دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد
|
ديباجة: "زالنجي مدينة التمرد الأولى . . . دا كلام الحكومة " هكذا مرة واحدة (بردلب) صعقني جاري في البص المتجه من نيالا إلى زالنجي. رجل في الثلاثينيات من عمره، ملتحي، تبدو عليه آثار العلم والثقافة الجامعية. أتانا مضافا إلى الركاب بعد أن غادر البص مدينة نيالا وعند وقوفه في أول نقطة تفتيش في دوماية. كان الرجل كثير الثرثرة أو ربما ظننت ذلك بسبب غيابي الطويل عن البلاد. . . لم يترك شيئا إلا ولامسه حتى ولو على عجل خاصة القضايا السياسة وما وصفه بفساد المؤتمر الوطني وشراء الذمم أو بيعها فالتعبيران لا يختلفان كثيرا في تداولهما عند أهل دار فور. حاول الرجل في أكثر من مرة كسر جدار الصمت الذي ضربته على نفسي.. . . قال أنه يعمل في الخرطوم. . . وأنه ذاهب إلى وادي صالح لتقبل العزاء في وفاة والده المساعد في قوات الشرطة الذي لقي مصرعه برصاصة في منزله. . . أعرب لي عن نيته في بيع ممتلكات والده في زالنجي ووادي صالح والرحيل إلى الخرطوم. لم يفت عليه أن يذكرني بأنه ليس من أهل دار فور وأنه كان مرتاح البال طيلة فترة تواجده خارج دار فور. . . أشار إلى أنه ما أن وطأت قدماه هذه الأرض أي دار فور وها هي المشاكل كما أرى . . . في تلميح فطن إلى التخلف الذي يعيشه الناس وإشارة مبطنة إلى الخلافات الدائرة بين ركاب البص في أمور تافه لا تعدو خلاف في مقعد ورجل لم يسلمه الكمساري تذكرة المغادرة. لم يصمت الرجل لحظة إلا عندما تفاجئه نوبات نوم خفيف أو موج غبار كثيف عفّره البص الذي كان يتحاشى السير في الطريق المسفلت الذي صار حفرا وخيرانا. آثرت الاستماع بدلا عن الحديث طيلة الرحلة. . . لكن لم يفت عليّ أن أواسي الرجل وأعزيه في عجالة في فقده ووالده الذي رحل برصاصة أردته قتيلا . . . لم أستفسر عن خلفيات الوفاة والرصاصة. . . فضلا عن ذلك لم استفسر عن فساد المؤتمر الوطني . . أو عن دواعي تصنيف الحكومة لمدينة زالنجي دون باقي المدن بمدينة التمرد الأولي . . لأنني كنت مهموما بتحقيق هدف رحلتي المفاجئة لرؤية والدي (أطال الله في عمره) الذي بلغني بأنه طريح فراش مرض قد لا يسعفني الزمن في مجاورته في لحظاته الأخيرة في هذه الدنيا الفانية، علاوة على ذلك كنت أتجنب الخوض في أي حديث يثير اهتمام الفضوليين من متلقيي الحجج ومثيري المشاكل مما يجر علي وبالا يثنيني عن هدفي الأساسي. ************* سأسرد هنا كل ما رأيت وشهدت في رحلتي وتحديدا ما رأيته في جنوب وغرب دار فور من نيالا حتى زالنجي أو زلنقي كما تسميها قبيلة الفور. لا استطيع أن اجزم باختصار الحديث خوفا من إضاعة تفاصيل قد تكون مخلة أو مفيدة للبعض واعتذر عن التطويل ذلك لاعتقادي بأن في التطويل كلل القلوب والقلوب إذا كلت ماتت.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
بدأ ذي بدء: "وإرجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين" صدق الله العظيم الآية 81 من سورة يوسف هذا ما رأيت بين نيالا وكاس وزالنجي: طريق نيالا كاس زالنجي أشرفت شركة ألمانية على تخطيطه وتشيده في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. . . . تفنن الألمان بمشاركة عمالة سوادانية محلية فيه بعد أن شقوا الجبال والسهول والوديان الواقعة بين المدن الثلاث (نيالا – كاس – زالنجي). . .أذكر أن ذلك كان في عهد حاكم دار فور الأسبق السيد أحمد إبراهيم دريج وحكومة الرئيس الراحل النميري. هذا الطريق كان يحمل راكبه فوق تحفة طبيعية رائعة بين خضرة وطيبة إنسان متجسدة في محطاته المشيدة على جنبات الطريق بدأ من بلبل وكاس ومرورا بخضرة جبل مرة عند قلول ونيرتتي حتى زالنجي . . . فضلا عن ذلك كان الطريق شريانا رابطا بين المناطق الثلاث والمناطق المجاورة لها، اختصر عنتا ورهقا سابقا عندما كانت الرحلة تستغرق بين ثلاث أو أربعة أيام بسبب كثرة الخيران والوديان. طريق نيالا كاس زالنجي أيها السادة عشش فيه البؤس والخراب اليوم. . . الأسباب متعددة . . . منها فعل الطبيعة في غياب الصيانة الدورية. . . إلا أن الظن يأخذني في بعض الأحيان بأن التخريب ربما كان متعمدا ومنظما بفعل فاعل لأهداف محددة لان درجات خرابه متفاوتة بتفاوت النوع والمكان. فمثلا، من نيالا حتى كاس تستطيع السيارات العابرة تحاشي حفر الطريق دون الخروج عن مساره الرئيسي الذي يفصله على بعد كل كيلو متر- كيلو مترين نقطة تفتيش نصبتها القوات المسلحة. تخيل مقدار الزمن المهدر بين كل كيلو متر وكيلو مترين والإرهاق الذهني والنفسي الذي يعانيه المسافرين بسبب ذلك. أما المسافة بين ما بعد مدينة كاس بعدة كيلو مترات قد لا تعدو الثلاث أو الأربعة وحتى البيضة القريبة من مدينة زالنجي مرورا بنيرتي ففيه العجب العجاب. 1) الطريق مخرب بطريقة مدهشة، غالبا ما تتحاشى السيارات السير فيه وتفضل السير بمحاذاته. 2) هناك نقاط تفتيش لما سماه ركاب البص بالباشاوات. وهم بالطبع لا علاقة لهم بالقوات المسلحة السودانية. مسلحون بمختلف أنواع الأسلحة، يرتدون الكاكي أو الملابس البلدية من عراقي وسروال أو بنطلون. يلاحظ في بعض الأحيان وقوف سيارات لاندكروزر لا تحمل أرقاما بالقرب منهم أو بعيدا عنهم في خيمة منصوبة. لاحظت في بعض الأحيان كذلك وجود أغنام أو أبقار ترعى بجوارهم. كانوا غالبا ما يسدون الطريق بجذع شجر. لا يتقدمون إلى سائق البص أو السيارة، بل بدلا عن ذلك يتقدم إليهم الكمساري مسرعا وفي يده مبلغا من المال ليساومهم في السماح للبص بالمرور. مبلغ المساومة غالبا ما يتراوح بين 5-10 جنيهات. إذا حاول سائق البص المرور دون دفع هذا المبلغ الرمزي قد تكون العاقبة وخيمة ربما كان ذلك سببا في تعرض السيارة بكاملها لنهب مسلح بعد مغادرتها لنقطة التوقيف القسرية وربما تسبب ذلك في إهدار بعض الأرواح. 3) غياب شبكة الاتصال في هذه المنطقة. 4) ينتابني شعور قوي بأن الحكومة قد سلمت أمن وإدارة هذه المنطقة للسادة الباشوات رغم أني شاهدت مصفحات ودبابات في حامية مدينة نرتتي. وإذا لم يكن ذلك كذلك فكيف نفسر وجود نقاط تفتيش تقود إدارتها القوات المسلحة السودانية من نيالا حتى كاس، بينما نجد نقاط للجباية يديرها الباشوات في المناطق الواقعة بين ما بعد كاس وحتى البيضة وهي المناطق التي يمكن نطلق عليها مناطق جبل مرة.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
قصتي مع الأمن: ربما تساءل البعض عن رجال الأمن أو (الجستابو) كما يحلو لي أن أسميهم وكيف تعاملوا معي. لا أخفي أنه ساورتني بعض المخاوف قبل مغادرتي طوكيو لاسيما وأن أهلي كانوا لا يفضلون فكرة سفري أصلا، ورغم أني حزمت أمري وتوكلت، استشرت بعض الأخوة من الذين طمأنوني بعدم مساءلتي أو التعرض لي من رجال الأمن ذلك لظنهم أن ما أكتب لا يرتقي إلى درجات المساءلة. . . وقد سارت الأمور بخير عند دخولي مطار الخرطوم حتى مغادرتي إلى نيالا. فيما نصحني بعض الأخوة في الخرطوم بمراجعة مكاتب الأمن بعد وصول زالنجي لشرح الهدف من زيارتي حتى أتجنب المشاكل والمساءلات اللاحقة خاصة بعد غيابي الطويل من البلاد. رغم أن الفكرة تبدو ناشذة في مضمونها إذ لا تتسق أو تتوافق مع مبادئ حقوق المواطنة وحرية التنقل، راقت لي لسببين . . أولهما كنت أتحاشى إضاعة أو إهدار أي وقت في إسفاف قد يشغلني عن الهدف الأساسي من زيارتي وهو الوقوف بجانب والدي المريض إضافة إلى الوقوف على حالة الأسرة بعد هذا الغياب الطويل. والسبب الثاني هو اجتهادي على تجنب أي وضع يجعل أسرتي في حالة خوف وهلع بدلا من الفرحة بعودتي. وكنت دائما ما استذكر إصرار أهلي على عدم سفري إلى السودان بسبب خوفهم وظنهم باستهدافي لاسيما وأنهم مروا قبل شهور بتجربة مشابهة لأبن خال لي أكمل لتوه المرحلة الثانوية وعاد من الخرطوم، وعند نقطة التفتيش عثر رجال الأمن على صورة جمعت عبد الواحد وميناوي مدسوسة في أحد كتبه، فكان ذلك كفيلا بحبسه شهرا كاملا. عموما حزمت أمري على مراجعة مكتب الأمن ولكني كنت مترددا بين أن يكون ذلك بعد وصولي مباشرة وقبل الذهاب إلى منزلنا أو بعد الذهاب. ولكن عند نقطة تفتيش دوماية بعد الخروج من نيالا قطعت جهيزة قول كل خطيب. اكتشف رجل الأمن عند تفتيش حقيبتي وبعد الاستفسار عن أوراقي الثبوتية أنني قادم من اليابان وعندها ابتسم الرجل ابتسامة بدت ماكرة وقال للذي معه (مشكلات). وفحص الجواز وقلّبه وناوله للذي يعلوه رتبه حتى بلغوا أكبرهم. وقبل أن يسألني رجل الأمن بادرت بالحديث من عندي شارحا هدف زيارتي مضيفا بأن لي فترة زمنية محددة وأني كنت أنوى أن ازور مكتبهم في زالنجي لأشرح لهم ذلك حتى أتجنب متابعتهم وإدخال أسرتي في حالة فزع وخلافه. وقد كان الرجل كريما أو كان يبدو كذلك وقال لي أن فكرتي صائبة لأنها ستجنبني مشاكل كثيرة خاصة وأنهم مشغولون هذه الأيام بالمنظمات الأجنبية. وقدومي من اليابان قد يثير تساؤلات أمنية وأشار إلى بضرورة مراجعة المكتب حال وصولي زالنجي وإذا لم أفعل ستكون حريتي في خطر. وأمرني بمراجعة أحد رجال الأمن بعد وصول مدينة كاس. وقد فعلت في كاس وعند وصول زالنجي وبعد توقف البص في أول محطة تفتيش خارج المدينة (2 كيلو) وإذا بأحد رجال الأمن وقبل النزول يسأل عن رقم مقعدي وأمرني بالنزول. وسلمت عليه وسردت له قصتي بالتطابق مع الرواية الأولى. كان الرجل كريما إذ احضر لي قارورة مرطبات وشاي. وتبادلت معه أطراف الحديث العام عن اليابان ثم ذهبت إلى المكتب الرئيسي لأقابل مسئول الأمن الكبير. وبعد التحقيق السريع وأخذ البيانات العامة غادرت مكتب الأمن بعد 4 ساعات تقريبا. . . . أهم ما في الأمر أنه وطيلة الفترة التي قضيتها والتي امتدت شهرا تقريبا، لم يتعرض لي رجال الأمن، رغم يقيني أني كنت متابعا من البعد، وتجنبت خلال الفترة التي قضيتها القيام بأي عمل قد يكون من شأنه أثارة الشكوك والشبهات حولي خاصة المناقشات والاجتماعات. ولكني زرت معسكر اللاجئين عدة مرات لزيارة ذوي القربى وقد كنت أبلغت رجال الأمن بذلك مسبقا.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
معسكر صنقارة للاجئين: يقع معسكر صنقارة غرب مدينة زالنجي بعد خور يفصل حي المحافظين وامتداد المكاتب الحكومية بحي الحصاحيصا على مسافة غرب جامعة زالنجي التي كانت المدرسة الأميرية المتوسطة العريقة سابقا. صنغارة معسكر عملاق. يأوي الهاربين من آثار الاستهداف من سكان القرى الواقعة غرب مدينة زالنجي على شريط وادي أزوم وأشهرها قرية كارقولا التي شهدت ميلاد حاكم دارفور الأسبق احمد إبراهيم دريج.. . لم أسأل عن خلفيات الاسم صنقارة ولكن يبدو لي أنه مشتق من كلمة (صنقر) بالدارجية الدارفورية أي جلس إلا أن في الكلمة إيحاءات ابالانتظار أو الحيرة، لأن الكلمة الدارفورية الدارجة المرادفة للجلوس هو (القعود) قعد ومنها (قعدتو) التي تطلق على الجالسين في حالة أمان كنوع من التحية. اكتظ سكان المعسكر في بيوت صغيرة حاولوا خلال السنوات التي ناهزت الأربع بنائها من الطين الأخضر رغم صغر احجامها فقط لتقيهم حر الصيف وبرد الشتاء ومطر الخريف بعد أن بُليت خيم المنظمات. الغرف صغيرة لا تسع سريرين على الأرجح في غياب أمتعة أخرى . . . وهو ما يؤكد حالة الفقر والفاقة التي وصل إليها أهلها الذين فروا من الموت الزؤام . . . ولا يملكون حاليا من قوت أو حصاد وافر يختزنونه لذا لم يفكروا كثيرا في التوسع في بنائه.. يحدثك السكان بمرارة عن كيفية فرارهم. وكيف أنهم تركوا كل ما يمتلكون من ثروات وبهائم ومحاصيل في (دبنقاتها) ومن كان تاجرا ترك (دكناه) بما فيه فرارا من الموت الجميع كان يدعو بإنزال غضب الله على عمر البشير. لاحظت وجود أسواق ومساجد ومدارس أقيمت داخل المعسكر ومخازن لمنظمات الإغاثة العالمية. سمعت عن وجود ما يسمونه ب(غونتنامو) لمن يصفونهم بالخونة ولكني لم أره ولم أسأل عن مكانه. لاحظت وجود خط مواصلات (ركشا) بين زالنجي المدينة ومعسكر صنقارة حتى الساعة التاسعة. وبعدها لا تستطيع الركشات الدخول حسب ما علمت. كما علمت أن أهل المعسكر يديرون المعسكر ليلا ويحفظون أمنه . . . وتتجنب الحكومة دخول المعسكر حتى في ساعات النهار. هناك معسكر آخر يوجد في شرق مدينة زالنجي وهو معسكر الحميدية. وهو معسكر للنازحين من القرى الواقعة شرق مدينة زالنجي. اللغة السائدة في معسكر صنقارة هو لغة الفور وهو أمر طبيعي لأن معظم قاطنيها من سكان القرى التي كان غالبتها ينتمون لقبيلة الفور . خرجت بانطباع قوي بوجود تأثير قوي لعبد الواحد الذي يلقبه أهل المعسكر ب (كوي توك) أي الولد الواحد في غياب تام لذكر دريج الذي يقطن معظم أهله في هذا المعسكر.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
زالنجي مدينة التمرد: ولماذا لا تتمرد زالنجي؟ "زالنجي مدينة التمرد" كنت أرددها في سري وأنا أجوب طرقاته وسوقه واصلي في مسجده العتيق في قلب السوق شمال المستشفي وأتساءل في كثير من الأحيان (ولماذا لا تتمرد زالنجي) والمسجد هو المسجد والمستشفى هو المستشفى وأذهب غربا فالمدرسة المتوسطة ماذا أضافوا إليها غير الاسم والترفيع أو الترقيع باسم الجامعة. والمجلس ماذا أضافوا إليه غير طلائه بالجير الأبيض واسم المعتمدية. للذين حملتهم الأقدار يوما إلى زالنجي لن يتوهوا في قلبها إلا بكثرة الغبار الذي سببه كثرة الركشات . حظ مدينة زالنجي من الطرق المسفلتة 0.0% حظ زالنجي من إمدادات المياه: يومين كل أسبوع لمدة 4 ساعات في اليوم لأحياء قلب المدينة التي يمكن تسميها عريقة. بمعني 8 ساعات من مجموع 168 ساعة في الأسبوع. حظ زالنجي من امدادت الكهرباء: الفترة المسائية فقط من الساعة الثامنة حتى الساعة الثانية عشرة للمنازل الأوفر حظا التي تأخذ إمداداتها من مولد المستشفى. حظ مستشفي زالنجي الملكي الوحيد الاكتظاظ. التغيير الذي لاحظته في مدينة زالنجي هو عدم وجود السائلين الشحاذين فيه. ظننت أن ما حدث لزالنجي وأطرافها وقراها كان كفيلا بتغذية المدينة بجيش من الشحاذين. ولكن وللحق لم أرهم والحمد لله. التغيير الآخر هو غياب الشيالين الذين يرحلون الأمتعة على رؤوسهم. استحدثوا ذلك بالبرويطة أو العربات الصغيرة ذات العجلات. حتى مكاتب الأمن، نصبوها في مخلفات مشروع جبل مرة الزراعي، ولسان الحال، كم تركوا من جنات وعيون. مطار زالنجي على بعد 3-4 ساعات بالسيارة شرق المدينة. ردمية كشارع الردمية في الحاج يوسف بضواحي الخرطوم في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري. . . . توجد راكوبة مشلعة على طرف المطار. . . . ومرحاض من القش شلعه الريح. (تخيلوا منظر نساء أو مرضى لا يجدون ساترا للراحة إلا العراء) . . رغم كل ذلك لم أر في سكان المدينة ما يوحي أو يدل بتمردهم . . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
الانفلات الأمني وقوات اليوناميد لاحظت انتشار السلاح الأبيض وسط الشباب والصغار في المدينة. . . . وانتشار السلاح الناري وسط أفراد لا ينتمون إلى القوات النظامية. غياب أي دور لقوات اليوناميد غير القيام بدوريات وهم ملثمون . . . علمت أنهم غير مخولون باطلاق النار . . . وأتساءل كأهل زالنجي ما الهدف من وجودهم.؟ بعض الأهالي بطبيعتهم الزراعية، حاولوا الزراعة حول المناطق المتاخمة للمدينة، إلا أنه وحسب إفاداتهم، المسألة مرهونة للحظ فقد يبرز من الباشوات من يقوم باقتلاع وتخريب الزرع في عوده الأخضر أو تخريبه وقت الحصاد أو الاستئثار بالحصاد. والمسألة أولا وأخيرا حظ. حوادث ذات علاقة بالأمن كنت شاهدا فيها: أولا خطورة انتشار السلاح الأبيض وسط القصر:- * كنت شاهدا على حادث قتل مؤسف القاتل فيه جاري والقتيل تربطني به صلة قرابة، القاتل والقتيل قاصرين ومن قبيلتين مختلفتين. حدث شجار أثناء مبارة لكرة القدم مما أدى إلى تسديد طعنات قاتلة. أهل القاتل كانوا من الحكمة بمكان أن ذهبوا بمجرد سماعهم الحادث إلى المستشفي والمشرحة وسرادق العزاء. ولولا حكمة الأسرتين لحدث ما لم يحمد عقباه. * حادث آخر مشاددة كلامية أخرى بين استاذين في لعبة ورق كوشتينة أدت إلى استلال سكين وتسديد طعنة. اختطاف سيارة تابعة لمنظمة: أحد الأطراف معارف تربطني بهم صلات قربي. حدث هذا أيضا أثناء تواجدي في المدينة وذهبت مع أهل الضحايا حتى مركز الشرطة.، جرى الحادث عندما اقترب مسلحون إلى سيارة نقل تابعة لاحدى منظمات الاغاثة الأجنبية وقاموا باختطاف السيارة بسائقها ورجل وفتاتين تحت تهديد السلاح. خرجت قوات الشرطة واستردت السيارة بعد مفاوضات مع الخاطفين على بعد مسافة من المدينة. أؤكد هنا على أنه من الصعوبة بمكان مغادرة المدينة ليلا أو نهارا إلا تحت حراسة. حالة الطورائ تبدأ من الساعة الثانية عشر. سيارات الباشوات وهي لاندكروزرات غير مرقمة تصول وتجول ليلا ونهارا وتقوم بسفريات آمنة. يقول أهل المدينة أن الحكومة أعطت هذه السيارات للباشوات للاستثمار فيها. أسالكم بربكم أين الأمن في ظل هذا الوضع والترويع؟
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
همس المدينة: قيل أن البشير عندما زار زالنجي في زيارته الأخيرة (البوبارية) استقبله مريدوه خارج المدينة بخيولهم وجمالهم في المطار الآنف الذكر. وقيل أنه كان ينوي الدخول إلى المدينة على ظهر سيارة شاقا الطريق المعبد الذي كان يظن بوجوده حتى ميدان النقعة الواقعة جنوب المجلس وشرق المدرسة الأميرية المتوسطة (الجامعة حاليا) ليلقي خطابا ويفتتح محطة للكهرباء. ولكن (تأكل عيش ) من المسئولين نصحوه بنقله بمروحية لدواعي أمنية (يقال تفاديا حتى لا يرى وعورة الطريق بنفسه وربما حتى لا يقف على التهميش). وعندما ذهب لافتتاح محطة الكهرباء وجدها مولدا ربما لا تفي بحاجة منزله الشخصي من الكهرباء وعندما ذهب لمخاطبة الجماهير سأل أين حفظة القرآن؟ ولم يجبه أحد. قيل أن المعتمد خرج منذ ذلك الوقت ولم يعد حتى لحظة مغادرتي زالنجي قبل 25 يوما. كل المدينة تهمس بأن البشير خرج من المدينة غاضبا. هل يا ترى لهذا الغضب علاقة بتصنيف المدينة التي ذكرها محدثي في ديباجة هذا السرد؟
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
مسجد طرة: مسجد يقع بالجنوب من مستشفي زالنجي في الجزء الغربي من حي كنجومية. ينسب المسجد لجماعة أنصار السنة المحمدية، وسُمي بطرة نسبة إلى قرية طرة في أعالي جبل مرة. ومعظمهم حسب ما علمت من أهل عبد الواحد محمد نور. وقد حطوا برحالهم في وقت مبكر في تلك البقعة وهم طبقة من التجار. علمت أن هذا المسجد كان يؤم مصليه في السابق والد عبد الواحد الشيخ محمد نور. رغم أن المسجد مبني حتى سقفه بناء مسلحا إلا أنه لا تبدو عليه آثار النعمة التي يرفه فيها مساجد أنصار السنة بالخرطوم. ودليلي على ذلك تمزق فرشه. هذا المسجد كمساجد زالنجي الأخرى فيه عدد غير يسير من حفظة الذكر الحكيم. كل المرات التي صليت فيها في المسجد كانت هناك وجبة متواضعة من الكسرة الدافورية (أم كاس) للمصلين. صليت جمعتين لأسمع ما سيتناوله الإمام الحافظ للذكر الحكيم، إلا أنه كان يتلوا آيات من الذكر الحكيم ويفسرها من رأسه وكذا كان يفعل بع صلاة كل مغرب. رغم ذلك كان لي إحساسا قويا أن (كوي توك) كان حاضرا بينهم.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
ندائي لعبد الواحد محمد نور: هذا النداء موجه لعبد الواحد محمد نور ذلك لظني بان له تأثير في المعسكر الذي زرته، وهذا النداء ينداح أيضا على بقية قادة الحركات المسلحة إذا ما رأوا فيه رأيا حسنا، ونقدمه للحكومة كذلك من باب القول اللين لعلها تتذكر أو تخشى. وقولنا لعبد الواحد أنه من السهولة بمكان لأي قائد سياسي بلوغ أهدافه السياسية وإحقاق الحقوق طال الزمان أو قصر. . . تيقن يا عبد الواحد أنك ستصلك لهدفك بالمثابرة والاجتهاد وسترد المظالم إلى أهلها وستتقلد الوظيفة التي تريدها حاكما. إلا أن بلوغ الأهداف والغايات العليا لا تحدث إلا من خلال التغيير الاجتماعي الذي توظف فيه طاقات شعبك ومحبيك لبناء الدولة والتطور في ظل التحديات والمتغيرات اليومية. هذا الكلام الإنشائي الذي اسوقه هنا من الصعب بلوغه بيسر وربما أخذ منك سنوات عديدة قد يكون ثمنه تغيير افكار جيل بأكمله. ليس هناك معني للتغير ببلوغكم منصب رئيس الدولة أو نائبه أو الحصول على تعويضات بالمليارات لأهلك المتضررين في غياب الرغبة والمثابرة منهم في التغيير. استشفيت وشعرت باعجاب الكثيرين من أهلك بطريقة إدارة معركتك مع الحكومة، وفي تقديري لولا الأزمة الإنسانية الطاحنة التي صنعتها الحكومة وتعنتت فيها لما وصلت القضية برمتها إلى هذا الشأو. اعتقد أن توجيهاتكم السياسية وخطبكم التي تلقيها تجد آذانا صاغية عند أهل المعسكرات. واعتقد أن هذا الخطاب يمكن ان يوجه أيضا نحو تغيير اجتماعي عام يشمل بعضه تغيير السلوك الموروث البالي الذي لا يتماشي مع المعطيات الحالية. أعتقد أنه يمكنك توجيه الناس للانخراط في أعمال تنفعهم بدلا من إضاعة الوقت في لعب الكوتشينة والضالة والمغالطات غير المجدية.
لا شك أن هناك بعض التوجهات الإيجابية لأهل المعسكرات مثل إدراكهم لأهمية العلم، لاسيما وأن كثيرين ممن التقيت بهم أعربوا عن دور العلم في حل المشكلات وأن ما حدث لهم لم يكن ليحدث لولا قلة وجود المتعلمين بينهم، إلا أن توجيهكم كقائد لهم في القضايا الاجتماعية مهم جدا. حدثهم باللغة التي يفهمونها وتحدث إلى مستشاريك بشأن المواضيع التي تحتاج إلى تغيير. صدقني من هنا تبدأ البذرة لنواة التغيير الاجتماعي الشامل.
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
ملحوظات وانطباعات عامة: - كل ما تدعيه الحكومة من استتباب الأمن في ربوع دار فور هراء وكذب على أقل تقدير ما رأيته بنفسي بين نيالا – كاس – زالنجي. - هناك تأثير واضح على حياة الناس في المعسكرات من قرار طرد منظمات الإغاثة. - الباشوات كما يسميهم أهل زالنجي أو الجنجويد كما ورد في مواضع أخرى أجسام حقيقية وظفتهم الحكومة في ظل حالة الفقر المستشري في الإقليم لخدمة أغراضها بمنأى عن الجيش السوداني. - هؤلاء الباشوات مغررين بهم من الجهلة في غياب الضمير. هذا الدور يمكن أن يلعبه أي شخص ضعيف الضمير ومن أي قبيلة في دار فور. - يبدو لي أن الحكومة فقدت السيطرة في بعض هؤلاء الباشوات. - هناك شبه اجماع بين أبناء دار فور بمختلف قبائلهم بان هناك استهداف واضح من الحكومة لدارفور. (لا أملك إحصائيات محددة ولكن هذا انطباع خرجت به من خلال مناقشاتي مع بعض أبناء الإقليم). - أحسست بوجود رفض من أبناء مناطق أخرى غير دار فور لسلوك الحكومة وسياستها في دارفور، وهؤلاء الناس ذاقوا العذاب من الحكومة. - يبدو لي أن الحكومة فقدت بوصلة التفكير في دار فور ولا تدري ماذا تفعل، بل ليس لديها رؤية واضحة لحل القضية ويؤكد هذه المزاعم إسناد الملف لغازي صلاح الدين وربما غدا لعلي عثمان. وفي تقديري ستقبل الحكومة بأي حل يؤمن لها الاستمرا. - أهل المعسكرات لا يتحدثون عن المحكمة ومحاكمة الرئيس لأنهم أولا وأخيرا غير ملمين معرفيا بهذا وهذا ليس من أولوياتهم. هم يودون العودة إلى مزارعهم لكسب الرزق الحلال. - من الصعوبة بمكان تفكيك المعسكرات حتى بعد العودة الطوعية لذا على الحكومة استيعاب هذه المعسكرات في الخطط الإسكانية للمدن المتاخمة لها. - الحركة الاجتماعية في زالنجي نشطة ودءوبة. لم الحظ خطوطا فاصلة بين القبائل في أفراحهم وأتراحهم. بل رأيت بنفسي حضور الشوايقة مشلخين في أفراح الناس وأتراح الفور. - أعتقد أن العودة الطوعية لن تتم إلا في ظل توفر الأمن واستتبابه وهذه هي المعضلة الحقيقية. وإذا صحت مزاعم فقدان سيطرة الحكومة على الباشوات فلن يستتب الأمن إلا بإنزال قوات دولية لاسيما وان قوات اليوناميد لا ولن تستطيع أن تفعل شيئا. - اعتقد أن توحد الحركات المسلحة وأبناء دارفور ضروري للوصول إلى حلول مستدامة، والتأكيد على تخلي الحكومة عن دور شق صفوف الحركات وخلق أجسام وفصائل مناوئة. - هناك إحساس قوي لدى بعض أبناء دار فور بأن تعدد الحركات المسلحة معظمها أيادي وأجسام تابعة لجهاز الأمن وتخطيط مدبر من (صلاح قوش ونافع). انتهى..........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
عودا حميدا مستطاب ياعمر
وشكرا على التنوير الوافي أعلاه ..
Quote: - يبدو لي أن الحكومة فقدت بوصلة التفكير في دار فور ولا تدري ماذا تفعل، بل ليس لديها رؤية واضحة لحل القضية ويؤكد هذه المزاعم إسناد الملف لغازي صلاح الدين وربما غدا لعلي عثمان. وفي تقديري ستقبل الحكومة بأي حل يؤمن لها الاستمرا. - أهل المعسكرات لا يتحدثون عن المحكمة ومحاكمة الرئيس لأنهم أولا وأخيرا غير ملمين معرفيا بهذا وهذا ليس من أولوياتهم. هم يودون العودة إلى مزارعهم لكسب الرزق الحلال. - من الصعوبة بمكان تفكيك المعسكرات حتى بعد العودة الطوعية لذا على الحكومة استيعاب هذه المعسكرات في الخطط الإسكانية للمدن المتاخمة لها. - وإذا صحت مزاعم فقدان سيطرة الحكومة على الباشوات فلن يستتب الأمن إلا بإنزال قوات دولية لاسيما وان قوات اليوناميد لا ولن تستطيع أن تفعل شيئا. |
بالفعل لو كانت الحكومة جادة في رفع معاناة اللاجئين لعجَلت بتوفير مقومات عملية العودة الطوعية لكن يبدوا لي انها لاتطمح اصلا لاصلاح الحال المتردي هناك لشيئ في نفسها خاصة وان موعد الانتخابات المزعومة على الابواب وهي تعرف تماما موقف هؤلا المتضررين منها. المعاناة غير محصورة فقط في اللاجئين الذين يقيمون داخل الاراضي السودانية .. بل تشمل ايضا اللاجئين الذين نزحوا الى تشاد بحثا عن الامان .. بالامس القريب ورد في موقع الاخبار التابع للامم المتحدة خبر يتعلق بمغادرة اول دفعة من اللاجئين الدارفوريين المقيمين في تشاد الى الولايات المتحدة ضمن برنامج اعادة التوطين الذي ترعاه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ..
http://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=31234&Cr=chad&Cr1=refugee اعتقد الحكومة تعمل على افراغ المنطقة من سكانها عبر الممارسات التي اشرت لها انت في معرض انطباعاتك .. ولا تساعد المنظمات الدولية غير الحكومية في تقديم ماعجزت هي عنه من مساعدات كانت كفيلة بتحسين الاوضاع في المخيمات لا شك ان مفوضية اللاجئين تقوم بالدور المنوط بها وسط تقاعس الحكومة عن دورها في هذا الامر لكنني اعتقد ان عملية اعادة التوطين نفسها لن تساعد الا في تفريغ المنطقة من سكانها ولو لاجل قصير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: AnwarKing)
|
الأخ العزيز محمدين حبابك مرة أخرى . . . أعذرني لتأخرى في التعقيب. رأيت بنفسي مقدار تعلق بعض الناس بعبد الواحد . . . وسمعت من آخرين تأكيدات بذلك. وجدت خربشات على الجدران تندد بسياسات الحكومة . . . وأخرى تعرب عن تعلقها بعبد الواحد (كوي توك). هذه فرصة له ليرسل رسائل التوعية الاجتماعية جنب إلى جنب مع رسائل التعبئة السياسية. . . أؤكد أن هذه فرصة نادرة له لن تعود غدا عندما يتولي كرسي الحكم وزيرا في الحكومة لسبب بسيط . . . سيكون وقتها رجل عام . . . رسالته ستكون موجهة للجميع وليس لأهله . . . إذا حاول حيئذ استئثار النصح وحصر الإرشاد في أهله سيسير عكس مبادئه التي ناضل من أجلها وسيكون له الجميع بالمرصاد. . . لا اعتقد أنه سيكون له الوقت الكافي الذي يصرفه في ذلك. بعد زيارتي إلى دار فور تيقنت تماما لماذا يتمسك عبد الواحد ببسط الأمن الذي يعبر عنه (بحل الجنجويد) . . . ولو راجعتم ما أوردته أعلاه ستتيقنون من ذلك. . . . أتفهم جيدا دعوته لتعويض الضحايا . . . لأنهم فقدوا كل ما يملكون من متاع، فضلا عن فقدانهم لأعزاء. . . لكن ما لا أفهمه هو امتناعه عن التفاوض . . . بكل تأكيد ما يطالب به حقوق شرعية ومقنعة . . . ولكن لا يمكن أيصالها إلا بالتفاوض. . . فليحمل عبد الواحد كل هذه المطالب أينما دُعي للتفاوض . . وليطرق عليها بشدة . . . فحتما ستصل الرسالة. ليس من المصلحة والحكمة استمرار الضحايا لأكثر من هذا في العراء. . . صدقني إذا أفلحت الحكومة في حل الجنجويد وبسط الأمن وبناء القرى لا أجزم ولكن يساورني احساس قوي بعودة بعض الناس إلى قراهم حتى بدون تعويضات . . . . خالص ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
الأخ حيدر سلامات . . . كتر خيرك على المرور والصبر على قراءة هذا السرد الطويل. بالفعل لو كانت الحكومة جادة في رفع معاناة اللاجئين لعجَّلت بتوفير مقومات عملية العودة الطوعية حيدر: يبدو لي أن الحكومة فقدت بوصلة التفكير أو حتى الصبر على التفكير في حل مشكلة دارفور ويرجع ذلك لطبيعتها الحمقاء في التعامل مع الأشياء . . . ربما هو جزء من طبع سوداني مستشري فينا. ما سمعته من سكان المعسكر أن الحكومة لا تستطيع دخول المعسكر. . . وما أعنيه هنا ليس دخولا أمنيا على شاكلة ما حدث من تقتيل في معسكر كلمه ولكن دخولا حتى من باب المواساة . . . بمعني أوضح الحكومات المحلية وأعني هنا محلية زالنجي مثلا معظم ممثلي الحكومة والبيروقراطين فيها لهم صلات قربى داخل المعسكرات . . . يستطيعون زيارات ذويهم كأقرباء بعد أن يخلعوا عن أنفسهم ثوب الحكم. . . بالتأكيد البيروقراطين مغلوبون على أمرهم، ولكن هل المعتمد مثلا مغلوب على أمره. . .؟ اعتقد أن الجهود السودانية الصادقة ضرورية جنبا إلى جنب مع جهود المجتمع الدولي. أنا لا أميل إلى برامج إعادة التوطين خارج الوطن. . . في تقديري إذا خلصت النوايا هناك في السودان الخير الوفير الذي يمكن من خلاله استيعاب هؤلاء اللاجئين. . . مثلا إذا كانت هناك تنظيرات لاستجلاب مصرين للانخراط في مشاريع تنمية زراعية لماذا لا توجه مثل هذه التنظيرات لاستيعاب سودانيين؟ المنظمات الطوعية العالمية أو المنظمات غير الحكومية لن تستطيع تقديم كل شيء . . . كتر خيرهم فقد أطعموا الجوعى واسقوا العطشى وعالجوا المرضى . . فضلا عن ذلك فضحوا مخططات الحكومة إذا كانت لها مخططات من الأساس لأنها تعمل بسبهللية وبدون تخطيط وتصطنع معارك مع عدو وهمي. الجهود السودانية هو الفيصل في حل مشكلة دارفور . . . قلت من قبل أن ما حدث في دارفور فضيحة سودانية بحتة يندي لها جبين كل سوداني بدلالات توغل دارفور في كل شبر من السودان. . . واعتقد أن كل سوداني لم تتحرك له ساكنة في هذه المشكلة أو يستشعر خطورتها إما مصاب باللامبالاة أو العصبية وكلاهما مهلك لصاحبه قبل الآخرين. تحياتي مرة أخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
الأخ العزيز أنور حبابك وكتر خيرك على المرور . . . والحمد لله على كل حال. كانت معي آلة تصوير ولكن ملئتها بصور العائلة فقط. . . تحاشيت التصوير العام (خوف ساكت). أرجو أن تجد تبريرا لخوفي. أشكرك كثيرا على الصبر على قراءة هذا السرد الطويل الذي قد يكون مملا للبعض (أعتذر عنه). أمنياتي من كل قلبي أن تنعم دارفور بالأمن والاستقرار. . . وأتمنى صادقا أن تزور تلك البلاد . . . يا أنور، ناس الأمن بعضهم من الجزيرة وبعضهم من الشمالية طبعا هذا لا ينفي أن بعضهم من دار فور كذلك، على العموم لم ينسوا أن يعبروا لي عن جمال الطبيعة والخضرة التي تلبس زالنجي وما حولها في الخريف. . . . للحق كانوا صادقين في ذلك. . . ففي الوقت الذي غادرت الخرطوم ودرجة الحرارة كانت فوق ال 45، كنت بالمقابل لا استطيع النوم ليلا في زالنجي إلا بغطاء على الأرجح بطانية. . . أما مناطق نيرتتي على الحافة السفلى لجبل مرة فحدث ولا حرج. . . . يا أنور هذه موروثات طبيعية سودانية تجب على الحكومة وأي مواطن سوداني المحافظة عليها وتطويرها لتكون منفذا ومتنفسا لراحة للناس في الصيف كما يمكن أن تكون مصدرا للعملة الصعبة للبلاد. . . . ولكن بدلا عن ذلك آثرت الحكومة خرابها وتخريبها. أتمنى من كل قلبي أن أراكم في نرتتي يوما لأحدث أهلها كم كافحت لتقول الحق وتكشف الظلم الذي طالهم. كتر خيرك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: عمر دفع الله)
|
الأخ عمر دفع الله تحياتي واحترامي وكتر خيركم على المرور والتأكيد على النقطتين. حقيقة أمر غريب وجود أكثر من عشرين حركة مسلحة جميعها تدعي نضالا من أجل قضية دار فور. . . . قضية دار فور واضحة ولا تحتاج إلى فيلسوف ليفلسف طرق الحل أو الدخول إلى معمل ليستنبط نظرية فيزيائية أو معادلة رياضية للحل. المشكلة شح في التنمية أفضى إلى تذمر تبلور إلى تمرد وثورة . . . الحكومة أخطأت التقدير وتعمدت أساليب المعالجة الحمقاء فأفضى ذلك إلى أزمة إنسانية طاحنة وخرق فاضح لحقوق الإنسان. . ز. بحث حل هذه المشكلة كفيل بجمع صف الحركات المسلحة والصف الوطني السوداني. . . دار فور لا توجد في القمر أو كوكب آخر غير الأرض أو على أقل تقدير بلاد غير بلاد السودان. . . . الدارفورويون ليسوا أجسام غريبة نزلت من كواكب أخرى هم بكل تأكيد سودانيون بالأصالة. . . عدم توحد الحركات المسلحة لحل القضية أو على الأقل التأمين على أرضية مشتركة . . . أمر غريب وتفكير شاذ. . . كل هذا يجعلنا نتساءل ونستعجب كثرة هذه الأذرع بل يجعلنا أيضا نصف بعض تلك الحركات بطفيليات وأقدام امبيبا كاذبة. . . . وهذا يجعلنا نرد بروزها إلى عمل وتفكير استخباراتي يدعمه جهاز الأمن السوداني. . . بمعادلة فرق تسد . . . كثرة هذه الأقدام الكاذبة ستطيل معاناة اللاجئين وتجعلنا مضحكة أمام المجتمع الدولي. . . تحياتي مرة أخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Al-Sadig Yahya Abdall)
|
Quote: ]الجهود السودانية هو الفيصل في حل مشكلة دارفور . . . قلت من قبل أن ما حدث في دارفور فضيحة سودانية بحتة يندي لها جبين كل سوداني بدلالات توغل دارفور في كل شبر من السودان. . . واعتقد أن كل سوداني لم تتحرك له ساكنة في هذه المشكلة أو يستشعر خطورتها إما مصاب باللامبالاة أو العصبية وكلاهما مهلك لصاحبه قبل الآخرين |
للاسف الشديد ياعمر ساستنا"حكومةام معارضة" ليس بينهم "حكيم" يمكن ان يجمع عليه العامة لمعالجة مثل هذه القضية .. ويمكن ان ادلل على ذلك بـ مرور اكثر من 6 سنوات على القضية وكل شيئ ثابت في مكانه .. الكل يسعى لتحقيق مكاسب سياسية ولا يشجعون اية مبادرات دولية بالتأكيد أعني بكلامي قادة التمرد ايضا والمحصلة النهائية استمرار معاناة المتضررين ولا اعتقد ان الحال كان سيكون بأفضل ممانراه الان لو كانت في البلاد حكومة ديمقراطية العقلية واحدة أنا تسألت قبل كده عن غياب دور الحزبين الرئيسيين في الاشكال ده على الاقل كان من المفروض يكون لهم دور ولو على مستوى المساعدة في رفع المعاناة عن طريق تسيير قافلات اغاثة وفرق طبية او اي شيئ يجعل المتضررين يشعروا ان هناك من يهتم بمعاناتهم خلاف التنظير والهرولة بالتنديد وراء كل تصريح يطالب بالقبض على البشير لم نرى منهم شيئا صدقني الحركة الشعبية وضعت رأي افضل من اللي خرج من تصريحات زعماء بقية الاحزاب اسأل الله أن يعجَل بزوال حكم التسلط والجبروت وينعم على هؤلا المساكين بحياة طيبة في الدارين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
حيدر الحركات المسلحة خير محصنة من الانتقاد . . . ومن اعتقد ذلك فهو يعيد صناعة منطق الدولة الدينية في إيران (الدولة الإسلامية لا تخطئ) مثل هذا الحديث في تقديري مخالف حتى لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. . ولا أريد أن أدخل في تشعبات ذلك. حيدر الحركات المسلحة يجب أن تنتقد أيما أنتقاد بل انتقادا لاذعا وبدون مجاملة لأن أي خطأ في التخطيط ثمنه مكلف. . . . في تقديري مسلك كثير من الحركات في بعض الأحيان أسوأ مما تفعله الحكومة وتأتيه الحكومة من أساليب المتاجرة الرخيصة. كما ذكرت من قبل ما يريده الإنسان كإنسان في دار فور لا خلاف عليه بل يجب أن يكون ذلك سببا في توحيدهم أي الحركات . . بمعني أدق، المطالبة بمعالجة الأزمة الإنسانية وبسرعة، مع بسط الأمن. . . تعتبر أولويات. أما من سيكون نائب الرئيس ومن سيكون مساعده أو حتى محاصصة الثروة تلك أشياء في تقديري لا تهم أهل المعسكرات كثيرا. لماذا لا يتحدث الناس عن نصيبهم في جامعات مؤهلة ومستشفيات مجهزة ومياه نقية؟ بدلا عن وظائف في القصر الجمهوري. المجتمع الدولي يرصد كل ذلك بصبر بالغ . . . يكفي أنهم أوصلوا القضية إلى إدانة الرئيس والمطالبة بتقديمه للمحاكمة كأول سابقة في التاريخ . . . يكفيهم أنهم اطعموا الجوعى وعالجوا المرضى. . . . أما الواجب المنزلي للحركات فكان نتاجه زيادة في الانقسام والإنشطار. مكاسب سياسية ! ! ! بئس تلك المكاسب التي لا تخدم الضحايا. سأعود إليكم مرة أخرى. . . أعذرني مزحوم هذه الأيام ولكن سأحاول تسجيل الحضور. تقديري واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: Omer Sakin)
|
Quote: الأمة و العدل والمساواة يوقعان اتفاقاً يطالب بحكومة قومية
القاهرة – أسماء الحسيني في تطور لافت، وقع حزب 'الأمة' السوداني وحركة 'العدل والمساواة' المتمردة في دارفور اتفاقاً في القاهرة أمس، أكدا فيه ضرورة تشكيل حكومة قومية تؤسس على الإجماع الوطني كمخرج للوضع الحالي، إذ أشارا إلى أن دستورية الحكم ستنتهي في جميع مستوياتها يوم التاسع من الشهر الجاري.
وأكد الطرفان أن الإحصاء السكاني الذي تم في الفترة الأخيرة في السودان، مختلف عليه ولا يمكن اعتماده كأساس لأي إجراءات سياسية، وأن الانتخابات المقبلة لن تكون حقيقية ومعترفاً بنتائجها ما لم تتأسس حكومة قومية تقوم بإجرائها، وما لم تلغ كل القوانين المقيدة للحريات قبل وقت كاف من إجراء الانتخابات.
وقال الطرفان في اتفاقهما، إن الهدف الاستراتيجي بينهما هو 'الاتفاق على تحقيق وطن سوداني موحد ديمقراطي فدرالي، تقوم فيه الحقوق على المواطنة ويكفل الحريات العامة'. وأكدا أنهما يؤيدان قرار مجلس الأمن 1593 الذي أحال قضية دارفور إلى المحكمة الجنائية، إضافة إلى تأكيد عدم الإفلات من العقوبة، وقالا إن السلام خيار استراتيجي يسعى حزب 'الأمة' إلى تحقيقه بالوسائل المدنية، في حين ترى حركة 'العدل والمساواة' مشروعية كل الخيارات لتحقيقه.
ونص الاتفاق على ضرورة تنفيذ اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة بين الحكومة السودانية وحركة 'العدل والمساواة'، حتى تنطلق مفاوضات الدوحة بشأن دارفور. وأبدى الطرفان قلقاً شديداً على الحالة الإنسانية بدارفور، وشددا على أهمية حسن الجوار بين السودان ودول جوار السودان.
وكان حدث تباعد بين حزب 'الأمة' وحركة 'العدل والمساواة' في مايو من العام الماضي، حينما قامت قوات الحركة بالهجوم على العاصمة السودانية، وهو الأمر الذي أدانه رئيس حزب 'الأمة' الصادق المهدي.
ووقع المهدي في الشهر ذاته اتفاق التراضي الوطني مع 'حزب المؤتمر الوطني' الذي يترأسه الرئيس السوداني عمر البشير. وهو الأمر الذي أثار حفيظة قيادات 'العدل والمساواة' التي انتقدت مواقف المهدي. وفي وقت لاحق وجه المهدي بدوره انتقادات إلى 'المؤتمر الوطني' متهماً إياه بإفراغ اتفاق التراضي من مضمونه كوسيلة للإجماع الوطني المنشود في السودان.
ويأتي هذا الاتفاق على خلفية التحركات المكثفة للمهدي تجاه القوى السياسية، حيث تتواصل حواراته مع 'الحركة الشعبية'، ويستعد بعد سنوات من الفتور، إلى زيارة 'جوبا' عاصمة الجنوب، في إطار وثيقة يسعى إلى تحقيق إجماع وطني حولها لإيجاد مخرج لمشكلات السودان. |
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=118772
Quote: ونص الاتفاق على ضرورة تنفيذ اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة بين الحكومة السودانية وحركة 'العدل والمساواة'، حتى تنطلق مفاوضات الدوحة بشأن دارفور. وأبدى الطرفان قلقاً شديداً على الحالة الإنسانية بدارفور، وشددا على أهمية حسن الجوار بين السودان ودول جوار السودان. |
هذا ما كنت أدعو إليه ياعمر في مداخلاتي هنا أتمنى ان تكلل هذه المساعي بالنجاح لتعود بالفائدة على الكل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زالنجي مدينة التمرد الأولى . . زالنقي جبل من الأوساخ وجيش من العاطلين - نداء لعبد الواحد (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
حيدر سلامات تجدني ضاغطا بشدة على ما ذهبت إليه . . . وأزيد عليه بأني ظللت طيلة الوقت أردد بأن معالجة قضية دار فور مسئولية جماعية ينبغي أن يشارك فيها كل قطاعات الشعب السوداني، ذلك لحقيقة أن دارفور متجذر في كل شبر سوداني. . . . ويقيني أن دار فور جلد سوداني لا يمكن جر الشوك عليه كما يعتقد البعض ذلك لأن أي سوداني سيحس بموضع الألم. . . . بالتأكيد للأحزاب مسئولية وطنية جنبا إلى جنب مع الحكومة والحركات المسلحة لحل القضية الإنسانية التي تتمحور في حل القضية الأمنية أولا ومن ثم حل القضايا التنموية والسياسية الأخرى. استنفار قطاعات المجتمع المدني ضروري أيضا للمشاركة في حل الأزمة الإنسانية. . . اسجل رفضي التام للاقصاء وأي اتجاه لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة دون النظر إلى الواقع الإنساني الذي يعانيه الضحايا القابعين في المعسكرات. . .. . رفضي التام أيضا لأي اتجاه لاقصاء دول الجوار. . . وأذكر أني نشرت مقالا في صحيفة سودانايل في بداية أزمة مقالا . . . - نشر المقال تحديدا في يوليو 2004- عن الدور الليبي كنموذج في انسياب الإغاثة إلى دارفور في وقت كانت الحكومة تمنع دخول الاغاثة ودور الاتحاد الأفريقي وتقترب من تشاد في حركة واضحة لاقصاء ليبيا. (أرجو الاطلاع على المقال المرفق أدناه). دول الجوار في اعتقادي يجب أن تشمل مصر وتشاد ويوغندا واثيوبيا وافريقيا الوسطي واثيوبيا واريتريا وكينيا قدم بقدم وساق بساق حتى ولو مراقبين إذا أردنا حلولا مستدامة. تحياتي مجددا
Quote: [.الدور الليبي في نجدة أهل دار فور.
لو صدقت الأنباء عن سماح ليبيا بمرور الإغاثة عبر أراضيها وصولا إلى أهل دار فور فهل حسنا صنعت أم بئس ما صنعت في وقت تكاثرت فيه الاتهامات الموجهة للحكومة السودانية بالتلكؤ وإعاقة انسياب المؤن والإغاثة للمتضررين من أهالي دار فور. لو صدقت الأنباء (وأملي أن تكون صادقة ) عن تجاوز ليبيي لإدارة الخرطوم في استجابتها لنداء "الفزع " كما يحلو لأهل دار فور تسمية نفير إغاثة الملهوف والجائع فان طرابلس تعزز بذلك دورا رائدا ووجودا فاعلا طالما كان حاضرا في دار فور عبر التاريخ حيث لا تخلو أسرة في دار فور تقريبا لم يقصد أحد بنيها شطر الشمال نحو ليبيا بحثا عن لقمة عيش وسدا لحاجة اقتصادية قصرت عنها إدارته في الخرطوم. لا ينكر الدور الليبي ومساهمتها في الحياة اليومية في دار فور إلا مكابر . حيث تقف أسواق دار فور في مدنها وقراها شاهدة علي ذلك بالبضاعة المستوردة من هناك ولو لم يخطئ ظني فأكاد أجزم أن غالب رؤوس الأموال المساهمة في الحركة الاقتصادية في دار فور مصدرها ليبي مما عاد به أبناء دار فور بعد سنين من الغربة والعمل الدؤوب في ليبيا وغالبية السودانيين الذين يكونون جاليتهم في ليبيا من أصول "دار فورية" بل أن لأهل دار فور دورا فاعلا ووجودا معتبرا في الأسواق الشعبية داخل ليبيا وسوق العرب في بنغازي مثال حيا لذلك. كنت أظن أن الحكومة السودانية سترسل مبعوثا إلى طرابلس أو على اقل تقدير برقية تشكر فيها الإدارة الليبية علي تسهيلات مرور الإغاثة إلى دار فور (لو صدقت الأنباء) بدلا من إبداء حالة الامتعاض وعدم الرضا عن هذه الخطوة اللهم إلا إذا كانت قد استبطنت سوء نية بهلاك المواطنين في وقت تعلم فيه جيدا الحالة المأسوية التي يعيشها أهل دار فور وبوادر استفحال هذا الوضع المأسوي مع إطلال فصل الخريف. لا اعتقد أن ما يجري في دار فور لا تهم الإدارة الليبية أو لا تحرك ساكنا فيها فالاستقرار والأمن علي الحدود الجنوبية يهمانها بقدر ما يهم ذلك الحكومة السودانية ولو تغاضت الحكومة السودانية (سهوا أو قصدا) عن مشاركة ليبيا ودورها في (جوديتها) مع مسلحي دار فور بأم جمينا فقد آن الوقت لتعاونهما معها لإغاثة ملهوفين ومحتاجين يكونون أصولا للنسيج الاجتماعي السوداني وذخرا للعالم العربي. لتترفع الخرطوم عن الصغائر وتترك تسييس الأمور وليس من الحكمة أو الكياسة أن تتهم بمنع من يهبون لنجدة مواطنيها في وقت باتت فيها عاجزة هي عن ذلك إما قصدا أو قصرا في ذات اليد. وأخيرا إذا صدقت هذه الأنباء فان ليبيا تثبت بان الذي يربطها مع دار فور اكثر من علاقات الجوار ولن تجد من أهل دار فور إلا اعترافا بالجميل وتعميقا لأواصر المودة وأظن أنها – أي ليبيا – ستثبت لأهل دار فور والعالم أن توجهها العربي المبكر والأفريقي الأخير ينصبان معا في وعاء العطاء الإنساني الذي يفصله حدود عرقية أو سياسية أو جهوية.
عمر ساكن - طوكيو
| |
|
|
|
|
|
|
| |