عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!..

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2007, 06:20 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!..

                  

10-23-2007, 06:23 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    14/1/2002م

    عزيزي، محمد الربيع...

    ملاذي وأخي، الربيع، طبيبي، وحبيبي، سوف أتكئ عليك لأبكي، إيها الحائط الذي بكى عليه المهمشين!!

    بالأمس، الاثنين 13 يناير 2002م، أيضاً، وكالعادة ذهبت لمعرض الكتاب الرابع عشر بأرض المعارض، عسى أن أجد كتاب ينعشني، أو أجد أحد يبث الروح في الجسد، هناك بشر مجرد رويتهم تعني الكثير، بل تغني عن الكثير، فهم الكلمة الحية، الكلمة المؤثرة، "وخلق الله الكلمة، والكلمة صارت المسيح" إن كلمات الله التامات هي البشر، إن كتاب الله الأكبر هو الإنسان وما تجيش به من حيوات، " سكر الكون منها فتراه معربدا بالناس" هكذا يرى النابلسي البشر، مجلى للعربدة الإلهية، مجلى للنزق والشطح الملكوتي.!!

    ولكني وجدت مجموعة اموات يحومون حول الكتب، أشباح تحوم حول فتات أفكار واهنة، دب فيها عفن التملق والخوف وقصر النظر، لم أرى في والوجوه روحا او هما او التزاما، لم أرى قارئ صادق وحيد، " لم أظهر في شي كظهوري في الإنسان" هكذا تقول الآية الجيلانية، ولكني رأيت كتب تدخل سلال واكياس جميلة، ولم أرى قارئ واحد، هكذا يقول حدسي الساذج، بطفولتي تكلمت مع مترجم بإحدى الصحف السيارة، يبدو معتدا بذاته، أظنه يترجم بعض الكتب التي تنشر بالجرائد اليومية، وجدته كثيفا مثل بيت شعر مصنوع، وسألت احد عن موبايله، فرد على بصورة ميتة، وضحكة أعمق موتاً، ، ذهبت لحائط زجاجي لأرى شكلي، فقد يكون غريبا، ولكني وجدت هندامي مثل سائر المتجولين، إي غرابة في أسئلتي البسيطة، أما انه الخوف، خوف رابض في الأحشاء، يكاد يفسد كل شئ، بل يقيناً، أفسد كل شئ، " الخوف هو الأب الشرعي لكن معايب السلوك، بل لن يحقق الإنسان كمالاته وهو خائف" هكذا يقول الأستاذ، باي صورة أو لون من الخوف، حتى الخوف من الله، فهو يحب ويؤنس به، كنت أتوقع ان تستدرج حلوى الكتب النمل المبارك، النمل الجاد في خزن قوته، والباحث عن نفسه في خضم تشويهات الحياة، حتى فقدنا ذواتنا، وضللنا السبيل إليها، فبحثنا عنها في الأفاق، وفي التقنية، وفي الفضاء، وهي قابعة باحشائنا، كالعير في البيداء يقتله الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول، "سيرك منك وصولك إليك" حتى الكتب كانت صفراء، ميتة، مزخرفة مثل أعمدة القبور، كل كلام يقال، عليه صبغة قائله، هل القول هو ظل الفعل، ولكن هل هناك سائق اظعان، حقا الكون حائر، لم يبقى سوى الأدب، الملاذ الاخير في غياب الفكر، أحسست بأزمة ذلك الاغريقي، والذي حمل مصباحه في رابعة النهار، بحثاً عن إنسان تحكمه مشاعر الطفولة، طفل لم تفسده انماط السلوك، وتفاسير الكون الباهتة، وإكراهات الثراث، والذي صاغ بماضيه الفائت كل حركاتنا وسكناتنا اللاحقة، عن انسان يبكي ويحب ويعشق بعفوية، يقود زمامه قلب سليم وعقل صافي، ، عن انسان يقيس البشر بفطرته، وبأنه غاية في ذاته، الاهبل والمجنون والمفكر، غايات في ذاتها، تستلزم وتستوجب التقدير والتقديس والعطف والحنان، لا توجد فضيلة "أعظم من الرحمة"، عن سيرة وسريرة واحدة، وعن مجتمع لا يطالبك بحسن السيرة، وسؤ السريرة، وحين تفشئ سريرتك، مثل محمد شكري، والقديس اوغسطين، ورسو، يتكالبون عليك، لأن قلت الصدق، "الاستغفار أصدق الحديث". لقد خرجت حزينا من المعرض، واشتريت كتب لهيرمان هيسه ونائب للاريف للحكيم ومجلد لانطون تشيخوف، وحين وصلت البيت، لا قبل ذلك عند خروجي وجدت صديقي فخري، رجل جميل، يملك عبقرية كبيرة، وهي ضحكته، ضحكة لا تخرج سوى من طفل لم يتجاوز سبع سنين، ذو اهتمامات غريبة، يحب السيارات وعلم النفس و………، يسكنه لوحده، غرفته غير مرتبة ويعلوها الغبار، بل تكاد ان تحلف بأنها غير مسكونة اصلا، وكانه قبيل من الجن، له إشارات ذكية، تعليقاته مثله، تحمل الكثير، وكأنه " عصير مركز" أو "حبوب هلوسة" أو "لحظة ألق خاطف" وكأنه يشم الدهشة في التعابير اليومية، يسكن دار تفتح على خور، وحين تجلس بالداخل وعند بوابة الخروج ترى منظر وكأنك في قرية ساذجة على ضفاف النيل، فعلا مسكن غريب، هل اختاره، لا أظن، ولكن غرابته هي التي تسيره، بيده ملكوت كل شئ، المهم، رجعت من المعرض حزيناً، لأشياء عده، لا أدري ولكني احب الحياة، واحب البشر الذين لا يشعرون بانهم بشر، لقد نسيت، لقد قابلت فكري كرسون، التقيت به عند الدار المصرية، رجل لطيف ومهذب، خفف جزء من خوفي على نفسي، وعلى الحياة، وعلى الأموات الذين يقتنون الكتب بشراهة الحمير، وبالبرسيم المرصوص على الارفف، وحين عدت للمنزل، اشعلت نور خافض، وفتحت كتاب تشخوف، وكأني فتحت أبواب المدينة الفاضلة، بضعة أسطر منه، وكأني ادخن الحيشيش أو الافيون، سرح بي بعيداً، سرح بي قريبا، في ذاتي، وفي انفسكم افلا تبصرون، احيانا تروادني فكرة ان اعتزل الناس، أن احمل ابريقي واسوح في ارض الله، لا اريد وطن ونضال وهوية ومزاج وتقاليد بشرية بالية، اهوى ان اكون مثل البحر والنهر والهواء والملائكة، هويتي قلبي وعقلي بين اضلعي، هويتي هذه الروح التي تسكنني، هذه الروح القلقة، والتي تبحث عن شئ ما، عن هدف، عني، عنها، عن حبيبة ضاعت مني في زمن ما، قد تكون في حيواتي السابقة، أو اللاحقة، فأنا لا أومن بالحياة المباشرة، هذه الحياة التي تجري امامي، لأني اشعر بأني مأخوذ لحياة أخرى، حياة ثانية، قد تكون داخل هذه الحياة، أو فوقها، أو هي، ولكن ترسبت عليها صبغة كثيفة من التبلد، من الطفولة الشقية الكاذبة، " لا تتردد في ان تذهب بعيداً .. بعيداً إلى ما وراء الحياة" .. هكذا يوصي مارسيل بروست، أو الشجاعة وموهبة العمل، كما تقول نادين غوردمير، الجنوب فريقية البيضاء النوبلية.

    هل حدقت في عيون عماد البليك، أنه خائف، قد يكون على اسرته في بربر، فهو البكر، هو الرب، من عنت جسده وعقله تذهب الفلوس إلى كفتيرتهم وحلتهم، وكهربتهم، وعلاجهم، وبطانيتهم، أم خائف من الإطلاق، والسؤال القديم، " من أنا" السؤال الذي التهم كل الاجوبة، وظل كما هو ، جائعا لاجوبة جديدة، أكل السوسة والعافية مدسوسة، .
    يقال إذا اذنبت، فتطهر بالقراءة، أو بالكتابة، فالحروف الصامتة، الميتة تصرخ في ذاتك، بصوت يزن وعيك بك، ورحم الله ديكارت، فقد قال عنه بولدير، بأنه جعل العميان يبصرون، حين قال " أنسى ما شببت به من مفاهيم وأراء، ثم ألقي نظرة على الوجود، تلك هي نظرتك الشخصية" فلا تناص، ولا تقليد، وتلك هي الارض البكر، التي سار فيها الأفراد عبر تاريخ الإنسانية المجيد، وهم أقله، أكاد أحسبهم على أصابع يدي اليمنى فقط، يا ترى هل هم، سقراط، والمسيح، وموسى ومحمد ومحمود.

    وأحياناً، أشعر بعقم القراءة، فعلام نقرأ، والكتاب الأعظم بداخلنا، ألم يستفز، الحكيم سقراط حكماء اثيناء، حين استخرج بأسئلته التهكمية الذكية، من صبي زنجي صغير، معارف هندسية مقعدة، أدهشت مهندسي اليونان، موقناً بأن العلم المطلق كامن في القلوب، ولكن هل من مثير أو سؤال، أو جوى أو منهج يحرك أعماق الأعماق ليستخرج هذه الكنوز الدفينة، " أقرأ كتابك، كفى بك اليوم حسيبا"، ألم يقل علماء النفس بأن التداعي الحر للافكار لا ينقطع، حتى نلج رحم الأولى، بل نلج ما كان وما سيكون، "قل سيروا في الأرض، فأنظرو كيف بدأ الخلق،" أنها أمر كالصوم والصلاة، فسنة النبي، وسنة بوذا وسقراط هي الفكر، الفكر الحر، من كل قيد أو شرط، حتى قيود الطبع والشهوات والنفس السفلى والعليا، فالقانون الطبيعي، والذي يهمين على الحيوات والجماد، والذي سير الكون منذ دهير دهير، هو العقل الكلي، العقل الخالي من الرغبة والهوى، فالمطر ينزل على الغبي والذكي، والحياة تسير في النور والظلمات، نحو هدف معين، نحو المسك، وما العقل البشري، إلا ظل، أو قبس من هذا العقل الكلي الجميل الحكيم.
    [تمنيت على الزمان محالاً أن ترى مقلتاه طلعة حر]،

    لا تتوكأ على الحواس...
    فإنها أشد عماء من جوف حوت يونس
    ولا على العقل..
    فإنه أشد تهوراً من هاملت
    ولا على حواشي القلب
    فإنها كالأم، تغمرك بحنان عظيم، تفسده أشواك الواقع.
    ولكن في ذات القلب، في ذاتك، ما أنت طالب، بلسان حالك ومقالك.
    تاريخ الفطرة، أم تاريخ العقل، كارل بوبر أم الجيلاني.. أقرب إلى فطرتي ؟ أم كلاهما؟؟
    أخي محمد حبي، وشوقي، كما قلت، شايف الاخ عماد البليك حزين الأيام دي، عيونه تقول ذلك، بل أكثر....
    لك الحب.....

    اخوك
    عبدالغني كرم الله
    14/1/2002م

    ......
                  

10-23-2007, 08:16 AM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    المرهف الفنان عبد الغنى
    الصديق العزيز ابو مهيار
    الرائع ضياء
    جميعكم لكم محبتى و اشتياقى
    و كل عام وانتم بخير

    عبد الغنى

    لقد فتحت مسام الروح بذكرى اصدقاء و احبه اخذتهم المنافى و بلاد الله البعيدة
    كم تدهشنى كتابتك و تسعدنى اجدك فى كل الاسافير و اتابع كتاباتك بلا ملل

    لك الود و المحبة

    بجييكم راجعة تانى
                  

11-04-2007, 05:54 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: tayseer alnworani)


    العزيزة تيسير...

    كيفنك...
    صباحب بشوش، ونقي، وحنون..

    انت عارفة، "الربيع"، يعطي للحياة معني، ويجعلك تعيش (اللحظة الحاضرة)، منفتحا، على عوالم يحبها بصدق، وكأنه جزء منه، جارجه، من جوارحه..

    كيفك، اكثر الشوق..
    واقدم اعمق اعتذاري لتأخر الرد، أخوك مسافر وعائد للوطن، ومشغول بملابسات السفر، ومعاناته الجميلة، حين يكون حجا للوطن، للأم، للذات، والعباد والبلاد..

    أعمق الاحترام والمحبة والامتنان...
                  

10-23-2007, 07:07 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    عبد الغنى ازيك
    والله العظيم كنت بتكلم مع نادر عبد الحميد قبل يومين
    وسالته من محمد الربيع محمد صالح ومنك وخاصة
    عماد عركى ومن الشباب
    كلهم اخباركم شنو ؟
    القلوب شواهد
    امكن ما تذكرنى كويس
    ضياء ميرغنى
                  

10-23-2007, 07:33 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: altahir_2)

    احييك يا عبد الغني

    تابعت بعض من ما كتبت في هذا الموقع وفي سودان فور اوول ،

    وسمعتك تتحدث من قناة الجزيرة حول التصوف وفي كل مرة كنت تعجبني.

    أما هذه الرسالة فقد أهاجت شجوني حيث انها ذكرتني بمحمد الربيع ذلك الفتى النابه

    المثقف المثابر . أدب رفيع هذا الذي تبثه لصديقك محمد الربيع..

    أرجو ان لم تكن هنالك موانع أن تطلعنا\ي على رد محمد الربيع ان كان هنالك ثمة رد.

    هل يمكني التعرف على مكان اقامة محمد الربيع الحالي؟؟

    كل عام وأنت وزائرك( ضياء ميرغني) والزوار القادمين بألف خير.

    أسامة عبد الجليل

    أيوا سيتي
                  

10-23-2007, 08:48 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: Abomihyar)

    لا فض اله فوك ويراعك يا عبدالغنى

    كلماتك وكتاباتك ممتعه وجزله ورصينه وصادقه

    احتفاءك بالكتاب والكتابه يدل على انك رجل من الزمن الجميل والعهد الذهبى لا عهد الاكتفاء بالشاشات فقط ان كانت تلفازيه او كمبيوتريه .

    اعز مكان فى الدنى سرج سابح وخير جليس فى الزمان كتاب


    مع تحياتى وتقديرى
                  

10-24-2007, 05:26 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: wadalzain)



    محمد الربيع !!..

    نحيف، بسيط الملبس، يمشي دوما وهو يحتضن كتاب على صدره، وكأن الكتاب جزء من الصدر، والصدر جزء من سماء (بدت له، واستعصمت، كعادتها، بالبعد عنه، كي يحلق نحوها، أبداً)، عيونه متسعة، (دهشا، من العادي، والأكثر عادية، ناهيك عن المذهل)، يتابع أحوال الكون، "كأحوال القلب"، لا يعرف هل خلق أيليا "نخلته الحمقاء"، أم لا.. والتي تفصل (كسائر الناس)، ظلها على جسدها، ولا يهما أنين افريقيا، وضمور التذوق العالمي، وفوز لسينج، بعشبها المغني، يصحو من نومه، كي يتابع نهاية الحلم.. والسريالية، وقائع الحياة أكثر سذاحة من خمر الحلم.. وهو يتفرج بذكاء على مسرحية قديمة، تمتد فصولها من ماض غابر، لمستقبل مجهول (الحياة)!!...

    ومن عينه (المتسعة دهشا)، تدخل صور ووقائع الحياة اليومية، تعبر خلالها لقلبه (وهناك تفرد اجنحتها، الضامرة، وتغرد كطفلة، في حجر أم، وأب، ورب).. يتذوق عسل العقول، من رفوف المكتبات، والثورات، والانخطاف، يؤذيه نواح هاملت، وحين سمع استغاثة مصطفى سعيد (النجدة النجدة)، كان سباقا (قبل الملائكة)..

    أين مصطفى سعيد ياربيع..
    مات... أم تشرد، أم رفع كالمسيح..
    هل ترثي له (في صراعه الأبدي بين الشرق والغرب، بل نقل إكثر إيجازا، "بين القلب والعقل"...

    معه تحس برحابة الأشياء والأحياء، ولخواطره قدرة على نسج وحدة بين المتنافر، والمختلف، كأنه سماء (تلف ببطنها الوديع، الجبال والارض والضوء، والغناء، والزمن)، كم أغبطه على التأمل (كراهب بوذي، يشاهد زحف دودة مبرقعة، وفراشة ملونة، وملاك خفي، وغد ماثل)... مندهشا، ساجدا، (لجمال الحياة، لغرابة الحياة، لسذاجة الحياة)... كم تبدو الحياة معه، مفارقة، (وتستحق أن تعاش، رغم ضرواتها)، أيومن ب (من مادة الفكر خلق الكون)...

    يفهم الإشارات، بفطرة سمحة، كبدوي، يقرأ طالع الحياة، يشم ما سيأتي، ويحي ما مضى، مخاطبا نفسه (عن الميلاد، والحال والمآل)، وتتغذى جوارحه ( بمداد جورج امادو، وفوكو، والحلاج، والحاردلو، وسقراط، و....و)... وبقلب، وبذهن منفتح، (أي فضل هذا)... بيده اليمنى، وكلتا يديه يمين، مصباح ديوجين، يطرد عن وجه الحياة (عتمة الخوف، وصدأ الرغبة)، فتبدو (في حقيقتها الغائبة)، قصيدة شعر، بلا نهاية، لموسيقاها، ورؤاها، وعبقريتها..

    رؤيته، تعيدني للصواب، للأمل، للاحتفاء بالماثل، والماضي والقادم، ينفخ الروح في خواطري، وإخفاقي، (مالنا إذ كنا معك، رأينا الفرح رأي العين)... هكذا هو (طفل ، أمام أب قديم، وأم أقدم)...

    (صير الرومي طيني جوهرا، ومن غباري شاد كون ساحرا)، هكذا قال إقبال عن (جلال الدين الرومي)، وعن الربيع، وعن كل عقل ينفخ الروح فيك، ويعطى للحياة معنى، وسحرا، وتجلي..

    تبدو حياته، في كلمة (باحث)، أو قال سالك، أو قل (ضال)، او قل (مسكين)، لا حول ولا قوة له، أمام (إيجاد، وإمداد)، غريب المنشأ، والطلعة، والمآل، طفل ساذج، لأم عجوز (الأرض)، وأب عجوز (السماء)...

    في مجلسه، ومعيته، تعطى كل عين هدية (واحدة)، مايكورسكوب، والآخرى (تلسكوب)، فترى البعيد، والقريب (بصورة مغايرة)، أكثر ثراء، وفرح (وجدوى)!!...

    إنه يخصب الحياة... لأنه يفحص الحياة، الحركة، المسعى، التكوين، التفكير، ويبحث (عن فرديته)، في تاريخ طويل (وقاسي)، لحياة القطيع، (كان الفرد، ولم يكن المجتمع)... أيهما أولى بالرعاية (وكأن هناك تناقض بينهما)، طوبى للعقول الصافية (فهي ترى الجنة داخل الجحيم، كنار موسى)، وسم سقراط (أرغب في تأمل الأبدية)، هكذا احتضر العجوز اليوناني القبيح (...!!!)... وخلق الموت (كي تكف الحياة الدنيا عن غرورها، وبأن الحيوات (لا تحصى)، وبأن (الوعي)، قاصر على إلباس سواره على معصم (الإطلاق)، أنى سعى، وأدعى..

    كنا نجلس في القهوة، ونفترش الارض، ونثرثر، ونبكي، ونضحك، على أناس هناك، في الاكوادور، في كينيا، نغوجو واثنغو، على ماركيز، على الحلاج، على آلان روب غيرى، على فشل التوحيدي، ومأساة الجاحظ بين التصوف والاعتزال، ومن عبء ا لحاضر، من سطوة الماضي، بجبروت العقائد، والشكل، والهدف..

    هم ملح الأرض، عرفوا، أم لم يعرفوا، معه (مضى عهد الراحة)، و "غدا تشرق الشمس)، وصباح الخير أيها الحزن ...

    نجلاء التوم (الشاعرة الاستثنائية)، قالت لي (بأنهاتعزه)، لأنها (تعثر على الإنسان فيه)، بكل وضوح، أكثر من شمس في كبد السماء، وفي أمسية شتائية في الدوحة، لمناقشة أمر أدبي، في منزل الاستاذ صديق محيسي (أتصل بي الاستاذ حسن البكري)، وقال لي..
    - محمد الربيع جاي..
    قلت له : أيوة..
    قال لي: سينفخ الروح في الجلسة..

    ولي، عودة، وياريت يسعفني الوصف، كما ينبغي...


    ***
                  

11-04-2007, 09:11 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: wadalzain)


    عزيزي ود الزين، كيفنكم، والشوق بحر..

    نعمل شنو ياود الزين، بدون الكتب، والله بقت زي النفس الطالع والنازل.. رغم هجمة الاسافير، والشاشة البلورية...
    اخوك مدمن (الجزيرة الوثائقية بس)، وبعض الافلام في ام بي سي تو، ...

    والله يا ود الزين لمن كتبت الحواب دة كنت حزين بصورة كبيرة.. واخوك الربيع متكأ، وحائط مبكى..

    بشرى... أهو المعرض على الابواب يوم 28/11/2007م، معرض الدوحة للكتاب..
                  

11-04-2007, 09:08 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: Abomihyar)

    عزيزي اسامة...

    كيفنك
    اعمق السلام
    وكل عام وانتم بخير وصحة وجمال..

    طبعا الاخ محمد حاليا في الدوحة، دولة قطر
    في جريدة الوطن القطرية، ...

    وسوف ارسل لك الايميل بتاعو، ان شاء الله،...
    وكيف عاملين... وبارك الله في النت، والاسافير التي جعلت العالم مقعد صغير للحوار والتلاقح، و المحبة..

    وللحق محمد، اخي وصديقي، شعلة من محبة، ومعرفة، وتالق، دوما يبحث عن شئ نفيس في ركام العالم الغارق في جهله، وغروره، وفوضاه..

    مع فائق حبي، وتقديري..
                  

11-04-2007, 09:03 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: altahir_2)

    عزيزي ضياء مرغني..

    الشوق والمحبة..

    كيف عامل، والله مشتاقين،
    وكل عام وانتم بخير وصحة وعافية..
    واعمق الاعتذار للتاخير عن الرد لملابسات السفر والعيد..
    واخوك رسم لنا القدر الغربة، والبعد عن الوطن، والاهل..

    اشواقي، وتحياتي العميقة..
                  

11-04-2007, 09:44 AM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    هنا وشوشات تسكن القلب ..
    والسماء !!
    تغيب كثيراً يا عبد الغنى ،
    ثم تأتى حاملاً ذلك الوهج النبيل ،
    لتشاغبنا.
    دعنى أستمتع هنا بحضرة وفائك وخشوعك يا سيدى.

                  

11-04-2007, 12:04 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    تحياتى ود كىم الله السباق دوما الى الحب والاحباب
    البارحه مع مطى وطارف عبد الجليل اتصلتا بعماد عركى وخالد موسى وذكرنا نكات ود الربيع
    ويا ضياء اديتى اى حاجه حول نادر عبد الحميد بينى وبينه أكثر من عشرين سنه ولا أعرف عنه
    أى شىء ... أبومهيار وشقة أستانلى / أسكندريه / وغادل الشفت وود الامين ... كلكو سلامات...سلامات
                  

11-04-2007, 12:54 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيزي محمد الربيع (رسالة كتبت في 14/1/2002م، ولم ترسل)..!!.. (Re: salah awad allah)

    بعد اذن الصديق وزميل الدراسة عبدالغني كرم الله في اعادة نشر مقال كتبه محمد الربيع للراي العام هذا مع عميق تحياتي عبدالغني والربيع ومجموعة هذ البوست

    أرخبيل الألفة والمسرات

    مؤانسة وعرفان في حضرة الطيب صالح

    محمد الربيع محمد صالح

    (عدت الى اهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة، سبعة اعوام على وجه التحديد كنت خلالها اتعلم في اوروبا تعلمت الكثير وغاب عني الكثير لكن تلك قصة اخرى المهم انني عدت وبي شوق عظيم الى اهلي في تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل، سبعة اعوام وانا أحن اليهم واحلم بهم ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة ان وجدتني حقيقة قائمة بينهم، فرحوا بي وضجوا حولي ولم يمض وقت طول حتى احسست كأن ثلجا يذوب في دخيلتي فكأنني مقرور طلعت عليه الشمس، ذاك دفء الحياة في العشيرة).

    يمثل هذا المشهد الاستهلالي لرواية «موسم الهجرة الى الشمال» للروائي السوداني الكبير يالطيب صالح والذي جاء على لسان الروائي مدخلا واسعاً للتأمل والحوار حول تجربته الروائية والفكرية وشخصيته الانسانية فالالفة هي كلمة السر في اللوحة البيانية لمشروعه الثقافي والجمالي ولعلاقته مع الوجود واعماله الروائية والقصصية «موسم الهجرة الى الشمال وعرس الزين وبندر شاه بجزءيها ضو البيت ومريود ودومة ود حامد»، تشكل ارشيفاً للوجود الحميم وللالفة المهددة بالتمزق والشرور فالى جانب العذوبة الواضحة والحميمية الغامرة للتفاصيل الانسانية فيها يعتمد الطيب صالح تكنيكاً جمالياً في بناء المشاهد يستمد عمقه من بساطة اسرة اشبه ما تكون بعملية توثيق تلقائية للحظات مركزية في الوجود الحميم للمجتمع السوداني ممثلاً في جلسات الانس والسمر والتعاضد الاجتماعي في المسرات والاحزان والنصرة في الملمات.

    الاصغاء لنداءات الحنين

    قال لى الطيب صالح حين سألته عن سر جماليات هذا البناء انه نوع من الاصغاء لنداءات الحنان التي يبثها هذا العالم الذي اعتبر نفسي مجرد وسيط وناقل له، والحوار مع الطيب الصالح لا يأخذ مداه في الاريحية والجمال إلا حين يقبس من هذه العوالم ناره لانه لا ينظر الى التفاصيل في هذه الحياة بوصفها جزراً معزولة عن بعهضا بعضاً بل يكونها ارخبيل اجتماعي وثقافي مفتوح الابواب والنوافذ والممرات في وحدة وجود انسانية على قاعدة الالفة وهو يراه مثل كوم القمح الذي تنطوي كل حبة منه على سر عظيم، مشيراً الى مشهد زواج ضو البيت «في رواية بندر شاه» الذي كان حفلاً امه جميع الناس بمختلف مناشئهم العرقية ومواقعهم الطبقية، وصورة المرأة التي زغردت تحت وقع هذا الاحساس الجماعي بالالفة، والتي كانت زغرودتها تعبيراً عن كونها جزءاً من هذا الجسم، لا يتحقق انتماؤها إليه الا عندما يدخل صوتها مع بقية الاصوات.

    التنويع على لحن الألفة

    كل شئ في حياة الطيب صالح هو تنويع على لحن الالفة حياته الوظيفية، علاقاته الانسانية وتأملاته النقدية وابداعه الروائي فهي الناظم الوجودي لهذا الارخبيل، وفي معرض المؤانسة حول هذه التجربة التي طوفنا فيها على انتاجه الابداعي سألته عن سر التوسع والامتداد والانتقال الذي حدث في المشهد الروائي لملامح شخصيات مثل مريود ومريوم وبندر شاه ومن مسرحها الاساسي على منحنى النيل في السودان الى قطر وفي مسرح فني جديد هو قصة يوم مبارك على شاطئ أم باب التي تدور في البحر، وتتقاطع فيها مصائر الشخصيات وصراع معسكرات الخير والشر.. الخ فقال لي:

    كتبت هذا النص وجعلت مشاهده تدور في البحر رغم انني ولدت قرب النهر وربما اعطيته هنا منزلة النهر بعد ان عرفته عالما مسيطراً خلال اسفاري واصبحت دلالته عندي ترتبط بالتئام الامور واجتماعها وجلب العناصر الي جانب دلالات الاطلاق واللا نهائية، ومن الجائز ان اكون قد نقلت دون ان اشعر اصداء بعض الشخصيات مثل مريم في رواية مريود إلى رباب في قصة يوم مبارك على شاطئ ام باب.

    واجمل الطيب صالح شهادته عن قصة يوم مبارك بقوله: ربما كتبتها خاضعاً لاحساس خفي ان العالم الوادع المطمئن للخليج مهدد بما يجلب له القلق، والتعابير التي استخدمها في تلخيصه للبناء الجمالي لقصته وللعناصر والعلامات التي تعمل في نسيجها تدل بشكل واضح على قاموس الالفة الذي يسكن اعماقه ومشروعه مثل وادع، مطمئن مهدد يجلب القلق.. الخ، وهيمنة هذا القاموس تتجلى في الاشكال والاطر البسيطة والحميمة التي يضع فيها مادته الفكرية والثقافية وتأملاته الجوهرية والعميقة، في مناطق معقدة من الفكر الانساني مثل مقالاته العذبة بمجلة «المجلة»، بعنوان: «الاقامة في ويمبلدون» التي كشف فيها عن الحوار الانساني العميق الذي يدور بينه وزوجته السيدة الاسكتلندية الذي هو حوار امزجة وطرائف مختلفة في التفكير حولتها المودة الى طبق جميل من المشاعر ومجال انساني لا يلغي فيه احد الآخر وقد عبر بشفافية في حديثه الى حين سألته عن الصعوبات التي يواجهها احيانا نتيجة لهذا الاختلاف في الثقافة والمزاج قائلاً: الامر ليس سهلاً في كل الاوقات، لكنها امرأة في غاية الطيبة، ومتفهمة وهبتني ثلاث بنات جميلات واظن ان افضل ما فعلت هو انني فكرت منذ البداية ان اية محاولة لسودنتها ستكون مضرة بها وبي فقبلتها كما هي وقبلتني كما انا.

    ابو العلاء شاعر وليس فيلسوفاً

    وعلى النسق نفسه والطريقة ذاتها قدم قراءة عارفة وناقدة للابداع الالماني في مقالاته «الاقامة في فايمار» واحتفظ بالتقليد ذاته في محاضرته عن ابي العلاء شاعراً في خيمة البرنامج الثقافي لمعرض الدوحة للكتاب فاتخذ المؤانسة مدخلا الي اسماع ووجدان الحضور واللغة العذبة بسيطة الجرس عميقة الدلالة لمناقشة اكثر الافكار تعقيداً وليحاجج الدكتور طه حسين نافياً عن ابي العلاء الفلسفة التي اثبتها له ومؤكداً انه شاعر اولاً واخيراً معززاً منطقه بارسال العلامات الدالة على مركزية الشعر في تجربة ابي العلاء ومبيناً موقعه في المثلث الذهبي العربي - المتنبي والمعري وابونواس - ولم ينس وهو يختتم حديثه عن شعرية ابي العلاء الاشارة الى سؤال الالفة في قصيدة ابي العلاء التي يقول فيها:

    طربن لضوء البارق المتعالي

    بغداد وهنا ما لهن ومالي

    اذا لاح ايماض سترت وجوهها

    كأنى عمرو والمطي سعالى

    قائلاً: انها قصيدة باذخة الجمال ونص بليغ يضئ احوالنا المعاصرة، حيث الناس مثل ابل ابي العلاء تريد عالماً إليفا ويصر الناس على احاطتها بالنوازع المادية.

    التشكيل والرواية

    ولا تكتمل هذه الكلمة حول المؤانسة والعرفان في حضرة الطيب صالح دون الاشارة الى تداعياته في الاجابة عن سؤالي حول علاقته شخصياً باجناس الابداع الاخرى وتجليها في كتابته وخصوصاً علاقته بالموسيقى التي قال فيها إن الفنون جميعاً تتجاوز وتتحاور وتؤثر في تجربة الفنان وخبرته الابداعية لكن التشكيل والموسيقى يأخذان ارجحية وخصوصية عندي خاصة تجربتي مع الفنان التشكيلي الكبير ابراهيم الصلحي الذي فتحت لي رسومه بعض الآفاق في الرواية وفتحت له رواياتي بعض الآفاق في التشكيل وقد انتبه المرحوم الشاعر توفيق صائغ الى ذلك مبكراً فكلف الصلحي بعمل الرسوم للطبعة الاولى من «عرس الزين» التي اصدرتها دار الحوار، فجاءت تحفة فنية.

    موسيقى الجاز

    اما الموسيقى فقد مكنتني تجربتي مع الـ (بي بي سي) في الاستماع والتعرف على موسيقى من كل انحاء العالم ووجدت انني احب موسيقى الجاز خاصة اغنيات الفنانة العظيمة سيرا بون التي يترقرق صوتها كالفضة المذابة وهي تغني تجربة وجودية وجمالية عظيمة يشاركها في التعبير عنها مغنون كبار أسسوا للمعطى الحضاري الابرز لامريكا - موسيقى الجاز - امثال ماهيلا جاكسون وادي فيزجرالد ولوي ارمسترونغ وراي شارلس، واما تجلي الموسيقى في ابداعه فقال عنها: لقد نشأت في منطقة تمثل المدائح للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بايقاعاتها وانغامها وايقاعات الطمبور «الربابة» جزءاً اصيلاً من عمارة الوجدان، ولا بد ان شيئاً من ذلك تسرّب من لا وعيي الى عمارتي اللغوية والتعبيرية.

    لقد طوف بنا المبدع الكبير الطيب صالح في ارخبيل من الالفة والمسرات في حضرته العذبة بين آلاء المؤانسة والعرفان.

    نقلا عن الراى العام السودانية 7يونيو2006
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de