|
قصائد .. في حضرة الأستاذ
|
وابتسم راضيا
شعر العوض مصطفى
الموقف أكبر من شعري
الحزن الرابض في صدري
و الغافل من بالذكر أفاق
من قبل العاشرة المعلومة أشعل ذكرا في الأفاق
يملؤني فخرا هذا الشامخ يفتح دربا للإطلاق
إن ما إشتاق لهذا الصابر في البأساء فلا أشتاق
المؤمن بالشعب العملاق
الباذل للروح الغالي و المطلق من قيد الإشفاق
يكفيني أني عشت زمانا كان له طعم و مذاق
يكفيني أني كنت جليسك رغم شعور الإبن العاق
فيا من كان بحضرته و الفكر به قيد و وثاق
حدثني عن أخبار الشيخ الباسم في وجه الشناق
هل كنت تشاهد أن الصبر علي البلواء له حذاق
اليتم المر
العيش الذل ، الخارج من جوف الإملاق
الشعب له هذا الإخفاق
السيف، السوط، الظلم له
الويل له إن ما ينساق
يا يوما يكشف فيه الساق
و يجف لسان الظلم غدا من بهتة ذاك الأمر الشاق
الرب له فينا ميثاق
المكر السيء كم لله بأهل المكر السيء حاق
فسلام يا كنز الأفراح و يا علم الحق الخفاق
إن كنت رحلت فداء القوم فإني مشتاق مشتاق
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
مصَابٌ وحَزن قصيدة الدكتور عبد الله الطيب
قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد وجرئ، وشخـصـــه جـذّاب ولدى الجــد، فالشــجـاع النجيد ذاق سجن المستعمرين قديماً ومضت فى الكفاح منه العقـود سيق للقتل وهـو شيخ أخو ست وسبعين أو عليها يزيد لم يراعوا فيه القوانين ظلما فهو قـتلٌ عــمدٌ وجَرمٌ أكيـد قد سمعنا يوم الخميس من المذياع أن شنقه غدا مشهـود لم نصدق ما قد سمعناه، قلنا سوف يأتى عفوٌ وهذا وعيد وإذا بالقرار قـيـل لـنـا نـُفـذ جــلّ المــهـيــمـن المعبود مـا قضــاه يكـن وما لإمرىء عنه مفـرٌّ ووقـته معــــــدود وإلـيه نعـنو هو المالك الملك ويقـضـى سـبحـانه ما يريد كان حكم الإعدام تنفيذه سرا فـهـذا الإشـهـار شئ جديد ليت إذ أجمعوا على الإثم أخفوه كما اغـتـال خـمـسـةً عـبـود أى شىء جناه حتى يرى الإعـدام فيه هو الجـزاء الوحيد لم يجرد سيفا وأصدر منشوراً وهـذا أســلوبه المعـهود وهو نهج من النضال حضاريٌّ بأمــثـاله السُّراة تسـود ولقد رام أن يجـدد مـحـمـود فـقـد صـار جـرمــه التجديد والذى قد قال فقد قيل من قـبل وفـى الـكـتـب مـثـلـه موجود ولقد يعلمـون أن قضايا الدين فـيـهـا الخـلاف وهـو تليد زعمـوا أنــه تزندق وارتد وقـالـوا هـو العدو اللّدود وكأنّا فى عصر محكمة التفتيش هـذا هـو الضــلال البـعــيد قـتـلـته الأفـكار فى بـلـد الجهل الذى سيطرت عليه الــقـيود واثقا كان فى الخصومة بالفكر لـو الفـكــر وحده المنشــود سـبـق النـاس فـى السياسة رأيا حين فيها تفكيرهم مـحـدود وقد احتج وحده حين لم يُلفَ عن البرلمـان صوتٌ يذود ذلكم أوّل انقــلاب بلوناه وللشـر مُــبدىء ومعيد ما سهرنا نحمى مقاعد شورانا فأودى بالبرلمان الجنـود نحن قوم نعيش فى العالم الثالث وهـو المعـذب المنكــود فـَتَنَتْنَا حـضــارة الغرب، لا الرفض إنتفعنا به ولا التقليــد وأحتوتنا عماية من صــراع دائـم للقوى به تـبـديـد صاح هل نحن مسلمون؟ أرى الإسـلام فينـا كأنه مفقــود وكأن صار مظهـر الدين لا المَـخْـبَر فينا فاعلم هو المقصـود فـشــت الآن برجوازية فى الدين من قبل عُلّقتها اليهــود وتفان على الحطام كأن الدين أركــانه الشـداد النقود قد أباها المسيح عند الفريسيين إذ قـلبـهم بــها جلمــود عـلــنــا عـلّـقوه يشنق للجمهور ذاك الـمــفــكــر الصنديــد أخرجــوه لحتفــه ويــداه خـلــفـه هو مـوثـق مشدود جعلـوه يرقى به الَّدرج الصاعد نحـو الهــلاك خـطــو وئــيد كشفوا وجهــه ليُعرف أن هـذا هــو الشخــص عينــه محمود قرىء الحكم ثم صاح به القاضى ألا مثــلـه اقتلـوه أبيــدوا كـبـّر الحاضــرون للحـدّ مـثل العيــد إذ جمعـهــم له محشود وأراهم من ثغره بسمة الساخر والحـبـل فوقـه مـمــدود وعلى وجهــه صفــاء وإشراق أمـام الردى وديــع جـليد وإذا بالقضـاء حـُمَّ وهــذا جسمـه طـاح فى الهواء يميد ثم جــاء الطـبيب يعلن بعد الجـس أن مات ما لحىٍّ خلــود ثم طارت طـيـارة تحمــل الجثة لم يـُدرَ أىَّ فـجٍ تريــد قـيـل لــن يقبــروه إذ فارق الملّة هـولٌ يشيب منه الوليـد يــا لــهــا وصمة على جبهة القطر ســتـبــقى وعارها لا يبيـد قتلوا الفكـر يوم مقتلـه فالفكــر فيـه مــيـت البـلاد الفقيد أحضروا صحبه لكى يشهــدوا الإعــدام فيـه وتائبين يعودوا ذبحـوه أمـام أعينـهم ذبحـا وقالــوا درس لكم فاستفيـدوا أعــلــنـت قتله الإذاعة من بعـد أمـتـنــاه ذلك النمــرود أذعــن الناس خاضعـى أرؤس الـذّلـة كـلٌّ فـؤاده مفئـود أذعـنــوا خاضـعـيــن للجــور والقهـر وكــلٌّ لسانــه معقود بـقــى الخـوف وحده وتوارت قـيم أمسٍ قد رعتها الجدود ذهـب الفـضـل والتـسـامـح والعـفـو وجاء الإعــدام والتشــريد فيــم هـذا الطـغـيان ما هذه الأحــقاد ما هـذه القلوب السود ما الـذى جــدّ ما الذى جلب القسوة من أين ذا العتـم الشـديد قد أســأنا إلى الشـريعة والإسلام مـا هـكـذا تقـام الحدود مـا كـذا سنة النبـى ولا الوحـى الـذى أنـزل الحـكيـم الحـميد سنة المصطفى هى اللّيـن، هـذى غلظة بــل فــظاظة بل جمود إن عـنــدى حـرية الرأى أمـر يـقـتضيـه الإيـمـان والتوحيد لا أحـب التطـرّف المفـرط، الرفـق سبيـل الإســلام لا التشــديد إننـا نحن مالكيون سنيون حــب النبـى فينـا وطيد وسـطـور الآيــات قالت عليكم أنفسـاً لا يضـرّكم من يحيـد وتلـونـا فيهـن آيــة (لا إكراه فـى الـدين) بئس عنها الصدود جـعـلـوه ضـحـيـة لـم يكـن منه شـروع فى الحـرب أو تهـديد رب إنـا إليــك نجــأر بالشـكـوى أغـث يا لطيف أنت الودود حـكمـتـنـا وقـلـدت أمرنا صعلوك قـوم فـغـرّه التـقـلــيـد طـبـقـات مـن الزعانـف فى الضوء تـَوَارَى وفى الظـلام تـَـرود دأبـها المـيـن والخـيـانة والغدر وليسـت غير الفسـاد تجـيـد يصـدر الأمـر كى يوقـعـه جـلـدٌ ثخــين عنـها وحس بليـد ويـدٌ كـزّة ووجـه بلا مـاء حيـاء وخـبث نفـس عـتـيـد لـيـس يبغـى إلا البـقــاء ولا يحـفـل والـشــعب جائع مكدود ينقــض اليــوم كـلّ ما قالـه أمس وفــيـه غــدا بنقـضٍ يعـود فانـزع المـلك منـه، رب لك الملك وذو العـرش أنت أنت الـمـجــيد وأذقــه كأسـا بـهـا قد سـقى قـومـاً ولا ينــج الفاسق الرعديد وهــلاكا له كـمـا هلكـت عــاد وبُـعـداً كمـا أبيــرت ثمود وعـسـى الله أن يشـاء لنا النصــر وللـظـالم العــذاب الشديد ولأحــزابـه اللئـام فـكـبـّوا فى مضيـق طريقهـم مسدود تـتـلـقـاهـم جـهـنـم يصلـون بها ســآء وردها الــمــورود لا تخيـب دعاءنا ربّ وانصرنا وأنت المولى ونحـن العـبـيـد وصــلاة عــلـى الـنـبـى وتسليم به نـبـلــغ المـنـى ونزيـد وعلـى الآل والـصحابــة سادتى وتــغــشـاك رحمـة محمود
فرغ من نظمها يوم 2 مارس 1985
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
هو وحده والحق
شعر عوض الكريم موسى
هو وحده ولا نصير إلا الله وحده
ووراء حبل الموت حبل الله وحده
حبل بغرزه مستمسك هو وحده
حبل من الرحمن مد للعبد العزيز وحده
والحبل يطوى بعده
قد كان عبدا طول وقته
فكان عبدا عند موته
الموت عنده الميلاد فى كون جديد
ميلاد انسان جديد
وكان كله بالله
حياته مثواه .. وكل وقته لله
فكان كل وقته شهيد
والعبد فرضه الرضا بالله
بكل ما يسوق إليه ربه المريد
يفضى به الرضا الى الفرح
الى الأمان عند ركنه الشديد
محض اغتيال .. لكنه يرضى بما يريده رب العبيد
فإنما الإسلام تسليم الى رب العبيد
وتلك كانت دعوته ، طريقته ، طريقة النبى
طريقة الطرق فى مفرق الطرق
طريقة الخلاص للإنسان من رق العبيد
فأين هم من عيشه وموته؟!
أنى لهم حياة لحظة من وقته؟!
من زاده القليل ، ونومه القليل ، وكدحه الجليل
راض بطين بيته
بكل خشن من فراشه وقوته
بكسرة رضية من مائه وزيته
يقوم آخر القوم لها
فى الأرض فى جماعة الزهاد حولها
يلملم الفتات منها لا ينال إلا فضلها
وتلك كانت عنده دنياه كلها
وماله من أى شىء أى زوج
جلبابه ، قميصه ، مركوبه ، عمامة ، طاقية ، وملفحة
وركوة ، وفروة ، ومبخر ، ونفحة مروحة
وحجرة صغيرة هى مكتبه ، هى مسجده ، هى مرقده
ما روحتها قط مروحة
فعنده المناخ داخلى
والكون كله مرآة مشهد من الجمال داخلى
وكل لحظة فى حضرة الفعل الإلهى جد مرضية وجد مفرحة
وأعلنوا لقتله التأهب ، أقصى تدابير التأهب
كأنها رحى حرب مداره
كأنهم يجابهون جيشا غازيا أو غارة !!
لا رجلا أعزل اليدين ، بل موثق اليدين ،
إلا من رجولة الرجال والجسارة
يا للخسارة .. يا للخسارة !!
قد ضيعوا ميراثهم من الجدود فى نبل المروءة
وضيعوا الحضارة
والفارس المقدام
يفضى لحارس مرافق فى ليلة الإعدام
يوصيه بالإقدام: لا تخش إلا الله
كأنما حارسه هو الذى يواجه الإعدام
لا تخش إلا الله
رقيقة الرقائق ، حقيقة الحقائق ، حصيلة الإسلام
ويطمعون منه فى وريقة استرحام
ويحسبون أن هامة الضرغام تعنو الى الرغام
ومادروا بأن عنده استرحام أولاء الطغام
أدنى إليه منه أن تحط الشمس فوق أرضهم
أو أن تكلمهم أجنة الأرحام
ويسألونه قبيل موعد الإعدام
فهل لديك ما تقوله للقاضى ؟!!
فناشهم بآخر السهام و أقتل السهام
بقوله: وهل هناك قاضى ؟!!!
وأجمل القضية
فعنده القضاء لا يقوم فى دويلة
خصومها المستضعفون
حماتها - أخذلهم دعاة ، أنذلهم قضاة ، أرذلهم إمام
وعنده القضاء كالضياء
لا يعيش فى دويلة قد عشعشت فيها خفافيش الظلام
وعنده الرحمن وحده قاضى القضاة وحاكم الحكام
وعنده القلب السليم لا يساوم ولا يسام
ويسألون عن وصية لآله
لا يعلمون أن الله وحده كان الوصى فى مآله
فقال: عشت بينهم ويعرفون ما أريد ..
من غير أن يزيد !!
ليس المقام للكلام ، وإنما للفعل والتجسيد
مصفدا يساق من عرينه كقسورة
والحمر حوله مستنفرة
بروعها وأمنها وكيدها وجندها مسورة
وفى رغام عارها معفرة
كأنه العريس إذ يزف فى الضحى
والقيد فى يديه إسورة
حجل على قدميه وهو يبطىء الخطى المظفرة
وقال من شواهق الإباء: فكوا يدى من أسرها ،
حتى أحيي الشعب وهو صابر على إساره
كأنه مودع وعائد
ما فل ظل الموت من مساره
وقد أبوا عليه هذه التحية الشماء
ليمسحوا ، بظنهم ، ما يترك الإباء من آثاره
وما دروا بأن كل شبر فى دياره
يموج بالجليل من أخباره
ويخلع النعلين عند سفح المشنقة
كأنها المصلى ، وهو يصعد الخطى الموثقة الواثقة
كأنه المحب فى لقاء محبوب مهاجر يرنو لأن يعانقه
ويكشف الغطاء عن بوارق ابتسامة
عن أنضر ابتسامــة
عن أجسر ابتسامــة
كالشمس لم تخامرها غمامة
برهانه على اليقين والصمامة
رسالة الى الأحرار بالخلاص المرتجى
حرب على الدجال فهى فى حلوقهم شجى
وفى عيونهم قذى وفى صدورهم لظى
فقد أبى أن يعطى الدنية فى دينه من نفسه الأبية
لله وحده أعطى زمامه
أقام دينه أوفى تمامه
تبت يداهم يقتلون فى الضحى السلام
والغصن والحمامة
وحوله هتافهم كجوفهم مباءة المساءة
قاماتهم قماءة ، وجوههم دمامة
أليسوا الساقطين فى شر الفتن ؟
البائعين الدين ، والمبايعين التالف المتلاف
بيعة الإمـامــة
إمامهم يطرز الصدور من تحت اللحى بأوسمة
بوسمة كفحمة الدجى على وجوههم مقسمة
منسوبة الى الشرف ، وما دروا بأنها عدم الشرف
معرة الأبد لمن سلف ومن خلف
تصحبهم كظلهم مجسـمـة
يزيفون شرع الله ممسكين مرجفين
يطوعون بعض شرع الله وفق أغراض السياسة
يعطلون بعض شرع الله حيثما تملى ضرورة السياسة
يحرفون شرع الله كيفما تضطرهم مصالح السياسة
يعارضون من يدعو الى التجديد بالتوحيد
تدفعهم خصومة السـياسـة
الدين صار سلطة من حكرهم
يطوعونه لنكرهم ومكرهم
ليسوا دعــاة ديـن
ليسوا مجـاهـدين
شراكة من المرابحين والمضاربين
وبعض سـاســة
وقالوا: غيبوا عن العيون مدفنه
ونكروا عليهم موطنه
يخشونه حيا بظنهم وميتا
وما دروا بأن الأرض - كل الأرض - صارت محضنه
وما دروا بأن صوته يمتد فى فجاجها الفساح صيتا
وأنه يعيش فوق ما قد عاش
والهيكل الشريف يبنى فى هياكل الأحرار
يسبرون غوره ويخبرون معدنه
وأنه يشيد فى شواهق العقول والقلوب مسكنه
وما دروا بأنه أوصى وصية قديمة
أن يدفنوه فى ثيابه القديمة
وأن يكون قبره بلا علامة
فموته على الإباء وحده العلامة
ولا يقام مأتم له
ما دامت الثورات فى فجاج الأرض أعراس مقامة
فكان يدرى أنه شهيد
يموت فى فداء شعبه شهيد
يمضى لسر ربه من بعد أن يطيب الثرى بطيب الإقامة
وقالوا: أحرقوا الكتب !!
وما دروا بأن البسمة الشماء فى عناق الحبل كانت الكتاب
كانت هناك أوله وآخره وأكبره
منصة الإعدام كانت منبره
والحبل للخلود معبره
وقالوا: صادروا العقار
ويحسبونه كواحد من القصور يسكنونها على الضفاف
يفيض بالكثير من رافه وفاره ومن وثير
وما دروا بأنه ماكان يملك الكفاف
لكنه فى الحق كان يملك الكثير
جسارة الفكر الذى يثور فى مجاهل المثير
صمامة القلب الذى يخافه الردى ولا يخاف
وزلزل الشهيد أرضهم مرارا
أعطاهم بكل عام من عمار عمره
يوما وحيدا من خراب عهدهم
وأشعل الشرارة
وجاء مارس التغيير يلفيهم على مضاجع الغرارة
المستشار والمشير والإشارة
هذا يقرر الخيانة ، وهذا صايغ قراره
إمامه يأوى الى ديارنا المناضلين
لكى يرحل اليهود فى ديارهم مستوطنين
يقول فى إمامه بملء فيه ، ولا يمل القول فيه:
إمام كل المؤمنين ، مهدي قرننا العشرين
مجدد الدين الذى له ندين
من أجله تنظيمنا محلول
نذوب فيه .. نهيم فيه
عدونا عدوه ونصطفى من يصطفيه
وإننى صفيه ، وفيه ، مفتيه
بايعته فى منشطى ومكرهى ألا أنازعه ولا أعصيه
زودنى الأخ الرئيس بالتوجيه
حملنى رسالة الى أخيه
كلفنى بأخطر المهام ، ونبهنى وكرر التنبيه
أليس يشبه النبى ؟!!
ما كاد يدعوهم الى الهدى حتى تسارعوا بالطعن فيه
أليس يشبه النبى ، حينما أراق الخمر فى المدينة وحد شاربيه ؟!!
بايعته !! بايعته!! فى منشطى ومكرهى
مجاهدا وراءه أفديه
ما دام رافعا حد الحرابة على معارضى أو معارضيه
هذا معارض زنديق !! هذا معارض مرتد !!
هذا معارض يجادل الإمام فى بيوت الله !!
السجن لا يكفيه
لا بد من إلهاب ظهره حتى يصير عبرة لمقتفيه
ما أضيع الأسلام ، وكائدوه من ذويه ؟!!!
ما أضيع السودان ، وخائنوه من بنيه ؟!!!
ويكتب الشهيد آخر الوصية
على منصة الإعدام يكتب الوصية
وصية الى الأحرار أن يساهروا على الحرية
وأن يزودوا عن حياضها تلك الفلول الناعقة
حتى يروا ما قد بنوه ريبة ينهد فوقهم كصاعقة
فلا يمدوا مدية الجزار صوب أيدى البائسين
أيديهم هم هى التى امتدت لقوت الشعب سارقة
لا يلهبوا بدرة الإذلال ظهر البائسين
ظهورهم هم هى التى تنوء بالأوزار وهى عن حياض الدين مارقة
لا ينصبوا مشانق الإرهاب للأحرار والمناضلين
أرقابهم هم هى التى فى آسنات الإفك غارقة
ولا يلاحقوا مستضعفاتهم من النساء
جيوبهم هم هى التى ربت من الربا
وقد أحلوا كل تلك المفضحات الساحقة والماحقة
على منصة الإعدام يكتب الوصية
وصية الى الأحرار أن يساهروا على الحرية
وأن يكون الدين دربهم الى الحرية
وأن يكون الخبز زادهم الى الحرية
وأن يكون قوتهم حرية ووقتهم حرية
وعشقهم ومقتهم حرية
وعيشهم وموتهم حرية
فمن يولى دبره مصارع الحرية
عيشته دنية ، ميته دنية
وصية موثقة
منسوجة صدقا وحقا من حبال المشنقة
وصية أخيرة
فلترفعوا فى وجههم صلابة المداومة
على جسارة المقاومة
بلا مسـاومـة
فلا مسـاومـة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
قـتلوك باسـم محـمد
للشاعر عزيز التوم
قـتلوك باسـم محـمد وقـتلتهم يافيلسـوف العصر باسم محمد قتلوك في ظلم الحسين ومن يمت بثباتـه فـي رأيه يسـتشـهد وقـتلتهم وهـم يزيـد ورهـطه قتلى يسـاورهم عذاب المعتدي
وأعـدت ذكـرى كـربلاء بكوبر وبنو أمية أوغـروا صـدر الغد حملوك فوق ذرى السحاب مخافة أم ذاك شأنك في العـلو المصعد ونزلـت ليس الـىالتراب وانما في حضن موج الواهـب المتجدد
يامـاشـيا ثبت الجـنان كأنمـا نوديت من ذي الوعد لا المتوعد يامـن عـرفت الله معرفة النهي وشـققت صـفو تهجـد وتعبد أقسـمت يامحمـود أنك ملحـد بقـرار مخـتل العقـيدة ملحـد
جـلادك اسـتأنى فلمـا جـئته مسـتبسـلا في هـيكل متشـدد روعـته فتلاحـقـت أنفاسـه كالواجـف المتخـوف المـتردد قاضيك ما وعظـته سنك فانتهى لخسـيسـة من فكـره المـتبلد
ولقـد عجـبت لقـاتل لمـا يزل يهـوى الطريق به يروح ويقتدي ان القصـاص دم يسيل على دم ويد تقطـع في المقـابل مـن يد ان تقـتلوه فذاك عـدل شـريعة عن صـادق في وحيه عن أحمد
جاروا على الاسلام باسم شريعة من وضـع ذي قرنين مأجور اليد هـم سخـروه لغاية مشـبوهة وهـل الهـدى اكراه من لم يهتد الا بهـديهم المـريب وسطـوة وثب القضـاة بهـا غـلاظ الأكبد
لا (يجبه؟) الاسـلام الا مشـركا ولأنت أنبـل مـؤمن ومـوحـد أبدا هـو الاسـلام دين مـحبة وسـماحـة وتراحــم وتـودد ياللرجـال مـن البعـيد مقربا أسـفا ويالك مـن قـريب مبعد
الأسد تثبت في اللقاء ضـراوة أما الهـروب فغـاية المستأسـد ولقد ثبت وجاء يوم هـروبهم وتهـددوا في المأمـن المتهـدد
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
شكرا عزيزي كوستاوي على المرور والتحية للراحل المقيم مصطفى سيد أحمد الذي ارتبطت ذكرى رحيله بذكرى استشهاد الأستاذ محمود..
نواصل الآن ..
هذي بلادك يا عزيز
شعر عصام عبد الرحمن
علم أحبتك الثبات علي الصراط المستقيم علمهمُ كيف الحياة تكون في الليل البهيم لله بالله العظيم علمهمو سر العزيز هذي بلادك يا عزيز
يعلو علي هام الطغاة المترفين المتخمين أسداّ تجنبه البغاة مدججين السوط ليس لشعبنا شعب الأباة الطيبين من أشعلوا سرج المرؤة و الشهامة و الكرم
و السجن ليس لفتية غر الجباه محجلين يمشون من عز حفاة يطعمون الجائعين يحييون من دعوي عراة في الدجي يترنمون يتجبرون علي الجبابرة العتاة الغاشمين يتدافعون لدي الفزع يتراجعون لدي الطمع
هذي بلادك يا عزيز تهفو إليك و أنت تحلم في السري أحلامها تصبو إليك و أنت تنشر في المدي أعلامها ترنو إليك فقم بأمر الله كاللمح المبين فالصبح موعدهم أتي و النور فياض هتون فأصدع بأمرك قائماّ لا تهد كيد الخائنين
كتبت في سجن كوبر - 19 مارس 1984
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
النشيد الأول للشاعر منير صالح عبدالقادر – عليه رحمة الله
أحسبت هاتيك المشانق تقوى على طمس الحقائق أحسبت أن الحبل يجتاح الخليقــــة والخـلائق محمود يرفع للســماء وأنت فوق الأرض لاصـق وتظل في أعماق نفسـك ذلك اللــص المنافــق
هـذي النياشــين التي تزهو بها ، ولها تعــانق أتري تزيدك في عـيون الناس من لـص وسـارق من ضيّع القيم الكريمـة غـير زنديـق وعـائـق
محمـــود كان حقيقة جـلّت فأذهـلت الخـلائق أنت المشير وقد أشـرت بما أشـرت وأنت حــانق أتقـول باسـم الدين قد نفذت حكمــك يا منافـق
ان الشــريعة لاتسـود ولاتكــون بلا علائــق محمود قد عشـق الحبال وطالما عشـق المشــانق محمـود ليس يغـيب بل يأتي ليحــتل الشــواهق ويعــيش فـي التاريخ وهاجا يلــوح بكل شـارق
أتحاكم الفـكر المحـلّق وهو مثل الفجـــر دافـق أيغيب محمــود ويحيا الجاهل المغرور هذا غير لائق من هـؤلاء؟ أهـؤلاء قضـاة محكمــة المنافـق هم يحكمون بمـا تشـير فهـم همـو مـثل البيـارق
ان البنـادق والمشـانق والمشـــانق والبنــادق لن ترهـب الشعب الذي خرجـت قوافــله تسـابق لتدكّ صرحك ، أي نعـم فالشـعب للطـغيان سـاحق محمــود ليس بكـاذب وكذاك أنت فلســت صـادق
ماجــادلوه وانمـــا حكمــوا عليه بالســوابق لو غاب محمــود فما غــابت مبادئه النواطــق وغدا سـتعرف يانميري كيف تنتقــم الشـــواهق ان الترابي لو جهــلت فانه وغــــد وفاســق
محمــود يحتضن الحبال وطالما عشــق المشـانق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
عزيزي الفاضل عمر إدريس تحية عطرة شكرا على مرورك البهي وحقا فإن "أجمل القصائد فى حضرته لم تقال بعد" .. سأواصل انزال ماوردني من قصائد وأطمع في أن يسهم الآخرون في هذا الخيط .. عمر
السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني قصيدة للشاعر عالم عباس (إلى روح الشهيد محمود محمد طه)
الجوهرة كدأبك ما تنفك أجلى وأضوء وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ و شأوك عال لا ترام سماؤه وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ
الثمرة والشجر إذا يسقى من ماء آسنْ ماذا يطرح غير الثمر الآسنْ ؟
الفعل وفي الدار شجعان الأقاويل جمة ولكن شجعان الفعال قليل فإن قلت قولا لا تموت وراءه ليحيا ، فلا معنى لما ستقول
المشهد حين جاءوا بك للموت ابتسمت ، ضوء الوجه النبيل أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا ثم استدار والشلوخ الغائرات الحزن أغفت فازدهى فيها الوقار وبريق في عيون ، هي لولا جنة الإيمان نار
المساومة غداة أن رفضت زيفهم باعوك قبل أن يبايعوك ويوم أن نبذت بيعة النفاق هرولوا يصارعوا ليصرعوك فهاهم وأنت لم تمت ، ترى ما الحجة التي بها أتوا يقارعوك ؟
الغرس إن أردت الحق أن يورق فاسقه دمك، وزنه بالفعال ، لا المقال تستطيب طعم الموت في فمك .
الخلاص كلمة لابد أن تقال ، في بركة الركود هذه لا غير هزة عنيفة تخلخل الجبال تحرر الأثقال ، في كومة الركام هذه لابدّ من زلزال لابدّ من زلزال .
المبارزة تنهزم الأفكار ، نعم لكن بالأفكار يحتكّ المنطق بالمنطق ، والحجة بالحجة ، والبرهان الساطع بالبرهان نتجادل حتى ينثلم الرأي الأوهى في وجه الرأي الأقوى نختلف كما يختلف الناس، ولكن يا للخزي ، ويا للعار إن أفلسنا حتى ضقنا ذرعا بالرأي الآخر.
المشهد الثاني كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة "كوبر" يدرك أن الخطوات المتزنات اللائى سرت بهن وئيدا، تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماما مع ما كنت تقول . كان الحبل الملتفّ على رقبتك الشامخة الرأس ، هو الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق الوطن المقتول . ليس بعيدا كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت ووجوههم متفحمة خجلا وصغارا
وثباتك مثل الخنجر بين أضالعهم ،
فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقا ، وتحرر ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل . أنت الأغلى ، والأعلى ، والأنبل كنا ندرك أنك تفدي الوطن الأجمل فلتكن القربان إذن حتى يتطهر وجه الأرض ، وينخسئ البهتان .
الطود ثباتك طود والعروش هباء وإن هي إلا خسّة وغباء وصوتك بعث في الملايين كلها وإن خنقتها الفتنة النكباء وقد ديس وجه الشعب في كل محفل ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء
فبراير1985
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصائد .. في حضرة الأستاذ (Re: Omer Abdalla)
|
افتتحت احتفالات هذا العام بالذكري السنوية لاستشهاد الأستاذ بتدشين "مركز الأستاذ محمود محمد طه للتجديد الإسلامي." وذلك في الساعة الثانية عشرة ليلاً، مع إطلالة اليوم الجديد، 18 يناير بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية. وتم ذلك بإذاعة بيان التدشين بصوت الأستاذة أسماء محمود، رئيسة مجلس إدارة المركز، ومديرته. وقد حضر جلسة الافتتاح الكوكبية، بواسطة الشبكة الدولية، جمهوريون وغير جمهوريين من أرجاء مختلفة من العالم. وتم بث البيان في الصالون الصوتي الشبكي للجمهوريين وفي الموقع المخصص للمركز : alustadhcenter.org
وفي يوم الجمعة 20يناير عقدت ندوة نظمها الدكتور الباقر العفيف في معهد الولايات المتحدة للسلام. وهذا المعهد مرموق للغاية، وممول من الكونقرس الأمريكي. ويعمل المعهد كبيت خبرة يعين الحكومة الأمريكية وصناع القرار على رسم استراتجات وخطط على ضوئها تسهم الولايات المتحدة في صنع وترسيخ السلام في العالم. شارك في الندوة د. إيرنست جونسون، متحدثاً عن الطرح الديني للأستاذ، وعن ضرورة أن يبدا السلام من داخل الفرد كما تحدث عن كيف أن الفكرة الجمهورية أجابت على أسئلته هو شخصياً كشخص أمريكي نشأ في الغرب، وعاش كل تناقضاته. وتحدث عن منهج الجمهوريين في العبادة والتفكر وإعانة ذلك المنهمج للفرد في توحيد بنيته الذاتية وترسيخ السلام والأمن داخلها، وإنعكاس ذلك على المجتمع. ثم تحدث د.استيف هواراد عن المجتمع الجمهوري، كمجتمع واعد. وتناول في حديثه دور الجمهوريين في كسر القيود التي أقعدت المجتمعات العربية والإسلامية عن النهوض وعن مواكبة العصر. وفي ذلك تناول عدة جوانب تميز بها المجتمع الجمهوري. من هذه الجوانب تحرير المرأة، والتآزر والتعناون اللامحدود داخل المجتمع، واختراق الريف، وعيش الجمهوريين ببساطة تماثل حالة الفقراء. كما تناول جهد الجمهوريين في الإصلاح الاجتماعي. وتحدث عن وفود الجمهوريين للأرياف ودورها في ترييف جمهوريي المدن ودور المدينة في تمدين الريفيين منهم، حيث وزعوا فيها الكتب وعقدوا فيها الحوار أثناء حملات الكتاب والأركان، وغيرها من الأنشطة. ثم تحدث د.النور محمد حمد عن طرح الأستاذ محمود المتفرد عن مشكلة الشرق الأوسط. وقد أبان النور بعرض بصري خلاب باستخدام الحاسوب، بنصوص ملونة، ومكبرة، مقتبسة بدقة عن تميز طرح الأستاذ محمود. وقد أوفى النور كتابي "مشكلة الشرق الأوسط" و"التحدي الذي يواجه العرب" شرحاً معمقاً مما كان له الأثر البالغ على الحضور. وقد استحوذت مساهمة النور على جل الاهتمام في اليوم الأول، وعلى جل التعليقات، لأن معظم من كانوا في الحضور من أميز الباحثين والإداريين في معهد السلام لم يكونوا قد عرفوا الأستاذ من قبل، خل عنك أن يعرفوا عن أفكاره. وقد كان لمساهمة النور أبعاد كثيرة جعلت الحضور من الباحثين والإداريين المتميزين يقولون للأخ الباقر أنهم يجب أن يهتموا أكثر بفكر الأستاذ محمود وأن يعقدوا المزيد من المناشط بشأن هذا المفكر المتفرد. وذلك بسبب أن أفكاره تجيب على الكثير من حاجة العالم الإسلامي والعالم بأسره لهذا النوع من الفكر. وقد تميز الطرح في هذه الندوة بأنه بدأ بتناول الفرد في الفكر الجمهورية والطرح اللاهوتي لها في حديث د.إيرنست جونسون، ثم دلف إلى المجتمع الجمهوري المحلي كوحدة أكبر في حديث د.استيف هوارد، ثم دلف للمجتمع الدولي عند تناول مشكلة الشرق الأوسط بكل أبعادها الإقليمية والدولية. فكأنما كان السلسل هكذا: الفرد، المجتمع المحلي، والمجتمع الدولي! من التعليقات التي أمدني بها الباقر بعد انتهاء الندوة قوله بأن المعهد لم يشهد حضوراً بهذه الكثافة لاي ندوة عقدها منذ إنشائه. ومنها أيضاً بأن القاعة لم تشهد مثل عدد الكاميرات التي كانت تجول في القاعة لتوثق الحدث. وكان حملة الكاميرات هم د.إسماعيل علم، هادف حيدر بدوي، سعيد هارون، عبده الحاج، وآخرين من غير الجمهوريين. ومن التعليقات الأخرى أن نوعية المشاركين في الندوة والحضور أتاحت للاستفادة من الوقت بصورة ليس لها ضريب في سابق تجارب المعهد. فقد كانت كل ثانية من الجلسة محشودة بالمعاني والأمثلة والنصوص، مما جعل من الصعوبة أن يتجول فكر الحاضرين بمشاغل خارج القاعة.
يبقى أن أقول عن اليوم الأول في معهد السلام بأن فاعلية الباقر، وحضوره المتميز، وسعة وعمق تفكيره، وحلاوة سيرته بين زملائه في المعهد، هي التي هيأت لهذا النجاح الباهر. وكذلك يجب أن أقول بأن كلمة الباقر الافتتاحية عن حياة وفكر الأستاذ محمود كانت متفردة للغاية. وقد كان لها الأثر البالغ في التوطئة لنجاح الطرح من بقية الإخوان وترقية روحه. وقد علقت للأخ الباقر فور انتهاء الندوة بأن كلمته لم تزد فيها كلمة أو تنقص، كما لم تزد فيها نقطة أو فاصلة أو تنقص.
التحية من هنا للأخ الباقر، وعلى تهيئته الخلاقة لنجاح اليوم الأول من مؤتمر الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين. وقراءتي لهذا النجاح تقول لي بأن الباقر قد جاء للمعهد على قدر من ربه ليفتح لنا أفقاً جديداً في أهم عواصم العالم. والباقر، لمن لا يعرفونه -كما أزعم أني أعرفه- من أكثر المثابرين على العمل الدؤوب في أي عمل يوكل له. وهو يعمل في بحوثه كزميل مرموق في المعهد وفق زمالته لساعات طويلة، تشمل ساعات في عطلة نهاية الأسبوع. وربما لاحظ زملاؤه هذا الجد، وهذه المثابرة، فعرفوا أنه يختلف عن البقية اختلافاً يكاد يكون نوعياً. فنال ما نال من الاحترام، ونال موافتهم الفورية على عقد الندوة في دار المعهد. وهذا أمر لا يتيسر بسهولة في أي مؤسسة مماثلة لجماعة مثلنا لم يعرف لها شأن في مراكز القرار في العالم.
أما أنشطة اليوم التالي 21يناير، في جامعة جورجتاون، فقد افتتحت بالإنشاد العرفاني، حيث أنشدت قصيدة "أحمدك اللهم كثيراً،" التي أثارت إعجاب الحضور واستحسانهم لدرجة أنهم شاركوا في تريددها مع المنشد ومع الجمهوريين. وقد لاحظت بأن محامياً يهودياً ، من أصدقاء الجمهوريين، من ضمن الحضور، كان يردد معنا الانشاد مثلما يردده الجمهوريون. وقد سألني لاحقاً عن معاني القصيدة و حدثني عن شبهها بالترانيم في اليهودية. وقد طربت لذلك كثيراً، إذ أنه ليس من المألوف أن يطرب يهودي لأي نشاط إسلامي.
بعد ذلك انعقدت الندوة بجامعة جورجتاون. وق حضرها عدد كبير من السودانيين، وعدد من الأمريكيين. قدم للندوة وأدارها الأستاذ بشير بكار. وتحدث فيها د.عبد الله النعيم ود.استيف هوارد وشخصي، حيدر يدوي. وقد افترعت الحديث بتناول "الفكرة والحركة الجمهورية في عالم ما بعد 11سبتمبر." وتناول حديثي الأفكار الأساسية وتجسيد الأستاذ محمود لها. ثم دلف لتناول البعد الاستراتيجي الدولي لأفكار الجمهوريين في حل أزمة العالم الإسلامي بتطوير التشريع ونسخ الجهاد، وانعكاس ذلك على الوضع الدولي الراهن. واستخدمت الحاسوب لتدعيم أرائي بصورة بصرية خلابة أثارت إعجاب الحاضرين، وتعليقاتهم أثناء، وبعد، الندوة. ثم تحدث د.استيف عن الفكرة والحركة الجمهورية باعتبارهما منتجاً أفريقياً من الطراز الأول. وذهب يحكي عن تجارب ذاتية له مع الأستاذ ومع الجمهوريي لتدعيم طرحه. وتحدث في ختام الندوة د.عبد الله النعيم متناولاً "العلمانية من منظور إسلامي." وقد ركز حديثه على أنه ليس هناك أي إمكانية لطرح ديني تتبناه الدولة، أي دولة. وتناول في ذلك أمر الحدود، قائلاً بأنه ليس هناك إمكانية أن تصبح الحدود نصاً قانونياً لأن تطبيقها يعني خضوع غير المسلمين لقانون إسلامي، وهذا يتناقض مع روح الدستور. وقد ركز حديثه على أنه لم تكن هناك دولة حكمت بالشريعة الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي، ولن تقم دولة إسلامية في المستقبل. وظل يؤكد بأن الدولة لابد أن تكون علمانية حتى يتهيأ للملسمين ولغير المسلمين من كافة الأديان التمتع بالحريات التي توفرها علمانية الدولة. بمعنى آخر، يقول د.عبد الله، أن تمتع المسلم أو المسيحي، أو اليهودي بالحرية في ظل الحريات التي توفرها الدولة العلمانية هو السبيل الوحيد للازدها ر الديني لهؤلاء ولأفكارهم ومعتقداتهم. أثارت الندوة الكثير من التعليقات والأسئلة. أرجو أن يفيد يثري الآخرون، الذين حضروا الاحتفالات، هذا الخيط بالمزيد من الانطباعات.
| |
|
|
|
|
|
|
|