الكيد السياسي والمحكمة المهزلة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 07:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عمر محمد أحمد عبد الله هواري(Omer Abdalla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2006, 10:38 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكيد السياسي والمحكمة المهزلة


    لا يزال البعض يرفع حكم مهزلة "الردة" التي عقدها الرئيس المخلوع نميري وسدنته كلما ذكر اسم الأستاذ محمود محمد طه ، عن جهل أو عن سوء قصد ، مما يستوجب القاء بعض الضوء على خلفية تلك المحكمة المؤامرة ودوافعها وماتم بشأنها من الغاء لحكمها الجائر عندما هب الشعب هبته الجبارة وكنس ذلك النظام المشئوم الى مزبلة التاريخ .. ولن احتاج لبذل مجهود كبير لفعل ذلك فقد كتب الجمهوريون كتيبات تكفلت بهذا العمل ، سأقوم بعرضها منجمة هنا حتى لاينسى الشعب ممثلا في قراء هذا المنبر الكرام ماكان يجري حينها على أيدي المهووسين .. ولنبدأ بعرض كتاب "الكيد السياسي والمحكمة المهزلة" والذي نشر بعيد الانتفاضة في مايو 1985 ..
    عمر



    الإهــداء:-
    الى المستضعفين من أبناء هذا الشعب!!
    الذين واجه الأستاذ محمود محمد طه
    حبل المشنقة، من أجلهم مبتسما!!
    نهدى هذا الكتاب اليهم،
    كما أهدى هو إليهم كتاب المقاومة، بقوله:-
    (الى المستضعفين من أبناء شعبنا، الذين لم يروا من
    الإسلام على يد قوانين سبتمبر 1983 غير السيف والسوط!!)
    لقد إختاركم هو، وأنحاز اليكم، حين أختار نصرتكم فى وجه
    جلادكم، فتعرّض الى ما تعرّضتم اليه من إعتقال، ومحاكمة،
    وسجن، وشنق!!
    فلم يستأنف، ولم يسترحم، ولم يقبل المساومة فى قضيتكم..
    فلقد آذاه أن يرى المرأة المكسورة الجناح تجلد على مشهد
    من الرجال، والشيخ الضعيف يجلد على يد شاب جلد!!
    آذته مهانة الشعب ومذلّته!! بينما المجرمون الحقيقيون
    محميّون وموفورون، فرأى أنّ أقرب القربات الى الله
    هى نصرتكم أنتم..
    نصرتكم أنتم هى الدين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وقال فرعون: ذرونى أقتل موسى، وليدع ربه، إنى أخاف أن يبدل دينكم، أو أن يظهر فى الأرض الفساد * وقال موسى: أنى عذت بربى وربكم من كل متكبر، لا يؤمن بيوم الحساب * وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟؟ وإن يك كاذبا، فعليه كذبه، وإن يك صادقا، يصيبكم بعض الذى يعدكم، إن الله لا يهدى من هو مسرف كذّاب)
    صدق الله العظيم


    المقدمة:-
    هذه الآيات الكريمات تخبر عن صنيع الفراعين، حيث وجدوا، بالمصلحين، حيث وجدوا .. ذلك أن الباطل المستطيل، والحق الصادع لا يتعايشان .. غير أن وعيد الحساب يظل يلاحق المبطلين، الفاجرين بالخصام: (أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله؟؟) .. إننا نكشف فى هذا الكتيب أن محاكمة الأستاذ محمود محمد طه، برمتها، ليست سوى مكيدة سياسية، تستّرت وراء ستار العمل القضائى المزيّف، لتصفيته جسديا.. ذلك أنه صادم سلطة مايو بصمامة فريدة، فى آخر معاقلها التى لجأت اليها، بعد أن مادت بها الأرض، وهو تزييف الدين لإسباغ شرعية دينية زائفة على سلطتها الفردية، وممارساتها القمعية، بها ترهب الشعب، وتنّكل بالمعارضة .. ولقد أعانها على هذا التزييف للدين شركاؤها فى المصلحة والمصير، من الأخوان المسلمين وصنائعهم، فشاركوها أيضا فى هذه المكيدة السياسية وهم يواجهون معا خصما واحدا!!
    ونكشف فى هذا الكتاب الضعف القانونى وهو يكتنف محكمة المهلاوى (محكمة الموضوع) وتهافتها على إعلان الحكم المبيّت بالإعدام، والذى سرعان ما أيدته محكمة المكاشفى (محكمة الإستئناف) بعد أن حوّلته لحكم بالردة، فأوسعت فكر الأستاذ محمود محمد طه تشويها منكرا، ثم أيدته (محكمة نميرى) بتشفّ وتشويه أنكر .. اننا اذ نطالب بالإدانة السياسية لهذه المحكمة، وبإلغاء حكمها قضائيا، انما نسعى لنبرىء ذمة هذا الشعب، وساحة قضائه، من هذه الجريمة المنكرة التى هزّت ضمير الشعب السوداني وضمير العالم الحر ..
    إن الجريمة على بشاعتها قد لفتت نظر العالم الى قيمة أصيلة فى هذا الشعب، إستطاع الأستاذ محمود، بموقفه الفريد، أن يبرزها إبرازا تاما، وهى قيمة المقاومة السلمية الصامدة التى تأبى الضيم، وتنتصر للمستضعفين .. وقد أبرزها هذا الشعب فى ثورته الشعبية فى مارس وأبريل، بصورة بوّأت هذا الشعب مقام الأستاذية فى أدب الثورات ..
    هذا الكتيب الموجز، يصدر بإذن الله، بين يدى كتاب وثائقى شامل حول تلك المحاكمة، كما يصدر فى أعقاب هذا الكتيب كتيب آخر بما قاله العالم بتفصيل فى إدانة هذه الجريمة، ويصدر كذلك كتاب مفصّل عن قوانين سبتمبر 1983، ومفارقتها للشريعة والدين، وتعارضها مع حقوق الإنسان.. والله نسأل أن يتقبل عملنا خالصا لوجهه، وعلى الله قصد السبيل..

    خلفية المكيدة السياسية لتصفية
    الأستاذ محمود محمد طه

    لقد عارضنا، نحن الجمهوريين، إتجاه سلطة مايو الى الهوس الدينى، والى إستغلال الدين فى الأغراض السياسية، منذ نشأة هذا الإتجاه، معارضة قوية شجاعة .. فعارضنا (لجنة تعديل القوانين لتتمشي مع الشريعة الاسلامية) وذلك على أساس أن البعث الاسلامي لا يقوم بمجّرد سن القوانين وتطبيقها، وإنما هو يقوم بإشاعة الوعى الدينى، والتربية الدينية، حتى لا يجىء القانون الاّ ليسد ثغرات التربية، لا ليكون بديلا عنها، أو سابقا لها .. كما عارضنا إتجاه اللجنة الى تجزئة الشريعة بحجة التدّرج، وذلك أن بناء الشريعة قد تكامل بإكتمال نزول نصوصها القرآنية، فلا يمكن لأى جزء منها أن يخدم أغراضها العامة الاّ فى تفاعل مع سائر الأجزاء الأخرى ..
    وعارضنا (بنك فيصل)، وهو يستّحل الربا بإسباغ شرعية زائفة على معاملاته، ويقع تحت الإستغلال الحزبى للإخوان المسلمين.. وعارضنا شعار السلطة الزائف (أسلمة الإقتصاد)، بينما هى تثقل كاهل الشعب بالديون الأجنبية ذات الفوائد الربوية الطائلة ..
    ثم واجهنا الهوس الدينى، كما يمثله النائب الأول، ورئيس جهاز الأمن الدولة، عمر محمد الطيب، بكتابنا (الهوس الدينى يثير الفتنة ليصل الى السلطة)، والذى بسببه أعتقل عشرات الجمهوريين بسجن كوبر وسجون السودان الأخرى .. فرفعنا قضايا جنائية ضد عمر محمد الطيب تتهمه بإثارة الهوس الدينى والفتنة الدينية، وبإعتقالنا ومصادرة ممتلكاتنا بوجه غير مشروع، وبالتهجم علينا، وإستخدام القوة معنا، مستغلا سلطته فى الكيد والتشّفى، فوئدت هذه القضايا فى مهدها .. ولم يكن الغرض من رفع تلك القضايا الاّ الدخول فى مواجهة مع سدنة النظام تكشف تعسفهم مع خصومهم السياسيين..
    ولعب نميرى بآخر ورقة تبقت له فى يده، وهى التستر بستار الشريعة، تزييفا لها، بعد أن فقد كل مقومات البقاء والإستمرار، وذلك لإرهاب الشعب، حيث أخذ السخط الشعبى يتعاظم، ولتصفية المعارضة الحزبية والنقابية، التى أخذت تخطط للعصيان المدنى – ففرض نميرى قوانين سبتمبر 1983، التى شوّهت الشريعة وأبرزتها فى صورة ردعية قامعة.. وعارض الجمهوريون من المعتقل تلك القوانين بكتابهم (الموقف السياسى الراهن) بتاريخ 2 مارس 1984 والذى قالوا فيه:-
    (إن القوانين الأخيرة ليست إسلامية!! بل إنها ليست شرعية!! وهى عمل ضد الإسلام وبصورة محزنة!! فإنها قد شوّهت الإسلام فى نظر الأذكياء من شبابنا، وفى نظر العالم، وجردت الإسلام من حكمته، وأظهرته بصورة قسوة تنصب على المساكين والمستضعفين لحماية الأقوياء والأغنياء...) وقالوا:-
    (ويكشف التطبيق العملى لهذه القوانين الجديدة عن مفارقات واضحة للنهج الإسلامى الصحيح الذى يقتضى أن يكون التطبيق للقوانين الإسلامية الصحيحة على أديم أرض ثابتة من إستقامة أمر الناس على جادة التربية والترشيد الإسلامى، ومن رسوخ أقدام العدالة الاجتماعية...)..
    وأصدروا بتاريخ 11 أغسطس 1984 منشورهم الذى يكشف عن صور لمخالفة تلك القوانين للشريعة نصّا وروحا وتطبيقا.. من ذلك أن قانون الإثبات الجديد أباح الأخذ بالبيّنة حتى ولو جآءت بوسائل غير مشروعة!! وحرّف قانون العقوبات الجديد حد الزنا للمحصن من الرجم الى الإعدام، مما يعد تعديا على حدود الله (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) .. ومن ذلك أيضا أن بعض محاكم تلك القوانين قد قطعت يد السارق من المال العام، مع أنه ثابت فى الحديث النبوى (لا قطع لمنتهب، ولا خائن، ولا مختلس). وذلك مما أبرز تلك القوانين ومحاكمها كأدوات للتجريم، والتنكيل، والتشهير!!
    وعارض الجمهوريون فى المنشور التعديلات التى اقترحها نميرى فى الدستور والتى تنصبه خليفة مدى الحياة وله الحق فى إختيار خليفته من بعده!! ورفع القانونيون الجمهوريون قضايا دستورية تطعن فى دستورية تلك القوانين، وذلك بعد أن جردوها من صفتها الإسلامية، وعالجوها كقوانين وضعية جائرة.. فطعنوا فى دستورية قانون الإثبات لإشتراطه الذكورة، والإسلام، لكمال عدالة الشهادة، وهو أيضا مما لا يخوّل للمرأة ولغير المسلم ولاية القضاء، وذلك مما يهدر حق المواطنين فى المساواة أمام القانون ..
    وطعنوا فى دستورية قانون أصول الأحكام القضائية لإعطائه الحق للقاضى فى الحكم حسب إجتهاده الفقهى فى القضايا غير المنصوص عليها فى القانون، وذلك مما يخرم مبدأ الفصل بين السلطتين التشريعية والقضائية .. كما طعنوا فى قانون العقوبات لتمييزه فى العقوبة بسبب الدين..
    ولكن تلك القضايا الدستورية وئدت فى مهدها، أيضا .. ولم يكن الجمهوريون يستهدفون من هذه القضايا الدستورية الاّ كشف مفارقة تلك القوانين للشريعة، وللدستور، معا .. فبرز الجمهوريون كمقاومة قوية فعّالة للسلطة..


    نواصل ...
                  

03-19-2006, 08:01 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)

    الاخ العزيز/ عمر عبدالله ،،

    أطيب التحايا ، وأأمل ان تكون قد بلغت تمام الصحة ، بعد تلك الوعكة في العام الفائت .. متمنيـاً لك دوام العافية ..

    هذا خيطٌ ضـرووي ومهمٌّ للغاية ، إذ أنّ داء الكيد السياسي ما يزال ، عندنا في السودان، يُعشعش فوق رؤوسٍ كثيرة ، هذا إن لم نقل أنَّه قد باض وأفرخ مِحَناً فاتكة ! بعد ان اصبح
    مُستـَفحلاً بفعل الدعم الذي يجده من القابضين على السـُّلطةالآن .. وبالأكيد قد نما الى عِلمك ما يدور مؤخراً من خبايا تحريم الإنضمام لبعض الأحزاب السياسية ، وما ترشح به الأخبار من إعلانات لبعض المهووسين الذين يحضـُّون انصارهم على القتل غيلة لبعض الأشخاص ! . يحدث هذا بالرغم من الفداء النبيل والإنحياز الباهر للشعب ، الذي قدَّمـه الشهيد الاستاذ/ محمود محمد طه ،، حينما أختار نصرة المستضعفين ، وما أكثرهم، من شعبنا السوداني الأبيِّ ، فى وجه جلادينا ، فتعرّض الى ما تعرّض اليه من إعتقال، ومحاكمة، وسجن، وشنق!! فلم يستأنف، ولم يسترحم، ولم يقبل المساومة فى هذه القضية ؛ وذهبَ مرضيـَّاً عنه ..

    نُتابع معكم ، وكلُّنا آذان صاغيـة .


    مع صادق الود ،،/
                  

03-19-2006, 10:58 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    أخي الأستاذ محمد أبوجودة
    لك مني أطيب تحية وأزكى سلام
    تسعدني متابعتك لهذا الخيط
    الهوس الديني المتمثل في جماعات الإسلام السياسي جُبل على سفك الدماء منذ أن عرفه الناس فقد نشأ تنظيم الاخوان المسلمين في مصر وهو يلوح بالمصحف الشريف بيد ويتحسس مسدسه للفتك بأعدائه باليد الأخرى فاغتال النقراشي باشا وحاول اغتيال جمال عبد الناصر ثم اغتال السادات (بعد أن تولدت منه تنظيمات الجهاد الإسلامي ، الأب الشرعي لتنظيم القاعدة سيء الذكر) .. وعندما وجد هذا التنظيم أرضا طيبة في السودان ليترعرع فيها لم يترك هذه العادة السيئة حتى في الظروف التي وصل فيها الى السلطة وهذا دليل عجز فكري وتربوي كبير .. فتخلص من معارضيه وحتى من منفذي جرائمه كما جاء في تصريحات الترابي الأخيرة .. لكن تأتي جريمتهم التي ارتكبوها في حق الأستاذ محمود محمد طه كنوع جديد ومدهش لمبلغ السوء الذي يمكن أن يصلوا اليه .. فقد استغلوا الجهاز القضائي بعد أن بثوا فيه كوادرهم ليغطوا به آثار جريمتهم واستغلوا كذلك تشبث نظام متهآلك بالسلطة بعد أن أوهموه بأنهم سيكتبون له عمرا جديدا اذا ما اتبع خططهم ونفذ وصفتهم وساعدهم في التخلص من عدوهم المشترك .. ولذلك جاءت أهمية كشف ذلك التآمر والكيد السياسي ..
    أخي محمد
    صحتى بحمد الله في تحسن وان كنت لا التزم وصية الدكتور بتقليل الجلوس قبالة شاشة الكمبيوتر وربنا يلطف ..
    لك جزيل الشكر على السؤال وعلى المتابعة والتعليق
    عمر
                  

03-19-2006, 11:02 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    تواطؤ نميرى والأخوان المسلمين
    لتصفية الأستاذ محمود محمد طه

    وأخذت خيوط المكيدة السياسية تنسج .. وتواطأ الأخوان المسلمون مع نميرى، تواطؤا كاملا فى هذه المكيدة السياسية، فنميرى كان فى حالة هلع وتخبط، وهو يشعر بنظامه يتهاوى، فلم يعد يحتمل المقاومة المباشرة القوية له من الجمهوريين فى معقله الأخير الذى أخذ يحتمى به، وهو إستغلال الشريعة، بالتزييف، لإرهاب الشعب وتصفية المعارضة .. أما الأخوان المسلمون (جناح الترابى) فقد وجدوها فرصة ذهبية لتصفية حساباتهم السياسية مع الجمهوريين الذين ظلوا خصما أساسيا لهم، يكشف تزييفهم للدين، واستغلالهم السيء له فى اغراضهم السياسية وقد أحكم الأخوان المسلمون إحتواءهم للنظام بمشاركتهم التامة له على مستوى رئاسة الجمهورية (الترابى مساعدا لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية) وعلى مستوى التنظيم السياسى (يس عمر الإمام رئيسا لهيئة مجلس الشعب) وعلى مستوى الجهاز التنفيذي (أحمد عبد الرحمن وزيرا للشئون الداخلية) وعلى مستوى الجهاز التشريعى (على عثمان محمد طه رائدا لمجلس الشعب) وعلى مستوى الجهاز القضائى (حاج نور عضوا فى محكمة الإستئناف الجنائية بالعاصمة، ثم رئيسا لها)..
    كما ضلع الأخوان المسلمون مع نميرى فى فرض قوانين سبتمبر 1983، وهم يرون أن كشف الجمهوريين للتزييف الذى تلحقه تلك القوانين بالدين إنما هو كشف لتزييف الأخوان المسلمين أنفسهم للدين.. فأرتبط مصير الأخوان المسلمين بمصير نميرى فى السلطة، وقد هيأ لهم تلك المناصب التى لا يحلمون بها فى أى عهد من العهود، خاصة فى العهود الديمقراطية، فقد سقط الترابى فى آخر إنتخابات ديمقراطية قبل مايو!! ولذلك صارت أى خصومة لنميرى هى خصومة مباشرة لهم، حيث ارتبطوا به هذا الإرتباط العضوى .. ومن ههنا يجىء تواطؤهم التام مع نميرى فى إغتيال الأستاذ محمود.. وسنعرض هنا بعض صور الإرتباط المصيرى بين نميرى والأخوان المسلمين بما يفّسر تواطؤهم فى تلك المكيدة السياسية الشنيعة ..

    يد الترابى فوق يد نميرى
    بايع الترابى نميرى البيعة الشهيرة فى أبى قرون، واضعا يده على يده، كما تكشف الصورة من أرشيف جريدتى الصحافة والأيام الصادرتين يوم 16/5/1984، وصيغة البيعة هى: (أبايعك على كتاب الله ذى الجلال والإكرام، وعلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، أبايعك على الطاعة فى المنشط والمكره ما لم أؤمر بمعصية، أبايعك على النصيحة لك، والجهاد وراءك فى سبيل الله، أبايعك على أن تقيم الدين، وتبسط الشورى والعدل، وتجهد فى مصالح الأمة، أبايعك وأشهد الله على ذلك، وهو خير الشاهدين) إنتهى ...
    وهى بيعة لا تجوز الاّ لمن هو فى موضع خليفة المسلمين!! والترابى يعلم أن تلك البيعة المزيفة كانت بيعة إكراه، أخذها حاكم طاغية لنفسه، ثم أخذها وهو فى السلطة، مع أن البيعة هى التى تجىء بالمبايع للسلطة .. والترابى يعلم أن نميرى يفتقد الشرطين الأساسيين للبيعة، وهما التقوى، والعلم .. فهو قريب عهد بالتوبة، فلم يعرف بالتقوى منذ مبدئه، وهو جاهل بالدين جهلا لا يحتاج الى دليل..
    ثم هل نصح الترابى لنميرى فأوفى بيعته له؟؟ هل نصحه فى أبشع معاصيه وهو إرهاب شعبه بفرض القوانين المقيّدة لحرياته، وتبديد موارده، وتزييف إرادته؟؟ هل نصحه فى أشنع معاصيه وهى ممارسات جهاز أمنه التجسسية القمعية المفارقة لقيّم الدين، وقيّم الشعب؟؟ هل نصحه فى أخنع معاصيه وهو الدعم الإيجابى للإسرائيليين، بتهجير العنصر البشرى إليهم (يهود الفلاشا)، والذى هم فى أشد الحاجة إليه لتنفيذ سياستهم الإستيطانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة؟؟ هل نصحه فى هذه المعصية التى أضرّت بسمعة السودان حينا، لا سيّما وهو صاحب إختصاص بالقضية كمساعد لنميرى للشئون الخارجية!! اللهم الاّ إن كان الترابى قد بايع على الطاعة العمياء!!
    وقد دافع الترابى عن التعديلات التى اقترحها نميرى فى الدستور، والتى تنصبه خليفة وإماما للمسلمين، دفاعا مستميتا فى مجلس الشعب .. والغريب أنه يزعم هذه الأيام أنه عارضها بشدة!! أليس غرض تلك التعديلات المعلن، كما جاء فى ديباجتها هو (تأسيس دولة الخلافة)؟! أهى الخلافة التى أسسها المعصوم المبرأ، محمد، صلي الله عليه وسلم؟؟ ولما سأل أحد الجنوبيين الترابى عن الآثار القانونية للمادة المعدّلة التى تقرأ (رئيس الجمهورية هو قائد المؤمنين وراعى الأمة السودانية ورأس الدولة وإمامها، ويتولى السلطة التنفيذية ويشارك فى السلطة التشريعية ويعمل بموجب بيعة شرعية ينظمها القانون) ذهب الترابى ليخادع الجنوبيين حتى يوافقوا على التعديل، فيضمن لنميرى تلك الخلافة والإمامة المزيّفة التى تعطى طاغوته مشروعية مزيّفة من الدين!! فقد ردّ الترابى بقوله (العبارات التالية لكلمة رئيس الجمهورية – قائد المؤمنين، وراعى الأمة وإمام الدولة – عبارة عن صفات ليس لها أثر قانونى) – وقال: (قائد المؤمنين معناها غالبا الإيمان بالله) وقال: (سمىّ راعى الأمة السودانية حتى يكون أكبر من الأحزاب) وقال: (وإمامها معناها قائدها) وقال: (والبيعة الشرعية هى الأصل ولكى تكون له شرعية تدعه يعمل بالشرعية الدستورية، لأن الشرعية مفهوم موجود فى كل المذاهب السياسية) إنتهى – (محضر مجلس الشعب بتاريخ 19/6/1984) –
    هكذا كان الترابى يزّيف الدين لنميرى حتى يمد له فى طغيانه!! ثم يتحدث الترابى اليوم عن نميرى كطاغية، ويبرىء نفسه من سدنته، وهو نائبه العام، ومستشاره، ومساعده، ومفتيه وداعيته الى الخلافة والإمامة – بل إن الترابى اليوم يدّعى أنه كان يعارض النظام من داخله!! ثم يركب موجة الإنتفاضة الشعبية فى مارس، وأبريل!!
    ودافع على عثمان محمد طه رائد مجلس الشعب، وأحد كبار قيادات الأخوان المسلمين، عن قانون الطوارىء الشهير الذى أعلنه نميرى، وهو القانون الذى أحكم تقييد الحريات، وانتهكت تحت ظله حرمات البيوت والأعراض والممتلكات، وتعرّض بسببه بسطاء الشعب للتفتيش والإعتقال الجماعى .. فقد وصفه على عثمان بأنه جهاد فى سبيل الله!! فقال: (إعلان حالة الطوارىء، سيدى الرئيس، فى مغزاه السياسى، هو إعلان لحرب سياسية مدنية) وقال: (والجهاد فى سبيل الله ليس هو الحرب الدينية كما يفهمها البعض بالمعنى الضيّق، ولكن الجهاد فى سبيل الله هو البذل والعطاء فى أقصى صوره وحالاته .. ولذلك كان فى معتقدنا أن الحرب بهذه المعانى ولهذه الأهداف وسيلة مشروعة وغاية مبررة كريمة) إنتهى ..
    ومع أن حالة الطوارىء أعلنت لتصفية العمل النقابى وكبت المعارضة السياسية، قال على عثمان عنها (نريد لهذه الإجراءآت أن تكون سبيلنا الى إبعاد من يريد لهذا التشويش أن يعلو صوته ..) إنتهى. (محضر مجلس الشعب 9/5/1984).. هكذا كان الأخوان المسلمون دعما لنميرى فى فرض إجرآءاته الإرهابية التعسفية، بما يدل على وحدة مصيرهما ..
    ووصف يس عمر الإمام نميرى بأنه (مجدد الدين)!! فقال أمام مجلس الشعب فى جلسته بتاريخ 8/11/1983.. (والحمد لله ففى القرن الماضى قد جدّد محمد أحمد المهدى الدين، وكان من السودان، وكذلك الأخ جعفر محمد نميرى، من السودان، يقوم بتجديد هذا الدين بتوفيق الله سبحانه وتعالى) .. ويس عمر الإمام يمجّد نميرى حتى يوم 5 مارس الماضى قبل ثورة 6 أبريل الشعبية بشهر!! فقد جمع هيئة مجلس الشعب التى يرأسها لتأيد خطاب نميرى الشهير فى عيد الوحدة، والذى قال فيه: (أنا عنيد) فجاء فى بيان الهيئة الذى أصدرته بالإجماع وعلى رأسها يس: (فعلى المؤسسات الرقابية والتشريعية أن تتصدى لمهامها بكل الشجاعة، واثقة أن القانون معها، والشعب يسندها، والقائد يحميها والله يحفظ للأمة أمنها واستقرارها وللبلاد ثورتها وقائدها) إنتهى (الصحف 6 مارس 1985)..
    والأخوان المسلمون هم الذين أعدوا لنميرى المسيرة المليونية المزيّفة (على عبدالله يعقوب من منظميها)، وهم الذين عملوا ضد قيام الإضراب السياسى عام 1984 عن طريق كياناتهم النقابية الإسلامية الزائفة..
    وهكذا كان لا بد أن يكون الأخوان المسلمون شركاء كاملين مع نميرى فى المكيدة السياسية التى أستهدفت الأستاذ محمود محمد طه، كما كانوا شركاء كاملين مع نميرى فى إرهاب الشعب وتصفية المعارضة. وقد شارك الأخوان المسلمون فى تلك المكيدة من خلال مواقعهم المؤثرة فى القصر، وفى النائب العام، وفى القضاء .. فخرجت المكيدة وهى تحمل بصماتهم جنبا الى جنب مع بصمات نميرى .. فتستروا معه، فى خصومتهم السياسية للجمهوريين، بتلك المحكمة المهزلة..


    نواصل ..
                  

03-19-2006, 11:09 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)

    الأخ عمر عبد الله
    تحياتي
    ...أنها المؤامرة....
    الحكم علي أشخاص......بالردة....
    بالرغم من أن عريضة الأدعاء الأصلية لاتتضمن هذاالأتهام!!!
    الحكم علي شيخ بالأعدام بالرغم من أن القانون يحظر أعدام من تجاوز
    70.....
    ....وحتي الردة (المزعومة) لم تكون جريمة يحاسب عليها القانون
    والدستور المايوي كان يقول....لايجوز الحكم علي شخص "بجرم" لم
    يكن محظورا بالقانون وقت وقوع الجرم!!!!
    ..... محكام طوارئ لاعلاقة لها بالأسلام وهذا ليس حكمي أنه حكم
    وأقرار" أميرالمؤمنيين" نميري حيث قال أن الأسلام عدل وتسامح لاتجسس
    فيه ولكننا نتجسس و....و لأننا في حال طوارئ......!!!
    كمال
                  

03-20-2006, 08:44 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: kamalabas)


    أخي الأستاذ كمال
    عاطر التحايا
    مستند الأتهام الوحيد في محكمة المهلاوي كان منشور هذا أو الطوفان وكل من يقرأ هذا المنشور يعجب كيف تمكن هؤلاء الجهلاء من اصدار حكم الإعدام على من كتبه ويبدو أن هذا هو ما دفع المكاشفي والنميري لتحويل الحكم الى "ردة" بغية أن يستفز ويستنفر العاطفة الدينية فيتغاضى الناس عن هذه الجريمة التي ارتكبت في وضح النهار .. وعلى أي حال فإن من يرفع حكم الرد في وجه معارضيه السياسيين أو الفكريين فأنه يعلن عن افلاسه الفكري وعن جهله ورعبه ..
    أشكرك على المداخلة القيمة وأنا من المتابعين لحواراتك ومداخلاتك العميقة في المنبر والتي دائما ما تلج الى لب المواضيع المطروحة بوضوح رؤية واتساق
    عمر
                  

03-19-2006, 11:39 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)

    شكرا عمر هواري وهذه النافذة تؤكد بؤس الخطاب الفاشي لهوس الديني


    حوكم الاستاذ وها نحن نتداول السيرة النضرة والوقفه المشهودة


    وتلك الابتسامة التي زلزلت عرش العسكر وجبن اخوان الشياطين من

    ثبات واستشهاد الاستاذ وحتما سيساق القتلة للمحاكم وفكر وقضايا

    الحريات وحق الانسان التي سـطر الاستاذ طريقها اصبحت نبراسا

    يضي عتمات ليالينا

    تشكر ووفقك الله
                  

03-20-2006, 05:17 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38107

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Sabri Elshareef)

    الاخ العزيز عمر
    تحية طيبة
    وفعلا وصلنا القاع بهذا الفكر ذو الابعار الوافد(الاخوان المسلمين)..وانتهي الامر...بان ناس جمهورية العاصمة المثلثة من اهل السلطان يحتفون بيخت راسي يكلف الملايين..والريح تسفع وجوه اطفال دارفور....والرمال الوقحة تدفنهم احياء

    الله يجازي الكان السبب...ووعي الغرائز الذى شوه المجتمع السوداني والله يرحم الاستاذ الذي ارسل الاشارات ولكن دون ان تجد اذن واعية

    ليالينا موزعة على زوجاتنا الاربع
    هنا شفة
    هنا ساق
    هنا ظفر
    هنا اصبع
    كان الدين حانوت فتحناه
    لكي نشبع

    نزار قباني
                  

03-20-2006, 09:06 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: adil amin)


    أخي الأستاذ عادل
    تحية طيبة
    هؤلاء لا هم لهم غير السلطة والثروة .. هم يأكلون الدنيا بالدين ولذلك تجدهم معزولين عن حياة وهموم هذا الشعب الطيب الصابر عليهم الى أن يقلعوا من جذورهم كما تنبأ لهم الأستاذ محمود في حديثه المشهور الذي قاله في السبعينات:
    "... ومن الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني.
    وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب مدى زيف شعارات هذه الجماعة.
    وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسياً واقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية.
    وسوف يذيقون الشعب الأمرّين.
    وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل.
    وسوف تنتهي فيما بينهم.
    وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا."
    لك مني جزيل الشكر على المتابعة والتعليق
    عمر
                  

03-20-2006, 08:52 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Sabri Elshareef)


    أخي الأستاذ صبري
    تحية طيبة
    نعم تلك المحاكمةأكدت بؤس الخطاب الذي يحمله هؤلاء المهووسين ولكن رغم كل ذلك فإن شمس الحق لا بد مشرقة فالى أين ستذهب خفافيش الظلام؟!
    شكرا للمداخلة
    عمر
                  

03-21-2006, 10:44 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    محكمة المهلاوى
    كان الأستاذ محمود محمد طه يعى تلك المكيدة السياسية تماما، فقد قال لأبنائه الجمهوريين، قبيل إصدار منشور المقاومة التاريخى الذى حوكم بسببه، أنه أدرك منذ زمن أن هناك خيانة يدبرها النظام تستهدفه .. وقال إن عبادة الجمهوريين لن تكون مقبولة عند الله إذا لم ينهضوا لنصرة المستضعفين من أبناء الشعب، فيقاوموا قوانين سبتمبر 1983 ومحاكمها التى وقع نيّرها على هؤلاء المستضعفين .. وقال إنه لا بد من أن يقدّم الجمهوريون أنفسهم فداء يرفع عن الشعب البلاء الذى ألحقه به نميرى .. وقال إنهم سيواجهون نظاما هلعا متخبطا لا يتوّرع عن البطش بهم .. وقال بمقاطعة محاكم النظام التى إستباحت إذلال النساء والشيوخ، حتى تسقط هيبتها الزائفة، وهيبة النظام الزائفة من ورائها .. ولقد كان أمام الأستاذ محمود إحدى خطتين، إما أن يسكت مصطنعا التريّث، حيث تشير كافة الدلائل الى تهاوى النظام، بعد أن فقد كل مقومات البقاء، وذلك إيثارا لسلامة حياته من أجل مستقبل دعوته، وإما أن يصدع بالواجب الدينى والوطنى المباشر، وهو مقاومة النظام مقاومة مباشرة، فأختار الأخيرة بصورة حاسمة، حيث يقتضى الواجب المباشر نصرة المستضعفين فى اللحظة الحاضرة، من غير إنشغال بنتائج هذا الواجب المباشر .. فأداء هذا الواجب المباشر هو نفسه الإنتصار الحقيقى للدين، فى نفس الداعية .. والدين لا يتجلّى كما يتجلّى فى الإنتصار للمستضعفين أمام سلطان جائر .. قال تعالى: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله، والمستضعفين من الرجال و النساء، والولدان، الذين يقولون: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، وأجعل لنا من لدنك وليا، وأجعل لنا من لدنك نصيرا) وقال النبى الكريم، صلي الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) .. وهكذا لم يحجب الأستاذ محمود بمصير دعوته عن الواجب المباشر، فأنتصر بهذا الواجب المباشر لدعوته .. إنتصر للقيمة الدينية على الحسابات السياسية المتحوطة .. فأصدر المنشور بعنوان (هذا ... أو الطوفان!!) حيث طالب فيه بما يأتى:-
    1- إلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام، ولإذلالها الشعب، ولتهديدها الوحدة الوطنية..
    2- حقن الدماء في الجنوب، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي، بدل الحل العسكري.
    3- إتاحة كل فرص التوعية، والتربية، لهذا الشعب. (تجديد الدعوة للمنابر الحرة)..
    فتقدمت سلطة مايو، بما فيها من أخوان مسلمين، لتنفيذ مكيدتها السياسية المدّبرة، فاعتقل الأستاذ محمود مع أربعة من الجمهوريين ليواجهوا إتهاما بإثارة الكراهية ضد الدولة، وهو نفس الإتهام الذى حوكم به الأستاذ محمود محمد طه بالسجن فى العهد الإستعمارى عام 1946، بل واجه الإتهام تحت المادة 105 السيئة السمعة التى كان يقمع بها الإستعمار المناضلين السياسيين الأحرار..


    نواصل ...
                  

03-21-2006, 06:57 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    يوم تاريخى
    وأرّخ يوم الإثنين 7 يناير 1985 يوما مجيدا مشهودا فى تاريخ السودان، وتاريخ الدين وتاريخ الفكر حيث وقف الأستاذ محمود أمام محكمة المهلاوى الشهيرة ليعلن إمتناعه عن التعاون مع المحكمة حتى لا يعترف لها بالمشروعية، وحتى يسقط هيبتها وهيبة النظام الزائفة من روائها، معبرا عن أصالة هذا الشعب فى إباء الضيّم، وشجاعة الرأى وثبات القدم .. كان لا بد أن يخرج من قلب هذا الشعب من يقول لنميرى ولمحاكمه وقضاته، لآ، فقالها الأستاذ محمود بتلك العبارات المشرقات الخالدات: (أنا اعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 من أنها مخالفة للشريعة وللاسلام. أكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة وشوهت الاسلام، ونفرّت عنه.. يضاف الى ذلك أنها وضعت واستغلت لارهاب الشعب وسوقه الى الاستكانة عن طريق اذلاله، ثم إنها هددت وحدة البلاد.. هذا من حيث التنظير، وأما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين .. ومن اجل ذلك فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون اداة من ادوات اذلال الشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسين ). إنتهى
    ومع رفض الأستاذ محمود والجمهوريين للتعاون مع المحكمة أصبحت قضية الدفاع ليست بذات موضوع .. ولما كانت المحكمة مجّرد فصل من فصول المكيدة السياسية لتصفية الأستاذ محمود محمد طه سارعت محكمة المهلاوى للإنعقاد فى اليوم التالى لتعلن حكمها الجاهز بالإعدام .. وقد كانت المحكمة لا تستند الى إجراءآت قانونية، ولا تمت الى العمل القضائى بصلة .. فلم يستغرق الإعتقال، والتحقيق، والمحاكمة، سوى بضع وسبعين ساعة. وفيما يلى نكشف تهافت تلك المحكمة على الإدانة المبيّتة، وذلك من حيثيات الحكم:-
    (1) لم يبرهن المهلاوى على إنطباق الوقائع على عناصر الجريمة، فلم يقدم أى تسبيب قانونى لمخالفة المستندات والإعترافات لمواد القوانين التى قدم بها الإتهام، وإنما قفز الى الإدانة قفزا .. فقد جاء فى حيثيات الحكم: (المتهمون جميعا يعترفون إعترافا واضحا بمسئوليتهم عن المنشور الصادر وتوزيعه وهم بذلك يخالفون المادة (96 ط) من قانون العقوبات لسنة 1983 والتى تنص على أن كل من يذيع أو يكتب أو ينشر عمدا بأية وسيلة أخبارا أو بيانات كاذبة أو مغرضة حول الأوضاع الداخلية للبلاد بقصد إثارة الرأى ضد السلطة أو الإخلال بالأمن أو إثارة الفزع بين المواطنين أو إضعاف الثقة المالية للبلاد أو هيبة البلاد يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن لمدة أقل مع جواز التجريد من الأموال .. كذلك انهم يخالفون المادة فى فقرتها (ك) التى تنص على كل من يحوز أو يسهم فى إعداد أى محرر أو مطبوع أو تسجيل يتضّمن أخبارا أو بيانات كاذبة أو مغرضة حول الأوضاع الداخلية أو أى مادة أخرى تتضّمن هجوما على السلطة أو تحض على الثورة عليها، أو الى تنظيم أى عمل عدائى ضدها أو ضد مصلحة البلاد يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن لمدة أقل مع جواز التجريد من جميع الأموال .. لكل ذلك تقرر المحكمة إدانة جميع المتهمين تحت المادة 96 عقوبات بفقرتيها المتقدمتين وإدانتهم أيضا تحت المواد 105 عقوبات و20 "أ" من قانون أمن الدولة، ذلك بناء على المستند المقدّم أمام المحكمة، وبناء على إعتراف المتهمين، وحتى يتعّظ غيرهم من أصحاب الدعاوى الهدّامة فإن المحكمة تحكم عليهم جميعا بالإعدام شنقا حتى الموت وأن يكون لهم الحق فى التوبة والرجوع عن دعوتهم الى ما قبل تنفيذ الحكم) إنتهى..
    ومرد هذا العجز المكشوف فى التسبيب القانونى ان المنشور كان، على عكس الإتهام، يدعو الى درء الفتنة الدينية بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 المخالفة للشريعة، والمهدّدة للوحدة الوطنية، كما يدعو الى الحل السلمى لمشكلة الجنوب.. والمهلاوى لم يواجه الموضوع الأساسى للمنشور وهو مخالفة قوانين سبتمبر 1983 للشريعة، نصا وروحا، وفى النقاط المحددة التى أشار اليها المنشور..
    (2) وبالرغم من أن الفكر الجمهورى ليس هو القضية الأساسية المعروضة أمام المحكمة، وما ينبغى أن يكون لأن مجاله ليس هو المحاكم، وإنما هو منابر الفكر، فقد أقحمه المهلاوى إقحاما، عندما عجز فى المجال القانونى عن إثبات عناصر الجريمة .. ثم عجز عن إثبات مخالفة هذا الفكر للدين عجزا تاما .. بل ذهب يقيّمه تقييما ذاتيا لا يقطع بعدم صحته، بل حتى يعطيه شبهة حق!! فقال (انهم يدّعون فهما جديدا للإسلام غير الذى عليه المسلمون) وقال: (صحيح أن فى القرآن دقائق وأسرار يختص الله بها من يشاء من عباده حين تتكشّف له حقائق الأمور فيرى الأمور بغير ما يراه عامة الناس، وتلك أحوال فردية لا تصح الدعوة اليها لأنها إختصاص ولأن دعوة الناس اليها فتنة ولأنها دعوة فوق مستوى العقول) وقال: (أما أن يدعو إنسان الى ما هو عليه، فتلك فتنة للمسلمين وإن كان ما هو عليه هو الحق ...) وأورد رد الإمام على حين سئل: أوحىّ بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم؟؟ فقال: (لا ولكن أوتينا فى كل يوم فهما فى كتاب الله عزّ وجلّ) إنتهى ..
    فهو لم يستطع أن يثبت عدم صحة ما يدعو اليه الأستاذ محمود، بل إكتفى بوصفه بأنه (أحوال فردية لا تصح الدعوة اليها) .. فمن يحكم على أنها أحوال فردية لا تصح الدعوة اليها؟؟ وهل مجال الحكم المحاكم؟؟ وفى الحقيقة إن دعوة الأستاذ محمود ليست أحوالا فردية غامضة، ولكنها دعوة عامة واضحة الى سنة النبى الكريم – سنته فى عبادته، وسنته فى معاملته .. وذلك كما جاء فى كتابه (الأستاذ محمود محمد طه يدعو الى طريق محمد) تحت شعار (بتقليد محمد، تتوحد الأمة ويتجدد دينها): (إن محمدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم .. فمن كان يبتغي الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلد محمدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية) وقال: (ونحن، إذ نخرج هذا النموذج من طريقة محمد، إنما نفعل ذلك على سبيل المثال، لا على سبيل الاستقصاء، وهو نموذج قد يغني كثيرا من السالكين، ريثما تتفتح لهم آفاق الحقيقة المحمدية.. إننا نوصي بإدمان الإطلاع، على كتب الأحاديث، وكتب السيرة، ونخص بالذكر صحيح البخاري، لمن أراد أن يتوسع عما جاء في هذا النموذج) وقدّم الأستاذ محمود فى كتابه نموذجا لصلاة محمد، ولحركات صلاة محمد، ولصيام محمد، ولشمائل محمد .. وقال فى خاتمة كتابه (فإن هذه دعوة إلى الله، داعيها محمد، وهاديها محمد.. وهي دعوة وجبت الاستجابة لها أمس وتجب الاستجابة لها اليوم، كما وجبت أمس، وبقدر أكبر، إذ الحجة بها اليوم ألزم منها بالأمس. ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) وإلا فلا) إنتهى .. هذه هى دعوة الأستاذ محمود فى جوهرها البسيط .. أما المعانى العرفانية التى برزت من هذه الدعوة فليست هى جوهر الدعوة وإنما هى ثمرة من ثمرات الدعوة، قصد بها أن تشحذ همم السالكين فى طريقها .. وفهمها ليس ملزما، ولكن الملزم هو إتبّاع طريق محمد، صلي الله عليه وسلم .. فمن دعىّ إليه لزمته الدعوة، وقامت عليه الحجة .. هذا ولم يدع الأستاذ محمود الاّ الى هذا الطريق ..
    (3) وعلّق المهلاوى حكمه بالإعدام على توبة المتهمين!! مع أنه ليس فى المواد القانونية المتهم بها المتهمون أى نص بالتوبة!! وما دخل عقيدة المتهمين الدينية بالتهم الجنائية الموجهة اليهم؟! فى الحقيقة ان الحكم بالردة كان هو عنصر المكيدة السياسية التى دبرتها السلطة، ولكن المهلاوى لم يستطع حبك هذا الحكم المبيّت!! وكشف المهلاوى عن غرض المحاكمة الأساسى بقوله: (وحتى يتعّظ غيرهم من أصحاب الدعاوى الهدامة) .. فالسلطة تستهدف تصفية أى فكر حر، أو معارضة سياسية بدعوى أنها دعوة هدّامة حتى تنكّل بها وتصفّيها تحت مظلة هذه القوانين وهذه المحاكم، بقضاتها الضعاف أخلاقيا ومهنيا.



    نواصل ..

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 03-21-2006, 07:05 PM)

                  

03-22-2006, 08:57 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    محكمة المكاشفى
    ورفعت محكمة المهلاوى الحكم الى محكمة المكاشفى (محكمة الإستئناف) للتأييد (شكليا) .. فتوّلت محكمة المكاشفى القضية من جديد وكأنها محكمة موضوع، فراحت تؤسس قضية إتهام جديدة بالردة ومضيفة المادة "3" من أصول الأحكام القضائية، والتى لم يؤسس الحكم بالإدانة أصلا عليها فى محكمة المهلاوى.. وبدأ فصل جديد فى المكيدة السياسية!! فأخذ المكاشفى يبتر أقوال الأستاذ محمود الثابتة فى مؤلفاته، بترا مشوّها، وينقلها نقلا مخلا، ويخرجّها تخريجا مغلوطا، حتى يزيّف حكما بالردة، ينفذ نميرى تحت ستاره الإغتيال السياسى المدبّر للأستاذ محمود محمد طه.. وسنعرض هنا نماذج لهذا التشويه المنكر لفكر الأستاذ محمود الذى خاض فيه المكاشفى بدون أدنى مسكة من ورع ..
    فالمكاشفى نقل عن الأستاذ محمود قوله فى كتابه: (والأصل في الإسلام السفور.. لأن مراد الإسلام العفة.. وهو يريدها عفة تقوم في صدور النساء والرجال، لا عفة مضروبة بالباب المقفول، والثوب المسدول) ثم وقف المكاشفى عند هذا الحد من النقل باترا باقى السياق ليدّعى ان الأستاذ محمود (ينكر الحجاب)، مع أن الأستاذ محمود يقول فى باقى السياق (ولكن ليس الى هذه العفة الغالية من سبيل إلا عن طريق التربية والتقويم. وهذه تحتاج إلى فترة انتقال لا تتحقق أثناءها العفة إلا عن طريق الحجاب، وكذلك شرع الحجاب).. فالأستاذ محمود لم يقر بالحجاب فحسب، بل أثبت الحكمة من مشروعيته أيضا .. وقال المكاشفى عن الأستاذ محمود (ويدعو الى التبّرج والسفور)، مع أن الأستاذ محمود ينصح النساء فى كتاب (تطوير شريعة الأحوال الشخصية) بقوله: (أسفرن، ولا تبرجن.. فإن التبرج دليل على خفة العقل، ورقة الدين، وسوء الخلق.. ولا تستحق المتبرجة أن تتمتع بحرية السفور) والأستاذ محمود يفرّق بين السفور وهو خروج المرأة لضرورة شرعية، وهى محتشمة الثياب، لا تسفر الاّ عن وجهها ويديها، وبين التبّرج بقوله: (كأن تكون متبّرجة بالثياب الخليعة، أو المظهر الذى تستعرض به أنوثتها أمام الرجال)..
    إن المكاشفى قد إفترى بهتانا عظيما ورّطه فيه سوء الغرض السياسى ورقّة الدين!! على مثل هذه الأقوال المبتورة، المحرّفة، المنسوبة للأستاذ محمود أسس المكاشفى حكمه المبيّت بالردة، ثم ذهب يؤيد الحكم (بإثارة الكراهية ضد الدولة، والدعوة لإبطال أحكام الشرع)..
    أما إثارة الكراهية ضد سلطة مايو فقد كان عملا وطنيا شريفا، لا جريمة. وأما إبطال أحكام الشرع ففرية، لأن الأستاذ محمود إنما دعا فى منشوره لإبطال قوانين سبتمبر 1983 لأنها مخالفة، ومشوّهة للشرع!! ووقّع مع المكاشفى على حكمه حاج نور – الأخ المسلم الشهير..


    نواصل ..
                  

03-22-2006, 03:19 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)

    أخي الكريم عمر،

    لك وافر الشكر على إبقاء هذه المهزلة حية في ذاكرتنا، فإن الذكرى تنفع المؤمنين. رجاءنا أن تنفع كذلك غيرهم من التكفيريين والمتهوسين، بخاصة المضللين منهم، بعد أن تبين لهم بأن قادتهم ليسوا إلا قتلة مفسدين.

    تحياتي الحارة للأسرة.
                  

03-23-2006, 12:46 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Haydar Badawi Sadig)

    أخي العزيز حيدر
    عاطر التحايا لك وللأسرة الكريمة
    نعم فهذا هو جهد المقل .. لا سيما بعد أن عرف الناس أن هؤلاء الذين قاموا على أمر محاكمة الأستاذ محمود ليسوا سوى شرزمة من اللصوص والقتلة والكذابين بشهادتهم أنفسهم بعد أن سلطهم الله على بعض ليكشفوا عن عورتهم التى طالما غطوها برداء الدين الزائف ..
    عمر
                  

03-23-2006, 12:49 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    محكمة نميرى
    وسارع نميرى بتأييد الحكم، بل عقد هو نفسه محكمة جديدة ببيّنات وإتهامات جديدة، بما يؤكد المكيدة السياسية المبيّتة .. وكشف بنفسه عن باعث هذه المكيدة، والتشّفى من الأستاذ محمود لمصادمته له .. فقال: (هكذا أعتقد الجمهوريون أن الثورة قد تهاوت فتحولوا من بايعين للكتب بالنهار الى موزعين للمنشورات السرية فى جنح الظلام)!! وقال نميرى عن الأستاذ محمود أنه (نسخ بعض آيات القرآن المحكمة، وأعاد بعض منسوخه محكما) إنتهى.. وذلك من غير إستدلال وفى إبتسار مخل للفهم المتكامل الذى يقدمه الأستاذ محمود لتطوير التشريع الأسلامى، فى السياسة، والإقتصاد، والإجتماع، وهو فهم يقوم على أصول التوحيد، ويوفى بأغراض الدين .. على أى حال، هو فهم مطروح على بساط البحث الفكرى، ومكانه ليس ساحات المحاكم، وإنما هو منابر الفكر..
    فى الحقيقة أن نميرى هو الذى أخذ يوسع أحكام القرآن المحكمة، نسخا وتشويها، بغير مفهوم، أو سند .. ألم ينسخ حكم الجزية المحكم فى القرآن فيجعله (ضريبة تكافل إجتماعى)؟؟ ألم ينسخ حكم قوامة الرجال على النساء، المحكم فى القرآن فيجعل المرأة وزيرة، وقاضية؟؟ ذلك بغير مفهوم دينى، أو سند قرآنى، أو نبوى ..
    ولماذا لم يؤاخذ مستشاره أو مفتيه الترابى على نسخه لأحكام القرآن المحكمة بغير سند أو مفهوم دينى وهو يقول فى محاضرة له بجامعة الخرطوم فى ديسمبر 1977 (ليس هناك ما يمنع رجلا فى جنوب السودان أو فى شرقه أو فى غربه أن يكون رئيسا لجمهورية مسلمة) ويقول (ولا يمنع كون الشريعة الاسلامية هى مصدر القوانين لا يمنع الجنوبيين من أن يشتركوا فى السلطة التشريعية) ويقول (وأود أن أقول أنه فى إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحى أن يبدّل دينه إذا لم يخرج على جماعة الأمة والدولة) ويقول: (اما ان للرجل قوامة على المرأة، فبالطبع للمرأة حرية الاّ يكون للرجل قوامة عليها ذلك الاّ تتزوج) ويقول: (بالطبع يحدثنى الناس ان السودان يتعامل بالربا مع الدول الأجنبية وبالطبع هذه ضرورات) بالطبع الترابى غير مؤاخذ عند نميرى طالما انه يزيّف له الدين ليمد له فى طاغوته!! وأدّعى نميرى أن الأستاذ محمود (ادّعى الألوهية صراحة)!! من غير أن يأتى بأى دليل من أقوال الأستاذ محمود على هذا الإدّعاء الخطير، سوى زعمه الباطل بأن تلاميذ الأستاذ محمود يعبدونه لأنهم يخاطبونه بعبارات مثل (أرجو أن تشملنى بحفظك) (اننى أتضّرع يا سيدى راجيا الفضل) .. هذا كل دليل نميرى على الأستاذ محمود فى نسبة إدّعاء الألوهية إليه!! مع أن مثل هذه المخاطبات مألوفة بين مريدى الطرق الصوفية ومشايخهم وهى من باب التعّلق والتوقير، ولا تقوم حولها شبهة تأليه لا من قريب ولا من بعيد .. والاّ لكان سيدنا يوسف، عليه السلام، يؤّله عزيز مصر وهو يقول عنه (إنه ربى أحسن مثواى)!! فى الحقيقة أن نميرى هو الذى تعلق به شبهة إدعاء الإلوهية، لا الأستاذ محمود.. فنميرى باستكباره، وإستئثاره بالسلطة وبقهره لشعبه، واستخفافه سدنته ليطيعوه، وبما أحاط به نفسه من مظاهر الأبهة والهيبة الزائفة، إنما هو ينطوى على فرعونية غاشمة من مثل التى تحدث عنها القرآن بقوله: (فأستّخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين) (فقال أنا ربكم الأعلى).


    نواصل ..
                  

03-23-2006, 01:14 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)

    الأستاذ عمر
    رحم الله الشهيد الأستاذ محمود محمد طه

    عبارات الأستاذ الشهيرة، ("... ومن الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني.
    وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية إذ أنها بلا شك ستبين لأبناء هذا الشعب مدى زيف شعارات هذه الجماعة.
    وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسياً واقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية.
    وسوف يذيقون الشعب الأمرّين.
    وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل.
    وسوف تنتهي فيما بينهم.
    وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا.")

    كأنما هي قراءة شق بها الغيب. وهي قراءة مثقف وسياسي ومفكر قدير، يدرك كيف يحلل، وكيف يستنتج. ألا تلاحظ أننا بلغناالعبارة قبل الأخيرة (وسوف تنتهي فيما بينهم) وتبقت الأخيرة فقط، ليكتمل تحليل الأستاذ ؟
                  

03-24-2006, 10:48 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    أخي الأستاذ خالد عويس
    تحية عطرة
    سعدت بمرورك وتعليقك الحصيف .. فقراءة الأستاذ محمود لمآل حركة الأخوان المسلمين هي كما قلت:
    Quote: كأنما هي قراءة شق بها الغيب. وهي قراءة مثقف وسياسي ومفكر قدير، يدرك كيف يحلل، وكيف يستنتج. ألا تلاحظ أننا بلغناالعبارة قبل الأخيرة (وسوف تنتهي فيما بينهم) وتبقت الأخيرة فقط، ليكتمل تحليل الأستاذ ؟

    وهم حقا يلفظون أنفاسهم الأخيرة وقد أعلنوا عن افلاسهم الأخلاقي بعد أن أوهموا الشعب السوداني وأوهموا البسطاء من عضوية تنظيمهم ولعقود كثيرة بأنهم حماة الدين والفضيلة مستغلين حبهم وتعلقهم بقيمهما ..
    عمر

                  

03-24-2006, 10:57 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكيد السياسي والمحكمة المهزلة (Re: Omer Abdalla)


    بطانة نميرى المهووسة الفاسدة
    فى الحقيقة ان شخصية كنميرى تجد من يبايعها على الطاعة فى المنشط والمكره، ويتقاضى عن معاصيها، فلا ينصح لها، ثم يسعى ليخلع عليها لبوس الخلافة والإمامة كالترابى ومدّعى التصوّف من أمثال النيّل أبوقرون وعوض الجيد، الذين زيّنوا لنميرى سوء عمله وأوهموه أنه مجدد الدين، لا بد أن تسقط فى الدعاوى الفرعونية .. أما الأستاذ محمود فإن كل من عرفه عرف فيه نموذج التأسى بالأسوة النبوية فى العبودية لله التى تتجافى عن أن تكون لها أى رائحة ربوبية على أى أحد من خلق الله، فتواضعه، وزهده، الفريدان وسعته وسماحته، وبساطته فى أكله وملبسه ومسكنه دلائل لا يخطئها المراقب على نزوعه التام الى العبودية لله.. هل من يقول عن نفسه (إن نفسى لا تزال تجاهد فى منطقة الراضية، ولكن طالعها من صفاء اليقين ما به علمت أن الرضا بالله ليس أمرا كبيرا، بل يجب الفرح بالله إذ هو متولىّ أمورنا، ومدّبر معاشنا، ومعادنا، فإن فى هذا ما يوجب نهاية الفرحة، ونهاية المسرة، والبهجة) فهل من يقول عن نفسه ذلك، كما قال الأستاذ محمود فى كتابه (أسئلة وأجوبة – الجزء الثانى) يمكن أن تعلق به أى تهمة لإدّعاء ألوهية؟؟ وزعم نميرى أن الأستاذ محمود أنكر شهادة (لا إله الاّ الله) ، متطاولا على الرسول الكريم .. وأعمى سوء الغرض السياسى نميرى عن أن يقرأ للأستاذ محمود قوله فى كتابه (طريق محمد)، وهو يبلغ مبلغا فى توقير الجناب النبوى لا يجارى:-
    (فإن حياة محمد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح ((لا إله إلا الله)) التي هي غاية القرآن، وهذا هو السر في القرن في الشهادة بين الله ومحمد "لا إله إلا الله محمد رسول الله").. ويهدى الأستاذ كتابه (عقيدة المسلمين اليوم) الى الجناب النبوى الشريف بقوله: (الى نبى المرحمة!! ورسول الملحمة!! الى صفوة البشرية!! وسيد ولد آدم!! الى الرحمة المرسلة كافة للناس نذيرا وبشيرا!! محمد بن عبدالله المطلبى الهاشمى نهدى هذا العمل المتواضع!! فى محاولة لتعريف الناس بقدره العظيم!! وكل محاولة فى هذا الباب ممنوّة بالقصور!! فإنه وهو الصادق المصدوق قد قال: ما عرفنى غير ربى!! ولكنه جهد ذى الجهد المنذور!! فليتقبله صاحب الفضل الموفور!!) فهل عرف الناس توقيرا للجناب النبوى الكريم، ناصع المعرفة، جامع العبارة، كهذا التوقير.

    تطاول نميرى وبطانته:-
    نميرى هو الذى تطاول على الجناب النبوى الشريف حين أدّعى أنه يؤسس دولة الخلافة، وحين أستحّل صراحة ما حرّم الرسول الكريم من التجسس (ولا تجسسوا ولا تحسسوا) وذلك بقوله فى خطابه يوم 24/5/1984، (ولكن الإسلام له طوارىء، فعندما يرى المجتمع قد فسد أو إنحرف إنحرافا شديدا، نعلن الطوارىء، ندخل البيوت، ونفتش الناس فى كل مكان، من يشرب فى الخفاء ومن يزنى) .. ولقد تطاول مستشاروه ومفتوه من الأخوان المسلمين ومدّعى التصوف، على الجناب النبوى الكريم حين زيّنوا له أن حالة الطوارىء التى أعلنها تشبه دخول النبى الكريم مكة فاتحا، وإن إهراقه الخمر فى النيل يشبه إهراق النبى الكريم للخمر فى المدينة!! الى هذا الحد من الإستهتار بلغ بهم التطاول على الجناب النبوى الكريم ..
    وهكذا كانت تلك المحاكمة مكيدة سياسية خرج فيها نميرى والأخوان المسلمون وأذيالهم على كل خلق ودين، وهم يفجرون فى الخصومة، فيكذبون، ويتحرّون الكذب، على الله، وعلى الناس، حتى يصفوا خصمهم السياسى، تحت ستار إجراءآت قانونية زائفة، مرّغت سمعة القضاء السودانى فى الوحل..



    نواصل ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de