حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 05:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.بشري الفاضل(Bushra Elfadil)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2005, 02:58 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام

    بشري الفاضل ينفض الغبار عن أكمام تجربته: (الأخيرة)

    أنا كاتب يطلب التحرر من كل القيود بما فيها ساعة المعصم

    أحتفظ بشعري (سماداً) لقصصي


    --------------------------------------------------------------------------------

    ميني ندوة: شارك فيها عيسي الحلو, ضياء الدين بلال , محمد عبد المنعم , احمد مكنات

    لا يخفي علي أحد القيمة الأدبية الكبيرة للدكتور بشري الفاضل القاص والشاعر، مثلما لا يمكن أن ينسي المهتمون بالكتابة الإبداعية الدوي الهائل الذي أثارته قصصه الأولي (حملة عبد القيوم الإنتقامية، وحكاية البنت التي طارت عصافيره)، والجدل النقدي الثر الذي أثارته، والدراسات النقدية التي ذهبت إلي القول بأن الفاضل أحد رواد المدرسة الأدبية الروسية الشهيرة (الواقعية الإشتراكية) وهو يعد من الجيل الوسيط بين كتاب القصة السودانيين.

    ألقت تقلبات البلاد بالقاص في أحد المغتربات، وفي موسم عودة الطيور المهاجرة يحلو الأنس مع المبدعين، ويحلو مشاركتهم أفكارهم للإقتراب من إضافات أو خصومات الغربة لهم أو عليهم.

    خلاصة القول أن الرأي العام انتهزت زيارته لها وأجبرته علي الجلوس علي كرسي (فضفضة) كان القصد أن تكون الخلاصة حواراً تنشره الصحيفة، لكن مآلات الجلسة أفضت إلي ما يشبه الندوة التي تحدث فيها القاص عن تجربته الكتابية، ولحظة الكتابة، وأين وصل الأن ..



    --------------------------------------------------------------------------------

    × أحمد يونس: أستاذ عبد المنعم هل هذا سؤال أم استطراد علي حديث الدكتور بشري؟

    ـ محمد عبد المنعم: هذا رأي كناقد في أنتاج بشري الفاضل

    ـ بشري الفاضل: كنت أحرص علي تصوير معركة في كل قصة ليصل البطل إلى انتصار، مثلما هو حادث في (حملة عبد القيوم الانتقامية)، الذي قام بسحل وطحن كل ما يحيط به كأنه كان ينافح تفاصيل اليومي في ذاك الزمان، وتأكيداً هنالك أشياء كنا نرفضها كـسمايوس مثلاً، وهذه الأحداث اليومية تدخل في ثنايا القص كتفريعات عليه.

    × ضياء الدين: كأنما بدأ السياسي يقلل من سيطرته علي الأديب في داخلك؟

    ـ يمكن أن يكون ما ذهبت إليه صحيحاً، لكني أري أن الشعرية في القص هي التي كانت مؤثرة ويبين ذلك بوضوح في حكاية البنت التي طارت عصافيرها لأني أكتب الشعر أيضاً.

    × ضياء الدين يقولون أن تجربتك الكتابية هي مزيج من سخرية سرفانتس في دون كيشوت، وشعرية دستوفسكي، أتوافق هذا القول؟

    ـ بشري الفاضل: تأثرت بـسشيكوفس لأنه يحدد الموضوعة الأساسية في كل أعماله، فقبل إمساكي بالقلم تكون الفكرة واضحة في ذهني، وفي قصص شيكوف ملامح من هذا أما دستوفسكي فهو صاحب (نبوءات كبرى)، لذا اهتم بشخصياته الباحثون في علم النفس، كان كأنه ينظر إلى روسيا من عل بعيني صقر لذلك استطاع رسم ملامح دكتاتورها المقبل، كان ينظر للشعب الروسي في حركته بتعقيداتها، لذلك تكلم (باختين) عنه باعتباره الروائي الوحيد الذي كتب رواية تحمل تعدداً في الأصوات، وأن شخصياته تتحرك كأنها فلتت من سيطرة كاتبها. لدينا في السودان كاتب بذات تعددية الأصوات هو الطيب صالح، أما أنا فأجعل من كل نص صوت يختلف عن النص الآخر وإذا قمت بجمع النصوص تحصل علي تعددية الأصوات في مجموعة كتاباتي لكني لم أجربها في عمل واحد.

    × ضياء الدين: ما هو الرابط بين مجموعة قصصك منذ مجموعة حكاية البنت التي طارت عصافيرها؟

    ـ بشري الفاضل: هذا صعب ككاتب، لكن الأستاذ محمد عبد المنعم الذي كتب مقدمة القصة باسم قارئ رغم أنه ناقد مهم، المجموعة جاءت بخمس مقدمات كتبها فضيلي جماع وخالد الكد وعلي المك، لكن هنالك خطوط تجمع القصص، لكن لدي خط الفانتازيا كما في (الطفابيع) والذي وصل آخر قصة نشرت لي في موقع سودانيز أون لاين (فيزيولوجيا الطفابيع).

    × ضياء الدين: ألم يزعجك الاستغلال السياسي لقصص؟

    ـ بشري الفاضل: لم يزعجني بل إني أسهمت فيه، فنحن برزنا في وقت كانت الأحداث ساخنة فيه، ودعني أحكي حكاية ترتبط بما ذهبت إليه، فعلي أيام الإنقاذ وأنا في طريقي للجامعة توقف أحد رموز الإنقاذ الأمنية بعربته ليوصلني معه، هو حسن ضحوي، وبمجرد ركوبي معه سألني ماذا تقصد بالطفابيع؟ فق فقلت له أقصد بها القمع من حيث هو، فسألني مرة أخرى أية قمع؟! فأجبته القمع بغض النظر عمن أتى به، الستالينين، أو الفاشيين، أو الجماعات الدينية، ولأن إجابتي لم ترضه علي ما يبدو انقطع الكلام بيننا فصمتنا حتى أوصلني الجامعة. لقد كان في ذهني القمع من حيث هو، ففيزيولوجيا الطفابيع ربما كانت تحمل عواملاً أتت من بلد أخرى.

    × أحمد يونس: ذكرت أنك بدأت كتابة تحاول الإجابة علي أسئلة الوجود، هل ترى أن دور الأدب هو أن يجيب علي الأسئلة؟

    ـ بشري الفاضل: الإجابة صعبة، لكني استمتع بمحاولة جعل الشخصيات تجيب علي أسئلة ربما لم تكن تخطر علي بالي، لدي ما أسميه الرافعة، الآن أنا أكتب في نص اسمه )سليمانة والديك الأخرس(، سليمانة إوزة لا علاقة لها بالديوك، ومن خلالهما كنت أحاول مناقشة قضايا الأنثوية والحب، وتحاول الإوزة في النص انتقاد سلوك الديك مع الدجاجات، ووجوده، بل والسخرية منه بقولها له لقد أصبح متاحاً للبشر صناعة ديوك إلكترونية وأن صوتك أصبح بلا فائدة تذكر،فوجود شخصية الإوزة لتناقش الديوك علي إطلاقها والاثنين معاً يناقشان قضايا البشر، ومن خلالهما أستطيع مناقشة قضايا الوجود.

    × ضياء الدين: أظن أن سؤال أحمد يعني هل علي الأديب الإجابة علي أسئلة موجودة أصلاً؟

    ـ بشري الفاضل: ليس مطالباً بذلك.

    × ضياء الدين: هل هو مطالب بالنقيض .. طرح أسئلة ؟

    ـ بشرى الفاضل: من الصعب أن يطرح أسئلة وأن يجيب، أنا أرى أن الشيئين ممكنين أثناء الحكي لو أنه صادف (لقيّات)، أو أشياء جديدة ..

    × أحمد يونس: هل تعني قصديه الكتابة؟

    ـ بشري الفاضل: القص ليس للإمتاع فقط، كنت أري أن القصص من الشاكلة التي يقرأها الأوروبيون في القطارات للاستمتاع وقتل الوقت، كنت لا أظن أنها مجدية، لكن قصديه الكتابة مسألة معقدة يمكن أن يشارك معنا الأستاذ عيسي الحلو في الإجابة عليها ..

    × ضياء الدين: دعونا ننتقل من الفضاء المطلق إلي الفضاء الخاص بالقاص بشرى، في تجربتك هل يتمرد عليك النص؟

    ـ نعم يتمرد عليّ، وسأقول لك متى يتمرد عليّ، أبدأ النص بـ (الهمهمة) الأولى ولا أبدأ بالورق، أبدأ وفي داخلي (إرزام) بالقصة أو القصيدة، القصص هو غنائي لذاتي أنشره أو لا أنشره لكني أغني به لنفسي، ونفس الشئ مع قصائدي ففي قصيدة أقول:

    خفف كثافتك العجيبة وانهمر مطراً عليّ

    فإذا هطلت تجد شكورا أو رويت فأنت طي

    هذه يمكن اعتبارها تجربة جاءت عبر مدخل صغير وهو الطلب بتخفيف الكثافة، وفي تأملي لتجربة الغناء السوداني أرى أن بعض الأعمال أتت )قطعأ(، يأخذ الشاعر لازمة معينة و(يقطع) عليها قصيدة.

    × ضياء الدين: تجربة (شلت صوتك شان أغني) كأنها مكتوبة لخاصتك؟

    ـ بشرى الفاضل: هذه من القصائد الشعرية التي أقول إني كتبتها لخاصتي وليس للنشر، لكني أحاول نشرها الآن تحت مسمى )قصائد في الظل(، لن أنشر العامية منها، لكني سأنشر الفصحى.

    × ضياء الدين: في هذا النص غرائبية وتشبيهات غير مألوفة تومئ لأشياء وتشبيهات قد تقول إني أريدك كما ..

    ـ بشرى الفاضل: هذه قصائد كتبتها في الجامعة، ولم تنشر إلا بإلحاح من الراحل مصطفي سيد أحمد، وقلت له أن الذائقة فاتت، لأني أعرف أن ذائقة كتابة الشعر تعقدت الآن، أنا أقول إني أحتفظ بشعري (سماداً) لقصصي، لأني لم أجد فرصة لنشره في زماننا الذي كنا نعاني فيه من قلة منابر قراءة الشعر أو احتكارها بسبب العنف السياسي، لم أجد منبراً أقرأ فيه شعري وأنا في السنة الخامسة بالجامعة.

    × أحمد يونس: تأكيداً منذ بداية كتابتك للقصة والآن حدث متغير سياسي واجتماعي كبير، هل أحدث هذا المتغير تأثيرأ علي تجربتك القصية وتقنيات الكتابة؟

    ـ عندما أتحدث عن القصص الوجودي فهذا لا يعني إني قد انسحبت اجتماعيا، فأنا أسوق الاجتماعي هونا للنص القصصي، وستجد (رزاز) التأثر الاجتماعي في القصة هنا وهناك، وقد أثر في كثيراً ما حدث في العالم وبسببه فهنالك قصصاً كتبتها ولم أنشرها مثل قصة (سعد) الذي هاجر من أم درمان في زمان صرعة (الهيبيز) في ستينات القرن الماضي، و(ساح) مع الشباب الغاضب في أوروبا، إلى أن وجد نفسه أواخر التسعينات في فنلندا فقرر أن يعود إلى السودان وهو في أواسط الستينات من عمره عن طريق دارفور فانتحر أبن طريق الأربعين في أم درمان في درب الأربعين في دارفور في بئر مهملة منذ الحكم الإنجليزي يبلغ عمقها أربعين متراً، وفي المسافة من سطح الأرض لقاع البئر تبدأ (الفانتازيا)، لحظة أن أكتشف موته تحول لذاكرة ضخمة، في الأربعين دقيقة الأولي اكتشف أن الإنتحار خطأ، لأنه ذاهب للعذاب، وأن عذابه يمثل في عدم قدرته علي الالتفات لا يميناً ولا يسارا ولا إلى أعلى، وأن تظل ذاكرته حية أبد الدهر، وأن هذا قمة العذاب، وفي الأربعين ساعة الأولي أكتشف خطأ هجره لأهله..

    × ضياء الدين: متى يفرض السياسي سلطته علي المبدع؟

    ـ بشرى الفاضل: هذا صعب علي ولا يمكن معرفته إلا من خلال الكتابات، لكن الكائن الكاتب هو مجوعة من كل هذه الأشياء السياسي، والأنيس، والصديق..

    × ضياء الدين: إلى أي مدي يمكن أن يعد السياسي متضخماً في بشرى الفاضل؟

    ـ بشرى الفاضل: بقدر المظالم الموجودة في مجتمعنا، مجتمعنا به مظالم كبيرة، سأعطيك مثالا منها، هل يرضيك وجود ضرائب لا حصر لها، على شخص دخله لا يزيد على مائتي ألف في السنة؟ لماذا تفرض ضرائباً علي مثل هذا الشخص، أنا أظن محتاج لمن يدفع له.

    × أحمد يونس: يمكن أن يطرح السؤال بصيغة أخري، وهي هل تجد نفسك في مدرسة من المدارس الإبداعية وتستطيع من خلالها التعبير عن نفسك بجلاء؟

    ـ هذا سؤال تصعب الإجابة عليه بالنسبة لي، لأني أري أن الواقع يشبه الكرة يحوي كل جانب من جوانبها الإجهاد والضعيف، والضحك، والمأساة والتراجيديا، هذه الكرة لا أنظر إليها بواقعية سحرية كما، ولا بواقعية الاشتراكية، ولا كافة الواقعيات، لكن ربما اختلفت نظرتي للواقع الذي شبهته بالكرة باختلاف معرفتي به، أنا حتى الآن لم استطع الإحاطة بهذا الواقع الكروي كيف هو شكله، لكني أستطيع القول في كل مرحلة كتابة يزداد فهمي للواقع، ولا يمكن أن أحنط نفسي في مدرسة، في منتصف التسعينات قلت إني كاتب بلا مدرسة، تأسرني كل المدارس، تأثرت بكل الكتابات النقدية التي كتبها الأستاذ عيسي الحلو في الستينات، تأثرت بالروس الذي كتبوا نقداً عظيماً، وبمدارس النقد الأوروبية المعاصرة.

    × ضياء الدين: هنالك تشابه بينك وبين علي المك تحديدا في (حمي الدريس)، هل يرجع هذا للعلاقات الاجتماعية التي كانت تربطكم مع بعضكم البعض أم لسبب آخر؟

    ـ بشري الفاضل: علي المك أستاذي كما الأستاذ عيسى الحلو، درست أعماله واستمتعت بها مثلي مثل أي قارئ، وعندما دخلت الجامعة أرسلت له ـ كما حكي هو لاحقاً ـ أرسلت له الطفابيع التي نشرت منتصف الثمانينات، وقد ساندني واعتبر مساندته لي هي التي أظهرت أعمالي، لكن كانت لكل منّا طريقته في الكتابة.

    × ضياء الدين: كأنما هنالك تشابهاً في المكان لديكما ..

    ـ بشرى الفاضل: علي المك أم درماني عريق المعرفة بأم درمان، أما أنا فلست أم درمانياً، أنا قروي قح ..

    × أحمد يونس: أنا مهتم بشكل خاص برأي المبدعين في بعضهم البعض، لهذا كيف يرى بشرى الفاضل مستوى القص الآن مقارناً بأبناء جيلكم، وهل تتابع ما ينشر؟

    ـ بشرى الفاضل: أنا متابع لما ينشر، وفي حقيبتي كتاب المبدعة الكاتبة استيلا من الجنوب، وكتاب آخرين التقيتهم هنا وفي مدني، وبعض كتابات أرسلت لي من قبل كاتبيها، ومتابع لما ينشر في الصحف، هنالك بالتأكيد كتاب لديهم مجوعات قصصية مدهشة بالنسبة لي، فمن الأنماط القصصية التي توقفت عندها، أن يكتب كاتب ما عن موته الشخصي، وتأكيداً تملك الأجيال الجديد رؤية أكثر تشعباً كنتيجة طبيعية لتضخم عدد السكان الذي يدفع للإجادة أكثر، أنا أعرف كل الروائيين الشباب ولي صله بهم، منهم حسن البكري، أبكر آدم اسماعيل، وغيرهم ...

    × أحمد يونس: لست من بين القائلين بسيادة ما أنجز في الستينات إذن؟

    ـ بالعكس ما سيتم إنجازه ستأتي به الأجيال المقبلة، لأنها ترث تراكماً ينير لها الطريق بينما لم نجد، فمصانع الإبداع العظيم هي حتماً في المستقبل، وسنكون بالنسبة لهم بدائيون، لكن يجب أن لا ننسي أن هنالك أناس مثل المجذوب كان (حفرهم كبيراً)، وأمامك يجلس عيسى الحلو وهو أحد الذين حفروا حفراً كبيراً، بإنتاجه الغزير والمثابرة عليه، الشعرية ستكبر بعد المجذوب تأكيداً أو كما قال هو نفسه.

    × أحمد يونس: هنالك من يقولون أن هنالك علامات في تاريخ الكتابة لم يستطع اللاحقون تجاوزها بعد، أصبحت سقوفاً عصية ..

    ـ بشرى الفاضل: أنا أقول بغير هذا ولا أنظر للإبداع كأن المبدعين يقفون في (صف رغيف) أحدهما وراء الآخر، أنا أنظر للإبداع باعتباره مجموعة نوافذ كل نافذة بها مبدعيها، لذلك لا يمكن القول بالتجاوز، لأننا لو تعاملنا على طريقة (صف الرغيف) فيجب أن أقفز علي من هو أمامي لأتجاوزه وأنا لا أعتقد في هذا، أنا موجود بالتجاور مع عيسى الحلو، ومع الطاهر زروق، ومع كثيرين كل واحد منهم برز في فترة من الفترات وفي ذائقة ما يتم اكتشافه، لقد يكتشفوا أبو ذكري في هذه الأيام، أبو ذكرى لم يكن موضة كان موجوداً بالتجاور مع كل الآخرين ..

    × ضياء الدين: إلي ماذا ترد الاكتشاف المتأخر لكثير من المبدعين؟

    ـ بشرى الفاضل: هنالك إشكالات في حقل الممارسة النقدية حسب تقديري، وإلا فإن النقد سيكون قد اكتشفهم، ولأثار الانتباه إلى تجربتهم .. لكن قد تلعب الشلليات دوراً في تضيع بعض الكتاب، بل يمكن أن تقوم شلة نقاد بتضييع أعظم الكتاب، وقد تلعب نواحي سياسية واجتماعية دوراً ما ..

    × ضياء الدين: يملك الحزب الشيوعي أكبر آلة علاقات عامة لتسويق المبدعين، وهنالك عدد كبير من المبدعين تم تسويقهم بواسطة هذه الآلة، وبالتالي يكون تميزهم يحمل هذه البصمة؟

    ـ بشري الفاضل: إذا وجد حزب يمكنه تسويق أناس لا يسوون شيئاً، فهذا حزب يملك قدرات خارقة ..

    × ضياء الدين: لم أقل لا يسوون شيئاً، بل أن الآلة تتيح لهم ما لا يتاح لغيرهم، مثلاً تجربة المغني الراحل مصطفي سيد أحمد، يرى البعض أنها اتخذت قداستها لسببين: الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي السوداني، التي كانت تسيطر علي الذائقة في ذاك الوقت، وقصة مرضه ببعدها الإنساني ..

    ـ بشري الفاضل: أنا أري أن مصطفي سيد أحمد من أندر الفنانين الذين يعرفون الشعر، والشعرية، وهو في تجربته قد أحدث قطيعة مع بعض أشكال الشعر الغنائي قطيعة ربما لا يرضاها الفهم السياسي للشعر، لو أن مصطفي سيد أحمد كان بلا قدرات لما استطاعت أية ماكينة مهما كانت قوتها الحصانية أن تروج له، فالشباب الذين اهتموا بتجربة مصطفي كانوا من ذائقات مختلفة، ومن كل ألوان الطيف السوداني.

    × أحمد يونس: كما ذكر ضياء الدين هنالك كاتب يثير ضجة علي مستوي النشر الإلكتروني، محسن خالد، ..

    ـ بشرى الفاضل: لقد وصفته بأنه كاتب عبقري لأنه يكتب بمثابرة، أنه شاب له القدرة علي كل هذه الأخيلة المتعددة، وبغض النظر عن (كلاماته) في الجنس، أن من يكتبون عن الجنس والدين يجدون رواجاً، لكني أستطيع القول أن رواج محسن خالد ليس لأنه كتب عن الجنس والدين، بل لأنه يملك قدرة خارقة علي الحكي والقص.

    × ضياء الدين: يخلو فضاءك القصصي من الجنس ..

    ـ بشرى الفاضل: هذه ملاحظة قد تكون استنتجتها، ربما لم اهتم بهذا الجانب، وربما كان نقصاً في تعددية الأشخاص عندي، لو إني تعاملت مع الشخصية بكامل أبعادها وتعددية أصواتها، فإن الجنس كان يجب ألاً يغيب، فإذا صدق كلامك وحيدت الجنس فوجب علي أن أراجع للنصوص التي كتبتها، لكن هذه مجرد ملاحظة قد لا يوافقك عليها الكثيرون.

    × أحمد يونس: هل يمكن أن يكون هنالك أدباً محتشماً، وآخر سافرا؟!

    ـ بشرى الفاضل: التمرد تفرضه ضرورات الكتابة، فإن استدعت أن يكون في الحبكة تمرد حتى في الموضوعة الجنسية فليكن، قلت سابقاً إني كاتب يريد التحرر من جميع القيود، بما فيها لبس ساعة في المعصم، تسوقني الفكرة التي أؤمن بها، لكني لم أهتم لكتابة الموضوعات الجنسية، رغم وجود أفكار قد تصلح موضوعات للكتابة.

    × ضياء الدين: نحن نتكلم بشكل عام لكن دعنا نركز على الاقتحامية الملموسة في تجارب الكتابة علي الإنترنيت؟

    ـ بشرى الفاضل: هؤلاء الشباب الجدد أكثر منا جسارة، وصفهم أحد الأصدقاء بجيل الجسارة العملية، إنهم يملكون جسارة حتى علي مستوي الحياة العادية لا نستطيعها نحن، لذلك تجدهم جسورين في المنتديات والأمسيات الأدبية .. ثم أن العلاقة بين الرجل والمرأة كانت مختلفة في جيلنا عنها في جيلهم .. هذا جيل تختلف ذائقته عنّا نحن نفعل ذات الشئ لكنهم يفعلونه بانفلات أكبر ..

    × محمد عبد المنعم: أنا أعتقد أن بشري الفاضل من جيل تطهري هو الجيل الوسيط بين الجيل الذي صادم الاستعمار والذي صادم اليومي، هذا الجيل يملك إحساساً طهرانياً عالياً، كانت الطواطم والتابوهات أمامه كثيرة جداً، ولم يكن يملك جسارة اقتحام الحواجز وتحطيم جميع والتابوهات، وأظن أن بشرى الفاضل وجيله حطموا تابوهات كثيرة، لكنهم لم يستطيعوا تحطيم تابو الجنس، تركوه مع المحظورات العديدة التي كانت سائدة.

    × عيسى الحلو: أنا لا أتفق مع الأستاذ محمد عبد المنعم في تطهرية بشرى، بشرى جعله القيد السياسي يبدو هكذا، كان الحزب يطالبكم أن تبدو محترمون وفق التقاليد السودانية، بوصفكم معلمين ومثال للمثقفين الثوريين، أنا مثلا كنت (فالتاً) جداً حين كتبت صباح الخير أيها الوجه اللا مرئي الجميل، إنها رواية فالتة، رغم إني أكبرك سناً، تربيتكم الحزبية كانت تربية سودانية وفق الأخلاق الحزبية التي لا تستطيع مناقضة الأخلاق السائدة ولا مصادمتها ..

    × تصويب: ذكر في الجزء الأول من الندوة العالم الفيزيائي الإنجليزي (ستيفن هوكنج) باسم (هوبكنز)، ومثله ذكر بطل إحدى الروايات الأمريكية (بارتلبلي) باسم (باث)، وهي أخطاء لا تفوت على فطنة القارئ تسببت فيها العجمة ورداءة التسجيل..!
                  

12-28-2005, 07:34 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام (Re: mohmmed said ahmed)

    شكرا محمد سيد احمد علي نقل هذا الحوار الهام
    والتحية لاستاذي / بشري الفاضل
    وللاساتذة الذين اتحفونا بهذا الحوار الممتع
    وتحية خاصة لصديقي ضياء الدين بلال
    ولي عودة
                  

01-17-2006, 09:04 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: × ضياء الدين: ألم يزعجك الاستغلال السياسي لقصص؟

    ـ بشري الفاضل: لم يزعجني بل إني أسهمت فيه، فنحن برزنا في وقت كانت الأحداث ساخنة فيه، ودعني أحكي حكاية ترتبط بما ذهبت إليه، فعلي أيام الإنقاذ وأنا في طريقي للجامعة توقف أحد رموز الإنقاذ الأمنية بعربته ليوصلني معه، هو حسن ضحوي، وبمجرد ركوبي معه سألني ماذا تقصد بالطفابيع؟ فق فقلت له أقصد بها القمع من حيث هو، فسألني مرة أخرى أية قمع؟! فأجبته القمع بغض النظر عمن أتى به، الستالينين، أو الفاشيين، أو الجماعات الدينية، ولأن إجابتي لم ترضه علي ما يبدو انقطع الكلام بيننا فصمتنا حتى أوصلني الجامعة. لقد كان في ذهني القمع من حيث هو، ففيزيولوجيا الطفابيع ربما كانت تحمل عواملاً أتت من بلد أخرى.

                  

01-17-2006, 01:01 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام (Re: Agab Alfaya)

    Quote: × ضياء الدين: متى يفرض السياسي سلطته علي المبدع؟

    ـ بشرى الفاضل: هذا صعب علي ولا يمكن معرفته إلا من خلال الكتابات، لكن الكائن الكاتب هو مجوعة من كل هذه الأشياء السياسي، والأنيس، والصديق..


    الدكتور بشرى الفاضل قامة فنية لا يستهان بها وهو بقدر ما هو كاتب مبدع وفنان هو أيضا مفكر ومحاور ممتع ومبهر يقدم أجوبة مباشرة وعميقة وواضحة على الأسئلة المطروحة أمامه..
    هذا السؤال أعلاه أجد كثير من المبدعين الشيوعيين يتهربون من الإجابة عليه خاصة لو صيغ لهم بشكل مباشر عن تأثير نشاطه السياسي الحزبي في أعماله الفنية ؟ وكأنما الإنتماء لليسار تهمه يجب نفيها بقدر ما هو ممكن ، أو أضعف الإيمان التهرب من الإجابة ، "عدا قلة من أمثال حميد في لقاءه التلفزيوني .."
    وهنا أستميح القراء وأستأذن الأصدقاء محمد سيد أحمد وعجب الفيا بمواصلة الحوار مع الأستاذ بشرى الفاضل وذلك بطرح سؤالين الأول عن تأثير الحزب الشيوعي السوداني فيه كمفكر وكاتب ؟ و السؤال الثاني عن مصدر استلهامه لقيم ومبادئ البطولة والأخلاق في مجمل نتاجه الفني ؟
                  

01-18-2006, 03:57 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام (Re: mohmmed said ahmed)

    الاستاذ الاديب الصديق /عاطف عبد الله كل سنة وانت طيب
    اثني ما طرحته من اسئلة علي الدكتور والكاتب المبدع بشري الفاضل
                  

01-18-2006, 04:11 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام (Re: mohmmed said ahmed)

    علي شرف ذكري مصطفي لعله من المناسب ان نبرز هذا المشهد من الحوار :
    Quote: × ضياء الدين: يملك الحزب الشيوعي أكبر آلة علاقات عامة لتسويق المبدعين، وهنالك عدد كبير من المبدعين تم تسويقهم بواسطة هذه الآلة، وبالتالي يكون تميزهم يحمل هذه البصمة؟

    ـ بشري الفاضل: إذا وجد حزب يمكنه تسويق أناس لا يسوون شيئاً، فهذا حزب يملك قدرات خارقة ..

    × ضياء الدين: لم أقل لا يسوون شيئاً، بل أن الآلة تتيح لهم ما لا يتاح لغيرهم، مثلاً تجربة المغني الراحل مصطفي سيد أحمد، يرى البعض أنها اتخذت قداستها لسببين: الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي السوداني، التي كانت تسيطر علي الذائقة في ذاك الوقت، وقصة مرضه ببعدها الإنساني ..

    ـ بشري الفاضل: أنا أري أن مصطفي سيد أحمد من أندر الفنانين الذين يعرفون الشعر، والشعرية، وهو في تجربته قد أحدث قطيعة مع بعض أشكال الشعر الغنائي قطيعة ربما لا يرضاها الفهم السياسي للشعر، لو أن مصطفي سيد أحمد كان بلا قدرات لما استطاعت أية ماكينة مهما كانت قوتها الحصانية أن تروج له، فالشباب الذين اهتموا بتجربة مصطفي كانوا من ذائقات مختلفة، ومن كل ألوان الطيف السوداني.

                  

01-18-2006, 01:09 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مع بشرى الفاضل نقلا عن الراي العام (Re: mohmmed said ahmed)

    شكراً محمد سيد
                  

01-19-2006, 00:12 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امانى (Re: mohmmed said ahmed)

    العزيزة امانى
    شكرا محمد سيد
    تعرفى
    احب اسمى بالرنيين دا محمد سيد
    الناس كلهم يا قالو محمد يا محمد سيد احمد
    احب اسمى بهذه الطريقة المسجلة باسمك فقط
    اشوفك فى بوست اللغة البصرية
                  

01-20-2006, 11:30 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امانى (Re: mohmmed said ahmed)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de