الوطنية المتناقصة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدا لغفار محمد سعيد (عبدالغفار محمد سعيد&abdelgafar.saeed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2007, 04:52 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوطنية المتناقصة

    جريدة الصحافة العدد رقم: 5172 بتاريخ 2007-11-10

    الوطنية المتناقصة

    د. حيدر إبراهيم علي


    Quote: كشفت الأزمة الأخيرة بين شريكي اتفاقية نيفاشا عن نقص فاضح في الانتماء الوطني وارتباط الكثيرين بكيان ـ كان وطنا ودولة ـ يسمى السودان. ولم يعد الوطن لدى الكثيرين يساوي غير النسب المئوية في اقتسام المناصب، وفي عدد الجنود المنسحبين والاراضي المتبقية لكل طرف. وكان الانفصاليون الشماليون ينتظرون هذه الأزمة لاطلاق المكتوم في صدورهم من حقد على الجنوبيين وعلى الوطن الواحد. وتهلل إعلامهم فقد بدأت عملية التمهيد النفسي للانفصال وتحويل الفكرة الى واقع اي الى سودان صافي الدماء لا تمتزج على ارضه ثقافات ودماء نقية لم تمتزج بعروق زنجية معيبة. وتم استغلال الأزمة جيدا في اتجاه تصعيد الاختلاف ونجحت حملة الدعوة لفصل الشمال ،والدليل ارتفاع توزيع صحيفتهم بالاضافة لمضمون الاحاديث العابرة بين الناس والتي تعكس آراء تبدي الضيق من وجودنا مع الجنوبيين. وقد تحل الأزمة رسميا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، ولكن الفترة الماضية ساهمت بقوة في عملية غياب الثقة رغم ان الفترة الانتقالية يفترض فيها ان تكون فترة لبناء الثقة خاصة وان الشمال متهم بنقض العهود. وبالتأكيد احرز الاتجاه المعادي للوطنية والمواطنة انتصارات اعلامية وسياسية رافضة للوطن الواحد والموحد رغم تعدديته الثقافية.
    كان لا بد من الذهاب عميقا لبحث جذور وجود هذا التيار اللاوطني القوي داخل النظام الذي يعلن توجها واختيارا اسلاميا. بل التساؤل عن موقع فكرة الوطنية والمواطنة والوطن داخل الحركة الاسلاموية السودانية؟ ورغم ان السيد الطيب مصطفى ـ عراب التجمع الانفصالي ـ قد حسم لي الموقف الاسلامي مبكرا. ففي ندوة اقامها طلاب جامعة الخرطوم بقاعة الشارقة ، قال بوضوح وبدون لبس: ان الله يسألني يوم القيامة عن ديني وعقيدتي وليس عن وطني ـ كيف دينك؟ وليس كيف وطنك. فهذا موقف اصيل في الفكر السياسي الاسلامي عموما وتتبناه جميع الحركة ولكنها لا تعلن بينما تمارس عدم اهتمامها بالوطن والوطنية. فهي حركات عالمية عابرة للاوطان تتحدث عن الامة الاسلامية او امة المسلمين.
    تفتقر الحركة الاسلاموية السودانية لاية مرجعية فكرية او ايديولوجية تستخدم مفهوم المواطنة والوطن. فمن يتابع قواميس اللغة العربية الكلاسيكية يلاحظ غياب كلمة مواطن ووطن. وحتى وقت قريب لم تعرف القواميس والمعاجم العربية هذه المفاهيم بدلالاتها ومعانيها المتداولة الآن. والكلمات التي توردها القواميس مثل موطن ووطن، لا تعني مفهوم الوطن السياسي او القومي بل تصف موقعا مكانيا وموضع اقامة قد تكون دائمة او مؤقتة. ونقرأ في المعجم الوجيز «الموطن كل مكان اقام فيه الانسان وجمعها مواطن. اما الوطن فهو مكان اقامة الانسان ومقره ولد به ام لم يولد» ونجد في المصباح المنير ما يلي: «الوطن مكان الانسان ومقره ومن قيل لمربض الغنم وطن الجمع اوطان، او وطن الرجل البلد واستوطنه وتوطنه اتخذه موطنا، والمواطن مثل الوطن الجمع مواطن والموطن ايضا المشهد من مشاهد الحرب، ووطن نفسه على الامر توطينا مهدها لفعله وذللها، وواطنه مواطنة مثل وافقه موافقة وزنا ومعنى».
    ومن الواضح ان المفهوم او المصطلح السياسي والقومي لكلمة وطن ومواطن ووطنية يكاد يكون غائبا تماما بدلالاته الحالية في القواميس والمعاجم. وهذا الوضع لا يعني مجرد نقص او عجز في اللغة العربية المعروفة بثرائها ومترادفاتها. ولكنه دليل ساطع على غيابه في الواقع والحياة والتاريخ والسياسة، لذلك لم يدخل في اللغة التي هي مرآة الحياة. وذلك لأن وضعية المواطنة وصفات المواطن والوطنية لم تكن موجودة في المجتمع وبالتالي غير موجودة في الفكر السياسي العربي ـ الاسلامي. ولم يستخدمها مفكرون امثال ابن خلدون والفارابي والماوردي، وحتى في كتابات الطهطاوي وخير الدين التونسي لم تظهر هذه المفاهيم ، فالاوضاع الدستورية والسياسية التي عاشها العرب والمسلمون لم تقترب من اقرار حقوق المواطن طوال القرون الماضية.
    واجه الاسلامويون اشكالية التعامل مع مفهوم مصدره وتاريخه غربي تماما. ففكرة المواطنة ذات تاريخ طويل في اوربا يبدأ من اثينا في اليونان القديمة حتى يصل الى الثورة الفرنسية عام 1789 وما تبع ذلك من ثورات واصلاحات عملت على تعميق وتكريس حق وفكرة المواطنة والوطنية. وقد تأخر المسلمون كثيرا في تبني أو التأثر بالافكار الآتية من اوربا المسيحية. ومن المفارقات ان المسلمين لم يكن لديهم اي مانع من قبول التغييرات المادية والعمرانية، ولكنهم خافوا من الافكار. وهذا من اسباب فشل محمد علي باشا النهضوي مقارنة باليابان. فقد اهتم ببناء الجيوش والتسليح، ثم لاحقا اهتم اسماعيل باشا بالمعمار فقد اراد ان يجعل مصر قطعة من اوربا. ولكنهم لم يحاولوا ادخال الثورة الفرنسية ومن بينها المواطنة والوطنية والديمقراطية وحقوق الانسان.
    ظل الفكر العربي ـ الاسلامي حتى القرن الماضي يستخدم مفاهيم مثل الرعية والجماعة والامة والملة. ولم يعرف العرب والمسلمون مفاهيم المواطنة والوطنية او الدولة ـ الوطنية بمعنى المشاركة في الوطن وبالتالي في حقوق وواجبات معينة والارتباط بالديمقراطية اي حق جميع المواطنين المؤهلين «الذين يحق لهم التصويت والترشيح» في حكم وطنهم. ويرى برنارد لويس في كتابه لغة السياسة في الاسلام «1993» ان مفهوم المواطنة: كان خارج التجربة الاسلامية تماما ومن ثم غير معلوم في لغة السياسة الاسلامية. وعندما ترجمت الكتابات اليونانية القديمة الى اللغة العربية في بواكير العصور الوسطى وأدت دورها كقواعد لادبيات سياسية واصيلة في العربية، كان هناك مرادف للمدينة City ولكن لم يكن هناك مرادف للمواطن Citizen وترجمت الكلمة اليونانية Polis ولكن اليونانية Polits لم تجد مرادفا حقيقيا».
    ارتبطت حقوق المواطنة بالديمقراطية والتعددية السياسية وهذه افكار مثار خلاف وجدل بين المسلمين. فقد كان المطلوب دائما طاعة السلطان او الخليفة او الامام حتى ولو كان ظالما، حسب قاعدة «حاكم ظلوم ولا فتنة تدوم» فقد كانت الدولة الاسلامية حريصة على وحدة الامة على حساب اي امور اخرى قد تؤدي الى الفرقة. لذلك، كان المسلمون يخشون ما يعتبرونه فتنة او يقع في خانة الفئة الضالة. ومن الطبيعي الابتعاد عن الاختلاف والتنوع، وان تكون طاعة الحاكم هي المطلوبة. وهذا جوهر نقاش الامويين الجدد السودانيين الذي يدور هذه الايام. ومن ناحية اخرى، حاول مسلمون مجددون الكتابة في موضوع المواطنة والتعددية. وظهرت كتابات لمحمد سليم العوا وراشد الغنوشي وعبد الوهاب الافندي ومجموعة اسلام 21 في لندن. ولكنها اصوات اسلامية نخبوية يغمرها تيار تجييش الشارع المسلم وجماعات التكفير وصناعة الفتوى والمجاهدين. فهي اصوات محصورة وقد سبقهم في هذا الاتجاه خالد محمد خالد في مطلع الخميسنيات في القرن الماضي حين اصدر كتابه الشهير «مواطنون لا رعايا».
    اردت من هذا التحليل ازالة الدهشة عن سلوك الاسلامويين السودانيين اللا وطني. فهم متسقون مع انفسهم وقناعاتهم ومرجعياتهم حين لا يهتمون بمصير الوطن ـ السودان فهم يعملون لمبادئ سامية لا تعرف الاوطان الضيقة. كان سلوك الاسلامويين منذ اليوم الاول لاستيلائهم على السلطة ان تقدم ونهضة السودان. والدليل مجازر الفصل التعسفي بدعوى الصالح العام! فهو صالح عام الحركة وليس الوطن، فاين الصالح في تشريد آلاف الكفاءات والقدرات التي انفق دافع الضرائب المسكين من اجل تعليمها وتأهيلها. والآن حين تقرر ارجاع المفصولين رجح الاسلامويون مصلحة اعضائهم والمتعاطفين معهم على مصلحة الوطن. ولم يكن الفصل التعسفي دليلا على عدم الوطنية ولكن التعذيب والفساد كلها ممارسات ضد الوطن والمواطنين. اذ يصعب عليّ تصور ان يعذب سوداني سودانيا مثله مهما كانت الاختلافات السياسية والدوافع.
    لقد لجأ الاتراك للتعذيب وهم اجانب، من اجل الحصول على الضرائب. وتجنب البريطانيون التعذيب والاهانة مع السودانيين ولكن يأتي مع خاتمة الزمن سودانيون يعذبون مواطنيهم في لذة ونشوة، ويتمادون في اهانتهم واذلالهم كلما وجدوا الى ذلك سبيلا. اما الفساد، فهم ـ ببساطة ـ يسرقون اموال آبائهم ويخربون بيوتهم. ولكنهم يطبقون بحرفنة شعار دار ابوك آن خربت شيلك منها شلية. والمال العام سايب ومستباح وتخترع له سبل النهب. تصوروا قبل فترة قصيرة يسافر وفد يبلغ الاربعين لاوربا لمؤتمر عن التعليم والثقافة، ألم يكن من الممكن ان تصرف تكاليف هذه السيرة على بناء اسوار مدارس السلمة او اجلاس تلاميذها؟
    لا تحتار ايها القارئ، فالوطن لا يعني شيئا وقد تكون كلمة ادخلتها مؤامرة اجنبية لشق وحدة الامة.
                  

11-10-2007, 09:13 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوطنية المتناقصة (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    لمزيد من الاطلاع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de