دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
عبد الغني أريت حالك زين ..
و .. رابع .. خامس .. سادس .. ألف تكر ( مسبحة ) الأبعاد هذه .. ليس ثم نهاية لها .. يا إلهي كم هو متسع هذا الفضاء ( المُؤنسَن ) ، معجزة هي يا أخي أن ( تفج ) مخيلتنا الفطرية في كل لحظة بُعدا آخر يكتنه - من جديد .. وبدهشة - أبعاداً أُخر .. لا أجمل ولا أقوَم ْ ( عرضنا الأمانة على السموت والأرض فأبينها ) ... أبينَها .. وكان العقل من نصيب هذا الكائن اللغز .. ( الإنسان ) و .. كم أحب الله يستأمن سره الجميل هذا فينا ..
( أمانه ماك مطموس .. الله يجازي شيطانك ) .. كانت تقولها جدتي كلما عنّ لي أن أرى الأشياء بقلبي - هكذا - فجة و ندية و .. تعقل . فأحمد الله أن قيض لي شيطانا يؤنسني بـ ( شيطنته ) ..
( العابرون - خامات مختلفة - 2005 )
اللوحة .. لا أبصرها حين أرتكب فعلها .. لكن تقرؤني .. بُعدا .. بُعدين .. عشر ..
( إقرأ ) هذه .. .. هي لك مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: Emad Abdulla)
|
عزيزي عماد
كم سعيد، وكم وكم، ان تجري (فرشاتكم) على حقل نصي المتعب، وكم سعيد حين جرت عيني على قفزات حروفكم، من القمز ا للذيذ، إلى التهكم الألذ، إلى نشوى الحيرة...
طبتم، وصباحك حنون، كقلب الأم، كالفرشاة، كشعاع الغروب، وهو يزخرف الحوائط بشاعرية فريدة...وكأنه يبوح لنا، وبلسان مبين (هذا الكون هو أمومة عظمى، ولا شي يوجد خارج قلبها الحنون)
عزيزي عماد كم سعيد بالدخول إلى حقول لوحاتكم، كي اقطف حيرة محببة، وسحر آخاذ، وجنة داخلية، أثارها اللون، والروح المبثوثة فيه.....
عميق سعدي .. بكم... ولنا (لقاء)... ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
طفولة (3)
خرف الشمس
(كل شئ حين يكبر، سوف يخرف، مثل حبوبتك عشة)... هكذا إجابت خالتي فاطمة، حين دعوتها للعب معي في الطين قائلا: (خالتي فاطمة تعالي ألعبي معانا، أنا وحبوتي عشة).
هكذا قالت لي خالتي فاطمة، وهكذا سرح خيالي، للشمس، فأنا أحبها، ليس كحب الشعراء، ولكني لأني اكره الظلام، ففي قريتي لا أُثر للنور، فالنجوم تظهر جبروتها، والقمر يتسيد الجو في الليالي الملاح، وهكذا تصورت الشمس وقد خرفت مثل حبوبتي عشة، فحبوتي، تبكي مثلي، وتطلب الحلوى مثلي أيضا، وتتبول مثلي، في أي مكان يحلو لها، وتبلع حبات السبحة مثلي، وكأنها حلوى، أنني احبها، لأنها تمارس حياتها، كما تمليها عليها فطرتها الداخلية، لا كما يتطلبها الجو المحيط، (كما انا حبوبتي تتلكم مع الزير، والحائط وصور الحائط، مثلي، لأننا نسمع اصواتها، ونرى الخجل يتورد في خدودها)....
ولذا فقد خرفت الشمس، أنها أكبر من حبوبتي، بل من حبوبة حبوبتي، وكان من اكثر المتضررين من خرف الشمس، وجنونها، عم سعد، فهو يضع عنقريبه الخشبي كي يستمتع بظل الضحى، فكان يضع عنقريبه تحت غرفة طينية عالية، حتى يستمتع بظل الضحى، ولكن مع جهله بمكان شروقها كان يتعب كثير حين ينقل عنقريبه مع كل توقع خاطئ لطلوع الشمس، وهو المصاب بداء الروماتيزويم، بعد كل هذا الترحال، واللف والدوران حول الأرض، تعبت الشمس وخرفت، وضلت طريقها، لم تعد تظهر من قبل الشرق كعادتها، فقد صارت احياناً تشرق من الجنوب، وأحيانا تتوقف ولساعات طويلة في مكان واحد، بل احيانا تشرق من الشرق ثم تغير رأيها وترجع للشرق مرة أخرى، بل حصل أن وقفت ثلاثة أشهر كاملة في مكان واحد، ومن حسن حظنا فقد وقفت في مكان الغروب بالنسبة لقريتنا، وخلال هذا الشهر لم تحدث حالة طلاق واحدة، وللحق حتى العمدة، صار يحضر الحفلات العصرية، وصارت الصلوات كلها عصر فقط، والمواعيد عصر، وتفنن الناس، أول العصر، وهي الثمان ساعات الأولى، وأخر العصر، وهي الساعات الثمان الأخيرة، وقد صارت قريتنا المنسية عبر ا لتاريخ ملاذا للناس، وللشعراء، وللفنانين، وخاصة من الدول سيئة الحظ والتي وقعت في قلب الظهيرة، فقد حجت لقريتتنا، وقامت مطارات وفنادق، بسرعة جنونية، ولقد دعا الناس للشمس بالمكوث في الغروب، وكان اكثر الناس سعادة هم الشعراء ونبات عباد الشمس،، وفجأة غيرت الشمس طريقها، وذهبت للأعلى، صارت تمضي للأعلى، صارت كاللميونة، وبدأ ضوئها ضيلي، كأنها شعمة، ارتفعت اسعار البطاريات، ورخصت اسعار المراوح والمكيفات، وصار الارض كلها ليلاً لأول مرة، وارتفعت اسعار البطانيات بصورة مخيفة، البطانية الواحدة صارت بسبعة مليار، وفجاة بدأت الشمس تقترب من الأرض، تجاوزت موقعها القديم اقتربت اكثر من اللازم، بدأت البحار في الفوران، والتبخر، ولكنها غيرت رأيها فجأة، كملل الأطفال.
وأحيانا تلف الشمس بسرعة حول الارض، حتى يستحيل اليوم إلى دقيقة، بل ثانية، كانت تلف بسرعة فائقة حول الارض، وأكثر الأحياء تعباً هو زهرة عبادة الشمس، فقد تصحو وتنام، تركع وتقوم في جزء من الثانية، وكنا نهم بالذهاب للمدرسة، ونرجع من الباب، ولكن مع استمرار هذه الظاهرة، مرور الشمس السريع، صارت لنا قوى خارقة، بحيث يتركز الفكر، ويحفظ ويرى الاشياء بقوة، ونعمل اشياء كنا نعملها في ساعات طويلة، بل مقدورنا ان نحفظ النشيد الطويل في جزء من الثانية، ومع تكرار الحالة الخارقة لدى الجميع، صار الزمن طويلا، أن الثانية طويلة جداً، ففي متنها نحفظ القصائد، ونراقب ذواتنا، وننام، ونصحو، صارت أفكارنا اسرع من الضوء، وصارت الثانية أطول من القرن...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
طفولة (4) الضوء ذلك المجهول!!
.... (مثل صورة أبي، وأية الكرسي المغبرة)...لا شي يمكنه أن يتعلق في الجدار بدون (صمغ أو مسمار!!!)....
هكذا تقول البديهة، والفيزياء، وحتميات أخرى، ولكن النار لم تحرق جسد إبراهيم (فلا تقسم بشئ، فكل الأشياء عرضة للتبدل).. أنها حزمة طنون فلا تقسم بها (لا تقسم بشئ، ولو كان ماثلاً أمامك)..
ولكن الضوء، ضوء شمس قريتنا خاصة (هل تشبه شموسكم، لا أثر للتعصب في فرحي هذا!!)، يتواضع شعاعها على اديم الأرض، بدون أي قامة تفصله عن الأرض، وأحيناً يلتصق الضوء بجدار الحائط (بلا صمغ أو مسمار).. بل يلتصق بسقف الدار، (مثل الضب والجير)..
ياله من كائن غريب، ذو مواهب عظمى (أهو شاعر.. مل الحياة فلبس طاقية الاختباء)، وأحال جسده إلى كائن هلامي (كقلبه)..
يغوص ضوء الغروب في الماء، ويمر خلال كباية شاي الصباح (بلا كسر أو صوت تهشم)...إنه قوي (رغم هوانه وهلاميته).. ألهذا الشعراء أقوياء!!؟...
بل بمقدوره أن يحلق كالحمام، وأن يرقد على اديم الأرض (كجثة ملاك جميل)، وأن يجري في كل الجهات (الست، بل السبع)، فإنه يتوغل في جهة الروح، ويضئ جنان مغمورة بسويداء القلب..
أنه عجول، وكأنه يهرب من سخونة النار، ويملأ في ومض سريع سماء الغرفة والاثير، كخوف لذيذ يملأ جسد فتاة وقد ذكر اسم حبيبها الغائب بغته..
إن أشعة الشروق، كلها، في قريتي، هم في الأصل تلاميذ نجباء (كالأنبياء والشعراء)، أرسلتهم الشمس، كي يصبغوا الحوائط والأشجار والبيوت بروح شاعرية، أمومية، فتحس بأن الاشياء هي امتداد لك، كأطرافك، كجوارحك، كأسرتك، كوطنك، كماضيك، كغدك..
فتقسرك، هذه السطوة الطبيعية، كي تفكر في ذاتك (ذاتك فقط).. فتحس بذلك الومض من الشعور الغريب، وكأنك نسيت نفسك تماماً، وكأنك لا تعرفها، أصلا، مثل صديق قديم.. غاب عنك من أمد بعيد.. بعيد... (أبعد من كل ماضي يتذكر..أو يتصور)..
في الظلام يختفي لستك الكارو، وشجرة الجيران، وشباك ناس فوزية، ووجه آمنة وهي تكنس حوش الجيران... (وهذه كل مملكتي).. وقد ابتلعها جوف الليل البغيض...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
طفولة (5) الطفل العجوز
بعد ان استقينت بأن أبي ليس أطول وأعظم رجل في الدنيا.. (وهل بمقدور عامل بسيط أن يكون كذلك، ولكنها جنة الطفولة).. وأمي ليست أجمل امراة في الكون... (بل قد تكون أقبح للبشر العاديين جدا، بسمرتها وقصرها وشلوخها).. وأنا ليس قلب الحدث، وبطلها المحبوب.... (لا شئ يزين جسمي وعقلي وقلبي)....(ولكن ... ليس بمقدوري، حينها، أن أنظر سوى ذلك، فقد كنت أنظر للوجود من تلك النافذة الطفولية الساحرة)..
في البدء، إحسست بهوان عظيم (أهكذا الحياة، أنها ناقصة).. وبعد حين تأكدت بأن هذه مرحلة عابرة، وستعود طفولتي مرة أخرى لا محال (بل تعود أرق وأجمل)، وبأني (سيد الوجود)، هي الأصل، فكل الأشياء، بل الأحياء (مسخرة لي، قالتها لي الطبيعة بلسان مبين)... فمنظر السحب، وطعم الموز، ومسرحيات شكبير، وصوت أمي الحنون، وقامات الأوليا، كلها كانت تحيط بي، كسوار على يد حبيبة فاتنة، ومنظر الغروب، كان يخصني بهمس خاص (لا أنكر فطرته السوية، وهمسه للجميع مثلي، بل ألذ، ولكني في ومض سريع، أحس بأنه جزء مني)...(حتى الأمراض، كان تغسل عن جسمي وذهني الكثير من الصدأ والتبلد)...أما الشعر... فلا كلمة في لغتي قادرة على وصف نشوتي، إو حتى الإشارة الخجولة إليها... (ألم أقل بأن الوجود مسخر لي، بما فيه قبيل الشعراء)...
حين رجعت من المدرسة، وأنا صبي، ورأيت حبوبتي بوجهها الجميل، وهي تلعب كالأطفال، أحسست بأن (عودة الطفولة أمر حتمى)، فنحن نجتر الذكرى الجميلة، كي لاتفلت من الذاكرة، فما بالكم (بالطفولة)..
فلم يعد جسد حبوبتي (يتنافس من أجل جمال حسي، وشهوة كاذبة)، بل جسد يسعد ويطرب حين يخدم الناس، ويفعل (كل) ما يحلو له... ويوازى ويتساوى عنده الجميع (من شاعر وسارق وولي ومومس)... كنبض الحياة، في تلكم الأجساد المتباينة، فالحياة تهب سحرها لكل الذوات، (الخاطئة، والمصيبة)، معا....
نظرة حبوبتي، ليس فيها أثر لمن نحن!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
طفولة (6)
أقدار ... مسلمات.. حتميات..
يالها من مسلمات، وأقدار..
لن تستطع أن تطير كالسنبر... لن تتكلم مع الموتى... ولن تراهم.. لن ترجع للماضي كي ترى جدك ديناصور له فحيح يهز الغابات.. لن تحلق للغد، كي ترى نهاية الكرنفال السعيد.. لن تسمع تغريد عصافير غابات الأمزون...وهمس الملائكة..
ولكن للطفولة سلطان، على كل هذه المسلمات البغيضة، التي يؤمن بها الكبار، وللحق تكلمت قبل يومين مع ماو، ومع فاوست، ومع قرمط، وهمس لي بأن القرامطة، لم يسفكوا دم، بل كانوا يحبون الاشتراكية، قبل ماركس وبعد المسيح، كان صوته جميلاً، كان كثير التفكير، حتى في كلامة، بل تحس بأن يتكلم عن صورة مكتملة في ذهنة، صورة واضحة.. للأحياء والأشياء..
| |
|
|
|
|
|
|
|