ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رجاء العباسى(Raja)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2003, 05:18 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم..


    في عمودها صدى: كتبت أمال عباس:

    باسمك الأخضر يا أكتوبر
    باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
    الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني
    والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي
    باسمك الشعب انتصر
    حائط السجن انكسر
    والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي
    كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
    كان خلف الصبر والأحزان يحيا
    صامداً منتظراً حتى إذا الصبح أطل
    اشعل التاريخ ناراً واشتعل
    * هكذا تغنى محمد المكي ابراهيم قبل ثمانية وثلاثين عاماً، الاربعاء الحادي والعشرين من اكتوبر عام 1964م.. كانت اربعاء علَّمت شعوب العالم معنى جديداً في دنيا النضال السياسي.. معنى ان تثور الجماهير من أجل الحرية.. ولا شيء غير الحرية بعد ان سلمت قيادة حزب الأمة السلطة إلى قيادة الجيش خوفاً من تنامي حركة القوى الحديثة.. حركة العمال والمزارعين والمثقفين والتجار الوطنيين وهدفت إلى ان يقف المد المتزايد والمتجاوب مع حركات التحرر في العالم واستمرت «حركة السابع عشر من نوفمبر 1958م المباركة» كما كان يسميها قائدها الفريق ابراهيم عبود يرحمه الله حكماً عسكرياً صرفاً يفتقر إلى العمق الشعبي ولكن مع ذلك تمكن من انجاز بعض مشاريع التنمية وكانت الحياة سهلة.. العلاج مجاناً التعليم مجاناً كل ضروريات الحياة مدعومة.. بل بدأت مشروعات الاسكان الشعبي. كان الغائب الاساسي هو الحرية.. حرية التعبير وحرية التنظيم.. ضاقت الجماهير قبل قياداتها الحزبية وكانت كلمات شاكر مرسال هي التميمة التي ترددها الجماهير
    ولدت سفاحا فما انت حر
    واجه مصيرك او فانتحر
    * على مدى ست سنوات كانت جماهير العمال والمزارعين والشباب والنساء تبحث عن الحرية.. الحرية والتجاوب مع ما ينتظم العالم من مفاهيم جديدة للديمقراطية ولمعنى ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان.
    * جاءت ثورة اكتوبر بهذا الفهم وانتصرت إرادة الشعب التي لا تقهر فقد كان الجرح غائراً وكبيراً.. جرح التسليم ساعدت مجموعة الضباط الاحرار التي انحازت للجماهير على تضميده وعلاجه وانطلقت اصوات المبدعين شعراً وغناء..
    * ولكن لم تكتمل فرحة الشعب المتقدم على قياداته.. لقد زحفت قوى التخلف واغتالت معاني ثورة اكتوبر وهي ملبدة ولم تغب على طلائع المبدعين في الذكرى الاولى قال هاشم صديق صاحب ملحمة اكتوبر الشهيرة يعلن ذاك الاغتيال الذي تم بليل:
    اطفو الشمس
    وشيلو السواد
    وخلو الضمير
    يلبس ثياب يوم الحداد
    الليله يا ناسنا الغبش
    مات الجمر تحت الرماد
    والسيف نفس جوه الجفير
    والقيد حرز رجل الجواد
    * ومع ذلك وبعد مرور ثمانية وثلاثين عاما.. جاءت فيها مايو وبشرت بأنها امتداد لاكتوبر.. وظلت ستة عشر عاما.. ومع ايجابياتها ذهبت وجاءت ابريل 1985 وذهبت وجاءت الديمقراطية الثالثة وأعقبتها الانقاذ.. جاءت كل هذه الانظمة وما زالت الساحة السياسية تعاني.. والتنمية تتعثر والوحدة الوطنية تتعرض للاهتزاز والحرب تتمدد.. والامر كله يتدول حتى وصل كينيا.. واميركا.. والمانيا..
    * والخوف ان يأتي السلام سواء أكان بالشراكة الثنائية او غيرها وبعدها نرجع الى المربع الاول..
    * ولكن ومع ذلك كله نقول ما زالت بذرة اكتوبر ترقد داخل الارض بذرة معافاة ومحمية من التسوس.. بذرة تنتظر الماء ومتروك لهذا الجيل جيل المعاناة وجيل التضحية مهمة رعايتها حتى يأتي واقع الحرية والخبز والكساء والدواء والعلم.
    وكل عام وأنتم بخير
    هذا مع تحياتي وشكري

    نقلا عن خدمة سودانيز أون لاين الإخبارية
                  

10-21-2003, 05:23 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    في عموده كلام الناس كتب: نور الدين مدني:

    21 أكتوبر.. والسلام المرتقب :
    *يصادف اليوم، ذكرى ثورة الحادي والعشرين من اكتوبر الشعبية، احدى انجازات شعبنا العبقرية التي مازالت تبهر العالم وتستوقف الدارسين والباحثين المهتمين بتاريخ الثورات والتغيير السياسي.
    *والحديث عن ثورة اكتوبر 64 الخضراء لا ينضب ودروسها المتجددة ماتزال تلهم العبر والعظات، وتلهب القدرات والطاقات، خاصة لأولئك الذين لا يتوقفون عند شريط الذكريات في محطة الاجترار، وانما يتجاوزونه للاستعانة به في مواجهة تحديات الحاضر والاسهام في صناعة المستقبل.
    *والمعروف ان الدرس الباقي والخالد لهذه الثورة، انها كانت نتاج وحدة الارادة الشعبية في مواجهة الحكم العسكري الاول. وان صاغت العبقرية السياسية في تلك المرحلة «جبهة الهيئات» خاصة في مواجهة الاحزاب التقليدية، فإن الاحزاب التقليدية استطاعت بعد انتصار اكتوبر 64، سحب البساط من تحت اقدام «جبهة الهيئات» وسرعان ما عادت «ريمة» الحياة السياسية الى قديمها.
    *وكان ما كان، ثم دخلنا في دوامة الخلافات السياسية الى أن جاءت مايو 69، وهي تستظل بمظلة مباديء اكتوبر. ولكنها ايضا تنقلت عبر مراحل سنوات حكمها من اليسار الى اليمين، الى ان اطاحت بها انتفاضة ابريل 1985م.
    *وليس المجال هنا مجال تناول هذه التقلبات التي مازالت تحيط بنا، رغم كل هذه السنوات من عمر حياتنا السياسية. وتكاد نفس التحديات التي جابهت البلاد قبيل اندلاع ثورة اكتوبر الشعبية قبل حوالى اربعين عاما، تقف ماثلة على طاولة المفاوضات بين الحكومة والحركة، وما حولهما من حراك سياسي وسط الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
    *فمشكلة الجنوب التي تدور حولها المفاوضات الجارية، كانت «الشعرة» التي قصمت ظهر بعير حكومة عبود «الحقبة النوفمبرية». ومازالت قضايا حرية التنظيم والتعبير وغيرها مثل تأمين قومية الخدمة العامة واجهزة الدولة عامة، تطل برأسها في ساحة الحوار سواء في نيفاشا ام على كل المستويات.
    *لذلك فإن الانظار والافئدة تتطلع الى ما يجري في نيفاشا وما حولها هنا وهناك، من اجل انجاز تحقيق السلام العادل الشامل، تنتظر ثمارا اكثر تمهد للحل السياسي الشامل والتحول الديمقراطي.
    *وبغض النظر عن صيغة الشراكة المطروحة بين الحكومة والحركة، فإن التحدي السياسي يستوجب فتح النوافذ امام الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني. ولكن مع استصحاب دروس الماضي، حتى لا ندخل مرة اخرى في الدوامة الشيطانية التي انهكت بلادنا بلا طائل.
    *لذلك لابد من ترسيخ قيم السلام الاجتماعي والعدالة والديمقراطية. وتعزيز الحريات وتأمين حقوق الانسان، كخطوة لازمة لضمان نجاح أي اتفاق سلام، حتى وان جاء بضمانات امريكية.

    نقلا عن خدمة سودانيز اون لاين الإخبارية
                  

10-21-2003, 05:26 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    من أكتوبر 64- أكتوبر 2003م: بقلم/ كمال حسن بخيت:

    هل من الصدفة أن نتابع في أكتوبر ذاته مفاوضات تضع أو تسعى لوضع حل للحرب الطويلة التي دارت منذ أكثر من خمسين عاماً، تلك الحرب التي كانت سبباً مباشرة لثروة أكتوبر الشعبية ومن بعدها لانتفاضة أبريل.. لكن حوادث التاريخ لا تعرف الصدفة، إلا أن الله سبحانه وتعالى قدر أن تدور مفاوضات السلام في مراحلها الأخيرة الآن في أكتوبر وفي أسبوع تلك الثورة الخالدة في تاريخ السودان والبشرية. إذ كانت ذروة أيام الثروة هو الأسبوع الأخيرة من هذا الشهر قبل ما يقارب الأربعين عاماً.. ففي مثل هذا اليوم "والذي يلتقي فيه علي عثمان وقرنق" كانت الخرطوم قد هبت عن بكرة أبيها لإنهاء النظام العسكري الأول الذي حكم البلاد تسعة أعوام بين 17 نوفمبر 1958م إلى 21 أكتوبر 1964م.. تفجرت ثورة أكتوبر المجيدة بسبب مشكلة الجنوب أو الحرب الأهلية التي كانت أداة وحدة لكل السودانيين ليوقفوا نزيف الدم الذي استمر سنين عددا. رأى نظام 17 نوفمبر بقيادة الفريق عبود طرح المشكلة على المنابر العامة لتناقش في الهواء الطلق.. إلا أن أول ندوة أقامها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم كانت البداية لشرارة الثورة وذل كفي بداية شهر سبتمبر عندما قضت الندوة إلى تحدث فيها السياسيون المعارضون للحكومة عن إسقاط النظام.. لأن حل المشكلة أساساً بذهاب الحكم الدكتاتوري، لكن اتحاد الطلاب وفي تحدٍ لقرار الحكومة قرر أن يقيم ندوة جامعة أخرى في العاشر من أكتوبر.. إلا أن إدارة الجامعة منعت قيامها بأمر من وزارة الداخلية مما اضطر الطلاب لإقامتها داخل سكناتهم في الميدان الذي يقع بين داخليتي كسلا والقاش وكان موعد الندوة أمسية الأربعاء 21 أكتوبر.. وكان موضوعها بحث مشكلة الجنوب.. أمرتهم الشرطة بفض الندوة إلا أنهم رفضوا مما دعاهم إلى اقتحام المكان بالقنابل المسيلة للدموع ليتفرق الطلبة ليعودوا وهم مسلحون بالحجارة والملتوف وغيرهما للتصدي للشرطة.. وأطلقت الشرطة الرصاص الذي استشهد به الشهيد أحمد القرشي أول شهداء الثورة ليلحق بخ آخرون.. بابكر عبد الحفيظ وحران.. وسقط النظام العسكري..وجاءت على أنقاضه حكومة ديمقراطية.. ولكنها جوبهت بمؤامرات كثيرة وهكذا دخل الحكم في السودان في الحلقة الجهنمية المعروفة. نحن في الأضواء نصدر هذا العدد الذي نفرد معظم صحافته لأحداث تلك الثروة الخالدة ونوجه نداءنا إلى الذين يتفاوضون الآن بنيفاشا من قياداتي الحكومة والحركة.. وقادة الأحزاب: أن أعيدوا قراءة التاريخ. وأن يسألوا أنفسهم لماذا سقط شهداء أكتوبر وقبلهم المئات وبعدهم عشرات الآلاف إن لم يكن من أجل السلام في السودان. هل نتعظ ونسأل أنفسنا لماذا تزامن احتفالنا بأكتوبر هذا العام مع مفاوضات تجري من أجل السلام في نفس الشهر هل نستفيد من قراءتنا للتاريخ وهل ذلك فأل خير؟.. أرجو ذلك.

    نقلا عن خدمة سودانيز اون لاين الإخبارية
                  

10-21-2003, 06:14 PM

Wad Elhussein


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    Steal Your Soul and Steal Your Soul and Dare Your Spirit to MoveDare Your Spirit to Move
                  

10-21-2003, 05:49 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    الاخ رجاءتحيه علي هذا المجهود وبالمناسبه هناك ملف
    كامل عن ثورة أكتوبر في صحيفه الاضواء
    حلل فيه الاستاذ ميرغني اسباب قيام الثوره وتتبع مسارها
    وكتب أحمد مهدي انطباعاته عنها
    عموما الملف ثر وغني بالمعلومات والتحليلات
                  

10-21-2003, 05:58 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    العزيز كمال عباس،، ألف شكر وتحية..وهذا هو ملف أكتوبر:

    ملف اكتوبر
    سجن الرجاف

    الأستاذ ميرغني النصري يقول ان ثورة اكتوبر 46 تمثل حدثاً عظيماً ويرجع اسبابها الى جملة من الأسباب الإقتصادية والسياسية والثقافية، فمن الناحية الإقتصادية كان هناك انهيار اقتصادي اذ ان اقتصاد السودان كما يقول قام وقتها على محصول القطن فادى انخفاض اسعار القطن الى تراكم كميات كبيرة لم يتم تصديرها فقام الحكم العسكري ببيعها بأسعار غير مجزية ومثل هذا أهم العوامل التي ادت الى تردي الوضع الإقتصادي ومن الناحية السياسية تم تضييق الخناق على الذين يعملون في الحقل السياسي حيث تم اعتقال القيادة السياسية العليا ونقلهم الى الجنوب في سجن الرجاف ومن هؤلاء القادة الزعيم اسماعيل الأزهري. وتم الحجر على الحريات الأساسية وتضييق الخناق على القوى السياسية من صحفية وتنظيمية وقهرت التنظيمات السياسية والنقابية وجرى اعتقال ومحاكمة مجموعة من القيادات الطلابية والعمالية والنسائية، ويجزم بأن كل ذلك ادى لتوحيد ارادة الشعب السوداني النضالية واجج روحه الثورية في مواجهة التطور السلبي ويعود ليؤكد ان من أهم اسباب ثورة اكتوبر انتهاك الحريات الأساسية وحقوق الإنسان الذي جعل النظام العسكري في تناقض جوهري مع القوى الجماهيرية.
    حركة واسعة:
    ويصف محدثنا الحركة الشعبية والطلابية القائمة قبل وبعد الحكم العسكري بأنها حركة واسعة ونضالية واجهت كل تحديات الصراع السياسي السوداني وواجهت الإستعمار وحطمت كل المشاريع التي وضعها الإستعمار لإعاقة السودان وشعبه في سبيل نيل حريته واستقلاله وسيادته الوطنية ثم قادت هذه الحركة المطالب الجماهيرية والشعبية في العهد الأول للإستقلال ولهذا تبدو هذه الحركة الطلابية من وجهة نظر محدثنا مالكة لقدرات ومكتسبات نضالية تؤهلها لقيادة اي تطور سياسي يؤدي لنيل شعب السودان لمطالبه الأساسية من حرية ومساواة وعدالة وحقوق إنسان ويؤكد بأن هذه الحركة الطلابية هي التي نشأت من رحمها ثورة اكتوبر في ندوة جامعة الخرطوم تلك الندوة التي مثلت شرارة ثورة اكتوبر واستشهد فيها الطالب احمد القرشي.
    خبرات نضالية
    ويقول كانت في السودان حركة جماهيرية واعية ومنتظمة تمثلت في الإتحادات والنقابات المختلفة ويرى ان هؤلاء وصلوا الى درجة كبيرة من التنظيم النضالي والنقابي، وإكتسبت هذه النقابات خبرة نضالية وسياسية وكانت في طليعة ثورة اكتوبر فحدث الصراع بين الحركة الجماهيرية المنتظمة والنظام العسكري فنشأت ثورة اكتوبر.
    سبب جوهري
    ويؤكد محدثنا وجود مشكلة اساسية كانت سبباً جوهرياً لإسقاط النظام العسكري وهي مشكلة الجنوب التي تعمقت في عهد الحكم العسكري الأول وبما ان الكنائس كانت تساند التمرد الثاني«انانيا1» قام الحكم العسكري بقفل جميع الكنائس في الجنوب وطرد جميع القساوسة من السودان فتأزم الموقف كثيراً.. فتصاعدت المشكلة في هذا الظرف الذي ادى لمطالبة الحكم العسكري الناس بالحديث وتقديم الحلول فكانت ندوة جامعة الخرطوم الأربعاء 12/01/46 وتدخلت الشرطة لإيقاف الندوة فحدث صراع بين الشرطة والحضور من الطلاب وغيرهم وحدثت اصابات لبعض الطلاب واستشهاد الطالب احمد القرشي.
    استشهاد القرشي
    ويقول عند استشهاد القرشي قدمت نقابة المحامين والسلطة القضائية مذكرة بسيطة المعاني تحوي مطلباً مبدئياً بسيطاً هو التحقيق في مقتل القرشي ورفض النظام استلام المذكرة وجاء الجيش واحاط بمقر السلطة القضائية وتم اقتراح الأضراب السياسي وبدأ الإضراب وهتفت الجماهير متحدية الجيش وسلطات الأمن، ومن هناك اشتعلت الثورة مساء الأربعاء وحمل جثمان القرشي الى المشرحة لتحديد اسباب الوفاة، وتم نقل الجثمان صباح الخميس الى ميدان عبد المنعم وصلى على الجثمان السيد الصادق المهدي وخرجت الجماهير من الميدان واتجهت جنوباً وكان الناس يرمون عربات الجيش بالحجارة وتم حرق السوق والبارات ويواصل محدثنا في سرده للأحداث ويقول امتلأت الشوارع بالجماهير التي كانت تطالب بإسقاط النظام والحريات واتجهت المسيرات من الجامعة الى القصر وكان شعارها«الى القصر حتى النصر» وقد وقع كثير من الشهداء في تلك المنطقة وكان ذلك سبباً في تسمية ذلك الميدان بميدان الشهداء، وفي هذا الأثناء ساندت مجموعة من الضابط هذه الثورة وطلبوا من الفريق عبود ان يتنازل وفعلاً في يوم الإثنين اعلن عبود حل المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
    ثورة الجياع والبؤساء
    ويقطع محدثنا بأن ثورة اكتوبر هي ثورة الشعب بدليل ان الجماهير هي التي ملأت الشوارع مطالبة بإسقاط النظام لأنه نظام دكتاتوري غيب الحريات الأساسية ويقول ان الإقتصاد كان سيئاً والشارع مليئا بالجياع واهل البؤس والشقاء ويصف الثورة بأنها ثورة الجياع والبؤساء والمعدمين.. وثورة الشعب بدليل انه لم يعارضها أي شخص ويعود ليجدد تأكيده بأن اكتوبر ثورة الشعب بأكمله وقامت لتحرير الشعب وتم تحريره فعلاً.
    انهاء الحكم العسكري
    ويتطرق محدثنا لميثاق ثورة اكتوبر ويرى ان أهداف الثورة مضمنة فيما يحويه الميثاق من مطالب وأهم هذه المطالب يتمثل في انهاء الحكم العسكري بجميع آثاره وقيام حكم ديمقراطي مبني على الإقتراع الحر والغاء القوانين الإستثنائية وتأكيد الحريات الأساسية واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واستقلال القضاء ويقول اذا تم التعامل بإيجابية وشفافية مع البنود السابقة لكانت اكتوبر ثورة حقيقية لأن بنود هذا الميثاق كان يمكن ان تخلق عهدا ثوريا جديدا يرفع من المعاني الديمقراطية لكن لم يتم التطبيق الأمثل لمبادئ الميثاق الوطني حيث ان القيادات لم تكن في مستوى الجماهير.
    التطهير والإستغلال سيئ
    ويتناول محدثنا بعض السلبيات التي حدثت إبان ثورة اكتوبر فيما يتعلق بالتطهير الذي يقول انه تم بطريقة غير موفقة حيث أخذ الصالح والطالح ولم يستأصل بعض الناس الذين ادوا للتدهور، وبعض الجهات استغلت هذا الأمر ضد بعض الخيرين، ومن ضمن الأخطاء التي يراها عدم وجود محاكمات للعسكريين الذين قاموا بالإنقلاب. ويختتم الأستاذ ميرغني النصري حديثه متأسفاً على ان ثورة اكتوبر لم تجد استحقاقاتها النضالية والسياسية وعندما جاءت انظمة الحكم العسكري بعدها عتمت تعتيما كاملا على اكتوبر فلم تجد الأجيال فرصة لإكتشاف الأبعاد الحقيقية للثورة.
    آمال عراض
    السيد احمد المهدي يعزي قيام ثورة اكتوبر لما وصفه برفض الشعب السوداني للحكم العسكري وحبه للحريات والديمقراطية والشورى ويقول ان السودان تطلع لمثل هذا الحكم عقب استقلاله مباشرة لان مثل هذا الحكم ينبع من طبيعة السودانيين واخلاقياتهم وممارساتهم وعلاقاتهم مع الحكام عبر تاريخهم الطويل، ولذلك عقب الاستقلال كانت الامال عراض في ان توفق الاحزاب فيما بينها لكيما تؤسس ديمقراطية ويوضع دستور مقبول، لكن ذلك لم يتحقق لسوء الحظ واصطرعت الاحزاب الامر الذي ادى لانقلاب 71 نوفمبر الذي يبدو من وجهة نظره انه لم يكن انقلاباً بالمعنى العادي، ويقول انه لم يكن تآمر جزء من الجيش او بعض الضباط كما يحدث في انقلابات عديدة بل كان تآمراً من الجيش بكلياته.. ويقول ان 71 نوفمبر كانت حركة تكاد تكون الاحزاب متفاهمة حولها، وليس بعيداً على الاذهان ان السيدين المسؤولين عن الحكومة الائتلافية وقتها ايدا هذا الانقلاب.. ويقول ان حزب الامة والانصار ايدوا الحكم العسكري وان الامام عبد الرحمن المهدي كان واضحاً في بيانه الذي ايد فيه الحكم العسكري وايد فيه تحرك الجيش، وفي حديثه للنواب عندما اعفوه من المسؤولية النيابية باعتبار انه اصبح في موضع لا يسمح بهذا، قال ان الجيش التزم وقطع على نفسه عهداً باعادة الحياة النيابية للبلاد. ويشير الى ان اساس الانقلاب كان فيه تفاهم ولم يكن سلطة مطلقة لهذا عندما تكونت الحكومة كان هناك تمثيل لبعض القوى الوطنية وكان يفترض كما يجزم محدثنا ان يكون هناك طابع خاص في شكل شورى اثناء الحكم العسكري نفسه. وبعد انتقال الامام عبد الرحمن الى رحمة مولاه واصبح الخليفة الامام الصديق من بعده وكان الاخير كرئيس لحزب الامة له رأي خاص ويؤيد الجناح الرافض بحزب الامة لضرورة الانقلاب نفسه وكان يقود جناحاً يصر على تغيير الائتلاف القائم بين السيدين الى ائتلاف بين الرئيس اسماعيل الازهري وحزبه وحزب الامة ولو قدر لهذا الائتلاف ان يتم كما يورد محدثنا لاستمرت الحياة الديمقراطية ولم يكن هناك داعٍ للجيش وحركته واهدافها، لكنه في ذات الوقت يشير لوجود تخوف وقتها من حدوث تدخل اجنبي، وعلى اي حال لم يكن هذا الانقلاب كما يرى انقلاباً دموياً بل لم تكن هناك اية تظاهرات او مقاومة ويورد سبباً لذلك ان الحزبين الكبيرين الحاكمين ايدا الانقلاب وقتها.. تفاهم ويعود ليلفت الى وجود تفاهم بين حزب الامة والانصار وبين الجيش، وتمثل هذا التفاهم في بيانات الامام عبد الرحمن التي التزم بها السيد الصديق عنمما اصبح خليفة، وصار يطالب الجيش بتنفيذ وعده في الحياة النيابية، وبدأت المذكرات في البداية تأخذ طابعاً اهلياً غير حزبي خالٍ من السياسة، فيها روح وطنية تدعو الجيش للعودة لثكناته وممارسة مهامه في الدفاع عن البلد وحماية الامن واعادة الحريات العامة.. ويقول لم يكن هناك اي اعتراض على سياسات الحكم العسكري ويشيد بدور الحكم العسكري في احداث طفرة اقتصادية واسعة وقتها..
    الجبهة الوطنية
    ويشير لالتفاف قيادات وطنية معروفة على رأسها الامام الصديق واسماعيل الازهري وبعض اليساريين كالحزب الشيوعي والاخوان المسلمين والمستقلين حول هذه البيانات ومن هذا التفاهم والتحرك نشأت لاول مرة الجبهة الوطنية التي كان يترأسها الامام الصديق وظلت الجبهة الوطنية تتحمل مسؤولية اعادة الحياة النيابية والحريات العامة للبلاد وحصلت تعبئة على مستوى واسع..
    صدفة
    وينفي بشدة ان تكون ثورة اكتوبر جاءت صدفة نتيجة لندوة الجامعة واستشهاد القرشي، لكنها كانت كما يرى محدثنا تحركاً شعبياً وتعبئة شعبية كبيرة بدأت منذ اول عام للحكم العسكري ويؤكد ان الجيش وقتها كان على قناعة تامة بان الحكم العسكري مرفوض وهذا ما ادى لتراجع الجيش من مواجهة التظاهرات.. اعتراف
    ويعترف بدور التظاهرات الاشتراكية والشيوعية في ثورة اكتوبر ويقول ان ذلك نتج لان الحزب الشيوعي كان يملك القدرة على التحرك السريع وجاهز بكوادره وعماله وجماهيره.. وهذا التحرك السريع كما يورد مكن الحزب الشيوعي من تبني الحركة الشعبية كلها حتى انه طمع في فترة مبكرة جداً في الاستيلاء على السلطة نفسها عن طريق جبهة الهيئات والتنظيمات السريعة التي كونها والقدرة على تسيير الجماهير في الشارع الا ان التعبئة الحقيقية كما يرى المهدي كانت يد الاحزاب التي كانت مدركة لحجمها وقوتها وبالتالي استطاعت وبالتدريج فرض وجودها. ويقول ان كثيرين ينسون تظاهرة ضخمة هي التي ادت لاستقالة سر الختم الخليفة من حكومته الاولى وتكوين الحكومة الجديدة التي كان فيها الوجود الشعبي الفعلي وكانت دليلاً على ان ثورة اكتوبر لم تكن صدفة انما كانت اقتلاعاً ويقول انها كانت حركة اصيلة هيمنت اصالتها على الوضع، وعندما تكونت حكومة سر الختم الخليفة الثانية كان هناك حرص على الوفاء بالمبدأ الديمقراطي، وكان مجلس الوزارة الذي تكون وقتها اقوى سلطة في السودان ويتمتع بصلاحيات ثورية وتنفيذية وتشريعية وكان يمكن استمراره كثورة وهو الامر الذي يرغب فيه الشيوعيون الا ان الاحزاب الاخرى كانت ترى ان من الوفاء للديمقراطية اعادة السلطة للشعب واجراء الانتخابات وممارسة الديمقراطية بصورة ليبرالية طبيعية، وهذا ما حدث بالضبط وبعد اجراء الانتخابات تكونت الحكومات الائتلافية المتعاقبة التي يحددها في حكومة محمد احمد المحجوب الاولى ثم حكومة الصادق المهدي، فحكومة محمد احمد محجوب التي قام عليها انقلاب 52 مايو وبدأت من خلاله مرحلة جديدة.. مغذى اكتوبر الاكبر كما يقول محدثنا هو رفض الشعب للحكم العسكري لذلك لم يكن الانقلاب العسكري الثاني انقلاباً عسكرياً بحتاً بل كان انقلاباً تآمرياً بأمر فئة مؤتلفة مع قوى سياسية بعينها وسار الانقلاب بهذه الصورة والدليل انه اول ما تحقق الانقلاب واستتب الامر بدأ الصراع داخل القوى السياسية المؤيدة لانقلاب مايو فانقسم الشيوعيون وكذلك البعثون والقوميون العرب وغيرهم واستمرت الزعزعة في النظام بسبب ضيق الحريات العامة، وكان النظام يتراجع باستمرار عن الشكل السلطوي الذي فيه مصادرة الحريات وظل يعد الشعب الى ان وضع دستور ثورة مايو واستمرت المعارضة تنشط في عملها الامر الذي ادى لقناعة النظام بانه لابد من عودة الحريات العامة وظل يتخبط الى ان قامت الانتفاضة الابريلية في عام 58 التي يعتبرها امتداداً طبيعياً لثورة اكتوبر.
    صراعات شخصية
    ويقطع بأن الصراعات الشخصية حول القيادة كانت سبباً في اجهاض ثورة اكتوبر، ويقول انها بدأت بانقسام حزب الامة الذي يصفه بأنه كان ضربة كبيرة للتنظيمات السياسية في السودان، ويقول ان الناس كانت تعلق آمالاً عراض على ائتلاف الحزبين الكبيرين باعتبارها امراً من شأنه ان يؤدي للاستقرار، لكن التجارب دلت على انهما اي حزب الامة والاتحادي الديمقراطي وان كانا مشتركين في قضايا اساسية الا ان المنافسة والطموحات الشخصية بينهما وداخلهما كانتا تناقضات اضعفت البنية الحزبية، لهذا ضعف النظام وظهر طموح جديد للقوى اليسارية المتطرفة المؤمنة بالسلطة العسكرية واستغلالها في العمل السياسي والوطني تمثل في انقلاب مايو..

    المصدر صحيفة الأضواء ملف أكتوبر

    (عدل بواسطة Raja on 10-21-2003, 06:05 PM)

                  

10-21-2003, 06:11 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    قراءات في دفتر الملحمة الأكتوبرية
    عندما استوفى الميلاد شرطه وانجز النصر وعده.. تجسدت عبقرية الشعب
    رصد ـ توفيق البدري

    كان سيناريو لملحمة تعددت فيها الأدوار الجميع شارك فيها ـ الطلاب ـ الإتحادات المهنية ـ النقابات ـ الأحزاب ـ الشيوخ ـ النساء والشباب، بقدر ما وبدور ما لتتسق كل الأدوار في منظومة واحدة جسدت عبقرية شعب عرف كيف يكون ومتى يستوفي النصر شرط ميلاده التاريخي ففي صبيحة الواحد وعشرين من اكتوبر سنة 4691 كان الشعب هو الأعلى صوتاً فقد استوفى الميلاد شرطه فأنجز النصر وعده.
    ولانها سيرة عطرة«الأضواء» تستلهم تفاصيل احداث وتداعيات ثورة اكتوبر المنشودة بعدد من الصحف السودانية انذاك.
    الشرارة الأولى
    في نحو الساعة التاسعة من مساء الأربعاء اكتوبر 12/9691م كان اتحاد طلاب جامعة الخرطوم يعقد ندوة في داخلية عطبرة لبحث مسألة الجنوب.. اقتحم البوليس الندوة وطوق المكان بعد ان رفض الطلاب الإنصياع لاوامره القى البوليس القنابل المسيلة للدموع فرد عليه الطلاب بالحجارة والزجاج الفارغ استمر الصدام نحو ساعة ثم انذر الضابط المرافق للبوليس الطلاب بأنه سيستخدم الرصاص ان لم ينفضوا، ثم امر الجنود بإطلاق النار ففعلوا او استمر الضرب حتى سقط احمد القرشي شهيداً وجُرح ثمانية وثلاثون طالباً تأخر نقل الطلاب المصابين للمستشفى لأن البوليس كان قد اغلق الأبواب ومنع دخول الإسعاف الا بعد مضي بعض الوقت واعتقل اربعة اطباء كانوا في طريقهم لإنقاذ الطلاب، سلطات المستشفى وصفت حالة بعض الطلاب بالخطورة بعد ان اجريت لهم عمليات سريعة اشترك فيها كل الأطباء بالمستشفيات والأطباء الخصوصيين. وقائمة الشرف للطلاب المصابين تحمل اسماء بابكر حسن ـ خالد ـ حسن الوديع السنوسي ـ عثمان البلك ـ خالد الحاج ـ علي ابراهيم ـ احمد حمود ـ حمزة عبد الله كنه ـ احمد البشرى ـ محمد الحسن محمد سعيد ـ جلال الدين عباس ـ النور عبد الخالق ـ يس الدسوقي ـ محمد فائق يوسف ـ محمد الفاتح الطريفي ـ الأمين عبد الله ـ حمد احمد المهدي ـ عبد العزيز محمد فرح ـ حسن احمد عجبنا ـ سليمان عبد الواحد وسهام مصطفى الصاوي.
    تنامي الأحداث
    وعلى اثر احداث جامعة الخرطوم اصدر وزير الداخلية اللواء احمد رضا فريد بياناً تعرض بالشرح للأحداث واصفاً اياها كنتيجة لتسامح المسؤولين مع الطلاب الذين وجدوا في الندوة فرصة لمهاجمة الحكومة وارتكاب مخالفات صريحة للقانون.
    وفي خاتمة بيانه اطلق وزير الداخلية تحذيرات شديدة اللهجة جاء فيها.
    «ان قوات الأمن لن تسكت عن هذا التجني والقانون لن يقف مكتوف الأيدي امام مواطنين غير مسؤولين ولا يقدرون واجبهم ويوقعون الضرر بالأشخاص والممتلكات.
    وقوات الأمن لن تتهاون مع من يرتكب جريمة او تخريب وسوف تتخذ من الإجراءات ما يكفل ضمان سلامة المواطنين وحفظ ممتلكاتهم».
    المجتمع المدني
    الأحزاب السياسية والتنظيمات المهنية والنقابات تفاعلت ايجاباً مع الأحداث بما يخدم خط الثورة التي انطلقت من جامعة الخرطوم، فأصدر رؤساء تحرير الصحف بياناً مذيلاً بتوقيع كل من:
    بشير محمد سعيد رئيس تحرير صحيفة الأيام ـ عبد الرحمن مختار الصحافة ـ عابدين محجوب محمد مكي الناس ـ وحسين عثمان منصور الصباح الجديد ـ جاء فيه:«ان رؤساء تحرير الصحف يستنكرون اشد الإستنكار اطلاق البوليس للرصاص على الطلاب ويعتقدون انه كان يمكن معالجته دون حاجة الى إطلاق النار لهذا نطالب المسؤولين بإجراء تحقيق قضائي على مستوى عال لتحديد المسؤولية ومعاقبة المتسببين في هذا الحدث اياً كانوا».
    كما بادرت مجموعة من القضاة والمحامين برفع مذكرة للفريق ابراهيم عبود رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة جاء فيها:
    «نحن رجال القضاء والمحامين نشعر ان مسؤوليتنا نحو العدالة وسيادة القانون في هذا البلد تفرض علينا ان نقرر ان حادث الإعتداء الذي وقع على طلاب جامعة الخرطوم في داخل حرم الجامعة امر يهتز له ضمير العدالة ويتنافى والقواعد القانونية الواجب احترامها من قبل الحكومة قبل الأفراد، وذلك لأن حرم الجامعة محراب مقدس، وداخليات الطلاب التي وقع الإعتداء عليهم في داخلها وسالت دماؤهم في ارضها هي مكان خاص لا يمكن القول بأن ما دار فيها امر فيه اخلال بالأمن العام او الطمأنينة لأن هذا الوصف لا ينطبق الا على عمل يتم في مكان عام. وفوق ذلك فإن تصرف البوليس لم يصدر بناء على امر من قاضي كما يأمر بذلك القانون، وعليه فإننا نطالب بإجراء تحقيق فوري بواسطة قاضي في الحوادث المؤسفة التي راح ضحيتها طالب بريء واصيب فيها اخرون بجراح خطيرة في ظروف قد ترقى الى الإتهام بجريمة القتل العمد كما نطالب بتقديم من ثبتت عليه المسؤولية الى المحاكم الجنائية سواء كان عضواً في المجلس الأعلى او وزيراً كبيراً كان ام صغيراً سواء كانت المسؤولية نتيجة عمل إيجابي او سلبي وبغير ذلك فإننا لن يهدأ لنا بال ولن نستطيع ان ندوس على ضمائرنا ونسكت على هذا الأمر الخطير.
    ومن جانبهم اصدر اساتذة جامعة الخرطوم بياناً طالبوا فيه بقيام نظام دستوري بالبلاد معلنين توقفهم عن العمل وتقديم استقالتهم، وصدرت بيانات مماثلة من العاملين بالبنوك والروابط والإتحادات المهنية.
    وتفاعلت قيادات الأحزاب السياسية مثل السيد علي الميرغني والإمام الهادي المهدي والسيد اسماعيل الأزهري ببيانات تطالب بالحرية والإستجابة لرغبات الأمة.
    موعد مع النصر
    كان اليوم الثالث والعشرون من اكتوبر يوماً للعصيان المدني، خرج القضاء والمحامون والموظفون واغلقت المكاتب واندلعت التظاهرات في كل مكان ومع تباشير صباح 42 اكتوبر كان الموقف قد انجلى تماماً عن الإضراب السياسي الذي أخذ شكله الحاسم.. جميع الموظفين والعمال تركوا اعمالهم وقادوا التظاهرات ضد الحكومة، قطاعات الشعب شلت تحركات البوليس والندوات السياسية انتظمت منابرها في باحات المنازل ايذاناً بإنقشاع ليل النظام العسكري وسفور فجر الديمقراطية.

    نفس المصدر السابق - صحيفة الأضواء
                  

10-21-2003, 06:18 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    ملامح ونقرشات على اوتار الملاحم الاكتوبرية
    الاكتوبريات ترجمت نبض الشارع ورددت هتافه
    منظومات اكتوبر دستور متكامل تحمله الصدور
    بقلم/ كمال عبد الله الكير - ابو عازة

    اي المشارق لم نغازل شمسها
    ونميط عن زيف الغموض خمارها
    اي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
    اي الاناشيد السماويات لم نشدد
    لاعراس الجديد بشاشة اوتارها
    نحن رفاق الشهداء نبايع الشهيد القرشي قائدا
    نبايع السودان منبعا وموردا
    بعيداً عن كل التفاصيل الدقيقة التي صاحبت المسيرة الاكتوبرية المجيدة من كل جوانبها الثورية والسياسية، ماذا لو امسكنا بمجاديف قاربها الفني والادبي الذي يتهادى عبر كل شبر في الخريطة المليونية، نسبح في بحارها ونستريح على وديانها وشواطئها نجوب صحاراها مع الحردلو في الدوباي، نطير في سمائها الرحب نتخلل فضاءها الارحب، نهتف مع ثوارها نبني مع عمالها نستظل بسقف الحرية الوريف نترنم ونتمايل طرباً مع اناشيدها الرائعة التي تسري في الحناجر كمجرى الماء البارد في جوف الشجي المكلوم.. فلنمض في سياحة عميقة الجذور عالية الاغصان دانية الثمار عامرة بالحب مسنودة بالنضال مكللة بالنصر البائن.
    لقد كانت منظومات اكتوبر الغنائية ومازالت عنواناً يتصدر جبهة الغناء الوطني عموماً، وفترة ما بعد الاستقلال على وجه الخصوص بل اصبح رمزاً للوطنية الحقة واصبح دليل ادانة على كل من يتعاطى ايا من المنظومات الاكتوبرية خلال كل العهود العسكرية. ولكن لماذا هذا العمق وذلك الشموخ بل والخلود لهذه الاغنيات بجانب ما انشده الشاعر المناضل خليل فرح في محبوبته الغالية (عازة).. (عازة في هواك عازة نحنا الجبال وللبخوض صفاك عازة نحن النبال).
    لعل المتأمل لجملة الاعمال الاكتوبرية يجدها تنضح بالصدق في التعبير والانتقاء في الكلمة التي قد تأتي تارة من افواه المتظاهرين الثائرين وهم يجوبون الطرقات تحت وهج الشمس وفوق رمضاء الظلم والطغيان، وتارة تأتي متضمنة كل مطالبهم المشروعة ومترجمة لاحاسيسهم مستوعبة كل صرخاتهم مسكتة لكل اهاتهم.. لكل هذا نجد القصيدة الاكتوبرية تولد ناضجة وقوية وتمتلك كل مقومات الابداع الآني والمستقبلي بما تتضمنه من مباديء ومعانٍ واهداف تتجدد كل يوم. فانداحت قرائح ثلة من الشعراء امثال هاشم صديق، وعلي عبد القيوم، ومحمد المكي ابراهيم، ومحمد محمد خير وفضل الله محمد ووو.. فتصدت لحمل لواء الكلمة فافرزت تلك الدرر الاكتوبرية التي تسعى بيننا الآن في زيها الانيق وصوتها العالي ونبرتها الواضحة المؤثرة.. فكانت رائعة القرن (قصة ثورة) او الملحمة للشاعر المخضرم هاشم صديق اطاراً وهاجاً حوى قصة الثورة بكل تفاصيلها وهوامشها ومستقبلها:-
    لما الليل الظالم طول فجر النور من عينا اتحول
    قلنا نعيد الماضي الاول ماضي جدودنا الهزموا الباغي
    وهدوا قلاع الظلم الطاغي
    وفي ليلة وكنا حشود بنصارع عهد الظلم الشب حواجز شب موانع
    جانا هتاف من عند الشارع قسما قسما لن ننهار طريق الثورة هدى الاحرار
    وهكذا مضت بنا الملحمة تسرد قصة الثورة لتقودنا الى وسط المعركة نشاركهم الهتاف ونداوي الجرحى ونشيع الشهداء الى قوائم الخالدين في دفتر الوطن الحبيب:-
    وكان القرشي شهيدنا الاول وما تراجعنا
    حلفنا نقاوم ليلنا وسرنا وما تراجعنا
    للشمس النايرة قطعنا بحور حلفنا نموت او نلقى النور
    وكان كل خطوة بنلقي شهيد بدمو بيرسم فجر العيد
    اما في اطار استشراف الملحمة للمستقبل فقد وضعت على عاتقها قسما غليظا مفاده التأكيد على الحفاظ على مكاسب الثورة وحمايتها من اطماع الخفافيش:-
    قسما قسماً يا اكتوبر نحمي شعارك.. نجني ثمارك
    ونرفع راية الثورة الغالية عالية ترفرف فوق السارية
    عليها شعار الثورة الاكبر ولسه بنقسم يا اكتوبر
    لما يطل في فجرنا ظالم نحمي شعار الثورة نقاوم
    نبقى صفوف تمتد وتهتف لما يعود الفجر الحالم
    يا اكتوبر
    وكذلك انبرى شاعرنا محمد المكي ابراهيم بعد ان استشرف آفاق هذه الثورة التي كانت تحمل الامل الاخضر كاغصان الزيتون وافرع النيم. فاتى باكتوبر الاخضر:-
    باسمك الاخضر يا اكتوبر الارض تغني
    الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني
    والكنوز انفتحت في باطن الارض تنادي
    باسمك الشعب انتصر حائط السجن انكسر
    والقيود انسدلت جدلة عرس في الايادي
    ومن جانب اخر نجد ان القصائد الاكتوبرية لم تغفل عن ذكر مباديء الثورة وتسجيلها في عمل فني تتناقله الالسن كل يوم حتى لا يدركه النسيان ابدا:-
    مبدا الحرية اول لا بيحور لا بيؤول
    والنضال سكة حياتنا مهما عمر السكة طول
    ان تفرطوا في الامانة كل شهيد روحو بتنادي
    (ابقوا عشرة على المباديء)
    مبدأ التطهير يسير ما شعار خاوي وكبير
    والحساب لكل واحد للصنايعي وللوزير
    امضوا طهروا بي عدالة وابعدوا الذاتية غادي
    (وابقوا عشرة على المباديء)
    كل ثائر في جهادو قصدو تتحرر بلادو
    نحنا بنساعدوا ونعدم كل وقفاتو وعنادو
    اصلو هدف الثورة واحد والاعادي هي الاعادي
    (وابقوا عشرة على المباديء)
    كذلك فان اهازيج اكتوبر لم تنس تسطير محطة مهمة من محطات الثورة والتي تعكس الوعي المتقدم لهذا الشعب الذي سطر اعظم ثورة في الشرق الاوسط وهي المتاريس بجانبيها الحسي والمعنوي والتي تمثل نموذجاً سابقاً لادب تلك الحقبة الزمنية:-
    المتاريس التي شيدتها
    في ليالي الثورة هاتيك الجموع
    وبنتها من قلوب وضلوع
    وسقتها من دماء ودموع
    فالمتاريس دماع الشهداء
    والمتاريس عيون الشرفاء
    والمتاريس قلوب الكادحين
    والمتاريس ضلوع الثائرين
    سوف تبقى شامخات في بلادي
    تكتم الانفاس في صدر الاعادي
    وايضاً لم تغب قضية الوطن الكبرى وهاجسه الذي يقلق منامه ويهدر ثرواته ويؤخر نهضته ويهدم مكتسباته (قضية الجنوب) لم تغب عن اضابير ادب الاكتوبريات وقد اشارت اليه بعض الاقلام:-
    يا ثوار اكتوبر يا صناع المجد
    للحرية الغالية حطمناه القيد
    هيا هيا حيوا الثورة وشمروا ساعد الجد
    من اقصى شمال بلادي لاقصى جنوب الوادي
    نعمل للوطن الواحد اخلاص وفكر ومباديء
    اشتراكية سودانية من واقعنا ما من اكتر
    فكانت قضية وحدة الوطن احدى مباديء واجندة دفتر اكتوبر ولعل الندوة التي اقيمت قبل اندلاع الثورة لبحث مشكلة الجنوب كانت من الشرارات التي الهبت نيران الثورة. ولعله من محامد ادب الاكتوبريات انها صارت مرجعاً وقاموساً جمع كل ما يخص احداث تلك الحقبة المهمة من تاريخ هذا الوطن الشامخ وحفظت لهذا الشعب (المعلم) نضاله واستبساله وتفرده. وهاهو الاستاذ محمد محمد خير يناجي اكتوبر ويعده بحفظ مكتسباته وعدم التفريط في مبادئه وعدم الرجوع الى عهد الظلمات:-
    نحنا شبابك يا اكتوبر مع الايام نحنا حماتك بالمرصاد
    نحنا جنودك يا اكتوبر بالاصرار وبكل عناد
    نحنا اسودك يا اكتوبر مع الايام علينا جهاد
    نحنا نساءك يا اكتوبر في الحرية لينا مراد
    نحنا رجالك يا اكتوبر بالاقلام بكل مداد
    ضد الظلم والرجعية حماة الذل وكل فساد
    لا لا لا بعد اليوم لا تهميش ولا جلاد
    لا لا لا بعد اليوم لا استرقاق ولا استعباد
    وهكذا اتت اهازيج اكتوبر مزيجاً من البناء المعبر للكلمة الثورية المتلفحة بثوب المعاني معانقة اجمل الالحان مصادفة اقوى الاصوات فنفذت الى القلوب الثائرة فصارت دستوراً محفوظاً في الصدور تتناقله الاجيال ولا تصل اليه ايدي قوى الظلم والاستكبار. عاشت اكتوبر في دواخلنا قصراً مشيداً بالمباديء وعلى افواهنا والسنتنا نغماً جميلاً واهزوجة للنصر ورمزاً للنضال. فكتاب اكتوبر مليء بالدرر التي يصعب حصرها ولكن دعونا نختتم سياحتنا هذه ببعض ابيات ابريلية للشاعر الرمز محجوب شريف:-
    يا شعبا لهبك ثوريتك
    تلقى مرادك والفي نيتك
    عمق احساسك بي حريتك
    يبقى ملامح في ذريتك ... يبقى ملامح في ذريتك..
    وكل اكتوبر والكل ثوار.. وكل اكتوبر نتحدى النار.. وكل اكتوبر نصبح احرار.
    انحناءة لعزة وقبلة على جبين (ام در).
    نفس المصدر السابق - الأضواء
                  

10-21-2003, 06:23 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    في اطار النقد الذاتي ووقفة تأمل:
    سياحة متأنية مابين متاريس اكتوبر وميثاق ابريل
    مبادئ اكتوبر دستور متكامل مع وقف التنفيذ
    العسكر استوعبوا كل الدروس فطالت فترات حكمهم
    لو التزمنا بمبادئ اكتوبر لما خرجنا في ابريل
    نحن شعب أدمن التقوقع في حفرة الماضي على حساب الحاضر

    بقلم: كمال عبد الله الكير/ أبو عزة

    ثورة اكتوبر تلك التجربة الفريدة، وهذا العمل المتكامل الذي تميز به الشعب السوداني الذي يذوب عشقاً في الحرية ويفنى تحرقاً للديمقراطية. تلك الثورة كثر الحديث عنها وحولها وحول كل احداثها الظاهرة والمخفية والمنسية، خاصة إبان ذكراها السنوية حيث تتشرف صفحات كل الصحف بتناولها كسرد تاريخي ومواقف ولمحات فنية. فهى ثورة عظيمة وتستحق كل ما قيل وما يقال الآن وما ستقوله الاجيال اللاحقة. والسؤال الذي يقفز الى القرائح بإلحاح ومنطقية هو ( ثم ماذا بعد ان مجدنا اكتوبر ووضعناها في اطار مذهب ورفعناها في قصرها العاجي المشيد) ماذا استفدنا من ايجابياتها وهل عالجنا سلبياتها وتخطيناها أم اكتفينا بتتويجها في اعظم المتاحف لتظل إلهاً للحرية نلجأ ايه كلما ضاقت بنا زنازين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتكون اكتوبر هى مصدر فخرنا بعد ان فرطنا فيها وفي كل مبادئها التي ذهبت ادراج الرياح ولم يبق لنا منها سوى الذكرى التي يتكرر شكل احتفالنا بها.. فلو تأملنا الطريق التي تربط مابين اكتوبر ومايو وابريل ويونيو سنجد العجب العجاب.

    اولاً انقلاب نوفمبر 8591 بقيادة الفريق ابراهيم عبود كان سطواً على سلطة شرعية ارتضاها الشعب ووضع على عاتقها آماله العريضة بعد ان انزاح الهم الاكبر وهو شبح الاستعمار البغيض الذي جثم على صدره اكثر من خمسة عقود من الزمان. ولكن هذه الفترة الديمقراطية الاولى لم تكمل عامها الثالث حينما انقض عليها الانقلاب النوفمبري الذي فاجأ الناس صباح ذلك اليوم بالمارش العسكري يتدفق من سماعة المذياع معلناً اضافة مصطلح جديد للقاموس السياسي السوداني والعربي والافريقي. فكان البيان الاول الذي اطاح بآمال واحلام الشعب ونثرها لرياح الظلم بين اشواك الديكتاتورية العسكرية الاولى لتدخل البلاد في خضم عهد جديد قاست خلاله من تخبطات الشمولية التي اذاقت الشعب ويلات العذاب خاصة بعد تنفيذ حكم الاعدام على قائد انقلاب عام 9591 علي حامد ورفاقه حيث كشرت السلطة عن انياب الخذي وبث عيونها في كل بيت وصادرت كل الالسن والجمت كل الشفاه. الى ان حانت ساعة الخلاص ببذوق فجر اكتوبر وصدور البيان الشعبي الممهور بالدم وهنا تحضرني أبيات شعر صاغها فارس الكلمة الوطنية الشاعر الرمز محجوب شريف:

    باسم الثورة السودانية

    باسم الشعب الواهب ابداً

    مهر الدم تمن الحرية

    ما بنستسلم حتى الموت

    لو نتساقط واحد واحد

    وما بنسلم للرجعية

    وتحيا الثورة السودانية

    وبعيداً عن التفاصيل المعروفة انطوت صفحة نوفمبر الغابر بعد ان طال الليل الظالم وفجر النور عن عينا تحول.. قلنا نعد الماضي الاول ماضي جدودنا الهزموا الباغي وهدوا قلاع الظلم الطاغي. فامام المد الجماهيري الهادر والاصرار على رد مقاليد السلطة ماكان امام العسكر إلا ان يعودوا الى ثكناتهم ليتركوا حبال السلطة تتجاذبها الاحزاب.. فلم يقصر الشعب ابداً إزاء هذه الثورة التي صنعها بأيديه وافتداها بدم ابنائه القرشي وبابكر عبد الحفيظ ونصار. فكان لابد ان يواصل الشعب عطاءه للحفاظ على هذه المكاسب فكانت المتاريس المشهورة التي تمثلت معنوياً وفعلياً:

    المتاريس التي شيدتها

    في ليالي الثورة هاتيك الجموع

    وبنتها من قلوب وضلوع

    وسقتها من دماء ودموع

    سوف تبقى شامخات في بلادي

    تكتم الانفاس في صدر الاعادي

    فالمتاريس دماء الشهداء

    والمتاريس عيون الشرفاء

    والمتاريس قلوب الكادحين

    والمتاريس ضلوع الثائرين

    سوف تبقى شامخات في بلادي

    تكتم الانفاس في صدر الاعادي

    وبالفعل فقد كانت المتاريس جداراً منيعاً وسداً حصيناً امام كل متسور او متسلق او حتى متسلل. ولكن الحرامية اعدوا عدتهم بعد ان اخذوا كل المقاسات واستغلوا انشغال نواب وحكومة الشعب وغفلتهم عن متاريس الشعب فلم يتعهدوا بالصيانة ولا الترميم ولم يطوروها ولم يبنوا فوقها ولو طوبة واحدة إنما اسقطوا بعضاًَ من مداميكها بانشغالهم واستكانتهم ناسين ان خالداً بن الوليد استطاع ان يحول هزيمته الى نصر على المسلمين في معركة احد عندما اطمأن الجيش للنصر وركن الى الاسترخاء وانشغلوا بجميع الغنائم ناسين توجيهات القائد الاعظم عليه الصلاة والسلام فكانت النتيجة تلك الهزيمة القاسية. وفي مايو 9691م استطاع العقيد جعفر نميري وعساكره اعتلاء تلك المتاريس وتحطيمها وهدمها على رؤوس الجميع. وبذلك انتقلت كرة الحكم الى ملعب العسكر مرة اخرى بعد ان درسوا الاوضاع واستفادوا من تجربة عبود سلباً وايجاباً واستطاعوا ان يمارسوا كل طقوسهم على مدى ستة عشر عاماً اقاموا خلالها العديد من المشاريع التنموية نجح منها ما نجح وفشل منها ما فشل ولكن بالمقابل دنسوا كل مكاسب الشعب وصادروا كل حقوقه في التعبير واوصدوا كل ابواب الحرية وفتحوا ابواب السجون والمعتقلات واستطاعوا قمع كل الحركات المناهضة وإفشال كل المحاولات الانقلابية التي تصدت لهم. الى ان استيقظ الشعب صاحب الحقوق المهدرة فاتحاً صدره للرصاص غير مبال بغطرسة النميري وتجبره. فأتى مارس يمسك بكتف ابريل معلناً انتصار اعظم شعب وتتويج اعظم جيل. فانطوت بذلك صفحة من اكثر الصحفات سواداً ودموية في تاريخنا السياسي المعاصر. واستبشر الناس خيراً وبدأوا في نفض الغبار عن احلامهم وآمالهم التي لم تمت رغم الضيم، مراهنين على تحقيقها بأن الاحزاب قد وعت الدرس واستفادت من التجربة الاكتوبرية الغنية بالعبر والدروس وتم توقيع الاحزاب على ميثاق حماية الديمقراطية على غرار متاريس اكتوبر لضمان المحافظة على المكاسب الغالية فأذن الآذان:

    أذن الآذان وحانصليك يافجر الخلاص حاضر

    ونفتح دفتر الاحزان من الاول وللآخر

    وبالفعل تم فتح دفتر الاحزان ولكن للاسف وقبل ان نعرف ( منو الغلطان) انهمكت حكومتنا المنتخبة بعد الفترة الانتقالية مباشرة في البحث عن حقوقها الشخصية المزعومة وكأنها ورثت عن ذويها تراب هذا الوطن الحر المغلوب على امره فتركت امر الحكم وشؤون البلاد وتفننت في تكوين وتغيير وتبديل حكومتها بما تخيرته لها من أسماء رنانة فلم تفلح احداها في صيانة حقوق المواطنين او حماية اراضيهم فقد انحسرت خارطة الوطن ذات المليون ميل مربع بتساقط بعض مدنها وقراها في يد جون قرنق ومجموعته التي ناهضت كل اشكال الحكم واكتسى وجه الجيش السوداني بمسحة من اليأس والاحباط بما لازمه من إهمال وتهميش وتبجح من بعض رموز الحزب الحاكم في البرلمان والاستخفاف بفدائيته بالصوت العالي على مرأى ومسمع من الملأ، فكانت المذكرة الشهيرة التي تقدمت بها القوات المسلحة اواخر عام 8891 متضمنة عدة فقرات وبنود، وبدون الخوض في تفاصيلها إلا ان الحكومة الديمقراطية الثالثة استطاعت بتجاهل تلك المذكرة وإهمالها ان تهيئ نفس الاطباق الشهية التي اسالت لعاب القوات المسلحة بعد ان (نشفت ريقها) لتتقدم فئة من الجند من نوع جديد، لم تأت مصادفة او كرد فعل آني للاستفزاز الذي تعرض له شرف الجندية، ولم تأت من باب المغامرة أو المقامرة. إنما اتت الى السلطة بعد دراسة متأنية لمسلسل الحركة الوطنية بكل الوانه واشكاله والاستفادة من ايجابياته والوقوف عند كل سلبياته واخذها في الاعتبار فوضعت كل مخططاتها قريبة الامد وبعيدته واخذت راحتها في التفكير ولم تتعجل لأنها واثقة من تحقيق الهدف. وبكل اطمئنان تقدمت في 03 يونيو 98 لتستلم مفاتيح السلطة وكأننا امام مسرحية تاريخية اشرف على اخراجها اقدر المخرجين. فتمت الاعتقالات في سلاسة ويسر وبذلك تكون النتيجة متعادلة بقيام الحكومة العسكرية الثالثة مقابل هزيمة الديمقراطية الثالثة.

    فماذا كانت اولى ردود افعال الساسة إزاء هذا الطائر الاسطوري الذي حط بجناحيه وحجب عنهم شمس السلطة وكتم عنهم أنفاس الديمقراطية ونسيم الحرية وقيد ايديهم بمخالبه السنينة. كان الرد (ان هذه الحكومة ستسقط بعد اسبوعين أو شهر) اعتماداً على ميثاق حماية الديمقراطية الذي وقعت عليه الاحزاب (المتاريس) فما اشبه ليلة ابريل ببارحة أكتوبر حينما اعتمدنا على المتاريس المهملة. فها هى الانقاذ تمارس النصف الاول من عامها الخامس عشر لا تزال تجلس القرفصاء على كرسي الحكم الوثير لا يزعجها شئ بعد ان اعملت كل خططها وجربت كل نظرياتها وحققت ما تريد كما تريد وتلاعبت بعدد من الاحزاب المعارضة وأمسكت بخيوط لعبتها الداخلية كما ( الاراقوز) واخترقت اعماقها، وقسمت ما قسمت منها ونصبت شراكها بفخ الحقائب الوزارية وهلمجرا. وبكل تجرد فقد نجحت الحكومة العسكرية الثالثة في بسط نفوذها وفرض اسلوبها وامتلكت كل مفاتيح اللعبة السياسية لأنها انطلقت من ارضية ثابتة استلهمت كل تجارب الماضي واستعانت بها في ادارة ادوات الحكم. وسواء اتفقنا او اختلفنا فان ما يحدث الآن هو نتاج جهد مبذول من فصيل الانقاذ مقابل تراجع القوى الديمقراطية وعدم اعتبارها من التجارب السابقة مما رسخ مفهوماً لدى شريحة كبيرة من الشعب ان الحكومات العسكرية هى التي تبني المشاريع وهى الاقدر على حماية الارض وبسط الأمن في ربوع الوطن بل هى الوحيدة القادرة على ادارة شؤون البلاد بغض النظر عن الوسيلة. وانطبعت فترات الحكم الديمقراطي على قلتها بكثرة الكلام وإباحة الشتم والسب في وزراء الدولة ورئيسهم بدون نتائج ايجابية ملموسة تقنع المواطن البسيط.

    وكثيراً ما نسمع مبررات تقول ان الحكومات الديمقراطية لم تعط الوقت الكافي لإرساء دعائمها وتثبيت اقدامها وترتيب امورها ويطلبون مزيداً من الوقت. ولكن وللحقيقة فان الوقت لا يعطى ولا يمنح بل يؤخذ ويقتطع. ومن يقتلعه عنوة لاشك سيكون حريصاً على الحفاظ عليه بشتى الوسائل لأنه لو فرط فيه سيستغله غيره وكما قيل قديماً (الوقت كالسيف) فماذا فعلنا لتمديد عمر الفترات الديمقراطية؟! ألم نسأل انفسنا عن سبب خروج العسكر كل حين من ثكناتهم ليقطعوا علينا سمرنا الليلي الجميل..؟ وشهرنا العسلي القصير؟

    فما بالنا لا نتعظ ونتحسس انفسنا وقد حفظنا عن ظهر قلب انه (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) وها نحن قد لدغنا الثالثة وقد نلدغ الرابعة ان استطعنا بلوغ الجحر. فلو التمسنا العذر للديمقراطية الاولى باعتبارها اول تجربة وكانت متلفحة بحسن النوايا ولم تفق بعد من نشوة تحقيق الاستقلال، وتجربتها في الحكم لا تزال وليدة وان الجو السياسي كان يبعث على الثقة والتفاؤل فلم تكن تتوقع غدراً. ولو تغاضينا عن سلبيات الديمقراطية الثانية (اكتوبر) باعتبارها اكتسبت الثقة بعد ان استرد الشعب حقه التائه بعد ستة اعوام فلربما اعتقدت ان اكتوبر هى آخر مسمار في نعش فكرة الانقلابات وربما قوى من هذا الاعتقاد ما قام به الشعب من إقامة المتاريس بكل اشكالها إبان احداث نوفمبر 46 والتي هدفت للإطاحة بمكاسب الشعب فكانت المتاريس سداً منيعاً، ربما جعل حماة الديمقراطية يستكينون الى ان (الدار أمان) اضافة الى ازدياد جرعة التجربة والخبرة من الانقلاب النوفمبري. فلو تجاوزنا اخفاق هاتين التجربتين فما أخالنا نستطيع ان نتجاوز التجربة الابريلية الثالثة بـ ( اخوي واخوك) لان كل الامور اصبحت واضحة وجلية وانتهى عهد حسن النوايا واستمرأ العسكر العبة، فاذا كنا قد استرددنا الديمقراطية الاولى بعد ستة أعوام من اغتصابها فها نحن نلتقي مع الديمقراطية الثالثة بعد ستة عشر عاماً ولعلها من طول الغياب لم تتعرف علينا بعد ان اختلطت ملامحنا (ونحن بقينا ما نحنا) ولو طبق حكامنا الديمقراطيون قانون المتواليات الحسابية التي درسوها في المدارس لادركوا انهم لو فرطوا في ديمقراطية ابريل فإنها لن تعود لهم او لغيرهم قبل اربعين سنة. ولكن يظهر ان المتواليات كانت تدرس بالمدارس السودانية فقط فينبغي ان نتعلم من الآن كيف نصون حريتنا وديمقراطيتنا وكل مكاسبنا الوطنية، ونواجه انفسنا بكل شجاعة وننتقد ذواتنا بكل صدق لنخرج بمنظومة قوية تحمي توجهنا وتحقق شعاراتنا في ارض الواقع بدلاً من كونها لافتات كبيرة براقة تقاوم الرياح فتصدر اصواتاً شبيهة بخوار عجل السامري. وللحقيقة فإننا لو طبقنا شعارات ومبادئ اكتوبر لما كنا في حاجة الى ابريل او ما سيليه.

    فنحن شعب استمرأ البكاء على الماضي في كل مناحي حياته ففي مجال السياسة نحن نفخر بأننا من الاوائل في ممارسة الديمقراطية الحقة في افريقيا والوطن العربي، وفي مجال الفن نحن من اوائل من مارسه ولنا من الاسطوانات الموسيقية ما يؤيد زعمنا، وفي مجال الاقتصاد فما زلنا ننفخ صدورنا بأن الجنيه (كان) يساوي اكثر من ثلاثة دولارات، اما في مجال الرياضة فنحن الاقدم ونحن من مؤسسي الاتحاد الافريقي ونحن حاملو كأس افريقيا عام 0791 وكان وقتها زعيط ومعيط لم يسمعوا بكرة القدم على الاطلاق.

    ولكننا لو سألنا انفسنا (أين نحن الآن من كل هذا التاريخ الحافل) نجد الاجابة مُرة وقاسية.. فما زالت اغنيتنا تصارع الخارطة العريضة تحاول الخروج للعالم!! ومازالت فرقنا الرياضية تتشرف بدور الثمانية ومزيد من الاحتكاك والخبرة!! وفي مجال الاقتصاد استطعنا ان نقف في صدر الدول التي تصدر العمالة وتتفنن في طردها ومضايقتها ولولا وصول حكومة الانقاذ لوصل سعر الدولار الى عشرين جنيها!! أما في مجال الديمقراطية فمازلنا نلهث خلف حطام الحرية وأشلاء الديمقراطية التي فرت من بين ايدينا بعد ان زاملتنا ثلاث مرات ولكننا ماقدرناها حق قدرها فهجرتنا والله وحده الذي يعلم متى نعانقها مرة رابعة.

    انا لست متشائماً او نكدياً ولكن الحقائق العارية المتبرجة عن ثياب التجميل منظرها مؤلم وقاس يصعب التعايش معه لذلك نجد اكثرنا يفضل الهروب.. ومازالت دواخلي تترنم مع كلمات شاعرنا العملاق محمد المكي ابراهيم:

    باسمك الاخضر يا اكتوبر الارض تغني

    الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني

    والكنوز انفتحت في باطن الارض تنادي

    باسمك الشعب انتصر حائط السجن انكسر

    والقيود انسدلت جدلة عرس في الايادي

    كل الامنيات ان يهل علينا اكتوبر القادم ونحن اكثر حرصاً على تطبيق مبادئه.. وكل الامنيات ان يختلف شكل احتفالنا بالذكرى الاربعين له. فان كان الوحش يقتل ثائراً فـ ( عزة) قادرة على إنجاب الف ثائر.. وتصبحوووون على وطن..

    نفس المصدر السابق - الأضواء
                  

10-21-2003, 06:31 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    رجاء
    كعادتك بوست بقامتك السامقة وجهد كبير هذه من البوستات التي سأضيفها إلي أرشيفي وتسلمي ياابنة العم وعاشت ذكري أكتوبر أبدا
                  

10-21-2003, 06:42 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: aba)


    إبن العم الغالي خالد،، مساهمتي مهما كانت فإنها تقف خلف مساهماتك الثرة التي احتفلت بها معنا وما زلت،، مادة ولحن،، لك ألف تحية با رائع، برضو مادة ولحن،،
                  

10-21-2003, 06:26 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    شكرا يا رجاء و لك التحية وكل أكتوبر و الجميع "قابضين و قابضات على جمر القضية"

    لك الود
    ندي
                  

10-21-2003, 06:35 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: nada ali)


    الحبيبة ندا.. هذا أضعف الإيمان.. مساهمتي عن أكتوبر مازالت لم تحضر بعد.. وبالتأكيد هي ايضا مساهمة صحفية..
    عاش الشعب السوداني الذي يقول كل يوم انه يطالب بسودان جديد،، فهو ليس حلمنا الآن فقط.. انه حلم المك نمر، وود حبوبة وعلي عبداللطيف وصحبه،، وحلمنا نحنا من أجل سودان قوي وعفي،،
                  

10-21-2003, 06:30 PM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    شكرا يا سلطة يا رابعة وانت تنقلى مساهمات صحافة الخرطوم احتفالا
    بذكرى ثورة أكتوبر
    لك الشكر يا رجاء
    عاشت ثورة اكتوبر وعاش شهداء اكتوبر والامنيات ان يشرق علينا صباح اكتوبر القادم ونحن نرفل فى اثواب الديمقراطية نعانق الحرية وعاش السودان
                  

10-21-2003, 06:38 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: بلدى يا حبوب)


    بلدي يا حبوب يا حبوب،، لا أجد إضافة لكلماتك: عاشت ثورة اكتوبر وعاش شهداء اكتوبر والامنيات ان يشرق علينا صباح اكتوبر القادم ونحن نرفل فى اثواب الديمقراطية نعانق الحرية وعاش السودان
                  

10-21-2003, 06:46 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    العزيز ود الحسين،، وكذلك ما زالت روح أكتوبر،، عشت وعاش أكتوبر خالدا بخلود السودان،،
                  

10-21-2003, 06:58 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)
                  

10-21-2003, 07:20 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: aba)


    خالد الغالي..
    ما قلت ليك مادة ولحن،،
    سلمت وسلمت أكتوبر وسلم البلد العظيم،،
                  

10-21-2003, 09:33 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    العزيزة يمنى،، وأيضا أشكر أكتوبر الذي قربنا،،

    (عدل بواسطة Raja on 10-22-2003, 03:31 PM)
    (عدل بواسطة Raja on 10-22-2003, 03:32 PM)

                  

10-21-2003, 09:59 PM

yumna guta
<ayumna guta
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    UP
                  

10-21-2003, 10:13 PM

haneena
<ahaneena
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2002

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: yumna guta)

    باسمك الشعب انتصر
    حائط السجن انكسر

    تسلمي يا جاء
    جهد مقدر بنقل كل هذه الموضوعات الصحفية عن اكتوبر

    لقدام
                  

10-22-2003, 01:14 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    تحية لك يا حنينة وانت تحتفلين بأكتوبر في هذا المنبر،،
    عاش سودان به هذا الكم من الأبناء البرار،،
                  

10-22-2003, 02:45 PM

hanouf56
<ahanouf56
تاريخ التسجيل: 06-02-2002
مجموع المشاركات: 1776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    شكرا جزيلا يا بحر
                  

10-22-2003, 03:34 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: hanouf56)


    العزيز حنوف 56،، والتحية لك أيضا وأنت تحتفل ببوست عن أكتوبر،،
                  

10-22-2003, 02:52 PM

Remo
<aRemo
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 269

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    سيدتي رجاء
    ألف تحية و احترام

    ما زلنا نمارس لعبة القمر
    الذي حفظ الغياب لشمسنا
    بالفضة
    الضوء المهول

    رائع هذا الجهد و مقدر يا سيدتي
                  

10-22-2003, 03:20 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Remo)


    ريمو العزيز،، ألف شكر على تحيتك،، ويا ليتنا ذلك القمر الوفي،،
                  

10-22-2003, 03:24 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Remo)

    شكراً رجاء، أيتها الثائرة، الظافرة، بإذن الله.
                  

10-22-2003, 03:44 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Haydar Badawi Sadig)


    أستاذي الفاضل د. حيدر،، كلماتك هذه هي وسام شرف لي،، ولأني اعرفك مفكرا في زمن ضاعت فيه الفكرة،، وأعرفك منطقيا في وقت لا يعترف بالمنطق، واعرفك ثري الروح في دنيا باتت لا تتعامل مع الروح،، فإنني سأكتنزها مثل الذهب والمال عند البعض للحياة الآتية،،
    الفكر، والمنطق والروح هي أدوات الحق،، لذلك اعرفك استاذي وانت رجل حق،،
    تحية لك، ولإحتفالك بأكتوبر ببوست الأستاذ الشهيد،، المجد والرفعة للسودان،،
                  

10-22-2003, 05:03 PM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    الاستاذة/رجاء العباسى
    تحياتى
    شكرا لهذا المجهود الرائع وفقك الله
                  

10-22-2003, 05:23 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    العزيز أبوعرفة،، تشكر،، وهذه هي حصيلة اليوم الثاني لإحتفال أكتوبر،،
                  

10-22-2003, 05:26 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    تأملات أكتوبرية: الديمقراطية ثمرة برسم القطف أم بذرة برسم الزرع؟:
    بقلم/ رشا عوض:

    تطل علينا هذه الايام الذكرى التاسعة والثلاثون لانتفاضة 21 اكتوبر 1964م التي اطاحت بنظام الفريق ابراهيم عبود العسكري فاتحة الطريق لاقامة نظام حكم مدني متعدد الاحزاب استمر حتى 25 مايو 1969 حيث انهار بالانقلاب العسكري الذي قاده العقيد جعفر نميري. تطالعنا هذه الذكرى وما زالت البلاد تكابد وتقاسي آلام المخاض التاريخي، مخاض بناء الدولة الوطنية الحديثة الموحدة في السودان في سياق مشروع نهضوي شامل مستوعب لقضايا السودان المحورية وقادر على المعالجات الجذرية لمشاكله التي ليست بدعاً من مشاكل رصفائه من دول عالم الجنوب فهي مشاكل الانتقال من هموم التحرر من الاستعمار الى هموم تحقيق اهداف ذلك التحرر ممثلة في بناء الوطن سياسيا واقتصاديا على اسس حديثة كفيلة بتحقيق تطلعات شعبه، وقد اعتادت الاوساط السياسية والثقافية على احياء ذكرى اكتوبر في كل عام والتغني بأمجادها في مبالغات احتفائية توحي بأن اكتوبر كانت نصراً تاريخياً حقق اهدافه ولكن حقائق التاريخ تشهد بغير ذلك حيث لا تزال شعارات اكتوبر معلقة في الهواء الى يومنا هذا، اما المشاكل التي تصدت اكتوبر لعلاجها ممثلة في وقف نزيف الدم في الجنوب وتحقيق الوحدة الوطنية واعادة هيكلة الاقتصاد والعدالة الاجتماعية واصلاح او «تطهير» الخدمة المدنية وغيرها. فلا تزال تطوق عنق البلاد بل ازدادت تفاقماً وتعقيداً بلغ حدَّ الازمة الشاملة نتيجة لتراكمات الفشل المستمر والآن جميع السودانيين تتجاذبهم مشاعر التفاؤل الممزوج بالقلق والحذر اثناء ترقبهم للسلام الموعود الذي يجري التفاوض بشأنه في نيفاشا تحت وصاية اميركية او تلطفا بوساطة اميركية اي ان الفرصة التاريخية لاستنهاض وطننا لم نصنعها بأيدينا بل جاءتنا من الخارج. والرهان على نجاح التسوية السلمية في بلادنا هو رهان على الوعد والوعيد الاميركي وليس رهانا على تعقل ويقظة ضمير اولي الامر منا وهذه صفحة للذات الوطنية. يراها كذلك كل من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. سواء كان من جيل البطولات او جيل التضحيات او جيل «الابتلاءات»، والسبيل الوحيد لرد الاعتبار للذات الوطنية المكلومة هو حسن استثمار هذه الفرصة المهداة وجعلها نقطة تحول تاريخي الى سودان ناهض وواعد، تطل علينا ذكري اكتوبر ونحن في اللحظات الحاسمة في معترك هذا التحول، ولذلك فان احياءنا لذكرى اكتوبر هذا العام لن يكون غناء لجيل البطولات الذي التقى بجيل التضحيات بل يجب ان يكون بامعان الفكر والتأمل في التجربة الاكتوبرية وتسليط الاضواء الكاشفة بل والحارقة -اذا اقتضى- الامر على هذه التجربة لمعرفة الاسباب الحقيقية لانهيار الديمقراطية التي جاءت بها اكتوبر، لاسيما ونحن في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة نردد انشودة التحول الديمقراطي ونزعم ان نجاح مشروع السلام رهين به فماذا نعني بالتحول الديمقراطي؟ هل هو مجرد اجراء الانتخابات الحرة النزيهة المراقبة دولياً؟ ام انه عملية تاريخية معقدة لايمكن اختزالها في اشكال اجرائية وممارسات شكلية دون وعي بالمفاهيم والمضامين التي ما ابتدعت تلك الاشكال والممارسات الا للتعبير عنها وتجسيدها في واقع المجتمع، ودون الوفاء باستحقاقاتها على مستوى الفكر والبرامج والهياكل المؤسسية داخل كل جسم سياسي يرفع عقيرته، مبشراً بالتحول الديمقراطي؟ ان آفة الديمقراطية في بلادنا إنها تختزل في الشكل الاجرائي «هيصة الانتخابات» فالديمقراطية كتعبير عن فلسفة متكاملة في ادارة التنوع والاختلاف في سياق تعاقد اجتماعي متفق عليه غائبة عن وعي المجتمع، ونتيجة لهذا القصور في الوعي بالديمقراطية نجد ان الشكل الاجرائي نفسه لا يحترم ولايلتزم به ومن ثم تنحط الممارسة الديمقراطية الى درك الفوضى والعبث والاستهتار وهذا ما حدث ابان ثورة اكتوبر. فالديمقراطية الثانية اغتالها الديمقراطيون انفسهم قبل ان يغتالها جعفر نميري، فطرد نواب الحزب الشيوعي المنتخبين من البرلمان والاستخفاف بحكم المحكمة الدستورية وبالتالي اهدار مبدأ استغلال القضاء وسيادة حكم القانون والخروقات المستمرة للدستور ولقواعد اللعبة الديمقراطية وحل الجمعية التأسيسية كل ذلك كان اغتيالا للديمقراطية ولايسمح المقام هنا لسرد تفصيلي لوقائع العروض الهزلية في المكايدات الحزبية داخل البرلمان ومؤسسات الدولة كافة التي افقدت نظام الحكم المدني هيبته واحترامه في اوساط الشعب بل وفي اوساط اهل الاحزاب انفسهم. وعندما جاءت مايو استقبلها الجميع بالزغاريد والاناشيد نفس اناشيد اكتوبر: اصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق! ومن عارض مايو او كان متحفظا تجاهها فعل ذلك لان مايو اتجهت نحو قبلة سياسية او فكرية لا يرتضيها هو. اما المرجعية الديمقراطية نفسها فلم يكن لديها من بواكٍ فبعد الاحباط الذي اورثته تجربة اكتوبر ظهرت حالة من الكفر الجماعي بطاغوت التعددية والتفرق الحزبي!! استمر هذا الكفر حتى بعد المصالحة الوطنية عام 1977م. ان اعترافنا بهذه الحقائق المرة لا يمنح نميري وغيره من العسكريين براءة غفران وطني ولايبرر الاستبداد، بل هو -اي الاعتراف- ضروري جداً لتصحيح المسيرة الوطنية فانحيازنا للخيار الديمقراطي يجب ان يكون انحيازاً عقلانيا وليس انحيازاً عاطفياً بجهل العقبات التي تقف امام الديمقراطية في واقعنا السياسي والاقتصادي وفي تركيبتنا الثقافية بل وفي نوعية احزابنا التي تبشر ليل نهار بالتحول الديمقراطي هذا الانحياز العاطفي للديمقراطية هو ما حذَّر منه الاستاذ المفكر جورج طرابيش في اطروحة قدمها لمشروع دراسات الديمقراطية في اكسفورد حين قال «الديمقراطية في نهاية التسعينات بدأت تكتسب ابعاد الاسطورة الخلاصية بمعنى ان المجتمع بغالب قطاعاته الاجتماعية اصبح يعبأ بها كمنظومة ايدولوجية تعبئة تفترض قدرة لتلك المنظومة على نقل المجتمع نقلة كيفية فردوسية من حاضر مسدود الافق الى حد لايطاق الى مستقبل مفتوح لكل الصبوات وعلى كل الآمال، وترهن هذه النقلة الفردوسية الموعودة بالشرط الذي تمثله هي ذاتها فقبلها لاشئ وبعدها كل شئ، بمعنى انها خطاب ايدولوجي يحمل وعداً يتعقل نفسه ولا يتعقل شروط تحقيقه التي تقع في حيز اللامفكر فيه، فالقبول الجماعي بالديمقراطية اشبه بنتيجة تجهل مقدماتها فهل الديمقراطية هي الشرط السابق لكل شرط ام هي نفسها مشروطة هل تدشن التطور الموعود ام تتوجه؟ هل الديمقراطية ثمرة برسم القطف ام بذرة برسم الزرع؟»انتهى. والنقد الذي وجه لاطروحة الاستاذ طرابيش كان محوره ان موقف الاستاذ من الديمقراطية موقفاً ارتيابياً متشككاً وان مثل هذه المواقف تزيد من العقبات في طريق الديمقراطية، ولكنني لم المس في اطروحته شيئاً كهذا بل استعرضت الاطروحة صعوبات حقيقية في الواقع العربي تقف امام التحول الديمقراطي لايمكن التغلب عليها بالتمني والتغني، والذي يحمد للاستاذ جورج طرابيش الذي قضى سنوات شبابه في التبشير باسطورة الخلاص الماركسية انه عقد العزم على ان يكفر عن ذلك بالامتناع عن التبشير بأية اسطورة خلاصية اخرى. فلن تستقيم الحياة السياسية في اي بلد مالم تتحرر من الاساطير والاوهام الايدولوجية على اختلافها. فلنجعل من ذكرى اكتوبر وقفة للتأمل والتفكر في شروط نجاح الديمقراطية واستدامة الديمقراطية وبعد هذه الوقفة لابأس ان نطرب لانشاد حادينا العظيم محمد وردي لاكتوبرك
    اسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب إيمانا وبشرى
    وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاحا
    وبأيدينا توهجت ضياء وسلاحا
    فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا

    نقلا عن خدمة سودانيز أون لاين الإخبارية.. الصحافة
                  

10-22-2003, 05:29 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    شعر اكتوبر وثوراتنا الكبرى :
    بقلم/ د. عبدالله حمدنا الله :

    الشعر المغني عن ثورة اكتوبر لا بأس به من حيث الكثرة وهو جيد فنياً بالقياس الى ما سبقه من شعر الثورات في السودان . ولكن اذا نظرنا الى الشعر الفصيح الذي قيل في تلك الثورة ، وعلى الرغم من كثرته النسبية ايضاً ، نجده لا يناسب حجم ثورة حركت وجدان الجماهير ، والهبت حماسهم ، ودفعتهم الى الشارع لا يبالون بما سوف يكون ، وعاشوا سنواتها الاولى حلماً ما استفاقوا منه الا على خيبات السياسة السودانية التي جعلتهم يحاكمونها بما تلاها من احداث لا بما سبقها ، وانتهى الحكم لدى بعضهم كالاستاذ عثمان ميرغني الى ان حكم الفريق عبود هو افضل حكم شهده السودان . وقلة الشعر في الثورات الكبرى ظاهرة سودانية تستعصى على التفسير ، فليس ثورة اكتوبر وحدها في ضعف الشعر الفصيح بالقياس الى حجمها ،بل نجد هذه الظاهرة في كل ثوراتنا الكبرى ، وفي اخفاقاتنا الكبرى ايضاً . ولا اود ان ادلل على هذه الظاهرة من خلال احداث التاريخ البعيد مما يمكن ان يعتذر عنه بغياب التدوين ، او ضعف الوازع القومي ، او ضعف الشعر نفسه ، او نحو ذلك من الاعذار ، ولكن حسبنا ان ننظر الى اكبر ثورتين في تاريخ السودان المعاصر وهما الثورة المهدية وثورة 1924م لنكتشف في وضوح قلة الشعر الفصيح في المهدية ، وغيابه تماماً في ثورة 1922م ، وانه لم يستطع ان يكون في قامة الشعر الشعبي الذي تمرد على القيود والسدود وانطلق هداراً لايبالي بما يكون . فالثورة المهدية كان لها دوي وصيت داخل السودان وخارجه ، وكان ينبغي ان تكون باعثاً قويا من بواعث الشعر لمن كانوا في صفوفها او لمن كانوا في غير صفوفها ،فهي قد حملت السيف لتغيير السلطان القائم وابداله سلطاناً آخر وفق تصور قائد الثورة ، ويتبع ذلك تغيير هيكلي في بنية المجتمع وقياداته الدينية والسياسية ، ومن ناحية اخرى ، فان المهدية تحتاج الى ادب حجاج لبيان حجته ، ولتثبيت فكرة المهدية نفسها لانها من الافكار التي لم تستقر في فكر اهل السنة . ومع ذلك جاء شعر الثورة المهدية قليلاً جداً لايناسب حجم الثورة ،وهو مع قلته ضعيف فنياً باستثناء بعض القصائد الجياد لشعراء من امثال محمد عمر البنا ومحمد الطاهر المجذوب ،وهو على قلته ايضاً كان محصوراً في المهدي والمهدية ونادراً ما يخرج الي بعض القواد مدحاً او رثاء . ويضعف هذا الشعر جداً او يكاد يختفي في عهد الخليفة عبدالله ، وهوعهد بناء دولة المهدية ، ويكفي ان تنظر في مخطوط] شعراء المهدية التي احتفظت لنا بها دار الوثائق المركزية ، والتي يذهب الاستاذ محمد محمد علي الى ان جامعها هو الشيخ السلاوي بايعاز من الخليفة عبدالله ، ويكفي ان ننظر الى هذه المخطوطة لنرى قلة الشعر وضعفه فنياً ، وان اكثر اسماء الشعراء في المخطوطة ممن لا نعرف عنهم شيئاً . قل الشعر الفصيح في المهدية الثورة والمهدية الدولة معاً ، مع اخلاص اكثر الشعراء جودة للثورة نفسها ، وانسحب الشعر مفسحاً المجال للشعر الشعبي الذي انطلق الى القول تأييداً للثورة او معارضة وهجاء لها . فمن بت مكاوي الى اشهر الشعراء بالدرجة من امثال ود سعد وودابو شريعة عاشت المهدية في بيئة الشعر الدارج وانشد الناس شعرهم وتأثروا به ، ومايزالون الى اليوم ينشدونه ويتواجدون معه ،ولولا المحرقة الثقافية التي حدثت بعد الاستعمار وخوف بعض الشعراء من عاقبة وجود هذا الشعر بين ايديهم مما دفعهم الى احراق شعرهم الذي قالوه في المهدية لكان تحت ايدينا تراث قيم . ولم يكن الشعر الدارج كله في صف المهدية ، بل كان هناك شعر معارض غير قليل ايضا ،وقد احتفظ لنا محمد عبدالرحيم بنماذج من هذه الاشعار المعارضة في كتابة نفثات اليراع كما احتفظت لنا الروايات الشفهية وبعض المصادر الاخري بطائفة من هذه النماذج ولعل الشاعر الكبير الحردلو يأتي على رأس شعراء مقاومة المهدية . وثورة 1924 على مركزيتها في تاريخ السودان المعاصر تقف مثالاً صارخاً على غياب الشعر الفصيح في السودان فهذه الثورة على ضخامتها لا نجد حولها قصيدة واحدة من الشعر الفصيح ، وقد كانت كل احداثها باعثاً قوياً من بواعث الشعر فعلى المستوى القومي القت الحجر في الماء ليحدث دوياً وحركة ويحرك الوجدان القومي والعواطف المتنامية ، وعلى المستوى الفردي كانت فيها احداث تهز الوجدان في عنف ويكفي ان شيخ شعراء تلك الفترة عبدالله محمد عمر البنا ينصب اخوه على البنا لاعدامه لولا استبداله بالسجن في اللحظة الاخيرة قبل اطلاق الرصاص عليه ومع ذلك لانجد له قصيدة عن هذا المشهد المؤثرة مثلما لانجد له قصيدة عن الثورة نفسها . في هذه الثورة انسحب الشعر الفصيح تماماً عن المعركة وصمت الشعراء الذين كانوا يعطرون الاندية بعواطفهم المستعارة ولم يفتح الله ببيت واحد على شاعر وظل الشعر الدارج ايضاً سيد المقاومة وانطلقت اغاني الثورة علي كل لسان ، وقد احتفظ لنا حسن نجيلة بطائفة من هذه الاغاني في كتابه ملامح من المجتمع السوداني مع ذكر بعض البطولات الفذة في تحمل مسؤولية الشعر واصدق دليل على ذلك موقف خليل فرح مع ادوارد عطية رجل المخابرات يومها . وخيباتنا الكبرى مثل ثوراتنا الكبرى ،فحملة استعمار السودان التي قادها كتشنر ليس لدينا شعر مقاومة لها ، بل لدينا قصيدة للشيخ علي الشامي يهنئهم فيها على انتصارها على المهدية في دنقلا وهي قصيدة ضعيفة في مبناها وفي معناها خائرة في روحها . مشكلتنا الكبرى ليست في ان السودانيين لا يكتبون بل هم لا يشعرون ايضاً.

    نفس المصدر السابق ونفس الصحيفة
                  

10-22-2003, 05:46 PM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    الاستاذة/رجاء
    لا نملك شئ نقدمه لك على هذا المجهود الرائع الا الدعوات لك بالصحة و العافية
                  

10-25-2003, 03:35 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)


    أستاذ أمريكى سابق بجامعة الخرطوم يكتب عن ثورة أكتوبر وعبد المجيد إمام :
    24 اكتوبر 1964 :
    النهار الذى سطعت فيه كرامة عبد المجيد إمام
    بقلم: البروفسور كليف تومبسون
    استاذ القانون السابق بجامعة الخرطوم وبجامعة ويسكونسون الأمريكية حالياً.

    ( مقتطف من كتاب تحت النشر للبروفسور كليف تومبسون عن ثورة اكتوبر وقد عرب هذا القسم منه د. عبد الله على ابراهيم)
    فرغ الدكتور كليف تومبسون استاذ القانون بجامعة ويسكونسون من وضع كتاب عن ثورة اكتوبر 1964.. وهى ثورة كان من شهود عيانها حين درس القانون فى جامعة الخرطوم منذ 1960 واستعان في تأليفه على مقابلات اجراها لاحقاً مع من رصد ادوارهم فى الثورة .. وقد الزم نفسه بكتابة قصة الثورة لم تصرفه الصوارف عنها خلال نحو ثلاثين عاماً . وقال عن الثورة انها قصة انسانية حقيقية بأن تحكى لأنها عامرة بمواقف من المفاجأة والشجاعة النادرة . وكنت سمعت بدكتور تومبسون من زملائى طلابه بكلية القانون ، وهم المرحومين عبد الله صالح والشيخ رحمة الله ، غير اننى تعرفت على علمه بقوانين السودان حين شرعت في كتابة بحثى عن تاريخ الفضائية السودانية .. فقد وجدت مقالتيه «فترة التكوين التأسيسية لقوانين السودان» التى نشرها بمجلة جامعة ويسكونسون القانونية في 1966 - وجدتهما غاية في اليسر لغير المختص مثلى علاوة على بعد نظرهما .. وسعيت بعدها للتعرف عليه ووجدت ان معزته للسودان كبيرة . وعلمت منه بأمر كتابه عن ثورة اكتوبر فالتمست منه ان يشرفنى بتقديم الكتاب للقارئ السودانى .. وقد استصفيت ان اترجم ما كتبه كليف عن المرحوم عبد المجيد امام .. وكليف مسحور باستقامة وشجاعة ومثالية عبد المجيد امام وقد وصفه قائلاً : لعبد المجيد امام قامة طبيعية تجعل من رآه مرة لا ينساه ابداً .. فهو يبلغ اكثر من ستة اقدام طولاً ونحيل وممشوق وقوامه سائغ .. ويغلف جلده الأسود الناعم عظام خده بصورة وثقى .. وله مع ذلك وجه منبسط يشع بالمودة . وهو خفيض الصوت اذا تحدث ، وله أفانين مرح في القول ، واذا طلبت النصح ابداه لك باريحية ودون ذلك تجده يصمت ولا ينم عن بنت شفة . بياض عيونه كالعاج فاقع ، لا يشوبه لون آخر ، ولا حتى ذلك اللون البنفسجى الباهت الذى تجده في ركن عيون الناس . اذا نظر نظر اليك عديلاً .. ولا ينوى بذلك تحدياً بل من فرط عذوبته وقبوله لك وكأنه يتعاطف مسبقاً مع ما لم تصرح به من قلق وشكوك .وفصل عبد المجيد يبدأ بصورة قلمية غاية في الانسانية عن الرجل ، مشروع زواجه حديقته ، ورفقته العاشقة للكتب ، ثم ندلف الى دوره فى الثورة بزيارة السيد بابكر عوض الله ، قاضى المحكمة العليا ، له بمنزله الحكومى بصحبة السيد شوقى ملاسى في مساء 22 اكتوبر 1964 ، وكان المرحوم ، قاضي المحكمة العليا ومسؤول الجهاز القضائى في الخرطوم ، فى اجازة من العمل وقد خلد الى منزله منقطعاً عن مجريات السياسة .. وكان بابكر يريد منه توقيع مذكرة القضاة التى تحتج على تجاوز الحكومة للقانون بمداهمة الجامعة وقتل الطلاب .. ووقع عبد المجيد كقانوني لا سياسي على المذكرة وطلب من بابكر ان يواليه بالمستجدات . وننتقل الى يوم السبت 4 2 اكتوبر .. وكان المهنيون قاطبة وجمهرة من الشعب قد تجمعت داخل وحول الفضائية تنتظر ساعة تحرك موكب يحتج على تجاوزات الحكومة وقتل الطلاب .. وكان الامر كله فطيراً بعد غير ان المعلوم ان ممثلى المهنيين كانوا بقاعة المحكمة العليا يلقون بخطبهم وعرائضهم عى الاسماع وكان عبد المجيد امام بينهم .. ولم تعجبه اللهجة السياسية في الخطب وقال لهم لكم ما شئتم غير اننا ملزمون بعريضة القضاة التى اتجهت الى طلب التحقيق في تجاوز الحكومة ومعاقبة المتسببين فيه .. من الجهة الأخرى كان بابكر عوض الله والمرحوم عابدين اسماعيل ، نقيب المحامين ، مع المرحوم ابو رنات ، رئيس القضاة ، ليحصلا على تصديق بالموكب .. وكان ابو رنات على صلة بالقيادة السياسية يريد ان يستخلص التصريح .. وكانت الحكومة تريد ان يقتصر الموكب على جماعة قليلة العدد تسلم المذكرة وتمضى الى حال سبيلها .. ولكنها من جهة اخرى تحوطت للأمر وبعثت المرحوم قرشى فارس ، ضابط البوليس ، على رأس قوة لفض الجمهرة التى طوقت القضائية تهتف بسقوط النظام ولم يأزف الموكب بعد .. وساء ذلك عبد المجيد الذى اراد محاكمة الحكومة على فعلها لا الهتاف ضدها والاساءة بها .. ونبه المحامين الى بؤس فكرة التظاهرة .. وخشى المحامون ان ينسحب عبد المجيد امام من فرط ضيقه بالهتافات .. واعتذز له ان الهتاف لم يصدر من حملة العريضة بل من العامة .. وكان عبد المجيد يريد لأبي رنات ان يعلم ان المهنيين لا دخل لهم بالتظاهرة لكى لا يختلط عليه ويتوقف عن مسعى طلب الاذن بالموكب .. ومضى عبد المجيد امام بمن كانوا مع أبي رنات . وكانت المشاورات جارية بالتلفون مع المرحوم اللواء حسن بشير في طرف الحكومة التى تريد تضييق الموكب الى حد مندوب لكل هيئة مهنية وطرف المهنيين الذين يريدونه موكباً لكل المهنيين . وبينما كان أمر الموكب بين شد المهنيين وجذب الحكومة بدا البوليس في تفريق الحشود واجلاء البوليس قسماً من الحشد من أمام القضائية وبرز قرشى فارس بلبس خمسة يطلب من الناس ان يتفرقوا بالحسنى .. وساد اضطراب .. ومضى اليه السيد احمد عبد الحليم ، سفيرنا الحالى بالقاهرة ، يستوضحه الامر فنهره قرشى قائلاً به « ابعد، يالزول ابو فرجية انته» وكان احمد يرتدى روباً جامعياً .. وحين رأى قرشى وجه احمد عرف انه ابن دفعة من حنتوب .. فطلب من احمد بحق الزمالة ان لا يضعه فى حرج مع رؤسائه .. وانتهى البوليس الى وضع قيام راقداً وبنادقهم مصوبة تجاه الحشد امام القضائية .. واطلقوا رصاصات الى أعلى للتحذير .. واحدث ذلك اضطراباً وتراجع الحشد بغير انتظام الى داخل القضائية ثم اطلق البوليس اعيرة تحذير للمرة الثانية .. وابدأ من هنا ترجمة ما جاء في كتاب تومبسون . « سمع عبد المجيد امام بطلقات الانذار الاولى وهو في مكتب رئيس القضاة حيث مكث لمدة نصف ساعة .. وهلع الحضور لسماعهم صوت الرصاص .. وكانت اصوات بوق البوليس للناس بالتفرق تصل الى من بالمكتب ايضاً .. وبدا المشهد غير عقول لعبد المجيد .. فقد كان ومن معه يتفاوضون مع اللواء عروة ، وزير الداخلية ، حول الموكب بينما هو نفسه قد بعث بالشرطة لفض الموكب بالفعل .. وفكر فى عاقبة الموقف من جراء تطفل البوليس على مشهد لا يزال تحت التفاوض .. فلم يكن امام الحضور الا خيارين : اما تفرقوا وفسدت فكرة الموكب والعريضة او تمترسوا وترتب على ذلك نقص فى الانفس والارواح .. وانقبض عبد المجيد للخيارين كليهما .. سارع عبد المجيد تاركاً المكتب من غير ان ينبس ببنت شفة .. وهبط السلم مسرعاً حين كانت تطلق رصاصات التحذير للمرة الثانية . وكان الناس على ادراج القضائية قد تراجعوا مذعورين ايضاً من هذا التحذير المجدد والبنادق مصوبة الى صدورهم .. واستخلص عبد المجيد بصعوبة طريقة له بين الناس المتعاصرة الذين كانوا قد ارتدوا يلوذون بصالة القضائية .. وانضغط بينهم حتى تخارج الى عتبات القضائية الخارجية وشق طريقه كالسهم بين وفود المهنيين . وصاح قرشى في عبد المجيد امام : « توقف والا اطلقت عليك النار» ولم يتوقف عبد المجيد ولم يبق الا هو وفارس على الشارع .. وتجمد المشهد كله وخمد كل حركة سواء ما صدر من المجيد .. وخطا نحو فارس الذى وقف معتدلاً بمسدسه وقد اخرجه من كنانته .. وضاقت المسافة بينهما فيما بدا كلحظة للبعض وكدهر لآخرين .. كان الهدوء قد ارخى سدوله حتى ان المرء ليصدق انه لو اخذ نفساً عميقاً لتسبب في اطلاق النار . قال بعض الشهود انهم رأوا بلا شك فارس يشهر مسدسه في وجه عبد المجيد امام .. وبات واضحاً للجميع انه لم يعد ثمة مسافة بين القاضى والضابط وقد تشاهق القاضى الطويل عليه ونظر له في وجهه . قال عبد المجيد :« أنا قاض» كانت لهجته مدروسة وعاقلة « وتابع : اننى آمرك وقوة الشرطة التى معك لتنصرفوا ..انى سأتحمل كل مسؤولية الموقف» وصاح فارس بشئ ما .. وصوب عبد المجيد سبابته الى وجه فارس محذراً « كرامة ! خلى عندك كرامة» ورد فارس ان الشرطة تلقت اوامرها من وزارة الداخلية وانهم مأمورين بتفريق الحشد . قال عبد المجيد « ليس هذا ما يعنينى ..انت الذى تعنينى .. انا رئيس الجهاز القضائى لمديرية الخرطوم وتنتهى المسؤولية عنك وعن القوة التى معك عند بابى ..اذهب في امان الله» . واعتدل فارس وحيا عبد المجيد عسكرياً برشاقة واستدار الى الخلف دور ومضى بعيداً وأمر القوة ان تتبعه .. وتباطأ الجمهور في استيعاب ما جرى امام ناظريه .. ولم يفق لدلالة المشهد الا بعد عودة القاضى الى المبنى ودخوله فيه وانصراف البوليس .. وبدأ التصفيق ثم دوى ثم دوى .. وتقاطرت الهتافات : « عاش عبد المجيد إمام ، عاش عبد المجيد إمام» وسارع الى كورس الهاتفين من كانوا على نوافذ القضائية ثم اتبعهم من كانوا في حديقتها .. وكان الهتاف موجات تتراكض من جماعة الى اخرى : « عاش عبد المجيد إمام ، عاش عبد المجيد إمام» وكأني بالناس قد شهدوا كرامة ما حين اضحى واحدهم ينقل الى الآخر كلمات عبد المجيد إمام وتقاسموها مع جيرانهم ثم حلقت الى الآفاق . وأعدى الجمهور بحماسته من كانوا بمكتب رئيس القضاة . فقد علموا ان المجلس الاعلىالحاكم قد علم بانسحاب الشرطة وغضبوا جداً .. ولم يسرع انسحاب الشرطة بالتصديق بالموكب. وكان كل من المرحوم حسن بشير وعروة على اتصال بالمرحوم ابو رنات الذى واصل تطمئنتهم ومحو غضبهم .. واخبرهم انهم لم يقدروا الامر تقديراً حسناً كما فعل هو وما يزال ونصحهم بالاذن للموكب ان يسير وانه قد تلقى تأكيدات ان الموكب سيخلو من الرجرجة ،قال : « ان الرجرجة لن تكون في الموكب» ..

    المصدر: خدمة سودانبز أون لاين الإخبارية
                  

10-25-2003, 04:02 PM

shiry
<ashiry
تاريخ التسجيل: 07-05-2002
مجموع المشاركات: 3511

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قالت الصحافة السودانية عن أكتوبر اليوم.. (Re: Raja)

    سلام مربع

    رجويه حبيبة البي

    كل سنة وانت بالف خير
    وتصومي وتفطري علي خير يارب
    وكل بنات العباسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de