|
هل تُراني أعصرُ خمرا؟!
|
أنْ يصل بنا الإحباط حد اليأس .. فهذا طبيعي! أنْ نصل بالإحباط حد اليأس .. فهذا إعجاز ، وكل إعجازٍ أخروقة!! في زمنٍ ما ... في مكانٍ ما .. كان هنالك ما يُعرفُ بــ"الكرامة" نحن الآن نعيشُ في زمنٍ آخر .. غير ذلك الزمن "الكريم" وفي مكانٍ .. لا يعترف بــ"الكرامات"!
أخبرني شخصٌ أعتبره صديق – رغم عدم إدراكي لمعنى الصداقة – بأنَّ كل شيئ في هذا العالم له "دورة حياة" .. يبدأ منها وينتهي إليها ، وما بين البداية والنهاية لا ينظر حوله! وكعادتي عند ما أجدُ كلاماً جميلاً (لا أفهمه) ، لا أتردد في أنْ أحتفظ به في مكانٍ سحيق لا تهوي به الريح أمام أعين المتطفلين .. فقد يأتي يوم يرتفع فيه سعر الكلام ، أو ربما تفرض الدولة – الرشيدة – ضريبة على الكلام يدفعها كل مواطنٍ كان – أو لم يكن - له دور في تفجير الأزمَّة الكلامية الأخيرة التي تمر بها البلاد ، والتي أجبرت القائمين على "أمن" هذا البلد بمصادرة كل الكلمات المتوفرَّة في الأسواق ، ومنعها من "التداول" ، لا سيّما بعد أنْ وصل سعر السهم في سوق الكلمات إلى "أقسى" درجاته!
تباً لهؤلاء الذين يطلقون كلماتهم .. بقوة ، فتؤذي المُرهفين كلماتٌ ليست كالكلمات .. تهتز اسعار الأسهم لها، ويتأرجح إقتصاد العالم بها ، وتشتعل أطماع الأعداء معها..! (أو كذلك قيل لنا) ما بالنا نُكثِرُ من الكلام وأصحاب المعالي والعلالي والأعالي .. لا يُعجبهم كلامنا؟! لِمّا لا نتخذهم قدوة لنا في العمل "بصمت" .. خاصة وهم ينجزون في صمتهم؟! يقتلون .. بصمت .. ينهبون .. بصمت .. يُرهبون .. يصمت .. يقتلعون .. بصمت يدمّرون .. بصمت .. ويبيعون الأرض ..أيضاً بصمت وفي الصمتِ كلام ..
أخبرني أحد المُقربيّن منهم ، بأنهم يكرهون أنْ يُثقلوا كاهل المواطن بالصمت .. ولكنهم مُجبرون ! فهم يعلمون مدى حبنا للثرثرة .. وأهتمامنا بالقيل والقال الذي لا يخلو من "الشمار" ..لذلك قرروا أنْ يرأفوا بحالنا ويرفعوا معاناتنا بإستثناء - كل كلمات المديح والثناء والشكر - من الضريبة .. فقسمونا إلى فئتين.. فئةٌ تعصرُ خمرا .. وفئةٌ إلتحقت بدوراتٍ تدريبية في .."لغة الإشارة"!
.
.
.
قاتل الله الصمت !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل تُراني أعصرُ خمرا؟! (Re: محمد المرتضى حامد)
|
Quote: في زمنٍ ما ... في مكانٍ ما .. كان هنالك ما يُعرفُ بــ"الكرامة" نحن الآن نعيشُ في زمنٍ آخر .. غير ذلك الزمن "الكريم" وفي مكانٍ .. لا يعترف بــ"الكرامات"! |
فعلا يا أمير " نعيش كاليتيم على مائدة اللئام". مودتي وإحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل تُراني أعصرُ خمرا؟! (Re: الفاتح ميرغني)
|
فعلاً يا الفاتح
Quote: " نعيش كاليتيم على مائدة اللئام" |
فهو واقع "تم فرضه" علينا ولم نختار أن نعيشه طائعين لذلك .. يوماً ما سنقلب مائدة اللئام عليهم .. حتى ولو نتضور جوعاً!
يقول صديق آخر .. في مكان آخر
Quote: "حريّة التعبير هي قول ما يريده " المنتصر " ، أما المهزوم فليس من حقه أن يحتج ! هذه حقيقة كونية ، نحاول أن نتجاهلها مع أنها أقرب إلى التصديق من إعتقادنا الكاذب أننا شيئا مذكورا!" |
شاكر لك مرورك الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل تُراني أعصرُ خمرا؟! (Re: محمد المرتضى حامد)
|
Quote: وهي الفئة التي يأكل الطير من رأسها |
أصبت يا مولانا .. ولذلك لابد لنا أنْ نتقدم بالشكر والثناء للقائمين على "أمننا" لتحملهم مسئولياتهم الجسام في توفير كل أنواع المساعدات لـ "طويلي اللسان" بإقتيادهم وتدريبهم في مراكز تدريب عالية "التهليل والتكبير والترهيب" ، لن تُكلِّف المُتدربين سوى حقيبة صغيرة فيها فرشاة أسنان وبعض الغيارات الداخلية وعقول متأهبة للتغيير ، حتى ننعم بمجتمع "خالٍ من الثرثرة" وخالٍ من أناس يُكثرون الحديث فيما لا يعنيهم ..!
.
.
.
قاتل الله المنافي ..!
__________
شكراً لمرورك يا صديقي .. ومشتاقون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل تُراني أعصرُ خمرا؟! (Re: Amir Omer)
|
Quote: ما بالنا نُكثِرُ من الكلام وأصحاب المعالي والعلالي والأعالي .. لا يُعجبهم كلامنا؟! لِمّا لا نتخذهم قدوة لنا في العمل "بصمت" .. خاصة وهم ينجزون في صمتهم؟! يقتلون .. بصمت .. ينهبون .. بصمت .. يُرهبون .. يصمت .. يقتلعون .. بصمت يدمّرون .. بصمت .. ويبيعون الأرض ..أيضاً بصمت وفي الصمتِ كلام .. |
شتان يا صديق شتان ما بين صمتنا وصمتهم صمتهم إرادي ليتفرغوا لإنجاز ( عظام المهام ) التي هى بين أيديهم فالقتل والنهب والإرهاب والبيع أمور تستوجب الصمت لمزيد من ( الحبكة ) ولمزيد من الإتقان إنهم" يستعينون على قضاء حوائجهم بالكتمان " فقصاراهم في فهم حقائق الدين ما ( يتصورون ) أنه يبيح لهم رغائبهم . أما صمتنا فهو صمت قهري صمت الضعف والخوف والمهانة صمت أن تذبح الذبيحة وتمنعها من ( آه... آه ) الطبعية صمت أن تمنع من وسيلتك الوحيدة لإيصال شكاتك لـ ( ولى الأمر ) الذي تحسن به ظناً وتقول أن ( بغلة العراق ) قد تعثرت دون أن يعرف وتحاول إنقاذه من سؤال الخالق العظيم عنها يوم القيامة . رحم الله إبن الخطاب .
__________________
شكراً أمير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل تُراني أعصرُ خمرا؟! (Re: عاطف عمر)
|
Quote: شتان يا صديق شتان ما بين صمتنا وصمتهم |
وشتان يا صديقي ما بين صمتهم "الإرادي" وصمتنا "القهري" فصمتهم رغم أنه إيرادي ومن باب <<إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان>> - كما ذكرت - فهو صمتٌ يكتنفه الخوف والرعب من كل جانب ..!
أما صمتنا ورغم أنه قهري .. فلا شيئ يخيفه أو يمنعه حتى ولو كان الموت نفسه ناهيك عن زنازين التأديب المظلمة ..!
وأيضاً شتان ما بين عُمَر وعُمَر فولاة عُمَر الأول لم يكونوا يعقدون الكثير من المؤتمرات الصحفية ، لذا كان يخاف من أنْ "لا يسمع" عن تعثُّر بغلةٍ في العراق يتحمل وزرها أمام الله يوم العرض .. !
أما عمر الآخر فمشغولياته في "قمع الصُحف" أكبر من أنْ تتعطل ليسمع عن بغالٍ وحمير وهوام الأرض تتعثر كل يوم أمام ناظريه وعلى مقربة من قصره ..!
وشتان يا صديقي بين عُمَر الذي يترحّم عليه الناس بعد اربعة عشر قرناً من رحيله .. وبين عُمر الذي يلعنهُ الناس قبل أنْ يرحل عنهم..!
وشتان ما بين عمر الذي فَهِمَ جوهر الأسلام فهماً "دقيقاً" لا ينفصل عن العدل والطمأنينة! وبين عمر الذي إختصر الإسلام في "إقامة حدود الله" وغفل عن أن رب البيت "إطعمهم من جوع وأمنهم من خوف" قبل أنْ يأمرهم بعبادته!
وفي هذا يقول الفيلسوف الصيني "كنفوشيوس":
الفقر في ظل حكومة "صالحة" .. عار أما في ظل حكومة "فاسدة" .. فالغنى هو العار!
____________
شكراً لك أنت .. يا صديقي
| |
|
|
|
|
|
|
|