طقوس القراءة ..!!..

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 00:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2007, 08:37 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طقوس القراءة ..!!..

    طقوس القراءة !!

    (1)

    غريبة هي القراءة، حين أرى حبوبتي وهي تتصفح أي كتاب (وهي ترى حروف ملتوية تتخذ اشكال سريالية غريبية أ، ش، ظ، ن، ي، وتلتصق هذه الحروف لتكون كلمات، هي أكثر غرابة أيضاً)، تمرر نظرها، لهذا الخربشة، ولا تثير في ذهنها أي شي، سوى تصور (سبحان من يضع سره في اضعف خلقه)، وللحق هي اضعف الخلق، وافتكهم، كم اعجب للغة الهندية والسيرلانكية، حين ارى احد الهنود وهو يقرأ وبإمعان في احد المقاهي هذه الجرائد، حروف صامتة، سوداء، تتلوى، وتثني، كما أراد لها الارث الهندي، وعبقريته، وفنه، وتفرده...

    غريية، هي القراءة !!... مجرد حروف سوداء، تتلاصق مع بعضها، فتصرخ، وتغرد، وترعد، دون ان تفتح فمها، سبحان الله، تقع العين على هذه الصفحات، ثم يصيغ العقل عوالم لاحد لها، عوالم اثارتها هذه الحروف النائمة، على سرير الصحفة، وبهدوء تام، كالقبور..

    (اذن هناك حياة في القبور)، في صمتها، كالحروف، تنام على سرير الارض الحنون، القراءة هي عمل خاص، ذاتي، هي الاستغراق مع الخيال والذكرى، معا، وفي وقت واحد، لا شأن للقراءة مع العوالم الخارجية، هي شأن ذاتي، كالخواطر، لا يسمعها سواك، هي الاكسير، قد تنسب لليالي العباسية، واساطير اليونان، قد تبرد اطرافك في عز الصيف، وتتجول في مدينة اندثرت، سوى في كتاب (عجائب الامصار، وتحفة النظار)، لابن بطوطة!! ... كم لهذه الحروف من ذاكرة حديدية، حكايات كانتر بري، كتاب الانجيل، قصائد ابوالعتاهية، تحفظها على ظهر قلب، تحفظها في صمتها الابدي، في تلكم الحروف الجميلة الاشكال (ا، ب، ي، V، F، ى، س ش،)..

    مالك بتبكي!!؟.. (هكذا تسألني أمي، وأنا صبي صغير، كنت أقرأ في جين اير، في صالوننا الطيني)!!..

    أجي، بتضحك براك، جنيت (تصيح نادية، بنت اخي، وأنا أقرأ دون كيشوت، في صالون معلقة عليه صورة أبي، وآية الكرسي، بامتداد ناصر)!!

    بساط سحري، يسافر بك، للأمس، للأمس البعيد، وللغد، ولبلدان بعيدة، عنك، وعن ارثك، وعاداتك، (حين ماتت زوجة السندباد، شرع الناس في دفنه معها)، وحين جاع السندباد، في تلكم الجزئرة الصغيرة، واشعل النار، تحركت الجزيرة به، وغاصت، لأنها لم تكن سوى حوت ضخم، آذته النار التي اشعلها السندباد)!!..

    حين اشرع في الكتابة، اعد ادواتي، أدوات العمل، قلم رصاص، وقلم فسفوري، وكراس، كي دون الفقرات التي تسحرني، وكي ألون الصفحات التي تشدني باللون الفسفوري، كي ارجع إليها في حزني القادم، أحيانا اتكاسل للوصول لنهاية الكتاب، حب التسكع بمهل فيه، إن كان شيقا، كتاب (الرجل الذي مات مرتين)، لجورج أمادو قرأته في اسبوع، وهو لا يتجاوز الثمانين صفحة، صغيرة، مجرد ساعة تكفي لالتهامه، ولكن حلاوته، نشوته، تستحق الابطاء، بل التوقف، تجت شجرته الوارفة، كي استجير من وعثاء السفر، وهجير الحياة الماثلة، المادية، البيغضة، كأنت أوي للكتاب (كعش، كمحراب، كصدر حنون، كحضن، كقبر)!!..

    المسافة بين بيت أختي فاطمة (امتداد ناصر، مربع 6)، ومكتبة (الموعد)، ببري، أكثر من كيلو ونصف، ونحن اطفال، نشد الرحال، ومعي جماع ابن اختي، في رمضاء، وحر، كي نشتري الالغاز، ونعلب القرعة لمن يقرأه أولا، ويقسم من يقرأه اولا أن لا يخبرني بشي، من حل اللغز، بيد المهندس تختخ!! الولد السمين المحبوب... ومع هذا كنا نرى الطاحونة بعيدة، حين نرسل لها، وهي لاتبعد سوى شارعين من البيت (لو تعلق قلب رجل بالثريا لنالها)، داخلنا معجزة، حين نعشق، أو نرغب!!..

    إنه الحج بعينه!!

    أسبوع كامل لم أخرج من البيت، لم أكن مصاب بالملاريا، ولا حمى، ولكنها (الثلاثية)، بين القصرين والسكرية وقصور الشوق، لا شي يحبسني في البيت سوى المرض، والقراءة... أو جاءت فتاة جميلة، لزيارة أخواتي!!..

    كم قبلت شفاه بعيدة عني، قبلت زهرة في بنسيون ميرامار، وامتعض قلبي لماساة (الغريب، السيد ميرسو)، بل للبير كامو نفسه، فكل إناء بما فيه ينضح.. لقد أحسست بالبير كامو حين كان يكتب، هو، وليس بطله المسكين، المنزوي (من عالم مادي بغيض)!!..

    أحياناً، أحس بظمأ لقراءة "خيري شلبي"، خيري شلبي فقط، ... أحس بشوق لعوالمه فقط، كم تحس بشوق لصديق معين، في وقت معين، لن يجدي معه أي صديق سواه، (بابا شلبي، وبس)، طيبته، ابطاله الفقراء المديونون، ووصفه الوئيد، السلسل للبيوت والروائح، فأبحث في مكتبتي عن كتبه، أقلب الرفوف، يقابلني كتاب (الالف)، لبورخيس، فأزيحه، والطيب صالح، ببرود ازيجهم، حتى أعثر على (وكالة عطية)، ثم أمضي للسرير، وكأنني خبتأت المصباح السحري في جيبي!!... وحين أغرق في عوالمه، أجزم واقسم متعصباً، بأنه : أعظم روائي!!

    ثم يدور فلك مزاجي، ليتغير الطالع، والسعد والفرح، انتقل مزاجي لفصل أخر، من فصول العشق، فاشتهي قراءة كتب الرحلات، مثل امراة حامل تحن للطين، من يرفض طلبها؟ (تحفة النظار في عجائب الامصار)، كتاب ضخم، أجده بيسر في المكتبة..

    ثم استلقي بدفء، وقد خرجت من هذا العالم وخرائطه وشعوبه ومدنه، وذهبت (ببراق القراءة)، لعوالم ابن بطوطه، وأقسم صادقاً "حينها)، بانه اعظم كتاب، وبأن "أعظم أدب هو أدب الرحلات"...

    القصة كلام فارغ، فالمسرح هو الأصل، الحوار والجدل هي أصل الإنسان، منذ سقراط وإلى (أمل....)!!..

    هل الإنسان مسير؟..
    كيف يخلق شئ، من لا شئ!!
    هل بمقدور الإله خلق جنة، بلا نار!!
    إن كان الإله يعلم بكل ما يجري في الغد، بل على الغد أن يجري كما هو في علم الإله، بلا زيادة أو نقصان، إنه التسير..
    أين الماضي، والمستقبل، هل الحياة هي هذه اللحظة الحاضرة، الرقيقة، الصغيرة، فقط؟...

    هناك كتاب اغبطهم على صدقهم، على شجاعتهم، يطرحون حديث الخواطر، اصلهم، فصلهم، جرأة محببة، وطفولية، وصادقة، يزيلون الاقنعة الكاذبة، يتوغلون اكثر في المكون النفسي، والثقافي للانسان، لذ تم تجريمهم، وشنقعهم، واقصاءهم، هم رسل، رسل القلم والعقل والقلب... يغوصون أكثر في الاشياء، كالضوء، كالتنويم المغناطسي، كالشعر، كالخمر، يحركون الموتى، وينشرون السحب في الحقول الجدباء، يصنعون الاكسير، ويضيئون الفانوس السحري بكل النفوس، يزخرفون الحياة بألوان ساحرة، وكأنك هناك عشرات الحيوات في هذه الحياة، نظرهم اقوى من اشعة اكس، ومن جاما، ومن .. ومن.. وكأنهم خلقوا من مادة الخيال، مادة رخوة، وهشة، وسريعة، أسرع من الضوء، أسرع من الفكر، تجوب العالم في لمحة عين، بل تجوب الماضي والمستقبل كله، في لمح العين، ترى عوالم لم تأتي بعد، وتتذكر حيوات قديمة، قبل خلق اللغة، والعادات والاديان...

    احيانا، استسلم للكتاب، وللقصة ولوقائعها، بدون اعتراض، أعمى يقوده مؤلف، لمرامي يريدها هو، ولكن حين يكون عقلي نشطا، وخيالي محلق، اعترض: واخترع نهايات ومسالك للقصة لا علاقه لها بمجريات القصة امامي، بيدي، لا بيد المؤلف (ألم يمت المؤلف)، ويظل المتلقي هو المبدع الأخير، ويخضع النص لتأويلاته، بل اغراضه، الدنيئة، والخيسية، والثمينة..

    حين قرأت (الحب في زمن الكوليرا، جرى القلم لكي يكتب:

    (ملك، من بعرة جمل) كيف كان يقرأ الفتى (الحب في زمن الكوليرا)


    إنه لا يوزع نظراته بالتساوي، هذا ما يفعله ماركيز، كان الفتى، ولأنه نشأ يتيما، يكره الاهتمام بشخص معين، وفي مجلس واحد، ولهذا، ولمناقب أخرى، لا تحصى، كان يحب النبي، وبوذا، واليسوع، (كان الجميع يخرجون منه، ويحس كل فرد منهم، بأنه أحسنهم موقعا لديه)، لهذا امتعض في البدء، فقد نشأت علاقة، ومن أول سبعة أسطر، مع اللاجئ الانتيلي (جيري سان مور)، وهذا الحب المبكر، سببه، بل اسبابه، ولع سان مور بالشطرنج، والسبب الثاني، انه لاجئ، والسبب الأساسي، هو (عذابات الذكرى)، الفتى كل ماضيه، عبارة عن وحش يطارده حتى أفق الغد... يحس بالتقصير، تجاه كل شئ...

    ألقى ماركيز نظره سريعة على (سان مور)، ثم مضى لشخوص أخرى، أقل إثارة منه، كما يرى الفتى، أو كما يقول له هذيانه، ولكن ليس هذا ديستوفيسكي، أو فوكنر، كي يصوروا لك كل شئ أيتها الفتى، كي تملأ فارغ عريض بقريتك الساكنة كالقبور، يمكنك ان تجد ضالتك، في (دون كيشوت)، فسرفانتس يحكي عن دون كيشوت، ودي كيشتوت يحكي عن راعي، والراعي يحكي عن جنية، ألخ نهاية الارقام، إن كان للأرقام نهاية، ولكن ماركيز فراشة زاهية، ملولة، تحلق من زهرة لأخرى، ويجري السرد بصورة حلزونية، ونحو الأعلى دوما، نحو الإثارة والجاذبية السماوية المقدسة، إعصار اخضر، يطفو بالاشياء، حتى الجبال تبدو كفلينة حقيرة الوزن، يحس الفتى بأنه يحب ديستوفسكي، لأنه عالم كميائي عجوز، يمسك شخصياته بيده المعروقة، ثم يضعها تحت شريحة المايكروسكوب، مثل قطرة دم مصابة بالملاريا والحب والهوان، ثم يشرح الجسد، والخطوات والأحلام، بصبر الناسك، والنبي معا، فهو مثل ذبابة، تحوم وتلف حول هدفها، متجاهلة تهديد القارئ، تذب وتؤب، وماركيز (غراب ذكي)، نفور، متربص، لا يأتى على غرة، لاتقارن بينهم، (فالاشياء كلها لا تتشابه)، رغم صلتهم الروحية، في معادلة (الواقعية - السحرية)، فالأولى لديستوفسكي، والثانية لماركيز، أحيانا ينسى ماركيز شخصايته (ذكر ذلك في مقال له)، ينسى ابنائه، إله قاس، يخلق (ثم يصم اذنيه، ويغمض عينيه)، تئن الارض، وتلوذ سماء ماركيز بالصمت، مخلوق سقط سهوا من ذاكرة الإلهة، استفاد من ألف ليلة وليلة، أكثر من أهلها (الكوني، وغائب طعمة، وغالب هالسة)، حيث الإميرة تجلس في خلوتها، كسولة، ريانة، تأكل الحب بكسل، وبشبع، وترمي بذرته، فتصيب البذرة قلب جني صغير، فتقتله، فتثور امه الجنية الكبيرة، ويجري ما يجري، مما لا يمكن تصوره، إلا في ألف ليلة وليلية، وأدب ماركيز، سرق وبجدارة مناخات التداخل بين الواقع والخيال، والذاكرة والاستشراف، سطا على ليال هندية وفارسية وبغدادية، خير سلف، لخير خلف، بل (حوار غلب شيخو، بإقتدار، ومعاصرة)، يميل للمبالغات، كشيوخ وأمراء الدولة العباسية والاموية (أعطى الفرزدق خمسون أ لف بعير محملة بالذهب، وعشرة ألف إبل محمولة بالياقوت، نظير قصيدة مدح)، فطوفان نوح، كان سببه دموع (فلورنيتيو).

    لم يقتنع الفتى بمصير (سان مور)، وانتحاره المبكر، بل سرح طرف الفتى، كعادته في القراءة، وتهربه من بين السطور إلى عالمه الخاص (استمرت الشطرنج 49 سنة، أصاب الملك الفتور، ركونه، وعدم تحركه في اديم الرقعة، كجنوده والطابية والوزير، الحر، الواسع الحركة، فأنكسر الملك بسبب سكونه المميت، (الاشياء الميتة هي الساكنة)، ولم يجد سانت في غرفته، سوى بعرة جمل، بديلا للملك الميت، جلبها معه من صحراء العيونات، ولأن عذابات الذكرى تغزو حاضرة، في ومض مباغت، تذكر خطيئته، فضربت يده عنق الوزير، فوقع الوزير من الطربيزة المتأكلة، وكم كانت دهشتهم كبيرة، لتهشم الوزير إلى شظايا، رغم أنه وقع على سجاد ناعم، إنه بلا شك وزير عظيم، وأصيل، لم ترضى نفسه أن يغادر ارض المعركة، ويترك بعرة الجمل لوحدة، ... هل ضعف البصر، أم استوت المربعات السوداء والبيضاء في الرقعة، لم يعد يريان شي في رقعة، تداخلت المربعات السوداء والبيضاء معا، حلم ويقظة، أهكذا ينضج الهذيان)...

    أحيانا، أحس بان ديستفوسكي، بعث من جديد، كي يكمل لوحته الرائعة، فاختارت إلهة الالومب، كولمبيا، موطنا وملهما له، فالاساطير تملأ قلبها وكأنها صورة رنين مغناطسي لظهر نملة نائمة، وهي تحلم بكابوس (فيل مربوط على ظهرها)، كي تتسلق به الجبل (هان الامر على سيزيف، حين رأي هذا المشهد، فشر "النملة" ما يضحك)..

    الحب في زمن الكوليرا، إشارة مرور مجنونة، تغير كل الاتجاهات برغبتها، كان الفتى في القسم العلمي بمدرسة الخرطوم القديمة، كان يحب الكيمياء، والاواصر التي تربط بين الصوديوم والكور، فجأة وفي تهور لذيذ، غير رأية، إلى القسم الأدبي، صديقا لبصير المعرة، وآلان روب غيري، وأبراهيم اسحق، واعمال الليل والبلدة، وكل هذا الجنون، بسبب خمر الحب في زمن الكوليرا، كانت (ارثياء)، تواعد الفتى، من وراء ظهر فلورنيتو، بل ظهر خالقها (ماركيز)، عيون الإله مغمضة، لا تراقب النص كما ينبغي، أه من لذة القبلة الوهمية، لفتاة مخلوقة من حلم، من روائح، من خطف، كانت تخرج من سور غلاف الكتاب، كما يخرج الضوء من زجاج الفانوس، بلا صوت، ينبه ماركيز، إلى أن هناك خروف جميل، فر من حظيرة (الرواية)، إلى حضن القاري، فالمتلقي حر، بعد أن مات (الخالق/ المؤلف)...

    لم قتلته حبيبي ماركيز؟!!، كان بمقدروك، أن تجعله يعيش، عام او بعض، بل بمقدروك أن تنفخ فيه الروح مثل نوح، بل يخلد، هل الإلهام جرى بك هنا وهناك، بعيدا عنه، أم تخلصت منه، كي تتفرغ لفلورنتيو، (الهامش والمركز)، تباً!!، هذا الصراع، حتى في النصوص، أتكتب بعقلك ام قلبك، (فالقلب كالشمس، لا ينسى شئ على الإطلاق)، أم تميل للإثارة، كنحر النساء وتويجات الزهور، أم كنت تحت تأثير سلطان اللاشعور، فأملىء عليك خطابة (يالك من أسير لموهبته)، يقال بأن (نساك الهند لهم القدرة على التحكم في عالم اللاشعور، في ضربات القلب، وتسريح الشعر بلا مشط)، شفاء ذاتي، فاللاشعور، صار شعوريا، كحركة اليد..(هل قمت بتمارين بتقليدهم، كي لا يسقط شي سقط متاع)...

    أم خفت ان تطول الرواية، إن تطرقت لكل شخوصها ولكنك (تضع الحياة بين قوسين)، كقشرة موز، تحيط بثمرته الجميلة، أساور بمعصم، فالحياة دخلت هذا النص الجميل، كما أدخل الطوفان شعب نوح، وهكذا انطلقت (الحب في زمن الكوليرا)، تحمل على ظهرها ما تبقى من أحياء، من طوفان الكوليرا، رفعنا علم النكبة، ولا حمامة ترصد اليابسة، (أليست الاشياء الرخوة خير من اليابسة)، نحن نثق في البحر أكثر من الأسماك، وأكثر من اليابسة..

    445 صفحة، حقل أخضر، ألم تصاب بالإنهاك، بفتور العاطفة، بالتكلف، بالتبلد، وكأنها مكتوبة بنفس واحد، فترة لم يتخللها نوم أو استراحة أو قوت (أتأكل الملائكة)، أم انك تكسر عادة الملائكة، وتسير في شوارع كولمبيا والمكسيك، وتتزوج من نساء الأرض (مرسيدس)، يقال بان جبريل (جاء في شكل بدوي، شديد سواد الشعر، وشديد بياض الثياب، ولا اثر لسفر عليه)..

    لا اشك انك كتبتها في ساعة واحدة، بل أقل، ولكن في وقت خاص، مثل ولي مغمور في بلاده، كان له زمنه الخاص، لا يقاس بوقتنا، (كان هذا الولي يعيش على ضفاف النيل، في منطقة النوبة والمسيد وأربجي، أرسلته زوجته لجلب ربع رطل سكر من الدكان، بعد أن وضعت الشاي على الكانون، فذهب الولي فوجد كمساري أحد اللواري يصيح بأنه مسافر لسنار، لضريح احد الاولياء، فركب الولي، ثم رجع بعد شهرين، وتذكر أمر زوجته، فأشترى شاي ورجع للبيت، فخاطبته زوجته: لم رجعت سريعا؟)...

    الفكر اسرع من الضوء، كيونة الزمن تختلف من فرد لأخر، في الاحلام تجري الاحداث بسرعة البرق، بل أسرع، ويتمثلها القلب، كلها، ايها الفتى، أتحب سرفانتس، لأنه يتحدث عن الرجل وهيئته، وعن قلبه وجوائشه، وعن حذاءه وضحاياه، من الحشرات والنمل، وعن النمل وقوتها من السكر، وعن السكر وبلورة طمعه من الطين الصلصال، وعن الطين وهوانه وعظمته.. أتريد ان يمتد طرف الرواية للوراء والخلف، كي توازي نهر الزمن، ولكن من وصل للرقم الاخير في سلسلة الارقام؟ حين ينتهي الزمان ماذا بعده؟ حين تنتهي الارقام ماذا بعدها؟ حين ينتهي الفضاء، ماذا بعده؟

    كل شئ ممكن مع ماركيز، فحين تكسر حبة رمل، في نصوصه، تجد بداخلها جبل، وتطير منها فراشة مذعورة، وخلفها أسد يزأر، جائع، كل هذه الاشياء جزء من أحشاء حبة الرمل، والباقي، فيحتله المطلق، الذي تبحث عنه التلسكوبات والاقمار الصناعية، وهو مخبوء في حبة رمل).. الحروف السوداء لقلمه، تحمل كل هذا الهذيان الجميل، المثير..

    قرأ الفتى، عبارة (كانت يديها تتحسس بطنه، وهو يشرح لها عالم غريب على اناملها)، قرأتها ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة فقدت حلاوتها، ولكنه قرأت عبارة (تفيض البحار بدموعي)، قرأها احدي عشرة مرة، وكانت الأخيرة هي الأقوى، (الروح أقوى من الجسد، أم بداخلي ناسك، رغم آثامي المطلقة)!! انها رواية مدهشة، خبز مستوي، بلا جزء محروق أو نئ!!.

    وحين خلصت من الرواية، ووضعتها تحت مخدتي شعرت، بل أدركت، بأنني قد خرجت من الجنة للتو، ووضعتها، تحت مخدتي، بكل إطلاقها، وجبروتها الجميل!!...


    ثم ميرمار، لنجيب محفوظ، كتاب أحبه بشدة!!
    ميرامار في العسيلات!!

    صحوت الصبح، لأجد فندق ميرامار في قلب القرية، وفي احدى البلكونات تبدو (ماريانا)، وهي في دهش عظيم، (ونحن في دهش أكثر منها، من فتاة شبه عارية، لا تستحي من ود العجب، وحاج النور، والشمة، وهم على ظهور الحمير، في طريقهم للحقول)، وجهها يشئ بدهشة اسطورية، هل جاء جن سليمان، فرمى الفندق خارج العصر (واحداثياته، وضوضاءه)، أم ظنه الرخ بيضته، أختبئ بداخلها السندباد، فرمى به في قريتنا، بعد أن ازعجه (جدل وسفسطة عامر وجدي و منصور باهي و و..و.)، يالهم من شهود أردياء (هكذا يقول هرليقطس عن وهم الحواس)،.. فهم (لم يصعدوا قمة الجبل، كي يروا المشهد، كاملا، وليس فيسيفساء)، كما يوصي تلاميذه، وقد سبقت وصيته الفريدة، جل انبياء المشرق النبيل، والذين رعوا (القلب)، أكثر من (العقل)، ربيب اليونان، وبراقهم المفضل!!..

    هاهي ماريانا، بشحمها ولحمها، وتهورها، تنظر للنيل الازق، العجول، وليس (المتوسط)، الساكن، الراضي، سوى موج غضوب بداخله (سحرها النهر الصغير، انتصر النيل على المتوسط، والكيف على الكم)، وتحته بيوت طينية، على سقوفها حشائش جافة، وجولات،. وأدوات معيشة (انقرضت في نظر ماريانا)، ملود، وكندكة، ومنجل وسلوكة، وغرائب معروضة الآن (في معرض الفنون البدائية بباريس)، سقط متاع، فالحياة (من البدء، وإلى الختام تعرض كرنفالها)، فالاميبا، والديدان والاسماك والطيور والبشر والملائكة، والإنسان، تسعى معا، والآن على ظهر البسيطة... كل ممسك بيد الأخر، في طابور طويل، يمتد من الصلاصل، وإلى العرش، بل وإلى ذات وراء اللغة، والإيماء..

    ..، لقد كسدت تجارتها، من يزور (البنسيون)، في قرية، كل القرية عبارة عن (فندق شعبي)، فاتح ذراعيه لأي زائر، وضيف، تظله، وتأويه، وتوصله إلى الباب، بل إلي أن يركب البص (الوحيد في غبشة الفجر)، المتجه للخرطوم، وتدس له سعر التذكرة، بلا مقابل، سوى فطرة أولى، وراحة ضمير تعقبها، فالفقر، والذي يسوق خراف الوجود لمبتغاه، فتوفر وتحرص وتتقاتل وتنحرف بسببه، يعيش في قريتي بكامل هندامه، ولا يخاف منه الناس على الإطلاق، ولا يحسون به... بل يعتبرونه برهان ساطع ودليل لايحض للانتساب للعترة الشريفة، المباركة، الجائعة بقوتها عبر التاريخ.. فالجوع ينصر الجسد على الروح، ويشحذ حواسهم كلي تعد النجوم، وتشم رائحة الطمي، والتي تجري بهم لأفاق وآفاق..

    إنه أعظم مريض فصامي، نعم ، إنه نجيب محفوظ (أريكة فرويد تعجز عن تشخيص حالته المتدهورة)، وله من الجب ألوان حديقة!!..، تدخله، وتتلبسه كل الشخوص التي ولدت من رحمه، عاشور الناجي، حميدة، يتصبب عرقا في السجن، ويترنح في السير من السكر، ويحي ويميت.. إنه نجيب محفوظ
    آآآآآآآآة، لو أطلت زهرة من البلكونة، لا يتجاوز تصور سعد ودريا للحور العين مقام زهرة،

    إنه في ضلال، ولهذا يخلق الشخوص، كي يرى الحقيقة من كل الجوانب، ان يغوص في عقل الاخوان المسلمين، كي يرى الكون من خلال النصوص، والنقل، ثم يقفز لمعتزلة، ليس حبه فيهم، ولكن ضلال داخلي، يبحث عن يقين، وليس شخوص، وكأن كل كتبه هي اختصار لرائعة الغزالي (المنقد من الضلال)، ثم يستعير عقل ماركس، كي ينظر لجدل الطبيعة، وصراع الطبقات، والعقل إفراز الطبيعة، ثم ينحو نحو كارل بوبر، ويعطي العقل والتجريب حظه، ثم يسترسل وراء خيال شاعري، فشخوصه لم تكن غاية، بل نافذة يطل من خلالها على مشهد وسيع، أنها الحياة، وصراع الشك واليقين،

    انه اعظم دير تراها في عيانها، رهبان في جلاليب بيض، اكتفوا بالقوت عن الصغائر، حتى البيوت هي من طين الارض، وطين الاجساد، مادة واحدة، (وحدة من وراء تعدد الشخوص)...

    لا شي يعلو في القرية، (سوى قبة أبوشملة)، قبة كثدي، حتى حلمته الحنونة، لم تسقط عفواً من لا شعور البناء، كل من غشاها شبع، وروي، ولو على عجل، "الولي يكون أكرم حين يرفع عنه حجاب البشرية) (1) فالخارج صدى الداخل، (وإلا لم تشابه مرضى المنغوليا، ولم تشابه النبي بإبراهيم )، فالحزن ينبع من القلب، ثم ترسم الالياف العصبية الدقيقة كل عمقه على صفحة الوجة، بلا حول منها، ولا قوة، سوى طاعة القلب في بسطه وقبضة...

    قريتنا، كقصص يوسف ادريس، لا تخطيط او نظام مسبق، طرق ملتوية، تنتهي عند بدايتها، تمشي في الطريق، وبعد وعثاء تعود لبدء، صاغتها الغرائز، والجيرة، والاطماع، وحيشان تحمل اشكال مخمورة، تتداخل، وتنبعج، بسذاجة هندية، أو شره في طمع بعض امتار، ولكن المدينة تشبه قصص نجيب محفوظ، فهو يعرف المنتهى والبدء، مهندس يخطط لعمارته، يرسمها كلها على الورق، الغرف، خطوط الكهرباء، المطبخ، التهوية والتشجير والديكور، نظام صارم، لا ينسى شخصية، أو موقف، او جدل، يتتبع الشخصيات، من أين وإلي أين، ويوسف ادريس يجري وراء املاء عقله الباطن، بلا حول ولا قوى، سوى أجر (المناولة)..

    حقا، قصص يوسف ادريس، كقريتنا، لا تعرف خريطتها إلا حين تنتهي، قمة الارتجال المحبب، والسريالي، والمدهش حقا.. يظلم إناس، وينصف اخرين.. كالسحب، تتخذ شكلها من روعة الرياح، أو روعنتها..

    الاشكال الحسية، (شكل الوجه، والعيون، شكل العمود الفقري) تطيع أمر ما، روح أثيرية قوية، الصوت السبرانو يحيل لولوة الماس إلى شظايا)، ما أقوى الهوان، والاثير، (كنظرة الحسناء)، والأيدي الآدمية (واهبة القمح، تعرف كيف تسن السكين)، كما يقول دنقل، وتعزف كمان!!!

    حتى الارض، تنفعل، وتغضب، لكل سلوك يناقض فطرتها، (انحني لهذا الجمال، والبهاء ودقة النظام الكامنة في نواه الذرة)، هكذا صرح عقل البرت انشتاين...

    لم تحضر (ماريانا)، لقرتينا صدفة، فإن 80 من جسمها المكتنز، اليوناني القالب، و(السوداني المنشأ)، فمن مشروع العسيلات الزراعي، ذهب الموز لجسد ماريانا، في موائد دسمة، تتناولها كل يوم، ولمدة (60 عاما)، لقد حن الموز في جسمها لأهله، لوطنه (حتى انت أيها الموز)، تحن لأصلك، لجوزرك...(أيها الحنين، الكائن الأسمى والأوفى والأغرب)..!!

    وللحق، حتى الملائكة، والتي بمقدورها رؤية ما يجري في غرف النوم، لم ترى في القرية عري أكثر من هذا الواقف في البلكونة..

    أما زهرة، فهي ضحية المدينة، الغول المعاصر، والذي يسرق قوت القرى، ونسائها..

    القراءة، غريبة حقا..


    يتبع.......
                  

01-14-2007, 09:49 AM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    عبدالغنى ,
    دحين آجنا, دى مى كتابة الجن,
    القالها فضيلى ؟!

    مامون المزغلل
                  

01-14-2007, 10:09 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: Abu Eltayeb)

    عبدالغني ومامون .. عامكما سعيد
    ولغة تتلوى حروفها لتلامس أراض
    جديدة .. ومعان موحيات لتكسر
    الرتابة وتغمر بالضوء ليسيل
    آسن الفكر ..

    Quote: دحين آجنا, دى مى كتابة الجن,
    القالها فضيلى ؟!
                  

01-15-2007, 11:23 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عزيزي، محمد

    عساكم بخير، ياناس جدة (بحس انو جده دي بورسودان بس)،،،

    والله الايام دي اخوك غرقان في متع (القراءة)، حبسنا الشتاء، ولم نجد سوى الكتب انيساً، حاليا بقرأ في (الغريب)، لكامو، قرأته سابقا، في الثانوي، ولكن للقراءة مستويات، (لن نعبر النهر مرتين)، فالكتب كالانهر، تجري، رغم سكون حروفها، من معنى لآخر، لأبعد، تجليات معانيها تنداح مع التجربة، مع العمر، مع الزمن...

    لا شي ثابت...

    كيفنكم، والله مشتاقين، وقبل اسبوع قرأت دون كيشوت،والله كنت بضحك براي زي المجنون، أضحك وابكي لهذا الفارس، والذي يريد عدالة السماء، بحصان مريض، وسيف من خشب، وعقل هاذي..

    لنا الله..
                  

01-15-2007, 05:29 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: Abu Eltayeb)

    عزيزي مامون...

    انها متعة القراءة، حين تخلو إلى كتاب عظيم، في جوهره، وفي مظهره، هناك تخرج عن الزمان والمكان، وتدخل عوالم تخرج من الحروف السوداء الصامته، وهناك ستكون أسعد من (إليس في بلاد العجائب)، حين الغرابة والاستحاله هي الاصل...

    لبعض الكتب سطوة غريبة، كأنها أفيون، كأنها قمر، كأنها سحر، تستحم في نهرها، وتطفو بك، بل بمقدورك أن تحلق بأجنحتها لسموات بعيدة، بعد سدرة المنتهى، حيث لا حيث، وعند لا عند...

    طوبى للكتب الكريمة، الأصيلة، الطيبة...

    ( إن كتاب "الارواح الميتة" زلزل المتجمتع الروسي كله)، إنها جوجول... حين نشر ماكيز (قصة موت معلن)، احتاجت كولمبيا 45 طائرة لنقل الكتاب للعاصمة، وتحول الباعة المتجولين، لعرض الكتاب مكان بضاتهم القديمة (قويشات، ومرايات، وأدوات تجميل)...وربح هؤلاء البسطاء الكثير من القروش ذلك الشهر السعيد، بفعل ماركيز، بسبب (حروف صامتة، سوداء)، تبوح بالكثير، أكثر من المذياع والفم البشري الثرثار!!..

    الكتاب!!
                  

01-16-2007, 08:39 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    Quote: اذن هناك حياة في القبور)، في صمتها، كالحروف، تنام على سرير الارض الحنون، القراءة هي عمل خاص، ذاتي، هي الاستغراق مع الخيال والذكرى، معا، وفي وقت واحد، لا شأن للقراءة مع العوالم الخارجية، هي شأن ذاتي، كالخواطر، لا يسمعها سواك، هي الاكسير، قد تنسب لليالي العباسية، واساطير اليونان، قد تبرد اطرافك في عز الصيف، وتتجول في مدينة اندثرت، سوى في كتاب (عجائب الامصار، وتحفة النظار)، لابن بطوطة!! ... كم لهذه الحروف من ذاكرة حديدية، حكايات كانتر بري، كتاب الانجيل، قصائد ابوالعتاهية، تحفظها على ظهر قلب، تحفظها في صمتها الابدي، في تلكم الحروف الجميلة الاشكال (ا، ب، ي، V، F، ى، س ش،)..

    مالك بتبكي!!؟.. (هكذا تسألني أمي، وأنا صبي صغير، كنت أقرأ في جين اير، في صالوننا الطيني)!!..


    حقاًعبر هذه الحروف الملولوة تسافر تتطور تتالم تفرح .. يصبح التطور قفزا ..
    تعيش بطول الأرض وعرضها وأنت مستلق في كوخ صغير .. حقاً هي الإكسير إن
    قدرناها حق قدرها.
                  

01-16-2007, 11:14 AM

AlRa7mabi
<aAlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    عبدالغني ..

    كم هو ممتع .. هذا الحكي
    الكنوز لا تطفو على السطح ..

    وكم كان ( الإسم ) الذي يقف وحيدا موحيا وذكيا


    هذا..
    Quote: الكتاب!!



                  

01-17-2007, 05:56 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طقوس القراءة ..!!.. (Re: AlRa7mabi)

    AlRa7mabi

    كيفك، صباح اخضر...

    القراءة، والمتعة، والسرحان، وانفعالات شتى، عميقة، ومفرحة، كلها تخرج من صفحات بيضاء، مزخرفة بحروف سوداء، تتلوى كبخور مقدس، في سطور افقية، تجري الانهر، والترع في حقول الكتاب...

    القراءة، سحر، يدخلك في عوالم (اليس في بلاد العجائب)، تخرج عن حيثك المادي، عن البيئة المحطية، وتغرق في عوالم (الكتاب!!)....تتحدث معه بخواطرك، تناقشه، ترفضه.. تقبله... يستفزك... تغضب.. تسعد....

    للكتاب ألف وجه، مليون.... خارج العدد....

    حين اغوص في قصة جميلة، احاول استعجال الوقت، كي اضم الحبيب الاعظم، صالون طيني، هادي، ماهل، وعلى سرير جنوبي فيه استكين، وبمهل امارس شرب الخمر، بمهل... (حضرة المحترم لنجيب محفوظ)، أو الطريق، رحلات جلفر، (لا جديد في الميدان الغربي)، (وقت للحرب وقت للسلام)، الاشياء تتداعى لاتشيبي، حبة قمح..

    وتتداعى سائر الكتب، والتي تركت (في نسيج الحرير للذاكرة، كما تقول الزميلة منى أحمد)...

    القراءة سحر، سحر فرعوني، سحر كوني.....

    سحرني هيرمان هيسه في قصته الصغيرة (كنولب)، قصة جوال، يسخر من تمثلات الحياة في (المدن، والحقول)، وبأن الإنسان طليق، وبمقدروه أن يعيش كالنسيم، حر من كل القيوم، والاوتاد..

    قرأت قصة (أمس)، لكاتبة تعيش في باريس، بكيت، وتركت أثر شاعري يمتد في حياتي للآن..

    حكايات، للقراءات لا تنتهي، هناك صديق على عشق فتاة، وخطبها، وتزوجها بسبب (قصة حب مجوسية)، فقد اهدته الكتاب، وهي معجبة بالكتاب، وهو أعجب به (ثم تلقات الارواح على عرش عبدالرحمن منيف)...

    وهناك قصص للمساجين مع الكتب، فهي تخرجهم من ظلمة الزنزانات، لأفاق بعيدة، أحرار، بفعل الكتاب المناضل، الكتاب الجسور....

    يقول المؤلفين (ليتني اعيش من ريع كتبي)..
    وأقول ليتني اعيش، بالقراءة، فقط،

    احفظ عشرات من الفقرات، الكلمات، بل ارقام الصفحات، اشكال الاغلفة، لون الورق، حجم الكتاب... (تلك الرائح لصنع إبراهيم، وجوه لمحمد شكري، موسم الهجري، (مريود)، املك منه عدة نسخ، بعدة طبعات،

    كائن حي، هذه الكتب!!

    الكتاب!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de