دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
مقدمة الكتاب
انه شاعر جدير بالقراءة وجدير بالاستقرار في حافظة الجمهور القارئ
بقلم: محمد المكي ابراهيم*
عن هذا الديوان (أُغنيات اللَّيْلْ):
تبدأ أزمة القصيدة حين يعتادها جمهورها حتى ليسبق شاعرها إلى معانيها وقوافيها إذ يكون ذلك الجمهور قد سمعها من مئات الشعراء وحفظها على ظهر ضجره وسأمه وملالته. ذلك ما حدث للقصيدة التراثية بعد خمسة عشر قرناً من السيطرة الكاملة والرواج وذلك نفسه ما حدث للقصيدة التفعيلية بعد خمسين عاماً (أو أكثر) من ظهورها الأول وهو نفسه ما أخذ يحدث لقصيدة النثر بعد خمسة وعشرين عاماً من بداياتها. وليس صدفة ذلك التسارع في معدلات الإملال ففي طبيعة هذا العصر أن ينتقل أهله من صرعة إلى صرعة ومن جنس فني إلى جنس جديد. ولاننسى أنه عصر المرئي والمسموع حيث يستطيع الموقع الإلكتروني أو القناة التلفزيونية نقل أجمل الصور والأصوات إلى المشاهدين في بيوتهم دون أن يتكلفوا شراء الكتاب أو عناء القراءة. دارت بذهني بعض تلك الافكار وأنا أتصفح النسخة الاولى لهذا الديوان وأقرأ بعض قصائده منشورة في الصحف والمواقع الإلكترونية ولا أقول أنه أعطاني انطباعاً بانتمائه إلى القصيدة التفعيلية المأزومة بقدرما أعطاني أملاً في تجاوز تلك الأزمة والرسو على بر أمان. ففي كثير من قصائده استطاع عبد الاله زمراوي أن يتخطى القصيدة التفعيلية التقليدية بصور ومضامين أكثر خيالاً وفرادة وبتنويعات موسيقية أكثر طرباً وإبهاراً. وهنالك يكمن الأمل في بقائية القصيدة التفعيلية وتخطي أزمتها على أيدي جيل كامل من المبدعين الجدد يعيدون إليها شبابها وجدارتها بالحياة. ويتمتع الشاعر عبد الاله زمراوي بعدد من المزايا يبدو أنها ستحقق لتجريته النجاح وعلى رأس تلك المزايا الوتر الوطني الرنان الذي ينقر عليه في معظم قصائد الديوان وهو وتر شديد الفعالية إذ ينذر بالكارثة المقبلة التي ستحيق بالبلاد والعباد وتطيح بكل الأحلام بصورة تستفز الشعور الوطني للتحفز والاستنفار فعبد الاله شاعر نوبي أي أنه يأتي من اثنية مهضومة الحقوق ولكنها على درجة عالية من الوعي والحساسية والطبيعي والحال كذلك أن تسعى إلى خلاصها الخاص بعيداً عن بقية الوطن ولكن الشاعر يظل يربط قضية النوبة بمجموع المهمشين والغلابة في مختلف أنحاء البلاد وله في ذلك دعوى متفردة، ففي حقب تاريخية ماضية كان السودان هو بلاد النوبة وكانت ممالك النوبة وحضارتها هي وجه السودان القديم معبراً عنه في أسفار العهد القديم وفي كتابات المؤلفين العرب القدماء وفي أقاصيص الرحالة والمكتشفين الأوروبيين وذلك ما يخلق وحدة واشجة بين القراء وتلك الآلام والأحلام التي يبكيها الشاعر كلما عنونها باسم تهارقا وشبتاكا وكرمة ودنقلة القديمة فهنالك يغدو معبراً عن مجموعنا المعاصر الذي– في ظلام القهر الدكتاتوري- لم يعد يجد صوته ولا يجد من يعبر عنه. وهنا يلتمع الشاعر في وهج معزوفته الوطنية في زمن انصرفت فيه عقائر الشعراء عن التغني بوطن اغترب عن ذاته وعن محبيه وضاعت قسماته الأصلية تحت ستارة مسرحية وانتماءات لاوجود لها في الواقع السياسي والفني للعالم المعاصر. وهكذا يغدو هذا الشاعر صوت الوطنية في زمن الصمت وشاعر الغضب النبيل في غيبة الوطن الممتدة. إنه شاعر جدير بالقراءة وجدير بالاستقرار في حافظة الجمهور القاريء.
*شاعر وأديب سوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
عبدالإله زمراوي شاعر الثورة العريية
بقلم: صباح الفحّام*
كنت جالساً مع أحد الاصدقاء في مدينة سانت كاثرين بكندا وكنا نتحدث عن الأدب والأدباء في المهجر وأحوالهم وما يعانون في بلاد الغربه والأغتراب اضافةً إلى التهميش والمطاردة من قبل حكام بعض البلاد العربيه والضغوط النفسيه التي يتعرضون لها. فاشار لي صديقي بانه يوجد في هذه المدينة أحد الشعراء الكِبار واسمه (عبدالإله زمراوي). ومد يده وناولني ديوانً شعري أبهرني الغلاف قبل محتواه .وأثار فضولي عنوانه الذي خُطّ بصيغة جميلة -(صهوةُ العُمر الشقي)– وكان إختياراً رائعاً من شاعرٍ رائع مما زاد من فضولي لكي أتصفح هذا الديوان! رأيتُ لوحات الإبداع التي رسمتها أنامل فنانٍ أتقن رسم الصورة الشعرية بكل ما تحوي من الطِباق والجِناس. فلم ارى الاّ ألوان المعاني التي امتزجت مع شذرات البيان لتكوّن لوحات البديع ورحتُ أغوصُ في أعماق المعاني وأبعادها وشعوري في تلك الحالة ان روحي حلّقت مع الفكر في سماء الابداع الرحب الذي زانته كواكب الكبرياء والتحدي والتي اخترقت اشعتها ظلمات كل البدن! وشعرت بقشعريرة طالت كل اعضاء جسدي وألهبت قلبي مشاعل الثوّار والأمل المنشود لكل عربي حُر! فإن كان صاحب الديوان الشاعر عبدالإله زمراوي يتحدث عن مدينه كرمة أو أُم دُرمان او عن المنطقه النوبية فكل منها جزء من الوطن العربي الكبير من باب الاشارة إلى الكل بالجزء. لكم تمنيت وأنا اقرأ قصائده الرائعة أن التقيه وعرضت على صاحبي خلجات نفسي وطلبت منه ان كان يستطيع ان يساعدني للقاء هذا الشاعر العملاق فاجابني بابتسامة تدل على سهولة المطلب وان المطلوب انسانٌ تُزينه إنسانيته وأخلاقه وبساطته. ومرت الساعات والايام وبدون سابق موعد رايتُ جبلاً شامخاً يقف أمامي وكأنه سرقَ من عيني كل أبعادها وهو ينشدني روائعه التي زانتها حركات يديه إبداعا وأبعادا وماصدّقت نفسي بأن الشاعر الكبير عبدالإله زمراوي هو ذلك الجبل. ومنذ ذلك الحين لايكاد يمر يومٌ الا ويشنّف أسماعي في صباحه صوت شاعر الثورة السودانية بل يحق لي ان أقول شاعر الثورة العربية الاستاذ الكبير عبدالإله زمراوي وكم مرة طلبتُ منه ان يقرأ لي قصيدة: ألهبتُ حَنْجَرتي بأصداءِ الرُّعودْ كحَّلت أحزاني بمِرْواَدِ الصُّمودْ وسبَابتي أغمدتُها في عينِ جبَّارٍ حَقُودْ! الله اكبر إنها الابداع في حقول الثورة وما أروع كل قصائده وما أجمل ها ويشهد الله كلّما اقرأ اية قصيدة من قصائده، أو عندما أعيد قراءتها اكتشف ابعاداً في المعاني لم ادركها في قراءاتي السابقه لهذه القصيده وكأني لم أفهمها من قبل ان لم أقل كاني لم اقرأها. لله درك يا زمراوي وأنت تكتبُ قصيدة ( يالثاراتِ الحُسين). لله درك عندما تقول في مطلعها :
يا للتعاسةِ حينما يلقاكَ ذو القرنينِ تفترشُ الحَصى وتهُشُّ أطنانَ الذُّبابْ!
فقط ان هذا البيت بأبعاده وبمعانيه، ديوانٌ كاملٌ فنحن بحاجه إلى الصحوة وكفأنا رقوداً. وبحق فان الرقود في أفياء العبودية تعاسة في تعاسة وما أجمل من ان يقوم الانسان وينفض عن جسده الغبار ولايخشى في الحق لومة لائم واعظم مثال ومنار يضئ لنا الطريق هو المنهاج الذي خطه الامام الحسين بن علي عليه السلام عندما ثار ضد الظلم والفسق والفجور واصداء ثورته تقض عروش الطغاة في كل عصر ومصر. تحية اجلال واكبار إلى استاذي الشاعر الكبير المبدع عبد الاله زمراوي. *شاعر عراقي مقيم بكندا
أكثر الأرحامِ لمْ تلدِ الرِّجالْ نظم: صباح الفحّام*
هلْ جئتَ مِنْ رَحِمِ الخيالْ أمْ أنتَ علمتَ الخيالْ ؟ هلْ أنتَ مجبولٌ على حُبِّ المحالْ ؟ يا مَنْ تحطَّمَ تحتَ نعليكَ المحالْ ! وكأنَّ مَنْ وَلِدَتْكَ تعلمُ أكثر الأرحامِ لمْ تلدِ الرِّجالْ ! يا غصنَ نوبيٍّ نَمَا فوقَ الرِّمالْ يا هامَ عزٍّ...يا شموخٌ ... حطَّمتَ كلَّ الأعاصيرِ على قممِ الجبالْ ! أوسعت صحرائي نشيدًا لحنهُ هممُ الرِّجالْ ونقشتَ اسْمكَ بالفؤادِ ... وعَلَتْ شحاريري بشدوِ عنفوانِ الحُبِّ يحضُنُهُ الخيالْ ! أنتَ ابْنُ (كرمة) ابْنُ تأريخٍ وخاتمةُ المقالْ...!! عبدُ الإلهِ ... وكلُّ مَا قدْ قيلَ عنكَ ...وما يُقالْ.. وقفتْ قوافي الشِّعرِ حيَّرَها السُّؤالْ...! هلْ جئتَ منْ رَحِمِ السُّؤالْ ؟؟!!
*شاعر عراقي مقيم بكندا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
عبدالإله زمراوي شاعرٌ يُطوّع الُلغة لمشيئة الخيال
بقلم: فقيري حمد*
مولأنا القاضي عبدالإله زمراوي، شاعرٌ نوبيٌ من كرمة يُغرّّّّّّّّّّّّد في مهجره تغزلاً بالسودان. مولأنا القاضي عبدالإله خَلفٌ لسلفٍ من أعلام نوبيين أثْروا الوجدان السوداني شعراً عربياً رصيناً دون ان ياخذ ذلك من إعتزازهم النوبي ثقافةً و لغةً و تقاليد راسخة في الوجدانْ. فهو امتدادٌ طبيعيٌ لخليل فرح، جيلي عبد الرحمن، حمزة الملك طمبل، توفيق صالح جبريل، محمد محمد علي، محي الدين صابر، محي الدين فارس وعظماء كثيرون غابوا عن الذاكرة. تفوق المتحدثون بغير العربية سُنة قديمة، فما الخليل بن احمد و سيبويه وعبد بن المقفي و شوفي والبارودي الا امثلةً لذلك. عبدالإله صاحب مدرسة مُتفردة في مَعانيها و أفكارها وأخْيلتها. فهو شاعرٌ يمتلك ناصية البيان ويطوِّّّّّّع اللغة لمشيئةِ الخيال و يُبدع في مضاربِ الشعر و فنونه فخراً و هجاءً و نسيباً ولكنه يعِف عن المدح لا بخساً للفضل بل عفّّّّّةً عن المغنمْ. شاعرنا عبدالإله متفردٌ في الوصف كما الاخطل وموجودٌ للفخرِ كما الفرزدق , فخرُه بالتراث النوبي و اعتزازُه بالإنتِماءِ ينضَحُ به كل بيتٍ من ديوانه الجديد (اغنياتُ الليل). عبدالإله متمكنٌ من الهِجاء إذا شاء ولكنه لا يهجو الاًّّّّ اولئك الذين رجعوا بشعبنا القهقرى الي ما وراء العقل وسدوا آفاق الاستنارة في كل فجٍ من ربوع بلادنا الحبيبة. فهو في قمة تدفقه الشعري مأخوذٌ بما يعانيه السودان من احداثٍ جِسام فتدفقت لديه عاطفةٌ جياشةٌ تهدي خطي المترددين وترسُم معالم الثورة الكامنة في رِحم الغضب الشعبي علٍّها تُدمدِم عرش الطواغيت.
لقد ترعرع شاعرنا في بيئة رطبة قوامها النخل الباسقُ والنهرُالدافق فتدفقَ شعرُه سلسلاً جزلاً، يشُق الصخرالأصمْ. عبدالإله القادم من المؤسسة العدلية لا يقرض الشعر ترفاً بل تِرياقاً للظلمِ و صوتاً للحق، لذلك يعتبر حقاً شاعرُ المقاومة.
*أكاديمي وشاعر سوداني - جامعة منتوبا / كندا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
قدْ قُلتَ يا كوشيُ*
نظم: فقيري حمد
قدْ قُلتَ يا كوشيُ شعراً لا يُجاريه جريرْ ونسجتَ قافيةَ البيانِ تِبراً موَشّى بالحرير أقسمتُ أن الشِعر مملكةً لديك وإنّني بِك مُستجيرْ كم كُنتُ أرجو أن أكيلَ المدحَ يا مولاي لكني فقيرْ من قالَ أن لسانَنا العجميُ يمنعَنا الزميرْ من قالَ أن الضادَ موطِنه دمشقٌ أو عسيرْ من قالَ أن النيلَ لا يلِدُ الفرزدقَ والصغيرْ عبثاً تُحاولُ تغلبٌ وأُميةٌ وبنو نَميرْ انْ ينكروا التاريخَ ما بين العمامةِ والبعيرْ لكنه السودان ذو نسبٍ جديرْ روضة رياضُ الشعرِ والأدبِ النضيرْ كادت تكون أميرة الشعراءِ لو صدَقَ الأميرْ
*نُشرت بموقع سودانايل الالكترونية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
قلبي على وطنْ
(1) ليلي يكحَلُ نجمَـه صخبُ الشتاءْ! فإذا النُّجومُ تجاسرتْ وتناثرتْ حوْلي وأقبلتِ السَّماءْ، وتهامستْ أجزاءُ قلبي بالأنينِ وبعضِ زَفراتِ الرَّجاءْ، ماتتْ فراشاتي الحزينةُ حسرةً وخَبَا الضِّـياءْ...!
(2) قُلنا لكمْ لا تتركوني للسِّباعِ تَهُشُّ عنْ جسدي ذُؤاباتِ الرَّجاءْ ...! قلنا لكم قلبي على وطنٍ تناثرَ حُزنُه شرقاً وغرباً والفراشاتُ الجميلةُ غِبْنَ في شَفَـقِ العَزَاءْ ...!
(3) صَلَّى عليكَ الأنبياءْ. صَلَّى عليكَ الأولياءْ، فمَا وَرِثْنَـا غيرَ أسبابِ الشقاءْ ...! وكأنَّ ما كانَ المماتُ يَشُقُّ ليلَ الصَّمتِ يَرْفُلُ في البهاءْ ...! (4) خُذْني إلى العُشبِ الظَّليلِ فقدْ رَمَاني الدَّهرُ في غارٍ يُظَلِّلُ شمسَهُ أرقُ الحياءْ...! هذا ومَا زالَ الفؤادُ على الضِّفافِ يَزيحُ صَفصَافَ الشتاءْ ...!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
قلبي على وطنْ
ليلي يكحَلُ نجمَـه صخبُ الشتاءْ! فإذا النُّجومُ تجاسرتْ وتناثرتْ حوْلي وأقبلتِ السَّماءْ، وتهامستْ أجزاءُ قلبي بالأنينِ وبعضِ زَفراتِ الرَّجاءْ، ماتتْ فراشاتي الحزينةُ حسرةً وخَبَا الضِّـياءْ...!
قُلنا لكمْ لا تتركوني للسِّباعِ تَهُشُّ عنْ جسدي ذُؤاباتِ الرَّجاءْ ...! قلنا لكم قلبي على وطنٍ تناثرَ حُزنُه شرقاً وغرباً والفراشاتُ الجميلةُ غِبْنَ في شَفَـقِ العَزَاءْ ...!
صَلَّى عليكَ الأنبياءْ. صَلَّى عليكَ الأولياءْ، فمَا وَرِثْنَـا غيرَ أسبابِ الشقاءْ ...! وكأنَّ ما كانَ المماتُ يَشُقُّ ليلَ الصَّمتِ يَرْفُلُ في البهاءْ ...!
خُذْني إلى العُشبِ الظَّليلِ فقدْ رَمَاني الدَّهرُ في غارٍ يُظَلِّلُ شمسَهُ أرقُ الحياءْ...! هذا ومَا زالَ الفؤادُ على الضِّفافِ يَزيحُ صَفصَافَ الشتاءْ ...!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
أُمومةُ الأرضِ الرَّحيبة (1) أنا لنْ أبيعَ حقيقتي مهما تطاولَ ليلُ هذا الصَّمتِ فوقَ قِبابِنا الخضراءْ ! أنا لنْ أبيعَ حقيقتي مهما تطاولَ حزنُ خطِّ الارْتجاءْ ! أنا لنْ أبيعَ حقيقتي مهما تطاولَ حزنُ نخلِ الأستواءْ! لكنَّني لا أحتملْ دمعَ البلادِ يَغوصُ في الأحشاءْ ! (2) خيَّرتُمُوني بينَ موتٍ صامتٍ ومُهَرِّجٍ يمشي على الأشْلاءْ !
وطنِي الذي ما إنْ رأيتُ غًُلالةَ الحزنِ التي رُسمتْ على الهَدبِ ، الذي رسمَ الإله، ركَعَ الفؤادُ مهابةً، صعدتْ بصائرُ هِمَّتي نحوَ السَّماءْ ! (3) أنا لنْ أبيعَ أمومةَ الأرضِ الرَّحيبة! أنا لنْ أُغيِّرَ جلدَ أيامي الحبيبة! سأظلُّ مثلَ الشمسِ مثلَ اللَّيلِ والنُجمِ الطَّريبة و تظلُّ أشعاري وأسْحاري وصدق نبوءَتي، سيفاً على الأعداءِ والسُّفنِ السَّـليبة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
شكرًا لأعْداءِ النَّهارْ
(1) شكرًا لأعْداءِ النَّهارْ شكرًا لمَنْ باعوا لنا الدِّينَ المُغلَّفَ بالبُهارْ! يا مَنْ سرقتم لوحَ جَدِّي ، واقْتسمتم بينكم صدفَ البحارْ !
(2) ماذا أقول لجَدَّتي: يَبِستْ ضَراعاتي، وكَفِّي ما يزالُ على الجدارْ ؟ أأقول لللََّيلِ البهيمِ ، يَلُفُّ خاصِرتي ويأويني: أمِّنْ صبحٍ ، يُنيرُ لنا الفَـنارْ ؟ ماذا أقول لطفلةِ الصَّبارْ زنبقةَِ الكنارْ؟ أأقولُ للأرضِ القِفارْ هذا زمانُك يا تتارْ ؟؟!
(3) ضاقتْ مواعيني وقد غَرُبَ النَّهار هذا زمانك يا تتارْ! إنِّي أنا الرَّبُّ الذي خلقَ الجدارْ إنِّي أنا الرَّبُّ الذي خنقَ النَّهارْ سأُذيقُكم نارًا بنارْ! فأنا الذي أنشأتُ مملكتيً على نارِالمَجُوسْ، وأنا الذي أخفيْتُ زنبقةَ الكنارْ، ثُمَّ أطبقتُ الحِصارْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
مِقْصَلةُ الشَّـهيدْ
(1) ما هذه الدُّنيا التي تقتاتُ مِنْ عمري وتُطْعِمُني الثَّريدْ ؟!
مَا بالها الأحلامُ تأخذُني إلى الأحلام ِ تَقذِفُني على الأحلامِ، ثم تركُضُ نحو مِحْرقةِ الوعيدْ ؟!
هل تُدرِكُ الأحزانُ هولَ تَحَسُّرِ الذِكرى على الدَّمعِ السَّعيدْ ؟! (2) إيه على الذِّكرى.. تُشقشِقُ كالعصافيرِ البَهيَّةِ، تنسِجُ الأنغامَ للفجرِ الجَديد! قدْ كنتُ في قلبِ الغُيُومِ على السَّليقةِ أصطفِي أحزانَ مَنْ شَادوا الأرائكَ بالنَّشيدْ ! قد كنتُ أقْطِفُ من ثمارِ العمرِ سنبلةً من الأحزانِ والفرحِ التَّـليدْ !
(3) اسْترجعتني تلكمُ الأنسامُ تَركُضُ بالبيارقِ نحوَ مِقْصَلةِ الشَّهيدْ!
استعبدتْني تلكمُ الأنغامُ تَهدِلُ كالحمائمِ في سقوفِ العمرِ تستبِقُ الجَديدْ!
(4) هذا أنا... أشتاقُ للذِّكرى وتهزِمُني جُيُوشُ النَّملِ واللَّيل العنيد! هذا أنا... اقْتاتُ من خمرِ التَّوحُّدِ اسْتجيرُ برونقِ الظِّلِّ المَديدْ !
هذا أنا.... لا تتركوني جائلاً بينَ الموائدِ والمدائنِ اقتفي ظلِّي وأحزاني على الشفقِ البعيدْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أقِمِ اللَّيْلَ على غارِ حِرَاءْ ! (قصيدة للثورة السودانية)
(1) سأُغنِّي هذه الليلةً شعرًا لجموعِ الشعبِ والثُّوَّارِ في ليلِ الفداءْ ! سأُغنِّي للملايينِ التي أرهقَها الظلمُ وأعياها البُكاءْ ! سأُغنِّي حينما ترقُدُ أحزاني على هَدبِ السَّماءْ !
(2) أيُّها المجذوبُ في جُبَّتِهِ أقِمِ اللَّيلَ على غارِ حِراءْ ! باسِلٌ إذْ هَبَّ من هجعتِه زانَهُ اللَّوحُ على حِبْرِ البهاءْ ! ناعمُ الطَّرفِ، نديمُ الكبرياءْ ضامرُ الخِصرِ إذا شَدَّ البَلاءْ !
(3) قالتِ الأفلاكُ في ليلِ النجومِ أسرجِ الخيلَ على خطوِ الظِّباءْ! سأُغنِّي يا صِحابي مثلما غنَّى على الصحراءِ رُمْحي جاثيـًا كاللَّيثِ في قلبِ العِدَا! سأُغنِّي يا صِحابي مثلَمَا غنَّى "تهَارقا" "للخيولِ الزُّرْق" في ليلِ النِّداءْ !
(4) سأُغنِّي للملايينِ التي داستْ على الأحزانِ، مرفوعي الجِباهْ! سأُغنِّي للرُّعاةِ الظاعنينَ وللمروجِ الخُضرِ في ظلِّ المساءْ! سأُغنِّي للجنودِ الصامدينَ على الثغورِ، على الفداءْ! سأُغنِّي للقِبابِ الخُضْرِ والدرويشِ والإبريقِ في ليلِ البهاءْ! سأُغنِّي للنخيلِ الشُّمِّ في كرمةَ، مأخوذًا بأحزانِ الإلهْ ! سأُغنِّي للجماهيرِ الَّتي بايعها الرَّبُّ وأضناها الحياءْ !
(5) سأُغنِّي للفتى "الماظِ" على المدفعِ، مرفوعًا على قوسِ الفِداءْ ! سأُغنِّي للصَّحابي "علي" سكنَ النِّيلَ وحيَّاهُ السَّماءْ! أعْطِني النَّايَ أُغَنِّي للِفَتى النُّوبي "مهدي" الإباء كلَّما أسرفتُ في (الرَّاتب) ليًلاً، جندلَ القنديلُ أحزاني وأحزانَ المساءْ! سأُغنِّي بالرَّبابةِ "للأميرِ السَّمهريِّ"، لفتى الشرقِ، وللأطلالِ في ليلِ الغِـناءْ! سامحوني أيُّها الأحبابُ إنْ غنَّيْتُ في عشقِ الإلهْ ودَعُوني، لا تسوموني عذابًا ليتَ شعري كيفَ أحتمِلُ البُكاءْ ؟؟!
بَايعوني يا صِحابي ودعوني أعْلِفُ الخيلَ على نارِ المساءْ !! بايعوني يا صِحابي ودعوني أحمِلُ النِّيلَ لشمسِ الأستواءْ !! سأُغنِّي وأُغنِّي وأُغنِّي وأُغنِّي طالما كانَ على الجَفْنِ حياءْ !!
الخرطوم أبريل 2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أغنياتُ اللَّيلْ
كانتْ قُصاصاتي تُزيِّنُ جيدَها والحرفُ مَدَّ الكَفَّ في ألقِ النَّهارْ!
الأغنياتُ نسجتُها بالعطرِ أحْكَمْتُ الشِراعَ، مراكبي عَجْلَى، مزاميري تُجادلُ خطوَها المنثورَ في جُزرِ المحارْ!
في البدءِ كانتْ أغنياتُ اللَّيلِ، همهمةُ الرِّياحِ على هديلِ الصمتِ، شقشقةُ العصافيرِ الصغارْ!
يا حاطبًا باللَّيلِ من أوتارِ عمرِكَ تُولَدُ الأنغامُ في شَدوِ الكنارْ! بَعْثِرْ نشيدَكَ صادحًا زلزِلْ مساماتِ الدُّروبِ إلى المَسارْ!
يا طارقاً باللَّيلِ إلا زيتَ قنديلي وظلي حينَ تحترقُ الرِّحالْ ! قُلْ للمليحةِ تصطفيني خِلسةً وتَهُشُّ عن خطوي ذؤاباتِ الكلالْ ! يا ليلَ صبرِ الاحتمالْ ... غَدتِ الحروفُ نُقوشُها مصقولةً، غَرَّاءَ تَمشي كالظِّلالْ! وغَدوْتُ أرْتادُ التَّسكُّعَ في مرايا العُمْرِ أستبق الخيالْ! وغدتْ حكاياتي تُمَزِّقُ عَرْشَ هذا الاحتمالْ!
يا ليلَ صبرِ الاحتمال... اليومَ جئتُك تائهًا كَفِيَ من أثرِ التَّهجُّدِ في حَنايا كفَّتيك، صَرْعَى...! صَرْعَى تُجادِلُني على لهفِ المَآلْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
شاهرًا ناري (1) لنْ تستكينَ عقيرتي إنْ صِحْتُ في وجهِ النَّهارِ وسائِري عاري! لنْ تصطفيني أنْهرُ الأحلامِ إنْ غنَّيْتُ كالبُلبلِ مجروحًا ومصلوبًا على غاري! (2) لنْ أنحني، لنْ أنحني لنْ أنحني، قلتُ الكلامَ على السليقةِ قلتُ لكَ لنْ أنحني، أبصرتني يومَ الكريهةِ شاهراً ناري! لن أنحني ثكلتك جيشُ العارِ حينَ يقل مقداري! (3) لنْ أستكينَ بدارِ أمي إنْ جفتني الدَّارُ أسكنُ جُبَّتي ثكَلتك أذكاري!
لنْ ترعوي، حتى إذا سَلبوكَ ضيَّ العينِ تمشي كالقَطا عينًاً على جاري! لنْ تخمد بروقَ اللَّيلِ إلا حينَ أسكُنُ في الغيومِ وينجلي ثأري! (4) لنْ أنحني. إنْ ساوموني بالعشيَّةِ، صادروا داري، أحكمتُ مِسبحتي ونظمتُ أشعاري!
لنْ تستبينَ جيوشُ نَملِكَ ملمَحي، حتى اذا جاسوا خلال الدارِ، أطفأتُ الشموعَ، دلقتُ أحباري! لنْ أنحني، لنْ أنحني لنْ أنحني، قلت الكلامَ على السليقةِ قلتُ لكَ لنْ أنحني أبصرتني يوم الكريهةِ شاهرًا ناري! لن أنحني ثكلتك حقاً أيها الشاري!
الخرطوم أبريل 2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أنشودةٌ لأُمي
لا شيْءَ يوقظُني من الأحلامِ إلا قبرُ أُمِّي صامتًا ما بينَ أوكارِ الحمامْ ! كانتِ الأيامُ حُبلَى حينَ جاءتْني وساقتْني إلى ظُللِ الغمامْ !
يا قبرَها لمْ أحتمِلْ ظلِّي الذي لازمني، منذُ أنْ كنتُ غريرًا لم أجدْ غيرَ السقامْ!
منذُ أنْ فارقتَني يا ظلَّ أُمِّي طارتِ الأحلامُ عن داري وأقلقني المنامْ!
يا قبرَ أُمِّي لا تدعْ جيشَ العناكبِ تنبشُ الشَّاهدَ والسعفَ الذي يحمي المقامْ!
كمْ تمنَّيتُ ضريحًا قربَها كيْ أُناجيها وأسقيها حكاياتِ الغرامْ ! صارتِ الأيامُ بعدَكِ علقمًـا ضاعتِ الأحلامُ في جُبِّ الحطامْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
بُكائيَّةٌ في حَضرةِ الوطنْ
كأنَّ الفجرَ القادمَ منكَ يَزيحُ عنِ القلبِ المتعبِ كلَّ ظلامِ الإعياءْ ! مهلاً يَا قلبُ فقدْ أضنتْكَ فُصولُ الشوقِ أرْداكَ عقوقُ السَّيفِ الغارسِ في الأحْشاءْ وطعناتُ بنيكَ من الأعداءْ!
فالفجرُ الصَّادقُ كانَ بعمقِ الجرحِ سرابا والليلُ الحالمُ كانَ على الأحشاءِ خرابا وكذلك سيفي، سيفُ الشُّعراءْ !
يا وطنًـا كانَ حييًّا كان لطيفًـا بالأبناءْ الآنَ بنوك ينامون على أرصفةِ التِّيـهِ يَرودونَ صحاري الغرباءْ! وبعضُ بنيكَ إحتلبوا كلَّ رحيقِ الوردْ، إستلبوا كلَّ فصولِ العمرْ، و باعونا بخسًا بخسًا للتّجَارِ وأفواجِ الغرماءْ ! يا وطنًا يرقُدُ فينا نهرًا، مجرًى.. لحنًا، شعرا.. يا ويلَ الباعةِ يا ويلي، يا ويلَ الأعداءْ !
يا وطنًا يلتحِفُ سماواتي ألقًا وبهاءْ! قليلٌ من زادِكَ زادي.. كثيرٌ فيكَ رجائي.. والشِّعرُ أنينٌ وبكاءْ! يا وطني هل أنتَ إلهْ ؟ هل تدري أنَّ بنيكَ الآنَ يبيعون الدِّينَ على الطُّرُقاتِ، و يبيحونَ حليبَ الأثداءْ! إلهي مَنْ أرضعَ وطني من ثدي الذلِّ؟ إلهي مَنْ أسقاهُ حليبَ شقاءْ ؟؟ مَنْ أربَكَ خطوي وسقاني من كأسِ التُّعساءْ؟! الآنَ بودي ان أطرحَ رُمحي أرضًا أرضا.. أنْ أكسِرَ لَوْحي إرَبًا إرَبا.. مِنْ فَرْطِ الإعْياءْ! لكنِّي أعجزُ يا وطني يا وطنَ العشقِ الغارقِ في الأحشاءْ هذي كلماتٌ خَجْلَى أحفرُها ألقًـا في ذاكرةِ الثُّوَّارِ وأنقشُها لفلولِ الدَّهْمَاءْ! جئتُكَ وَحْدي وقميصي يتبعُني كظِلالِ البدوِ العَرجاءْ ! لا أحملُ سيفًـا قرشيًّـا.. لا أدركُ كهفًـا سريًّـا.. جئتكَ وحدي والله جئتُكَ أحمِلُ شوقَ الشُّرَفَاءْ!
في حضرةِ ملكوتِكَ يَرتدُّ البصرُ بصيرا! يألفُ قلبي محرابَـك ينبثِقُ ضياءْ! يتحسَّسُ قلبي كلَّ الغزواتِ حسيرا! أتحسَّسُ جلبةَ ثوَّارِ في المهدِ هديرا، يأتونَ من الغيبِ و يسُدُّونَ الأرجاءْ! من سنَّارَ و سنجةَ يأتون.. من عندِ السلطنةِ الزَّرقاءْ ! مِنْ قبةِ شيخِ عركي بناحيةِ السُّنِّي، أضناهُ الشوقُ إلى اللهْ، فأبكاه الشوقُ وأسرى للهْ! من عندِ سلاطينِ الفورِ سيأتون.. من كَرْمَةَ من "كنداكة كوش" من الرَّجَّافِ من الجبليْنِ سيأتون! سيأتون حبيبي من كلِّ الأنحاءْ ! سيأتونَ خِفافًـا وثِقالاً بنَقْعِ الثُّوَّارِ ونارِ الغرماءْ! ثوارك يأتونَ من الغيبِ بسيوفٍ أعياها الحزنُ وأسكرَها رجمُ الأعداءْ ! يا وطني لا تَحزنْ فالفجرُ أراه يدقُّ على الأبوابِ السَّمراءْ ! لا تحزنْ يا نبعَ الثُّوَّارِ فالثورةُ حينَ تفاجئُنا كالبرقِ الخاطفِ، تأكلُهم كالنارِ الحمراءْ! و تحصدُ أبناءَ الغولِ وتَسحقُ أحفادَ العنقاءْ! الثورةُ آتيةٌ لا رَيْبَ. صدِّقني يا وطنَ الشُّرفاءْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
كأسي بِلا رَاحٍ وكأسُك قاتلي!
(1) ثَمِلٌ أنَا.... أبدو كربَّاتِ الحِجَالْ...! أحرقتُ قافيتي توارتْ أحرفي ما بينَ قنديلِ الرِّمالْ...!
قال الخيالُ لزِقِّ خمري هازئاَ: هل أنتَ مصلوبٌ على فننِ الشمالْ؟ هل انتَ نورٌ أم ظلالْ؟ هل أنت حلمٌ أم خيالْ ؟ ماذا أصابكَ لا تجيبُ على السؤالْ؟!
ليتني مِتُّ على عشفي سعيدًا مثلما مات الغفاريُّ وحيدًا في "ثنيَّاتِ الكمالْ"! أيُّها العاشقُ فينا جئتَ شرَفت الخيالْ ..!
(2) ثَمِلٌ أنا... أبدو كمشكاةِ الرَّجيمْ ...؟! ثَمِلَتْ فراشاتي المُضيئةُ عندَ أستارِ الجحيمْ! ذَبُلتْ ورودُ العمرِ في الأسفارْ ، أدركها الهشيمْ! حبلتْ كؤوسُ العشقِ، بالأسحارْ، فارقها النديمْ!! هل كنت مأخوذًا كما الدرويش في الجُبَّة، مختالاً على الجرحِ القديمْ ؟؟ أمْ أنَّني حقاً سأبدوعندَ مولاي كفتيانِ الرَّقيمْ ؟!!
(3) ثَمِلٌ أنا..؟ أبدو كأسمَالِ اليتيمْ...! لكنَّني أزهو بعشقِ اللهِ كالقطبِ العظيمْ!! ثَمِلٌ أنا.. أزهو بنورِ اللهِ كالمشكاةِ في المصباحِ في ليلٍ بهيمْ!
رُحماكَ ربِّي عاشقٌ ولهٌ سقيمْ! رُحماكَ ربِّي حالمٌ وجِلٌ ظليمْ!
كأسي بلا رَاحٍ... وكأسُكَ قاتلي رُحماكَ رَبِّي أيُّها المَلك الرَّحيمْ!
إنِّي أخافُ من التسكعِ في بلاطِ العاشقينَ بلا صديقٍ او نديمْ! رُحماكَ رَبِّي أيُّها المَلك الرَّحيمْ!
إنِّي بليلِ العاشقينَ رايتُ أحزاني.. وقدْ ثَمِلْت بأفياءِ النَّعيمْ !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الوَالي ذو اللِّحية
(1) في الماضي كنتُ أُعانقُ ظلِّي كالنخلةِ خوفَ هجيرِ الرَّمضاءْ! قد كنتُ أخافُ من الوالي، ذي الّلحية، حينَ يَغيرُ الليلُ على رملِ الصحراءْ!
مضتِ الأيامُ بلا ظلٍّ يأويني من عَسسِ السُّفهاءْ! وأفَقْتُ بليلي والوطنُ الغالي قد بيعَ بأمرِ الوالي الوالي فينا، ذي اللّّّّّّّّحيةِ، دونَ حياءْ!
أبتاهْ.... وطني قد بيعَ بدينارٍ بمزادِ الخلفاءْ! أبتاهْ.... وطني قد بيعَ على مرأى الشُّهداءْ! أبتاهْ ... قدْ بِعنا الوطنَ كما الأشياءْ!
(2) ورجعتُ الآنَ أعيشُ بلا والٍ يرمُقُني كالقطِّ، الآنَ أعيشُ على استحياءْ!
في الماضي قالوا: إنَّ الشمسَ تغيبُ على الصَّحراءْ ! فلماذا ظلِّي يلفحُني بحديثِ نفاقٍ ورياءْ ؟!
وطني إنْ بيعَ على قَرْعِ الطَّـبْلِ وأحلامِ السُّفهاءْ ، يكفيني أنْ أسكنَ وطنًا يغمُرُني كالبدرِ بهاءً وصفاءْ! (3) أحبابي.. قدْ ضِقْتُ بتأويلِ النصِّ وتفصيلِ العلماءْ! أحبابي قد ضِقْتُ بحَفِّ الشَّـاربِ في الفجرِ وتقبيلِ أيادي الخلفاءْ ! أحبابي قد ضاعَ العقلُ بتشذيبِ اللحيةِ صيفًا وشتاءْ! (4) الآنَ أنا حُرٌّ إلا مِنْ نفسي الحُرَّة! أُمي حُرَّة إلا مِنْ نفسٍ حُرَّة! وأبي حُرٌّ ما زالَ يعيشُ بجُلبابِ الشرفاءْ !
فدعوني أقبعُ كالظلِّ على كتفِ الفقراءْ ؟! فأنا منفيٌّ منذُ ولدتُ بقلبِ الصحراءْ ! منفيٌّ يَجزمُ أنَّ الأرضَ سماءْ ! منفيٌّ يحلمُ أنَّ الوطنَ ضياءْ !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
هَا قدْ غفوتُ على الصُّمودْ!
ألهبتُ حَنْجَرتي بأصداءِ الرُّعودْ كحَّلت أحزاني بمِرْواَدِ الصُّمودْ وسبَابتي أغمدتُها في عينِ جبَّارٍ حَقُودْ!
يا أيُّها الباغي الذي جاسَ خلالَ الدَّارِ أفسدَنا وأوْرثنا القُعُودْ!
يا أيُّها الظَّالمُ والجاهلُ والشِّريرُ والكاذبُ يا أيُّها الجلاًدُ والراجفُ والمثليُ والشيطانُ، تلميذُ الجحودْ ! قم نلتفي وجهًـا على قرعِ الصمودْ قم نلتفي ثكلتْكَ لعناتُ الجُدودْ!
لم تبايعْكَ الجماهيرُ التي مزَّقتَ لُحمَتَها ولسوفَ لنْ ترتاحَ بعدَ اليومِ من لطمِ الخدودْ!
أقْسمتُ بالقرآنِ إنِّي ثائرٌ... ثائرٌ في وجهِ من خانوا العهودْ!
أقسمتُ بالإنجيلِ إنِّي ثائرٌ في وجهِ مَنْ بَاعُوا الحُدودْ!
أقسمتُ بالتوراةِ إنِّي ثائرٌ في وجهِ مَنْ باعوا الدِّيانةَ بالدَّراهمِ والنُّقودْ!
أقسمتُ إنِّي ثائرٌ في وجهِ من شادوا الأرائكَ بالجماجمْ، ثائرٌ في وجهِ مَنْ شادوا السُّدودْ!
أقسمتُ بالسودانِ إنِّي سائرٌ في الدَّربِ اسْتَبِقُ الرُّعودْ! أسمعتَ أنِّي قدْ غفوْتُ على النضالِ على الصمودْ ؟! ها قدْ غفوتُ على النضالِ على الصمودْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
إكتمالُ البَدرِ في جَبْهةِ ثائرْ
(1) هذَا الذي بيني وبينكِ ارتعاشاتٌ تجىءُ وتحتويني!
دَلَفَ المساءُ على المساءْ وأنتِ تختبرُ الدُّروبَ لتصطفيني!
ألَقٌ مِنْ الأسحارِ يأخُذُني إليكِ كما العبير ويرتضيني!
ليتَ المسافاتِ المضيئةَ تستبينُ ملامحي ويسُوقُني خطوي اليكِ وتُبصريني!
(2) إنَّ الذي بيني وبينكِ وردةٌ مسقيةٌ برحيقِ شاعرْ!
إنَّ الذي بيني وبينكِ صاغَهُ الشعرُ الذي صبغَ المشاعرْ!
هذا الذي بيني وبينكِ قاله العُشَاق ، قالوا: "سلسبيلُ الحبِ في تغريدِ طائرْ "!
هذا الذي بيني وبينكِ قاله الحُكماءُ، قالوا: "إلْتِمَاعُ النورِ في صدرِ الجواهرْ "!
هذا الذي بيني وبينكِ قاله الثُّوَّارُ، قالوا: "إكتمالُ البدرِ في جبهةِ ثائرْ !"
إنَّ الذي بيني وبينكِ قالهُ الرُّهبانُ، قالوا: "شهقةُ القدِّيسِ في حضرةِ حائرْ "!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يَا ليْلى ليلك جَنَّ!
(1) هلْ أنا هابيلُ أمْ قابيلُ أم قَدحُ المُعَنَّى؟! أو ربَّما... شطحةُ شعرٍ صاغها الجِنُّ وغنَّى! او كما زاد قريني: نمنماتٌ ونقوشٌ جادها الغيثُ فجنَّ!
لا يَهُمُّ..! لا يَهُمُّ الآنَ إنْ جئتُ على ظهرِ الأجنّة! فاصْلبوني يا رفاقي… اصلبوني فوقَ هاماتِ المظنَّـة! أو ذروني كرمادٍ للرِّياح المُرجحنَّـة!
إنَّهُ شيطانُ شِعرِكَ ليتَ شِعري أيُّها القدحُ المعنَّى!
(2) أين أُمِّي؟ أين أُمِّي، تقرعُ الناقوسَ تدمي كفَّها وتئنُّ أنا ؟!
أينَ أقراني ومَنْ شادوا قصورَ الليلِ حينَ أمِنَ منا؟!
بلْ أينَ أحبابُ الطريقْ، ثغورُهم كاللؤلؤِ المنثورِ حينَ أظن ظنَّـا! وفتاتي أطلقت للرِّيحِ أشرعةً ومزمارًا وفنَّـا!
شرشفاتُ الرَّملِ آهٍ... أينَ رملي وحُصُوني، أينَ خَبَّأتُ خيولي بالدُّجنَّـة؟!
(3) يا لهذا اللَّيل يرزخُ بينَ مطرقةٍ وسِندانٍ وأنَّة! إنَّنا نشكو اليكَ أميرَنا وتضِن ضنَّـا؟!!
إنَّهُ قابيلُ كالجلاَدِ ينصبُ في تُخُومِ الفجرِ مشنقةً مِنْ الشعرِ المُغنَّـى!
(4) "يا ليلى ليلك جنّ" وخيالي سكنَ الجَنَّـة! "يا ليلى ليلك جنّ" أحبابُكِ أهلُ الجَنَّـة!
"يا ليلى ليلك جنَ" وصباحُكِ عبقُ الجَنَّة!
"يا ليلى ليلك جنّ" ولباسي ثوبُ الجَنَّة!
"يا ليلى ليلك جنّ" ونبيذُك خَمْرُ الجَنَّـة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
المَنفَى الحزينْ (1) يا بلادي.. أنتِ في قلبي وفي القلبِ دموعٌ والتياعٌ وحنينْ! يا بلادي.. أنتِ ليلٌ ونجومٌ وأنينْ! يا بلادي.. أنتِ نيلٌ وورودٌ وحنينْ!
مَالَ قلبي مرةً ذاتَ اليمينْ وتهاوى الشَّكُّ يَذروهُ اليقينْ! كم تحمَّلتُ الليالي ذارفاً وصرفتُ العمرَ في الأسفارِ والمنفى الحزينْ!
غيرَ أنِّي لستُ هيَّابَ الوَغى طالما سرتُ وأحبابي على الدَّربِ الرَّصينْ! ليتَني صرتُ رسولاً للمَنافي ريثما أرسمُ للعالمِ أحلامَ الجنينْ !
(2) عَجَبًـا لِهذا الشوْقِ يأتيني ولا أقوى على هجرِ السِّنينْ !
عَجَبًـا لهذا الحُبِّ يشجيني بأنغامٍ كأجراسِ الرَّنينْ!
مثلما عاهدتُّ نفسي أن أُوَارَى في ثَـرَاكِ، لم أبالي بالطغاةِ الحاكمينْ!
غيرَ أنِّي قد نُفِيتُ بأمرِ والٍ، قاسي القلبِ ضنينْ !
رغمَ أنِّي قدْ وهبتُ العمرَ والأبناءَ حتَّى يصدَحُ الحقُّ المبينْ !
وتناسيْتُ جراحي ريثما أحفرُ في الصَّخْرِ قُبُورًا للولاةِ الظَّـالمينْ !
وتأسَّيْتُ بنخلٍ منْ بلادي ريثما أعزفُ للغيدِ وللصبيةِ ألْحأنا على الوترِ الحزينْ !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
مَلْحمَةٌ للِوطَنْ
لا تَحْزَنْ مثلى يَا مولايْ لا تَحْزَنْ مِنْ صَحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان! اِضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرًا كالبرقِ الخاطفِ نحوَ الشطآن خَبِّئْنا بينَ النَّهرِ وبينَ الوَرْدِ وغاباتِ الرَّيْحانْ!
حينَ أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمورْ، زَحَف النِّيلُ وسار الجمعُ وسِرْنا نحوَك تسبِقُنا الخُطُواتْ وبلِيلٍ يُخْفى أسرارًا تحتَ خُدُودِ النَّجماتْ، كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيدًا و شهيدًا تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندكَ يا مولاي آهٍ لوْ ألقاكَ وحيدًا تَقتُلُني الكلماتْ! ما ضَرُّك يا مولاي إذْ مَا أقبلْتَ علينا ذاتَ صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ، سليمَ الخاطرِ، مُتّسِقَ الوجدانْ وطفقْتَ تُغنِّى للخُرطوم تَتَغَزَّلُ في الفاتنة أُمدرمانْ! ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقًـا كالسَّهمِ النُّوبيِّ قُبَّالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقًا وتهَارقَا يدعوكَ الليلةَ بنخبِ نبيذٍ نوبيٍّ بالقصرِ الملكيِّ الكائِن،ِ بينَ طَلُولِ العصرِ وفوقَ قِبابِ الأزمانْ! وبليلِكَ هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي تِلك الحَسْناءِ المَلأَى بالأسرارْ ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ، كان يوزِّعُ حِكمتَه مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخرَ، يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِيًا ويُغَنِّى للفجرِ الحالِمِ بالَطَّمْبُورْ !
ما ضَرُّكَ يا مولاي إذْ مَا أقْبَلَ شَرْقٌ نحوكَ بالدُّفِّ وبيسُراه السَّيفُ، ويُمناه سواكنْ يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ، مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك، تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عثمانْ! كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاةِ الفجرِ، بهاءً وحُضُورْ! كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفَّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرْ، حينَ تغازِلُها الرِّيحْ، كجبينِ الشَيْخِ الخَتْمِ الصُّوفِيِّ، كأنَّ القادِمَ نحوَك يمضي لِيَشُقَّ تلالَ الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
ما ضَرُّكَ يا مولايَ إنْ جاءتْ مَِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عَباءَتِها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قلبَ حبيبْ، إذْ سَاَفَرَ عصرًا كالشَّفَقِ الأَحْمَرِ نحوَ بلادٍ لا تعَرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَارقةٍ في الأحْزَانْ! ما ضَرُّكَ يا مَوْلايْ لو كانَ العُمْرُ فَسيحًا في مِحْرابِكَ، أو كُنَّا بالحَضْرَةِ مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ، وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العَارفِ بالبُلدانْ، ليُنَقِّبَ عن ذاكَ العاشِقَِ، يُحْضِرَه مَخْفُورًا ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبْ، ويَسْقِيهَا خمرةَ (باخوسْ) لأنَّك يا مولاي ترومُ الحبَّ وتهفو للإحْسَانْ !
هلْ جاءكَ بعضُ حديثي عن طِفْلٍ تُورِقُ عيناه بروقـا وقفَ نحيلاً في مِحرابِكَ يَشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُّنْيَا فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُورَ الوِجْدَانْ وبِخَصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ يحكِي دومًا سِيرَتَهُ فَيُبَّكي الغُرَبَاءَ، ولا نَبْكي يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزانْ! مِنْ بينِ ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ، يَخْرُجُ بَرْقٌ مِنْ دارفورْ، يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا، تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ، الثورةُ ضِدَّ الظُلْمِ و ضِدَّ القَهْرْ، الثورةُ ضِدَّ فَسادِ السُّلطانْ!
ما ضَرُّكَ يا مولايْ لوْ أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ (الأَبَنوسِ) ورائحةِ )الأنانَاسْ( إذْ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي: "من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا" ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرِ مُنْتشِيًا لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ! مَا ضَرَُّكَ يا مَوْلايْ لوْ أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ لَوَهبتُ قطيعَ الثّيرانِ مُهُورًا للفاتنةِ السَّمراءْ وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤِ ونفيسِ المُرْجَانْ!
يا وطَني الشامخَ مِثلَ جبينِ الشَّمْسْ، إلي محرابِكَ آتي كالدَّرويشْ، تركُلُنِي الأرجُلُ بالطُّرقاتْ، بالطُّرقاتِ أُؤذِّنُ مِثْلَ بِلالَ وأُردِّدُ في سِرِّي مَا قالَ الحَلاَّجْ : "مَا في هذي الجُبَّةِ غَيْرُ الله" أفْنِي ذاتي في ذاتِكَ، في ذاتِ الله ! وحينَ تَوَّحدَ عِشْفي في ذاتِك رأيتُ نبيَّ اللهْ! ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ خَلَعْتُ رِدَاءَ العَصْرْ، وتَوشَّحْتُ ثِيابَ العِزَّةِ، ثم لَبِسْتُ حَريرَ العِـرْفانْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
خَبِّئْنِي مَا بيَنَ دفاتِرِكَ الثَّوْريَّة !
ونَقودُ اليومَ سُراةَ اللَّيَلِ بضَحكةِ أقدارِ الخيلِ وظُلمةِ أنْجمِنا الورديَّة فالخيلُ مُسوَّمةٌُ عندي تتجشَّـأُ "سِفرَ التَّكوين" والنُّوقُ تسافرُ، تتجمَّلُ في حضَرةِ أشواَكِ الصحرَاءِ النُّوبيَّة!
وأنا مأخوذٌُ كلِّي مستبِقٌُ شبقٌُ مشدودٌ للأنَجمِ والغزواَتِ الثَّوريَّة ناجيتُ ملوكَ الصَّحَراءِ مَليًا وناجيتُ سيوفَ المهَديَّة! وأنا مغمورٌ بنجومِ الصَحراءِ الأبديَّة راحَ القلبُ يُقبِّلُ جبهَةَ ثوريٍّ كانَ يُسَمَّى "عبد الخالق"! عبدُ الخالقِ مذْ صارَ أميرًا للثَّوريينَ مَا فَتِئَ يُرَدِّدُ تعَويذةَ " حُبٍّ " للشَّعبِ "ممزوجًا " بِرُؤى العُشَّـاقِ الورديَّة وينسِجُ من حَبْلِ الرِّدةِ والأشواقِ أشعارًا وملاحمَ ثوريَّة! "أدَّبَني" حِزبي "علَّمَني" شعبي كيفَ أُسافرُ في قلَبِ التَّأريخِ كيفَ أَحُطُّ رحالي في قلبِ المرِّيخِ كالسَّيَلِ الجارفِ أُحَطِّمُ كلَّ النَّكْسَاتِ أُحَطِّمُهَا بسيوفي القُزَجيَّة!
الوعيُ الصارمُ فوقَ جبينِكَ يا عبدَ الخالقْ ! يا مُرعِـبَ مشنقَةِ الظُلمِ الغجَريَّـة يا عبدَ الخالقْ ! يا مِشمشَ نسَماتِ الوجدِ الصوفيَّة يا عبدَ الخالقْ ! خَبِّئْني باللهِ عليَكَ خَبِّئْني مَا بينَ دفاِترِكَ الثَّوريَّة!
فأنا أعدو منذُ وُلِدْتُّ ولدتْني أُمِّي بقلبِ رمالِ الصَّحراءِ الذَّهبيَّـة أعوي كيهودِ التأريخِ أُفتِّشُ عن هيكلِ دَني وطنٌ مَسْروقٌ مِنِّي مدفونٌ في غَسَقِ عيوني مخبوءٌ في مُدنِ الجَانِّ المَخفِـيَّة ! ولا أجدُ سِجالاً طبقيًّـا ما بينَ الأيامِ وخرقةِ سيفي صَهوةِ خيلي ووضوئي والُّلغةِ الدافئةِ الورديَّة!
عَاهَدتُّكَ يا عبدَ الخالقِ، منذُ رأيتُكَ بدرًا تتوهَّجُ في فلكي في سِدرِ الأيامِ تَسيرُ حفيّا وتُجَمِّلُ وجْهَ التأريخِ الدَّاعرِ بالرُّوحِ الأُمميَّة، أنْ أرفَعَ زندي أنْ أحمَلَ سيفي قُدَّامَ الثَّوريينَ وضَدَّ فُلولِ الرَّجعيَّـة وجوعي المألوفُ تتأجَّجُ فيه صهَواتُ خُيولِ المهديَّة!
وأنا يا عبدَ الخالقِ مأخوذٌ كُلِّي مسَتبقٌُ، شبقٌُ، مشدودٌ دَعوتُكَ ودعَوْتُ مُلوكَ الصَّحراءِ ورأيِتُ الثورةَ تمشي في البيداءِ وفوقَ قِبابِ البلداتِ المنسيَّة! ورأيتُ "عَليّا" رأيْتُ نياشينَ العِزَّةِ تَخطَو نحوي مثلَ لآليءِ ورديَّة! وبقلَبِ التَّلِّ هُناكَ شاهدتُ المَاظَ يُردِّدُ في حَلْقِ الثُّوَّارِ جَليًّا أشعارًا فوقَ المدفعِ ثوريَّة لا يَعْبَأُ لزخَّاتِ رصاصٍ تخرُجُ من خلَفِ بساتينِ الوردِ الطِّينيَّة!
ورأى قلبي في تلك اللّحظةِ "مهديَّ الله" يتجَّملُ بالرَّاتَبِ قُبيلَ صلاةِ الفَجْرِ في وجهِ الأعدَاءْ ويهيمُ غَرامًا بالأشياءْ والثوَرةُ ضدَّ الظُّلمِ العاهرِ وضدَّ فسادِ التُّركيَّة! والرَّاياتُ تُزَيِّنُ من ليلِ الخُرطومِ المَنْسيَّة رأيتُ المهديَّ في تلكَ الحَضْرةِ يستسقي اللهَ فيُسقيه اللهُ سحابًا وتمطِرُ مدنُ اللهِ رِماحًا في حَلقِ الاستعمارِ الغاشمْ وفوقَ جبينِ الباشَّـا الطَّاشمْ المُثْخَنِ بجراحاتِ حِرابِ المهديَّة!
يا عبدَ الخالقِ يا روحَ النَّخلِ الحالمِ باللّيلِ القَمريِّ المكتملِ شعُاعًا ورديًّا كنتُ أُمازِحُ مِثلَكَ هذي اللَّيلةَ روحَ الثُّوَّارِ في ليلةِ وجدٍ صوفيَّة ورأيتُ اللهَ بقلبي يُقَبِّلُ "محمودًا " بنقاءِ العارفِ بالأسرارِ المخفيَّة والقمرُ السِاطعُ مثلَ جفوني يَلدَغُني يُلقي دومًا باللَّوْمِ على الزَّنزاناتِ الشَّرقيَّة!
رأيْتُكَ في تلكَ الليّلةِ مثلَ عيونِ التَّـأريخِ الجاحظِ وفانوسِ العُشَّـاقِ وليْلِ التُّقَّـابةِ والأشْواقِ فبكى قلبي طربًا ورقصَ العمُرُ العامرُ فَرِحًا على ضُوءِ فراشاتٍ ناريَّة! ورأيتُكَ في تلك الحضَرةِ تحمِلُ لَوْحًا من خَشبِ الأبنوسِ وبيدكَ اليُسرى تَحْمِلُ مِشكاةَ الأبطَالِ بكرري الثَّوريَّة! وللفلاحينَ زرعتَ الحِنْطَةَ بالنَّشْوةِ من نُطفةِ مطَرِ اللَّيلِ بأرضِ السُّودانِ المَرْويَّة !
خَيلُك قُدَّامِي تَعْدو مثلَ " بُراقِ " نبيِّ الله! وتصَعدُ كالشَّفقِ الورديِّ نحوَ سمَاءِ الأعشابِ المسكونةِ في جسدِ المحبوبةِ ورؤى الأحلامِ اللَّيليَّة! يا عبدَ الخالق علِّمْنا كيفَ تكونُ " الثَّروةُ " ضِدَّ " الحظوةِ " علِّمْنَا كيفَ تصيرُ القبضَةُ " كالسَّطوَةِ " في وجهِ زُناةِ التَّأريخِ رِماحًا وسهامًا نُوبيَّة!
إنِّي أشهدُ قُدَّامَ اللهِ وقُدَّامَ رِفاقي بأنَّ حروفي من عسْجَد لا تنبِضُ إِلا للثُّوَّارِ ورِفاقِ المشنقةِ الورديَّة! إنِّي اسْتَحْلفتُكَ يا عبدَ الخالقِ أنْ تدعوَ كلَّ ظُنُوني وجنوني المُطلقْ تأخذُني لحقوَلِ النَّعنَاعِ المسجيَّة! فحينَ وقفتَ وحيدًا قُدَّامَ طُغاةِ العصْرِ تشْدو أشعارَ الطَّبقيَّة، إرتَدَّ البصرُ إلى رمشِ عيوني ومُذَّاكَ تعَلَّقَ قلبي بالأفكارِ النَّيِّرَةِ الثَّوْريَّة!
وأماَمَ طُغاةِ العصرِ رأيتُ الوجْهَ الباسمَ في جبهَةِ " محمودَ " القُدسيَّة! مثِلُك كانَ يُبَشِّرُ بالثَّورةِ ويدعو للثَّورةِ بالوُحدانيَّة! مِثلُكَ كانَ لطيفًـا وحييًا مِثلُكَ كانَ مَلاكًا ربانيًّا! وبروحٍ تُبصِـرُ في الزَّمنِ الغيهَبْ صارَ " المحمودُ " يُحَلِّقُ مثلَ " الحلَّاج " وكانَ الحَجَّاجُ الوطنيُّ المَخْصِيُّ يَحُثُّ قُضُاةَ السُّوءِ ويُوَقْوِقُ عبرَ المِذياعِ نشيدَ الرِّدَّةِ من بينِ ثنايا المشنقةِ الدِّينيَّةِ ! وصَعدَتْ في يَومٍ مشهودٍ روحُ الثوريِّ المُتْخَمِِ بالوجدِ وبالجُبَّة "وما في هذي الجُبَّة" نحوَ الملكوتِ الرَّبانيِّ ما فرّطَ في الدعَوةٍ يوماً مَا فرّطَ هذا الشَّيخُ الثَّوريُّ الضَّـالِعُ بالأسرارِ بالثورةِ ضدَّ الأفكارِ الأُمويَّة!
يا عبدَ الخالقِ إِصْفَعْهُمْ بِنِعَالِكَ أعدَاءَ الشَّعـبِ إصْفَعْهُم لا تعَبأْ! إِصْفَعْهُم بنِعالِكَ أولادَ قُرادِ الخيلِ وأعداءَ الحريَّة! وأذكرني دومًا عندَ الثَّوريين فالثورةُ تأخُذُ منِّي أيامي وشهوري القمريَّة! 6 أبريل 2007م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
لأيِّ نِسَاءِ العَالَمِ أَعلِفُ خَيْلي وأُسافِـرْ! لأيِّ نِساءِ العالَمِ أعلِفُ خيلي وأُسافِـرْ؟ لأيِّ نِساءِ العالَمِ أحمِلُ قَوْسي وتَرَ الموتِ، كالطَّيِر أُهاجِـرْ؟ أَتعلَّقُ بالسُّحْبِ الملأى بالأَنواءِ أُخاطِـرْ! صَدِّقْـني يا محْبُوبي إنَّ العشْقَ جُنونٌ سَـافِـرْ " شبقٌ " غجريٌّ خاسِـرْ! والعاشِقُ مثلَ الرمحِ يُسافرْ في القَشَّـة يتَعلَّقُ، يَتَجَرَّدُ في شخصِ السَّاحِـر! يتأرجَحُ مَعْشُوقُـكَ يا محبوبي ما بين القُـدْرةِ والقادِرْ! تسألُني؟؟ عن أيِّ نساءِ العالَمِ تسألُني فأُجيبُكَ يا جبلَ الأحزانْ؟ عنْ عيْنِ المَحبْوبةِ تسْأَلُني: هلْ للمحبوبةِ عينٌ أمْ عينانْ؟ أمْ تسألُنِي يا جبلَ الأحزانْ عنْ سوقِ السُّلطانْ. دَعْـني يا محْبوبي إنِّي أخشَى بطشَ السُّلطانْ ! مَا ضرُّكَ يا محبوبي "أنِّي ميتٌ"؟ إنَّ الموتَ ضميرُ الحيِّ إنَّ الموتَ ختامُ العِشْقِ إنَّ الموْتىَ كالطَّودِ الشَّامخِ يسترِقُونَ السَّمْعَ كما الإنسانْ! وحكيمُ الموتى يقضي ما بينَ العُشَّاقِ والشَّاهدُ والقبرُ يجيبان عليهِ بأنَّ ختامي يا محبوبي وَجْدٌ وهُيامْ ! يتقطَّعُ قلبي صدِّقْني مَا بينَ اللَّهفةِ والوجدانْ ! صدِّقْني يا محبوبي إنِّي هذي الليلةَ أتَسَكَّعْ أترنَّمُ حزنًا أتقَطَّعْ! بالرَّهْبةِ مَأخوذٌ كُلِّي، للخَالقِ أتضرَّعْ! صدِّقْني إنِّي أتوهَّجُ هذي الليلَةَ شيْخًا درويشًا في غاري أتشَفَّعْ ! أبصُقُ للظُّلمةِ والجسدِ المسْجِيِّ و أهُشُّ أنيني المُوجِعْ! صدِّقني يا محبوبي إنِّي أضعفُ مَنْ تَخْتارُ حبيبًا إنِّي أقْسى مَنْ تَعْشَقْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
خُذُوا فِكْري!
في ذاتِ ليلةٍ.. أتَى الرِّيحُ غرفتي تَمَطَّى قليلاً ونالَ منِّي هُدوئي وراحتي! فَزُّيِّنَ لعقلي أنْ يَقُولَ القصيدَ وأُفْرِغُ مَا في جُعْبتي! فكَفِّي يَنُوءُ وهمسي يَبُوحُ فأجثو على ركبتي! فيلقاني الهدوءُ المُعَرْجن مُلقَّحًا أُصارِعُ غَايتي وتسقُط رايتي!!
مَنْ يأخُذ بؤرةَ عقلي، يَغْرِسُها نخلًا وكرومًا؟! مَنْ يَسحقُها ويُسامرُ رغبتَها المكلومة؟! بالأمسِ همستُ لشيطاني يصطكُّ فؤادي يَنساني مَنْ يأخُذُ بؤرةَ عقلي يسحقُهَا لأظلَّ بشبحي يرعاني!
أيَا هَذا الشبحُ الأخرسُ دَعْني أجتَثُّ الرَّغْبَةَ بلساني فهُرَاءٌ شعْري وهُيَامي في غيبةِ فِكري الإنساني بالأمسِ همَسْتُ لشيْطاني يصطكُّ فؤادي ينساني!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يا لثاراتِ الحُسينْ !
يا للتعاسةِ حينما يلقاكَ ذو القرنينِ تفترشُ الحَصى وتهُشُّ أطنانَ الذُّبابْ! بانتْ قرنفُلةُ الضُّحى مزدانةٌ الخدَّيْن تمشى كالسَّحابْ! وحمامةٌ بيضاءُ، تبسُمُ للمسيحِ يسيرُ فوقَ الماءِ يفترشُ الضَّبابْ! وأنا سجينُ اللَّيلِ عبدُ الخيلِ صحراءٌ وغابْ! وأنا المتيَّمُ بالنَّبيِّ وآلِهِ ونحرتُ إبلي جئتُ اغْتنمُ الثَّوابْ !
مَنْ لي بينبوعٍ مِنْ الأنهارِ اسْكُبُهُ على روضِ الحُسينْ ! مَنْ ذا يُقَبِّلُ رأسَهُ المحمولَ وضَّـاحَ الجبينْ ! أيُّ رأسٍ ذاكَ يا رأسَ الحُسيْنْ ! أيُّ رأسٍ زلزلَ الأمصارَ أورثنا بشاراتِ اليقينْ ! يا لثاراتِ الحُسينْ ! يا لتاريخِ البطولاتِ المجيدةِ والشهادةِ واليقينْ ! يا للجسارةِ حينَ كانَ المجدُ مرسومًا على الوجهِ الأمينْ ! هَا هُنا عباسُ يمضي نحوَ ساقي الماءِ مقطوعَ اليدينْ ! هَا هوَ الكَرَّارُ ربُّ الدَّارِ مفتاحُ اليقينْ !
هَاتِني أرشُفُ يا ساقي! كؤوسَ العشقِ أضتني وأشواقَ الحنينْ ! قد عشِقْتُ الموتَ يا ساقي على دربِ الحسينْ ! هذا جلالُ الموتِ مَا أرْوعَهُ ! إنَّهُ الموتُ على الدَّرْبِ الرَّصينْ ! إنَّني مَا عدتُّ بعدَ اليومِ مستلبَ اليقينْ! بأبي أنتَ وأُمِّي أيُّها الثَّوْريُّ مخضوبُ الجبينْ ! ستجدُني أحمِلُ الرَّايةَ ارْتادُ المنايا ستجدُني أحْمِلُ الغايةَ للفجرِ المبينْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
هَبَّةُ الثُّوَّارِ في ليلِ الطُّغَاة
هلْ لكمْ أنْ تَغفِرُوا لي زَلَّةَ الفجرِ التي تأخذُني لأفياءِ الجُنُونْ ؟! كُلَّما حاولتُ أنْ أختارَ موتي واقفًـا جادلتني الرِّيحُ والإعصارُ ألْقتْني بأبوابِ السُّجُونْ! عندمَا يَقرَعُ الشُّرْطيُّ بابًـا ارْتَمي كالطِّفْلِ في حُضْنِ الظُّنُونْ! لا تكونُوا مثْلَ جُنْدٍ قاوموا الأعداءَ ليلاً ثُمَّ ناموا تَحْتَ نيرانِ الحُصُونْ ! لا تَظُنُّوا أيُّها الثُّوَّارُ أنَّ العينَ تَخْفي حبلَها السّريَّ في رَحِمِ الجفونْ ! إنَّ واليَ السُّوءِ يبدو كالوطاويطِ التي غارتْ على وردِ الغصونْ ! لا تكونُوا سيفَ والينا الذي شاقَّ العبادَ وماتَ مصلوبًا على بحرِ المُجُونْ! لا تكونُوا مثلَ رُمحي: قاتلَ الأعداءَ مضطجعًا على سيفِ الظُنونْ! هَبَّةُ الثُّوَّارِ في ليلِ الطُّغاة : غايةُ المؤمنِ في وجهِ السُّكُونْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يا نورَ الحقِّ متَى غَدُهْ ؟ على أمشاطِ القدمِ اليسرى جاءتْني البُشرى جاءتْني تتمايلُ كالأحلامْ! قمري قد جادَ بحلَّتِه وكذلك غمرتْني الأنسامْ ! عَبَدتُ مسيري ذاتَ ضحًى وجلستُ أدَاعبُ في الأنغامْ! "يا نورَ الحقِّ متَى غَدُهْ " ؟ أقيامُ اللَّيلِ على الأحلامْ؟! قدْ بِتُّ بجرحٍ في الغرَّةِ ورماني الذِّئبُ مع الأغنامْ ! أعياني الوالي ذو الفاقة ففقدْتُّ بريقَ الأيامْ ! وقضيتُ العمرَ على النَّاقة ورقصتُ الفجرَ مع الأصنامْ! يا ليلَ الوالي ذي الحاقة أعياني الخوفُ مِنْ الأزلامْ! ورماني الليلُ بِكَلكَلِهِ فهجرتُ الشِّعرَ مع الأحلامْ ! "يا نورَ الحقِّ مَتَى غَدُهْ "؟ وطني... وطني قدْ باتَ مِنْ الأيتامْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
صَادَرَ الوَالي خِطَابَاتِ الْغَرامْ
بِالْفَجْرِ خَبَّأْتُ الحُسَامَ فَخَبَّأَتْنِي الشَّمْسُ في شَفَقِ الْغَمامْ! فِي الْلَّيْلِ أَحْكَمْتُ الزِّمَامَ فشاركَتْنِي الطَّيْرُ في سُرُرِ النَّعَامْ! كُلَّمَا أَبْصَرْتُ نَجْمًا ثاقباً أرْشُفُ الكَأْسَ عَلى نَخْبِ الإمَامْ! رُبَّما يَبْعَثُهُ الوَالِي إماماً لِيَؤُمَّ النَّاسَ مُخْتالاً عَلى وَقْعِ السِّهَامْ !
إبْتَنَى الهُدْهُدُ عشًّاً زارَني في الْلّيْلِ سِرْبٌ مِنْ حَمَامْ! قُلْتُ للنَّوْرَسِ هَمْسًا: صَادَرَ الوَالِي خِطَاباتِ الغَرَامْ! ضَحِكَ الطَّاؤُوسُ مِنْ ريشِي وَأهْدَانِي ريُوشًـا كَيْ انَامْ! رُبَّمَا يَبْعَثُ الوَالِي جُنُودًا لَنْ تَرَانِي طَالَما ابْدُو كَذَرَّاتِ الرُّكَامْ !
اِسْقِنِي يَا صَاحِ رَاحًـا كَيْ أقيمَ الْلَّيْلَ كَالعتْمُورِ مُتَّكِئاً عَلَى وَرْدِ الظَّلامْ! يَا وَيْحَ وَالِينَا العَبُوسِ يَا وَيْلَهُ إنِّي رَحَلْتُ معَ الطُّيُورِ النَّائحَاتِ إلى مَدَارَاتِ الْحَمَامْ! إنِّي تَخَيَّرْتُ الكَلامَ إنِّي أَنَرْتُ رُبَى الظَّلامِ إنَّنِي صِرْتُ مَليكًا للْحَمَامْ!
بَايَعَتْنِي الطَّيْرُ ، أسْرَابُ الْقَطَـا، وَالعصَافيرُ تَغَنَّتْ بِأنَاشيدِ القِيَامْ! بَارَكَتْنِي القُبُّرَاتُ ، وَدَعَانِي طَائرُ " الفِينيقِ " اقْضِي العُمرَ مَحْمُولاً بِأشْرِعَةِ السِّهَـامْ ! إنَّنِي صِرْتُ مَليكًا للْحَمَامْ إنَّنِي صِرْتُ رَسُولاً للسَّلامْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
اسيراً عِندَ كِسرى
أحلَم فإنك فارِسٌ حين إرتجلتَ لِتصلبَ الأفعى على قُلنسوةِ الجِدارْ! ماذا أصَابَ العُشبَ يَرقُصُ رقصةَ البجَعَ الأخيرة ََ ثمّ يبْسُمُ للنَهارْ! أجمالُ ظِلك امْ تلألأتْ الرؤى فجراًً على شفق الحصار؟ أرَأيتَ كيفَ يُسامرُ الموتى ظلامَ الموتِ بالموتِ على شظفِِ الغُبَارْ؟!
كاذِبٌ منْ قالَ إنّ الموتَ في لُغةِ القَصيدةِ عارْ! ماذا سَيبقى إنْ خلَعتُ عِمامَتي ولبِِستُ أرديةََ التتارْ؟! لا الّليلُ ليْلِي إنْ بكيتُ على الردى لا الظلُ ظِلي إنْ تسَمّرَ كالنهارْ! يا ليلنا الدامي بأرْوََقةِ الهَوان قُلْ للخليقةِ أنّ موتي لم يكُن الا انْتِصارْ! ما الذي يجْعَلُني أسيراً عِندَ كِسرى طالما كُنتُ أسيرَ الإنتِظارْ؟! حالمٌ منْ قالَّ إني فارسٌ يقتاتُ مِن عُشبٍ وقافيةٍ على جِذِع النهارْ! إنني مِتُ وفي القلبِ دموعٌ وإنكِسارْ!! لوْ أنَّني مَلَّكْتُ كلَّ العاشقينَ بِشارتي، لَسكنتُ كالأحلامِ في مدنِ الغُـبارْ!! اغسطس 2008
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
تبت يدا الحاكم قد تبت يداه
حَلِمتُ ذاتَ مرةٍ بانني قدْ صِرت حاكماً على قَضاءِ "طي لِسانْ"* بَرمتُ شارِباً ضَممتُه لشاربي فَسارَ إسمي "شَارِبانْ"! فَقاتُ عيْنَ حارسي بكيتُ باسماً ضَحِكتُ كالحِصانْ! فَارغةٌ، فارغةٌ سفَائني كانني أتيتُ هارباً من عَالًمِ الجِنانْ! فارغةٌ، فارغةٌ قَصائدي كأنني نَظمتُها مُخضّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّب البَنانْ! وهِمتُ كالتأريخِ جلتُ تائها ً كأنني ولجْتُ سدرة النسيانْ! خَلَعتُ سِترتي ركضتُ عارياً وجدتُها...وجدتُها... شقائقَ النُعمانْ!
تبّت يدَا الحاكم قد تبّت يدَاهْ انه كالّليلِ والنومُ أبَاهْ! سيفُهُ الوالغُ ما اوْسَعْ مَداه مَنْ لم يَمتْ بالسيفِ أردَتهُ يدَاهْ! هوَ كالطاؤوسِ في وقْعِ خُطاهْْ يخْنِقُ الزهرَ ليستنشِق شذَاهْ! عَابسٌ كالموتِ ما زلتُ أراهَْ نافخُ الكِيرِ ويحيّا من قَذاهْ! يا إلهي ضاعَ سيفُ الحقِِ بالجُورِ نفَاهْ، حاكمُ السوءِ وبالموتِِ جَلاهْ! *طي لسان: قضاء بمدينة الأحلام لا يُُرى إلا في المَنام، وقومُه يطوون لسانَهم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
شُرطِيُّ الْقَـمَـرْ !
وَكَرِهْتُ زَلزَلَةَ الحُدُودِ سَئِمْتُ وَعْثَـاءَ السَّفرْ! بِالأمْسِ أَوْقَفَنِي على الأمشاطِ شُرطِيُّ الْقَـمَـرْ! الْيَوْمَ أَوْثَقَنِي الجُنُودُ فصافَحَتْنِي الحُورُ بَلَّلَنِـي المَـطَرْ! يَا لَيْلَ أجْدادي الْمُمَدَّدَ دونَمَا فَجْر بِقَارِعَةِ الخَطَرْ! يَا أيُّهَا الْبَاغِي الطَّرُوبُ وَرَائدَ الْكَذِبِ الأشِـرْ!
اِذْهَبْ إلَى منفاك تُطْعِمُكَ العَنَاكِبُ مِنْ ثَريدِ الْحَنْظَلِ الْمَغْمُوسِ في السُّمِّ الأمَرْ! اِذْهَبْ فَإنَّا قَاعِدُونَ وَصَامِدُونَ عَلَى الْخَطَرْ! اِذْهَبْ فَإنَّـا لاعِنُوكَ إلَى القِيَامَةِ حِينَمَا يَغْشَى البَصَرْ! لَعَنَتْكَ هَامَاتُ النَّخيلِ وسَامِرُ الْقَومِ الأَبَرْ!
ابْقَى أنَا الشَّعْبُ الَّذِي صَلَبَ القِيَامَةَ وَانْتَضَى السَّيْفَ الأغَرْ! يَا أَيُّهَـا الْبَاغِي مَديدُ العُمْرِ في الأَغْلالِ تَرْفُلُ فِي السَّهَرْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: JAD)
|
Quote: قالتِ الأفلاكُ في ليلِ النجومِ أسرجِ الخيلَ على خطوِ الظِّباءْ! سأُغنِّي يا صِحابي مثلما غنَّى على الصحراءِ رُمْحي جاثيـًا كاللَّيثِ في قلبِ العِدَا! سأُغنِّي يا صِحابي مثلَمَا غنَّى "تهَارقا" "للخيولِ الزُّرْق" في ليلِ النِّداءْ !!
---
وإذ أتصفح هذا الديوان الرقيق .. لم أستطع أن أحبس نفسي من الإعجاب بمفرداته مع ما دار بيني وبينك أخي مؤيد من نقاش ..
فدعني أحي معك الأخ الكبير الشاعر عبدالإله زمراوي .. على النظم البديع ..
شكراً أخي زمراوي ..
وكل عام وأنتم بألف خير ..
جاد
|
الأخ العزيز جاد
لا تثريب عليك ولا تحمل نفسك أكثر من طاقتها، فالغيرة على الدين لمن حسن الأمور وامتشاق الحسام للدفاع عنه لمن حسن اكتمال الدين...
وأشكرك على اعجابك بشعري، ودامت المحبة والألفة بيننا في وطن معافى لا يتحكم فيه من لا يرحمنا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أشواقي تولد في كرمة
في اليومِ العاشرِ من نيسانْ غمرتني الذِّكري. قذفتْني أشواقُ التأريخ على شطِّ خيالي! كنتُ على الشُّرفةِ وحدي أتأمَّلُ شهقةَ ليلِ الطَّبلِ على قيثاري قيثاري، أحزاني. أحزاني كانتْ كبُغاثِ الطيرِ على أشجاني! والقلبُ يفِرُّ من القلبِ إلى القلبِ إلى أوتارِ جناني! قَوْمي قذفوني بالأزهارِ وسامُوني بالعنبرْ! حُرَّاس الرَّبِّ على الرّدهاتِ، وعلى الرَّبوةِ أنغامي تتبخترْ ! أُذني صارتْ تُبصِرْ.. عينايَ كعينيْ نسْرٍ مُدبِرْ.. وطفَقتُ أُحدِّقُ كالورقاءِ عيني تَرْمُقُني، لكني لا أُبصِرْ! جاءوني بالطَّبلِِ وبالدُّفِّ وبالمزهرْ. عمدني الرَّبُّ بوادي عبقرْ! روحي في الحضرةِ تزأرْ ! أخذوني من أريكةِ النّسيانِ إلى قَبوِ المَرمرْ ! "آمون" إله الماءْ .. قُدَّاسُكَ يأسرُني. بجلالِ النيلِ توشحتْ!! نظرت عينايَ لمولايْ "رع"، حبيب الشَّمسْ .. معشوقك مأخوذٌ بالنسيانْ! من أينَ أتيتُ فلا تنساني. وكيفَ رماةُ الحَدَقِ على الأفنانِ؟! وأين تخفيتُ فلا تلقاني. اخذتني العِزَّةُ بالغثيان! إهتزَّ فؤادي ما داريتْ.. فجلستُ أُحدِّقُ في غَيمِ الشمسِ تواريتْ!
هل ما زالَ الناسُ على الفطرةِ يرعونَ الخيلَ على تَـلِّ الزعترْ؟! فاضَ اللهُ على نهرِ فؤادي فتوضَّأَ قلبي، صليتُ... وصليتْ! أنا مَلكٌ كوشيٌّ تاهَ بشفقِ اللَّيلِ وجاسَ على الأعداءِ بصحراءٍ ذهبيَّـة! وضعتْني أُمِّي النوبيَّـة، بجذعِ نخيلٍ قدسيَّة. قذفتْني الأقدارُ على صهوةِ خيلٍ عربيَّة!
قصري بحقولِ النَّعناعِ ومرْج عيوني! أشواقي تُولَدُ كلَّ صباحٍ في كَرْمَة! كَرْمَـة تعرفُها يا رَبُّ ؟ كَرْمَـة ذاتُ الشامةِ والأشجانِ الكوشيَّة!! قصري يتَّكِيءُ على عرشِ مياهِكَ يا "آمون"! ينبوعٌ يأخذُني منكَ اليكْ ! عمدني الرَّبُّ على نغمِ" الكنداكات" فغفوتُ على الأحلامِ الورديَّـة!! كانَ الليلُ ينامُ على الأغصانْ. والقلبُ يفيضُ على الأحزانْ. ألجمني يا ربُّ… ألجمني ...! ما زالتْ خيلي قُزحيَّـة وسهامي عندَ الفجرِ خُلاسيَّـة! كان الكونُ يضج على الأغصانْ! والرَّبُّ يصافحني بأيادي اللهِ وبالقرآنْ ! أشتعلَ التأريخُ على الأفنانْ ! وما أبقيتُ من الدنيا الا النسيانْ ! ما زالتْ أحزاني في الليلِ ظلاميَّة! أحجاري من قلبِ المرمرِ ونبيذي من تمرٍ مخفيَّة ! "تَهراقا"... يا ملكَ الصحراءِ النوبيَّـة أعْلِفْ خيلَكَ ألجمْها فالخيلُ على "طِيبة" مسجيَّـة ! "تهراقا"... يا ملكَ الصحراءِ النوبيَّـة خُذْني من بيْدَاءِ العمرِ إلى صهواتِ العزِّ الملكيَّـة! حَرِّرْ مَنْ كَانَ على قيدِ الظُّلْمِ. حرِّرْنا بالرُّمْحِ على أنغامِ دفوفِ نوبيَّـة ! وبقلبِ اللَّيلِ وقفتُ على الرَّبوةِ كالسَّيفِ القُرَشيِّ: أنا ملكٌ كوشيٌّ تاهَ بشفقِ الليلِ وجاسَ على الأعداءِ بصحراءٍ ذهبيَّـة ! لا أملكُ في الدُّنيَـا إلا أشواقَ التأريخِ وهذي المسبحةَ الصُّوفيَّـة! خيلي يقتاتُ على الطيرِ وليلي يرتاحُ على بلداتِ اللهِ المنسيَّـة!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
كان لا بد من ايراد مقال شاعرنا الأستاذ محمد المكي ابراهيم والذي تم نشرة بصحيفة (أجراس الحرية) والذي يجىء متسقا مع الحملة المسعورة التي تطال الكتاب والفكر هذه الأيام في بعض البلدان التي تقرأ العربية، ومنها بلادنا السودان....
كلام ضد الحجر على حرية الكلام
محمد المكي إبراهيم [email protected] في هذه الأيام بالذات ربما كان من الأفضل الرجوع إلى بعض الحكم القديمة التي قال بها فلاسفة وأدباء ومفكرون وقادة رأي لا سبيل إلى ذكرهم هنا بالاسم فان ذلك لن ينقص من قيمة تلك الحكم ولن يزيد إليها.وأرجو أن يجد القارئ فسحة من الوقت لتأملها وليس فقط تمرير عينيه عليها.
يمكنك أن تسجن المغني وليس الأغنية
عقل الإنسان حرم مقدس لا يمكن أن يدخله أي شيء إلا بإذن منه
حيث لا تكون الحقيقة حرة تكون الحرية غير حقيقية
الكتب والأفكار هي أمضى الأسلحة في مواجهة الجهل والتعصب
· كل كتاب يحرق يضيء للعالم
· حيث يبدؤون بإحراق الكتب ينتهون بإحراق البشر
· هنالك ما هو أسوأ من إحراق الكتب وهو عدم قراءتها
· أقذر الكتب هو الكتاب المعدل
· لم يأكل آدم التفاحة إلا لأنها كانت محرمة.لو كان الثعبان محرما عليه لكان أكله
· لشدما تقدمنا..في العصور الوسطى كانوا سيحرقونني أما الآن فيحرقون كتبي
· هل سمعتم في حياتكم إنسانا يقول:امنعوا هذه المطبوعة ،امنعوها لأنني ربما اقرأها فتؤثر على أفكاري؟
· انك لن تغير الإنسان بإسكات صوته
· إذا أجمعت البشرية (عدا شخص واحد-) على رأي معين فان ذلك لا يعطي البشرية الحق في إخماد صوت ذلك الواحد مثلما ليس من حق ذلك الواحد إخماد أصوات بقية البشر.
· هل تحرم اللحم على البالغين لان الرضيع لا يستطيع أن يمضغه
· لكل البشر الحق الطبيعي والثابت في استخدام أقلامهم مثلما يستخدمون ألسنتهم - طبعا مع تحمل النتائج الناشئة عن ذلك
· انأ واثق أنني سأقوم بواجبي ككاتب في كل الظروف والأحوال- ربما بنجاح اكبر في موتي مما في حياتي .لا يستطيع احد أن يقطع الطريق إلى الحقيقة ولكي ادفع قضيتها للأمام أجدني مستعدا حتى لقبول الموت ولكن الدروس المتكررة تعلمنا أن لا نمنع قلم الكاتب أثناء حياته فان تلك المحاولة لا تسبغ على تاريخنا أي درجة من النبل -
· الويل لأمة يتعرض فكرها للمنع لان ذلك ليس فقط تدخلا في حرية الصحافة وإنما هو تشميع لقلب الأمة واستئصال لذاكرتها
· من العبث إغلاق الأسوار لمنع الأفكار من الدخول فالواقع أنها تقفز من فوق الأسوار-
· إذا لم تكن الفكرة خطرة فإنها لا تستحق إن تسمى فكرة
· نريد الحرية ليس فقط لإبداء الجانب المظلم للأخطاء وإنما لإضاءة الجانب المشرق للفضيلة
· إذا كان كل طابع سينتظر حتى يتأكد أن مطبوعته لن تغضب أحدا فسوف يكون لدينا القليل جدا من المطبوعات
· خنق الصحافة أسهل من مواجهتها
· الصحافة الحرة يمكن أن تكون جيدة أو رديئة وفي غياب الحرية تكون الصحافة كلها رديئة
· ترى الدكتاتوريين على منصاتهم محاطين برماح جنودهم وهراوات شرطتهم ولكن داخل قلوبهم يعتمل خوف لا يمكن التعبير عنه هو خوفهم من الكلمات والأفكار فالكلمات التي تقال خارج الحدود تستولد الأفكار داخلها وهي أفكار تستمد قوة إضافية من كونها محرمة وذلك ما يخيفهم . ..كل ما يلزمنا هو ظهور فأر صغير لتدخل أفيال الدكتاتورية في حالة من الفزع القاتل
· لا يمكن منع الكتب إلى ما لانهاية لأنها تستعصي على الإحراق والأفكار لن تنقاد إلى السجون وفي كل عصور التاريخ كانت الخسارة من نصيب المحقق والرقيب.إن أفضل سلاح ضد الفكر الرديء هو الفكر الأفضل
· التضييق "شوية" على حرية الصحافة يشبه قولك فلان متوفي شوية وفلانة حامل شوية
· الحد الأقصى للرقابة هو عدم السماح لأي شخص بقراءة أي صحيفة ما عدا الصحيفة التي لا يريد احد أن يقرأها
· الاغتيال هو الشكل المتطرف للرقابة
· الغرض من الرقابة منع الناس من تحدي المفاهيم والمؤسسات القائمة ولكن التقدم يأتي من تحدي المفاهيم والمؤسسات ويتحقق بانهيارها . وبالنتيجة فان أول شروط التقدم هو رفع الرقابة
· تعكس الرقابة عدم ثقة المجتمع بنفسه وتلك هي السمة المميزة للشمولية
نقلا عن اجراس الحرية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: JAD)
|
الاخ جاد..تحياتي..
قلت
Quote: يا رجل اتق الله .. قرأت الشعر بكل بحوره وحفظت منه آلاف القصائد والمساجلات .. وحتى مخرجات الحداثيين التي تسمونها شعراً قرأتها فتبين بعدها عن روح الشعر .. وإنما هي مجرد مجالات للبوح بما تكنه الصدور من ارتياب واعتراض على ما قضى الله ..
|
اذا كان حكمك الجاهز الذي انزلته على الاستاذ زمراوي بالكفر او شبهة الكفر مبني على ما ادعيته اعلاه ..فانت تقول انك متبحر في عالم الشعر لدرجة انك بما تملكه من فراسة يمكنك مطالعة اي نص شعري و من ثم معرفة السياق و الحالة والهدف بل حتى النيه لكاتب النص فبذالك صيرت نفسك عالم بما تخفية النفوس ومطلع على الافئدة ..و لعمري هذة صفات ماحباها الله للرسل والانبياء .. فاذا كنت تهدف لنقاش موضوعي كان الاجدر بك "رغم الشكوك التى تساورك" ان تستفسر من الشاعر عن فحوى كلماته و من ثم تجادله بما لك من علم..و عندها فقط يمكنك اثبات او نفي ما ذهبت اليه هذا اولا.. ثانيا قولك انك قرات الشعر بكل بحوره و "حفظت منه الاف القصائد" هذا لايعني شئ هنا لان الدراسة النقدية لشاعر معين لا تتم بالطلاع على شعر غيره بل بتتبع ودراسة شعره هو.. ثالثا واخيرا ما فهمته انا من "الانا" محل النقاش يختلف تماما عن ما ذهبت اليه انت و قد اكون مخطئ او مصيب و لكن ان ااتي هنا واجزم ان ما ذهبت اليه انا هو الحقيقة بعينها هو ادعاء علمي بما لا اعلم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: حسين نوباتيا)
|
الهميم مؤيد
بحثت عن هذا الخيط لقريبنا وحبيبنا الصحافة 30 حتى نتمكن من انزال صورة غلاف الكتاب.... فأرجو شاكرا مساعدتي في ذلك....
**أغنيات الليل ** تنطلـق من منتدى الحروف - الدوحـة
الحبيب نوباتيا مسكاقمي كوريقا آنجا نلي...
وسوف أعود مرة اخرى بعد ان افرغ من اكمال انزال النصوص ومراجعتها....
التحية أيضا لكل من مروا من هنا وعلقوا او لم يعلقوا ...
التحية لأختنا الرائعة دكتور احسان فقيري متعها الله بالصحة ومحبة الناس. التحية لرفيقنا في الدوحة الرائع الأنيق النظيف الصحافة 30
التحية لأخينا في الدين والوطن (JAD) وكنت أود ان يتحقق مما اورده في مداخلته لأن التسرع في اطلاق الحكام لهو من عمل الشيطان! فالضمير (أنا) في قصيدة أعداء النهار يعود (للتتار) الذين عاثوا في الأرض فسادا وتقتيلا وتكفيرا وزهوا وتجبرا وتكبرا، فأستحقوا لعنة التأريخ والأنسانية....!
وكل عام والجميع بألف خير.....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أشواقي تولد في كرمة
في اليومِ العاشرِ من نيسانْ غمرتني الذِّكري. قذفتْني أشواقُ التأريخ على شطِّ خيالي!
كنتُ على الشُّرفةِ وحدي أتأمَّلُ شهقةَ ليلِ الطَّبلِ على قيثاري قيثاري، أحزاني. أحزاني كانتْ كبُغاثِ الطيرِ على أشجاني! والقلبُ يفِرُّ من القلبِ إلى القلبِ إلى أوتارِ جناني!
قَوْمي قذفوني بالأزهارِ وسامُوني بالعنبرْ! حُرَّاس الرَّبِّ على الرّدهاتِ، وعلى الرَّبوةِ أنغامي تتبخترْ ! أُذني صارتْ تُبصِرْ.. عينايَ كعينيْ نسْرٍ مُدبِرْ.. وطفَقتُ أُحدِّقُ كالورقاءِ عيني تَرْمُقُني، لكني لا أُبصِرْ!
جاءوني بالطَّبلِِ وبالدُّفِّ وبالمزهرْ. عمدني الرَّبُّ بوادي عبقرْ! روحي في الحضرةِ تزأرْ ! أخذوني من أريكةِ النّسيانِ إلى قَبوِ المَرمرْ !
"آمون" إله الماءْ .. قُدَّاسُكَ يأسرُني. بجلالِ النيلِ توشحتْ!! نظرت عينايَ لمولايْ "رع"، حبيب الشَّمسْ .. معشوقك مأخوذٌ بالنسيانْ! من أينَ أتيتُ فلا تنساني. وكيفَ رماةُ الحَدَقِ على الأفنانِ؟! وأين تخفيتُ فلا تلقاني. اخذتني العِزَّةُ بالغثيان!
إهتزَّ فؤادي ما داريتْ.. فجلستُ أُحدِّقُ في غَيمِ الشمسِ تواريتْ!
هل ما زالَ الناسُ على الفطرةِ يرعونَ الخيلَ على تَـلِّ الزعترْ؟! فاضَ اللهُ على نهرِ فؤادي فتوضَّأَ قلبي، صليتُ... وصليتْ!
أنا مَلكٌ كوشيٌّ تاهَ بشفقِ اللَّيلِ وجاسَ على الأعداءِ بصحراءٍ ذهبيَّـة! وضعتْني أُمِّي النوبيَّـة، بجذعِ نخيلٍ قدسيَّة. قذفتْني الأقدارُ على صهوةِ خيلٍ عربيَّة!
قصري بحقولِ النَّعناعِ ومرْج عيوني! أشواقي تُولَدُ كلَّ صباحٍ في كَرْمَة! كَرْمَـة تعرفُها يا رَبُّ ؟ كَرْمَـة ذاتُ الشامةِ والأشجانِ الكوشيَّة!!
قصري يتَّكِيءُ على عرشِ مياهِكَ يا "آمون"! ينبوعٌ يأخذُني منكَ اليكْ ! عمدني الرَّبُّ على نغمِ" الكنداكات" فغفوتُ على الأحلامِ الورديَّـة!!
كانَ الليلُ ينامُ على الأغصانْ. والقلبُ يفيضُ على الأحزانْ. ألجمني يا ربُّ… ألجمني ...! ما زالتْ خيلي قُزحيَّـة وسهامي عندَ الفجرِ خُلاسيَّـة! كان الكونُ يضج على الأغصانْ! والرَّبُّ يصافحني بأيادي اللهِ وبالقرآنْ ! أشتعلَ التأريخُ على الأفنانْ ! وما أبقيتُ من الدنيا الا النسيانْ !
ما زالتْ أحزاني في الليلِ ظلاميَّة! أحجاري من قلبِ المرمرِ ونبيذي من تمرٍ مخفيَّة !
"تَهراقا"... يا ملكَ الصحراءِ النوبيَّـة أعْلِفْ خيلَكَ ألجمْها فالخيلُ على "طِيبة" مسجيَّـة !
"تهراقا"... يا ملكَ الصحراءِ النوبيَّـة خُذْني من بيْدَاءِ العمرِ إلى صهواتِ العزِّ الملكيَّـة! حَرِّرْ مَنْ كَانَ على قيدِ الظُّلْمِ. حرِّرْنا بالرُّمْحِ على أنغامِ دفوفِ نوبيَّـة !
وبقلبِ اللَّيلِ وقفتُ على الرَّبوةِ كالسَّيفِ القُرَشيِّ: أنا ملكٌ كوشيٌّ تاهَ بشفقِ الليلِ وجاسَ على الأعداءِ بصحراءٍ ذهبيَّـة ! لا أملكُ في الدُّنيَـا إلا أشواقَ التأريخِ وهذي المسبحةَ الصُّوفيَّـة! خيلي يقتاتُ على الطيرِ وليلي يرتاحُ على بلداتِ اللهِ المنسيَّـة!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: الاخ المحترم جاد
وأنا أسحب ما كتبت وأعتذر منك ان اصابك مني سوء .. أنت شخص محترم واعتذارك هو وسام يشهد باتزان تفكيرك.. الاخ الكريم المحترم جاد (يعني لا هذا ولا ذاك!!) فليكن بيننا احترام ومحبة .. |
لا عليك أخي مؤيد فقد كنت ترد على ما أصابك .. وقد لمحت في ثنايا ردودك الغاضبة شيئاً من التهذيب وكرم النفس .. وكأن عباراتك الخشنة كانت تخرج مكرهة .. لذلك لم أجد في نفسي عليك شيئاً يحول بيني وبين الاعتذر لكم.
والآن أتجول في بستان الأخ زمراوي وأقطف منه كيفما أشاء ..
كتير الاحترام ..
جاد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
لم يبخل علينا الزميل الصحفي الطاهر ساتي (من السدنة السابقين) بدراسة نقدية جادة أخذتني على حين غرة وجعلتني أضحك كما لم أضحك من قبل. وللحقيقة فان الطاهر ضل طريقه للسياسة، فهو ابن الطرفة الحاضرة والبديهة المتقدة ويصلح ان يكون سعدنيا آخر ويمكنه ان يفعل ذلك لو نفض يديه عن وحل السياسة وجاء الينا بثغر باسم..
والآن دعونا نقرأ للطاهر ساتي تعليقا على قصيدة (يا ليلى ليلك جن):
Quote: أين أُمِّي
في الكلاكلة..
Quote: أينَ أقراني
فى الحاج يوسف ..
Quote: بلْ أينَ أحبابُ الطريقْ،
في كرمة البلد ..
Quote: أينَ رملي وحُصُوني؟
فى الباجا وتمام برضو
Quote: أينَ خَبَّأتُ خيولي بالدُّجنَّـة؟!
بتكون دسيتا فى الدفوفة ..
Quote: أيُّها القدْحُ المُعَنَّى!
مونة ولا عصيدة ..؟
كدة حاقرأ شعرك لحدما ترسل لى الورق .........
وعيدك سعيد مع الاسرة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
Quote: الاستاذ زمراوي
تيمة الام التي حدثتك عنها عبر عنها بجمال اخاذ ووفاء جميل الاستاذ الكاتب الطاهر ساتي في مقالة عنونها لأمه الحاجة تقبل الله منها وحفظها.. بحثت عن المقال في موقع الصحيفة وموقعه الشخصي ولم اجدها وليته حملها لنا هنا حتى نقف سوية علي هذه التيمة .. فكلنا هذه التيمة....
احتراماتي |
الهميم مؤيد... يا ليتك تأتي بخيط الطاهر لأنني أعرف والدته جيدا وماذا كتب عنها...
ثم سأورد لك قصة قصيدة أسميتها (أنشودة لأمي) كتبتها وانا على فراش المرض بكندا ومن هناك ننطلق....
وعلى الموعد!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
ورقصتَ رقصتَك الأخيرة
(1) ورقصتَ رقصتَك الأخيرةَ، شاحباً تبدو كما الموتِ توَارى، خلفَ هَمْهَمةِ البُكاءْ! ألْهب برقصتكَ الجريحةَ ظهرَ شعبٍ بائسٍ، عُريانَ يلتحفُ السماءْ!
قد يرٍقصُ الجبارُ قبلَ نُفوقه، رقصةَ المذبوحِ" " في بحرِ الدِماءْ!
لن تغلب الأفعى ورودَ الماءِ انْ فاضتْ على جُحرِ الخِباءْ!
(2) أيٌّها السادِرُ في طُغيانه رقصةٌ منكَ على طبلِ البُغاه!
أجُننتَ انتَ... حينَ زعمتَ انَ الفجر لنْ يأتي على قَدحِ المساءْ؟
أظننتَ حقاً انَ شعبَك سوفَ يتلو سورةَ الوالي صباحاً ثم يخْتمُ بالدُعاء!
اكرِهتَ قافيةَ الحقيقة حينَ كان الشِعرُ يُلهب سيفكَ البتار موفور الدماءْ؟!
اشبعتَ تقتيلاً باسمِ الدينِ والقرآنِ محمولاً على زيفِ الغِناءْ؟!
(3) شاحباً يبدو كما الموتِ توارى، خلفَ دمْدمة البُكاءْ!
انّه الحقُ تجلّى وتحلّى بسيوفٍ ودِماءْ!
وغداً يحلو لِشعبي أنْ يَقيمَ الليلَ، كُل الليل في شكرِ الإله
ويسيرُ الفجرُ في محملِه، عالياً يختالُ في شفقِ الضِياءْ!
ظالمٌ إختارَ مكمنَ قبرِه واجمٌ حيران يرقصُ كالنساء!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
الحبيب مؤيد الشريف والعجيب زمراوي تحياتى ليكم.......... والله ماكنت عارف البوست بيحمل الجمال ده كلو جواهو العنوان بيطمم البطن .. عشان كدة اتغابيت فيهو العرفة والدخول مصادرة ..؟؟؟ الله يصادر المصادرين ويصدرهم للاخرة ........
المهم .. اليك المقال الحبيب الي نفسي ياعزيزي ............ كل سنة .... شكراً أمي ..!! ** لمن نحبهن سرا و جهرا .. عيد سعيد جدا بإذن الله .. لامرأة فاضلة في تلك القرى النوبية الوديعة .. كانت حين يبلغ بنا الحرمان مآلاً قاسياً تذهب بدجاجها و حمامها إلى سوق القرية الصغير ، ثم تعود إلينا آخر النهار بقوت اليوم اذا وجدت لدواجنها شارياً ، وإلا فتعود بصبر الصابرين ونصائحهم المطمئنة فنكتفي بالأسودين ، و « الكسرة بالطماطم والملح »، ثم يغشانا النوم العميق ونحن على ذلك من الشاكرين ..إليها كل القلب والنبض .. و إلى تلك الايام القاسيات في تلك الديار التي يأتيها برد الشتاء بلا إستئذان لتحمل هي فأسها وعزيمتها وتحتطب « فروع النيم » و « جريد النخل » فتسد بها ثقوب عرش البيت ، فتقينا من الليالي الشاتية .. إليها كل الحب وكل البر .. و الى سنوات الرهق تلك التى حين تتراكم سحب خريفها فوق بعضها لتنذر بمقدم المطر ، تحمل جوالها فجرا فتجمع روث البهائم لتوفر للجدارالمتآكل سطحاً من « الزبالة » للوقاية من التآكل والتلاشى ..وكأنك كنت لسان حالنا يا هاشم صديق حين تقول : بيتنا طين واقع مشرم ، ولما حال الطين يحنن نشقى شان نلقى الزبالة ..صدقا ، كانت تشقى لتلك ..إليها كل المودة تطوف معها حول بيت الله العتيق ..!! ** لتلك المرأة الشريفة و أيامها الشريفات ، وهى ترسم لصغارها خطى الطريق القويم في دروب الحياة الشائكة ، وتبصرهم الي جادة الحياة ، وتعبد لهم جسراً من التواصل و التراحم والتآخى مع بسطاء الدنيا وعامتها العفيفة.. إليها كل الوفاء ..وحين يصل بنا اليوم الدراسي نهايته تحملنا المعاول وتذهب بنا إلى الجروف لنزرع الخيرات على الشواطئ، الخصبة ليقتات منها الناس و الأنعام ، ونترقب عطلة العام الدراسي لترسلنا إلى مقاول القرية أو« أسطتها» ونتصبب هناك عرقا مالحا حين نناوله بأيادينا الصغيرة و سواعدنا النحيلة الطوب و «أقداح المونة » تحت وهج الشمس و لظاها ، و نرجع إليها مع المغيرب بأجر « اليومية » فنجدها أعدت لنا شاي المغرب و« الابريق » و « برش الصلاة» و صالح الدعاء ...إليها كل دعاء طيب يسعى معها بين الصفا والمروة بقلب طيب ودعاء مستجاب بإذن الله ..!! ** إليها .. وإلى زمان دروسها التي رسخت في نفوس أبنائها قيمة الكد الشريف وعدم الاحساس بالدونية في مقامات الكسب الحلال .. إليها وإلى تلك الايام وقسوتها التي وان فارقناها زماناً و مكاناً و حالاً ، الا انها بطعم كدها و لون جهدها و رائحة عرقها تشكل حضوراً نبيلاً في حياتنا الآنية وقادماتها بإذن الله .. نتذوق طعمها الطيب - أيتها الطيبة - حين نحدق في جوف المدن حيث الضعفاء يعطرون الحياة بالصبر النبيل ..أو حين تلجأ إلى صفحات صحفنا شكاوى الحيارى و ذوي العرضحالات تظلما من كدر الدنيا وظلم الظالمين .. ونشتم رائحتها الزكية - أيتها الزكية - حين نخالط عرق البسطاء الصاب في الاسواق و الحوارى و سوح العمل بحثاً عن الرزق الطيب .. و نملأ الأعين بلون تلك الايام الزاهيات - أيتها الزاهية - حين نمر بأزقة بيوت الطين و مدن الكرتون و تحتها تبرق عيون النساء و الشيوخ و الاطفال بشعاع الأمل المرتجى والقادم على اجنحة الخير - بإذن الله - من رحم المعاناة ولو بعد حين ، فهم يعلمون بان وعد الله حق وإن الله مع الصابرين ...!! ** لتلك المرأة الأمة التي اعدت أبناءها لمدرسة الحياة الفاضلة اعداداً طيباً ، و زودتهم بحب الآخرين وأجبرتهم - بدروسها النظرية و العملية - على النظر بعين الرحمة والحب لمن يتخذ الثرى حالا عفيفا ومقاما متعففا ، والتحديق لمن في الثريا قيماً واخلاقا وطموحا من غير غل أو حسد .. إليها وهي تنزع من قلوبنا في بواكير الصبا الخوف في حضرة الصدق أوالصمت في مقام الجهر بالحق .. إليها وهى تفتح ل ..كرار ، فاطمة و الطاهر نوافذَ عمل وعلم وأدب في بواكير حياتهم يطلون منها على حياة الناس بما يرونه خيرا لبلدهم وأهلهم ، بالتوفيق من الله أو باجر الإجتهاد وصدق النوايا ..إليها كل قول كريم وفعل حميد وطاعة فيها طاعة رب العالمين...!! ** إليك ..أمي ، حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وعودا حميدا و كل أمانى العيد السعيد .. تصلك بإذن الله من قلب يحملك وساما زاهيا مدى الحياة ، تصلك حيث أنت في رحاب بيت الله وروضة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع ضيوف الرحمن تدمعون وتبتهلون ..سائلين الله القبول والثواب .. اليك ولكل أمهات بلادي ، وهن يستقبلن فرح العيد و في الخواطر بعض المحطات .. لكل أم فقدت ابناً ، زوجاً ، أو اخاً ذهب إلى العلياء شهيداً في سبيل عقيدته وتراب وطنه ، لها كل الحب وكل عام وهى بخير .. لكل أم فرض عليها قدر السماء - حينا من الزمان - تحمل صعاب الحياة و ضنكها بإرادة صلدة و صبر لا يئن ، لها كل الحب وكل عام وهى بخير .. ولكل أم ودعت ابنها إلي حيث رزقه في ديار الغربة وتنتظر مقدمه سالما غانما بإذن الله ، لها كل الحب وكل عام وهى بخير ..ولكل « أم » تعد ابناً او ابنة للمستقبل بعدة العلم النافع وعتاد القيم الفاضلة ، لها كل الحب وكل عام وهى بخير .. إليهن جميعا صادق الدعاء ثم الرجاء بالعفو والعافية ، لنحظى بظل وريف تحت أقدامهن يوم لا ظل إلا ظلال الرحمن ..وكل عام وكل أم وأب وابن بألف خير .... .!!
http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=59229
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
والسَنابلُ تنحني! (1) والسنابلُ تنحني تغَشى عواصفُها الجباهُ فتسترد العافية! ما عاَد سرجُ الليلِ ينسجهُ الطُغاة بغدرهم ماَ عاد خِزْي سيوفهم يجُلي الدماءَ القانية!
(2) لا السيفُ يفجعُنا ولا صَهيل خيولهم كُنَا وماِ زلَنا نُبللُُُ شوقَنا بالرَملِ بالأحزانِ نشعلُ في مراكبهم ملاَحمَ ثَورةٍ تحَكي السنين الضارية!
(3) الظلمُ في ليِل البلاَدِ يذوبُ تِرياقاً يَفرُ جحيمُه بَراً وبحرًا! يصطلي الياقوتُ والمرُجَانُ، والسفنُ المليئة بالبشائرِ َتختفي عن ناظرينا!
والصباَيا يشرئبُ الحزنُ والآهاتُ والأشجانُ تنُسَّج في المُقَلْ ترنو إلى البحِر الخرُافي الممدَّد والسفُن! ما عاَد ليلُكِ يا بلادُ نوافذاً ومداخلاً وسرادقاً ها نحَنُ بالإنقاذ والإفلاسِ نغَتالُ العواطَف خُلْسَة وسوانحا!
(4) وحين أغلقتْ الصبَايا بالعويِل وبالجريدِ نوافذ الطاغوتِ والسلطانْ ماتَ الشهيدُ بطَلقةٍ ثَكُلى تولولُ والشواهدُ والقبورُ، تساَرعتْ تصطف في وجه المكان ! أختفينا...، وإختفى الدربُ الرماَديُ المضيءْ وشقائقُ النعُمان ذابَتْ في اللَّجين! بقَر الجنودُ بطوَنهَم نادوا الجميع تصايحوا: هيا نزيل الحُبَ والغُفران عن أرضِ الوطنَ!
(5) وأنا حزينُُ حُزنَ قنديلي وليلي وجفوني! أَنسجُ الوحَدةَ منديلاً رمادياً ثم أغفو وأُصيح إنكم تغتالون قلبي وعيوني تسرقون الكُحلَ من عين حبيبي تسرقون الكُحلَ من عين حبيبي!
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
كاَن عُرسُها مُصَادفَة!
جَدَتي وكَلُبُها يعُاقران نشوَة الفضّيلة! حيَن كانتْ جِدَتي تغالبُ الدموع تنزوي تُسابقُ التأريخ ترتوي بخََمرةِ الحقَيقة، كاَن عُرسُها مصادفة بجذعِ نَخلٍة عتيقةٍ مُهَفهفَة!
وحينذَّاك باركَ الآلهُ جدَتي وعرُسها وصحن دارها وناَمتْ القبيلة وناَم حارسُ القبيلة!
فأرتوتْ من نيِلنا وأقسَّمتْ بمريمِ العذرَاءِ والصليبِ قائَلة: "مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو"
"******** فأنثَنى الصليبُ واجفاً من جَدتي وكَلبهُا وأرعَد السحابُ والسَماءُ أبرقتْ وأرتوَى الغَديُر بالمطر!
أواَّه جَدتي أتقُسِمين بالصليبِ والمسيحِ والمطرِ؟ اتمسَحين عار رَبعْنا ام دمعنا الذي إِنهمر؟!
أواَّه جَدتي أتعلمينَ ما بِنا؟ أطفالنُا، لحِافهُم مُضَّرجة عيونهُم في الدمِع والدموعِ ساَجدة!
أواَّه جدَتي لا تسألينِني عن قامتي الرزَينة فالقوم سائرونْ، ونحن سائرونَ مثلَهم! سنسَرِعُ الخُطى، كمثلِهم نُغالبُ الأسى، كمثلِهم في ثورةٍ، لا تعرفُ السَكينة!
فنخلطْ الترُابَ بالحصَى ونَلعقُ الحصَى ونَلعقُ الضغَيّنة! أواَّه جَدتي ما أقبح الضَغّينة! أواَّه جدتي ما أقبح الضَغيّنة!!
"******** مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو *
مريمقو هي "مريم العذراء" وهي عبارات كانت تقال عندما يولد طفل في القرى النوبية والجدير بالذكر ان النسوة حتى وقت قريب كن يرسمن الصليب في أربعينية الطفل!
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
صهوة العمر الشقي
في ليلِ القَمَرْ وفوقَ صَهوة العُمر الشقي يسُافرُ القلبُ الذي ما انَفَك مصلَوباً على الدَمعِ العِصًي!
ياَ منْ تحُركِّه الرياَحُ الهُوجُ هوناً مِثل عصفورٍ صغَير. ليلي وليلُكِ أُقْحوانْ بدَرْي وبدرُكِ أُرْجوانْ بدَرْي يطُالُع نجَمةَ السَعدِ الوريف حُبي وحبْكِ مثَلُ غيثٍ دافقٍ مِثلُ الخريف! "الآنَ" مثلَ الأمِسِ ضُمْيِني خذُيني في خشوعٍ بصفاء ثمُ ألجْم أحْرفُي الملتاعةُ الثكَلَي بأسراَرِ اللقاء! ولكِ التفردُ حيَن تُنْصَبُ قامتي بعد ألتواء! أو دعَيني هذَه الليلةَ درويشاً، يغُازلُ فجَره وَيشدُ أوتَار السماءْ!
ياَ مَنْ تساَرعَ عمُره المشدودُ من عَصب الرياح السَابلة! ياَ مَنْ تدثَّر بالفضاءاَتِ الرحيبةَِ والأماني الغابَرة! يا من تداَرك وقعْ أقدام الأماني الثَاكلَِة!
الفتنةُ السمراءُ تأخَذُ من تلابيبي العنيَدةَ، ثم تَفضحُني حكَايا الأُغنياتْ! الرَغبةُ الهَوجاءُ تحَصْدُ في شَراييني المدَيدةِ، ثم تجلسُ في جبيني الأُمنيات!
خدُُ أسيلْ والخدودُ الناعماتُ أخَذَنْ مني كُلَ اشعَارِى الحزينةِ، بعَضُ قلبي، و"الأماني المُسْرجات"!
عندما كنتُ صغيراً مُترْعاً بالدهَشةِ الأولى و َمأخوذاً بسِحر الأندِهَاش! كنتُ أغَرقُ في صباَحاتي البريئةِ أزرعْ الأفراحَ في الأرضِ اليبَاب!
لكنني ما كنَتُ أُدْركُ، كيفَ يغدو الحبُ مثَل البرَقِ يُجلِّي بعَضَ أحزاَنِ السحَّابْ ماَ كنتُ أدَركْ كَيفَ ينبوعُُ من الأحلامِ يَسْرِج خَيله فوقَ الضَبابْ!
الخرطوم فبراير 2007
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
قائد الجنود والفيالق الحزينة!
...وذاتَ ليلةٍ مددتُُ بالبصر... من شرفة مُطِلة على المدينة! مدينتي، صامتةُُ وديعة. يلِفهُا الظلاُم والسَكيِنة!
ويا لهولِ ما رأيتُ في مدينتي. رأيتُ قائَدَ الجنودِ والفيالِق الحزيَنة يُساق من أرجله. والقومُ صائحون! أكادُ لا أمدُ بالبصرِ من هَولِ ما رأيتْ والقومُ صائحون! بالعقلِ بالجنونِ سائرون.. في الغي والنبيذ والشِواء ساَدرون.. وخَطْوهم موقعُُ مُنّغمُُ مُضَّرجُُ مُسَرَّجُُ تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ
كمثِلهم غدوتُ في مدينتي أصافَح الظَلامَ والمجون. كمثلِهم يا أخوتي غدوتُ كالجنون!
وقائدُ الجنودِ والفياَلقِ الحزينة يمدُ راحتيه. ويبصقُ الشهودُ والمكان في كتفيه! وكُلنا على هواه: نشتاق للثمنْ ويبطىء الزمن ونحن قادمون!
أليِكِ يا متاَجرَ اللآلىء الثمينة. أليكِ يا شوارعَ المدينةِ الحزينة.. أليِك سائرون.. وخَطْونا موقعُُ مُنّغمُُ مُضَّرجُُ مُسَرَّجُُ
تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ
وحين صاَح قائدُ الجنودِ في المدينة: تصافَحَ الشهودُ والأطفال والجنودُ بُغْتةً. وساَر جمَعهُم يسَيرُ في مواكبٍ حزينة!
كمثِلهم غدوتُ ساَئراً سجيناً! وجثتي.... تتبعني.. وحيثما أنخَتُ راحتي، أشاهدُ الظَلام والجنود والغنيمة! وكلناُ يُساَرعُ الخُطَى.. ونَحنُ سُائرون، عيونُنا تجوسُ في الفضاءِ مُدبْرة!
وحين داَر قائد اُلجنود دورتين تغير المكان والزمانُ. تصافحَ الجنودُ والشيطاُن! وحينذاَك أدركَ الجميعُ هولَ ما رأيت. تسارعتْ أقدامُهم تُسابق الرياَح للسفينة لنأخذَ الثَمنْ. ويبطىءُ الزمنْ. يسودهُ الوهنْ والخوفُ والضغينة!
وحيَنَ مدَّ قائدُ الجنودِ راحتَيه: ليبصَق الشهودُ والأطفالُ في كتفيه، فررتُ مسرعاً وجثتي تتبَعني تتبعني كذلك السهولُ والبقاعُ، والهوامُ والدوابُ، والخيلُ المسوَّمةُ السمَينة! لكنني.. لكنني لا أعَرف المدينة تغَيرت معالمُ الطريقِ والمدينة! أدركتُ هَا هُنا بأنني من أُمٍة حزينة لأنني خسرتُ كُلَ شىء فقدتُ جثتي وضَاعتْ الغنيمة وضَاعتْ الغنيمة!
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» صوت قدومُك مِثل حفَيفْ الريح
قادمُُ أنتَ إلينا عبَر أزمنةٍ، تتوَضأ بمَاِء البخور ويُجلّى صدَاها بلونِ الحنْظل البري! وعيونُ شرفاتنا تتهاَدى إليك تفَتحُ نُهديَها وتموجُ لقدومِك الميمون ترقصُ على حافِة الموت البطىء!
وأنت قادمُُ إلينا، تبدَو كظلِال الرؤىَ البنفسجَية كالتمرةِ المعتقَّة البلدية! ومنذُ أزمنةٍ غابرة، تبدو لناظرينا
كفارسٍ بدوي يعَتلي، فرسَة مُسَّرجةً بدوية!
وصوتُ قدومك مثْل حفَيف الريح! وآهٍ من شرفاتِ مدينتنا العتيقة حين تمد أذْرعها إليك تبدو شحيحة. تبدو كأشجارِ العتمورِ أوراقُها تنمَو وتنمَو وتسَقط متهالكة!
كأغنياتِ الطفولة، يبدو قدومُك فنملأ عيون جداولنا منكَ بالصباحِ الجميل وتغني الصبايا لك أغنيات الرحيل!
والأناشيدُ تُرتَّل بأريجِ خُطى القادم إلينا عبَر أزمنةٍ، تتوضأُ بماءِ البخور ويجلَّى صداها بلونٍ الحنظل البري!
ودمدني سبتمبر 1988
* في نهاية صيف 1988، قدم ألينا الأستاذ محمد وردي لقضاء بعض الوقت بالاستراحة المخصصة للقضاة بمدينة ودمدني . فعقدت العزم أن أحييه بسلامة وصوله شعرا، فولدت هذه القصيدة - !«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
أحلام الصوفية
كالوَردةِ قلبُ حبيبكَ ينمو يذَبلُ حيَن تموَت الأشياءُ الضاحكةُ المنسية! تالله الحزنُ الجاثمُ في قلبِ حبيبي يخفقُ حيناً للفرحِ القادم يمازح دوماً اشجارَ العتمورِ المسجية!
صحراءُُ قلبُ حبيَبكُ حين يمَدُ الغيثُ جناحيه تورقُ أشجاري، تثمرُ أشعاري، عنباً صيفية!
ويعيش القلبُ الآن أسيَر الجدب ذليلَ الطرفِ يُطارد أوهاماً وظنوناً مخفية
والعمرُ الشبقُ العامرُ بالضجةِ ذبُلَ العمرُ سراباً ذابَ الأملُ غريباً منسياً! والقلبُ الجاثم في صدرِ حبيبي لا يعرفُ قلبي لا يُدركُ أحلام الصوفية!
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
أحلام الصوفية
كالوَردةِ قلبُ حبيبكَ ينمو يذَبلُ حيَن تموَت الأشياءُ الضاحكةُ المنسية! تالله الحزنُ الجاثمُ في قلبِ حبيبي يخفقُ حيناً للفرحِ القادم يمازح دوماً اشجارَ العتمورِ المسجية!
صحراءُُ قلبُ حبيَبكُ حين يمَدُ الغيثُ جناحيه تورقُ أشجاري، تثمرُ أشعاري، عنباً صيفية!
ويعيش القلبُ الآن أسيَر الجدب ذليلَ الطرفِ يُطارد أوهاماً وظنوناً مخفية
والعمرُ الشبقُ العامرُ بالضجةِ ذبُلَ العمرُ سراباً ذابَ الأملُ غريباً منسياً! والقلبُ الجاثم في صدرِ حبيبي لا يعرفُ قلبي لا يُدركُ أحلام الصوفية!
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: مؤيد شريف)
|
حول ملحمة زمراوي الجديدة دراسة بنيوية بقلم سيف الدين عيسى مختار*
توضأ في شلالات نياجرا، فأوحى له خريرها أن يخلص النية ويصيخ بأذنيه ويحدق بعينيه عله يرى أمواج النيل تنداح ما بين كرمة وجزيرة بدين، لكن المياه تشكلت أمامه شاشة بلورية عملاقة يخرج منها طهراقا وبيده نبيذ نوبي، وعثمان دقنة متكئا على الدفوفة وعلى سيفه بقايا من كرري، وحكماء النوبة يوقعون اتفاقية سلام مع المسلمين (البقط) ، والشيخ زمراوي منهمكا مع حاشية الجزيري في الفقه المالكي، والدرويش في حلقات الذكر ينادي (شيخ منور ولدك على ، ويا شيخ زمراوي الولي) والنوبي لقمان يخير ما بين النبوة والحكمة فيختار الحكمة، حتى إذا استغرقت الدهشة مولانا القاضي عبد الاله زمراوي وأخذت منه اللباب، خلع سترة القاضي وسار أمام الجميع في موكب احتفالي عبر ملحمته الجديدة للوطن:
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ. كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
عبد الاله زمراوي ، الطالب المتفوق أكاديميا، حين جاء إلى مدينة فاس في نهاية السبعينات، كان خجولا وودودا جدا، يعشق الكلمة الجميلة لكنه يخاف إظهار ما ينظم إلى الناس. وحين أدرك أن كيل الشعر قد طفح أطلق لسجيته العنان، ثم انطلق ماردا يحطم كل القيود، ينظم الشعر ويخاف من لظى الكلمات، يصرح إذ هو يرمز ، ويرمز إذ يصرح، فإذا الوطن هو المعشوق والعشيقة معا، وإذا هو القاتل والضحية في آن واحد، وإذا هو زمراوي المحامي يحسن عرض القضية ، وإذا هو القاضي يحكم فيها، فماذا تبقى للنقاد أن يقولوا: لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ! في ملحمة زمراوي صدى أغنيات قديمة تخيم على جرس الملحمة من أولها إلى أخرها، وبقايا أمنبيات دفينة وذكريات بعيدة وأحلام كما المسافة ما بين كرمة وسواكن، أو كما الأيام بين الولادة وأعتاب الرجولة، تمتد عبر المسافة ما بين تازا ومكناسة الزيتون، أو الدفوفة التي قهرت الزمان لتبقى فوق قباب الأزمان، ثم ها هو زمراوي يستخدم مفردات ظلت ترتسم طقوسا عصية المنال في ذاكرته التي اختزنتها كمفردات لغوية دون أن يكون لها أية أصداء في الممارسة الحياتية (النبذ، العشق الصوفي، الشبق
ما ضَرَّكَ يا مولايَ إذا جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قَلْبَ حبيبْ، سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ نحو بلادٍ لا تعرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَرْقَى في الأحْزَانْ صور شتى للوطن تدفع بها الملحمة دفعا، أهم ما فيها أنها تتجاوز حدود الزمان فيختلط فيها الحاضر بالماضي والمستقبل في وحدة شعورية مستمدة من نفس قلقة متأرجحة ما بين الواقع والمتخيل، الثابت والمتحول، الحقيقة والخرافة.التاريخ والجغرافية في بسطة من القول وسعة من الخيال الجامح، ذلك لأن عشقه للوطن كان صادقا . وكأني بالشاعر الكبير مصطفى سند يشير إليه في قوله (ديوان مصطفى سند شفرة البحر الأخير، ص 29
تتوهج النيران في صدري لهب وأنا أسافر من دماك إلى دمي للموت والعشق نافذتان من جوع ومن حمى ومن ورد التعب ماذا أقول أشاكس الكلمات لا أدري فلا خيل لدي ولا ذهب وطني على رمل اتساع بصيرتي فرس وحفنة ذكريات وطني كتاب من صدى عينيك يولد في المسافة بين صوتك واحتراق الأغنيات وطني بقية كبرياء إن صادرتني النار من صوتي نقشت على حبيبات المطر لوحي القديم وأنني شيخ تألق في الدم المسفوك بين مطالع العام الجديد وبين أيام الغضب
عبد الاله زمراوي راح يعطّر قوافيه من حريق الصندل، ومن نقشة حناء على أنامل حسناوات مليط، أو من ايحاءات قصيدة العباسي (حياك مليط) ، من الذكريات المسكوبة عموديا على عتاقة نوبية مدرارة، تطل بسخاء من شاهق الدفوفة الراسخة على قباب الزمان ، ذكريات تتقاطع أفقيا مع مستويات الدهشة الموغلة في أطلس المليون ميل في تلك المساحة ما بين سواكن والجنينية، فهل تلعثمت التفعيلة في أوزانه، أم انهارت قوافيه وقد عاد وسمه جليا في مدارات الخيال الذي ظل يتجول في تخوم الكلمات المترعة بالأسى ، النابضة أبدا بالتفاؤل العريض، الكلمات التي قال عنها (لو ألقاك وحيدا تقتلني الكلمات)، عبد الاله زمراوي طيب إلى حد الدروشة، ينطبق عليه تماما قول الشاعر سيد أحمد الحاردلو: ديوان الحاردلو بكائية على بحر القلزم ص 51
كان حييا ونبيلا جدا وبسيطا وودودا جدا ومحبا جدا ذات مساء حدق في الدنيا ونظر فإذا الدنيا من أدناها تأتيه وإذا الدنيا من أقصاها تدنيه وتناغيه فرأى فيما ينظر عجبا واشتعلت عيناه من الدهشة وتداعى وانجذب
فمن مرارات يحسها في حلقه، من نار تتأجج في صدره، للفوضى وأرصفة الشوارع، لصدى مدينة فاس يلملم زمراوي شتات قاموسه الشعري ويغني للوطن على هواه، ويدخل في مدارات القصيدة/ النضال، يطلق في سماء الوطن صاعقة أغنياته، أو أغنيات صاعقته، لكن الأصوات والصور التي تتردد في ملحمته مترعة بالتفاؤل والأمل، نابضة بالحيوية والدفء،
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
ملحمة زمراوي الجديدة من بحر المضارع (فعولن فعولن) حرة القافية في أبياتها، لكنه أحكم مقاطعها الخمسة بحرف روي واحد هو حرف النون الساكن، وتشكلت صوره الشعرية المبثوثة في مقاطع الملحمة من تاريخ وجغرافية السودان، يستلهم فيها زمراوي سيرة شخصيات سودانية عريقة بكل زخمها التاريخي ويوزع مجدها على كافة مناطق السودان رامزا إلى تلك السمات العامة التي توحد هذا البلد العربي الأفريقي، أنها ملحمة تدعو إلى التفاؤل، والى عشق هذا الوطن، غنائية في معظم أجزائها، ذات جرس جميل وإيقاع داخلي ينظمها من أولها إلى أخرها، لتبقى من النصوص الجميلة غير المتقيدة بعصر معين أو إطار محصور، فهي مفتوحة على كل الحقب، تتميز بشفافية رؤاها، تدعو إلى الأمل الذي سيأتي كما قال محمد الحسن سالم حميد (قصيدة حميد قلت أندهك نشرت كاملة على موقع سودانيز أون لاين وتعتبر من أجمل ما قال حميد: بالاربل الواسوق أيدي أمشط رؤايا أسرحك بعرق شقايا أريحك فوق أنت سمحة أسمحك برهق لقايا أريحك أدهشني فيك المحتوى أجهشني كيف خاويتي بين برد الصحارى وبين هجير الاستواء وكيفن أريجك كالرؤى فاح ينتقل عكس الهوا يا بت عشان ريقة وطن تنفك كم باتت قوى ما ضاعت الأحلام سدى وآمالنا ما شالها الهواى لا بد يجمعنا الزمن ما هو اللى فرقنا واذن لابد وان طال الزمن ترحل صهاديب المحن ينبض على القلبين مكن يطيب خلانا الامكن تضحك عتاميرو البكن يخضر حشاها الانشوى ودى للرعية يعشبن تلد السعية يجي اللبن لى جملة أطفال الوطن صفر قمح .. دندح دخن بدع صمغ.. فقع قطن ودن سفن .. جابن سفن لا صرمة لا بيتة قوى ليل التجاريح وانطوى حسّن قرى .. ورقصن مدن أبنوس ونخلة سوا سوا لا بندقية تقوم سوى تحرس ضهرنا من الفتن أنا وأنت لا خوف لا حزن يملانا تاني ولا جوى مهما المحل مهما المطر ظلم الرياح حمّى الخطر تتمقّى فيك وتنبحك بتحتحت أغصانك جراح لكين محال أن تطرحك انه نفس الرجاء الذي يحمله زمراوي لهذا الوطن الذي يتغني بأمجاده، بالأنثى أم درمان أول مدينة سودانية تشرب من مياه النيل الموحد لتبقى دائما رمزا للعزة والشموخ، ثم ها هو ذا الوطن قد انطلق يحمل البشريات يبشر بالأمل الذي سوف يتحقق، والخير الذي سيتدفق بإذن الله، عندها سيكون لهمس أمواج النيل وهي تداعب (الجروف) المنتشية باللوبيا، واقعا فعليا يعيشه زمراوي كل صباح قبالة الدفوفة، لا أملا متخليا أمام شلالات نياجرا في أقصى الدنيا. ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أم درمانْ!
*من ديوان (صهوة العمر الشقي) الصادر عن دار عزًة*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الي الأم التي مات رضيعها
لفيكتور هيغو محاولة الترجمة:مؤيد شريف
آهـٍ .. كم كنتِ ستكلمين مطولاً ملاكك المسكين الصغير وهو هناك- فوق بين الملائكة حيث لا ألم ولا شيء يتبدل وكم هو عذب أن نُقدم إليها قريبا
السماء كأنها ضريح من فوق كواكب ساحرة كخيمة تفيض بالألوان كمرج أزرق من الزنابق النجوم والنجوم الأزهار
وكأنه مكان للفرح حتى أننا نجهل ما نقول ونصف وندعه دوماً يحرسنا تصحبنا ملائكتنا الصغار .. للعب والضحك والرب الكريم يحبنا
ما أعذب أن تكون قلباً يحترق كالشمعة وأن تعيش الفصول الكمال بجانب الطفل المسيح والسيدة العذراء في دارٍ من الجمال
ومن بعد..لو كنتِ كلمتيه كفاية! أيتها الأم المكلومة وهو الهش العذب لو كنتِ له في هذه الحياة العلقم ولو كان هو لكِ
بقدر ما نكون صغاراً تحوم حولنا وتحرسنا أعين الأم ومن بعد نغطِ عليها حماية تكون عند الكهولة تحتاجها من رجل يكون طفلها
لو حدثتيه كفاية!...لو فعلتِ! إرادة الله أن نبقى هنا عند السفح المرأة تدل الناس والناس يعينوها في الالام والنوازع
وفي يوم مقدر ،،، ويا للحداد يوم الفقد المحتوم يوم يغادر الكون العذب أسفا... فقد خلفتي ورائك باب القفص مشرعا ومنه غادر طائرك..
أردت أن أشركك في شعر (الملاحظة الاجتماعية) وهو نوع تميز به فيكتور هيغو ولا أقول أنك تجيده ،، بل أنت هو ذاته ....
وهناك قصائد أخرى لهيغو يمكن الرجوع لها هنا : moyed-sharif.blogspot.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
مقال للشاعر الأستاذ محمد المكي ابراهيم باحدى الصحف السودانية:
Quote: عبدالاله زمراوي ونور الدين منان صوتان في الشعر النوبي السوداني
منذ انتفاضة أبريل وطوال سنوات الديمقراطية الثالثة سيطرت على الوجدان النوبي حالة من المرح السعيد مقترناً ذلك بصعود سياسي واقتصادي للمنتمين إلى الاثنية النوبية ومصحوباً بوجود بشري متزايد في الخرطوم وخاصة في منطقة الكلاكلات، فظهر النادي النوبي كمركز اجتماعي مرموق وتألق الأستاذ محمد توفيق كسياسي مرموق والفنان محمد وردي كرمز نوبي كبير وانتشر أدب الأستاذ جمال محمد أحمد وحلقت في الأجواء روح الفكاهة النوبية التي لا تستنكف عن مداعبة الذات بخفة وذوق. ولا اعتقد أن ذلك كان فقط انعكاساً للفرح العام الذي عم السودان والسودانيين يزوال الدكتاتورية النميرية وانبثاق فجر الديمقراطية وإنما فرحاً نوبياً خاصاً له أسبابه النوبية الخاصة وربما كان على رأس دواعي ذلك الفرح أحساس النوبيين السودانيين أنهم غدوا شركاء حقيقيين في الوطن ونالوا قسطاً من نصيبهم المفروض وبشكل خاص في العاصمة بينما ظلت مواطنهم الأصلية والمستحدثة حلفا وخشم القرية تعيش ظلماً تاريخياً كان ولا يزال. ولكن مجيئ حكم الإنقاذ كان نذيراً بانتهاء تلك الحقبة السعيدة من حياة المجتمع النوبي فقد جاءت السلطة الجديدة مصحوبة بجيش من كلاب الطمع الرأسمالي الطفيلي ومثل جيش من جراد وضعوا أيديهم على كل شيء غير عابئين بحقوق الملاك الأصليين فقد نزعوا المصانع والمزارع من أصحابها ولجأوا إلى أخس الأساليب لانتزاع التوكيلات التجارية والأراضي الصناعية من أصحابها ولاشك أنهم خلال ذلك اعتدوا على حقوق تعود إلى نوبيين وبالإضافة لذلك تضرر النوبيون من ممارسات الإنقاذيين في طرد الكفاءات من الخدمة المدنية وتعيين منسوبيهم غير المؤهلين ليحتلوا مناصب لا يليقون لها ولا تليق بهم. سفراء وقضاة ومهندسون وفنيون من ذوي الأصول النوبية فقدوا مناصبهم في عصر الإنقاذ بصورة غير متناسبة مع عددية النوبيين ونسبتهم إلى مجموع السكان وذلك أولاً لكثرة المتعلمين وأرباب الكفاءات بينهم وثانياً لميولهم التقدمية المعروفة التي أحفظت عليهم عناصر اليمين والظلاميين من كل نوع. تعامل الإنقاذيون مع النوبة كمنطقة ميئوس من ولائها لهم فأهملوها إهمالاً شنيعاً وفي إطار صفقتهم مع مصر باعوا النتوء النوبي وكل قرأه وسلموه لمصر مقابل تأييدها غير الموثوق به ودون إطالة في هذه التفاصيل نسرع إلى القول بأن روحاً جديداً من الحزن العميق سيطر على الروح النوبي أتخذ بعضه مظهراً إثنياً وبعضه ظل على مجراه التاريخي متشَّحاً بأردية المعارضة الخشنة ذات الاستعداد العالي للقتال. يمثَّل هذه التيارات شاعران نوبيان سنقرأ هنا قصيدة حديثة لكل منهما والشاعران هما عبدالأله زمراوي شاعر وقاض سابق ونور الدين عبدالمنان شاعر وكاتب ساخر وسفير سابق كتب الأول قصيدة بعنوان "الملحمة" ونشرها أواخر العام الحالي فأحدثت ضجة في الأوساط الأدبية نظراً لعمقها وأتساع منظورها البانورامي. أما السفير عبد المنان فيطالعنا "بالمناحة الكوشية" التي نشرها بتاريخ 17 ديسمبر من نهايات عام 2006 وهو يوم الذكرى السابعة عشرة للأعدام الإيجازي الظالم للمأسوف على شبابه مجدي محجوب محمد أحمد ابن أخ الأستاذ جمال محمد أحمد السفير ووزير الخارجية وأول رئيس لاتحاد الكتاب السودانيين. قصيدة عبد المنان قصيدة قوية مليئة بالألم الغاضب والحنق وفيها من بلاغة الغضب ما يرتفع بها إلى ذرى تعييرية عالية ويوفق شاعرها إلى إيجاد تسمية اثنية لألمه الكوشى وهو المحرك الأول للقصيدة في أبياتها الافتتاحية: قتلوك يا والداه يا حباه كما أن نفس الإحساس الكارثي يتخلل كل نسيجها العام: قم أيها الكوشي من قلب الرماد قم زلزل الأرض الرحيبة أنها حبلى بزاد وتماسكي يا أم مجدي كلنا مجدي وحبك في ازدياد هزي جريد النخل نأتي فوق صافنة الجياد بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدي في بلادي ولكن أحزان الشاعر لا تتغلق على اثنية القتيل فداخل حزنه الخاص تنمو وتتورد أحزان بقية أنحاء السودان في تلاحم عضوي أخاّذ.
يا أيها الوطن الذي فوق الثريا والمدار يا أيها الوطن المدجج بالهوى والانبهار ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار في عهد التتار. وبلغة أكثر وضوحاً يعرب عن هيامه الكبير بالوطن أجمعه: لو جنة الخلد اليمن لا يعدل السودان وطن روض حوى من كل فن النيل والروض الأغن أنا آه من حب الوطن قد هدني .. هد البدن تلك مقاطع نبيلة عابقة بالمعاني الخليلية التي تكرس السودان – الوطن أو كما قال الشاعر سيد أحمد الحردلو جناح الفراش الذي يهم بالتحليق وتلك ملاحظة بديعة للشبه بين الخارطة السودانية وأجنحة الفراشات. وليس كثيراً على هذا الشاعر أن يملأ قلبه بحب التراب السوداني الموحد بتنوعه وجماله ولكن كلماته ترتدي أهمية خاصة في عصر الكفر والبهتان هذا حيث التفريط والانسلاخ هما ديدن الحكم وحيث يقف منظروه يبدون استعدادهم لتمزيق الوطن والاستغناء عن بعض مكوناته ليرتاحوا من عبئها على أكتافهم. لابد أن يسر المرء لهذا إذ يعني أن صعود المشاعر الجهوية والاثنية لدى النوبيين كجزئية سودانية لم يمنعهم من التوحد في الكل الذي يضم إليه كل جزئياتنا وخصوصياتنا ويصهرنا جميعاً في سياق الثقافة السودانية المشتركة. ويمكن القول بشكل عام أن القصيدة تبدأ من لحظة ذاتية محددة هي إعدام الفتى الكوشي لتصل إلى ذروة تتحد فيها كل الأحزان السودانية وباتحادها يقوى الأمل في الخلاص. يمضي الشاعر زمراوي في ملحمته على سكة مختلفة تشبه كثيراً عمل الصلاة ويمثل كل مقطع من القصيدة مزموراً أو ركعة مفردة لها موضوعها المحقق سواء كان قضية أو جهة من جهات الوطن وبعد اكتمال الركعات يختم الشاعر صلاته الخاشعة بالمزمور السابع الذي يقول فيه: يا وطني الشامخ مثل جبين الشمس إلى محرابك آتى كالدرويش بالطرقات أوذن مثل بلال أفني ذاتي في ذاتك في ذات الله حتى يتوحد عشقي في ذاتك ثم أقول رأيت نبي الله ورشفت القهوة في حضرته بعض تلك الركعات المفردة تتحدث عن ملكال وعن دارفور وبطبيعة الحال عن المنطقة النوبية وتراثها العبقري: كالسهم النوبي قبالة كرمة كنت تشع ضياء تومض برقاً وتهارقا يدعوك الليلة بنخب نبيذ نوبي بالقصر الملكي الكائن بين طلول العصر وفوق قباب الأزمان هنا يلتقي الشاعران في هيامهما بل وفخرهما بنوبيا وحضارتها الباهرة وانطلاقاً من ذلك يدغمان نوبيا في السودان الكبير. إن ذلك ما نريده بالضبط لبلادنا: أن تكون موئلاً لأقوام متنوعين يفخرون بتراثهم ويقدمونه لينضم إلى القصعة السودانية الكبيرة التي تتحلق حولها كلنا ونأكل معاً كل ما هو طيب سائغ شهي دون قهر أو إكراه. لقد حاولت مراراً أن اشرح هذه الفكرة وقلت مراراً أنني ضد القهر الثقافي ولا أرى ما يمنع من ازدهار اللغة النوبية وكتابتها والكتابة بها فذلك إضافة كبرى للحصيلة الحضارية السودانية تزيد وترفع من قدر البلاد وذكرت التجربة الأمريكية المعروفة باسم بوتقة الذوبان Melting pot وما انطوت عليه من القسوة والقهر. فقد كانت العائلات الأمريكية حديثة الهجرة تمنع أطفالها من التحدث بلغاتها الأم حتى يتفرغوا لإجادة الإنجليزية باللكنة الأمريكية. صحيح أنه لم يكن وراء ذلك القهر سلطة إدارية ولكن كانت وراءه سلطة مجتمعية. سلطة ثقافية قاهرة رفعت ما يسمى WASP فوق الجميع واضطرت الأمريكيين الألمان والإيطاليين والسويديين إلى إخفاء ذواتهم الثقافية والاندغام في تيار الممارسات المسماة أمريكية. لقد تمت صياغة أمريكا عن طريق ذلك القهر والآن وقد تحقق لهم ذلك شرعوا يتحدثون عن الحرية والاختيار وعن صحن السلاطة بديلاً لبوتقة الانصهار وحين صدقنا ذلك وطالبنا باعتماد الأسبانية والايبونيك كلغات أمريكية هزأوا بالدعوة والداعين إليها ومؤخراً قام عضو كونجرس متطرف مطالباً بأن يقوم أول مسلم ينضم لتلك المؤسسة بأداء القسم فوق الأنجيل. في بلادنا نريد صيغة متقدمة وإنسانية لقضية التلافح الاجتماعي والثقافي. نريد لكل القوميات أن تنمو وتزدهر بحرية كاملة وفي إطار الاحترام ولكن شريطة البقاء داخل جناح الفراش الهفهاف. بكلمة أخرى نريد أن تأتي كل جهوية أو اثنية بجواهرها المصقولة ليجتمع من ذلك عقد نضيد. نريد ذلك ولا تقبل بدلاً عنه طبقاً من حجارة وحصى، ولذلك أقول مرحباً بهذين الصوتين من أصوات الحضارة النوبية وهي في كل الأحوال أغلى وأجمل وأعرق جوهرة في عقد الثقافة السودانية النضيد. ونرى من مصلحة الثقافة السودانية والسودان نفسه أن يجري تقديم الحضارة النوبية في أجمل حللها وابهاها محاطة بتغني الشعراء وكل أنواع التمجيد لكونها مستحقة لذلك ولوكنها تزّين جيد سوداننا وهي في حال الصقل الباهر والتنضيد الجميل. أهلاً بمولانا عبدالاله زمراوي وأهلاً بالسفير المناضل نور الدين منان وشكراً لهما عن تشييدهما ضريح أحزاننا في زمن الحزن الواحد غير القابل للنصرف، غير القابل للاندثار.
محمد المكي إبراهيم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغنياتُ اللَّيلْ ( الديوان الذي تمت مصادرته) بدولة قطر والسودان بمنبر سودانيزأونلاين الحر! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote:
Quote:
كنت فى حضرة ديوانك قبل قليل وجدت ما ادهشنى ما تزال القصيدة لديك تمشى على (وطن) المكان ، الزمان ، الحدث كلها فى الوطن حتى حين تكون خارج الوطن (المغرب ، شلالات نياجرا) القصيدة فى مجملها لديك تتفاوت بين الخطاب المباشر والذات مرة ، العام يجد موقعه والخاص نادر الخطاب المباشر ماعاد ليلك يا بلاد نوافذا ومداخلا وسرادقا هانحن بالانقاذ والافلاس نغتال العواطف خلسة وسوانحا وفى مقطع سبق يقول والسنابل تنحنى تغشى عواصفها الحياة فتسترد العافية ما عاد سرج الليل ينسجه الطغاة بغدرهم ماعاد خزى سيوفهم يجلى الدماء القانية
وهناك لغة فى مستوى اخر تمتح من الخطاب الدينى (القران ) كمرجع لغوى والسنابل تنحنى تغشى عواصفها الحياة فهل هذا الواو هو واو القسم ؟ ام ى واو المعية لانها تحمل المعنين ثم هناك مفردات مثل (حين اتاك الليل ) او هل اتاك .... الخ ثم ان الشاعر ايضالا ينفلت من الاسر القرانى انظر الى مقطعه هذا وهو يكتب ايقاعاشعريا يجعلك تلهث خلف الايقاع المتدفق من (النوبة ) ورقصتها المحببة والجسد يتمايل كما تتمايل الروح فى هذه الابيات
حين اتاك الليل بناحية العتمور زحف النيل وسار الجمع وسرنا نحوك تسبقنا الخطوات وبليل يخفى اسرار تحت خدود النجمات
المكان لدى زمراوى يفاجئك المكان بتعدده بدءا من الشاعر نفسه وتنقلاته بين المدن والبلاد من اقصى المغرب الى الولايات المتحدة الى مدن فى السودان ثم تجد تلك الخاصية متنقلة بين الكلمات فى القصيدة الكبيرة ( ملحمة الوطن ) تجد الشاعر عارفا ببواطن وخصائص امكنته ليستدعيها فى انسياب والزمان مناسبة ليتدثر به فى مغالبة الشعر الذى يسوقه الى اماد بعيدة منذ (لقمان الحكيم ) والمكان يتحرك بلا تحديد من الخرطوم الى امدرمان ، النوبة ، القصر الملكى ، قباب الازمان ، سواكن توتيل ، مليط ، تركاكا، حلفا ، لتنتهى تلك الامكنة بالوطن فى كليته يا وطنى الشامخ مثل جبين الشمس شكرا لك يا زمراوى ايها الشاعر المسكون بالوطن ليسكنك ابدا ولتسكنه ابدا لك محبتى
سلمى الشيخ سلامة |
| |
|
|
|
|
|
|
|