(كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 05:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-29-2006, 04:46 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!!

    طفولة (.)

    قبيل عيد الفطر المبارك!!
    وبالضبط مساء التاسوعة، وأنا اقف عاريا، كما ولدتني الحاجة سعاد، فوق السرير، كي أجرب قميصي الجميل والجديد، وكعادتي، تساءلت (الله بلبس قمصان؟).

    فقال أخي الأكبر (عبد العزيز): لا
    فقلت متعجباً: الله عريان.

    صمت أخي، وتعجب خالي، وزجرتني أختي (فاطمة)...

    واصلت قفزي فوق سرير الياي، مستمتعاً بمعاندة الجاذبية الأرضية الشريرة، كنت أهوي، ثم يقذف بي (يايي السرير) مرة أخرى، إلى عالمي الأرحب، وعلى وجهي ارتسمت كل الأسارير المفرحة.

    للحق، أنا مسكون بالتساؤل عن الله، (وهل للطفولة هم أكبر من ذلك) أرهقت أهلي في طفولتي، عن أمه! وأبيه!، وأين يسكن!، وحجمه!، (لماذا لا يموت، إن كان لا يأكل إطلاقاً).. وأرهقني في مراهقتي، فقد كنت مهدد بالجنون، فالأسئلة تتعقد كل يوم، مثل حيرتي، ولا جواب يشفي الغليل...

    وللحق أيضا، هذه الحيرة هي التي جعلتني من أحب التلاميذ للمعلم العظيم (أحمد حسن)، والذي نحت بيديه الحكيمة، صنم عقلي، (إنه نهر من الصفاء والعمق والجمال)، كان يلقى حجر على بركة فكري، كي تنهض من سباتها، وكأن سقراط يقطن عقله، مع الحلاج وكانت وبوذا، كان شفوقا، وكأني خرجت من رحمه، مثل أمي معاً، كان يحب أن يعلمنا شئ أكبر من الحروف والمعلومات والدين، شئ لا علاقه له بدنيا السبورة المحدودة....

    وفي طريقي للمدرسة، أمر بالمسيد، مسيد شيخ يوسف، وفي عقلي الرخو تصور الإله، (وقد أثارته رائحة البخور، ورمال المسيد وأوجه الدواريش الصبوحة):

    لا بيت له...لا ينام..
    لا ينسى...لا يعرق...
    لا يلعب
    لا يحاط...
    لا يخاف....
    لا عين
    لا يمرض.....
    لا أم له.. ولا أب.. ولا يحب الشكولاته..

    كيف يمكن ان اتصوره، ليس لدى أدنى فكره عنه......

    في الفصل أكون نعسا، متعبا، من خوف الغول، وتلكم الأسئلة، فيصلني صوت التلاميذ المتعب، وكأنه جزء من الحلم وهم يجيبون على سؤال (ماذا ترغب أن تكون؟):

    معلم، هكذا قال بركات ود عشه..
    فراش... (رد سعيد)..
    سواق بص...( الطيب، والذي يتشعلق كل يوم في ظهر البص)..
    وحين افقت، والمعلم واقفا امام رأسي قلت :
    أريد أن أطير كالسنبر...

    ضحك الاستاذ، وقال (ممتاز)...
    لم يضربي، (كما تتصورون) فقد كنت محفوظا، بل محظوظ جدا، مع هذا الاستاذ الجميل، والذي يعرف أكثر مني بأن الطفولة، لا حدود لها!!...

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 02-02-2006, 00:07 AM)

                  

01-29-2006, 05:17 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    طفولة (1)
    كيف أدخل اللوحة!!؟

    كان أخي الكبير (عبد العزيز)، يرسم في لوحة وهو جالس ظل الدار، كانت اللوحة جميلة، وهي عبارة عن قلعة على قمة جبل، ويتدفق من عل نهر جميل، واشجار جميلة على الشاطئ (كنت اسمع صوت العصافير، مجرد أن تودع ريشة أخي اللوحة)....

    (داير ادخل اللوحة؟)......

    نظر لي أخي بتمعن، وكأنه يراني لأول مرة، ثم واصل الرسم، (يارب يوقف اسئلته)، ثم رش لون برتقالي، وبكل بساطة، فبدت الشجرة تحمل ثمار برتقال جميل، أهكدا يخلق البرتقال (حتى في السماء!!)...

    أشرت إلي شجرة بعيدة، تحتاج لعجلة للوصول إليها، ولكني سأركض، كانت الشجرة بعيدة، بالقرب من القلعة، بعد النهر مباشرة، بل على الشاطئ المقابل، (كيف اقطع النهر، وأنا لا أجيد السباحة)، وللحق لم أفكر في عبور النهر، كانت الشجرة تشغلني، فلم أفكر في الوسائل (وللحق لا استحالة مع الطفولة)... كان ظل الشجرة ساحرا، وهناك بقايا برتقال.. وأخاف ان يصابه العطن، قبل أن تلتهمه شفتاي!!

    يا دثوري، دي لوحة، يعني بعدين، طول وعرض بس، والبعد الخامس خيال، وهو الأهم مجرد خيال، البعد الثالث ما موجود، كماء السراب.) رد اخي علي، وهو يخاطبني ب (دثوري)، دائما، (حتى في قمة غضبة مني)، يظل يدلعني (كان البكر، وكنت الصغير)..

    أصريت على دخول اللوحة، والجلوس في الشجرة، (طبعا بكيت داير عجلة عشان الشجرة بعيدة في اللوحة)....

    وللحق اخي لا يزجرني من الاسئلة، ولكنه يمضي في سبيله، وكأن الأسئلة لم تكن....

    ظللت احدق في اللوحة، متعجبا من وقوف الشمس في كبد السماء طوال النهار، والمركب لم تقطع النهر لأسبوع كامل، وهناك معزة لم ترفع رأسها من السعدة، (وللحق أنا اعرف الاغنام)، أنها من اكثر الحيوانات مللا، وترفع رأسها كي تمضغ، وكي تشكر الراعي بنظر قله نظيرها، سوى بين الام والابن.....

    والشمس، في اللوحة، فقدت انيابها، كنت احدق فيها ملء بصري، ولا أثر للعرق على صدري......

    البعد الثالث هو الخيال، والبعد الرابع هو الروح، حين يسرح الخيال في الاعماق، يرى ما لا يرى، (أيها الإنسان، لا ضفاف لك)، فحيث المنتهى، شد الرحال!!.... هكذا كانت خواطر أخي، لم يقلها لأنني لأن أحس بأني لن أفهم ( كم مغرورون هؤلاء الكبار، وجهلى)..

    (أغمض عينك، فاجمل لوحة رسمها الله في داخلك، فالخيال، واقع، يعاش، ويحس في الدواخل، بمقدور خيالك، أن يمطر في الشتاء، ويشعل النار في الماء، ويحيل الحجارة إلى خبز دافئ)، رد اخي علي، كي يعزيني في فشلي في الدخول إلى اللوحة....

    معزرة، فقد كانت اللوحة جميلة، وخضراء، ومليئة بالزهور (فأخي ينفس بريشته عما يرتجيه)، فضوا الكبت، بطرق سوية، (ألم يقل فرويد مثل هدا)، أنه التسامى....

    كل ردود أخي، لم تعجبني، أود الدخول في اللوحة، كما يدخل الضوء من خلال الزجاج، وكما تتدخل الأغنية إلى القلب!! لن أفسد عليك لوحتك، هل يكسر الضوء الزجاج؟!!....

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 01-30-2006, 02:23 AM)

                  

01-30-2006, 02:22 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    طفولة (2)

    "كش ... كش .... كش، "....

    هل تحبون مثلي صوت المكشاشة؟!!، إنها تعني لي الأرض، تغوص شعيراتها في تراب وطني الصغير، دارنا، كي تمسح عنها بقايا حياة يوم كامل، آثار حيوانات، ودجاج، وإنسان، ووضوء خالي (دفع الله)، وأثار ترابيز وسراير، بقايا طعام، وفوضى رياح (جلبت معها اوساخ فطرية، ورقيات نيم وبعر وقش وشعر مشاط سعدية)، وبول وبراز وخربشات (مدثر الصغير)... فهو يفعل ما يحلو له، (حر من كل القيود) كعادة الطفولة المقدسة... (بل هاهو عاريا، أمام البوابة المتهالكة ويلعب بشحمه ذكره، وكأن شئ لم يكن)!!. بل مستمتع برؤية كارو (هيبات)، وهي تحمل الماء لحوش الناظر، وقد أخرجت له لسانها وهي تصيح (دثوري العريان كلب الجيران)...

    (كش ... كش .... كش)
    (... دو .. ري .. مي ... فا)...

    يبدأ عزف المشكاشة في الصبح، حين يعلو بالون الشمس الذهبي من الشرق، كعادته كل فجر، وينتهي طرف المكشاشة الأعلى بيد (رشا)، او (سوسن)، أو (سارة)، حسب وردية كتبها عرف تالد، (أعباء للفتاة، وبراح للأولاد)....

    تزيح بشعيراتها، كفراشة الفنان، ضباب الفراغ والاوساخ، تجلو الصدأ عن تراب بيتنا، وتسمح، كالبشاورة من السبورة، بقايا حياة يوم كامل، وقد غرقت، وللأبد في فم الماضي، كما مسحت معها بقايا كوم تراب لعبة (السيجة)، ودفنت معها ضحكات خالي (صديق) المنتصر، وتأوهات جدي (سعد) المنهزم دوما في السيجة، ولكنه ينتصر (في قتل فراغ عريض في حياة قرية ساكنة ومسالمة)....

    والآن، تبدو الارض نظيفة، ساحرة، كي تقبل شعيعات الشمس وجه الدار، وكي تسير على اديمه كالملوك، أمي، وأخواتي، وأهلي، وكي نكتب عليه، أحداث يوم عادي آخر، ومعنا الدجاجات والاغنام والرياح والمطر...

    (كش ... كش .... كش)...

    حين تكنس الدار (رشا)، ترى لوحة متسقة من الزخرفة الفطرية، ترسم شعيرات المكشاشة على أرض حواشنا، الماهل، الحنون، موجيات ترابية، تبز في سحرها، موجيات النهر، إنها مويجات ساكنة (نهر تراب متجمد)، بلا هدير أو أنين، متداخله، فيبدو الحوش وكأنه سجاد من تراب، وقد تهيأ ليوم ملئ بالعادية والمعاناة والفطرة...

    ثم تأتي الأقدام، والنسيم، والحيوانات، كي تطبع على الأرض بصماتها، وزخارفها، لا أحد يشبه الآخر، حتى في مشيته، إنها سفمونية الحياة، فهدا مركوب خالي (دفع الله)، فهو يسير بصورة متعرجة، وتلك سفنجة سعد، وتلك قمزات نعال (سعدية جارتنا)، فهي في عجل، ودايما، كي تنقل (شمار حار وطازج) وهدا المجرى الصغير، الصغير جداً، لدجاجة شقية، وقعت فريسة في شبك من شعر أختي (محاسن)، فعلقت في بقايا شعرها المتساقط، فتكوت في نهاية الشعرة قطعة طين كروية، (لا أدري لمادا تحب الفيزيا والميكانيكا الشكل الكروي)، وللحق كلما نطارد الدجاجة لكي نخلصها من هدا الأسر، تجري خائفة منها، وللحق فهي (لا تأمن بني آدم، وهو في قمة فضائلة)....

    (كش ... كش.... كش)..

    اسمع هدا الايقاع وأنا شبه نائم في الحواش الوسيع، يالها من فنانة كبيرة، تكنس الدار بأحساس عظيم، تستشف من كل شئ جمالا، تنسج خطوط متوازية، ثم تكوم الأوساخ في زاوية بعيدة، ثم تجلس، ولمدة طويلة، غارقة في تأمل ثروة بسيطة، أخرجتها المكشاشة من باطن الأرض (بينسه، حبة سبحة، ريال، وخبايا أخر، رخيصة)، وغالية جدا، جداً!!....

    وأحيانا يتوقف ايقاع المكشاشة، وقد انتظمت ضربات قلبي معها، فأرفع الغطاء عن رأسي لأرى ما جرى، فأرى (رشا) منحنية، تنظر بعمق لشي في الارض، أنها بلا شك ثرؤة كبرى، وحية، (قد تكون حشرة غريبة الشكل، فهي لم تمد يدها لحملها، بل أكتفت بتقليبها بطرف المكشاشة)، وحين حركت رشا رأسها كي تتابع اكشتافها السعيد، ايقنت بأنها حشرة، وما أكثرها في دارنا، ثم تبدأ عزفها، فيبتعد عني صوت المكشاشة، فالدار وسيعة، وحنونه!!.

    للمرة الثالثة يتوقف ايقاع المكشاشة، مادا جرى؟ إنه راديو جارتنا سارة، فقد تسللت منه اغنية (فرحانة بيك كل النجوم لا نام بريقه ولا أنطفأ)، فتوقفت رشا عن القش، وهي منحنية، لم ترفع راسها، بل كانت منحنية وهي تسمع الأغنية، أحسست بأنها في صلاة، في سجود، ورأيت بأم عيني، سحب خضراء وبرتقالية تخرج من الراديو وتدخل عين وقلب رشا، وتنصب لها، قصر لا وصف له،...

    إن الحياة لوحة كبيرة، والكل يحمل فرشاه، تزخرف اخواتي البرندة، والفضية ببقايا الجرايد، وتزخرف رشا الحوش (بفرشاة) المكشاشة، ويزخرف (مدثر الصغير) البيت بصراخه، وفوضاه، وتزخرف امي الدار، بصوتها، بسمتها، بسكونها، بعاطفتها الريانة، والتي تملأ كالهواء، سماء وارض الدار....

    حين تكنس (رشا)، تكون اللوحة منتظمة، (فهي تستمتع بكل شئ)، وحين تكنسها (سوسن)، أو (سارة)، ترى لا مبالاة، وخطوط شائهه، وشرود كمن يفكر في اللحظة المقبلة...ناسياً لحظته الحاضر تماماً...

    تنظر رشا بحبور خلفها حين تسمع (رشا رشا مششيني)، يقولها مدثر وقد افسد عليها نظافة البيت، فتعود جزلى (فلا نضج ولا نثور)....

    (دو...ري... مي...كش .. كش ..كش.).....

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 02-02-2006, 00:11 AM)

                  

01-30-2006, 03:19 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    عبد الغني
    أريت حالك زين ..

    و .. رابع .. خامس .. سادس .. ألف
    تكر ( مسبحة ) الأبعاد هذه .. ليس ثم نهاية لها .. يا إلهي كم هو متسع هذا الفضاء ( المُؤنسَن ) ، معجزة هي يا أخي أن ( تفج ) مخيلتنا الفطرية في كل لحظة بُعدا آخر يكتنه - من جديد .. وبدهشة - أبعاداً أُخر .. لا أجمل ولا أقوَم ْ
    ( عرضنا الأمانة على السموت والأرض فأبينها ) ...
    أبينَها ..
    وكان العقل من نصيب هذا الكائن اللغز .. ( الإنسان )
    و .. كم أحب الله يستأمن سره الجميل هذا فينا ..

    ( أمانه ماك مطموس .. الله يجازي شيطانك ) .. كانت تقولها جدتي كلما عنّ لي أن أرى الأشياء بقلبي - هكذا - فجة و ندية و .. تعقل .
    فأحمد الله أن قيض لي شيطانا يؤنسني بـ ( شيطنته ) ..


    ( العابرون - خامات مختلفة - 2005 )

    اللوحة .. لا أبصرها حين أرتكب فعلها ..
    لكن تقرؤني .. بُعدا .. بُعدين .. عشر ..

    ( إقرأ ) هذه ..
    .. هي لك
    مع مودتي
                  

01-31-2006, 00:07 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: Emad Abdulla)


    عزيزي عماد

    كم سعيد، وكم وكم، ان تجري (فرشاتكم) على حقل نصي المتعب، وكم سعيد حين جرت عيني على قفزات حروفكم، من القمز ا للذيذ، إلى التهكم الألذ، إلى نشوى الحيرة...

    طبتم، وصباحك حنون، كقلب الأم، كالفرشاة، كشعاع الغروب، وهو يزخرف الحوائط بشاعرية فريدة...وكأنه يبوح لنا، وبلسان مبين (هذا الكون هو أمومة عظمى، ولا شي يوجد خارج قلبها الحنون)

    عزيزي عماد كم سعيد بالدخول إلى حقول لوحاتكم، كي اقطف حيرة محببة، وسحر آخاذ، وجنة داخلية، أثارها اللون، والروح المبثوثة فيه.....

    عميق سعدي .. بكم... ولنا (لقاء)...
    ...
                  

01-30-2006, 11:59 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    طفولة (3)

    خرف الشمس

    (كل شئ حين يكبر، سوف يخرف، مثل حبوبتك عشة)...
    هكذا إجابت خالتي فاطمة، حين دعوتها للعب معي في الطين قائلا:
    (خالتي فاطمة تعالي ألعبي معانا، أنا وحبوتي عشة).

    هكذا قالت لي خالتي فاطمة، وهكذا سرح خيالي، للشمس، فأنا أحبها، ليس كحب الشعراء، ولكني لأني اكره الظلام، ففي قريتي لا أُثر للنور، فالنجوم تظهر جبروتها، والقمر يتسيد الجو في الليالي الملاح، وهكذا تصورت الشمس وقد خرفت مثل حبوبتي عشة، فحبوتي، تبكي مثلي، وتطلب الحلوى مثلي أيضا، وتتبول مثلي، في أي مكان يحلو لها، وتبلع حبات السبحة مثلي، وكأنها حلوى، أنني احبها، لأنها تمارس حياتها، كما تمليها عليها فطرتها الداخلية، لا كما يتطلبها الجو المحيط، (كما انا حبوبتي تتلكم مع الزير، والحائط وصور الحائط، مثلي، لأننا نسمع اصواتها، ونرى الخجل يتورد في خدودها)....

    ولذا فقد خرفت الشمس، أنها أكبر من حبوبتي، بل من حبوبة حبوبتي، وكان من اكثر المتضررين من خرف الشمس، وجنونها، عم سعد، فهو يضع عنقريبه الخشبي كي يستمتع بظل الضحى، فكان يضع عنقريبه تحت غرفة طينية عالية، حتى يستمتع بظل الضحى، ولكن مع جهله بمكان شروقها كان يتعب كثير حين ينقل عنقريبه مع كل توقع خاطئ لطلوع الشمس، وهو المصاب بداء الروماتيزويم، بعد كل هذا الترحال، واللف والدوران حول الأرض، تعبت الشمس وخرفت، وضلت طريقها، لم تعد تظهر من قبل الشرق كعادتها، فقد صارت احياناً تشرق من الجنوب، وأحيانا تتوقف ولساعات طويلة في مكان واحد، بل احيانا تشرق من الشرق ثم تغير رأيها وترجع للشرق مرة أخرى، بل حصل أن وقفت ثلاثة أشهر كاملة في مكان واحد، ومن حسن حظنا فقد وقفت في مكان الغروب بالنسبة لقريتنا، وخلال هذا الشهر لم تحدث حالة طلاق واحدة، وللحق حتى العمدة، صار يحضر الحفلات العصرية، وصارت الصلوات كلها عصر فقط، والمواعيد عصر، وتفنن الناس، أول العصر، وهي الثمان ساعات الأولى، وأخر العصر، وهي الساعات الثمان الأخيرة، وقد صارت قريتنا المنسية عبر ا لتاريخ ملاذا للناس، وللشعراء، وللفنانين، وخاصة من الدول سيئة الحظ والتي وقعت في قلب الظهيرة، فقد حجت لقريتتنا، وقامت مطارات وفنادق، بسرعة جنونية، ولقد دعا الناس للشمس بالمكوث في الغروب، وكان اكثر الناس سعادة هم الشعراء ونبات عباد الشمس،، وفجأة غيرت الشمس طريقها، وذهبت للأعلى، صارت تمضي للأعلى، صارت كاللميونة، وبدأ ضوئها ضيلي، كأنها شعمة، ارتفعت اسعار البطاريات، ورخصت اسعار المراوح والمكيفات، وصار الارض كلها ليلاً لأول مرة، وارتفعت اسعار البطانيات بصورة مخيفة، البطانية الواحدة صارت بسبعة مليار، وفجاة بدأت الشمس تقترب من الأرض، تجاوزت موقعها القديم اقتربت اكثر من اللازم، بدأت البحار في الفوران، والتبخر، ولكنها غيرت رأيها فجأة، كملل الأطفال.

    وأحيانا تلف الشمس بسرعة حول الارض، حتى يستحيل اليوم إلى دقيقة، بل ثانية، كانت تلف بسرعة فائقة حول الارض، وأكثر الأحياء تعباً هو زهرة عبادة الشمس، فقد تصحو وتنام، تركع وتقوم في جزء من الثانية، وكنا نهم بالذهاب للمدرسة، ونرجع من الباب، ولكن مع استمرار هذه الظاهرة، مرور الشمس السريع، صارت لنا قوى خارقة، بحيث يتركز الفكر، ويحفظ ويرى الاشياء بقوة، ونعمل اشياء كنا نعملها في ساعات طويلة، بل مقدورنا ان نحفظ النشيد الطويل في جزء من الثانية، ومع تكرار الحالة الخارقة لدى الجميع، صار الزمن طويلا، أن الثانية طويلة جداً، ففي متنها نحفظ القصائد، ونراقب ذواتنا، وننام، ونصحو، صارت أفكارنا اسرع من الضوء، وصارت الثانية أطول من القرن...
                  

01-31-2006, 02:26 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    طفولة (4)
    الضوء ذلك المجهول!!


    .... (مثل صورة أبي، وأية الكرسي المغبرة)...لا شي يمكنه أن يتعلق في الجدار بدون (صمغ أو مسمار!!!)....

    هكذا تقول البديهة، والفيزياء، وحتميات أخرى، ولكن النار لم تحرق جسد إبراهيم (فلا تقسم بشئ، فكل الأشياء عرضة للتبدل).. أنها حزمة طنون فلا تقسم بها (لا تقسم بشئ، ولو كان ماثلاً أمامك)..

    ولكن الضوء، ضوء شمس قريتنا خاصة (هل تشبه شموسكم، لا أثر للتعصب في فرحي هذا!!)، يتواضع شعاعها على اديم الأرض، بدون أي قامة تفصله عن الأرض، وأحيناً يلتصق الضوء بجدار الحائط (بلا صمغ أو مسمار).. بل يلتصق بسقف الدار، (مثل الضب والجير)..

    ياله من كائن غريب، ذو مواهب عظمى (أهو شاعر.. مل الحياة فلبس طاقية الاختباء)، وأحال جسده إلى كائن هلامي (كقلبه)..

    يغوص ضوء الغروب في الماء، ويمر خلال كباية شاي الصباح (بلا كسر أو صوت تهشم)...إنه قوي (رغم هوانه وهلاميته).. ألهذا الشعراء أقوياء!!؟...

    بل بمقدوره أن يحلق كالحمام، وأن يرقد على اديم الأرض (كجثة ملاك جميل)، وأن يجري في كل الجهات (الست، بل السبع)، فإنه يتوغل في جهة الروح، ويضئ جنان مغمورة بسويداء القلب..

    أنه عجول، وكأنه يهرب من سخونة النار، ويملأ في ومض سريع سماء الغرفة والاثير، كخوف لذيذ يملأ جسد فتاة وقد ذكر اسم حبيبها الغائب بغته..

    إن أشعة الشروق، كلها، في قريتي، هم في الأصل تلاميذ نجباء (كالأنبياء والشعراء)، أرسلتهم الشمس، كي يصبغوا الحوائط والأشجار والبيوت بروح شاعرية، أمومية، فتحس بأن الاشياء هي امتداد لك، كأطرافك، كجوارحك، كأسرتك، كوطنك، كماضيك، كغدك..

    فتقسرك، هذه السطوة الطبيعية، كي تفكر في ذاتك (ذاتك فقط).. فتحس بذلك الومض من الشعور الغريب، وكأنك نسيت نفسك تماماً، وكأنك لا تعرفها، أصلا، مثل صديق قديم.. غاب عنك من أمد بعيد.. بعيد... (أبعد من كل ماضي يتذكر..أو يتصور)..

    في الظلام يختفي لستك الكارو، وشجرة الجيران، وشباك ناس فوزية، ووجه آمنة وهي تكنس حوش الجيران... (وهذه كل مملكتي).. وقد ابتلعها جوف الليل البغيض...
                  

02-01-2006, 03:23 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    طفولة (5)
    الطفل العجوز

    بعد ان استقينت بأن أبي ليس أطول وأعظم رجل في الدنيا..
    (وهل بمقدور عامل بسيط أن يكون كذلك، ولكنها جنة الطفولة)..
    وأمي ليست أجمل امراة في الكون... (بل قد تكون أقبح للبشر العاديين جدا، بسمرتها وقصرها وشلوخها)..
    وأنا ليس قلب الحدث، وبطلها المحبوب....
    (لا شئ يزين جسمي وعقلي وقلبي)....(ولكن ... ليس بمقدوري، حينها، أن أنظر سوى ذلك، فقد كنت أنظر للوجود من تلك النافذة الطفولية الساحرة)..

    في البدء، إحسست بهوان عظيم (أهكذا الحياة، أنها ناقصة).. وبعد حين تأكدت بأن هذه مرحلة عابرة، وستعود طفولتي مرة أخرى لا محال (بل تعود أرق وأجمل)، وبأني (سيد الوجود)، هي الأصل، فكل الأشياء، بل الأحياء (مسخرة لي، قالتها لي الطبيعة بلسان مبين)... فمنظر السحب، وطعم الموز، ومسرحيات شكبير، وصوت أمي الحنون، وقامات الأوليا، كلها كانت تحيط بي، كسوار على يد حبيبة فاتنة، ومنظر الغروب، كان يخصني بهمس خاص (لا أنكر فطرته السوية، وهمسه للجميع مثلي، بل ألذ، ولكني في ومض سريع، أحس بأنه جزء مني)...(حتى الأمراض، كان تغسل عن جسمي وذهني الكثير من الصدأ والتبلد)...أما الشعر... فلا كلمة في لغتي قادرة على وصف نشوتي، إو حتى الإشارة الخجولة إليها... (ألم أقل بأن الوجود مسخر لي، بما فيه قبيل الشعراء)...

    حين رجعت من المدرسة، وأنا صبي، ورأيت حبوبتي بوجهها الجميل، وهي تلعب كالأطفال، أحسست بأن (عودة الطفولة أمر حتمى)، فنحن نجتر الذكرى الجميلة، كي لاتفلت من الذاكرة، فما بالكم (بالطفولة)..

    فلم يعد جسد حبوبتي (يتنافس من أجل جمال حسي، وشهوة كاذبة)، بل جسد يسعد ويطرب حين يخدم الناس، ويفعل (كل) ما يحلو له... ويوازى ويتساوى عنده الجميع (من شاعر وسارق وولي ومومس)... كنبض الحياة، في تلكم الأجساد المتباينة، فالحياة تهب سحرها لكل الذوات، (الخاطئة، والمصيبة)، معا....

    نظرة حبوبتي، ليس فيها أثر لمن نحن!!!
                  

02-02-2006, 03:15 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    طفولة (6)

    أقدار ... مسلمات.. حتميات..

    يالها من مسلمات، وأقدار..


    لن تستطع أن تطير كالسنبر...
    لن تتكلم مع الموتى... ولن تراهم..
    لن ترجع للماضي كي ترى جدك ديناصور له فحيح يهز الغابات..
    لن تحلق للغد، كي ترى نهاية الكرنفال السعيد..
    لن تسمع تغريد عصافير غابات الأمزون...وهمس الملائكة..

    ولكن للطفولة سلطان، على كل هذه المسلمات البغيضة، التي يؤمن بها الكبار، وللحق تكلمت قبل يومين مع ماو، ومع فاوست، ومع قرمط، وهمس لي بأن القرامطة، لم يسفكوا دم، بل كانوا يحبون الاشتراكية، قبل ماركس وبعد المسيح، كان صوته جميلاً، كان كثير التفكير، حتى في كلامة، بل تحس بأن يتكلم عن صورة مكتملة في ذهنة، صورة واضحة.. للأحياء والأشياء..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de