دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
د. عمر القراي: من سقطات الترابي!!
|
من سقطات الترابي !! ( وتجعلون رزقكم انكم تكذبون) صدق الله العظيم
بدأ الدكتور حسن الترابي ، زعيم حزب المؤتمر الشعبي ، هذه الأيام يستعيد نشاطه ، ويهيئ نفسه ، ليعود مرة اخرى للسلطة ، طارحاً نفسه ، بديلاً عن جماعته السابقة ، بعد ان ابعدوه وكفروه .. ولما كان مشروعه ، الذي وضعه ، واقام على اساسه انقلاب يونيو89 ، قد سقط عملياً ، فانه فضل ان يكون ظهوره بفتاوي مثيرة ، بعضها قديم وبعضها جديد ، قصد منها ان يبدو اكثر تقدماً ، وتحرراً ، وانحيازاً للمرأة ، وليؤكد لتلاميذه الذين تمردوا عليه ، انه لا زال المرجعية الدينية للجماعة الاسلامية ، وانهم يستمرون ، الآن ، في الحكم دون مرجعية دينية !!
ولست هنا ، بصدد مناقشة محتوى فتاوي الترابي ، التي اجاز فيها للمسلمة ، ان تتزوج الكتابي ، وان تؤم الرجال في الصلاة ، وتتساوى معهم في الشهادة .. ولكن ما يهمني هو ان الترابي نفسه ، لا يؤمن بهذه الفتاوي ، ولقد سبق له ان تبرأ منها ، ومن فتواه القديمة ، بعدم قتل المرتد !! بل انه رغم دعاوي المساواة والحرية ، في فتاويه الراهنة ، رفض في ذلك الوقت حتى (الاختلاط) ، ولم يسمح للمرأة الا بالخروج للصلاة !! وحين كان الترابي يرتدي ذلك الرداء السلفي ، الذي انكر به كل دعاوي التجديد ، لم يكن أيضاً مؤمناً به !! وانما قال ما قال ، لارضاء جهات ، كان ينتفع منها مادياً ، مما يدل على ان الرجل ، لم يكن في أي وقت، يؤمن بأي شئ ، مما يقول به من الدين !! بل لعله يؤمن فقط ، بمصلحته الشخصية ، المترتبة على هذه الفتاوي ، التي يذيعها تارة ، وينكرها تارة أخرى ، وهو في كل الاحوال ، انما يرتزق من كذبه !! فلقد ارسل الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية ، في الثمانينات، خطاباُ للترابي يجري نصه هكذا ( من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى حضرة الاخ المكرم الدكتور حسن الترابي وفقه الله لما فيه رضاه آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعده . فاشفع لمعاليكم بهذا نسخة من الرسالة الواردة ممن سمى نفسه عبد البديع صقر صاحب مؤسسة الايمان المؤرخة في 24/11/1400 ه راجياً من معاليكم بعد الاطلاع عليها التكرم بالافادة عن صحة ما نسب اليكم من الآراء لنعرف الحقيقة والشبهة التي اوحت لكم بهذه الاقوال ان صحت نسبتها اليكم امناقشتكم فيها على ضوء الأدلة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرئيس العام لادارة البحوث العلمية والافتاء و الدعوة والارشاد أما الخطاب المرفق الذي كتبه الشيخ صقر فقد جاء فيه : ( صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس دوائر الفتوى و الدعوة بالمملكة العربية السعودية حفظه الله بواسطة مركز الدعوة الاسلامية بدبي السلام عليكم ورحمة الله لقد جاءنا من القطر السوداني ما يفيد ان رجلاً اسمه الدكتور حسن الترابي يشغل وظيفة وزير هناك للشئون الدينية او نحو ذلك ينشر افكاراً غريبة منها : 1- انه لا يرى اقامة الحد برجم الزاني . 2- وانه لا يرى في الدين شيئاً يمنع زواج المسلمة من الكتابي . 3- وان الردة ليست في الخروج من دين سماوي الى دين سماوي آخر بل الشرك فقط . 4- وانه ليس في الخمر حد وانما هو التعزير . 5- وان القواعد الاصوليه وقواعد علم المصطلح الحديث امر غير ملزم لكل المسلمين ......) ( المصدر للوثيقتين : د. محمد وقيع الله : التجديد والرأي والراي الآخر ص 144-146 )
هذه هي التهم فما هو رد الترابي عليها ؟! قال ( لم يقع مني في كتاب او خطاب عام ان اشرت الى غير المعروف في حكم الزاني المحصن ) ( المصدر السابق ص 147 ) هذا مع ان المعروف في حكم الزاني المحصن ، الرجم بالحجارة حتى الموت .. فهل حدث ان رجم أي شخص حين كان الترابي مستشار النميري في تطبيق قوانين سبتمبر 1983 ؟! بل هل حدث ذلك في كل فترة حكم الانقاذ - التي كان الترابي عرابها- رغم رفع الشعارات الاسلامية ؟! ألم تبدل العقوبة- رغم وجود النص - بادخال الشبهة ، وتحويل العقوبة الى الجلد ، بدلاً عن الرجم في كل القضايا ؟! يواصل الترابي فيقول ( والفصل الثاني افتراء وتلفيق فقد كان في سياق بحث بالانجليزية في مسلمي أمريكا اذ قلبت وجوه فقه الاسرة واسرار الحكمة فيه وتطرقت للتزاوج من المشركين والنصوص المانعة التي قطعت فيه منذ الهجرة للتنافر البعيد بين الطرفين . ثم تعرضت للكتابيين وقربهم النسبي لنا مما اباح طعامهم ومحصناتهم وجعل طعامنا حلاً لهم أما نساؤنا فقد ذكرت اتفاق الفقهاء على منع ذلك استصحاباً لحرمة الفروج الا بتحليل وسداً لذريعة فتنة من قوامة الكتابي على مسلمة ....) ( المصدر السابق ص 148) وهكذا ينكر الترابي الفتوى التي يحاول ان يصبح بها بطلاً هذه الايام ، ويدعي بسببها ، انه نصير المرأة ، حتى ان بعض الحركات النسائية ، تريد ان ترفع فتواه كدليل على الطرح الاسلامي التقدمي !! ثم انه يؤكد لابن باز اتفاقه التام ، مع فقهاء السلف ، في منع المسلمة من زواج الكتابي ، حتى لا تقوم قوامة من كافر على مسلم .. ولما كان الترابي ، لا يتورع في استغلال الدين لمصالحه ، فقد كان ارضاء ابن باز سبب تلك الفتوى ، كما ان معارضة تلاميذه في الانقاذ واظهارهم بالتخلف ، هو سبب الفتوى المعاكسة الحالية . ويمضي الترابي ، في الكذب ، فيقول ( وما جاء في الردة تلفيق أيضاً اذ لم يحدث ان رتبت حكماً على التمييز بين ما يرتد اليه والمرتد ) ( المصدر السابق ص 149) .. وقد تكون التفاصيل ، التي اشار اليها الترابي ، في هذه النقطة صحيحة ، ولكن ما قصده الشيخ صقر، هو ان الترابي حدد ان هناك ردة ، لا تعتبر ردة ، ولقد حدث هذا مراراً ، اذا كرر الترابي كثيراً ( ان الردة الفكرية لا غبار عليها ) !! وعن موضع الاختلاط قال الترابي ( اما الاختلاط فكلمة لا استعملها استبشاعاً وانما رايت كيف يمنع النساء مما كن يشاركن فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمسجد والعيدين والخروج للحاجة بحجة سد زريعة الاختلاط ....) (المصدر السابق ص 150 ) فالترابي اذاً ، لم يدع للاختلاط ، وانما طالب للمرأة ، بما كان لها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل شهود الصلاة، والعيدين فهل رأى الناس مثل هذا النفاق ؟! من الذي منع المرأة في السودان من هذه الاشياء حتى يدافع لها الترابي عنها ؟! وهل حقاً هذا هو المدى الذي يريده الترابي للمرأة ويلزم به عضوات تنظيمه ؟! أم ان الموضوع مجرد محاولة ماكرة لارضاء الفقيه السعودي ، الذي كان قد افتى بعدم جواز قيادة المرأة للسيارة ؟!
أما التهمة التي خاف منها الترابي حقيقة ، فاتهام الشيخ صقر، بان تلاميذه لهم نزعة صوفية ومشيخية .. وكان سبب خوف الترابي ، علمه بان انزعاج الشيخ الوهابي ، من الصوفية لا يدانيه شئ آخر .. ولذلك قال ( اما شباب السودان فلا تسودهم نزعة صوفيه أو مشيخية وانما هي كلمة تحريش الى عالم سلفي ) !! وهكذا لم يتردد الترابي ، بالتضحية بكل ارثه الصوفي، وحلفاؤه من الصوفية ، الذين كونوا معه الجبهة القومية الاسلامية ، في سبيل ارضاء الشيخ ابن باز !! لماذا حرص الترابي على ارضاء ابن باز على سبيل دينه ؟! اسمعه يقول ( واننا اذ نشكرك على سالف دعمك للمجاهدات الاسلامية بالسودان نرجو ان تخاطب عنا اخواننا الحاملين علينا ظلماً ) !! ومعلوم ان ابن بازلا يدعم من نفسه ، وانما هي حكومته ، فهل كان هذا الدعم كافياً ليبيع به الترابي دينه ؟! ولو كان الترابي على يقين من علمه ، وعلى ثقة بربه، لرفض من الاساس تدخل هؤلاء الفقهاء العرب ، فيما يجري في بلادنا ، ولأصر على ما قال ، دون تنازل منه ، ولسألهم عن عجزهم ، عن اقامة الدين ، في بلادهم ، ثم مطالبة غيرهم به .
ولم يكتف الترابي ، بانكار فتاوي التجديد والمساواة ، بل اتهم من اثاروا حوله الشبهات ، بانهم اعتبروه من تلاميذ الاستاذ محمود محمد طه فقال ( وزج بي في زمرة محمود محمد طه السوداني وهو رجل تنبأ ثم تأله وانكر جل شعائر الاسلام وشرائعه ) !! ولم يقم الترابي بطبيعة الحال ، بتقديم اي دليل ، على ما ذكر في شأن الاستاذ محمود ، ولم يكن اصدقاءه من امثال ابن باز يحتاجون الى دليل .. ولعل ما ازعج الترابي ، في نسبته للاستاذ ، ليس ما يدعي من تكفير الاستاذ ، وانما لأن ذلك يعني ان تنسب الافكار التحررية ، التي ادعاها الى الاستاذ ، لأن ذلك يظهره على حقيقته ، كسارق لهذ ه الافكار، دون ان يحسن اقتباسها ، ودون ان ينسبها الى مصدرها ..
وحين سئل الترابي ، بواسطة بعض الصحفيين ، ابان الاحتفال بذكرى استشهاد الاستاذ محمود محمد طه ، في يناير الماضي ، صرح بانه لا علاقة له باعدام الاستاذ ، وقال في الجامعة ، انه لم يحدث ان قابل الاستاذ ، او عارضه او كفره !! ولكن في هذه الوثائق العجيبة ، التي نشرها عن اعجاب بالترابي، تلميذه د. محمد وقيع الله ،يجري الحوار هكذا : ( * لماذا وافقتم على اعدام زعيم الحزب الجمهوري الشيخ محمود محمد طه ؟! - لأن الشيخ طه مرتد واصبح قاعدة للغرب لانه يريد ان يجرد المسلمين من فكرة الجهاد ليصبحوا عرضة للتسلط الغربي كما يريد ان يدخل الماركسية والراسمالية والليبرالية الغربية في بطن الاسلام كما جعل من نفسه إلهاً ينسخ أركان الشريعة .... • الا تخشى ان يمتد هذا السلاح اليكم وفي السودان من يكفرونك ويعتبرونك خارجاً عن الاسلام ؟ - لهم ذلك ان شاءوا والامر متروك في النهاية للشعب ونحن معروفون لديه معرفة واسعة....) ( المصدر السابق ص 159 – نقلاً عن جريدة الأهالي المصرية حوار أمينة النقاش مع الترابي بتاريخ 1/5/1985)
ولقد صدق حدس الصحفية النابهة ، وتم اتهام الترابي ، بواسطة تلاميذه ، بما سبق ان اتهم به الاستاذ محمود ، معاوضة لفعلة .. ولكن يبقى الفرق بين الرجلين ، هو الفرق بين العارف الذي يظل رغم كل شئ ، ثابتاً على مبادئه ، والمدعي الذي يكذب ويتحرى الكذب .
د. عمر القراي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د. عمر القراي: من سقطات الترابي!! (Re: Omer Abdalla)
|
الأخ خليل شكرا على السؤال وتشكر عزيزي كمال على الرد الحصيف وعلى تنبيهي لخيط العزيز الكيك الذي عرض نفس الموضوع .. الترابي يراهن على ضعف ذاكرة الشعب السوداني ولا تهمه درجة التناقض في حديثه ومواقفه وأذكر أنه صرح في لقاء في أحد الصحف أنه شارك في ثورة رفاعة في سنة 1945 عندما كان طالبا في المتوسطة وقد كانت "ضد محمود محمد طه لأنه ادعى النبوة" وربما نسى وتناسى لحظنها أن قائد تلك الثورة لم يكن غير الأستاذ محمود محمد طه وقد كانت ضد المستعمر البريطاني .. عمر
| |
|
|
|
|
|
|
|