دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: بدر الدين الأمير)
|
استاذ بدر...
صبح جميل...
والله غريبة، وأنا انزلها كنت افكر فيك، لم ، لست أدري، ولكن احسست بتقارب (اربجي،عسيلات)، فالنيل هو الفصيل، حيث ايقاع الحياة مزخرف بصوت الموج، وتغريد العصافير، وصوت (المتر)، وهمهمات الفلاحين..
هكذا الطريق إلى المدرسة، ولا تزال الحال كما هي، إلى يوم الناس هذا (دنيا تتغير، ودنيا ادمنت عشق الثوابت)، فالقرى، منسية، سقط متاع، تعطي، ولا تأخذ...
والشارع طويل للمدرسة، نجتاز المقابر، وغابة من شجر السنط، وترعة المشروع، والخ..
ونصنع منها ما نريد بخيال غض، وبصر مترقب لغد مأمول...
لكم المحبة والتقدير،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: Abu Eltayeb)
|
مامون
ود العباسية، عباسية زيدان، وعمر الشاعر، وصلاح فالولة، عباسية نزار وكبلو، ونادي الربيع، وشارع الاربعين، والتجاني المحاي، ونادي المريخ، والموردة، والخور، وزريبة متوكل (الفليسوف، ذو التلكسوب في قلب شولات الفحم، والقنا، والحطب)...
عباسية (سعاد، وأمها سكينة، وأخيها ابراهيم)، يشدني الحديث عن الاحياء، والمدن، عن الحوائط، والاعراس، وقائع الحياة الحقيقة، حيث الابطال هم الفقراء والنجارين، والعمال وفراشي البضائع، حيث العرق والارهاق من حفظ الذات، والعرض، وأداء الواجب..
ابطال من شحم ولحم، وانفاس، وتطلعات...
التجاني الماحي، وضغوط النفس، ورعوناتها، وخوفها، وتوجسها...
عباسية موردة...
الإنسان والحي، والغد، وإرهاصات الذاكرة، والخيال..
عباسية....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي الجميل، محمد
كيفنكم، والله كلما البص يقف جنب البيت عشان يركب ابن اختي للمدرسة، يجري الخيال للأيام الخوالي، للحيشان الكبيرة، للاسرة الممتدة، ففي البيت تسمع بكاء الطفل، ومواء القط، وثغاء النعجة، وسعال جدي، وهممه الخال، وغناء اخواتي، وثرثرة النسوة في الراكوبة، كل هذا الكرنفال في محيط واحد، مسور بحيطة من طين، وباب تحمله قوائم من طوب احمر، وتظل الحركة هي سيدة الموقف، سواء كانت ذاهب للحمام، أو المزيرة، أو التكل، وترقص اخواتي السراير والنعاقريب في حوش حنون كل ظهيرة، وحتى الفجر، المبارك...
وفي الصبح، وقبل ان تبدأ رشا كنس دار الرياضة هذه، اظل احدق في الاثار، على ارض ترابية ناصعة، اثار واثار، تركها الانس والحيوان والرياح والغبار، اشكال تتداخل مع بضها، ختم مركوب، وبداخله اثار سواسيو صغار، وبداخله حفرة، خلقتها عنزة عابرة، (أثار حياة، بكل شكولها، وعنفوانها)...
وكذا الحج للمدرسة، درب طويل، له حكايات في الشتاء، وله حكايات في الصيف، وله حكايات في الخريف
نسمع كلمات، ودروايش (دخلت عاري وباكي)، هكذا يردد الدرويش عن الانسان الغريب في هذه البسيطة)، وأخر يصيح (بصل بصل بصل)، وهذه لها حكاية... وهي (ب) بسم الله، و(ص)، صلى الله عليه وسلم و(ل)، لا إله إلا الله، يردهها طول اليوم، وهو درويش ضخم ومسالم (كيف يجتمعان)، ويظل طوال ال 25 ساعة يعمل (الساعة الاخيرة ليست مجاز، فعملة لا يقدر بساعة)، فهو يحمل الحطب، ويسقي الشجر في المسيد، ويجلب الماء من البيارة، وصوته الرخيم يزخرف سماء واديم البلد (بصل بصل بصل)...
وقائع لا تنسى، أما السوق، فحدث ولا حرج، عوالم (هناك راجل طويل يسوق لليمون بشكل غريب (حمار النبي، ويحبه الناس (لانه يبخس نفسه، شكل مضحك، أكثر من حديثه وحركاته..
وقائع، وقائع
اخي العزيز، كل صبح وفجر وظهيرة وغروب ومساء وانت بخير وصحة وعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
والله أنا ممتن جداً ياجميل لهذه الدروب التي أرجعتني من خلالها لايام عزيزة علي النفس . شكراً عبد الغني شكاً اذ ليس بالامكان أجمل من هذا لذا لاتعتب علي رد فعلنا ( بالصنقرة والفرجة) أمام هذه الوحة . فشكراً وأنت تهدينا خطواتنا التي مشيناها
.
ياسلام
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: خضر حسين خليل)
|
عزيزي خضر
صباح خلاق، وجميل، وطيب..
فلنجتر، وقائع حياة بسيطة، أبسط ما يكون، قرى لا تعرف التوسع في الرزق، فأكتفت بالفطرة، ونضرة الدواخل، وأداء الواجب، وأطفال، اغرقهم القدر في معاناة طيبة، في الجري في طرق ملتوية، والذهاب للطاحونة، وجلب البرسيم من ضفاف النهر، والاستحمام فيه، واللعب على رماله الذهبية، والتي تخلق عند الغروب جنة لا توصف...
كثير من الروائح، السعدة، الطمي، المطر، سقالات البناء، والطوب في الكمائن، مشاهد يومية.. والترع، والكباري، وأصوات الحيوانات، تشكل لوحة كبرى، إطارها قبة السماء الاكبر..
لكم المحبة والتقدير
اخوك عبدالغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
العزيز عبد الغني كرم الله بشير،
شكرا لهذا الحكي البديع.. قرأتها وكانت معها الرسمات البديعة.. ليتك استطعت أن تضع صفحات الكتاب.. والآن قرأتها للمرة الثانية ومعي إلهام.. إلهام زولة تحفظ شعر الأولية والوسطى.. وكانت قصائد تلك الأزمان بديعة بحق.. لا شك أنها هي التي تلهمنا الآن طعم تلك الأيام.. هذا البوست من زوجتي إلهام.. وقد وعدتها بأن يكون بإسمها رجعت الآن إلى ذلك البوست ووجدت آخر قصيدة فيه جاء بها الأخ إيهاب الطيب "وطن النجوم أنا هنا"..
وحقا الطفولة هي الطفولة.. أهديك القصيدة عشان "الكورية ما ترجع فاضية كما يقول أهلنا"..
وقد رأيت الأخ إيهاب استبدل كلمة "لبنان" بالسودان في القصيدة.. لله سر فيك ( يا سودان ) لم يعلن لنا
أليس غريبا أن يغني الفنان السوداني أحمد المصطفى عليه رحمة الله هذه القصيدة؟؟
وسلامي للجميع..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: Yasir Elsharif)
|
استاذي العزيز ياسر، والاخت العزيزة إلهام..
صباح حنون، كم سعدت ب( هذا البوست من زوجتي إلهام......)، وسرح بي عوالم الطفولة الأولى والثانية، حتى تعودوا اطفالا..
كم رائعة (وطن النجوم)، ولكم تشيطن كي يقول الناس، عنه...." لا يتقي شر العيون)، ولا يخاف الألسن، يالها (من حرية، حتى في تجليها الأول "النفس السفلى)، أنها قبس من الإطلاق، الحرية..
تدهشني الطفولة، عملت عام ونصف مصصم فني لبعض ريال الاطفال، من أجمل السنوات كانت، تمتلئ الذاكرة بهم، باسمائهم، سمتهم، طرائق تفكيرها، ورغم انهم في سنة واحدة، ولكن تظهر الصفات (المورثة جلية)، وواضحة وضح الشمس، حقا، الإنسان رحلة، مخبئة في نغمة الجينات..
سعيد بكم،
أعمق المحبة، والشكر، والتقدير،
سلام سلام سلام..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
المبدع عبد الغني
Quote: وقت الفراغ الآن بجيبي، كحلوى كبيرة، أغلى ثروة بيدي، لو لا هذه الثروة غير المرئية، لما كتب الشعراء، ورسم الناس، وتجلوا على ضفاف النيل، الفراغ هو اللوحة البيضاء امامك، التي ترسم فيها ما تريد، حتى الاستحالة يمكنك ان ترسمها بريشتك، لو لا الفراغ لما كان غار حراء، و15 عاما، من التأمل، والتحنث، والدهشة، والجمال!!.. |
تسجيل حضور ومحبة ،، واندهاش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: Nana)
|
(طفولة!!)
شجرة "القروش"!!..
لا أدري، ولكني كنت أتصور إن الطبيعة تلد كل الأشياء، وتصنعها، كنت اثق فيها، لأنها خلقت النهر، والذي احبه بكل جوانحي، وخلقت رسومات السحب وطعم الموز، وخلقت "أمي" أما يكفي... خلقتها دون أن تتدخل يد الإنسان الماكرة، ولو حتى ان تلمسها بسبب الفضول، مثلي!!
قلت لأخي الأكبر (عبدالعظيم).. داير ازرع شجرة قروش... فرد (بمكر)، مستغلا وعي بكر: كويس، جيب القروش عشان نذرع ليك شجرة كبير...
وفي ركن قصي، من دارنا، وبالقرب من مربط "النعجة"، والتي تخاف منها أختي محاسن، حفرنا حفرة بعمق 15 سم، ثم دفنا (بذرة القروش)، وخلقت حوض حولها، ثم سقيتها 2 كوز من الزير، لأن البرميل كان بعيدا، (فإن لم يذهب محمد للبرميل، فليأتي البرميل لمحمد).. لا استحالة بقلبي، كنت ارغب في ان تطعيني كل الأشياء (ولهذا خلق الله الجنة مطيعة لكل رغبات الإنسان، بل أكثر)!!..
وصرت أحلم، يقظاً، ونائماً، بشجرة قروش وارفة، تتلاعب (جنيهاتها مع النسيم العليل)، وتتساقط تحتي، كي أعبي قميصي، وجيوبي، والباقي احشره بين بطني والفانلة، شجرة ضخمة، أثمرت وأورقت مال قارون.
ثم جرى خيالي السعيد، لأهرام من حلاوة لكوم، والبسكويت، والمربة وعلب الطحنية، والبساطة وكرة القم والعجلات..
فلتكن شجرة طويلة، كي لا تصل يد (محاسن إليها)، أما أنا (الرجل الخارق)، فلي طرق للوصول إلى الثرياء (إن لم يذهب للثريا، فلتي الثريا له)!!..
وبالحق ننبت نبتة خضراء في الحوض، (وأخي سافر للخرطوم، ببذرتي الحقيقية، جنية كبير، بكيت نص ساعة كي احصل عليه)..
قلت لأمي بزهو: يمة حا اشتري ليك دولاب كبييييييييييييييييييييير!! قالت أمي: جيت ليه يايمة...
فخرجت من الغرفة الطينية مزهوا بنفسي، وبشجرتي، وبأمي (التي لا تفسد اسطورتي أبداً)... كالشعر!!
أمي.. لم تكتفي بخلقي في رحمها الحنون، بل امتد ضوئها الجميل يهديني في شعاب حياة وعرة وصعبة وجميلة، في طفولتي، وإلى تلاويح الغد البيضاء!! لا نهائية هذه الأم...
كبرت الشجرة، ولم تثمر سوى أوراق خضراء، كانت أجمل من القروش وإغراءتها!!...
تذكرت قصة الاعرج المتدين، الصافي، والذي جاء لإحد رهبان القرون الوسطى، كي يشفيه من (عرجه)، وحين شفى... مضى في طريق الملذات المكبوته بقلبه منذ حين....
ما اعظم شجرتي، شجرة الأوراق الخضراء، اليانعة!!
لا ازال اخي يضحك علي من هذا الحدث الجميل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
Quote: أمي.. لم تكتفي بخلقي في رحمها الحنون، بل امتد ضوئها الجميل يهديني في شعاب حياة وعرة وصعبة وجميلة، في طفولتي، وإلى تلاويح الغد البيضاء!! لا نهائية هذه الأم... |
والله يا عبدالغني .. أنشغل دائما بطبيعة النبع الذي تستمد منه الأمهات المشاعر القوية التي لا تنضب ولا يعتريها التعب .. مهما قست حياتهن!! سبحان الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: Nana)
|
العزيزة نانا...
كيفنكم، طبعا هذه الذكرى، للحج اليومي للمدرسة، كنت انت، وأخي الجميل محمد السني سبب ميلادها من الذاكرة...
فللكمات الصادقة أثر كبير، وعظيم، ومؤثر، الكلمات كائنات حية، تتنفس وتضحك، وتبكي...
لك التقدير، والمحبة والتوفيق..
مع عميق شوقي، وامتناني..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: د.معز عجيمي)
|
الريشة الساحرة، والقلم الخاص، د. معز..
والله، كانك قرأت خواطري في (العودة من المدرسة)..
Quote: العودة من المدرسة)) يومها دلفنا من شارع الى .. زقاق حاني .. فكل طريق كان يحمل في بطنه عالم .. بحجم المغامرة والدهشة .. والتحدي .. نزلنا ونحن ثلاثة . . كان يتقدمنا عارف .. اما الثالث .. فلقد ضاع من زاكراتي في قسوة الحياة . . كنا في الصف الثالث ابتدائي .. نحمل عصي من قصب السكر . والمسكيت.. و الفول . .تحدونا نشوة وحرية لاتقاس بدى روعتها .. لاننا كنا قد فرغنا من يومنا الدراسي .. .. كان الزقاق الذي تقدمنا فيه صديقنا الشليق.. ضيق ..للحد ان البيوت وابوابها والكلاب في اختلاط والفة . . لذا غالبا ما تكون خسارة ونكران في حق أي متطفل عابر.. وحينما انتصف الطريق .. اشرأبت عيوننا , وزادت خفقات ضربات قلوبنا.. لاننا مقبلين على مغامرة لا تقارن باي متعة..ولا بأي نشوة.. وذلك تحت شريطة ان يكون البيت الصغير منتصب العيان مشيد.. بفضل مجهوداطفال الزقاق .. كان بيتا صغير مشيدا من الاسمنت والطوب الصغير بحجم علبة الكبريت .. فالبناء مماثلا في هيكله .. لاي غرفة في اي بيت.. لكنه بالطبع كان صغير بحجم طفل ..ارتفاعه نصف متر وعرضه كذلك ..غرفة بشابيكها المشرعة .. وبابها المفتوح في المنصف .. اضف الى ذلك حتى صبابات المطر. .كانت معمدة من مواسير صغيرة الحجم .. وحينما تاكدنا ان البناء قد اعيد من جديد برغم اننا كنا قد كسرناه وحطمناه على غفلة من اطفال الزقاق ..صباح الامس تجدتت فينا .. وكبرت روح الشر والدمار .. حينما عياناه مكتملا في كامل عافية .. وقد تم تشييده من جديد . .اليس هكذا نحن بنو البشر.. . ضحكنا ضحكة هيسترية .. وقبل ان نتجه الية ونحن مشحوذو الهمم.. كل منا يحمل حجر .. حتى نحطم البناء .. .لا لشيئ الا لرغبة الدمار والفرار . .. ونحن في أوج الاقدام نحو البيت الصغير ...فجاءة .. خرج صبي عاري الا من السروال.. اصلع الرأس إلا من قمبور . . وعلى عنقه يلتف اكثر من حجاب .. صرخ .. مناديا (( يا البعوي ... المعفنين البيكسروا البيت ..ياهم)) .. وما اقسى واشد العصرة ما بين الزقاق والكلاب المنتشرة تحت العربات .. ثلاث صبية ورابعهم كان كبيرا في السن ما يكفي .. حملوا علينا بالحجارة من شارع الى زقاق.... ومن فسحة المركز الصحي حتى ميدان الكورة .. كانت انفاسنا تشهق مرارة الشكوي من الطيران .. كان وابل الحجارة ينصرف من بين ايدينا ورؤسنا كالمطر .. ما اقساها من مطاردة وما اقساه من درس مرير |
هذا البراح، الذي يوفره دق جرس الحصة السابعة، أو الخامس يوم الخميس (براااااااااااااح، وأحساس عميق بالحرية، سجين وقد أطلق من زنزاته كئيبة)...
Quote: وما اقسى واشد العصرة ما بين الزقاق والكلاب المنتشرة تحت العربات |
والله دي جنس زنقة، الواحد ضحك لم تعب...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: خضر حسين خليل)
|
عزيزي خضر، أنت الصافي، وانت من يرى كل شي جميلا، حاسر الرأس،
طبعا اخوك، والفضل للاستاذ السني، (وبتجشيع من زميلة البورد نانا)، جرى الخاطر للشقاوة، كي لا تفلت من الذاكرة، كمئات الوقائع، فلقنا نسجلها، عسى ولعل، تتضحك علينا الاجيال القادمة، وتستغرب من طريقة عيشنا، ولكني حين اجترها، وجدها حلوة حلوة حلوة، فالمعاناة تخصب الحياة، وتبلور احساسها، وتتمخض عن الكثير من الميلادات المحبوبة...
وجرى القلم:
Quote: شقاوة، وبس!!!
(1)
أول شي، كنت راكب لي حصان، ولافي البيت كلو، حصان من خرطوش موية مقدود، ثم يستحيل الخرطوش إلى سيارة، تيت تيت تييييييييييييييييييييت!! ثم احيله كموسى إلي ثعبان، كي اسك به اختي محاسن، وهي قابضة بيديها على حلاوة لكوم، وقد صنعت شنب من السكر حول فمها السعيد بالحلوى، ثم أقفز بالشباك إلى الشارع، فالوقت ثمين، لا يمكن ان نضيعه حتى أصل للباب البعيد، وما اوسع حيشاننا، وما أنضرها... فأثار الموج الترابي الساكن، بفعل المقشاشة، يزينها حتى الاركان القصية!!
وداخل الزريبة، والتي هي جزء لا يتجزأ من البيت، من القصيدة، عوالمنا المفضلة، حيث المعزة، والدجاجة، والنعجة، والشتلات... لي فيها ما أشاء، ، جنة ماثلة.. فالنعجة خلقها الله كي أتزحلق بذنبها الطويل، والمعزة كي أركب فوق ظهرها، والدجاجة كي أسكها !! أما الوظائف والغايات الأخرى، فلا رغبة لي فيها معرفتها.. مد كراعك قدر لحافك..!!
وحين تضع امي الصينية، للفطور، نواصل اللعب، وهل يأبق الطفل من ملك نفسه، نتقاذف بالطعاطم، ثم ارفع اللقمة عالية، من فوقي، ثم تهوي نحو فمي، أو جضومي، أو حتى رقبتي، لا شي يهم، وأمي (لا تضج ولا تثور)، نأكل ونلعب، عصفوران بحجر واحد، برمية نبلة واحدة، ثم أدس شطة لأختي محاسن، كي تبكي ... وتضحك معا، كل شي ممكن تحت سقف بيتنا، جنتنا.....
ولا أدري إلى الأن، لم كنت بحب المشي بالخلف، وراء وراء، حين ارسل لملاح من ناس عشة، جارتنا، كنت أمشي وراء وراء، حتى أصل، ويتحول الصحن إلى دركسون، وفمي إلى بوري يصيح في شارع خالي، وملي بالناس في خيالي!!...
وللحق لم يتعبني شي، كتصور نهاية السماء، ونهاية الأرض، وتصور (الله)، كنت أخاف من الذهاب إلى الأفق، بعد نهاية المشروع، كي لا أسقط من هاوية الارض (المربعة)، وهناك قد انزلق ، وتدفعني محاسن، لأني هربت باللقة الأخيرة ونحن نأكل في البيض، وأقع في هاوية لا حد لها، مطلقة، وكنت اتصور إن أطفال من العصر العباسي، وابناء أمي حواء لا تزال تهوي في بئر لا قرار له.. أما تصور الله، فقد كنت اتصور انه كبير، أكبر من الجمل، وأكبر من البيت، واكبر من البحر، ثم يجري خيالي لأكبر، فأجد مساحة أخرى، ثم أكبر، وأجد مساحة أخرى، وهكذا، حتى أخاف من تصوري، ثم اتغطى بالملاءة، والتهم بعض البلحات التي خبأتها تحت كيس المخدة، وأنسى موضوع الإطلاق، مع حلاوة البلح، أما الغطاء، فليس بسبب الحر، بل، كي لا تسمع محاسن صوت ضروسي السعيدة بهرس بالبلح الجاف،...
(مرت دقيقة).. هكذا كنت أقول لأختي، كنا نحاول معرفة (فترة الدقيقة)، بدون النظر للساعة، نحددها بالعد الداخلي، وثم صرنا نحددها بالصمت، ونصيح معا (دقيقة)، وأحيانا نقول لخالي دفع الله شوفنا بعرف الدقيقة، وهو ينظر في ساعته المشققة، وحين نصيح (دقيقة)، يصيح خالي متعجبا، (الله يلعنكم يالشواطين).!!...
حين ارسلتني امي لجلب الزيت، لعمل بيض بالطوة، واعطتني الجركانة الصغيرة، كانت جركانة عصير، ثم تحولت للزيت، زي الجرائد، حين تتحول إلى ضلفة النملية، جريت بالجركانة، وكنت اضربها بكوع رجلي، وهي تحدث صوت احبه، كما احب كل الاصوات، بلا فرز، سوى صوت حصة التسميع (كالعادة)، فجريت للدكان، وفي عودتي مررت بالخور، والكبرى، فنزلت كي امر تحت الماسورة الكبيرة، كما تمر الماء، وليس كما يمر الناس فوق الجسر، وفجأة أطلقت ساقاي للريح، حين طاردتني كلبة والدة يادوب، أما الزيت، والجركانة فعلمها عند الله، وحين حكيت الحكاية لأمي، لم تسألني عن الزيت والجركانة، فقد أكتفت بفرحة شديدة (من سلامتي من الكلب)، وهكذا حالها مع كل شقاوتي، تركز اهتامها على (صحتي وسلامتي)، وبس!!
وللجركانة، ونسيانها حكايات وحكايات، مرة صارت الجركانة، قائمة لمعلب الكرة، حين لم نجد طوبة للقائم الاخر، ونسيت كعادتي الزيت، والطوة والملاح، ففطلوع البدر ما يغنيك عن زحل، ثم إن اللعب أهم من الأكل والشراب (و للحق أنا اتناول الطعام كي ألعب)، يعني حلينا مشكلة (نأكل لنعيش أم نعيش لنأكل)، بل نعيش لنعلب، ونطير، ونغني، ونحلق... كما تشاء غرائزنا، ورغباتنا المتواصلة..
ولم اتذكر بأني مرسل للزيت إلا حين ارتطمت كرة الشراب (وبالأدق شراب استاذ فائز) بالقائم، بالجركانة..
|
وجرى القلم :
Quote: (2)
الدكان لا يبعد عن البيت سوى 250 متر، ولكني أتأخر أكثر من نصف ساعة، أحيانا بكون بحاكي في السلحفاة، وأكثر الأحيان، بكون جاري جري، ولكن بل لا بد أن اقفز أي برميل اقابله، وأنط أي حفرة، وأشوت أي بعرة وعلبة صلة، وأركب أي خرف يقابلني، حتى ولو كان اتجاهه عكس غايتي، وللحق غايتي اللعب، هي الأولى والأهم، يعني بشمي الدكان وبجي، زي مكنة سنجر، وفمي مرة ينبح، ومرة يثغو، ومرة يدوس بوري شديد من بقرة مرت أمامه، ممكن اتجاوزه بيسر، ولكني كنت اسوق قندراني ضخم وخلفي ترلة مقطروة ملاينة طوب من الكمائن، لبناء غرفة آمنة...
مرة كنت عند ناس خالي، رسلوني عشان أجيب فحم، والبرد شديد، وخرجت منهم الساعة التاسعة، وهي متأخرة جدا في عوالم القرى، وكعادتي النبيلة، التلصص، كي اتعرف على عالم خلق قبلي، بملاييين السنوات، ومطلوب مني أن أتعرف عليه، كي أعرف بأن النار تحرق، والماء يروي، والنط من الراكوبة قد يؤدي إلى الهلاك ، فوجدت باب العرسان (هبة وأحمد)، يتسلل من ضوء اللبمة منه بشقوق صغيرة، فذهبت ، وأغمضت عيني اليسرى، وفتحت اليمنى، أكبر ما يكون، أنظر لهم، وحين ذهبت لأمي قلت (شفتي يايمة هبه واحمد نايمين عريانين، قليلين أدب مش؟..
فقالت أمي، أيوة..
وواصلت وضوء العشاء، سعيدة بعودتي، بعد غيبة استمرت ثلاث ساعات كاملة..
وأيضاً، كانت فرحة امي كبيرة، وأنا ادخل أسجل هدف، ببصلة فاسدة، وكان الميدان هو حمالة الزير، وللحق اعترنتي نشوة لا توصف، وقد ارتطمت كرتي النباتية بأحدى قوائم الحمالة، وتدجرت ببطء تحت العنقريب.. (قوووووون) هكذا صاح الجمهور، وهو أمي (فقط)، وللحق ما أوسعها، وأكثرها...
من قال إن الأسد يلتهم الخراف؟، كنت ألعب بالطين في فسحة الحواش، تحت ظل البرميل، وقد صنعت غزالة، وأسد وخروف ودجاجة، وتركتهم يرعوا مع بعض، كان الاسد يرعى العشب مثلهم، بل يخاف من الدجاجة، إنها عوالمي، وغرائزي، التي تصيغ هذا القطيع، بيدي، لا بيد القدر ومعاييره...
ولكن ، وللحق، أتعبني الفيل، لم أجد له قرون، فتشت البيت كلو، فلم أجد سوى عودي كبريت... فقال خالي (أول مرة اشوف فيل انيابو عدييييييييييييلة، مش مقوسة)..
وحين اصابني ملل، وقد تقاصر ظل البرميل، عجنتهم مع بعض، وصنعت منهم (لوري طوب)، حتى داورن، سوف يتعجب من هذه الردة (التطورية)، إن يتحول (أسد ودجاجة إلى... لوري طوب)، ولكني ركبت اللوري، كي أجلب طوب لبناء غرفة لأمنة (لم اكن اتصور بأن رعشة الحب تأتي مبكرة جدا، بل جدا جدا)... بل قبل الميلاد!!
الخرطوش المقدود (حصاني السابق،.... بل واللاحق)، تحول إلى خرطوش حقيقي، حين هم خالي بضربي، لأنني كسرت الزير، وللحق لم أكن أنوي ضرب الزير، ولكني كنت اريد قذف الكانون، ويدي لم تطاوعني، (التمارين تقلل دماء المعركة)، فذهب الحجر للزير، وقد كنت غاضب من الحجر، ووبخته كثيرا، لأنه لم يضيع رغبتي!!
عوير، أهبل، شين، هكذا خاطبت الحجر، الذي كسر الزير... (أوعى الموية تزلقك)، هكذا خاطبتي أمني وانا ألعب بماء الزير المسكور...
إنها شقاوية، وبس!!
|
صديقي الجميل خضر، كيفنكم، وقائع كثيرة، تملأ ساحة الطفولة (المسيد، حركات الدرويش، رائحة البخور، النهر، السباحة، الحقول، الحصاد)، وقائع بحجم الإطلاق..
لك المحبة والشوق..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الطريق إلى .... (المدرسة)!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
بيووووووووووووووووووووووووووت!!.... رن الجرس، كي أركض لنفسي، بعد غيبة سبعة ساعات عجاف!!.
كيف أدخل اللوحة!!؟
كان أخي الكبير، يرسم في لوحة وهو جالس تحت ظل الدار، كانت اللوحة جميلة، مثل كل الأشياء التي تحيط بي، والتي لاتحيط بي، وهي عبارة عن قلعة على قمة جبل، ويتدفق من عل نهر جميل، واشجار جميلة على الشاطئ (كنت اسمع زقزقة العصافير، مجرد أن تودع ريشة أخي اللوحة).... داير ادخل اللوحة؟!!
نظر لي أخي بتمعن، وكأنه يراني لأول مرة، ثم واصل الرسم، (يارب يوقف اسئلته)، ثم رش لون برتقالي، وبكل بساطة، فبدت الشجرة تحمل ثمار برتقال جميل، أهكدا يخلق البرتقال (حتى في السماء!!!!)، ريشة اخي ترسم طعم البرتقال، بل حتى ومض الشعور، الذي يقشعر له القلب من قشر البرتقال، ترسمه ريشته..
أشرت إلي شجرة بعيدة، في اللوحة، تحتاج لدراجة للوصول إليها، ولكني سأركض، كانت الشجرة بعيدة، بالقرب من القلعة، بعد النهر مباشرة، بل على الشاطئ المقابل،)كيف اقطع النهر، وأنا لا أجيد السباحة)، وللحق لم أفكر في معضلة عبور النهر، كانت الشجرة تشغلني، فلم أفكر في الوسائل (وللحق لاشي، على الإطلاق، يمنعني عن رغبتي، حتى الاستحالة، لا تمنعني، هكذا سائر الأطفال)... كان ظل الشجرة ساحرا، وهناك بقايا برتقال.. وأخاف ان يصابه العطن، قبل أن تلتهمه شفتاي!!
(يا دثوري.... دي لوحة، يعني بعدين بس، طول وعرض بس "قالها هو يضغط شفتيه، والبعد الثالث خيااااااااااااال، وهو الأهم مجرد خيال، البعد الثالث ما موجود، كماء السراب.) رد اخي علي، وهو يخاطبني ب (دثوري)، دائما، (حتى في قمة غضبة مني)، يظل يدلعني (كان البكر، وكنت الصغير)..
أصريت على دخول اللوحة، (لايقتنع الأطفال بالإجابات، بل بالأسئلة)، والجلوس في الشجرة، (طبعا بكيت داير عجلة عشان الشجرة بعيدة في اللوحة)....
وللحق اخي لا يزجرني من الاسئلة، ولكنه يمضي في سبيله، وكأن الأسئلة لم تكن، وكأنني قد سئلته (البيضة من الدجاجة، أم الدجاجة منها)!!
ظللت احدق في اللوحة، متعجبا من وقوف الشمس في كبد السماء طوال النهار، والمركب لم تقطع النهر لأسبوع كامل، وهناك معزة لم ترفع رأسها من السعدة، (وللحق أنا اعرف الاغنام)، أنها من اكثر الحيوانات مللا، وترفع رأسها كي تمضغ، وكي تشكر الراعي بنظر قله نظيرها، سوى بين الام والابن (وبيني وبين آمنة)......
والشمس، في (اللوحة)، فقدت انيابها، كنت احدق فيها ملء بصري، ولا أثر للعرق على صدري...... ، أقسم بأني رأيت قمرا، وشمس معا، هكذا ريشة اخي، المعجزة عادتها..
البعد الثالث هو الخيال، لم يذكر أخي البعد الرابع ( الروح)، الروح تدخل الخيال، كما يدخل الناسك صومعته، الخيال كائن حي، كالجبل، والموز، وآمنة، (أيها الإنسان، لا ضفاف لك)،!!.... ( كم مغرورون هؤلاء الكبار، وجهلى)..
(الاشياء الشفافة هي التي بمقدروها الدخول، حتى من خلال الاشياء الصلبة، كالضوء، فهو يدخل من خلال الزجاج، والجبال، و الارض، وكالحب، يدخل القلوب، والاحشاء، وكالفكر، يستشرف أيام الغد، ويرها كما يرى المايكرسكوب قطر الدم)..
(صرخ أخي حين و جدني ألعب داخل اللوحة، واسبح في النهر، وأغني أغنية تشفي كل الامراض)..
، كما يدخل الضوء من خلال الزجاج، وكما تتدخل الأغنية إلى القلب!! لن أفسد عليك لوحتك، هل يكسر الضوء الزجاج؟!!....
(أغمض عينك، فاجمل لوحة رسمها الله في داخلك، فالخيال، واقع، يعاش، ويحس في الدواخل، بمقدور خيالك، أن يمطر في الشتاء، ويشعل النار في الماء، ويحيل الحجارة إلى خبز دافئ)، رد اخي علي، كي يعزيني في فشلي في الدخول إلى اللوحة....
معزرة، فقد كانت اللوحة جميلة، وخضراء، ومليئة بالزهور (فأخي ينفس بريشته عما يرتجيه)، فضوا الكبت، بطرق سوية، (ألم يقل فرويد مثل هدا)، أنه التسامى....
كل ردود أخي، لم تعجبني، أود الدخول في اللوحة، كما يدخل الضوء من خلال الزجاج، وكما تتدخل الأغنية إلى القلب!! لن أفسد عليك لوحتك، هل يكسر الضوء الزجاج؟!!....
الاشياء الشفافة هي التي بمقدروها الدخول، حتى من خلال الاشياء الصلبة، كالضوء، فهو يدخل من خلال الزجاج، والجبال، و الارض، وكالحب، يدخل القلوب، والاحشاء، وكالفكر، يدخل للايام المقبلة، والماضية..
كيف أدخل اللوحة....
| |
|
|
|
|
|
|
|