الليبرالية والعلمانية هي أفكار تهدف لإقصاء التفكير الديني لتنظيم الحياة - وتبديل ذلك بالإعتماد علي التجارب العملية - أو العلمية - لتسيير نظام الحياة .. وبما أن الأديان تعتمد علي الإيمان بقوة فوقية خارقة ، فإن العلميين أو العلمانيين أو الليبراليين يؤمنون بأن العلم والتجربة أحق أن يٌتبعا ..
02-22-2013, 07:34 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
فالمسلمون يؤمنون أن الإسلام دين ودنيا .. يعني مافي طريقة تفصل - مثلاَ - قوانين الأحوال الشخصية وتستبدلها بقوانين وضعية قابلة للتغيير والإبدال كل حين ..
أنا لا أريد الآن أن أناقش المفارقات بين الإسلام والعلمانية الليبرالية .. وإنما فقط مآلات حياة البشر حين يكون حكمها معتمداَ علي التجارب البشرية والإستنتاجات العلمية ..
02-22-2013, 07:49 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
طبعاً الحصل في العهود الحديثة أنه إنقشع الغبار عن المعركة الأيدلوجية الحضارية بين الشرق والغرب ، إنهزم المعسكر الشرقي بالضربة القاضية .. ويمكننا أن نقول أنه إنهزم الفكر الإشتراكي الذي يدعو للمساواة الشمولية الشيوعية - وهي في نظري دعوي جميلة - وانتصر الفكر الرأسمالي الذي يدعو لإقتصاد السوق الذي يعتمد أصلاً علي رغبة الإنسان في الكسب ويعتمد علي غريزة الطمع والإستمتاع بملذات الحياة - وذلك يشعلل التنافس الشرس علي أبواب الكسب ..
Quote: أنا لا أريد الآن أن أناقش المفارقات بين الإسلام والعلمانية الليبرالية .. وإنما فقط مآلات حياة البشر حين يكون حكمها معتمداَ علي التجارب البشرية والإستنتاجات العلمية
..
تحياتى منير
بالعلمانية وصلت البشرية لاقصى حالات التطور الاقتصادى و الاجتماعى و دونك حالة الناس فى اوروبا و امريكا و امامك حالة الناس البائسة اينما وجدت سطوة او سلطة للاديان و من ضمنها الاسلام حتى ان الناس متدينهم و ملحدهم من بلاد الاسلام يتقاتلون بالناب و الظفر من اجل اقامة او عمل فى تلك الدول العلمانية بل و يتجنسون بجنسيتها و تانى بلدوزر ما يقدر يقلعهم و يرجعهم لديار الاسلام و لو لو اعطوا فلل جوار الكعبة المشرفة
Quote: أنا لا أريد الآن أن أناقش المفارقات بين الإسلام والعلمانية الليبرالية .. وإنما فقط مآلات حياة البشر حين يكون حكمها معتمداَ علي التجارب البشرية والإستنتاجات العلمية
..
تحياتى منير
بالعلمانية وصلت البشرية لاقصى حالات التطور الاقتصادى و الاجتماعى و دونك حالة الناس فى اوروبا و امريكا و امامك حالة الناس البائسة اينما وجدت سطوة او سلطة للاديان و من ضمنها الاسلام حتى ان الناس متدينهم و ملحدهم من بلاد الاسلام يتقاتلون بالناب و الظفر من اجل اقامة او عمل فى تلك الدول العلمانية بل و يتجنسون بجنسيتها و تانى بلدوزر ما يقدر يقلعهم و يرجعهم لديار الاسلام و لو لو اعطوا فلل جوار الكعبة المشرفة
02-22-2013, 08:17 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
ومعلوم أنه في الصراع بين الشرق والغرب كان الغرب يعتبر الطرف المتدين بينما الأيدلوجية الشيوعية تعتمد علي فكرة لا إله والحياة مادة .. لكن في نفس الوقت هذا الغرب المتدين يريد إقصاء دينهم من قانون حياتهم ويريدونه طقوساً شخصية كأي روتين حياتي شخصي مثل أي رياضة بدنية تخص صاحبها .. وطالما تظل عقيدة الفرد مختصة به فقط فليست هناك مشكلة .. يظل التدين مثل أي يوغا يمارسها صاحبها ..
ولكن نجد في نفس الوقت أن أصحاب الفكرة العلمانية الليبرالية في هذا الطرف المتدين مجتهدون بكل ما أوتوا من قوة لنفي فكرة الإله .. وبالمناسبة هنا أتذكر حواراً لي مع صديق بروف سويدي ، هو كان في الحقيقة مسيحي ملتزم ، فقال لي أن المحرك الرئيسي لكل هذه البحوث العلمية هو السعي المحموم لنفي الidea of God .. لدرجة أنه - حسب قوله - أن طالباً للدكتوراه حين وقف أمام لجنة الإمتحان في الthesis defense ابتدر كلامة بGod has created .... فنظر أعضاء اللجنة لبعضهم بعضاً مستنكرين قوله الذي يناقض المنهج العلمي في بحثه لنيل درجة الدكتوراه ..!!!! ...
02-22-2013, 08:25 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
إذن نقول أن الدرب الليبرالي العلماني يسعي لتسيير حياة البشرية بعيداً عن السيطرة الإلهية - وذلك بالإعتماد علي التجربة الإنسانية والإستنتاج العلمي الذي يعتمد علي العلم التجريبي !!!.. فيقفز لنا سؤال جوهري .. إلي أين يقود هذا المنهج ؟؟؟؟..
02-22-2013, 08:34 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
دعونا أولاَ ننظر لفكرة علمية جوهرية هي أحد ركائز المشروع الليبرالي للتخلص من تأثير الدين في حياة البشر .. وهذه الفكرة هي نظرية التطور و التي من استنتاجاتها أن أصل الإنسان قرد !!!.. طبعاً قال ليك هسه في السويد مثلاَ إذا عرفوا أنك بتلقن الأطفال المعلومات عن آدم وحواء يمكن تخش السجن عديل - حسب قول البروف أعلاه - إذن الخطوة الأولي في هذا الدرب هو أن أصل الإنسان قرد .. وبذا يعتبرون الإنسان الأفريقي هو الأدني في سلم التطور والأقرب لدرجة القرد .. فما هي مآلات هذه العقيدة؟؟
طبعاَ لا يفوتني أن أقول أن كلمة دين دي زاتها مستعملة بطريقة خطأ .. فالدين هو الإعتقاد مقروناَ بالأفعال - وبذلك ببساطة يمكننا أن نقول أن الليبرالية العلمانية زاتها دين - إذ أنها مؤسسة علي إعتقاد متبوع بالأفعال .. وبناءً عليه يمكنك القول الدين الإسلامي والدين الليبرالي والدين المسيحي والدين الليبرالي والبوذي والهندوسي وهلمجرا ..
02-22-2013, 08:53 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
طبعاَ هناك قطاع كبير جداً من الناس مؤمنين بالجد بهذه النظرية .. ولذلك فإن نظرتهم للإنسان الأفريقي أنه فعلاً لم يكمل التطور .. !!! ..
فإذا ختينا في بالنا أن النشاط العلمي يعتمد علي التجربة العلمية وأنه بالإضافة لفئران التجارب فإنه أيضاً يتم التجريب في حيوانات أقرب خَلقياً للإنسان والأقرب طبعاَ هي القرود، فإننا لا يجب أن نستغرب إذا اتجه العلماء مستقبلاً لإجراء التجارب العلمية علي الإنسان الأفريقي من أجل الحصول علي نتائج أكثر دقة وأقرب للواقع بحكم أن الأفريقي أقرب للإنسان المتطور من القرود ..
فهل الإستنتاج ده ممكن ؟؟ في رأيي نعم .. والغطاء الأخلاقي له هو نفس الغطاء الذي تتم به التجارب علي الفئران والقرود - وهذا الغطاء هو خدمة الإنسانية !!!! ..
02-22-2013, 08:57 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
Quote: أنا لا أريد الآن أن أناقش المفارقات بين الإسلام والعلمانية الليبرالية .. وإنما فقط مآلات حياة البشر حين يكون حكمها معتمداَ علي التجارب البشرية والإستنتاجات العلمية ..
..........................
عزيزي منير
ربما اوافق في بعض الذي كتبته واختلف معك في البعض الآخر.. صحيح ان البلدان المتقدمة النمو في العالم لا تدين بالدين الاسلامي ومعظم الدول المتخلفة والمحدودة النمو تدين بالدين الاسلامي .. ولكن الواضح هو ان الخطأ ليس في التعاليم الاسلامية ولكن في من يطبقون هذه التعاليم الاسلامية.. وللأسف فإن جميع الدول التي تزعم انها تدين بالدين الاسلامي وتطبق الشريعة الاسلامية فشلت فشلا ذريعا في تطبيقها بالصورة الصحيحة المشار اليها في كتاب الله وسنة رسوله الكريم.. وحتى في السعودية، ارض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي يطبقون تعاليم الاسلام بصورة خطأ , واقلها تفسير أحاديث الرسول الكريم بما يتفق مع هوى الحكام واصحاب النفوذ.. وهذا يناقض حديث الرسول(ص) :" لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" وبدون الدخول في تفاصيل العقوبة إلا انني اود ان اقول ان الدول الأوروبية والأمريكية التي لا تدين بدين الاسلام تطبق هذا الحديث النبوي بحذافيره.. لأن في هذه البلدان لو ان رئيس الدولة سرق لقبضوا عليه واحالوه للمحكمة ونال عقابه...اما في بلادنا الاسلامية فالأمر يختلف لآنه اذا سرق اي شخص ولديه اي واحد من معارفة البعيدين جدا رجل شرطة فقط وليس ضابط لفلت من العقاب...ولهذا نؤكد مرة اخرى ان العيب ليس في التعاليم الاسلامية ولكن في من يطبقون هذه التعاليم ... ولابد ان تكون سمعت ان رفاعة الطهطاوي او ربما طه حسين .. ما متأكدة- عندما ذهب إلى فرنسا قال: وجدت هنا الاسلام ولم اجد المسلمين .. وفي بلاد المسلمين نجد المسلمين ولا نجد الاسلام"" وهو يعني ان البلدان الغربية تطبق تعاليم الاسلام ولكنهم ليسوا بمسلمين وفي بلاد المسلمين يوجد المسلمين ولكن لا يطبقون تعاليم الاسلام..والكثيرين لا يدرون ان الاسلام يشجع تطبيق الاشتراكية والليبرالية والديمقراطية ولكن للأسف حكام المسلمين يفهممون هذا بصورة عكسية ويظنون ان الاسلام هو الدكتاتورية والسحل والقتل وارتكاب المذابح ضد الابرياء والسرقة من المال العام .... اضافة إلى انه ليس هناك تعارض ابدا بين تعاليم الاسلام وبين الاستنتاجات العلمية ...واول طبيب في الاسلام هو الحارث بن كلدة وكان معاصرا للرسول (ص) وكان يداوي الكثير من الأمراض ويشخصها ومنه انتقل علمه إلى فارس والهند وإلى اوروبا.. وسوف أتيك بأمثلة كثيرة جدا بأن السبب في تخلف الدول الاسلامية هو حكام هذه الدول وطريقة ادارتهم للدولة ,, واول خطأ في هذه الادارة هو ان الحاكم هنا يحكم مدى الحياة حتى يموت ، اي انه يطبق نفس الخطأ حتى يموت.. ولكن في الدول الغنية فإن الحاكم يحكم 4 سنوات وان بالغ 8 سنوات ويجئ الحاكم الجديد لاصلاح ما افسده سلفه وبذلك نجد ان التنمية في تلك الدول مستمرة للأمام وفي دولنا التي يحكم فيها الحكم حتى موته نجد ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية ترجع للوراء ويعيش الناس في فقر دائم..( بعض الأفكار المكتوبة هنا من والدي الصوفي المذهب- ولكني اتفق معه في كل هذا) والله يديك العافية
02-22-2013, 09:34 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
العزيزة أميرة السيد أشكرك علي المشاركة المستفيضة .. في واقع الأمر أن مشكلة الحكم والحكومات في العالم العربي والإسلامي لا خلاف عليها وعلي فسادها وإفسادها .. والفساد والإفساد ليس مقصوراً علي الحكام فقط بل في الشعوب أيضاَ .. فحتي في الدول الإسلامية - التي أغلبها علمانية - فإن إلتزام الشعوب بالسلوك الحضاري ضعيف للغاية ..
أنا في هذا البوست أود أن أتناول الشأن من جذوره .. فلنقل أننا تركنا جانباً صلاح الإسلام أو عدم صلاحه للحكم ، ولن نقحم ذلك في هذا التناول - فقد أريد أن استنتج مآلات سير البشرية، علي المدي البعيد، حين تعتمد النهج الليبرالي العلماني .. وشايفاني بدأت بعقيدة التطور وأصل الإنسان القرد ونتيجة هذه العقيدة وخطرها .. وثم سآتي لليبرالية الأحوال الشخصية ونتائجها الإباحية و..و.. ولربما قفز لنا سؤال مهم هو هل الأفضل للبشرية أن تعيش في مجتمع إباحي تماماً، أم الأفضل لها مجتمع منضبط بقيود الحياة الأسرية .. إلخ .. لربما كانت مآلات التحرر التدريجي الذي نشهده في هذا الزمن أن ينطلق الإنسان كلياً من أي قيود تعتبر في الزمن الحالي "أخلاق".. فتتغير الأخلاق لنمط جديد .. أديك مثال : مثلاً في سوداننا كان يعتبر لبس البطلون العادي ده عيب .. شوفي كيف مع الزمن العيب أصبح عادي !!!... علي ذلك قيسي .. الأشياء التي تعتبر الآن ممنوعة وغير أخلاقية سيتم تقنينها تدريجياً .. وطبعاً أصبحنا نشهد ذلك عادي زي مثلاَ زواج المثليين.. إباحة الإجهاض .. القتل الرحيم .. إلخ ..
02-22-2013, 10:41 PM
محمد قرشي عباس
محمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195
Quote: دعونا أولاَ ننظر لفكرة علمية جوهرية هي أحد ركائز المشروع الليبرالي للتخلص من تأثير الدين في حياة البشر .. وهذه الفكرة هي نظرية التطور و التي من استنتاجاتها أن أصل الإنسان قرد !!!..
Quote: إذن الخطوة الأولي في هذا الدرب هو أن أصل الإنسان قرد .. وبذا يعتبرون الإنسان الأفريقي هو الأدني في سلم التطور والأقرب لدرجة القرد
Quote: ونرجع لجزئية أصل الإنسان قرد دي ..
طبعاَ هناك قطاع كبير جداً من الناس مؤمنين بالجد بهذه النظرية .. ولذلك فإن نظرتهم للإنسان الأفريقي أنه فعلاً لم يكمل التطور .. !!! ..
عزيزي منير قريت ليك كتير زمان و مبسوط بالتداخل معاك لأول مرة .. للأمانة العلمية حبيت أوضح الآتي: 1- التطور ما بيقول إن أصل الإنسان قرد إطلاقا بل إن الإنسان و القرود بيشتركوا في سلف أقدم إتطوروا منو بمعنى أن تحول القرد لإنسان حينسف نظرية التطور تماما !!!
2- علاقة التطور بالدين بيحددها خيارات الفرد و ما من لوازم النظرية نفي الدين فبالنسبة لي مثلا كانت النظرية من مداخل الإيمان و هناك تيارات معتبره لا ترى تعارضا بين الإثنين يكفي مثلا أن الكنيسة قبلت التطور و أعلنت عدم تعارضه مع الإيمان المسيحي و أن عددا من المفكرين و علماء الدين المسلمين يدافعون عن التطور من وجهة نظر إسلامية
3- التطور أعاد للإنسان الأفريقي إعتباره بكونه أصل البشرية و الكل أحفاده و العلم نفسه هو من حسم الجدال لصالح وحدة البشر كجنس واحد أفريقي المنشأ بدلا من فكرة الإصول المختلفة لفروع متطورة و أخرى متخلفه
قادر أفهم الفكرة الأساسية للبوست و شايف إن نقاشك للتطور - بما هو علم - في خانة نقاش حول العلمانية و الليبرالية مضر جدا بفكرتك !! فالتطور ليس وليد نزعات إيديولوجية أو الإبن الشرعي لإتجاهات فكرية بعينها بل هو خلاصة أدلة علمية متحركة بطبيعتها و لا يدعم إتجاه و لا دين و لا إلحاد رغم محاولة الجميع الزج به في صراعاتهم !!
بإختصار إن كان التطور مؤامرة علمانية لنفي الدين فكذلك هي معادلات نيوتن للحركة على سبيل المثال !!
مع أطيب التحايا
02-23-2013, 08:45 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: بالعلمانية وصلت البشرية لاقصى حالات التطور الاقتصادى و الاجتماعى و دونك حالة الناس فى اوروبا و امريكا و امامك حالة الناس البائسة اينما وجدت سطوة او سلطة للاديان و من ضمنها الاسلام
مغالطة لحقائق التاريخ .
Quote: للأمانة العلمية حبيت أوضح الآتي: 1- التطور ما بيقول إن أصل الإنسان قرد إطلاقا بل إن الإنسان و القرود بيشتركوا في سلف أقدم إتطوروا منو بمعنى أن تحول القرد لإنسان حينسف نظرية التطور تماما
الأخ محمد قرشي عباس سلامات ومرحباً بك وبرأيك وشكراَ للمتابعة .. يا عزيزي ربما تراني أكتب بتبسيط وحين أقول أصل الإنسان قرد أقصد المعني البسيط الذي يتداوله الناس بدون تفاصيل عن النظرية التي تمتلئ بها الصحائف والإنترنت - وبالطبع ليست النظرية ذاتها هي مرتكز البوست .. وإنما أثرها الرئيسي وهو نسف عقيدة أبونا آدم وأمنا حواء - وتلك عقيدة مركزية للأديان - الإسلام والمسيحية - وتلك أول بذرة العلمانية التي تؤمن بأن العلم التجريبي يغني الإنسان عن أعتقاداته وراء الطبيعة ويحث علي إعتناق عقيدة البحث العلمي التجريبي السلحفائي ..
بعدين هل تظن ياخي أن قردنة الإنسان وإرجاع أصله لأفريقيا يعيد للأفريقي إعتباره كأصل ؟؟، أم أنه يدعم إعتبار أن الأفريقي ظل في حاله الأولي ولم يتطور كثيراً ؟؟.. طبعاً لا أقصد التطور التكنولوجي، بل التطور الجيني زاتو .. ولذلك تجد تلك الرسمة التوضيحية الشهيرة لتطور الإنسان والتي تظهر المرحلة الأولية كمخلوق شبيه القرد يكاد يمشي علي أربع ، حتي يصل مرحلة إنسان كامل شبيه بالرجل الذي لا يشبه الأفارقة زاتو .. فإذن إرجاع أصل الإنسان لأفريقيا ربما يفرح الإنسان الأفريقي من باب - نحن الساس ونحن الراس - ولكنه في نفس الوقت يدعِّم النظرية أن هذا الكائن الأفريقي هو أصل النظرية وبقاء مظهره ومنظر جمجمته شبيهة بجمجمة الApe الأصلي يجعله subhuman غير مكتمل التطور الجيني .. وبذا فإنه أقل درجة by default من باقي البشر .. فليفرح الأفريقي بأنه أصل الape .. !!!
02-23-2013, 10:17 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
شكراً جزيلاً أخي العزيز محمدEسليمان .. طبعاً لازم نخت الE دي عشان الناس ما تلخبط مع العنصري محمدسليمان .. ههه ..
أشكرك علي المقال المرفق لمأساة OTA BENGA: The man who was put on display in the zoo!x
شئ عجيب .!!. أول مرة أقرأ القصة العجيبة دي !!.. وهي قصة أغنتني كثيراً عن دلق الحبر في هذا الأمر - أمر نظرية التطور - والتي توضح أن هذه النظرية الخطيرة هي الأساس العلمي للعنصرية !!.. وستكون المسوِّق القانوني ربما مستقبلاً لإستخدام الرجل الأفريقي كفأر تجارب علمية "من أجل خدمة الإنسانية" مثلما إستٌخدِم OTA BENGA لتوضيح نظرية داروين !! .. و عندما تتطور تقنيات زراعة الأعضاء فلربما أصبح الsubhuman الأفريقي أكبر رصيد للأعضاء البشرية لإنقاذ حياة الhuman كامل التطور .. وذلك وفْق قانون البقاء للأصلح المعروف .. بدون أدني وازع طالما الهدف هو خدمة الإنسانية .. ففي سبيل الإنسانية لطالما تم تشريح فئران وضفادع وقرود .. وشايف أخونا محمد قرشي مبسوط من تأصيل أفريقانية الape وهو لا شك تعضيد لتخلف الأفارقة الإنساني !!!..
وطبعا ياجماعة هذا يتسق تماماً مع "نظرية المراية " العنصرية التي يتم التبشير بها في هذا المنبر لفرز المهمش وغير المهمش - تمشي تعاين لنفسك في المراية لو لقيتها تشبه Ota Benga فأنت مهمش ، وإن لا فلا .!!!.
علي العموم زي ما قلنا فإن أولي بذور العلمانية والليبرالية هي الإيمان بهذه النظرية التي تنسف الإعتقاد بأبوة البشرية لأبونا آدم وأمنا حواء .. وتقنن للعنصرية التي نشهدها .. والنتيجة الحتمية هي الصراع الشرس بين دعاة هذه العقيدة ودعاة التدين .. وهذا الصراع لن ينتهي لأنه صراع عقائد - وأظننا نتفق أن صراع العقائد أكثر دموية من صراع المصالح .. !!!! ...
طبعاً كلمة "علمية" هذه أصبحت ذات سطوة كبيرة !!.. ولا ننسي أن العلم ده زاتو أغلبه قائم علي التجربة المحضة والإحصاءات - وخاصة علوم الأحياء وما يتفرع منها - trial and errors procedures لا غير إما يخطئ أو يصيب !!!.. وناس داروين ديل زاتهم بتاعين الevolution ديل معتمدين علي trial and errors procedures ليأتوا بهذا الإستنتاج الذي غيَّر معتقدات البشر وسير حياتهم .. وذلك بخلاف العلوم الرياضية مثلاً التي تعتمد علي علم الرياضيات - وبه نجد مثلاً أن معظم النظريات الفيزيائية أساسها إستنتاج رياضي ، أو حل معادلة ينتج مقادير يجب تأويلها وإستقصاء حقيقتها - مثال لذلك تلقي حل لمعادلة يقول ليك الx=n*y حيث n=1,2,3...إلخ .. ويكون n لازم يكون عدد صحيح ليس كسراً .. ويكون الحل مقدار للطاقة أو أي قيمة فيزيائية - فينط ليهم سؤال العدد الصحيح n ده يفسروه كيف .. يقوموا يقولوا أيوا إذن نصيغ نظرية الquanta .. إذن ترون أن النتيجة الرياضية يتم تفسيرها فيزيائياً !!.. ولذلك يمكن القول أن الرياضيات كادت أن تكون علم علي قدر عالي من الواقعية المطابقة للفيزياء المنظورة - ومنظورة دي نخط تحتها خطين - فالرياضيات ذاتها فيها أبعاد عجيبة - مثلاَ بالنسبة لي الcomplex numbers دي كوم كده كأنه بعد ثاني لهذا العلم .. شنو يعني الreal part والimaginary part دي وجذر -1 .. !! ..
ثم ثانياَ حتي علوم الفيزياء الحالية - التي بني عليها كل التطور المادي التقني الحالي - أيضاَ تقوم علي إفتراضات يتم صياغتها رياضياَ في صيغة probability density ومن ثم تنفق المليارات لإثبات تلك الإفتراضات - وفي سبيل ذلك تدعم الإفتراضات بالمزيد من التبسيط وحذف كثير من العوامل لحل المعادلات شديدة التعقيد .. مثلاَ هناك إفتراض رئيسي هو أن سرعة الضوء هي أعلي سرعة في الكون .. وهذا الإفتراض، والذي ربما تمت تجربته، عرضة لأن يتم دحضه مع أي breakthrough في المفاهيم والتجارب قد يقلب العلم رأساً علي عقب ..
محصلة الكلام ده شنو؟؟ أقول أن المحصلة هي أن هذا العلم الدنيوي رغم أنه بقدرة القادر مازال يسير مترنحاً في تطوير البشرية مادياَ وتكنولوجياَ ، إلاَّ أنه في عضمه ده علم غير يقيني سواءَ شقه التجريبي بتاع الtrial and errors أو شقه الرياضي بتاع الprobability density .. أضف إلي ذلك أنه فقط يسهم في مسايرة الشق المادي فقط من الحياة وليس له علاقة بالشق الروحي - بل قل أنه يريد أن ينفي هذا الشق الروحي ذاته ويحوله لمادة ..!!! .. يعني كأنما هذا العلم الدنيوي المادي سائر مستهدياً بالأفكار التي تسطع هنا وهناك كل مية سنة !!! .. فما هي مآلات سير البشرية في طريق ماشي بالtrial and errors وprobability density .. إذ أنها تسير في نفق علي غير هدي وبدون خارطة طريق !!! ..
02-23-2013, 04:56 PM
وضاح عبدالرحمن جابر
وضاح عبدالرحمن جابر
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 1986
.. ثم أن النتيجة الحتمية للإعتقاد بأن اللاحقين أكثر علماً ووعياً من السابقين بحكم التطور فإن ذلك يعني أننا أكثر وعياَ - وربما ذكاءَ - من آبائنا .. وآباؤنا أذكي وأوعي من أجدادنا .. وأجدادنا أذكي وأوعي من أجداد أجدادنا .. و..و... نستنتج في الآخر أن جورج بوش أذكي وأوعي من سيدنا عيسي زاتو عليه السلام استغفر الله .. وطبعاً بالتأكيد النتيجة الحتمية برضو أن أبناءنا أكثر وأوعي مننا .. وبذا ربما هم أولي بالوصاية علينا من أن نكون أوصياء عليهم .. ولذلك لو ضربوا بآرائنا ونصائحنا وأوامرنا لهم بعرض الحائط، فيكون ليهم ستين حق !!! .. مش برضو اللاحقين زمنياً أكثر تطوراً من السابقين ؟؟ !! ..
02-23-2013, 07:18 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
.. الكلام الفوق ده طبعاً لتوضيح أن العلم التقليدي الذي أصبح دين جديد يعتنقه العلمانيون ، ماهو إلاّ إله جديد يقود كهنته العالم علي غير هدي وبدون خارطة طريق ويعتمد علي "ما سيكون" من فتوحات علمية قائمة علي trial and errors وprobability density .. وبالإضافة لذلك فإنه محصور في العالم المادي والطبيعة المنظورة فقط .. وكل ما لم يتم إكتشافه أو إستكشافه فهو يعتبر لكهنة العلمانية "ما وراء الطبيعة" وتُصنف طوالي ضمن الدجل والشعوذة .. حتي يتم إكتشافها يوماً فيطلق عليه :علم وتطور !!.. ثم أيضاً قلنا أن العلم محصور في الماديات وقلنا أن القوة الدافعة له هي نفي the idea of God - ومحدوديته في المادة يجعل مساهمته صفراً في تطوير الأخلاق - وهي السوفتوير(software) للحياة .. فهل هذا النهج مؤهل لتسيير البشرية .. ؟؟..
ربما السوفتوير متروك لتجربة الشعوب المعيشية والإجتماعية .. والتي تطورت لتنتج نظام تسيير الشعب من الشعب وبالشعب - أو ما يعرف بالديمقراطية .. وتلك سنأتي لها لاحقاً ..
02-23-2013, 07:38 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
نجي للشق التاني (software) بتاع تسيير الحياة بعد أن قامت العلمانية بتهميش التعاليم الإلهية واستمسكت بالنتائج العلمية ذات الأولوية علي الآيات المنزلة .. طبعاً الليبرالية وليدة العلمانية هي مرحلة الإنعتاق - get liberated - من القيود والتعاليم الدينية والقيام بالذات .. فتم إختراع النظام الديمقراطي الذي ينتخب شريعة لحياة الناس بناءً علي رأي الأغلبية ..
.. الكلام في آلية تطبيق الديمقراطية سيأتي لاحقاً .. أما الآن دعنا نتناول مآلات تقنين شريعة الحياة بواسطة الأغلبية ..!!! ..
الأخ ناصر جامع سلامات ومرحباً بك .. بس ياأخينا إهل نت قريت الموضوع واللا جيت مختصر الطريق من الآخر ساي .. ياخي راجع الكلام المكتوب وشوف أني متناول كلمة علمانية من إشتقاقها زاتو .. ومعناها ودلالتها وبدأت في تفصيل مآلاتها .. وجبتها ليك من أبونا آدم شخصياَ :) ..
كدي راجع الموضوع وشوف هل سؤالك ده تمت الإجابة عليه أم لا ..
02-23-2013, 11:50 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
و مرحب بيك يا منير و بعودتك للمنبر يا منير اولا هل مفهوم الليبرالية و مفهوم العلمانية حاجة واحده؟
انا قريت كلامك كلوا و في موضوع العلمانية دا ما بتفوق عليك في عدم المؤسسية الا اخونا عماد موسي و الشيخ وجدي غنيم هههههههه
أقوي دولة في الاتحاد الاوربي يحكمها حزب ديني
انا عايزك توريني المانية دي دولة لبرالية ولا علمانية ولا دولة دينية؟
مصطلحات ويكيبيديا و مصطلحات القرن الثامن عشر عن العلمانية دا كلو انا عارفوا بس جاوب لي علي السؤال دا المانية دي دولة لبرالية ولا علمانية ولا دولة دينية؟
02-24-2013, 01:26 AM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
الأخ ناصر جامع مرحباً بالعودة .. لو قريت الموضوع بتمعن ياعزيزي كنت وصلت للفهم الأنا عاوز أوصله .. وهو ببساطة أن مفاهيم العلمانية تتمحور حول إقصاء الفهم الديني والتعاليم الدينية عن شريعة الحياة !!.. وتطبيق ذلك يتم بالتدريج .. ولذلك أنا قلت مآلات .. يعني والعلمانية الليبرالية لم تكتمل بعد في تطورها ..
طبعاَ بإختصار يمكنك تلخيص معني علمانية إلي أن يكون العلم هو أساس تسيير الحياة ، والليبرالية هي تكملة للعلمنة وتبلغ ذروتها بالتحرر الكامل من القيود الدينية التقليدية .. وبما أن هذين المصطلحين متتابعين تجد أن بذرة نموهما في عقيدة التطور المنحازة لقردنة بني آدم فمآلهما هو التخلص التدريجي من كل العقائد المرتبطة بالدين .. وقردنة بني آدم هي البداية .. شوية شوية نخش في الإباحية للمحرمات - محرمات الأديان كلها طبعاً - وعشان كده سؤالك عن ألمانيا ينطبق برضو عن كل دول أوروبا وغيرها .. ففي هذه الدول بدأت العلمانية تتبعها الليبرالية في إزاحة الدين كلياَ من الحياة .. والمآلات ماشة علي قدم وساق .. فالزواج مثلاً كمظهر ديني بدأ يختفي - ودخل تقنين اللواط والسحاق كحقوق إنسان وظهر زواج المثليين وخلافه .. يعني تلاحظ أن هذا الدين الليبرالي الجديد لن يرتاح إلاّ بهدم كل الموروث الديني القديم .. وعشان كده تلاحظ أن تقاليد الكنيسة إختفت وأصبحت الكنائس آثار تاريخية مفتوحة للسواح .. فكل الدول الأوروبية - ومنها ألمانيا - تقول أنها مسيحية، ولكن الدين الليبرالي شغال إحلال وإبدال بخطي سريعة .. وأركز هنا علي عبارة مآلات لأننا أمام عملية تطور ديني يحل فيه دين حديث محل الأديان القديمة .. وهذا الدين العلماني الجديد يعتمد آياته علي الإستنتاجات والإكتشافات العلمية بدلاً عن آيات إلهية سماوية .. طبعاً أنا شايف إنو العلمانيين الليبراليين المسلمين راكبين ليهم قطر ما عارفين محطته النهائية شنو .. :) ... زول يدعي العلمية ويعتقد أن أبوه آدم وأمه حواء ده وما شايف نفسه سليل القرود تنطبق عليه مقولة تؤمنون ببعض العلوم وتكفرون ببعضها .:).
Quote: الكلام الفوق ده طبعاً لتوضيح أن العلم التقليدي الذي أصبح دين جديد يعتنقه العلمانيون ، ماهو إلاّ إله جديد يقود كهنته العالم علي غير هدي وبدون خارطة طريق ويعتمد علي "ما سيكون" من فتوحات علمية قائمة علي trial and errors وprobability density ..
وكتب جيم وودجت في مجلة الطبيعة:
Quote: هناك قلاقل متزايدة في الساحة العلمية على مستوى العالم. كما أن عدد التراجعات عن ادعاءات ونتائج بحثية يقوم بها العلماء في ارتفاع مستمر، ويتم الكشف باستمرار عن أمثلة جديدة على ضعف الرقابة أو الممارسة؛ مما يزرع حالة من القلق والتوجس بين الباحثين. وهؤلاء الزملاء الذين يعملون في مجال علوم الحياة يكتشفون أن بعض المنطلقات والمقدمات الأساسية لدينا معيبة أو غير دقيقة، فهناك أخطاء تحدث فيما يتعلق بتحديد خطوط الخلايا، كذلك يُساء التقييم أو الحكم في بعض الأحيان على عمليات أيض الدواء في دراسات النماذج الحيوانية، بل إنه حتى النتائج التي تتلقى اهتمامًا وذيوعًا كبيرًا أصبحت محل شك مؤخرًا.
Quote: ويجب علينا نحن العلماء أن ندرك أننا ـ بالنسبة إلى الجمهور العام والسياسيين ـ مجموعة نخبوية ذات امتيازات، إذ أن منتجات عملنا غير مفهومة إلى حدٍّ كبير من قِبَل غير الخبراء، وحتى من قبل الزملاء الذين يقعون على هامش نفس المجال
Quote: B]وتشيع الفكرة القائلة بأن هذا الفهم العلمي لأصل الكون يشكل تحديًا للدين بين دعاة الإيمان بالعلم على الأقل، لا سيما أولئك المنطلقين من خلفيات إلحادية متطرفة. ومع ذلك، فإن العلماء الذين يساندون ذلك الرأي غالبًا ما يتأخرون كثيرا في إدراك الأسس غير العقلانية في معتقداتهم الخاصة، ويندفعون بسرعة نحو تحديد خط فاصل بين ما يعتبرونه علميًّا، أو ما يعتبرونه غير عقلاني. فمثلا، كيف نصل إلى معرفة حقيقة الاكتشافات العلمية؟ إن معظم الناس، بما في ذلك بعض العلماء، يتحصلون على معرفتهم عن جسيمات هيجز فقط من خلال جملة من الاستعارات والتشبيهات التي يستخدمها الفيزيائيون وكتاب العلوم، لمحاولة تفسير هذه الظواهر التي لا توصف حقيقة إلا رياضيًّا.
ليس فقط معرفتهم عن عن جسيمات هيجز، وإنما غالب معرفتهم ومعلوماتهم عن غالب القضايا هي معرفة غيبية ومعلومات نقلية خبرية، ومع ذلك يحدثوننا عن العقل والنقل ونقلهم كثيراً يكون بغير فهم ! فهل حوارات المسلمين مع العلمانيين في هذا المنبر هي فعلا حوارات بين أتباع المنهج النقلي وأصحاب المنهج العقلي ؟ أنا ملحد لكن أحيانًا.. ينبغي للعلم أن يفسح مجالًا للدين
02-24-2013, 06:14 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: شئ عجيب .!!. أول مرة أقرأ القصة العجيبة دي !!.. وهي قصة أغنتني كثيراً عن دلق الحبر في هذا الأمر - أمر نظرية التطور - والتي توضح أن هذه النظرية الخطيرة هي الأساس العلمي للعنصرية !!.. وستكون المسوِّق القانوني ربما مستقبلاً لإستخدام الرجل الأفريقي كفأر تجارب علمية "من أجل خدمة الإنسانية" مثلما إستٌخدِم OTA BENGA لتوضيح نظرية داروين !!
يا منير يبدو أن متابعتك للمنبر متقطعة هذه القضية فعلا سكب فيها وأهدر حبر كثير جداً وحوصر العلمانيون محاصرة شديدة، وعرضنا عليهم صفحة من كتاب داروين وتحديناهم أن يتبرعوا بترجمتها. المهم كان مخرجهم : أنه لا يجوز محاكمة العلم أخلاقياً
يا منير عليك الله قوقل : Sarah Baartman وتشوف العجب
02-24-2013, 06:23 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: In addition to her native tongue she spoke fluent Dutch, passable English and a smattering of French. He describes her shoulders and back as "graceful", arms "slender", hands and feet as "charming" and "pretty". He adds she was adept at playing the jew's harp[25] could dance according to the traditions of her country and had a lively personality. Despite this he interpreted her remains, in accordance with his theories on racial evolution, as evidencing ape-like traits.
خلاصة كلام الأخ منير، مما فهمته لحدّ الآن: أن منظومة العلمانية هي دينٌ عند أهلها، عقيدته وقاعدته: إلغاء الفكر الديني والأخلاقي! يعني المشكلة: ليست في قابلية الإسلام، أو عدم قابليته للتفاعل مع الآخر: المشكلة أنّ هذا الآخر، ليس مقتنعاً بوجودك أصلاً !
وفي الواقع العلمانيون عندنا يتصرفون بمقتضى هذا الوعي، فهم لا يهتمون بالدين إلا من أجل إثبات أنه لا يعارض ولا يتعارض مع العلمانية أو الليبرالية! أمأن أن يكونوا فعلاً مقتنعين بالدين ده، فهذا شأن آخر!
وحيا الله الأخ محمد إي.
02-24-2013, 07:20 AM
Ammar Makki
Ammar Makki
تاريخ التسجيل: 01-18-2013
مجموع المشاركات: 650
Quote: أقوي دولة في الاتحاد الاوربي يحكمها حزب ديني
إذا كنت تقصد بالحزب الديني المشار اليه في المقتبس أعلاع بالحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا الذي تترأسه المستشارة أنجلي ميركل فدعني أؤكد لك بأن هذا الحزب ليس بالحزب الديني.
02-24-2013, 08:29 AM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
مرحباً بالأخ صلاح عباس .. نعم العلمانية هي دين يستقي تعاليمه بالنهج العلمي التجريبي .. من تجارب الشعب وبالشعب ومن الشعب و..و.. أي حاجة الشعب !!! .. يعني من دقنه وأفتل له !!! .. ما عاوزين تعاليم سماوية تنظم الحياة الدنيوية نهائي ..
وبدأت معركتها الأولي مع الكنيسة حين فشلت الكنيسة في المواكبة المنطقية لشئون الحياة وذلك لإنحرافها عن الطريق المٌنزل من السماء !!! .. ولكن طبعاً الشغلة مسكوا فيها ناس قريعتي راحت من المسلمين وقد بهرتهم الحضارة الغربية المادية ببريقها وبمالها وزخرفها و دولاراتها !!! ..
ولذلك من ضمن الصراع العقائدي هذا - عقائد السماء ضد عقائد الأرض - بدأت العلمانية بإستخدام العلم في محاربة عقائد السماء .. وأنا جبت أول مثال من طرف الدولاب وهو عقيدة التطور التي تنسف العقيدة في أبونا آدم .. ياخي صاحبنا السويدي قال إحتمال لو لقوك بتشوش علي أفكار أولادك بإقناعهم بأن آدم أبو البشر إحتمال تدخل السجن رسمي .. إذن نسف أبوة آدم هي هدم لعقثدة الإله .. ما هم أساساً عاوزين يستبدلوا الإله السماوي بإله دنيوي هو البحث العلمي ورأي الشعوب التي يجب أن تحدد طريق عيشها من نفسها وبنفسها وإلي نفسها ..
بعدين حنجي نشوف هل فعلاَ الشعوب التي تعتنق العلمانية تحكم نفسها بنفسها ومن نفسها؟؟ .. أم أنه إحتكام زائف وبه أكبر خدعة في العصر الحديث ..
Quote: انا عايزك توريني المانية دي دولة لبرالية ولا علمانية ولا دولة دينية؟
إن كنت لا تقصد بالعلمانية كفلسفة كونية, وإنما فصل الين عن الدولة أوالسياسة, فألمانيا ليست علمانية, بل ليبرالية فقط. ألمانيا ودول أخري مثل الولايات المتحدة وبريطانيا مختلفة في نظامها عن علمانية فرنسا مثلا التي لا تسمح بأحزاب دينية ولا بالمظاهر الدينية في الحياة العامة وهي بهذا أشبه ما تكون بالآيدلوجية, وهذا عين ما يتناول مآلاتها الأخ منير
02-24-2013, 07:46 AM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
يا محمدE شكراً علي المشاركة الثرة .. مشيت قوقلت قصة سارة بارتمان وأتاري التاريخ مليان بالقصص الزي دي .. والواضح كلامنا ما وقع واطة .. أتاريهو فعلاَ النظرية الدارونية هي الأساس الأخلاقي العلمي للعنصرية والنظرة الدونية للأفارقة كsubhumans .. !!!
أما بالنسبة للعقيدة العلمية ذاتها فالظاهر أن الكثيرين - من إقتباساتك أعلاه - منتبهون لهشاشتها .!!. ياخي فقط تأمل كيف أن الإستنتاجات العلمية تعتمد إعتماد رئيسي علي trials and errors .. وفي أوج الإثبات الرياضي تلقي أجعص معادلة فيزيائية مرتكزة علي الprobability density function .. يعني علم يفتقر لليقين .!!!. ده غير إنه سلحفائي يتقدم ببطء شديد مقارنة بالمجهول في هذا الكون !!! .. وبعد ده كله فإن النتائج العلمية ذاتها ليست يقينية مية في المية خاصة في البحوث التجريبية .. والتي عندي إعتقاد بأن كثير منها يقوم بها مثلاَ طلبة دكتوراه يكون من شروط التخرج النشر في دوريات علمية فيتم نشر أي شئ - والسلام - في سبيل التخريج !!!.. وكم من حامل دكتوراه تلقاه بعد كم سنة من التخريج يجي يقول ليك أن البحث بتاعه شكله كان كلام فارغ ساي وربما يخجل من عرضه .. وأمسك عندك مثال بسيط : كم مرة في السنين الفاتت نٌشرت أخبار عن أضرار الأسبرين وأنه يسبب كذا وكذا من الآثار الجانبية القاتلة؟.. وثم بعد فترة يطلع لينا خبر مضاد عن فوائد الأسبرين وأنه يساعد علي كذا وكذا ضمن ميزاته الجانبية !! .. الحكاية إذن هي قيام طالب ما بإجراء بعض الtrial and error experiment يقوم يجري ينشر النتيجة ليلحق تاريخ التخريج قبل ما مدة دراسته تنتهي .. والحاصل كمان أن أغلب دهاقنة العلمانية زاتهم تلقاهم هم لي رقبتهم دي ليسوا علماء وما عندهم علاقة بالعلم .. تجي للواحد فيهم تقول ليهو لقد "أثبت العلم " أن كيت كيت كيت يقوم يصدقك علي عماه.. فعبارة "أثبت العلم" دي سطوتها اصبحت كبيرة .. وبذلك أصبح أي جاهل يمكن أن ترهبه بها وتسكته !!! ..
قلنا إنو إعتناق الداروينية أول خطوة في درب الإيمان بالدين العلمي/علماني .. والخطوة الثانية هي الشروع في الليبرالية يعني تتلبرر / تنعتق من قيود الأديان !!.. فتبلورت تعريفات حقوق الإنسان التي يتم حشوها بمفاهيم كثيرة مناقضة لتعاليم الأديان السماوية .!!. فأصبحت عبارة "حقوق الإنسان" مثل عبارة "أثبت العلم" .. يتم بها تمرير تعاليم الدين الجديد بدون إعتراض .. تجي تقول كاني ماني يقولوا ليك إنت ضد حقوق الإنسان ..!! .. وبناء علي المفاهيم الجديدة أصبحت ممارسات كانت تعتبر خطيئة كبيرة أصبحت مباحة وحق من الحقوق الأصيلة .. فأصبح اللّوايطَة يتعاشرون بالقانون علي عينك يا تاجر !!! ..
أها في النقطة دي ياريت علماء الإجتماع والطبيعة يجوا يورونا مآلات تفشي اللواط في المجتمع البشري !!! ..
المظهر التاني للدين الجديد في مسيرة هدمه للموروثات الدينية هو تهميش الزواج وإباحة العلاقات الجنسية والمعاشرة بين الجنسين بدون رباط ديني .. وأصبح الهدف هو الإستمتاع للفرد بدون قيود - وأصبحت ولادة الذرية أمراَ ثانوياَ - حيث تسير الفلسفة الجديدة في طريق الindividualism - يعني يتم تفكيك النظام الأسري ليصبح أي فرد في المجتمع كيان منفصل قائم بذاته .. فتكون الفردية هي نواة المجتمع البشري بديلاً عن أن تكون النواة زوجية تتكون من القطب الموجب والقطب السالب كأي كهربية ومغناطيسية ..
02-24-2013, 02:21 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
طبعاَ الكلام بيجيب الكلام.. بما أن العلاقات الجنسية المباحة لها تفتح الباب لنتائج حتمية مرتبطة بهذه الغريزة الرهيبة - والتي أيضاَ جابوا ليها تبريرات علمانية فرويدية - فأصبح لابد من إبتداع حل لمشكلة الأجنة التي يتم إنتاجها في أحشاء الإناث كنتيجة لنزوة عابرة .. فظهرت الحوجة لقتل هذه الأجنة فتظاهرت الجماهير الليبرالية لإباحة قتل الأجنة - الإجهاض - وبذا قاليك أنه في المتوسط فإن المراهقة الأوربية بتكون قتلت ليها عدة أجنة !!!.. قاتلات بالكوم يمشين بكل حرية .. و..و..
ده طبعاً غير أن الأبناء الذين يولدون من متعايشْين بدون زواج ديني أصبح عادي جداً .. فتقريباً أغلب الجيل الجديد في أوروبا الغربية مولود من والدين غير متزوجين الزواج التقليدي - بل والدين متعايشين بدون زواج .. إذن من إحدي المآلات الحتمية أن تصبح المجتمعات البشرية إباحية بالكامل ويصبح البشر يتعاشرون مثل البهائم وتضيع الأنساب ويختلط الحابل بالنابل .. لربما يقول أحدهم so what ??x
02-24-2013, 02:38 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
Quote: ناصر كيفك يا عزيز .. ياخوي وينو العقل الناخدك علي قدره زاتو؟؟ هههه .. ما تزعل يا زول .. جيتني مقنطر ورشيتك ياخ ..
هههههههه لا والله الزعل مرفوع و انا بحب اللعبة الحلوة ههههه
ياخي عمار و ابوبكر ديل انا جاييهم بس كنت في الاول عايز منك اجابة بسيطة زي ما هم جاوبوا....لا بالزيادة لا بلاسهاب لا بالنقة الكتيره ...انت خايف من شنوا؟ انت يا منير تتزاوغ زي ود الموية لانك ما واثق من كلامك و بدون زعل والله كلامك ده كلو كلام خارم بارم ساي....هسي عليك الله يا منير "علمانية" دي مشتقة من "العلم"
Quote: طبعاَ بإختصار يمكنك تلخيص معني علمانية إلي أن يكون العلم هو أساس تسيير الحياة
02-24-2013, 06:56 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
Quote: غايتو يا ناصر أنا كنت قايلك بتستعبط ساي ، لكين يبدو أني كنت غلطان ..
ياخوي إنت بالجد استيعابك ضعيف للأسف .. إذا كان التبسيط ده كله ما دخل دماغك معناتها المحاية زاتها ما ظنيتها تنفع ..
الله معاك يافردة ..
الله معاي؟ و نعم بالله هههههههههههههه يا منير سمعت بي نكتة "ما بدري يا خليفة" خلاص عايز تطلع برجك العالي بتاع الافهام الكبار و الفلفسة الكبيره و تخلينا نحن في جهلنا "ااااي ما فلسفة" ههههههه ياخي حرام عليك .... من تواضع رفعه الله
يا منير العلمانية ما عندها اي علاقة لا بالعلم ولا بالعلوم ولا بالقرود هههههههه
علي حسب علمي اول زول قال العلمانية دين في جبـانة بكري ابوبكر دي هو الاخ محمد عبدالقادر سبيل لكنني فشلت في العثور علي الرابط...اخونا بريمة برضوا كتب في الموضوع ده بوست العلمـانية دين بلا رب .. ماذا عن الذين يتمسكون بها؟
يا ناصر .. ياخي أمشي أبحث أو قوقل عن الموضوع وشوف أنا ربطت العلمانية بالعلم كيف .!!. طبعاً يازول ربطناها بالعلم لأن العلمانيين عاوزين يعتمدوا علي تجربة الإنسان وعلومه الدنيوية لتسيير حياة البشر وقطع العلاقة بأي تعليمات ماوراء الطبيعة - ما وراء الطبيعة معناها ماوراء العلوم التقليدية - أمشي بالله شوف أنا أسهبت في شرح النقطة دي قدر شنو !!! .. ولا يخفي علي فطنة أحد أن ما وراء الطبيعة مرتبط بالأديان .. والعلمانية هدفها إقصاء أي تدخل من ماوراء الطبيعة في الطبيعة المنظورة .. إذن مافي سبيل للعلمانيين للإستغناء عن التعاليم الدينية الآتية من وراء الطبيعة إلاّ بإعتماد العلوم الطبيعية المنظورة المستمدة من البحث العلمي المعلوم .. فهل هناك بديل لإقناع البشر بالإستغناء عن قوانين حياتهم التي تنظمها الأديان غير الإستنتاج البشري العلمي المألوف الذي لا يعترف بالمعجزات ؟؟!! بالنسبة لسؤالك عن ألمانيا فممكن أجاوب سؤالك البسيط ده بالقول أنها في الوقت الراهن فإنها دولة علمانية دينية ليبرالية كلها مع بعض .. لكن طبفاَ لعملية الإبدال والإحلال التدريجي فإنها ستؤول للعلمنة الكاملة ومن ثم الليبرالية المطلقة .. والبوست عن مآلات هذا التطور علي المدي البعيد حين يصبح الزواج أثراَ بعد عين وحين يسود زواج المثليين وحين يباح الإجهاض وحين يباح القتل الرحيم - وهو قتل المريض الميؤوس من شفائه - وحين وحين وحين .. إلخ ..
طيب سؤالي ليك : ماهو الرابط بين كلمة "علمانية" وعبارة "فصل الدين من الدولة"؟؟ لماذا تٌتَرجم كلمة secularism لعلمانية؟؟ !!! ..
Quote: ألمانيا ودول أخري مثل الولايات المتحدة وبريطانيا مختلفة في نظامها عن علمانية فرنسا مثلا التي لا تسمح بأحزاب دينية ولا بالمظاهر الدينية في الحياة العامة
يا ادروب هل سمعت بالحزب دا في فرنسا؟ Parti Chrétien-démocrate رئيسة هذا الحزب خطبت خطبة عصماء ضد زواج المثليين لمدة خمسة ساعات و كانت شايلا انجيل في يدها
Quote: يا ادروب هل سمعت بالحزب دا في فرنسا؟ Parti Chrétien-démocrate رئيسة هذا الحزب خطبت خطبة عصماء ضد زواج المثليين لمدة خمسة ساعات و كانت شايلا انجيل في يدها
نعم أعرف هذا الحزب ورئيسته الحربائية Boutin وانها تلعب نفس لعبة حزب الفضيلة التركي الذي تحول إلي حزب العدالة والتنمية, فقد تحاججت في البداية أنها تريد تاسيس منتدي إجتماعي للمحافظين 2001 (FRS) ثم تساهل معها الرئيسي اليميني ساركوزي وإستطاعت من ثم تحويل منتداها إلي الحزب المسيحي الديموقراطي (PCD) علي غرار مثيليه السويسري والألماني, رغم أن ذلك يتعارض ظاهريا مع قانون الفرنسي لفصل الكنيسة عن الدولة loi de séparation des églises et de l'état 1905 (http://www2.cnrs.fr/sites/thema/fichier/loi1905textes.pdf, ولكن هذا أكبر مثال لنفاق العلمانية الفرنسية لحيال الأديان, حيث تتعامل معها بإنتقائية واضحة, بالذات حينما يتعلق الأمر بالإسلام, رغم أن نسبة المسلمين فيها تزيد عن 8%, صحيح أن حزب بوتا دوره ينحصر في الدفاع عن القيم الإجتماعية للمحافظين (المسيحيين!), إلا أن تغلغله في السياسة سيحوله مستقبلا إلي حزب قوي علي النمط الألماني, وفي تقديري أن سبب الإعتراف به جاء كرد فعل للإسلاموفوبيا المنتشرة في فرنسا خوفا علي الهوية الفرنسية وقيم الجمهورية, تقليديا كانت المهمة متروكة لحزب Jean-Marie Le Pen اليميني Front national, ولكن يبدو أنه لوحده ليس قادرا لأدائها, أما في ألمانيا وحسب دستورها لا تلمس هناك تناقض في تعاملها مع الأحزاب ذات الصبغة الدينية, وهذا ما دعاني أن إلي القول أنها ليبرالية أكثر من كونها علمانية بالمفهوم السياسي
Quote: يا منير العلمانية ما عندها اي علاقة لا بالعلم ولا بالعلوم ولا بالقرود هههههههه
بل لها علاقة بالعلمية والعالمية, ولها في واقع الأمر بعدين سياسي وإجتماعي, وطبعا تطبيقها يختلف من دولة إلي أخري, ولكنه إختلاف مقدار, وفي تقديري أن الترجمة العربية للمصطلح مشوشة لأنها لم تؤخذ من La laïcité (laique) ou le sécularisme, وإنما من الألمانية Weltanschauung وترجمتها الحرفية من العالمية بمعني آيدلوجية (Idéologie) بكل الأبعاد, ولهذا منعا للخلط أفضل شخصيا تسميتها من أصلها دون ترجمة باللائكية أو السوكلارية!
يا جماعة قلنا السؤال "so what ??x" هذا سؤال مهم .. ليه؟؟!! لأنو إحتمال يكون هناك أناس يؤمنون بأن الحياة مفروض تكون كده !!! .. لا زواج لا قيود لا أسرة لا إلتزام بعائلة كبيرة ولا صغيرة - يعني تكون للإنسان الحرية المطلقة التي تقيدها فقط القوانين التي يضعها الشعب من الشعب وبالشعب وإلي الشعب !!!.. طبعاً زي ماقلت حنجي نشوف هل فعلاً مقولة الشعب من الشعب وبالشعب وإلي الشعب دي حقيقة مطبقة في الواقع أم شعار ساي؟؟ .. كوم براه ..
ولكين إذا جئنا نجاوب علي المؤمنين ب "so what ??x" فربما يلزمنا بوست للمقارنة بين إنتشار المآلات دي وعدمها !!.. وحسناتها ومضارها !! .. وهذا باب واسع للنقاش وهو رقبةَ ما عندي ليها شعر.. لكين قطعاً فإن هذا الإيمان الإباحي لن يكون معه أي طريقة للتعايش مع الفكر المحافظ - فلا بد من الصراع الدموي العنيف إلي أن يقضي أحدهما علي الآخر !!! ..
طبعاَ برضو سيأتي من يقول ياخي ما تبالغ ياخ .. إنت مزودها حبتين .. فالليبرالية لا تدعو لذلك - وأقول ربما الآن الناس تعتنقها علي عماها لأنها لم تصل للمرحلة المطلقة التي ستؤول إليها .. ولذلك البوست قال مآلات .. يعني ما ستؤول إليه الحياة حين يتسارع التطور في إبدال التعاليم الدينية بالقوانين العلمانية و تتبدل الأخلاق بالتدريج ..
Quote: طيب سؤالي ليك : ماهو الرابط بين كلمة "علمانية" وعبارة "فصل الدين من الدولة"؟؟ لماذا تٌتَرجم كلمة secularism لعلمانية؟؟ !!! ..
سلام يا شباب "فصل الدين من الدولة" دي عبارة ضالة مضللة، حصل في حياتك سمعت زول بقول بالانجليزي separation of state and religion ...العباره الصحيحة هي separation of state and church في إشارة لرجال الكنيسة أو علماء السلطان الكانوا بدهنسوا لرجال السلطة و السلطان...سمعت فتوي علماء السعودية القالوا الخروج في المظاهرات حرام?
Quote: لماذا تٌتَرجم كلمة secularism لعلمانية؟
لييه secularism تترجم لعلمانية والله علمي علمك...لكن النجر الترجمه دي لو فاكر secularism معناها العلمية و الله مفروض يمسكوهو و يكفتوهو كمان
Quote: لييه secularism تترجم لعلمانية والله علمي علمك...لكن النجر الترجمه دي لو فاكر secularism معناها العلمية و الله مفروض يمسكوهو و يكفتوهو كمان
يا دكتور منير انا اعتقد إن ترجمة"secular" في العربية "بالعلمانية" يرجع لجهل شديد بدروب الانجليزية...المترجم ترجم كلمة "worldly" ترجمة خاطئة الي "علمانية" يعني world =عالم زي نكتة اخونا وهبة "الايام دول" قال " days are countries" ههههههههه secular من ويكيبيديا تعني
Quote: Secularity (adjective form secular,[1] from Latin saecularis meaning "worldly" or "temporal")
لكن ماذا تعني كلمة worldly لو قوقلتها سوف تجد الاتي Of or concerned with material values or ordinary life rather than a spiritual existence.
ordinary life يا دكتور يعني تمشي تشتري رطل زيت من البفالة تلقي السعر بقي دبل من يوم امس ...تحتج ...تتطلع مظاهرات..يجوك اولاد الهرمة فقهاء السلطان ، يقولوا ليك دا ابتلاء من رب العالمين، و كما تكونوا يولي عليكم، و إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،و ينصحوك بالتوبة و الاكثار من الاستغفار تقول ليهم و نعم بالله، لكن يا ناس هسي الدخل الدين في قفة الخضار شنو؟ يقولوا ليك انت علماني و عايز تفصل الدين من الحياة و عايز الفساد و اللواط ينتشر و كلام زي كلامك ده يا دكتور و دا كلو عشان يتملصوا من مسئولية الحاكم في توفير لقمة العيش الكريمة للمستضعفين في الارض عشان الحرة ما تاكل بي سدورا بالمناسبة مفهوم العلمانية دا اكثر ناس اضرو بيهوا هم دعاة العلمانية الجهلة الحايميين بي مقولة "فصل الدين عن الدولة" دي زاتها لو في العمر باقي، حا افصل في هذه النقطة لكن حتي اعود زي ما قلت ليك في البداية محاربة العلمانية للاديان دي اكبر اكذوبة في العالم
Quote: هذا التعليق من زميلك الدكتور لسة داقي في رأسي, وأعتقد أنه صحيح!
تحياتي يا أدروب .. حسب المنطق والشواهد كلام الزول ده صحيح .. قال ليك أيام موجة غزو الفضاء .. الأمريكان أطلقوا ماكوكهم الفضائي الإسمه the challenger - لاحظ الإسم !! .. واحد زمان قالي لي ديل كانوا بيتحدوا الله !! .. فالماكوك إنفجر من قولة تيت !!! .. قاموا جرُّوا واطِي وتخلوا عن الإسم وأطلقوا الdiscovery والذي منه .. طبعاً ده كلام زول تاني - ما ضروري أكون مقتنع بيهو - لكين فقط تأمل إسم هذا الماكوك !!! the challenger !! -----
1secular spirit or tendency, especially a system of political or social philosophy that rejects all forms of religious faith and worship 2the view that public education and other matters of civil policy should be conducted without the introduction of a religious element
Encyclopedia secularism any movement in society directed away from otherworldliness to life on earth. In the European Middle Ages there was a strong tendency for religious persons to despise human affairs and to meditate on God and the afterlife. As a reaction to this medieval tendency, secularism, at the time of the Renaissance, exhibited itself in the development of humanism, when people began to show more interest in human cultural achievements and the possibilities of their fulfillment in this world. The movement toward secularism has been in progress during the entire course of modern history and has often been viewed as being anti-Christian and antireligious. In the latter half of the 20th century, however, some theologians began advocating secular Christianity. They suggested that Christianity should not be concerned only with the sacred and the otherworldly, but that people should find in the world the opportunity to promote Christian values. These theologians maintain that the real meaning of the message of Jesus can be discovered and fulfilled in the everyday affairs of secular urban living
http://dictionary.reference.com/browse/secularism كما قلت أن ترجمة كلمة العلمانية منأ أصلها اليوناني laïkos أو من الفرنسي laïcité أو الإنجليزي secularism غير دقيقة, ولكن في كل الأحوال لا يجب الإعتماد علي اللفظ وحده لمعرفة مفهوم الإصطلاح, بل الإحاطة بظروف نشأته ودواعي ظهوره وتطبيقاته ومآلاته, كما يفعل الأخ منير في هذا البوست, ولو رجعنل للجزور التاريخية, كلنا يعرف تسلط الكنيسة والفهم المتخلف للدين الذي أعاق التطور العلمي وحرية الفكر في أوروبا حتي نهايات القرن السابع عشر, مما أدي إلي قيام الثورة الفرنسية وظهور حركات التحرر من ربقة الدين وإحياء الفلسفة الأبيقورية المادية, وقام معظم الفلاسفة الأوربية لدعم هذا الإتجاه, ولكن لم تتبلور الفكرة إلا في عصور تشارلز داروين وكارل ماركس وفريدريك نيتشه وسيغموند فرويد الذين قدموا تفسيرات للظواهر الحياتية مغايرة لفكرة الدين كما كانت تعرضها الكنيسة, فنظرية نشوء الكون لشارلز داروين ظهرت مناقضة لخلق آدم وحواء, وأعتبر ماركس الدين أداة بيد البرجوازية لقهر البروليتاريا, وفرويد ينظر للدين علي أنه محاولة من اللاوعي لخلق صورة وهمية للكمال بديلة عن شخصية الأب, أما نيتشه فقد أعلن في كتابه المشهور موت الله. كل هذه الافكار وغيرها قد ساهمت في بلورة فكرة اللائكية في أوروبا, وبدأ تطبيقها تدريجيا, تختلف من دولة إلي أخري, تارة في السياسة والدولة, وأخري في الإقتصاد والمجتمع, وما زالت مآلاتها لم تنتهي بعد.
02-27-2013, 03:06 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
Quote: فصل الدين من الدولة" دي عبارة ضالة مضللة، حصل في حياتك سمعت زول بقول بالانجليزي separation of state and religion ...العباره الصحيحة هي separation of state and church
لحنتها يعني ؟؟ ههههه .. ياخوي الكنيسة هي الدين .. والكنيسة هي ممثلة ماوراء الطبيعة .. تصدق أن الشغلة ليست فقط صراع سلطة، إنما صراع أفكار.. الهزيمة الفكرية للبني آدم - بني آدم دي معاك كيف :) - أقسي من أي شئ !! .. يعني ربما يحقد عليك من هو أغني منك وأقوي منك فقط لأنك متفوق عليه فكرياً !! .. فالعلماني يريد أن يحكم العالم بمفاهيمه هو التي يراها أصح مافي الوجود .. خلينا من علماء السلطان وتبرير الزيادات في الأسعار.. و..و .. دي أشياء ثانوية .. هناك دينيون أكثر شراسة في مناهضة السلطان الديني من أجعص علماني معارض.. فلاحظ هنا أن هناك تصارع برضو بين الدينيين لإختلاف الأفكار .. المهم إنو في الآخر لازم يكون هناك تصارع يكون هناك تصارع - حتي الأخوان في البيت بيتصارعوا .. المصارين جوة البطن بتتصارع .. هذه سنة الحياة ..
وبرضو المحك ليس في الترجمة .. المحك في الفكرة !! .. فكرة من يؤمن بأن هناك إله خارق عالم بكل شئ أرسل الرسل بتعاليم سماوية ليعمل بها البشر، وبين فكرة لا إله والحياة مادة !!! .. وحتي لو تم ظاهرياَ - علي اسحياء - الإيمان بهذا الإله فإنه يجب تهميشه وعدم تدخله في تسيير حياة البشرية لأنها لا تخصه أو أن تعليماته ليست مواكبة للعصر وتعقيدات الحياة !!! ..
شكرا علي الفيديو يا منير...لكن ال conspiracy theory مبالغة والله اها قلنا نزيدك من الشعر بيت...و العلمانية بت الكــلب دخلت علينا من حيث ندري ولا ندرى ههههههههه
President Reagan's "Touch The Face Of God" Challenger Speech هكذا خاطب ريقان شعبه...هسي ده كلام ملاحده ولا صوفية they prepared for their journey and waved goodbye and slipped the surly bonds of earth to touch the face of God
شوف الكلام دا surly bonds of earth و شوف الخاتمة دي to touch the face of God
بي خصوص الاسم يا حبيب المشروع دا بدا من سنة 72 و المركبة دي كان اسمها STA-099 Structural Test Article = STA في عام 79 تم تغيير الاسم ل (OV-099 (Orbital Vehicle
و هنا قصة الاسم Challenger
Named after the HMS Challenger – a British corvette which served as the command ship for the Challenger Expedition (a pioneering global marine research expedition from 1872-1876) – and the Apollo 17 lunar module, Challenger is the only Shuttle orbiter to be named in honor of a previously-flown spacecraft that landed on the surface of another celestial body.
The Challenger expedition of 1872–76 was a scientific exercise that made many discoveries to lay the foundation of oceanography. The expedition was named after the mother vessel, HMS Challenger.
التسمية كانت تيمنا ب Challenger سفينة الاستكشاف البحرية التي ارست اسس علم المحيطات و كان الامل ان Challenger الفضائية ترسي اسس علوم الفضاء بنفس النجاح الباهر ل Challenger البحرية حيث تم اكتشاف اكثر من 4000 نوع من من انواع ال species البحرية التي لم تكن معروفة في السابق
يبقي يا منير اخوي الموضوع ما فيهو اي تحدي لرب العالمين
الاخ الفاضل عمار مكي و الله اسف ما رديت عليك فيا اخي لك العتبى حتى ترضى
Quote: إذا كنت تقصد بالحزب الديني المشار اليه في المقتبس أعلاع بالحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا الذي تترأسه المستشارة أنجلي ميركل فدعني أؤكد لك بأن هذا الحزب ليس بالحزب الديني.
يا عمار الناس ديل نغالطهم في حزبهم ولا كيف الدباره؟ The CDU is Christian-based, applying the principles of Christian democracy and emphasising the "Christian understanding of humans and their responsibility toward God."
سلامات يا ناصر .. وأشكرك علي الإهتمام ومواصلة الحوار ..
طبعا ياخي أنا أتفق معاك إنو أهل العلمنة وخاصة الغربيين ناس متحضرين و ملتزمين بأسلوب حياتهم المادي لأنهم مجتهدين فيهو وعاضِّين عليه بالنواجز .. وبرضو ظريفين وسمحين كمان ووو إلخ .. بس أنا عاوزك تقيف معاي علي أرضية مشتركة لننظر مع بعض لأصل الأفكار وما ستؤول إليه تطبيقاتها .. بدلاَ عن أن نتناول الدولة الواحدة أو فلان الفلاني... زي ما قلت ليك - العالم العلماني المتطور ، وخاصة العالم الغربي - عالم تختلط فيه الأفكار المحافظة المتدينة والعلمانية والليبرالية بنسب متفاوتة .. ونتيجة لتطور هذه المفاهيم نري إنحسار التدين وتمدد الليبرالية .. وزي ما قلت إنو الكنائس أصبحت تقفل وتتحول لآثار تاريخية .. وأصبحت الأفكار التي كانت تُعتبر شاذة أصبحت عادية يتم تقنينها يوما بعد يوم .. يللا إنت تخيل ما ستؤول إليه الحياة حين تتغير المفاهيم وتتغير الأخلاق !!!! .. ما تنظر لنفسك أنت، بل أستشرف مستقبل الأبناء - خذ مثالاً أبناء المهاجرين - حين ينشأون في مجتمع فيه زواج المثليين قانوني وعدم الزواج هو الغالب - حيث يصبح أغلب المواليد من والدين غير متزوجين - وحين يباح الإجهاض بالقانون .. ماذا سيكون شعور السوداني مثلاَ حين تأتيه إبنته ببوي فريند ينوم معاها جوة عين والديها .. أو يأتيه ولده بفتاة يريد زواجها وهي تكون بنت مولودة من غير زواج .. و..و.. إلي ما لا نهاية من الأمثلة التي ربما يستحضرها خيالك .. دي المآلات الأنا اتكلم عنها ..
أها بعد الأمثلة دي إلاّ إنت تكون من ناس so what !!x
03-01-2013, 07:54 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
.. بعدين يا أخواننا .. للناس البينظروا لرفاهية الدول المتحضرة وتبهرهم زخرف الحياة فيها ، ويقارنوها ببؤس الدول الإسلامية : أولاً - بعيداً عن فساد الدول الإسلامية - هناك خلاف جوهري بين نظرة العلمانيين والليبراليين للحياة ونظرة أهل الدين للحياة .. فأهل العلمانية والليبرالية يجتهدون للدنيا وإعمارها ونعيمها - بينما أهل الدين يجتهدون للأخرة وإعمارها ونعيمها !!! .. يعني يمكن تقول أن هؤلاء شغالين لمدي زمني ينتهي بالممات - وأولئك شغالين لمدي زمني يبتدئ بعد الممات !!! .. فلازم نلاحظ أن الفرق بين هاتين النظرتين كما الفرق بين الحياة والموت .. ولذلك فالصراع بين هذه الأفكار سيتفاقم ويتصاعد كل يوم .. ليصل ذروته بالحرب وسفك الدماء في شكل نضال ضد جهاد ..!!!! ...
03-01-2013, 08:07 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
المفارقة الصارخة الساطعة كالشمس أننا نري أن أكبر الدول الرائدة في العلمانية والليبرالية وتحارب الدول الدينية بعنف لا هوادة فيه، هي أكبر الدول دعماً لأشذ دولة دينية في التاريخ - وهي دولة إسرائيل !!!!- تخيلوا أن عتاة العلمانية الليبرالية يدعمون بهستيريا دولة إسرائيل التي يعلم العالم كله أن هوية المواطنة فيها تعتمد هي الهوية الدينية .. !!! .. مش كده وبس، بل لو واحد قال بِغِم ساي يتم إتهامه بمعاداة السامية ولربما تخش السجن زاتو !!! ..
03-01-2013, 08:43 PM
الصادق اسماعيل
الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
Quote: المفارقة الصارخة الساطعة كالشمس أننا نري أن أكبر الدول الرائدة في العلمانية والليبرالية وتحارب الدول الدينية بعنف لا هوادة فيه، هي أكبر الدول دعماً لأشذ دولة دينية في التاريخ - وهي دولة إسرائيل !!!!-
منير تحياتي يا حبيب
لا توجد أي مفارقة، لأن هذه الدول ليست علمانية وليبرالية بالفهم الذي شرحته اعلاه، أعتقد أنها تحاول أن تكون علمانية ولكن الدين يلعب دور كبير في هذا الموضوع.
بالنسبة للدين الغسلامي فانا اعتقد أن طبيعته علمانية، وهو كدين (حسب فهمي له) يفصل بين الدين والدولة إن تمت قراءته تاريخياً، اما إذا اردت أن تطبيق دولة الرسول، بمعنى تجاهل التاريخ والتطور فستنتهي لدولة دينية فاشلة مُحتكرة بواسطة تفسير قاصر للدين.
فمثلاً أنت مُطَالب في حالة تطبيق الدولة الاسلامية التاريخية أن تسبي وتغنم من حاربتهم وتوزيعهم كعبيد لأعضاء الجيش الأسلامي، ولكن هذا لن يحدث الآن، نعم الآن يتم تطبيق قوانين الأحوال الشخصية، ولكن قوانين الحرب لا يتم تطبيقها، والمتاجرة بالبشر لم اسمع عن فقيه معاصر يحللها، في حين أنها تجارة حلال على حسب الشريعة (التاريخية).
الدولة العلمانية يجب أن تقف على مسافة واحدة من كل الأديان، وتتيح الحريات العامة، ويجب على المجموعة المنضوية تحت لواءها التوافق على قوانين تنظم حياتهم.
الآن أنا اعيش في الدولة الامريكية والدولة كنظام وقوانين هي علمانية، لكن الدين يلعب دور اساسي في السياسة الامريكية، والحكومة تتكون من اناس متدينين ويحاولون فرض وجهة نظرهم الدينية (تنظيم الاسرة، زواج المثليين) وغيرها من قوانين دينية على الذين لا يؤمنون بذلك. لذلك قلت لك أنها ليست علمانية بالفهم الذي شرحته أنت. لكن في الوقت نفسه أنا اتمتع ببمارسة حريتي الدينية اكثر من أي بلد آخر.
الدولة الاسلامية ستظل شئ نظري في ظل التعقيد الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه العالم اليوم، وتطبيقها بالشكل القديم غير ممكن إن لم يكن مستحيلاً. لذلك استصحاب الاسلام في الدولة يحتاج اعادة قراءة وتفسير جديدين لمجمل منظومة الاسلام.
03-01-2013, 09:18 PM
فردوس جامع
فردوس جامع
تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 1179
الأخ منير و زوار البوست الكرام السلام عليكم ورحمة الله,
Quote: بعيداً عن فساد الدول الإسلامية - هناك خلاف جوهري بين نظرة العلمانيين والليبراليين للحياة ونظرة أهل الدين للحياة .. فأهل العلمانية والليبرالية يجتهدون للدنيا وإعمارها ونعيمها - بينما أهل الدين يجتهدون للأخرة وإعمارها ونعيمها !!! .. يعني يمكن تقول أن هؤلاء شغالين لمدي زمني ينتهي بالممات - وأولئك شغالين لمدي زمني يبتدئ بعد الممات !!!
أولاً ليه بعيداً عن فساد الدول الإسلامية؟
ثانياً ممكن أمثلة لهؤلاء المسلمين المجتهدين في إعمار الآخرة و غير منشغلين بنعيم الدنيا؟؟؟؟ دول, أحزاب و أفراد!
و شكراً
03-01-2013, 10:45 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
الأخت فردوس جامع عليكم السلام والرحمة .. ومرحباً بالمشاركة .. بعيداً عن فساد الدول الإسلامية لأنه فساد في الممارسة .. لأننا لا نريد محاكمة الإسلام بممارسات المسلمين .. لو أصلو بتحاكموا الفكرة بمن يمارسها حقوا تحاكموا النظام العلماني الربوي الذي أدخل البشر في أزمات مالية مدمرة أدخلت أمريكا في ديون ترليونية وأفلست بدول الإتحاد الأوربي كاليونان وغيرها .. وأتت بزواج المثليين - ده بالذات ليس من الآثار الجانبية ، بل هو الهدف من التحرر وثورة حقوق الإنسان - أم أنكم لا ترون أن هذا فساد وإفساد ؟؟؟!!! ..
سيبك من المدعين بأنهم ناس آخرة وهم ناس دنيا .. إنتي في قناعتك الأفضل شنو؟ أن يكون الإنسان زول دين أم زول دنيا؟؟ .. ركزي علي الtarget وسيبك من ممارسة الآخرين .. شوفي إنتي دواخلك عاوزة شنو؟ دين أم دنيا .. ؟؟ .. لو همِّك الدنيا بعد داك لو العالمين كلهم بقي همهم الدين ما مفروض يقرصك في حلمة أضانك - ولو همك الآخرة تاني لو الجن والإنس إشتغلوا بالدنيا ما بيهمك ..
03-01-2013, 10:28 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
سلامات يا الحبيب الغواصة الصادق اسماعيل :).. يا خوي لاحظ معاي أساس الحكاية .. وهي : هل نحتكم في كل أوجه حياتنا لتعاليم دينية أم نحتكم لقوانين نكتبها برانا ونضرب بالتعليمات السماوية عرض الحائط؟ ده لب الموضوع .. ده هو الإختلاف الرئيسي .. !!! وزي ما قلنا لا تنظر للأمر حسب الزمن الحاضر بل للمستقبل حين تمحو العلمانية الليبرالية الدين تماماَ من الحياة فيحل الحرام ويحرم الحلال .. أنظر لحياة البشرية حينما يعتبر المؤمنون بالإله مشعوذون ودجالون .. وفي يوم من الأيام لربما يعتبرون مهددون للأمن !! .. ربما أنت اليوم مستمتع بهذا المستوي من الليبرالية الذي لا يمس حياتك مباشرة وربما لم تعترضك أشياء ضد قناعاتك .. ولكن الحياة ماشة في تطور .. وأنا فقط ضربت مثالين بزواج المثليين وإباحة الإجهاض لأنها أبرز أمثلة في عصرنا الحاضر إمتلأت بهما الأخبار .. إنت قلت في الحكومة الأمريكية ناس متدينين .. ما قلنا حاجة - ولكن التيار الليبرالي يندفع بقوة لإحلال هؤلاء المتدينين للتقاعد .. والمستقبل للأجيال اليبرالية المتصاعدة .. فأمثالك يا الصادق أخوي راكبين في عربية الفرملة في قطار الليبرالية وما جايبين خبر للمآلات as long as you feel safe in your corner, and don`t see the driver.....
حقيقة أنا لا أريد أن أغوص في جدل إثبات الإسلام وما أدراك ما الإسلام .. لأنو هذا يتطلب إثبات الجذور .. يعني إثبات وجود الله زاتو .. وبعد داك تشرح هل الله ده خلق الإنسان؟ وهل خلقه عبثاً؟ وهل نظم ليهو حياته أم فكاهو عكس الهواء؟؟ فالحكاية ليست بالبساطة الإنتو ماخدينها بها .. فلذلك أنا بقول إنه صراع وجودي عميق ، وليس مسألة حكم فقط .. هو فلسفة حياة .. أسيادها يؤمنون ان البشر قادرون علي تسيير حياتهم بدون تدخل قوي ما وراء الطبيعة .. لذلك صاحبنا داك قال إجتهاد البحوث دي كلها لنفي الidea of God .. إنتو ماسكين في قِشرة الموضوع التي تتعلق بالسلطة - سلطة أهل الدين - بينما الفطاحلة أسياد الشئ ذاتها عاوزين ينفوا الإله شخصياً ..
03-01-2013, 11:45 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
Quote: لا توجد أي مفارقة، لأن هذه الدول ليست علمانية وليبرالية بالفهم الذي شرحته اعلاه، أعتقد أنها تحاول أن تكون علمانية ولكن الدين يلعب دور كبير في هذا الموضوع.
Quote: الآن أنا اعيش في الدولة الامريكية والدولة كنظام وقوانين هي علمانية،
كدي دقيقة .. يبدو أني ما ركزت علي الجملة بتاعة الصادق اسماعيل
يا الصادق إنت هنا تقصد أن أمريكا وأوروبا ما علمانيين (الإقتباس الأول)، وفي آخر كلامك تقول إنك تعيش في امريكا الدولة العلمانية (الإقتباس الثاني)!!! .. مالو كلامك لا ورا ولا قدام ؟؟!!! .. يعني لو أمريكا وأوروبا ما علمانيين وتحاول تكون علمانية ، أمَّال العلماني منو؟؟ وبالجانب الآخر لو ما كان دعم اسرائيل من منطلق ديني هو ربط للدين بالسياسة فكيف هو فصل الدين عن السياسة؟؟ !!.. الحاصل هو لخبطة وإزدواجية وتخبُّط مبالغ فيه !!!.. فأنت تري أمريكا دولة علمانية لأنها تحارب ليك إرتباط الإسلام بالسياسة !!.. وهي ليست علمانية لأنها تدعم إسرائيل الدولة الدينية الصارخة !!.. فهي تريد فصل الدين عن السياسة عندما يتعلق الأمر بالمسلمين وتربط الدين بالسياسة حين يتعلق الأمر بإسرائيل !!.. وأنت تمدحها لأنها ضد ربط الإسلام بالسياسة وتقول عنها علمانية - وتقول أنها ليست علمانية حين تصطدم بحقيقة دعمها لإسرائيل لأسباب عقائدية دينية !!! ..
03-02-2013, 00:24 AM
محمد قرشي عباس
محمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195
بدئا أعتذر عن عدم ملاحظتي للبوست نسبة لدخولي المتقطع للمنبر الفترة الفائتة و لك إعتذاري من بَعد على أنني لم أوضح وجهة نظري في موضوع البوست و أخيرا أستميحك عذرا في الإختصار فلا أزال في شاغل من الأمر
أتفق معك على أن المعركة الحالية تدور رحاها بين المؤمنين بحقيقة تتجاوز المنظور و بين المنكرين لأي غيب يتجاوز معارف الإنسان الظاهرية بالعالم في هذا الصراع أقف بلا تحفظ مع المؤمنين على إختلاف مشاربهم و ذلك من داخل دائرة إيماني بالدين الإسلامي ..
هذا الصراع لا يجب أن تخلط فيه "كيمان" العلوم مع "كيمان" السياسة فكما تطالب بالنظر لأصل الإسلام لا لممارسات المسلمين فكذلك عليك النظر لأصل العلوم لا لما تستغل فيه بالباطل أحيانا و حتى لا يتحول البوست لنقاش عن التطور أحب فقط أن أذكر قناعاتي (على أن أبتدر بوستا بالأمر حين فراغ*) نظرية التطور و بقية العلوم البيولوجية ليست بالإيديولوجيا لا مكان لنظرية المؤامرة في العلوم الحديثة الإنسان الأفريقي لا يضار من تطور معرفتنا بإصولنا البيولوجية (يكفي أن أكثر تنوع جيني موجود لدى الأفارقة و هذا في نظرية التطور هو علامة على التكيف الأفضل و الأصلح بمفاهيم النظرية نفسها، ناهيك عن أن الفروقات الجينية بين البشر لا تقسمهم لحيازات عرقية منفصلة كما نظن بحكمنا على ظاهر الشكل)
حقا لا أجد مبررا لربطك التطور بإتجاه فلسفي/سياسي كاللبيرالية و العلمانية هذا شرف لا يستحقونه !! .. فللعلوم إستحقاقاتها الخاصة بغض النظر عن روادها (نيوتن كان مؤمنا بالتنجيم و الخيمياء لدرجة جعلتهم عنده أهم من معادلاته للحركة) غاية ما يمكن قوله أن تيارا ما يستغل نسخة مشوهة من نتائج علم ما ليدعم غاياته الخاصة، تماما كما يستغل الكيزان نسختهم عن الدين !!
من ناحية أخرى أختلف معك كثيرا في نظرتك للأساس النظري للعلوم لكني أحس بأن نقاش هذا الموضوع لن يفيد موضوع البوست كثيرا فإن إتفقنا جدلا على أن العلوم هي معرفة وثوقية تماما بأشياء العالم فلن يفيد ذلك في شيء سعينا للمعنى من الحياة و كيفية عيشها !! فمصداقية العلوم لا أظنها تتعلق بسؤال البوست الأساسي كما أفهمه: كيف نختار معنى حياتنا حتى لا ندمرها بوهم إصلاحها آخر المطاف .. و صدقا فإن الخوارج و المرجئة وجهان لعملة دمار واحدة !!
أما بالنسبة للليبرالية و العلمانية فهما في رأيي أدوات أو ماعون لتحقيق قيم بعينها لا آخال البشر بإختلاف مشاربهم على خلاف حولها (الحرية،العدالة،المشاركة السياسية،ضمان التعليم و الحياة و الصحة ... إلخ) و لكن آفتهما تكمن - في نظري - في غياب البعد الروحي لدي إنسان العصر فإن صلح أمر نظره لمآله إستطاع أن يخطو بالليبرالية و العلمانية للكمال و حينها لن تكون أي حرية مكافئة لممارستها الفعلية !! بل سيكون عمل الصواب نابعا عن القناعة به أكثر من المنع عنه .. فليس هناك ما يجبر الإنسان الحر على أن يخالف قيمه إن كانت قوية حقا !! _____________________________________________ *ما تفضل بذكره العزيز محمد إي سليمان عن عنصرية دارون و تضامين التطور ليس بالإكتشاف الجديد !! .. الأمر يماثل تقريبا الشبهات المستمرة حول الدين رغم توافر الرد عليها بتفصيل مقنع للمنصفين !!
03-02-2013, 00:31 AM
الصادق اسماعيل
الصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620
Quote: الآن أنا اعيش في الدولة الامريكية والدولة كنظام وقوانين هي علمانية، لكن الدين يلعب دور اساسي في السياسة الامريكية، والحكومة تتكون من اناس متدينين ويحاولون فرض وجهة نظرهم الدينية (تنظيم الاسرة، زواج المثليين) وغيرها من قوانين دينية على الذين لا يؤمنون بذلك. لذلك قلت لك أنها ليست علمانية بالفهم الذي شرحته أنت. لكن في الوقت نفسه أنا اتمتع ببمارسة حريتي الدينية اكثر من أي بلد آخر.
وأنا قلت ليك إنها ما علمانية بالفهم بتاعك (أي نفي الدين خالص من السياسة)، الرئيس الأمريكي بيقسم على الإنجيل كمثال فقط، والكثير من المواقف مبنية على الجانب الديني، زي (زواج المثليين).
لكن نجي للنقطة الأهم من كلامك
وهي أن العلم يريد إثبات عدم وجود الله، يا منير بالنسبة للمنهج العلمي (Science) فالله غير موجود من اساسو، ببساطة لا يمكن اثباته (تجريبياً) وبالتالي يصبح غير موجود، لأن ما هو علمي (بالمفهموم) لكلمة علم هو ما تم اثباته بالتجربة.
وبالتالي الليبراليين أو العلمانيين حتى ولو سادو الارض كلها لا يستطيعون أن يمنعوا احد من ممارسة اعتقاده، لأنهم حينها ببساطة لن يكونوا ليبراللين، أي أنهم لا يؤمنون بحرية التعبير والعقيدة.
الجانب الآخر من المعادلة أن المسيحي او المسلم او اليهودي لو ساد الأرض فسيمنع الآخر من ممارسة دينه وهذا هو درس التاريخ فالدول المسيحية والاسلامية واليهودية منعت الآخرين من ممارسة اديانهم او فرضت عليهم قوانينها.
سلام يا دكتور و فاتني اشكرك علي البوست و الحوار الجميل و االله يا منير انت قاعد تكتب كلام كتير ساي بدون اى دلائل، و بتجيب كلام لا يصلح الا للونسة و الترفيه كدلائل لما تقول من شاكلة واحد قالي Challenger عايزيين يتحدوا بيها االله و واحد تاني قال شنو ما عارف
انا وقتي ممحوق، لكن اعدك انو حا ارد علي كل النقاط التي اثرتها من الصفحة الاولي، و من هسي ياريت لو تطلب من بكري ابو بكر ينقل هذا البوست للربع القادم عشان نناقش كل النقاط المثاره حول العلمانية و محاربتها للدين
لكن يا دكتور عشان الحوار يمشي لي قدام، ساعدنا في الاول بالفهم الصحيح للاسلام، عشان ما نضيع زمن نتغالط فيما هو معروف من الدين بالضرورة عليك الله يا دكتور هسي ما حرام نضيع زمن نناقش انو نحن كمسلمين نعمل للاخرة والعلمانيين ناس دنيا ساي ياخي حرام عليك، بعد ما ربنا امرنا ان لا ننسي نصيبنا من الدنيا و ابن كثير قال المآكل و المشارب و الملابس و المساكن و المناكح، اها الفضل شنو من ملذات الدنيا لانوا بالطريقة دي حا نضيع زمنا في الفارغة
Quote: المفارقة الصارخة الساطعة كالشمس أننا نري أن أكبر الدول الرائدة في العلمانية والليبرالية وتحارب الدول الدينية بعنف لا هوادة فيه، هي أكبر الدول دعماً لأشذ دولة دينية في التاريخ - وهي دولة إسرائيل !!!!-
Quote: الأصل الأيديولوجيّ الحقيقيّ للإرهاب الدّاروينيّة و المادّيّة هارون يحيى تعريب: مبارك بقنه
المدخل: يعتقد كثير من النّاس أنّ تشارلز داروين هو المؤسس الأول لنظريّة التطوّر, وإنها تستند على البحث العلميّ،والملاحظات، والتّجارب . وبالرغم من أنّ داروين لم يكن المؤسس لهذه النظرية, وأنها لا تستند على الدّليل العلميّ .إذ أن النّظريّة عبارة عن تعديل لطبيعة المذهب القديم المسمى بالفلسفة المادّيّة, إلا إنها أُيدت بطريقة عمياء باسم الفلسفة المادّيّة .
وبسبب بانتشار الدّاروينيّة و الفلسفة المادّيّة معًا والتي يساندها التّعصّب, فقد سببت كثير من الكوارث. ومن ذلك تغيّرت إجابة النّاس حول سّؤال ما الإنسان؟ فالذين اعتادوا الرّدّ: بأن النّاس خُلِقُوا من قبل اللّه و يجب أن يعيشوا وفقاً للمبادئ التي علمهم الله. فقدوا بدءوا الآن يعتقدون أن الإنسان جاء لحيّز الوجود بالصّدفة البحتة, وأنه حيوان تطوّر بالقتال من أجل البقاء" . وقد دُفع من أجل تمرير هذا الخداع الكبير أموالاً ضخمة. ومن هذا الخداع استمدت أيديولوجيّات العنف قوتها كالعنصريّة, والفاشيّة والشّيوعيّة، وكثير من الرؤى العالمية الوحشية الأخرى التي بنيت على أساس الصراع.
وفي هذا المقال سندرس الدّاروينيّة والتي جاءت بالكارثة إلى هذا العالم وأظهرت علاقتها بالإرهاب, والذي يعتبر أحد أهمّ المشاكل العالميّة في وقتنا الحاضر.
التصور الخاطئ للدّاروينيّة : الحياة صراع: أعلن داروين في إحدى مقدماته الأساسية عند تطوير نظريّته : أن تطور الكائنات الحيّة يعتمد على الصراع من أجل البقاء . والأقوى ينتصر في الصّراع . والأضعف يُحْكَم عليه بالهزيمة والاندثار .
ووفقاً لداروين, كان هناك صراع قاسي و نزاع أبديّ في الطّبيعة من أجل البقاء. ودائمًا القوي ينتصر على الضّعيف, مما يمكّن من حدوث التطور. ويلاحظ أن العنوان الفرعيّ الذي أعطاه لكتابه " أصل الأنواع" : يلخّص تلك الرّؤية وهو " أصل الأنواع بواسطة التّكيّف الطّبيعيّ أو المحافظة على السلالات المفضلة في الصّراع من أجل الحياة".
بالإضافة إلى ذلك، اقترح داروين أن المعركة من أجل البقاء انطبقت أيضًا بين السلالات البشريّة . وطبقًا لهذا الادعاء, كانت "السلالات المفضلة" هي المنتصرةً في الصّراع . والسلالات المفضلة, في وجهة نظر داروين, هم الأوربّيّون البيض . أما السلالات الإفريقيّة أو الآسيويّة فقد تخلّفت في الصّراع ؛ بل ذهب داروين إلى مدى أبعد, واقترح أن هذه السلالات قريبًا ستفقد كلّيّة في الصّراع من أجل البقاء , وبالتالي سيختفون:
في بعض الفترات المستقبليّة, وهو يعتبر قصيراً في مقياس القرون, أن الأجناس المتحضّرة الإنسانية ستفنى, ويحل محلها في أرجاء العالم السلالات البدائية. وفي نفس الوقت، فإن القرود المجسّمة في شكل الإنسان ستفنى. وستتسع والفجوة بين الإنسان وأقرب حلفاءه. [1]
ويشرح عالم الأنثروبولوجيا الهنديّ لليتا فيديارثي كيف أن نظريّة التطور لداروين فرضت العنصريّة على العلوم الاجتماعيّة : "نظرية داروين البقاء للأصلح وجدت ترحيباً شديداً في هذا العصر من قبل العلماء الاجتماعيّين, و اعتقدوا أنّ البشريّة قد حقّقت مستويات متنوعة من التطور تتوجت في حضارة الرّجل الأبيض. وفي النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر قُبِلَت العنصرية كحقيقة عن طريق الأغلبيّة العظمى للعلماء الغربيّين."[2]
مصدر أفكار داروين: نظريّة مالثس الوحشية: كان مصدر أفكار داروين لهذا الموضوع كتاب توماس مالثس العالم الاقتصاديّ البريطانيّ في مبحث عن مبدأ السكّان . ظن مالثس أن السّكّان البشريّين ازدادوا بسرعة . وفي رؤيته, أن العامل المؤثر الرئيسي الذي أبقى السّكّان تحت السّيطرة هي الكوارث مثل الحرب, والمجاعة، والمرض . باختصار, وفقاً لهذا الادعاء الوحشي, فإن بعض النّاس ينبغي عليهم أن يموتوا من أجل أن يعيش الآخرون. فقد جاء الوجود بقصد "الحرب الدّائمة ".
وفي القرن التاسع عشر, قُبلت أفكار مالثس على نطاق واسع . فقد ساند بخصوصية المفكّرون الأرستقراطيّون الأوربّيّون أفكاره القاسية. ففي مقال معنون بـ "جدول أعمال النّازيّين العلميّ السّرّيّ ", متعلق بأهمّيّة القرن التاسع عشر وذلك بأن ترتبط أوروبّا برؤية مالثس حول السكّان والموصوفة بهذه الطّريقة :
وفي النصف الافتتاحيّ للقرن التّاسع عشر اجتمع أعضاء الطّبقات الحاكمة خلال أوروبّا لمناقشة مشكلة السّكّان المكتشفة حديثًا و لابتكار طرق تنفيذ التّفويض المالثوسي, لزيادة معدّل الوفيات للفقراء: "بدلاً من توصية إزالة الفقر ، ينبغي أن نشجّع العادات المتناقضة . في بلادنا علينا عمل الطرق الضيقة , وحشد أكثر الناس في البيوت, وبطريقة ما يُعاد وباء الطّاعون . وينبغي على الدولة أن نبني قرانا قرب البرك الرّاكدة, ونشجع بشدة المستوطنات في كلّ المستنقعات والأوضاع الضّارّة " وهكذا . [3]
وكنتيجة لهذه السّياسة القاسية, فإن الضّعيف والذين فقدوا الصّراع من أجل البقاء سيُزِيلُونَ, ونتيجة للزّيادة السّريعة في السكّان فسيكون هناك توازن في الخارج . وما يسمى بسياسة " اضطهاد الفقر" ، والذي نُفذ فعلياً في القرن التاسع عشر في بريطانيا. وأنشئ النظام الصناعيّ الّذي جعل أطفال الثّمانة والتاسعة يعملون ستّة عشر ساعة في اليوم في مناجم الفحم، والآلاف منهم ماتوا في ظّروف قاسية . فبسبب نظريّة مالثس، أدّى "الصّراع من أجل البقاء "، الملايين من البريطانيّين أن يعيشوا حياة مليئة بالمعاناة.
وقد تأثّر داروين بهذه الأفكار, فعمم هذا الصراع على كلّ الطبيعة, و اقترح أن الأصلح والأقوى ظهر منتصراً من حرب الوجود هذه . علاوة على ذلك, ادّعى أن ما يسمّى بالصّراع من أجل البقاء كانت مبررة لقانون الطبيعة الثابت . من ناحية أخرى, دعا النّاس لترك معتقداتهم الدّينيّة بإنكار الخلق, ولهذا استهدف كلّ القيم الأخلاقيّة التي يمكن أن تكون عقبةً لهذه الوحشية: "الصّراع من أجل البقاء". وبنشر هذه الأفكار الضالة التي جعلت الأفراد قاسيين وبلا رحمة, كلّفت البشريّة قيمة عالية في القرن العشرين .
دور الدّاروينيّة في التهيئة الأساسية للحرب العالميّة الأولى: عندما سيطرت الدّاروينيّة على الثّقافة الأوربّيّة, بدأت آثار " الصّراع من أجل البقاء" في الظّهور . فبدأت ـ خاصة ـ الدّول الأوربّيّة الاستعماريّة في تصوير الدّول التي استعمروها كـ"دول نامية ارتقائيّة" واعتمدوا على الدّاروينيّة لتبرير ذلك.
وكان الأثر السّياسيّ الأكثر دمويّة للدّاروينيّة هو نشوب الحرب العالميّة الأولى في عام 1914 م.
يشرح الأستاذ المؤرخ البريطانيّ المعروف جيمس في كتابه "أوروبّا منذ 1870" , أن أحد العوامل التي هيئت الأرضية للحرب العالميّة الأولى كان إيمان الحكّام الأوربّيّين في ذاك الوقت بالدّاروينيّة. فعلى سبيل المثال، رئيس أركان أوسترو-هنجريا , كتب في مذكّراته ما بعد الحرب :
إن الدّيانات الإنسانية, والتّعاليم الأخلاقيّة، والمذاهب الفلسفيّة قد تؤدي أحيانًا إلى إضعاف صراع بقاء البشريّة في شكلها القاسي، لكنهم لن ينجحوا في إزالته كمحرك محفز للعالم، إنه يتوافق مع هذا المبدأ العظيم، أن كارثة الحرب العالميّة حدثت كنتيجة للقوى المحفزة في حياة الدول والشّعوب, كالعاصفة الرعديّة التي يجب أن تفرغ شحناتها بذاتها.[4]
بهذا الأساس الأيديولوجيّ, فليس من الصعوبة فهم لماذا كونرد, كان ينبغي عليه أن يشجّع إمبراطوريّة أوسترو- هنجريان لتعلن الحرب . كانت مثل هذه الأفكار في ذاك الوقت ليست محصورة على القوّات المسلّحة. ففي عام 1914م كتب كورت ريزلر, السّكرتير الخاصّ لفون ثيوبالد وصديق المستشار الألمانيّ بيثمان-هوللويج,: العداوة الأبديّة المطلقة ملازمة أساسًا للعلاقات بين الشعوب, و العداء الذي نلاحظه في كلّ مكان ليس نتيجة لفساد الطبيعة الإنسانية ولكنّه جوهر العالم و منبع الحياة نفسه[5].
وعمل جنرال الحرب العالميّة الأولى، بيرناردي فون فريدريش, علاقةً متشابهةً بين الحرب و قوانين الحرب في الطّبيعة . إذ أعلن بيرناردي أنّ الحرب حاجة بيولوجيّة, وإنّها بمثل ضرورة صراع عناصر الطبيعة, وبما أن قراراته تستند على طبيعة الأشياء ، فإنه فقط يعطي قرارًا بيولوجيًّا.[6]
وكما رأينا, اندلعت الحرب العالميّة الأولى بسبب أن المفكّرين الأوربّيّين، والجنرالات والمسؤولين الذين شاهدوا الحرب, وإراقة الدّماء، والمعاناة اعتبروا ذلك نوع من " التطور", و اعتقدوا أنهم لم يغيروا "قانون الطبيعة". فالأصل الأيديولوجيّ الذي جرّ كلّ ذلك الجيل إلى الدّمار لم تكن سوء مفاهيم داروين للصّراع من أجل الحياة والسلالات المفضلة .
وخلفت الحرب العالميّة الأولى ثمانية ملايين قتيلاً, ومئات من المدن المدمّرة، وملايين من الجرحى, والمقعدين, والمشردين، والعاطلين . والسّبب الرئيسي للحرب العالميّة الثّانية والتي اندلعت بعد 21 سنة وخلفت 55 مليوناً قتيلاً, كان أيضًا مبنياً على أساس الدّاروينيّة .
ثمرة "قانون الغابة" : الفاشيّة: في القرن التاسع عشر غذت النّازيّة الدّاروينيّة العنصريّة, وشكّلت القاعدة الإيديولوجيّة التي ستطوّر وتغرّق العالم في مستنقع من الدّم خلال قرن العشرين .
فالنفوذ الدّاروينيّ القويّ يمكن أن يُرَى في الأيديولوجيّين النّازيّين . فعندما يدرس أحدٌ هذه النّظريّة ـ والتي أُعْطِيَتْ الشكل من قبل أدولف هتلر و ألفريد روزنبرج ـ يصادف مثل هذه المفاهيم كالتّكيّف الطّبيعيّ, واختار التّزاوج, و الصّراع بين السلالات من أجل البقاء. وهتلر عندما سمى كتابه ( كفاحي ), والذي يتكلّم عن الصّراع خصوصًا بين السلالات، كان ملهمًا بالصراع الدّاروينيّ من أجل البقاء ، و مبدأ أن النّصر للأصلح: في الألفيّة الجديدة سيبلغ التاريخ الذروة في روعة فريدة للإمبراطوريّة, وذلك على أساس سلسلة عرقية جديدة.[7]
أعلن هتلر، في اجتماع حزب نريمبيرج سنة 1933م, أن موضوعات الجنس الأعلى بنفسه جنس أقلّ ... الحقّ ما نراه في الطّبيعة هو الحقّ الوحيد الذي يمكن أن يتصور.
أنّ تَأَثَّر النّازيّون بالدّاروينيّة من الحقائق التي يقبلها كثير من المؤرّخين. فيصف المؤرّخ هيكمان تأثير الدّاروينيّة على هتلر كما يلي :
كان هتلر مؤمن للغاية بالتطور وداعياً إليه . وبغض النظر عن عمق, وتعقيدات هوسه, فإنّه من المؤكد أن. كتابه, (Mein Kampf), وضع بوضوح عدداً من الأفكار الارتقائيّة, خصوصًا تلك التي تؤكد الصّراع، والبقاء للأصلح والإبادة للأضعف وذلك لإنتاج مجتمع أفضل. [8]
وبهذه الرّؤى التي أظهرها هتلر, جرّ العالم إلى العنف والذي لم يحدث له مثيل من قبل. وكثير من المجموعات السّياسيّة و العرقيّة, و بخاصّة اليهود, عُرِّضُوا لقسوة رهيبة ، ومذبحة فظيعة في المعتقلات النّازيّة خلال الحرب العالميّة الثّانية والتي بدأت بالغزو النّازيّ وأدت إلى قتل 55 مليون شخص . وكان خلف هذه المأساة التّاريخية الفظيعة المفهوم الدّاروينيّ العالميّ الصّراع من أجل البقاء .
التّحالف الدموي: الدّاروينيّة و الشّيوعيّة كان الشّيوعيّون دائمًا بين أشرس مدافعين لنظريّة داروين، فالفاشيّون يُوجَدون في حزب اليمين للدّارونيّة الاجتماعيّة, ويُحْتَلّ الحزب اليساري من قبل الشّيوعيّين .
وتذهب العلاقة بين الدّاروينيّة و الشّيوعيّة إلى كلا مؤسّسي هذين المذهبين .ماركس وإنجيلز, مؤسّسي الشيوعيّة, كلاهما قد قرآ "أصل الأنواع" لداروين بمجرد أن ظهر, و أُذْهِلَا بموقف المادّيّة الجدليّة . وظهر التوافق بين ماركس وإنجيلز بأنهما رأ نظريّة داروين كـ " احتواء أساسي للتّاريخ الطّبيعيّ للشّيوعيّة " . وإنجيلز في كتابه جدليات الطّبيعة ــ والذي كتبه تحت تأثير داروين ــ كان يثني كليةً على داروين, و حاول عمل مساهمته للنّظريّة في فصل " الدّور الملعوب من قبل العمالة في الانتقال من القرد إلى الإنسان ".
والشّيوعيّون الرّوس الذين ساروا على خطوات ماركس و إنجيلز, مثل بليخانوف, ولنين, وتروتسكي وستالين, اتّفقوا جميعاً مع نظريّة داروين للتّطوّر . فبليخانوف الذي يُعْتَبَر كمؤسّس للشّيوعيّة الرّوسيّة, اعتبر الماركسيّة كالدّاروينيّة في تطبيقاتها في علم الاجتماع [9].
قال تروتسكي: "اكتشاف داروين هو أعلى انتصار بالكامل للمنطق الجدليّ في مجال المادّة العضويّة " [10]
وكان للتعليم الدّاروينيّ الدور الأكبر في تكوين الكوادر الشّيوعيّية . على سبيل المثال, يلاحظ المؤرّخون أن ستالين كان متديّنًا في شبابه, لكنّه أصبح ملحدًا بسبب كتب داروين[11] .
ماو ـ الذي أنشأ الحكم الشّيوعيّ في الصّين وقتل الملايين من النّاس ـ صرّح علانية أن الاشتراكيّة الصينيّة تُنْشَأ على داروين و نظريّة التطوّر .[12]
ويذهب المؤرّخ جيمس ريف في جامعة هارفارد في تّفصيل متسع بخصوص أثر الدّاروينيّة على ماو والشّيوعيّة الصّينيّة في بحثه في كتاب "الصّين و تشارلز داروين" . [13]
باختصار, هناك رابطة غير قابلة للإنشطار بين نظريّة التطوّر والشّيوعيّة. فالشّيوعيّة ـ كأيديولوجيّة إلحادية ـ ترتبط بقوة بالدّاروينيّة. وتستمد بما يسمّى بالدّعم العلميّ للإلحاد من نظرية داروين والتي تدّعي أن الكائنات الحيّة هي نتاج لصدفة بحتة. وعلاوة على ذلك, نظريّة التطوّر تؤيد المفهوم الجدليّ الضّروريّ للشّيوعيّة إذ تقترح نظرية التطور أن التطور في الطّبيعة ممكن بفضل الصراع ( بعبارة أخرى الصّراع من أجل البقاء ).
ونحن نستطيع نفهم بوضوح بُعد الكارثة الدّاروينيّة التي حلت على كوكبنا إذا فكّرنا في المفهوم الشّيوعيّ "للصراع الجدليّ " كماكينة قتل والذي قتل قرابة 120 مليون شخص خلال قرن العشرين .
الدّاروينيّة و الإرهاب بما رأيناه حتّى الآن, فالدّاروينيّة هي أصل أيديولوجيّات العنف المختلفة والتي قدمت الكارثة إلى البشريّة في القرن العشرين. ومع ذلك, بالإضافة لهذه الأيديولوجيّات, فالدّاروينيّة أيضًا تُعرّف " المفهوم الأخلاقي" و "الطّريقة" التي يمكن أن تؤثّر على الرّؤى العالميّة المختلفة . فالفكرة الرئيسة وراء هذا المفهوم والطّريقة هو " قتل هؤلاء الذين ليسوا منا".
ويمكن أن نشرح هذا بالطّريقة التّالية : هناك معتقدات مختلفة, وفلسفات ووجهات نظر عالمية. وهؤلاء يمكن أن ينظروا إلى بعضهم البعض بإحدى طريقتين : الأولى: يمكن أن يحترموا وجود هؤلاء الذين ليسوا منهم، ويحاولوا بطريقة إنسانيّة تأسيس حوار معهم. الثانية: يمكن أن يختاروا محاربة الآخرين ، ومحاولة إنقاذ الأصلح عن طريق إبادة الآخرين ، أي بعبارة أخرى، التّصرّف كحيوان برّيّ .
والرّعب الذي نسمّيه "الإرهاب" هو لا شيء سوى عبارة الرّؤية الثّانية .
عندما ندرس الاختلاف بين هذين الاتجاهين, نستطيع أن نرى أنّ فكرة " الإنسان كحيوان مقاتل" والذي فرضته الدّاروينيّة فيما دون الوعي في عقول الناس، فالأفراد والمجموعات التي تختار طريقة الصراع ربما لم يسمعوا أبدًا عن الدّاروينيّة ومبادئها الأيديولوجيّة؛ لكنّهم في التّحليل النّهائيّ, يتّفقون مع الرؤية الفلسفية والتي تستند على الدّاروينيّة، مما يقودهم ذلك للإيمان بأحقّيّة العنف كالشّعارات الموجودة في الدّاروينيّة مثل:
في هذا العالم, البقاء للأقوى السّمك الكبير يبتلع السمك الأصغر. الحرب فضيلة. يتطور الإنسان عن طريق الحرب.
وهذه الشعارات تكون فارغة إذا جردناها من الدّاروينيّة. ففي الواقع, عندما تُؤْخَذ الدّاروينيّة بعيدًا, فإن فلسفة الصراع تتلاشى. فالديانات الثّلاثة التّوحيديّة التي يؤمن معظم النّاس بها, الإسلام, والنصرانية، و اليهوديّة, كلها تعارض العنف. وتتمنّى جلب السّلام والانسجام إلى العالم، وهي تعارض قتل الأبرياء، أو تعذيبهم. فالصراع والعنف ينتهك الأخلاقيّة التي جعلها اللّه للإنسان, بينما الدّاروينيّة ترى وتصوّر الصراع والعنف كمفاهيم صحيحة ومبررة وطبيعية يجب أن توجد.
لهذا السّبب, إذا ارتكب بعض النّاس الإرهاب باستخدام مفاهيم ورموز باسم هذه الأديان الثلاثة: الإسلام, والنصرانية، و اليهوديّة, فتأكد أن هؤلاء النّاس ليسوا مسلمين, أو نصارى، أو يهود؛ وإنما هم في الحقيقة دّاروينيّون اجتماعيّون، يختبئون تحت عباءة الدين, فهم ليسوا مؤمنين حقيقيّين، حتّى وإن ادّعوا أنهم يخدمون الدّين فهم في الواقع أعداء للدين وللمؤمنين، وذلك لأنهم يرتكبون الجريمة التي يحرمها الدّين ، ويشوهون صورة الدّين في عيون النّاس .
لهذا السّبب, أصل الإرهاب الذي أصاب عالمنا اليوم ليس في أيّ من الدّيانات التّوحيديّة, ولكنّه في الإلحاد, و تعبير الإلحاد في أوقاتنا هو : "الدّاروينيّة" و "المادّيّة ".
03-02-2013, 11:35 PM
فردوس جامع
فردوس جامع
تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 1179
Quote: بعيداً عن فساد الدول الإسلامية لأنه فساد في الممارسة .. لأننا لا نريد محاكمة الإسلام بممارسات المسلمين .. لو أصلو بتحاكموا الفكرة بمن يمارسها حقوا تحاكموا النظام العلماني
من يحاكم الإسلام بممارسة المسلمين؟
و هل العلمانية ديانة
Quote: وأتت بزواج المثليين
يعني ممارسات المثليين ديل محتاجة لورقة من السلطان, القس أو آي سلطة إلهية عشان تمارس. المثليين ديل موجودين منذ الأزل ...قوم لوط.
بالبعض علة خلقية ...تعمل معاها شنو من وجهة نظرك؟ نحرس غرف نومهم بأمر المحكمة مثلاً , عشان الله ما يدخلنا النار؟ بعدين الصراع الدائر الآن في هذا الشأن مدني بحت!!! المثليين أصلاً متزوجين بفهمنا نحن لمؤسسة الزواج... هم بيطالبوا بحقوق ذي ال health insurance coverage , عائد تأمين الحياة, حضانة الأطفال, من يقرر في مصيرهم في حالة كونهم عاجزين و أشياء من هذا القبيل.
إستفضت ليك في الحتة دي لأنها شكلها مهجساك :) المثليين , المثليين , المثليين....
يا أخ منير,
إلتمست من ردك, أنك تحلم بيوتوبيا من المستحيل تحققها في أرض الواقع! ده في حالة إنك فعلاً تعني ما تقول...
Quote: شوفي إنتي دواخلك عاوزة شنو؟ دين أم دنيا .. ؟؟ ..
عاوزاهم الإتنين ...المانع شنو؟
أيضاُ
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
أقول قولي هذا و أنا لا علمانية لا ليبرالية... مسلمة ساي ...سمح :)
Quote: الحمد لله الذي خلق كل شيء وقدره تقديرا، بث في الأرض من كل دابة، وخلق آدم بيده على صورته ونفخ فيه من روحه، ثم أسجد له الملائكة توقيرا .. والصلاة على خير خلقه محمد النبي الأمي، خاتم النبيين والسلام عليه وعلى آله تسليما كثيرا..
أما بعد..
فإنه لا يكاد يخفى على أحد في هذا الزمان ما لنظرية داروين الموسومة (النشوء والارتقاء) من تأثير بالغ على أصول الفكر العلمي الطبيعي والفلسفي – بصورة عامة – في بلاد الغرب في زماننا، لا سيما في أوروبا، المتصدرة في بث أوحال الإلحاد في الأرض في كل مكان، والله المستعان.
ولا يبالغ في الحقيقة من يدعي أن علوما بأكملها – تخصصات علمية مستقلة – قد قامت على أساس تلك النظرية وحدها، لا سيما فيما بين حقلي علم الأحياء الطبيعي وعلوم البحث والتنقيب الحفري التاريخي (الأركيولوجيا).. علوما تقوم أصولها – بكل ما فيها من مباحث - على تلك النظرية، قيام البناء على الأساس! ويكفي أن نشير ههنا على سبيل المثال إلى ما يسمى بعلم (الإحثاء) أو Paleontology وهو ذلك العلم المعني بدراسة ما يسمى بالتاريخ الطبيعي (وهو تاريخ ارتقاء الكائنات بعضها من بعض بناءً على نظرية داروين)! فهذا العلم ربيب لتلك النظرية، فبقاؤه – كله بكل ما فيه من مباحث – مرهون ببقائها، وزواله بزوالها، والمطالع كذلك لفلسفات الغرب خلال القرنين الماضيين يلمس بجلاء ما لهذه النظرية من تأثير في كافة حقولها عندهم، ولا تكاد اليوم تقف على كتاب من كتاب الفلسفة الغربية المعاصرة – حتى فلسفة الأخلاق والأديان – إلا وترى فيه تقريرا – بالتضمين أو التصريح - لتلك النظرية وبناءا عليها!
فكانت سنة الله في هذه الأمة كما قررها سيد المرسلين بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم.. أن يخرج من يتبع سنن اليهود والنصارى في التعامل مع هذه النظرية (... شبرا بشبر وذراعا بذراع)! فمما يؤسف له أشد الأسف، أن نرى من عقلاء المسلمين من يضربه الوهن والهزيمة النفسية في مقتل، كما ضربت كثيرا من النصارى الغربيين من قبل، من علماء الطبيعيات والفلاسفة المتصدرين لمناقشة الملاحدة في دعاواهم المعاصرة، فإذا هم يتلمسون موطنا وسطا بين تلك النظرية وما جاءنا من خبر الخلق في نصوصنا، يرومون الجمع بين المتناقضين من حيث لا يشعرون!
يقول قائلهم – كما قالت النصارى من قبل: "ليس في نصوصنا ما يمنع من قبول أصل نظرية داروين وفكرة ارتقاء الكائنات من بعضها البعض بصفة عامة، فبوسعنا أن نقول إن ذلك كله إنما كان من تقدير الرب جل وعلا، مع استثناء خلق آدم عليه السلام لما جاء فيه من النص الصريح"! ويقول القائل منهم (ينقل كلاما لا يعي حقيقته): "الارتقاء Evolution حقيقة علمية مجمع عليها في سائر دوائر العالم العلمية، فلا يمكننا إنكاره، وإنما نقول إن الله قد خلق به خلقه على ذلك النحو البديع الذي نراه، في عملية طويلة دامت عبر بلايين من السنين على سطح الأرض"! (يقلد في ذلك دعوى علماء النصارى المشتغلين بالرد على الملاحدة في أوروبا، حذو القذة بالقذة)، بل رأينا من ذهب إلى أبعد من هذا، وخالف صريح القرءان وقال بما معناه: "لا مانع من قبول نظريات التاريخ الطبيعي بأكملها، والقول بأن آدم عليه السلام كان سليلا للقردة العليا، اصطفاه الله وذريته من جنس بدائي بائد، ليرتقوا إلى تلك المنزلة التي نراها الآن لبني آدم في الأرض"!!
فيا لله كيف اهتز اليقين في تلك النفوس المسكينة، في قضايا غيبية لا سبيل إلى الوقوف على خبرها وحقيقة ما جرى فيها – أصلا - إلا بنص من الرب جل وعلا، فراحوا يتأولون النصوص خرقا للإجماع وهدما لفهم الأمة عبر قرونها المتطاولة لما بين يديها من نصوص الوحي، وراحوا يتلاعبون بها تلاعب النصارى وغيرهم من أهل التحريف والتبديل، وكأنما وضعهم هذا "الداروين" في مأزق وضيق عليهم الخناق وأحرجهم، فلم يجدوا إلى خروج من سبيل إلا بالرضوخ له ولمن صار يدين بدينه الجديد ممن أحكموا سيطرتهم على دوائر البحث الأكاديمي في أوروبا وغيرها، يقولون كما قالت قريش للذي بعثه الله فيهم بالحق، "نعبد إلهك يوما وتعبد آلهتنا يوما"!!
ويجهل إخواننا أن تلك الطائفة المهزومة من النصارى قد أصبح المثقفون في أوروبا يسمونهم بالخلقيين creationists وكأنما صار الخلق – بسبب طريقة هؤلاء المساكين المفتونين في المنافحة عن معنى الخلق - لا يزيد على كونه "نظرية" قابلة للأخذ والرد، يُطلب التدليل عليها كما يطلب على غيرها من فرضيات العلم الطبيعي أو الفلسفي!!! ووالله الذي لا إله إلا هو، ما رأت البشرية انحطاطا للعقل كما رأت على أيدي هاتين الطائفتين جميعا، المتنازعتين على وجود الرب جل وعلا، يقولون "لأهل الدين (نظرية) في نشأة الكائنات على الأرض (ألا وهي الخلق)، ولأهل العلم نظرية أخرى، ولكل من الفريقين أدلته"!!!
ولست في هذا المقال بالذي يروم هدم جهود إخوانه ممن انفردوا على ساحة الدعوة إلى الله تعالى في الغرب وفي بلادنا بالتصدي للملاحدة وأضرابهم، ولكنه نداء توجيه وتحذير، أوجهه إلى كافة المشتغلين بالرد على الملاحدة والمتكلمين في تأصيل موقف المسلم من قصة الخلق وتاريخ الكائنات على سطح هذه الأرض ومن نظرية داروين وما جاء به من البضاعة = أن اتقوا الله والزموا سبيل المؤمنين من قبلكم في هذا كما في غيره، ثم تعلموا – رعاكم الله - تلك النظرية الفاسدة على حقيقتها وافقهوها حق الفقه، فإن فعلتم فسيظهر لكم من قبل ما كان خافيا عليكم، وسيظهر لكم بطلان ووهاء كثير مما أعجبكم من طرائق للنصارى الغربيين في الرد على هؤلاء الدراونة! وسيتبين لكم أنه ليس بعد الهدى إلا الضلال، وأنه ليس بين الحق والباطل إلا باطل مخلوط بحق مدخول!
فاعلموا حفظكم الله وسددكم أن نظرية داروين في أصل الأنواع إنما تقوم – في أصلها الفلسفي – على مطلب إيجاد آلية عشوائية – أي لا تحتاج إلى قوة خارجية لتوجيهها وحكمها وضبطها – لنشوء تلك الكائنات على سطح الأرض، بدءا من أصل الخلية الواحدة! (ولك أيها العاقل الكريم أن تتأمل في وصفي الآنف للآلية بأنها عشوائية، وجعل العشواء آلية، وتنعم النظر في هذا الوصف: ففيه أصل الفساد في نظرية داروين لو تأملته!) فما كان إلا أن وضع داروين تلك الآلية فيما يسمى بالانتخاب الطبيعي Natural Selection بالإضافة إلى ما يسمى بالطفرة العشوائية Random Mutation . ولهذا لم يسم داروين كتابه الأول (أصل الكائنات بالارتقاء) وإنما (أصل الكائنات بالانتخاب الطبيعي)! وهذه الآلية هي إضافته التي حولت تلك النظرية من مجرد فكرة فلسفية قديمة إلى نظرية في علم الأحياء على نحو ما نرى.. فما حقيقة الانتخاب الطبيعي هذا وكيف تعمل تلك (الآلية)؟
تقوم فكرة الانتخاب الطبيعي ببساطة على افتراض أن التكيف مع الطبيعة شرط كان الأصل في سائر ما جاء إلى الأرض من كائنات هو العجز عن القيام به والتخلف عنه (على اعتبار أن تلك الكائنات ليست بمخلوقة ولا جاءت إلى الوجود بفعل فاعل مريد ذي قدرة وإرادة)، فكان مصيرها جميعا الهلاك والانقراض إلا ما كان منها سعيد الحظ بظهور جين جديد في خلاياه (بالطفرة العشوائية ونحوها) أفضي إلى ظهور عضو جديد أو وظيفة جديدة أو نظام بيولوجي جديد في ذلك النوع بعينه، أعانه على التكيف مع الطبيعة (كالمفتاح مع القفل على حد تشبيه دوكينز)، فلم يهلك ذلك الكائن، واستمر نوعه وبقي، وبهذا تكون الطبيعة قد "انتخبته" دون غيره من الكائنات ليبقى في الأرض، ولتنزل منه سلالة من كائنات أخرى، يهلك ما يهلك منها حتى تأتي الطفرة العشوائية السعيدة ليبقى منها ما يبقى، فكلها جاءت إلى الأرض بأمثال تلك الطفرات العشوائية التي وصلت بنا في النهاية – وبعد بلايين السنين – إلى هذا الحال الذي نراه على سطح الأرض!
هذه أيها الموحدون الكرام، وباختصار شديد، حقيقة ما يسمى بنظرية داروين في أصل الأنواع. يؤمن هؤلاء السفهاء بأن الحياة يمكن أن تنشأ على هذا النحو البديع الذي لا تكاد تدرك عظمته عقولنا، من خلال تراكم طويل لخطوات من الإضافات العشوائية الكثيرة التي لم تلتزم نسقا معينا ولا طريقا مخصوصا، حتى وصلت في النهاية إلى هذا الحال المحكم تام الإحكام الذي نراه الآن من حولنا في كل مكان! فأين عقولهم هؤلاء إذ يصفون العشواء التي لا حاكم لها، بأنها آلية محكومة تنضبط بقوانين الطبيعة عبر بلايين السنين، وكيف يغفلون عن ذاك التناقض العجيب؟؟ وأين عقولهم إذ يصفون الكائنات بالنشأة العشوائية، ويغفلون عن ضرورة الإرادة والتقدير في صياغة تلك العلاقة البديعة – من الأصل – بين الطبيعة والمخلوقات، وبين المخلوقات وبعضها البعض، التي هي شرط لبقاء الكائن و"انتخابه" بالأساس، كتلك العلاقة بين المفتاح والقفل التي ضربوا بها المثل؟؟ هؤلاء أسفه أهل الأرض عقولا، ولا عجب في هذا! ولكن العجب كل العجب، والمصيبة كل المصيبة، فيمن افتتن بهم من عقلاء المسلمين وراح يقول إن الإسلام ليس فيه ما يمنع من قبول نظرية داروين بعمومها فيما عدا ما يتعلق بخلق آدم عليه السلام!! شيء مخجل والله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
بأي عقل ودين يقبل المسلم الموحد التسليم بصحة هذه "الآلية" العشوائية العمياء، يدعي أن الله قد أجراها بإرادته وعلمه وتقديره؟؟ أي تقدير هذا وأي إرادة بقيت إذن يا أيها العاقل الفطن؟؟
إن كانت تلك الطفرات الجينية في زعمك يا مسكين ليست عشوائية وإنما قدرها الله تقديرا، كل منها في وقتها وحينها، فقد أبطلت معنى الانتخاب الطبيعي رأسا، وجئت بما يناقض (آلية) داروين التي ما فرح بها الملاحدة إلا لأنهم عدوها أول بديل مقبول لمعنى الخلق، يغني عن وجود الخالق!! فإن كان الله تعالى قد قدر تلك الطفرات التي يسميها الداروينيون بالعشوائية، فهو كذلك – ولابد – قد قدر أي الأنواع يبقى وأيها ينقرض، وهذا يهدم معنى الانتخاب الطبيعي رأسا ولا شك! ومع أننا لم نر مثل هذه الطفرة قط في تاريخ وجودنا على هذه الأرض (رأينا تكيفا للكائنات وتحورا لها جينيا، نعم، ولكن لم نر نشأة عضو جديد لوظيفة جديدة في كائن حي أبدا!!!) إلا أن من إخواننا من لا يرى مانعا من قبولها كطريقة يخلق الله بها الأنواع الجديدة على الأرض، من أنواع أخرى مشابهة!!
وأنا لا أقول إنه يمتنع عقلا أن يخلق الله بعض الكائنات الجديدة والأنواع الجديدة من خلال التغيير الجيني (وهذا نراه واقعا بالفعل)، بل ولا يمتنع عقلا ولا شرعا أن ينشئ الله جينات جديدة في نوع ما فتصير نوعا آخر (وإن كنا لم نر هذا من قبلأ)! لا يزال الله قادرا على ما يشاء، فعالا لما يريد وقتما يريد.. ولكن القصد أن الإخوة يتكلمون بمثل هذه الممكنات من منطلق (وما المانع؟)، في مقام النظر فيما جاء به داروين وتقرير ما جرت عليه قصة الخلق على الأرض! فلو أنهم قرأوا وفهموا أصول تلك النظرية حق الفهم لعرفوا ما المانع! ولو أنهم قرأوا قصة الخلق فيما جاء في كتاب الله تعالى وما صح في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاكتفوا بها، ولما أشغلوا بالهم بتلك المحاولات المتهافتة المخزية للجمع بين الحق والباطل، وتصور قصة الخلق من منظور (ارتقائي) أو (دارويني)! بل لفهموا وأدركوا ما في وصف الكائنات بأنها (ترتقي) من تنقص واضح وحط من قدرة الخالق جل وعلا، إذ خلق في الابتداء أنواعا لا ترقى ولا تصلح، ثم أصلح خلقه ذاك "بالترقية"، سبحانه وتعالى عما يصفون!!
فإن قالوا إننا نرى بجلاء ظاهرة التكيف في الكائنات، والتغير الجيني الذي يفضي إلى ذلك التكيف، فهذه حقيقة "الارتقاء"، قلنا لهم ليس التكيف ارتقاءا! وإن كان التكيف حقيقة نراها فليس الارتقاء بحقيقة!! التكيف Adaptation إنما هو انتقال من حالة سابقة لمخلوق بديع الصنع تام الإحكام والتقدير في بيئته التي كان يعيش فيها، إلى حالة جديدة يكون بها تام التوافق مع بيئة أخرى جديدة صار الآن يعيش فيها، كيفا بعد كيف، وتوافقا بعد توافق، واتزانا محكما من بعد اتزان! أما الارتقاء evolution فانتقال عشوائي من وضع منحط ناقص، إلى وضع تصادف أن صار يرقى للبقاء والتوافق مع البيئة، فكان الانتخاب والبقاء لما هكذا صفته!
وفي الحقيقة فإن خير ما يوصف به دعاة الداروينية أنهم يؤمنون بذلك الخالق الذي سماه إمامهم في العصر الحديث ريتشارد دوكينز "بصانع الساعات الأعمى" The Blind Watchmaker معارضة لمثال ويليام بالي الذي ضربه لدقة الخلق بعمل صانع الساعات. ذلك بأنهم في الحقيقة لم يبطلوا وجود الخالق جل وعلا ولا يستطيعون، وإنما غاية ما فعلوا أن جعلوه خالقا أعمى ناقص العلم مسلوب الإرادة، وضع نظاما للحياة من طبيعة وكائنات تعيش فيها، وضبط متغيرات الكون كلها بما يناسب الحياة على الأرض، ثم راح يتخبط خبط عشواء في إنشاء تلك الكائنات، لا يدري أيها سيبقى وأيها سيفنى ومتى ولماذا!! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فهذه حقيقة ملة الداروينيين: صانع الساعات الأعمى!
وهم ينافحون بشدة ضد من يقول إن نظريتهم مفادها أن الحياة نشأت نشأة عشوائية، يقولون الانتخاب الطبيعي ليس عشوائيا، ومن قال بهذا القول فلم يفهم الانتخاب الطبيعي! إنما هو آلية ونظام مستمر، متقيد بقيود قوانين الطبيعة! فإن جئت تلزمهم باللازم الواضح لهذا التقرير منهم، وهو الضرورة العقلية لوجود قائم على ذلك النظام يضبطه ويقيده بذلك القيد من أوله إلى آخره، حتى وإن كان خالقا يعبث بالطبيعة ويضرب ضرب العشواء فيها على حقيقة اعتقادهم (تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا)، قالوا كلا إنما هي صدفة بعد صدفة، وحدث عشوائي بعد حدث عشوائي، ومثل هذا لا يوصف بأن له منظما أو ضابطا يضبطه من الخارج!! فلا سبيل لمجادلة من يضاد عقله الذي في نفسه على هذا النحو، ويقلب ثوابت المنطق واللغة رأسا على عقب، يروم الاستدلال لإثبات المعاني الواضحة التي لا يماري فيها العقلاء، تلك المعاني التي لو اختلف في مثلها اثنان لم يبق لأداة العقل عند أي منهما كبير فائدة!
وأكرر، لا عجب من هؤلاء، فالسفاهة من أهل السفاهة لا تُستغرب! ولكن العجب العجاب ممن جاءنا من المسلمين يقول إنه لا يبعد أن يكون الله تعالى قد أنشأ الكائنات على الأرض على نحو ما تقول نظرية داروين!
ولعل قائلا منهم يقول: ما المانع من أن نقول كما قالت بعض النصارى موافقة لما عند علماء الأحياء (يعني الملاحدة) من نظريات، إن الله بدأ الخلق في بحيرة دافئة كانت فيها تلك الأحماض الأمينية والبروتينات التي تتكون منها الخلية، فضربها الله ببرق أو نحو ذلك فنشأت الخلية الأولى، ثم تركها بعد ذلك لترقى وتتعقد ببطء شديد، طفرة بعد طفرة على نحو ما قال الداروينيون، بلا "تدخل" منه في سيرها، حتى جاء وقت مجيء آدم، بعدما استوت الكائنات واستعدت لاستقباله، فخلقه في الجنة كما أخبرنا ثم أهبطه إلى الأرض ليجدها كما وجدها؟؟ هذا لا يتعارض مع قوله تعالى إنه خلق كل شيء وقدره تقديرا!
وأقول لهؤلاء: إن مثل هذا التصور باطل بطلانا لا أكاد أحصي أدلته من العقل والنقل، ولا أدري – والله – من أين أبدأ لبيان ذلك!! هذا كلام من لم يقرأ كتاب الله يوما قط! أي شيء يحملنا على قبول هذه الخرافة أصلا وبأي بينة؟؟ وهل وضعها واضعها إلا سعيا لتصور نشأة عشوائية للحياة دون خالق أصلا؟؟ وهل وقف هؤلاء المنهزمون الجهلاء يوما على آيات امتنان الرب جل وعلا على الناس بخلق الدواب والأنعام باختلاف ألوانها وأشكالها وما جعل الله في كل منها من نفع سخره لبني آدم تسخيرا؟ إن شطرا كبيرا من كتاب الله في هذا المعنى، فهل قرأه هؤلاء يوما ما؟ فمن أين له هذا المسكين القول بأن الله بدأ خلق الدواب من خلية واحدة في بحيرة؟ أأشهدهم الله حدث الخلق الأول وأوقفه عليه، أم يقولون على الله ما لا يعلمون؟؟ ستكتب شهادتهم ويسألون!
لا شيء عند المشتغلين بما يسمى بعلم أصل الحياة Abiogenesis (وهو أيضا من شعب العلوم القائمة قياما تاما على نظرية داروين) يرقى لأن يسمى دليلا أصلا، وما هم إلا قوم سفهاء يرومون محاكاة حدث النشأة الأولى هذا في المعمل (يتوهمون لسفاهتهم أنهم لو وفقوا في هذا فسيكون ذلك دليلا – وتأمل - على أن الحياة نشأت في بحيرة بلا خالق وبلا أي قوة خارجية تضبط وتجهز لذلك الحدث الفريد مثل تجهيزهم لتلك التجربة في المعمل!! فإن زعم أصحاب تلك التجارب أن الحياة نشأت على هذا النحو فهم ملاحدة على أي حال لا عقل لهم ولا يهتدون! أما هذا الموحد الذي يقول على الله بغير علم، يرجم بالغيب رجما، يقول أنشأ الله الدواب على الأرض بطريقة كذا وكذا كما قال داروين وغيره، يوافق ما زعمه هؤلاء السفهاء، فهذا حقه أن يعزر وينكل به تنكيلا!
ينبغي أن يكون واضحا لدى المسلمين جميعا أن هذا الحدث الفريد، حدث الخلق الأول، لا يمكن – عقلا – أن يستدل على شيء من أحداثه بالنظر فيما نراه الآن من حولنا في السماء والأرض! إذ هذه الأحداث التي نراها في الكون إنما بدأت بعد الحدث الأول الذي خلقت به ولابد! وكذلك الدواب، ما نراه اليوم من أحداث تجري بين أنواعها، لا دخل له بما جرى في حدث خلقها الأول، ولا يستدل بهذا على ذاك! فمن القضايا الفلسفية التي يأخذها الدراونة مأخذ المسلمات، وكأنها غير قابلة للنقاش = قضية الاستمرارية الكونية Uniformitarianism وهي الآن معدودة من أركان علم الجيولوجيا التي لا خلاف في صحتها. وفي الحقيقة فإن علماء الجيولوجيا لو لم يفترضوا استمرارية العمليات والأحداث التي تجري الآن على الأرض كما هي في الماضي فإنهم لن يمكنهم الخروج بشيء ذي بال فيما يتعلق بتاريخ للأرض وطبقاتها الظاهرة! ونحن لا نمانع من قبول ذلك الاقتراض فيما لا يظهر لنا – بالدليل الحسي أو العقلي أو النقلي – ما يمنعه.. فنقول مثلا: بما أن الطبقة الفلانية على سطح الأرض تتكون اليوم حيث تتكون بمعدل كذا، فإن هذا يعني أن الطبقة المشابهة التي سماكتها كذا التي نجدها في موضع كذا، يكون عمرها – بالقياس – كذا وكذا.. هذا المنطق في القياس مقبول بالجملة لا نرفضه، وهو يفضي إلى استنتاج ظني بشأن تاريخ تلك الطبقة.. ولكن إن جاءنا دليل آخر أقوى من هذا، يفيد بأن هذه الطبقة كانت أقصر عمرا مما دل عليه ذلك القياس، قدمنا الدليل الأقوى، وخرقنا مبدأ الاستمرارية هذا ولم يلزمنا إطراده! فإن القائلين به – وهو محل إجماع عندهم – لا يمنعون من ظهور ما يخرقه في تاريخ الأرض من كوارث أو نحوها..
فالآن عندما يأتينا قوم يريدون تطبيق هذا المبدأ نفسه على أصل خلق الأرض نفسها، يقولون إن استقراء ما يجري على طبقات الأرض من تغير وتحول تدريجي، يمكن أن يفيدنا بمعرفة عمرها الافتراضي وتاريخ نشأتها الأولى، فهل هذا الاستدلال نقبله منهم؟ لا نقبله! لماذا؟ لأن نشأة الأرض الأولى لم تكن حدثا متوسطا بين حدثين مماثلين في تاريخ الأرض، فيمكننا تحديده باستخدام تلك الطريقة الإطرادية في قياس ترتيب الأحداث في تاريخها قياسا على ما نراه الآن من ذلك، وإنما هو الحدث الأول الذي به خلقت الأرض نفسها بما فيها، يوم بسطها الله ودحاها وجعلها على نحو ما نرى! فمن الطبقات القديمة التي يرجع بها الجيولوجيون تاريخيا إلى بلايين السنين إعمالا لقاعدتهم هذه، ما لا يبعد أن يكون قد خلقه الله على هذا النحو يوم خلق الأرض وبسطها، في حدث واحد لا بالتراكم عبر بلايين السنين! فنحن لا ندري ولا يمكننا أن ندري كيف خلق الله الأرض في ذلك الحدث الأول، ولا يمكننا – بضرورة العقل – أن ندخله في تلك السلسلة القياسية الاستمرارية! وكذلك حدث الطوفان، طوفان نوح عليه السلام، هذا حدث لا شك أنه قلب الأرض رأسا على عقب في تاريخها الجيولوجي، فمجرد افتراض أنه لم يتغير شيء في سير النظام الكوني بعد حدث كهذا عما كان قبله = افتراض لا يقبله المسلمون! وهنا قضية فلسفية وأصولية دقيقة شديدة الأهمية، أرجو أن ينتبه إليها إخواننا من المشتغلين بفلسفة العلوم وبعلم الجيولوجيا .. لا سيما وقد رأينا منهم من يتحمس أشد الحماسة لنظرية الانفجار الكبير هذه يعدها مما يدلل على صحة الوحي!!
الفرق الجوهري بيننا وبين الملاحدة، أن الملاحدة لا يملكون إلا ما يرون الآن من القرائن من حولهم، أما نحن فلدينا من نصوص الوحي المعصوم الثابتة عندنا ما يفيدنا بما يجهل هؤلاء من خبر الماضي البعيد، ذلك الماضي الذي يحلمون بمعرفة أسراره وقد رموا خبر السماء فيه وراء ظهورهم، فصاروا لا يملكون إلا افتراض استمرارية ما يرونه الآن من أحداث في الكون وصولا إلى غور الماضي السحيق كطريق لمعرفة ما جرى فيه! فإن قالوا لنا إن نظرية الانفجار الكبير تقول إن الكون بدأ بانفجار، وقد دلنا على ذلك ما نراه من انتشار للسحب الكونية وما نراه الآن من توسع مطرد للكون وأجرامه ونحو ذلك، قلنا لهم لا يلزم – عقلا – أن يكون ذلك التوسع مستمرا من الماضي السحيق كما هو بداية من نقطة واحدة أو جرم واحد!! فإنه لا يبعد – عقلا – أن يكون الكون قد بدأ من جرمين كبيرين، انفجر أحدهما وبقي الآخر حيث لا نره – مثلا! أو أن يكون قد بدأ على نحو انكماشي انقباضي، ثم راح يتوسع إلى حد معين ثم رجع للانكماش وهكذا ونحن الآن في مرحلة من مراحل التوسع (وهذه نظرية يقول بها بعض الفلكيين الآن بالمناسبة!)! ولا يمتنع – وبنفس النسق العقلي – أن يكون الكون قد خلقه الله على نحو ما وصف لنا في القرءان والسنة، ثم حرك أجرامه في أفلاكها حتى جئنا نحن اليوم لنراه يتحرك ويتوسع على نحو ما نراه!! ولا يلزم أن يكون حدث الخلق الأول للكون انفجارا أصلا كما يدعون! وإنما هو كما وصفه الله، ووصفه رسوله، نقف عليه بلا زيادة ولا نقصان .. ولو كان ينفعنا العلم بالمزيد من خبر ذلك الغيب البعيد لأخبرنا به الملك الشهيد! الانفجار حدث تتناثر فيه الأجزاء المتفجرة عشوائيا كما لا يخفى من مجرد معناه!! فكيف ينسب هذا المعنى إلى الخالق جل وعلا في بنائه الأرض والسماء وإنشائه إياهما إنشاءا؟؟ وإن قالوا نحن لا نقول إنه انفجار عشوائي كما يدعون وإنما نقول إن الله أحدثه وأجراه على نحو ما أراد، فلماذا يتمسكون بمعنى الانفجار Bang ويحتجون على صحة القرءان به، مع أنه لم يقل بمثل هذا المعنى أحد ممن فسروا آيات الخلق في قرون أمتنا قط؟؟ الله وصف في القرءان تفجيره للماء من العيون، فلماذا لم يصف خلق الأرض والسماء بالتفجير كذلك؟؟؟ لماذا نعتصر أعناق كلام المفسرين لنخرج بما يوافق نظرياتهم؟! ولماذا تقبلون معاشر المسلمين من هؤلاء سعيهم للتنظير والافتراض في كيفية نشأة السماوات والأرض أصلا؟؟ ألا يكفيكم ما جاءكم من خبر الخلق في النص؟؟
نحن المسلمون نرفع أخبار الخلق عندنا فوق ما يتبعون من الظنون، ولا يعنينا اتفقاهم على خلاف ما عندنا إن اتفقوا، ولا يرهبنا ذلك ولا نتهيبه! وكذا لا يحملنا ما قد يظهر في بعض نصوصنا من موافقة لشيء مما افترضوه في نظرياتهم على الاندفاع إلى قبوله منهم وجعله آية من آيات صدق النبوة دونما تمحيص وتحقيق لمراتب الاستدلال العلمي المتبع في القول بتلك النظريات! وأصلنا الأصيل وركننا الركين أنهم مهما قالوا ومهما استدلوا، فلا شيء من استدلالاتهم يمكن – عقلا – أن يرقى لرد أو إبطال ما لدينا، بالنظر إلى قوة أدلتنا في الدلالة على ما عندنا في مقابل أدلتهم.. ولا يحملنا – وهو المعنى المهم في هذا المقام – على مثل ما حمل عليه النصارى من تحريف لمعاني النصوص في الكتاب كما صنعوا بسفر التكوين إذ قلبوه بأكمله إلى ضرب من المجاز حتى لا يقال إنهم ردوا ما جاء به العلم الحديث وتمسكوا "بأساطير الأولين"!!!
ما أخبرنا الله به في نصوصنا هو الحق كما أخبر، ولا يملك أحد من الخلق من الدلائل ما يمَكِّنه من معارضة تلك الأخبار أو إبطالها بحال من الأحوال! ونحن نتحدى أعلم فلاسفة الأرض جميعا أن يأتينا بدليل واحد يرقى – عقلا – لمخالفة ما صح به النص عندنا من أخبار الخلق الأول، سواء خلق السماوات والأرض أو خلق الدواب والحياة على الأرض!!
فإن علمنا هذا وفرغنا منه، وقررنا أنه لا معارضة لما جاءنا به النص من معاني الخلق، بقي أن نسأل إخواننا: لماذا – إذن – تنهزم أنفسكم وتضعف بإزاء تلك النظريات وكأنها وحي منزل، ونراكم ترومون لي أعناق نصوصنا حتى توافقها، بل تستنطقونها بتلك النظريات أحيانا؟؟ وكيف يصل بكم ذلك النزع الذميم إلى حد قبول نظرية تقوم قياما تاما على نفي القدرة الخالقة والإرادة الخارجية عن سير الحياة على الأرض وعن نشأتها، لمجرد أن صارت من مسلمات بعض العلوم في زماننا؟؟ وإن قلنا باستمرارية ما يجري من تغير في الكائنات إلى عمق التاريخ على الأرض، فأين ما عليه قلتم بالقياس إن الكائنات الحية نشأت كلها – من حيتان وطيور ودواب وحشرات – من أصل واحد ؟؟؟ أرأيتم ولو لمرة واحدة طائرا ينشأ بالتطور من زاحف (مثلا)؟؟ ليس يوجد أصلا فيما نرى الآن من أحداث بين الكائنات الحية ما يمكن أن نطرده استمرارا بإعمال هذه القاعدة القياسية، لنصل في النهاية إلى القول بقبول شجرة الارتقاء التي تبدأ عند الكائن أحادي الخلية!!! ولا يفيدهم التقارب بين صور الكائنات، ولا يخدمهم ترتيب الطبقات الجيولوجية التي وجدوا فيها ما وجدوا من الحفريات، لأن تلك القرائن الظنية – مهما كثرت وتراكمت – لا ترقى لمعارضة العقل الصريح الدال على ضرورة الخلق المحكم المتقن – لا هذا الارتقاء العشوائي المخزي الذي لا يحكمه حاكم – ولا لتكذيب ما جاء به النص عندنا من خبر الخلق!
فأكرر إن الأمر الذي ينبغي أن يفهمه عقلاء المسلمين أن تلك النظرية ما وضعت إلا لجعل العشواء (على سلسلة متتابعة عبر بلايين السنين) بديلا للخلق المحكم والتقدير المتين! فلو قلتم لهم الله هو الذي فعل هذا كله عبر تلك البلايين من السنين لأجابوكم – كما قال بعضهم تصريحا – بأن هذا من العبث لأن نظريتنا تقوم على الزعم بأنه لا يلزم أن يكون هناك خالق أصلا ليقوم على تلك العملية كما نصفها!! فإن لم ينتبه الموحدون إلى هذا المعنى، ولم يجعلوا ديدنهم إبطال تلك العملية أو الآلية من أصلها وإرجاع الأمر إلى نصوص الوحي في هذا وحدها دون غيرها، فقد قالوا على الله بغير علم، مقالة شديدة المذمة – والتناقض في ذات الوقت - كالتي قالها النصارى، حاصلها أن الله بدأ الحياة على الأرض ثم تركها وأخذ يشاهدها من الخارج لتجري بلا توجيه ولا إرادة حتى تصل إلى الحالة التي كان يريدها من قبل حتى يخلق فيها الإنسان ويجعلها كما نراها الآن!! فإن كان من شيء فإن هذا لازمه نفي العلم عن الله ونفي إرادة خلق آدم وابتلائه في الأرض، ونفي القضاء والقدر والحكم الرباني على سائر ما يجري على الأرض من أحداث، ونفي القيومية والكفر بأكثر صفات رب العزة جل وعلا التي ما استساغ النصارى مثل هذا القول الساقط إلا لجهلهم بها وتضييعهم لها في كتابهم!! فكيف يغفل هذا المسكين عن لازم قوله إن الله بدأ الخلق الأول ثم "تركه" و"لم يتدخل فيه"؟؟ أهو وصف لله بالغفلة أم بالغياب أم بالانشغال عن الخلق وإهماله أم ماذا؟؟؟ ألا يعي من يقبل من الدارويينيين قصتهم هذه ما يلزمه من هذا القبول؟؟
النصارى لغرقهم في الجهل والضلالة لم يجدوا مانعا من قلب نصوص كتابهم (كتاب الخلق) كلها إلى المجاز حتى لا يظهروا بمظهر مروجي الأساطير القديمة الذين لا يزالون – في القرن الواحد والعشرين! – يقولون بحرفية هذه الروايات، يعارضون بها ما جاء به "العلم الحديث"!!! وهذا الضرب من ضروب التحريف نعرفه، وقد عرفته سائر ملل الأرض من قبل، وما ضلت أغلب طوائف المبتدعة من أهل القبلة إلا بالوقوع في مثله: الانصراف إلى خلاف المعنى الظاهر من النص الذي كان عليه الأولون، وصولا إلى حد التأويل الباطني، بلا قرينة ولا بينة إلا الشبهة العقلية الواهية واتباع الهوى! يقولون لو حملنا هذا النص على ظاهره لعارضنا الدليل العقلي (وليس إلا معنى فاسدا جاءت به عقولهم بلا سلف ولا إمام) أو لعارضنا النظرية الفلانية التي أجمع عليها أهل الأحياء – بدعواهم – أو لوقعنا في التشبيه والتجسيم ... إلى آخر ما في تلك القلوب المتشابهة، والله المستعان! فهل أنتم ذاهبون إلى أمثال تلك التحريفات والتبديلات؟؟
وأنا أعجب والله كيف يقبل المسلم الموحد من هؤلاء قصة مخزية سفيهة كقصة ارتقاء العين ونحوها (مثلا)، يقول إن الله أجرى هذا الارتقاء بعلمه وحكمته وتقديره؟؟ أما تستحون يا هؤلاء؟؟ ألا تتقون الله؟؟ أم تراكم لا تفهمون ما جاء به داروين؟؟ إن كنتم تجهلون فتلك مصيبة، وإن كنتم تعلمون فالمصيبة أعظم!! فالحاصل يا عباد الله أنه لا يمكن للمسلم الموحد أن يقبل ببعض نظرية داروين دون بعضها، لأنها إنما تقوم قياما كاملا – في أصل آليتها التي جاء بها داروين - على تنحية العقل والإرادة والتدبير الخارجي (وما يلزم من معاني الخلق الواضحة الجلية شديدة الجلاء لسائر العقلاء) عن قصة نشأة الكائنات على سطح الأرض! فأي جزء منها هذا الذي يمكن للمسلم قبوله، وبأي برهان؟؟
ولماذا يا عباد الله يا عقلاء؟؟ أهو الضعف والوهن؟ أهو الجهل بحقيقة نظرية داروين وأصولها الفلسفية؟ أهو الجهل بما جاء في قصة الخلق من نصوص في دينكم؟ أهو الخوف من اتهامهم إياكم بمثل ما اتهم به السفهاءُ أتباعَ الأنبياء في كل زمان؟؟ أي شيء هذا إذن وكيف تفسرونه ؟؟؟ أسأل الله العلي العظيم أن يلهم هؤلاء رشدهم وأن يفقههم في دينهم ثم في دين هؤلاء الذين افتتنوا بهم، وأن يعجل برجوع الإسلام عزيزا في صدور أتباعه كما كان في زمان العزة والتمكين، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين.
03-03-2013, 02:13 AM
فردوس جامع
فردوس جامع
تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 1179
Quote: لهذا السّبب, إذا ارتكب بعض النّاس الإرهاب باستخدام مفاهيم ورموز باسم هذه الأديان الثلاثة: الإسلام, والنصرانية، و اليهوديّة, فتأكد أن هؤلاء النّاس ليسوا مسلمين, أو نصارى، أو يهود؛ وإنما هم في الحقيقة دّاروينيّون اجتماعيّون، يختبئون تحت عباءة الدين, فهم ليسوا مؤمنين حقيقيّين، حتّى وإن ادّعوا أنهم يخدمون الدّين فهم في الواقع أعداء للدين وللمؤمنين، وذلك لأنهم يرتكبون الجريمة التي يحرمها الدّين ، ويشوهون صورة الدّين في عيون النّاس .
لهذا السّبب, أصل الإرهاب الذي أصاب عالمنا اليوم ليس في أيّ من الدّيانات التّوحيديّة, ولكنّه في الإلحاد, و تعبير الإلحاد في أوقاتنا هو : "الدّاروينيّة" و "المادّيّة ".
أهم حاجة طلعت بيها من الكلام ده كله أنه بن لادن و القاعدة ملاحدة و داروينيين!!!!
و أيضاً هذه الدعوات التجييشية التبغيضية تأتي من ملاحدة داروينيين مختبئين تحت عباءة الدين! "اللهم دمر اليهود و النصارى اللهم رمل نساءهم و يتم أطفالهم, اللهم إحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا ,اللهم أهلكهم كما أهلكت عادوا وثمود ."
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة