|
دكـتورلام وحكـمة القـفـــز من القــارب الغارق ..!!
|
نصرالدين غطاس
معظم الساسة فى بلادنا تجد لهم أنصارا ومعارضين كثر ، وقليلين أؤلئك الذين يتم الاتفاق عليهم بصورة كاملة أو شبه كاملة لأن ذلك الاختلاف مطبوع عليه بني البشر.. أن تتباين رؤآهم وأفكارهم ، غير أن هناك سياسى واحد وجد قبولا واحتراما كبيرا من جميع السودانيين حين تقلد وزارة وهو الدكتور لام أكول أجاوين. وذلك الاجماع يرجع الى أن الرجل قدم استحقاقات عمله بصورة كاملة ومسئولية كبيرة بأن يكون وزيرا لبلده لا لحزبة ..!! ، ودفع استحقاق الوظيفة كاملا من شخص اصطلح العسكريون أن يطلقوا عليه كلمة جامعة تفيد بتميز الأداؤ وبالمسئولية الكاملة ، وعندها يوصف بأنه (مالى قاشو) ، غير أن تلك الصفة لوحدها ربما لم تكن كافية .. فبالامكان أن يكون أى وزيرا ما فى وزارة ما قائم بكل استحقاقات وزارتة من المنظور المهنى ولكن تجد آخرين يتدخلون فى توجيهه ليقدم عملا على آخر ، أو أن يبدأ بملف بعينه .. الخ ..!! ، وبذلك تبرز مشكلة أخرى تكمن فى ترتيب ملفات العمل وفق تصوره الخاص ، أما الحالة المقابلة لذلك هو أن لا يسمح ذاك الوزير بمثل تلك التدخلات .. وهنا ياتى العسكريين بمصطلح جامع آخر (مالى يمينو) أى أن لا يكون قد ترك فراغا يسمح بدخول البعض والتنظير فى ملفه ..!! ، والمفردتين تنطبقان على السيد (لام أكول) عندما تقلد منصب وزير خارجية السودان فى بداية تكوين حكومة الوحدة الوطنية كان (مالى قاشو ويمينو) فى آن واحد ، وعدم الفرقة هذا الذى لم يسمح به الرجل وهو مسئولا رفيعا لحكومة السودان هو الذى أثار حفيظة بعضا من قيادات الحركة الشعبية والتى وصفها السيد (لام) ورفيقيه (غازى وأليو) بأنهم (المتسلقين بالحركة الشعبية) ودخلوا اليها بأجندة خاصة ينذونها عبر لافتات الحركة لجهات ودوائر أخرى ، فالرجل الذى كان منظورا أن يكرم من حزبه تمت مجازاته بسحب الحقيبة الوزارية منه بآخر لم يشارك حتى الآن فى صناعة القرار الخارجى للحكومة السودانية ، ولم يتحرك من كرسى (ضيف الشرف بالوزارة) فلم يقدم رأيا راشدا ولم يقدم فكرة ولم يقود حملة لتلميع وجه السودان فى أى محفل عالمى ..!! ، والحركة جبلت طوال سنين الحكم المشترك أن تقدم وزراء لشغل شواغر حقها فى الحكومة أكثر من كونها تود المشاركة بجديه فى صناعة (السودان الجديد) الذى نادت به قبل مشاركتها فى الحكم ، السيد (لام أكول) الذى قلب الطاولة فى وجه الحركة باعلانه عن حزبه الجديد (الأصيل كحركة شعبية) تحدث فى كل شئ .. الفساد الأدارى الذى ضرب بأطنابه الجنوب .. الفساد المالى والذى جعل السيد لام يقول بأن مبلغ السبعة مليار دولار ونصف جميعها دخلت جيوب بعض قادة الحركة ، بالرغم من الرقم الكبير الذى يمثله مبلغ المال المستلم الا أن حكومة الجنوب لا تستطيع أن تعلن عن مشروع أنها قامت ببنائه بالجنوب ..!! ، والمؤتمر الذى أعلن فيه السيد لام عن حزبه الجديد ذكر فيه أن أكثر من (2000) شخص لقوا حتفهم خلال الشهر الماضى بالجنوب نسبة للمشاكل القبيلية هناك ، وحكومة الجنوب لم تحرك ساكنا لوقف تلك الغارات التى تقوم بها بعض القبائل على أخرى ، وأن الأمن معدوم فى مدن الجنوب الكبيرة وأن الطرق الرابطة بينها شئ آخر .. جراء عمليات القرصنة التى يقوم بها أفراد الجيش الشعبى لعدم صرفهم لمرتباتهم لأكثر من ستة شهور ، ولا أحد يستطيع أن يسأل أين ذهبت أموال المرتبات ، كما لايستطيع أحد من مسئولى حكومة الجنوب أن يعترض على ما يقوم به أفراد الجيش الشعبى من قطع الطريق على المواطنين ..!! ، والرجل حكى عن درجة الضيق التى يعيشها الناس هناك بالجنوب من الحالة الأمنية المزرية التى يعيشونها ، وكأن الحركة تود أن تقول انها جاءت للمشاركة فى الحكم مثل (مسمار جحا) لا تعمل ولا تسمح للآخرين بالعمل ، أو كما يقول المثل الشعبى (أكان شالوهو مابينشال وأكان خلوهو سكن الدار) هى هكذا الحركة الشعبية تملأ الدار فسادا ماليا وإداريا وتجعل الناس بالجنوب تفتك بهم حروبات القبائل وعصابات قطع الطرق ، أو كما يفعل ويقول صعاليك الكتشينة (يا فيها يا نطفيها) ..!!
|
|
|
|
|
|