|
إنتزاعوا بعض دارفور من نسيج الشعب والآن قبلوا علي النوبة ..
|
ظلت القوي المعادية للشعب السوداني تنفث الفتنة وتنفخ في نيرانها بواسطة أفراد من بعض القبائل حتي نجحوا في إحداث إنفصال عنصري عميق في بنية المجتمع السوداني بتشجيع العنف والعمل المسلح الجهوي القبلي الذي أدمي البلاد .. ونتيجة لهذا المجهود المحموم لإثارة الفتنة أصبحت قبائل بحالها خارج فورمة النسيج الإجتماعي السوداني .. وخاصة قبيلة الزغاوة التي رغم أنها نالت جزءاً كبيراَ من المشاركة السياسية لدرء نشاطها العسكري وبحثاً عن السلام إلاْ أنهم فقدوا أي رصيد إجتماعي وسط شعوب السودان وخرجوا من الخلطة السودانية .. والسبب ظاهر - وهو إحتضان تلك القوي لبعض الأفراد الذي بهرهم الإهتمام والتلميع والأضواء فأصبحوا أدوات للفتنة ومعاول للهدم .. والآن نشهد النشاط الخارجي يتحول لجبهة أخري لإخراج قبائل أخري من خلطة الشعب السوداني - وعلي رأسها قبائل النوبة في جنوب كردفان .. وهنا نلاحظ أيضاً أن القائمين بإشعال الفتنة أفراد من النوبة تحتضنهم تلك القوي المعادية للسودان وتأويهم وتلمعهم ليقودوا التمرد القبلي ضد السودان .. وهذا النشاط التمردي العنصري نلاحظ أنه كله مصبوغ بالعداء للهوية المشتركة لمعظم السودانيين التي تتمحور في وسط السودان الذي يعتبر الماعون الوسيط لتفاعل كل الثقافات والأعراق - عربية وزنجية - وأكبر دليل علي هذا التخطط الخبيث لإنتزاع هذه القبائل من الخلطة السودانية هو تحالف هذه القوي المتمردة مع جنوب السودان الذي إجتهدوا في عزله من السودان الشمالي منذ ما قبل الاستقلال حتي نجحوا في فصله بالقوة .. إذاً المحصلة لذلك النشاط الشرير نراه ماثل أمامنا في إستشراء العداء بين السودان الأوسط وبعض أجزاء من بعض قبائل دارفور - الزغاوة تحديداً - وثم نري الدور الآن علي نوبة الجبال .. إذ يريدون أن ينزعونهم من خلطة السودان الوسيط وزجهم في صف جنوب السودان تحت دعاوي الزنوجة المعادية للعروبة .. لا شك هناك ضرر سياسي كبير يتمثل في هلاك الأنفس بسبب الحروب التي نشأت نتيجة لهذه الفتنة - ولكن ذلك كوم والضرر الإجتماعي كوم تاني .. ولكن علي كل حال فأعتقد أن تلك الفئات السودانية التي تحرِّض علي الحرب تعتبر أقلية في قبائلها إذ أن معظم القبيلة لم تنخرض في التمرد - ولذلك يمكننا القول أنه رغم الشرخ الإجتماعي الذي حدث، إلاَّ أنه لم يفت الأوان لإدراك ما يمكن تداركه ..
|
|
|
|
|
|