|
موقعة اليونسكو والشراكة الحضارية.. (قراءة بعيون نوبية - التعليق والإضافة من عندى)
|
الأهــرام 25 يونيو 2009
موقعة اليونسكو والشراكة الحضارية بقلم: د. حسن السعدي كلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية
تمثل قضية انتخاب المدير العام لليونسكو هما ثقافيا دوليا تتحكم فيه التوجهات السياسية اتساقا مع مفردات العولمة والسيادة أحادية القطب, الأمر الذي خرج به عن الهدف السامي الرئيسي منذ إعلان قيام المنظمة في نوفمبر عام1945. ولمن لا يعرف فالمبتدأ جاء بمبادرة من وزراء التعليم بالدول التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية رغبة منهم في توحيد التوجيهات الفكرية للتعليم أملا في بناء أجيال تنزع للسلام ولرقي الإنسانية, إيمانا منهما أولا بأن الكل خاسر في معارك الجيوش وثانيا أن التعليم كأساس للبنية الثقافية هو الضامن الحقيقي لوجود عالم يعلي من قيم الإنسانية ويثمن الإبداع بعيدا عن الانتماء القومي أو الأيديولوجي الضيق.
بيد أن الأمر لم يكن علي هذه الدرجة من التجرد والسمو لاسيما أن المحك الحقيقي قد أسفر عن وجهه في فرض توجهات بعينها والتي كان أكثرها سفورا مسألة اختيار الأمين العام للمنظمة, اعتمادا علي الدعم المادي المقدم من بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان الذي كاد يغطي في بعض الأحايين نصف الميزانية, أو التكتلات الدولية التي تري في فرض مرشحيها نوعا من الهيمنة التي تعكس ثقلها في المجتمع الدولي. وبين هذا وذاك خفت الهدف الحقيقي للمنظمة التي كان حريا بالمهيمنين عليها أن يجعلوا مفهوم الشراكة الحضارية أساسا للاحتكام في الخيارات انطلاقا من إعلاء بل ضمان إحياء الهدف الذي تأسست المنظمة من أجله.
والواقع فإن المجتمع الدولي إذا كان قد اعتمد الشراكة اسلوبا في الكيانات الاقتصادية تعظيما لأدائها وتأكيدا لإتاحة مساحة الشراكة بقدر حجم الإسهام, فما الضير في أن يكون لذات المفهوم طرحه المقبول في مجال الثقافة الانسانية أملا في تعظيم قيمة انتسابها للبشرية جمعاء. وهو الأمر الذي من شأنه إتاحة الفرصة للدول ذات العطاء الحضاري في تاريخ الإنسانية أن تستدعي مفردات تراثها بقدر ما قدمت للبشرية من عطاء حضاري لاتزال مظاهرة شاخصة للعيان.
إن مصر عندما تتقدم إلي هذه المعركة لاتستند علي أشخاص فحسب قدر استنادها علي مدي إسهامها في العطاء الحضاري الإنساني, والذي تمثل آثاره عبر العصور أوراق اعتماد لمرشحها في هذا النزال غير المتكافيء في ضوء معطيات الحاضر. بيد أن علي مصر أيضا وهي تطالب بحق مشروع لها في قيادة مسيرة العالم الحضارية أن تؤكد ما قدمته من تفاعل أيضا مع مفردات العالم المعاصر مثل قضايا السلام وقبول الآخر والمرأة وحقوق الانسان والتجارة في البشر( نخاسة العصر الحديث) والإرهاب وغيرها الكثير من القضايا التي لن تحل سوي بأصوات العقول وليس بدقات طبول الحرب.
هذا علي مستوي الحاضر, أما علي مستوي الماضي فينبغي أن يتم توظيف جميع قدراتنا التراثية بحرفية يستشعر معها العالم أهمية أن يتولي الشأن الثقافي الدولي من يرتكز علي أساس مكين, يمكن أن يتيح له انتماؤه القومي وإنجازاته الفعلية وعلاقاته الدولية فضلا عن إمكاناته الشخصية القدرة علي تعظيم منظور توحد العالم إنسانيا, استنادا علي التاريخ والحضارة الإنسانية بعامة بذات قدر استناده علي معطيات السياسة الدولية المعاصرة. وهو ما وعيه تماما المرشح المصري في توازن بالغ الدلالة عجل باستهدافه داخليا وخارجيا, وهو ماقد نتفهمه بالنسبة للثانية بقدر تعجبنا منه بالنسبة للأولي.
إن القضية فيما نري لاتقتصر علي مجرد الدفع بمرشح مصري أملا في التمثيل المشرف!! بيد أن الأمر يتعداه إلي مجابهة التحدي إيمانا بقدرتنا علي توظيف إمكاناتنا واستثمار مردودها وهو ليس بالقليل, في مجال لايزال العالم وسيظل يقر لنا فيه بالريادة من عصر ماقبل الوحدة علي يد مينا وحتي عصر مابعد نوبل محفوظ. وهي مسيرة تجعل نصيب مصر في الشراكة الحضارية للعالم الأكثر اسهاما, ويبقي فقط علي الوريث الأوفر حظا والأحق منا دعما أن يؤكد قدرتنا في إنماء ميراثنا لحساب الإنسانية جمعاء بدلا من تبديد بعضنا له سفاهة حتي لايأتي علينا زمن نتعرض فيه للحجر الإنساني من المجتمع الدولي بدلا من التسليم بما هو حق لنا, وهو تحد لو تعلمون عظيم. ====== التعليق من عندى: النوبيون ضحايا حكومات مصر والسودان وترؤس مصر لليونسكو تمكين لها للقضاء على ما تبقى من النوبة.. ومصر (الحكومة وليس الشعب) التى تحتل مثلث حلايب وابتلعت مثلث فرص وتتعامل مع السودان بتعال وتهتبل فرص الحكومات العسكرية لتفرض اتفاقاتها الظالمة على السودان غير جديرة بتولى رئاسة اليونسكو المنظمة التى تعلى من شأن الحضارات والثقافات واللغات...
|
|
|
|
|
|