|
Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! (Re: مأمون التلب)
|
عزيزي مامون
(ضل)، لا شوك فيه وغموم... لشجرة أصلها في الفطرة، وفرعها في الأمومة كي ، نلقط من حقول الصمت، كلام ساكن، كالحنان والحب... فما اكثر لغات الأرض
نسافر من تيه لأخر...فالحياة تضحك علينا (بمسرح الضلال المبارك).. ومع هذا .. كم لذيذ، أن يضل، ويتوه، ويتقزم، العقل العنيد،
كي يترك مشية الخيلاء، بجمجمته الضيقة، الصدئة!!
نتحدث كالمجانين .. أو الأطفال مع موج ا لبحر والسحب والذكرى
اشتاقكم....
بل....
احتاجكم.... اكثر من الاوكسجين والجاذبية الارضية وشمس الغد
سلامي للشعر... وخطفته، وإلتماعته بسويدا القلب...كجنة بل أكثر واعمق
سلامي وسلامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيكون الماء ساكناً في درجة الغليان؟ هكذا الخرطوم!!! (Re: Tabaldina)
|
و كقول التلب و أبي ذر بابكر : يا( أيها الغني ):
و أين هو الماء في تلك الغابات الأسمنتية.. !
( فبئر معطلة و قصر مشيد ) ..و أين ذاك النبع
المتدفق بماء الحب .. و ماء الود .. و ماء الوضوء
الطاهر و النور الذي يثري مسام القلب .. فيتدفق
هاطلاً و نديا على الآخرين .. ذلك المطر المطير الذي
يجعلك تحب لأخيك .. أكثر من ما تحب لنفسك .. و تحلق
بجناحي الرفق و الإلفة ....
هو نفسه ذاك السؤال في رائعة المشرق محجوب
شريف: بتذكر سؤالك لي *** متين جرح البلد يشفى و متين تضحك سما الخرطوم*** حبيبتنا و متين تصفى
******* ومتين ترجع سماوات الحيشان إلى صفائها.. وصفاء قلوب أهلها .
ألم أقل لك من قبل أيها الغني : أن قرية بسيطة مسالمه
ترقد في حداقات عيون أهلها الطيبين .. أبرك و أفضل و أكثر إشراقا
من تلك المدن الأسمنتية .. و الدمى المتحركة عليها ......
مامون
| |
|
|
|
|
|
|
عباد الشمس (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
(2)
عباد الشمس!! جارنا!!
لو تمنى، عم سعد، أن يكون مثل عباد الشمس، يصحو مع شروق الشمس، لما كان مجحفاً على الإطلاق، ولو تمنى أن يفرش حصيرته، ويطوي بتلاته مثل عباد الشمس عند غروبها، لما كان مجحفاً أيضاً، ولو تمنى أن يكون ذو قيمة، ومنظراً بهياً، مثل عباد الشمس، لما كان مجحفاً أيضاً.
هذه هي حال عم سعد، قبل أن يصحو عباد الشمس بسويعات، يصحو عم سعد للذهاب لعمله، ويدخل دارة البسيطة، متعباً، منهكاً، بعد أن يكون عباد الشمس قد لم أوراقه، وطوى بتلاته، وغرق في سبات عميق، وبين هذا وذاك، فهو لا يلفت النظر، مثل عباد الشمس، بمنظره البهي، ورائحته العطرة، وهيامه السرمدي بشمس السماء، وأسرة للشعراء والعشاق.
ولكن لم المقارنة؟، إن كان وجه الشبه بينهم مغضوب عليه، فعم سعد يسبق عباد الشمس، صحوا، وينام بعده بسويعات، ومع هذا، فالعلاقة بينهما، أقوى من العلاقة بين الثلج والماء.
فعم سعد يعبد شمس أخرى، (شمس لا غرب يسترها، ولا شرق يظهرها، ولا عين تدركها من أعين البشر)، شمس تحوك أشعتها في الخفاء، وتحرك الغرائز، والشجون، وتنسج الخوف والوجل بين الحنايا، والنفوس، فعم سعد أعزل، أمي، لا أهل له، تظل شمسه مشرقة في الليل، أقوى من النهار، ويظل رأسه الأصلع يتابع مدارها، طوال ظهيرته، وفجره وعشاءه، لا يعرف النوم كالقلب المحزون بالعشق...
****
| |
|
|
|
|
|
|
حياة ناقصة، وواقعية الخرطوم... (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
(3) حياة ناقصة.....
لقد ماتت حاجة حليمة، فجأة فقد (الحي) روحه وحياته، ماتت بشكل غريب، أنها جريمة قتل، وفي وضح النهار، وأمام الصغار والكبار والعريس والعروس...
ومع هذا لم يأخذ لها ثأر، بل دوت الطبول وامتلأت الحلقة بالراقصين بعيد قتلها مباشرة، وصعدت للسماء معاً، الزغاريد والنحيب، وكأن روحاً لم تزهق، فالقانون والعرف ، في المجتمع البشري الفاضل، لا يشتمل على قاعدة تدين هذا الأسلوب الوحشي من القتل...
.فجأة انسحب ظل حليمة من الحياة، ذلك الظل الجميل المكون من ضحكتها المشبعة بالسذاجة والطيبة، ومن شكل يوحى للجميع، المرهف والمتبلد، بثراء وعنفوان وسطوة البراءة وسحرها، مجرد أن تقع عينك عليها، أو تسمع صوتها، تقع في شرك حبها، بسبب وبدون سبب، يقال بأنها تشبه المريسة، فهي تغير البيئة التي تحيط بها، كما تغير الشمعة ظلمة البيت الحالكة، وكما يغير العسل مرارة اللسان، وكما تغير الكسرة جوف المعدة، تحس بأنك أمام لوحة فطرية، وبإنسان لم تهزمه الحياة، لا أثر للعرف والتقاليد الخرقاء فيها، وتحس بأنك تعرفها منذ زمن طويل، قبل ميلادك بلا محال، وبوقت طويل، يصعب تصور أمده، قد تكون هي الفطرة التي انطمست...
كانت قصتها قصة، تزوجت سبع رجال، وانجبت من كل واحد منهم صبي أو صبية، وكان سبب طلاقتها في السبع زيجات هذه، سبب واحد، هو طيبتها الفطرية وبلاهتها، وكان موتها قبل خمس سنوات، (رغم أنها حية، لها شيهيق، وزفير) وما تزال أثار الموت مرسومة على وجه بناتها وأطفالها، وما أكثرهم، وأفقرهم، ماعدا الصغير (أحمد)...
فقد كانت وفاتها في عرس جابر، وأمام الجميع، من أهل الحي، فقد اتهمت بسرقة حلق ذهب من حاجة سكينة، وبهذه السرقت اختفت حاجة حليمة من الحي، وأنزوى جسدها وأهلها وأطفالها من الحياة، وتركوا مؤخرة المجالس، وحمل الماء بالكارو، وتصدر مجالس الأنس لغيرهم...وقد كان السعيد الوحيد من هذه الأحداث المحزنة، هو الأبن الأخير لحاجة حليمة (أحمد) والذي لقب (بود الحرامية) وهو ذو عيون ماكرة وطيبة وساذجة في آن واحد، والذي وجد في هذا اللقب واحة كبيرة، ومساحة من الحرية، لفعل ما يحلو له، وما يرغب فيه، منعقتاً من قيود لا حصر لها من المنع والنهي، فاستغل وضعه بجمال ووداعة وطيبة منقطة النظير، كل من يراه، يبكي ويضحك ويسرح طرفه في ماهية الإنسان، وقواعده الاخلاقية، وضيق الافق، والجدوى والصاح والغلط.
..وحين كبر أحمد، مات هو وأخته سعاد بنفس السبب، فالذاكرة لا ترحم، فسيفها يمتد عبر الزمان، لأفاق مجهولة، ليت النسيان يشمل الجميع، حتى يخرج المساجين وقطاع الطرق والعاهرات، لبناء مستقبل لا قمز فيه ولا لمز ....
طوبى للنسيان... طوبى للنسيان... قتلت روحها، وترك جسدها يتلقى ضربات الهمز واللمز والسخرية، والذاكرة، لا تنسى، بل تضخم حسب الرغبات والثارات القديمة..
قتل جماعي، لقد قتلوا أسرتها معها، لم تعد حنان وبتول ومحمد بشخصياتهم القديمة، فالمجتمع يقتل الجميع بجريرة واحدة، يقتل الأم والابناء والماضي والمستقبل،
والذاكرة، هذا المخلوق الغريب، تمد لسانها لحيوات آتية، كي تورث الهوان لهذه الأسرة الساحرة
| |
|
|
|
|
|
|
|