|
ثقافة القهر والاقصاء
|
لفت انتباهى اسهام المبدع الاديب د ابكر ادم اسماعيل بتاريخ28 ابريل، حينما قراء بعين ناقدة ثاقبة فى معرض استنكاره للاساءات التى لحقت بالفنانة الكبيره تماضر، الاسباب والدوافع التى قد تجعل البعض يمارسون القهر والاقصاء ضد البعض الاخر.ساحاول التعرض لهدا الموضوع من خلال استعراض بعض نمادج محاولات القهر والاقصاء الوارده فى البورد، لكن قبل دلك ساحاول فى اضاءة تاريخية سريعة تلمس هدا السلوك وعلاقته بالمجتمع والدولة فى السودان. مند فجر استقلال السودان ،بل مند قيام مملكة سنار ،عمدت الدولة فى السودان على تهميش الاطراف واقصائها ثقافيا (جنوب،شمال،شرق،غرب)حيث سادت الثقافة العربية الاسلامية.بدلك مارست الدولة وهى ارقى مؤسسة تشكلت نتاج الصراع على السلطة،مارست بنصرتها لثقافه على حساب الثقافات الاخرى القهر والاقصاء الثقافى والاقتصادى.ثم جاء انقلاب الجبهه الاسلاميه فى يونيو89 ليمثل قمه الاستعلاء العرقى واقسى صيغ القهر الثقافى. تفرد الجبهة الاسلامية بكل هده الفاشية ناتج عن ايدلوجيتها التى تدعى امتلاك الحقيقة تلك الايدلوجيه المستعليه المنغلقه الاقصائيه الامر الدى قادها لنفى كل من يختلف معها او عنها مماقادها فى المحصله لشن حرب دينيه لاسلمه الجنوب.سعت الجبهة الاسلامية لاعاده انتاج ثقافات الهامش داخل المركز(الدولة الدينيه).ان العقليه الاقصائيه تدعى انها تشكل المصالح والطموحات الثقافيه والاجتماعيه، انها تنفينا وتحتل اصواتنا لتتحدث نيابه عنا، لمدا لا اليس هى التى تشكل المصالح والطموحات الثقافيه والاجتماعيه، ادا فهى فى الوهيتها المتماهيه مع داتها هى الوحيدة التى تشكل الزوق الجمالى والفنى عموما للمجتمع، انها تؤكد ان تصوراتها لرغباتنا واحتياجاتنا هى الافضل وهى بالطبع تدعى انها تعبر عن الواقع ،ولانها الاحد الصمد فهى تنفى المختلف وتلغى صوته لتحتل المساحه كلها.يكتب محمدجلال هاشم-الوعى المباشر هو: عمليه التفكير التى تتم فى العقل الواعى لدى الفرد، وتناط بهدا الوعى عمليه الاقناع والاقتناع من خلال عدة وسائل منها المقروءة والمسموعه والمرئية. 2-الوعى غير المباشر:هوالطريقه التى نتبادل بها المفاهيم دون وعى مباشر بدلك،اد تنتشر ثقافيا من خلال الانتشار الشفاهى العفوى ومن خلال الكلمه الملفوظه. انها الكيفية الديناميكيه التى تنشر بها النكته،او اغنيه بعينها، من كسلا للفاشر فى ظرف ايام،دون ان تتكفل جهة ما بمساله نشرها.انها نفس الطريقه التى تتم بها المثاقفه او التنشيئة الاجتماعيه فى مجتمع معين،انتهى.ادا ففى حاله بلادنا كانت عمليه ترسيخ الاقصاء والتفوق قد تمت من خلال عمل الوعى المباشر والوعى غير المباشر. والان قبل ان نستعرض بعض نمادج محاولات القهر والنفى والاقصاء التى تم رصدها بهدا البورد نورد الحقيقه التاليه، معظم الدين يكتبون فى هدا البورد ان لم يكن كلهم هم ضحايا لقهر واقصا السلطه ، حيث ان سلطه الجبهة الاسلاميه مارست القهر والاقصاء والنفى مع كل من اختلف معها. هنا تاتى حكايه المقهور القاهر،فالدين يمارسون محاولات النفى والاقصاء والقهر هنا بوعى مباشر او غير مباشر هم اصلا رافضون للقهر والاقصاء والنفى هناك هدا التناقض فى تصورى يستحق الرصد والاهتمام والدراسة. ساستعرض الان معكم بعض النمادج الواضحة والمرصودة.جاء فى اسهام د ابكر ادم اسماعيل بتاريخ28 ابريل كاشفا تلك العقليه الاقصائيه )فقه الالتباس هو نوع من التصورات الاجتماعيه المقرره التى تسكن العقول باقدار متفاوته ولكنها على كل حال متوفره تجاه المراءه(انتهى. الواضح هنا ان محاوله الاقصاء والقهر حسب ما اعتقد اتت من الوعى غير المباشر.و اليكم مثالا اخر، اثارت مقاله كتبها الاستاد زمراوى تحت عنوان اسئله الى د الشفيع خضر بتاريخ 18 مارس بعض النقاش واختلاف فى وجهات النظر ودلك حسب ماارى امر مفهوم فى حدود تعدد الاراء ولكن بعد مساهمة من الاستاد عادل عبد العاطى رد عليه احد المشتركين فى النقاش متهما له بالمريض، هنا تبدو محاوله القهر والاقصاء والنفى متعمده-الوعى المباشر-. ثم يرصد مره اخرى د ابكر ادم اسماعيل محاوله اخرى اقصائيه فى اسهامه تحت عنوان - اه ياجماعه الكلام ده اسمه حقاره- واظن ان هده الحاله تنتمى -للوعى غير المباشر- وحجتى على دلك ان الاستازه التى صدر منها الكلام قد صدمت به حين استعرض امامها مره اخرى. الحاله الاخيرة التى ساتعرض لها فى هدا الاسهام المتواضع تستخدم الوعى المباشر ولكن بمكر حيث المستهدف فى هده الحاله ايضا هو المختلف او ربما صاحب صوت مدعج حسب تصور االاقصائيين حيث يحسب الصوت المختلف خروجا عن الاطار المعد سلفا’ وقد تحدد الاطار وتعده شله اومجموعة اصدقاء وقس على دلك. محاوله الاقصاء فى الحاله الاخيره يمكن للعين الدكية الناقده تتبعها ولكن لايمكن تثبيتها لانها تصاغ بمكر وخبث شديدين،حيث تتخد من اللعب بالكلمات قالب لها، ودلك فى الاغلب لان من يقوم بدلك يكون واعيا بفعله القهرى الاقصائى وفى نفس الوقت لايريد تحمل المسؤليه المباشره عن دلك الفعل. مره اخرى واخيرا ادكر المفارقه وهى مفارقه تستحق الاهتمام كما دكرت سابقا،ان من يمارسون دلك القهر بغرض اقصاء غيرهم ، هم انفسهم يعانون كما يعانى غيرهم من قهر السلطة.
|
|
|
|
|
|