دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد!: قصيدة للأستاذ نورالدين منان
|
سمعت عن هذه التحفة الأدبية من كثيرين، وآخرهم أديبنا الشاعر الكبير محمد المكي أبراهيم الا انني لم أسعد بقراءتها الا اليوم من موقع نوبي...
والأستاذ نورالدين منان، اضافة لدبلوماسيته التى عرفناه بها، شاعر مجيد ولغوي (linguist) من الطراز الأول.
ندلف لقصيدته التي وضعت لها عنوانا من عندي دون مشورته. له العتبى حتى يرضى والى القصيدة التي يتناول فيها أغتيال المرحوم مجدي محجوب محمد أحمد.
************************ قتلوك يا ولداه.. يا حباه ليس الحب يقتل فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلم يرحل ************************ يا أيها الكوشى كانوا هم عراة الفكر حين أتوك غيلة فرحلت أنت عن المكان .. عن الزمان.. عن الحبيبة والقبيلة أزف الرحيل وأمك الثكلى تعد لك الحريرة والضريرة والعديلة هجم التتار عليك والخرطوم حبلى بالأغانى والأمانى المستحيلة ************************ يا ايها الوطن الذى فوق الثريا والمدار يا ايها الوطن المدجج بالجمال وبالهوى والإنبهار ويحى عليك من ابتلاءات الصغار على الكبار بالت كلاب الامن فيك تغوطت فى كل دار وتعملق الاقزام فيك وعربدت فيك التتار لم يبق منك سوى دوى الانهيار فتعال يا اختاه نبكى ما تبقى من كرامتنا ونمضى فى انكسار ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار فى زمن الخوار؟ ماذا تبقى غير قبض الريح فى الزمن البوار؟ ماذا تبقى غير خازوق يليه انتظار وانتحار؟ كيف الظلام أتى إلى السودان .. صادر شمسه الغيلان فى وضح النهار؟ ************************ قل لى بربك يا حفيد ابادماك؟ ماذا جنينا من هوى الاوطان غير الموت والدم والهلاك؟ يا نيل ضعنا فى الشتات فمن سيجمعنا هناك؟ حتام نركض فى الظلام ولات يا وطنى مناص ماذا جنينا رب! اين هو الخلاص ابكى عليك سليل كنداكات كوش الباسقات السامقات الخائضات مع الجيوش ابكى عليك من الزمان ومن جراحات الوحوش غادات كوش فرشن دربك بالحرير وبالنقوش خبأن حبك فى العيون وبالرموش وهمسن باسمك .. ذبن فى الوجه البشوش وهتفن يوم رحيلك الابدى لليل الطويل ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟ أين الرجال؟ واين ترهاقا النبيل؟ أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟ أين الشفيع وصحبه .. أين الشموخ العبقرى أين الامام وأين عبدالخالق المحجوب .. أين الأزهرى؟ أين الملوك ذوى الدفوف أين الآلى نقشوا على الصخر الحروف!! أين الفتى عبداللطيف .. وأين جوزيف العفيف؟ ذاك الفتى الأبنوس ذو الظل الخفيف أين القوام السمهرى؟ ************************ هجم التتار ولم تفرخ في الديار إوزة أو عم نيل ويّحي على السودان زاغ من المدار إلى الفراغ بلا وداع أو عويل والناس ما برزوا لسارقه وما امتشقوا الصقيل ويّحي على حلفا .. على شجر النخيل أبكى على نفسى .. على الصمت الطويل أبكى على ام درمان أم أبكى هوى عزة الخليل؟ يا حسرتى ! أبكى على من يا ترى! أبكى على ذاك الذى ترك البلاد مهاجرا أو من قضى خلف السجون مثابرا من دك عرش الظلم هز منابرا ومن استمات على المبادئ صابرا أبكيه محمود الخصال وثائرا من سار نحو الموت عملاقا وحلق طائرا أبكى على من يا ترى! أبكى على أسد الشرى أبكى على المك العظيم إذ انبرى ركل المهانة وازدرى حرق الدخيل بجيشه لما افترى أبكى على سكك الحديد وعطبرة أبكى على وطن تمدد فى الثرى متسربلا بجراحه حتام يشكو للورى! ************************ لو جنة الخلد اليمن لا يعدل السودان وطن روض حوى من كل فن النيل والروض الأغن أنا آه من حب الوطن قد هدنى .. هد البدن ************************ قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد واستنهض التاريخ والأمجاد من واد لواد قم زلزل الأرض الرحيبة إنها حبلى بزاد .. أى زاد وتماسكى يا أم مجدى.. كلنا مجدى وحبك فى ازدياد هزى جريد النخل نأتى فوق صافنة الجياد بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدى فى بلادى لا وقت للأحزان لا تتوشحى ثوب الحداد هاتى أناشيد النضال فكل قافيَّة تنادى: هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى ************************ لا تجزعى أماه لو طال الحصار لن تنحنى تلك الجباه الشامخات كما المنار لن تنحنى للإنكشار ولى زمان الانكسار لا تفزعى أختاه من جند التتار فغدا يعود فتاك من خلف البحار كالرعد كالغيم المحمل.. للديار سيعود للخرطوم فارسها وينقشع الغبار عن عاشقين تعانقا فى انبهار وتعاتبا فى مقرن النيلين فى وضح النهار لا تجزعى أماه لو طال الحصار فغدا سينهزم التتار ويحقق السودان أروع انتصار سيان عند الموت قزم أو مليك وغدا سينهزم التتار وأنت تبقى رغم أنف القاتليك جرحا يضيء الدرب للفجر الوشيك ولداه أنت هنا ستبقى رغم أنف الظلم حيا وسيذهبون كما الدخان كما الهبوب وأنت تحيا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد!: قصيدة للأستاذ نورالدين منان (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: ************************ لا تجزعى أماه لو طال الحصار لن تنحنى تلك الجباه الشامخات كما المنار لن تنحنى للإنكشار ولى زمان الانكسار لا تفزعى أختاه من جند التتار فغدا يعود فتاك من خلف البحار كالرعد كالغيم المحمل.. للديار سيعود للخرطوم فارسها وينقشع الغبار عن عاشقين تعانقا فى انبهار وتعاتبا فى مقرن النيلين فى وضح النهار لا تجزعى أماه لو طال الحصار فغدا سينهزم التتار ويحقق السودان أروع انتصار سيان عند الموت قزم أو مليك وغدا سينهزم التتار وأنت تبقى رغم أنف القاتليك جرحا يضيء الدرب للفجر الوشيك ولداه أنت هنا ستبقى رغم أنف الظلم حيا وسيذهبون كما الدخان كما الهبوب وأنت تحيا
|
ما أروع تفاؤل القصيدة عندما يخبو الأمل وينتشر اليباس ويعتصر الخوف الضمائر!
عندما يخرج المناضل كالعنقاء من قلب الرماد...
ما أروع هذه القصيدة التى لم تجد رواجا حتى الآن..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد!: قصيدة للأستاذ نورالدين منان (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: واستنهض التاريخ والأمجاد من واد لواد قم زلزل الأرض الرحيبة إنها حبلى بزاد .. أى زاد وتماسكى يا أم مجدى.. كلنا مجدى وحبك فى ازدياد هزى جريد النخل نأتى فوق صافنة الجياد بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدى فى بلادى لا وقت للأحزان لا تتوشحى ثوب الحداد هاتى أناشيد النضال فكل قافيَّة تنادى: هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى |
ثم أنظر وتأمل مناجاة التأريخ بقلب المناضل الذي خسر حربا خاطفه ولكنه لم يخسر المعركة بعد...
فالوقت ليس للأحزان وانما الوقت لأستلهام التأريخ التليد..
لله درك نوري جليلة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد!: قصيدة للأستاذ نورالدين منان (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: ************************ قتلوك يا ولداه.. يا حباه ليس الحب يقتل فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلم يرحل |
ويستحث الشاعر الأمل والرجاء بعد ان قتل التتار الحب.. ويصور الرحيل أجمل تصوير في الشطر الثاني عندما يشبههه بالأيام التي تتسرب بين أيادينا خلسة والأحلام التي لا نكاد نصدق حدوثها..
بيد انه موقن تماما بضرورة رحيل الظلم بناقة عرجاء ضامرة حتى لا يرحل عنا من نعزهم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد!: قصيدة للأستاذ نورالدين منان (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: **** قل لى بربك يا حفيد ابادماك؟ ماذا جنينا من هوى الاوطان غير الموت والدم والهلاك؟ يا نيل ضعنا فى الشتات فمن سيجمعنا هناك؟ حتام نركض فى الظلام ولات يا وطنى مناص ماذا جنينا رب! اين هو الخلاص ابكى عليك سليل كنداكات كوش الباسقات السامقات الخائضات مع الجيوش ابكى عليك من الزمان ومن جراحات الوحوش غادات كوش فرشن دربك بالحرير وبالنقوش خبأن حبك فى العيون وبالرموش وهمسن باسمك .. ذبن فى الوجه البشوش وهتفن يوم رحيلك الابدى لليل الطويل ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟ أين الرجال؟ واين ترهاقا النبيل؟ أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟ أين الشفيع وصحبه .. أين الشموخ العبقرى أين الامام وأين عبدالخالق المحجوب .. أين الأزهرى؟ أين الملوك ذوى الدفوف أين الآلى نقشوا على الصخر الحروف!! أين الفتى عبداللطيف .. وأين جوزيف العفيف؟ ذاك الفتى الأبنوس ذو الظل الخفيف أين القوام السمهرى؟ ************************ |
ما أروع القدرة على اختزال التأريخ والجغرافيا في تناول الشاعر نورالدين عندما يستنجد بهما للخروج من حلكة الظلام الى رحاب الأمل!
وهذا ديدن الشاعر الذي يلتصق بقضايا أمته ويعيش بينهما توحدا كاملا لا أنفكاك بعده...
لله درك يا أبن الأكرمين!
| |
|
|
|
|
|
|
|