا تمامآ إلا ما تعلق منها بصلاة وصوم وحيض ونفاس |
هذه آفة العصر أخي منير. والغريب أيها العزيز أن هذه الحادثة عينها ( حادثة التأبير ) يحاجج بها دوما المتطرفون يمينا ويسارا ويريدون بها التخلص من الأحكام التي لا تعجبهم كل حسب هواه. أنت هنا تلامس مكمن الداء واصل ونتابعك باهتمام ولك التحية آخرا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
وعليك السلام أخي محمد ميرغني ..
انا سعيد جدآ بحضورك هنا واراك إضافة قيمة جدآ لهذا المنبر لما لاحظته من غزير علم محكم تنثره هنا من النوع الذي يفتقده هذا المنتدي .. وقد أعجبت بدلائلك الحسان علي الختان ذاك ولاحظت نوع الحجج التي كان يرد بها عليك الاخ عثمان محمد صالح بإعتماده ما يعتبره منطق العقل العلمي في الالفية الثالثة !! ـ وهو كما تري له علاقة مباشرة بموضوع هذا البوست .. ومن حسن حظ مناهضي الختان أنك اتيت بمخرج مريح وهو اعتبار بعض المذاهب له كمكرمة للمرأة مزيلآ بذلك الحرج عن الجميع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
.. إذن.. ليس الامر بتلك البساطة .. بل هو مسألة فكرية تعتبر مفصلآ اساسيآ في قضية الايمان.. وتضع المرء امام أسئلة جوهرية مثل: ماهو الحد الفاصل بين الدين والدنيا إن وجد ؟!! ـ وبلغة السياسة أين مفصل الدين والدولة ؟!! .. وما هي الاولوية عند وضع الدساتير للدولة في ما يختص بالشئون مثار الجدل كما في فتاوي الترابي؟!! .. هل مصادر الدساتير يجب ان تستند في الاساس علي المفاهيم الدينية أم النصوص الاممية؟!! .. وكيف يكون الحال عند تعارض المواثيق الدولية مع أصول في الدين ؟!! .. ومن يقرر إن كان هناك تناقض أم لا ؟؟!! .. بعبارة أخري : هل الافضلية في الحكم علي الامور تعتمد من نصوص العالم المتحضر أم نصوص الدين ؟!! ..
ربما تحتاج المسألة أولآ لحسم عقلي لمنهج إلتماس درب الحقائق في هذه الحياة.. لنري أولآ من منظور عقلي بحت أيهما أكثر قربآ من الصواب : الثابت أم المتغير ؟!! .. وفي هذه الحالة موضوع النقاش لنقل أن الثابت هو نصوص الدين والمتغير هو المواثيق الدولية .. هذا سؤال جوهري أولي لا بد للمرء أن يستيقن اجابته التي تتسلسل منها وتبني عليها باقي علامات طريق الصواب ..
ثم المفصل الجوهري الآخر هو أن نحدد بلا مواربة أيهما أقرب للصواب وأولي بالاتباع : علوم الوحي أم العلوم العقلية التجريبية ؟!! .. طبعآ الاجابة البديهية للمسلم هي : علوم الوحي ! .. ويزيد عليها المتشككون كلمة (ولكن..). . . و.. اواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
.. المتشككون في أفضلية علوم الوحي ومستعدون لتبديلها بمفاهيم العصر الحديث يمثلهم من يطلقون علي انفسهم ليبراليين (liberals) .. هؤلاء في عالمنا الاسلامي ربطوا التخلف والتعصب والجهل بالجلابية والعمة واللحية وقرنوا الحداثة والاستنارة بالبدلة والكرفتة والوجه الحليق ! .. وفي منظورهم أن نظريات القدماء والقرون الوسطي قاصرة ومتخلفة بحكم القدم (لاحظ ان تعبير قرون وسطي دائمآ مقرون بالعصور المظلمة)!! .. طبعآ إذا تمعنا في مدلول ذلك هو أن كل جديد شديد وكل جديد أفضل من القديم .. يشمل ذلك الماديات والنظريات .. وعليه يظن جورج بوش قائد جيوش الحضارة العصرية أنه أكثر حداثة وتطورآ إنسانيآ من الشعوب المتخلفة وحتي من سيدنا المسيح ذاته عليه السلام !! ..وذلك لأن إنسانية القرن الواحد وعشرين أكثر رقيآ وأكمل تهذيبآ من انسانية عهد المسيح !! .. وكذلك يظن ليبراليو العالم الاسلامي أن انسانية العصر الحديث ـ عصر الستلايت والموبايل ورحلات الفضاء ـ أكثر رقيآ وتطورآ من انسانية الصحابة!!! .. فالبشرية في نظرهم قد تطورت وتجاوزت مفاهيم الصحابة وحتي الانبياء القدامي !!! .. فهل ذلك صحيح ؟؟؟!!..
الواقع أن هذا النوع من التفكير الليبرالي ـ الغير مقيد بالمواريث الدينية ـ هو في الحقيقة اعتناق لدين آخر لا شعوريآ .. إنه دين العصر .. دين العلوم والتكنولوجيا المعتمد علي التنظير والتجريب عوضآ عن المعروف بالعلوم الغيبية .. (نقطة تجريبية وغيبية هذه فيها نظر وسأعود اليها لاحقآ) .. ونتيجة هذه العقيدة التجريبية هي اللهث بإستمرار وراء نتائج هذا التجريب وبناء موروث انساني مرتكز علي التجربة فقط .. والمحصلة هي انقياد البشرية وراء مفاهيم دائمة التغيير بتغير الزمان والمكان والمنظر والمجرب ذاته .. فهي إذآ اضافة لتغيرها المستمر ايضآ متباينة ونسبية .. فعقوبة الاعدام مثلآ ـ وهي مفصل بين حياة وموت انسان ـ نجد أنها نقطة اختلاف بين اوربا وامريكا بالرغم من انهما عملاقا المواثيق الاممية !!! .. لذلك اقول ارتكاز البشرية علي نظرية التطور والذهن البشري فقط في سن قوانين حياتها يقودها للغرق في مفاهيم متلاطمة وجديدة علي العرف الانساني تبدأ غريبة ثم سرعان ما يتم ابتلاعها كاعراف جديدة (كزواج المثليين ..مثلآ) ... إذن السؤال هو : هل العقول البشرية ـ وإن اجتمعت ـ ناضجة ومكملة بدرجة كافية لتخطط مستقبل الانسانية ؟ أم أن البشرية تحتاج لقوة إلهية تخطط لها قوانين وجودها وعيشها ؟؟!!..
كما شهدنا فقد اجازت عدة دول زواج المثليين .. ورويدآ رويدآ يتم تمرير قوانين القتل الرحيم (قتل المريض الميئوس من شفائه)!! .. و..و.. ومن يسنون هذه القوانين ويبتدعون هذه المفاهيم بشر لا يشترط فيهم الفضيلة والكمال الاخلاقي بل هم اناس عاديون متأثرون بكل ما يجعل فكر المرء منحازآ بسبب غرض وهوي شخصي !! .. وتبعآ لذلك فمثلآ مع تصاعد العنصرية والافكار النازية المنبعثة حاليآ لا استبعد في يوم ما أن يجاز قتل بعض البشر للاستفادة من اعضائهم البشرية كقطع غيار لبشر آخرين !! ـ ربما رأوها في حينها رحمة بالانسانية !!! ـ .. والمرشحون لذلك هم الافارقة الذين يعتبرهم كثير من معتنقي عقيدة النشوء بشر لم يكتمل تطورهم بعد (subhumans) !!!.. . . .. الي حين عودة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
.. إن مفهوم (أن النصوص متجمدة ولا تواكب العصر) هذا يتناوله المسلمون بدرجات مختلفة.. فمنهم من كفروا بالدين ذاته جملة وتفصيلآ واراحوا انفسهم من الجدل فيه .. وهناك الليبراليون الذين ملتزمون بأركان الاسلام وعينهم منبهرة بحضارة العصر وميالون للإيمان بكل ما يصدر من الغرب بذهنية مستسلمة منهزمة .. وهناك الفئة المتأسلمة مدعية العلم والاجتهاد والفكر المعاصر مدعي التجديد مثل الترابي وأشباهه .. هؤلاء لا يتورعون عن الفتوي بغير علم ولوي عنق النصوص لتتماشي (مع الحضارة) .. بدون أن يتبصروا هي الحضارة دي زاتها ماشة وين !!! ... الفئة الاخري الجديرة بالذكر والتي اقتنعت من زماااآن أن (النصوص متجمدة ولا تواكب العصر) هي عندنا الفئة الجمهورية والتي لم يلوي مفكرها محمود محمد طه النصوص فقط بل أتي برسالة محمدية جديدة تمامآ اسماها الرسالة الثانية عديل كده !!! .. إذن كل هذه الفئات تتفق في أنها جميعها عندها إحساس أن الرسالة المحمدية دي فيها مشكلة مقارنة بالضغط المهيمن من قبل الحضارة الغربية .. عالج البعض هذه المشكلة بالكفر والبعض الآخر بدعاوي التجديد ولوي عنق النصوص والبعض الاخير بتبديل الرسالة ذاتها والاتيان بنسخة تجاري العصر !! ..
في مقابل هذه الفئات هناك الفئة المضادة والتي تعض علي النصوص عضآ .. بل وتتمسك بالاصولية لدرجة أن يقول لك الواحد منهم : غير القرآن ده أنا ما بعترف بأي حاجة .. وإذا لقيت قول الامام مالك ذاته ـ مثلآ ـ مخالف للكتاب والسنة فسأضرب بقول الامام مالك عرض الحائط وأمسك في الكتاب والسنة (وهذا طبعآ قول سطحي .. قولوا لي كيف !!..).. . .
لحين عودة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
لك التحية العامرة بالحب أخي منير. أنت هنا هنا تلامس إشكالات الأمة وما أحوجنا لهذا النقد المحق. الأمر تماما كما تصف: * Quote: فمنهم من كفروا بالدين ذاته جملة وتفصيلآ واراحوا انفسهم من الجدل فيه |
هؤلاء حكموا عقولهم في كل شيء, القرآن والسنة والإجماع والقياس أي كل مصادر التشريع المعتبرة, فكل ما خالف العقل - الهوى في الحقيقة - مردود عندهم, وهذا يظهر في هذا المنتدى بكثرة منهم من ترك الإسلام صراحة إلى غيره, ومنهم من يطعن في المصادر كما هو حاصل في هذا البوست: إليكُمُ أيُّهَا المُنَاِهضُون: الدَّلائلُ الحِسَان على ثُبوت الخِتَان * Quote: وهناك الليبراليون الذين ملتزمون بأركان الاسلام وعينهم منبهرة بحضارة العصر وميالون للإيمان بكل ما يصدر من الغرب بذهنية مستسلمة منهزمة |
هؤلاء يبهرهم التطور الذي حققه الغرب ولكنهم يغضون الطرف عن الفقر القيمي الذي يعانيه بل يحسبون أن هذا هو الحق والعدل الذي يجب أن يسود العالم, فهؤلاء ينتكسون عن قيمهم الفريدة لأجل نظرية يستحيل نجاحها كما هي في بلاد أهلها مسلمون, وهذا يظهر هنا: لماذا الديمقراطية افضل من الشوري؟ * Quote: وهناك الفئة المتأسلمة مدعية العلم والاجتهاد والفكر المعاصر مدعي التجديد مثل الترابي وأشباهه .. هؤلاء لا يتورعون عن الفتوي بغير علم ولوي عنق النصوص لتتماشي (مع الحضارة) .. بدون أن يتبصروا هي الحضارة دي زاتها ماشة وين !!! ... الفئة الاخري الجديرة بالذكر والتي اقتنعت من زماااآن أن (النصوص متجمدة ولا تواكب العصر) هي عندنا الفئة الجمهورية والتي لم يلوي مفكرها محمود محمد طه النصوص فقط بل أتي برسالة محمدية جديدة تمامآ اسماها الرسالة الثانية عديل كده !!! .. |
يتضح خطل هؤلاء بالنظر إلى الإجتهاد في الإسلام وهل هم متحققون بشروطه أم هو الهوى المتدثر زورا بثوب الإجتهاد وحتى يتعرى المدعون ضبط أهل الحق الأمر فلم يتركوه سائبا لكل مدع, هذا ما حمله هذا البوست: الاجتهادُ في الشَّريعة الإِسلامية حكمه، شرائطه، حجيته، أقسامه، آثاره
Quote: في مقابل هذه الفئات هناك الفئة المضادة والتي تعض علي النصوص عضآ .. بل وتتمسك بالاصولية لدرجة أن يقول لك الواحد منهم : غير القرآن ده أنا ما بعترف بأي حاجة .. وإذا لقيت قول الامام مالك ذاته ـ مثلآ ـ مخالف للكتاب والسنة فسأضرب بقول الامام مالك عرض الحائط وأمسك في الكتاب والسنة (وهذا طبعآ قول سطحي .. قولوا لي كيف !!..).. |
نقول كيف؟؟؟ فهات ما عندك وما عندنا أن هؤلاء هم القرآنيون الذي حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في المسند: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، لا يوشك رجل ينثني شبعاناً على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع، ألا ولا لقطة من مال معاهد، إلاّ أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروهم فإن لم يقروهم فلهم أن يعقبوهم بمثل قراهم». هم قرآنيين بحسب دعواهم ولكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك وإلا لاتبعوا الرسول بموجب أمر القرآن بذلك فهم في الحقيقة عقلانيون لا يرغبون في القرآن ولكن لما خشوا فرار الناس عنهم تدثروا بهذه الدعوى السطحية والتي لا تغر إلا السطحيين. ننتظر ما تجود به علينا ولك التحيات الكتيرة على الجهد الذي تقوم به في هذا الموضوع الذي يمثل أس القضايا في عصرنا الحاضر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أخي العزيز محمد ميرغني ـ و لك انت ايضآ ألاف التحايا المعطرة بالمحبة والود ..
واشكرك مرة أخري علي هذه المشاركة والتي منها اطلعت علي بوست (لماذا الديمقراطية افضل من الشوري؟) ووجدتك به تجود علينا بحجج باهرة ومنطق ساطع لم أقرأ مثله منذ أمد بعيد .. وللحقيقة فقد اشعرتني كتاباتك المحكمة هناك بضحالة ما أكتبه انا هنا من خواطر عفوية ليست موثقة ومركزة مثل براهينك العقلية والنقلية والتي أؤمن بانها لا تتأتي إلا لمن أيد بدعم رباني !! .. وأني لمؤمن تمامآ أن العلم النافع اليقيني يؤته الله تعالي لعباده علي قاعدة (واتقوا الله ويعلمكم الله) .. فإني قد استمتعت بتلك الحجج للغاية لغزارتها ولأن بها تفاسير وتوضيحات ساطعة لكثير من القضايا العقدية والتاريخية التي فتنت الناس وحيرتهم !! .. واعتقد اني سأقرأ مشاركاتك هناك عدة مرات للاستفادة المستمرة منها ..
ويتضح البون الشاسع هناك بين منطقك القوي المحدد وبين حجج محاوريك الضعيفة المعممة.. والذين يريدون الانتصار لأنفسهم حتي ولو بالطعن في سيرة الصحابة بوقائع تاريخ مموهة !! .. فلا يتورعون عن الشك في نوايا صحابة (مبشرين بالجنة !) وتلبيسهم الأخطاء(من حب جاه وسلطان) من أجل اثبات صحة وجهة نظرهم بأن الدين ناقص ولا بد من أن يتطور ليواكب العقيدة الديمقراطية الحديثة والتي كشفت انت كيف انهم انفسهم ليسوا بها عاملين !! ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
.. وحتي يكون كلامي متكاملآ أنقل هنا ما كتت قد كتبته في بوست *خواطر* المؤرشف الغير مكتمل :-
====================================================
أعتقد أن هناك نوعين من المعرفة (أو العلم) ـ هما العلم العام المتاح للعوام والعلم الخاص للخواص ـ واعتقد أن العلم العام هو كل انواع العلوم التقليدية الدنيوية المعروفة ويتحصل عليها بالتعلم العقلي والتجريبي وتزداد الحصيلة منه بعوامل كثيرة منها الحظوة الذهنية من الذكاء ـ كما تلعب الظروف والصدف والزمان والمكان عواملآ مكملة ـ
النوع الخاص من العلم أري أنه العلم المشروط بالصلاح ـ ويمكنني أن اصفه بالعلم النافع ـ وشرطه الاساسي التقوي والصلاح ـ هذا العلم المقترن فقط بنقاء الانسان ودرجة الخير فيه أري أنه لا تحده الحدود الجغرافية ولا الزمنية ـ بمعني أنه كان متاحآ للأنسان الاول مثلما هو متاح لإنسان القرن الخمسين بنفس الدرجة ! ـ فمقياس العدالة الإلهية الواحد لا يحرم الانسان الاول منه مادام شرطه التقوي ـ والتقوي بالطبع لا تحتاج لتعليم ودراسة وليست مقترنة بالزمان والمكان ـ وبناءآ عليه يمكنني القول أنه إن تمكن انسان القرن الخمسين من السقر والعيش في كوكب إكس فمن باب أولي أن هذه الإمكانية متاحة لإنسان ما قبل التاريخ الصالح !! ـ ماذا يعني ذلك ـ يعني ذلك أن تلك العلوم التي استطاع أن يتحصل عليها العامي, الذي ربما كان صالحآ أو طالحآ سواءآ كانت في الفلك آو الفيزياء آو غيرها, يجوز أن يهبها الله في لحظة لعبد صالح يسكن في صحراء في عام ألفين قبل الميلاد ـ لذلك أستطيع أن أقول أن أبينا آدم عليه السلام الذي علمه الله الأسماء كلها علي الإطلاق يدري كل اسم اخترعه ابناؤه من زمنه حتي قيام الساعة وبعدها !!! ـ وعلي ذلك قس أن العلم الذي وهبه الله لأنبيائه يفوق علوم البشر و بلا قيود زمنية ـ ويمكن القول كتبسيط للمسألة أن نسبية اينشتاين ربما لا تساوي خردلة في مثقال علم سيدنا الخضر عليه السلام ـ فإن وضعنا في الاعتبار أن كل علوم العوام هذه, والتي تبهرنا نتائجها يومآ بعد يوم, هي فقط علوم بسيطة يشترك فيها الصالح والطالح ويشترك فيها ذوو النوايا الطيبة مع ذوي النوايا الخبيثة فكيف إذن تكون طبيعة المعرفة الإلهية التي خص بها الله عباده الصالحين !!!! ـ
إذن نحمد الله أن العدالة الإلهية جعلت شرط هبة العلم النافع اللدني هو التقوي وليس الفهلوة ـ وذلك بنص : 'واتقوا الله ويعلمكم الله ' ــ . . ..... والدليل علي أن العلوم الدنيوية ليست هي خلاصة العلوم النافعة بحق أنها كما قلنا متاحة للصالح والطالح !! ـ فمثلآ تجد أن العالم الذري يمكنه أن يصمم مفاعلآ ذريآ لإنتاج للطاقة أو مفاعلآ لإنتاج الاسلحة النووية للدمار الشامل ـ والعالم البيولوجي ربما أنتج مصلآ لعلاج البشرية أو آخرآ لفناء الشعوب !! ـ والامر الآخر هو أن طبيعة تحصيل هذه العلوم هي البطء الشديد والاعتماد الكلي علي تراكمات علوم الغير بالإضافة لطبيعته غير اليقينية !!! ـ خذ مثلآ أن كل هذه الحضارة المعتمدة علي تكنولوجيا شرائح السيليكون والتي تعتبر علومآ هندسية والهندسة هي الاخري تعتمد علي العلوم الرياضية نجد انها في نخاعها تخلص الي الاعتماد علي نظرية الاحتمالات !! ... ثم التجريب الممل !!!! ـ إذن يمكننا أن نقول أن هذه العلوم المتاحة للجميع بحيث تستخدم بإزدواجية في الخير أو الشر لا يمكن أن تكون هي الهبة الربانية التي تتصف بالخير المحض ! ـ
====================================================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
.. حسب منظوري فإن القاسم المشترك الاعظم للفئات أعلاه هو الكــبر (بكسر الكاف وسكون الباء) .. والكبر بالمناسبة هو الصفة الابليسية الكبري التي منعته من السجود لأبينا آدم ولسان حاله يقول : إنت أحسن مني في شنو ؟؟!!.. مش كده وبس بل صرح بكبره وعنصريته ورأي نفسه ليس فقط أقل من ابينا آدم وانما أفضل منه حيث قال خلقته من طين وخلقتني من نار .. فعبارة أحسن مني في شنو دي هي الكبر وأس البلاء نفسه !! .. نلاحظ أن كل الفئات المذكورة تري أنها عندها مخ وبتفكر احسن من أجعص مخلوق !.. ومن كفروا وألحدوا يرون انهم وصلوا بتفكيرهم لمفتاح الحياة فيرون المتدينين عبارة عن عمم وجلاليب ساكت وأن نظرية التطور عندهم هي العلم الحديث الذي يغنيهم عن حجوة أمنا حواء وابونا آدم !!.. هؤلاء أرادوا أن يفلسفوا الوجود حسب اجتهادهم بدلآ عن القديم البالي فهم عبدة العلم التجريبي المادي البحت !!.. أذكر أن أحد الاصدقاء السويديين كنت اتناقش معه حول هذه الامور والعلوم و ..و.. فقال لي : هل تعلم أن هدف هذا العلم هو نقض فكرة (اللـه) ؟! .. حتي أنه قيل أن أحد طلبة الدكتوراه في الفيزياء عند وقوفه أمام لجنة الامتحان استهل عرض رسالته بأن قال: (لقد خلق الله هذا الكون و....) فكان أن اسقطوه ولسان حالهم يقول: بعد دا كله جاي تقول لينا الله ...؟؟!!
المهم .. الكبر عند تلك الفئة جعلهم ينصبون عقولهم فوق فكرة الإله ذاته .. باقي المجموعات برضو تري نفسها اعلي من الآخرين (دا هو الاستعلاء الحقيقي بالمناسبة الغير مرتبط بعرق أو لون) .. إلا انهم مستعلون بمواربة وبجرأة أقل من الفئة الملحدة .. فهم يرون ان الفقهاء والعلماء القدامي قاصرون عن ما استجد في الحياة العصرية والتي هم اعلم بشئونها منهم .. طبعآ ربما كان هذا الزعم منطقيآ لو كان مقياس العلم هو الظرف الزماني أو المكاني أو الذكاء أو النسب أو المال .. أو.. الخ . ولكن (في نظري) وكما ذكرت في اقتباس الخاطر السابق فإن هبة العلم شرطها (واتقوا الله ويعلمكم الله)!!.. فلو كان المقياس هو الظرف الزماني ـ مثلآ ـ لأصبح المتأخرون اعقل واعلم من جملة الاقدمين بمن فيهم الانبياء والرسل !! .. ولو كانت كتب المتأخرين أشمل وأكمل ـ بحكم تقدم الزمن ـ لرمينا وراء ظهورنا كل الكتب السماوية وكتب حكماء التاريخ وفلاسفتهم لأنها قديمة ليست ناضجة بما يكفي لتشمل تطور التاريخ !! .. طبعآ بمنطق الجديد أفضل من القديم هذا يمكن ان نقول أن أي إبن أعقل من ابيه وأي بنت اعقل وأكثر تحضرآ من أمها .. وتصبح الحياة مهزلة يستخف فيها الصغير بكلام الكبير .. هه!!!.. طبعآ دا حاصل وزي ما شايفين كيف مثلآ أن شفع الحلة يستهزؤون بنصائح الجلاكين وشايفين نفسهم خابرين الحياة ومقددنها أكثر من جلاكينهم ..
نرجع للموضوع .. أقول أنه في سبيل الخير المحض فالعدالة الإلهية تقتضي أن توهب العلوم اليقينية النافعة في الدنيا والآخرة للخيرين من إنس أو جن ! .. وبذا يتسق مقياس العلم الصائب .. الحق مع (واتقوا الله ويعلمكم الله) !! .. ومافي اعدل من كده .. لأنه كما ذكرت إذا كان المعيار هو (التقوي) فستستوي فرصة الحصول عليه للأولين والآخرين والمتعلمين والاميين بنفس الدرجة فالتقوي ليست مقيدة بالزمان ولا بالمكان !!.. ألا ترون اصدق آية علي هذا المعيار في اصطفاء الله سبحانه وتعالي لنبي أمي (ص) ليهبه علوم الاولين والآخرين وكل ما جاز أن يعلمه لمخلوق ؟؟!!!!!..
إذن المتطاولون علي الاولين يرون انفسهم اعلم وأكثر رشدآ منهم !! .. أو علي الاقل ليسوا اقل منهم! .. مثلآ وكما ذكرت فمن الفئة المضادة من يقول لك أني إذا وجدت كلام الامام مالك مخالف للكتاب والسنة فإني سأضرب بكلامه عرض الحائط واستمسك بالكتاب والسنة(عبارة مألوفة .. مش كده؟؟)!!.. وكما ذكرت ايضآ فإن ذلك رأي سطحي يعبر عن نفس متكبرة لن تتورع عن أن تقل أدبها ليس فقط علي الامام مالك بل علي كل التابعين والصحابة وبل علي النبي الكريم ذاته (ص) إذا رأت أن السنة الشريفة(افتراضآ) تخالف القرآن !! .. يعني بمنطق عرض الحايط ذاك فذلك الجاهل سيقول: أنا إذا لقيت حديث الرسول(ص) مخالف لآية قرآنية فسأضرب بالحديث عرض الحائط وأمسك في الآية !! .. الكلام دا في ظاهره عقلاني وقائله غيور علي الدين (بحكم أن ليس هناك اعظم من القرآن) و..و.. ولكن تسلسل هذا المنطق يقود الغافل الي : إذا لقيت الآية ذاتها تناغض منطق العصر فسأضرب بها عرض الحائط واتبع المنطق ..
يبقي اين هو المنطق ؟؟!!!!!.. . . يتبع .. (لو ما راح مع الارشفة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: Munir)
|
الأخ منير
تحياتي
اتابع ما تكتبه بكل اهتمام .. واستفيد كثيرا من الأفكار والخواطر التي توردها هنا
ولكن اخي منير اسمح لي ان اختلف معك فيما طرحت ..
فالليبرالية لا تعني البدلة والكرفته ..
بل هي الحرية في العقيدة والتفكير والديمقراطية وحقوق الإنسان . والعيش الكريم للجميع .. الخ
اما بخصوص .. انتم اعلم بشئون دنياكم .. فهي اشارة صريحة الي الدنياسوف تتغير .. ولكم ان تتعاملوا مع ما يستجد من امور ..
اما بخصوص النص الديني .. ومفارقته للواقع الراهن .. فليس كل النصوص قد فارغت الواقع .. وبعضها قد فعل ولذا يجب ان يعاد تفسيرها وينظر اليها من خلال الواقع الراهن ..كما ان هنالك سوابق لتجميد بعض النصوص استجابة للواقع الراهن .. خذ مثلا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب .. جمد حد السرقة في عام الرمادة لاحظ حدا وليس نصا وكذلك الغي سهم المؤلفة قلوبهم في الزكاة ورفض ان يدفع لهم بحجة ان الأسلام اصبح ليس في حاجة لذلك وكما انه ايضا نجد بعض الأحكام قد فارقها الواقع مثل الرقيق وما ملكت ايمانكم .. وعقوبات الإماء .. وهنا نجد بعض العلماء يأخذون ما يروق لهم من النصوص.. ويسكتون عن بعضها ... وعندما تطالبهم يالتجديد في الفهم والأصول .. يكفرونك .. ولكنهم يعرفون ان هنالك بعض النصوص قد فارقت الواقع فعلا ..ولكنهم يكابرون.. ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: ahmed haneen)
|
التحية للمنير والشكر على مايكتب. الكبر هو آفة زماننا. مدعي التعارض بين الأيات أو الآيات والأحاديث أو الأحاديث وقول مالك مثلا لا يتهم نفسه بقصور بل يفترض دوما أنه جامع لكل هذه الأصول حتى يطلق لسانه على كل الأصول. ورحم الله امرء عرف قدر نفسه. التحية لك أخي أحمد حنين:
Quote: اما بخصوص النص الديني .. ومفارقته للواقع الراهن .. فليس كل النصوص قد فارغت الواقع .. وبعضها قد فعل ولذا يجب ان يعاد تفسيرها وينظر اليها من خلال الواقع الراهن ..كما ان هنالك سوابق لتجميد بعض النصوص استجابة للواقع الراهن .. خذ مثلا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب .. جمد حد السرقة في عام الرمادة لاحظ حدا وليس نصا وكذلك الغي سهم المؤلفة قلوبهم في الزكاة ورفض ان يدفع لهم بحجة ان الأسلام اصبح ليس في حاجة لذلك وكما انه ايضا نجد بعض الأحكام قد فارقها الواقع مثل الرقيق وما ملكت ايمانكم .. وعقوبات الإماء .. وهنا نجد بعض العلماء يأخذون ما يروق لهم من النصوص.. ويسكتون عن بعضها ... وعندما تطالبهم يالتجديد في الفهم والأصول .. يكفرونك .. ولكنهم يعرفون ان هنالك بعض النصوص قد فارقت الواقع فعلا ..ولكنهم يكابرون |
مسألة مفارقة النص للواقع دعوى يتوصل بها إلى ترك النص الشرعي, النصوص عبارة عن أصول يستثمر العلماء منها الأحكام وهي الثمرة كما يقول علماء الأصول, فمن جز شجرته المثمرة كيف له الحصول على الثمر؟؟ أما إذا قيل أن النص غير مستوعب لحوادث الزمان المتجددة دوما, قلناأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما بعثَ معاذ إلى اليَمَنِ قال: «أرأيتَ إنْ عَرَضَ لَكَ قضاءٌ كَيْفَ تَقْضِي» قال: أقضِيْ بكتابِ اللَّهِ، قال: «فإنْ لم يكُنْ في كتابِ اللَّهِ» قال: فَبِسُنَّةِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال: «فَإِنْ لم يَكُنْ في سُنَّةِ رسولِ اللَّهِ» قال: أجْتَهِدُ رأيي ولا آلُوا قال: فَضَرَبَ صَدْرَهُ ثم قالَ: «الحمدُلله الذي وَفَّقَ رسولَ رسولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِيْ رسولَ اللَّهِ». فالأمر في غاية البسلطة والدقة متى ما وجد النص وجبت المتابعة وعند عدمه يجب الإجتهاد. أما القول بأن النص الموجود هذا غير مواكب للعصر فهذا رفض له, ولو كان هذا الباب مفتوحا لتغير الدين شيئا فشيئا بتقدم الزمان, فمن زمان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى زماننا الدنيا في تغير دائم ولم تتغير النصوص وهي عندنا متقدمة على الزمان لتخلف الحاضر عن القيم التي جاءت بها الرسالة, فالزمان متقدم للأمام وأهل الزمان يرجعون القهقري والأحكام ليسي للزمان إنما لأهله, فقط عليهم مواكبة النص وسيعتدل قطعا ميزان الحياة. اما عام الرمادة فما فعله الخليفة الراشد أنه أبطل الحكم ليس لفساده أو تخلفه عن الزمان بل لأن السارق يسرق لسد رمقه فكيف يقطع وهو مضطر؟؟ القرآن يقول أن المضطر يأكل الحرام كالميتة ولحم الخنزير, فبين حل هذا له لضرورته, ولو سرق سارق لا لسد الرمق لوجب القطع. فالضرورة هي السبب إذا. أما المؤلفة فهؤلاء تألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده الصديق مدة خلافته ومنعهم الفاروق لعدم كونهم مؤلفة لقوة إسلامهم أو لأن الإسلام قد قوي عودة فليس مضطرا للدفع لهم, فالسهم وضع في ظروف معينة وهي: * حوجة الإسلام لهم تقويا بهم فهم رؤوس في أقوامهم. * ضعف الإسلام في قلوبهم فيعطون تألفا لهم حتى يقوى إسلامهم. فالحكم في أصله ليس لهؤلاء النفر الذين منعهم الفاروق فحسب بل هو عام عند ضعف الإسلام, كل من ضعف إيمانه للحاكم إعطائه تألفا له, ولا يستحق العطاء أبدا فالعطاء لغرض متى ما حصل كان المنع. فالفاروق في الحقيقة لم يمنع مؤلفة بل منع مسلمون قوي إسلامهم وهذا دليله أنهم لم يرتدوا عند منعهم. كما أن الإسلام وقتها قد قوي فلا ضرورة للعطاء. والخلاصة إما أن هؤلاء قد خرجوا عن كونهم مؤلفة والنص يعطي فقط المؤلفة أو أن الإسلام قد صار قويا. أما الرقيق فالإسلام لم يقل استرقوا العباد بل كان الناس في العالم أجمع يستعبدون بعضهم بعضا فجاء الإسلام وأمر بالعتق كفارة وتطوعا وحض على ذلك وساوى بين الناس حتى كان المستضعفون هم أول المؤمنون وصدقهم المساواة حتى جاء في البخاري:«أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لبلالٍ عند صلاةِ الفجرِ: يا بلالُ حدِّثني بأَرجىٰ عملٍ عملتَهُ في الإسلامِ، فإني سمعتُ دَفَّ نَعليكَ بينَ يدَيَّ في الجَنَّة. قال: ما عملتُ عَملاً أرجى عندي أني لم أتطهَّرْ طُهُوراً في ساعةِ ليلٍ أو نهارٍ إلا صلَّيتُ بذلكَ الطُّهورِ ما كُتِبَ لي أن أصلِّي». وحتى قال الفاروق فيه كما في البخاري أيضا: أبو بكرٍ سيِّدُنا، وأعتَقَ سيِّدَنا. وحتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سلمان الفارسي كما عند الطبراني والحاكم: «سَلْمَانُ مِنَّا أهْلَ الْبَيْتِ». وهو الذي كان مملوكا وأعتقه المسلمون بخمسمائة نخلة غرسها النبي بيده الشريفة ومائة وقية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتم اعلم بشئون دنياكم !!! (Re: ahmed haneen)
|
الاخ أحمد حنين .. مرحبآ بك وشكرآ لك علي متابعتك واهتمامك ..
الحقيقة أنا أري أن أختيار المرء لطريق الحق ليس مسألة سهلة .. وأؤمن ـ كما ذكرت اعلاه ـ أن التوفيق للصواب هو نعمة ربانية لا تتأتي بالذكاء والفهلوة .. بل بالتقوي والصلاح .. وسآتي علي هذه النقطة لأوضح كيف اتناولها وأنظر بها لمسائل الحياة .. يعني كيف أتعامل مع مسألة معينة وجدت فيها أن هنالك (تناغض) بين الحديث والآية المتعلقين بها .. علي سبيل المثال ..
اما الامثلة التي ذكرتها عن حد السرقة والزكاة فقد اوفاها الاخ محمدميرغني حقها مشكورآ ..
| |
|
|
|
|
|
|
|