|
|
 اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة
|
في احد طفحانات قهر وبؤس فلاح و فلاحة كنت انا ,,, كنت فقط لان لابد ان اكون وفق لقانون الصدفة الفوضوي ... جئت الي هذا الكون دون اي تخطيط سوي تخطيط الصدفة القدري ,,, جئت الي هذا الكون دون سابق معرفة او علم احد سوي الشقية امي و ذلك بملاحظتها لتغيرات حياتية علي جسدها وطوفان من مشاعر الشقاء علي جدار زاكرتها المهترئة,,, بتلكم التغيرات ادركت بحسها الامومي ان هنالك كائن أتي ... وكالعادة سكنتها حيادية المشاعر.... لم يدر بخلدها ان تسأل عن نوعية القادم هل هو ذكر ام انثي فقط خلدها تخنثر بمادة ان الاتي هذا سيكون علي يديه حتفها كحال اي ام عالم ثالثية . للامانة اتيت الي هذا العالم دون رغبة احد ايضاً.... فللامانة مع امي حق في الخوف ... لان أسوا عقوبة يتعرض لها الانسان هي تصميمه ان يكون أم في ريفنا الحبيب... ريفنا الحبيب عبارة مضحكة صح؟...
استقبالي كان بابتسامة فاتره ذبلت علي شفتي ابي قبل ان تري النور وتعليق اكثر فتوراً ( امة محمد زادت فرداً) ,,, توالت مراسيم الاستقبال المفتعلة .... الراحة النفسية التي انتابت امي لحظة اطلاقي صرخات العذاب ... راحة مصدرها انها لم تزف حورية جراء ميلادي... زغرودة مجروحة انطلقت من حنجرة خالتي معلنة رجولتي ... وكذلك بعض ادعية كاهن القرية التي عمدتني ان اكون مسلم رغم انفي... هكذا كان الميلاد واستقباله. حملتني امي في اواخر الامطار وفي بدايتها وضعتني بالتأكيد لم تخطط لذلك ولكن غريزتها الفلاحية كانت الهادية.
لي قناعة لا يسندها اي منطق اني ولدت في زمن اكتشاف الورق في قريتنا... ترتيبي السادس بين عشرة اشقاء ... كنا عشرة ربما بسبب خصوبة امي الزائده او فحولة ابي وربما لاننا اتينا في زمن لم تكتشف فيها حبوب منع الحمل بعد ... فإذا توفرت تلكم الحبوب اللعينة انذاك فبكل تأكيد سأكون احد ضحاياها ... ولدت في زمن اكتشاف الورق وهذا الاكتشاف يريحني ويميزني فانا ترتيبي السادس بين عشرة اشقاء وتدوين زمن الميلاد بدأ بي ... في دفتر مهتري ومتأكل لم يكتب اسمي لان ابي لم يهدي الي اسم بعد .. ( في هذا الدفتر وجدت الاتي ... التاريخ 6-6-1974 ولد لي ذكر ... اللهم أسالك ان تحفظه وتهدية الصراط المستقيم) هذه كانت دعوة ابي المكتوبة لكن علي ما اعتقد انها دعوة ضلت طريقها او لم تزاول مكانها ... منطق ان الورق في بلدي اكتشف عند ميلادي لان ابي بكل تأكيد لم يتعلم القراءة والكتابة في ذاك الحين بالتأكيد تعلمها في صغره ... ولماذا انا بالتحديد واخوتي الذين يصغرونني فقط مدونون ... هل كان ابي كسول لحظة ميلاد السابقين ... بالتأكيد لا.)
تشبست بالحياة وكل يوم ازداد تشبثاً ... حصلت علي شهادة اجتياز امتحانات الامراض الستة بمقبول ... كل معاركي مع الملاريا , البلهارسيا , الكلازار وكل ما انتجته البيئة الفلاحية من اوبئة ومحن ... في كل تلكم المعارك كنت المنتصر ومقياس انتصاري اني لم ازل علي قيد الحياة صرف النظر عن اي نوع من الحياة. عقلنا الفلاحي احتال كثيراً علي اوبئته المنتجة محلياً , تارة بتمائم وتعاويذ اجتهدت فيها عقول الكهنة و تارة اخري بعروق الاشجار وثمارها.
قدرنا في تلكم المرحلة ان نولد في ازمنة مجانية التعليم وهذا السبب الرئيسي لارتدائي الزي الافرنجي اليوم... فالزي الافرنجي كان قد رسم واعاد صياغة احلام واشواق الفلاحين لاعتقادهم الجازم ان فيه تكمن العصا الموسوية للقرن العشرين ...فلي مع هذا الزي حكاية :
( عندما احرزت المرتبة الاولي في السنة الثالثة ابتدائي اهداني خالي الذي يعمل سائق متجول حذاء جميل ... مغلق من الخلف فهو انذاك كان جميل ربما جماله يكمن في وحدانيته فهو حذاء وحيد لا يوجد مثيل له الا عند ابناء مفتش المشروع ... هذا الحذاء بقدر ما جلبه لي من سرور بالمقابل جلب لي كم من الاسي ... فالاسي يكمن في انه تركني معلقاً .... فلم يتسطع ذاك الحذاء اللعين ان يرفعني الي رتبة ابناء مفتش المشروع الذين يرتدون الاحذية والملابس الافرنجية ولم يتركني كي اعيش كما السابق مثل الاخرين... فنشاذ ذاك الحذاء يكمن في عدم تناسقه وتجانسه مع ما ارتدي من اثمال ولا يتناسب البته مع اللون الرمادي لقدمي ... فاصبحت محل سخرة ابناء مفتش المشروع والاساتذه الوافدين والامر اصيت ببغض وكراهية ابناء طبقتي لتلكم المحاولة الانسلاخية النشاذ.)
عندما ارتديت ذاك الحذاء اول مره تهللت اساور امي قائلة ( يا بركة المهدي و خليفتو تلبسو في البلاط ما في الطين دا .... تلبسو انشاء الله وانت موظف كبير ) .... دعوتك وصلت يا امي و لكن عوملت بحرفية؟
في مثل هذا اليوم اتيت الي هذه الدنيا و بالصدفة البحتة و هذه الصدفة لازمتني طيلة حياتي ... ترعرعت صدفة و بنفس الصدفة كان تعليمي و عملي و اخشي ان تلازمني هذه الصدف كثيرا فيما تبقي.....
اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة
حافظ
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: عبد المنعم سليمان)
|
| Quote: اذن سنحتفل هذا المساء يا صديقي بخروجك الى هذه الدنيا سالما غانما |
منعم يا صديقي سلامات و شكراً علي المرور ..ز بس ما قلنا التهاني غير واجبة و بعدين تعال
شنو قصة سالم و غانم دي ؟ انت فهمك للسلامة و الغنامة (قريبة من غنماية) فهمك للسلامة و الغنامة شنو يا حنين
اقعد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
الغنامة والسلامة يا حافظ
انت طلعت تووش كدا من بطن امك وطبعا جاراك دايه ما حتكون اتولدت في الدايات فطلعت بسم الله والحمد لله سالم وغانم لا وحمه
في الجبهة لا لحمة في الصفحه واحمد الله جيت كدا انا بعرف زول طلع من بطن امه بعين واحده ووحمتين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: عبد المنعم سليمان)
|
Quote:
الغنامة والسلامة يا حافظ
انت طلعت تووش كدا من بطن امك وطبعا جاراك دايه ما حتكون اتولدت في الدايات فطلعت بسم الله والحمد لله سالم وغانم لا وحمه
في الجبهة لا لحمة في الصفحه واحمد الله جيت كدا انا بعرف زول طلع من بطن امه بعين واحده ووحمتين |
الحمد لله يا منعم انا اتولدت علي يد امهر يد داية حبل يا منعم.... و الما بعرفوا ولادة الحبل ... ولادة الحبل دي
المرأة ال ربنا غاضب عليها و أوكل اليها مهمة ان تكون ام ... يعني المرأة دي اشقي انسان في الدنيا ...
يعني بعد الطلق يستمر لفتره و تجي اللحظة الحرجة ... اللحظة الحرجة دي لازم تجي لو ما جات المره تمشي المقابر
ما في دكتور او اوكسجين و من هنا جات الولادة موت .... و قبر النفساء مفتوح 40 يوم ... المهم وقت تجي اللحظة الحرجة دي
الام تبرك علي ركبها و يربط حبل في القطية تمسك به الام و من الخلف مثبتة بإمراة ليها ضل ...بعدين ببدأ القطع لحد
ما التعيس دا يطلق صرخات العذاب ... و بعدها يكون الرتق ..... ااااااااخ من المك يا امي ....أأأأأأخ من تعاسة الريفيات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: عبد المنعم سليمان)
|
35 عاماً من القهر
عمرك فيما افنيت؟
اليس هذا احد اسئلة القبر الجوهرية؟؟؟؟ .... عفوا احبتي اذا سئولت هذا السؤال و الله بكل امانة اعتذر و اترجا السائل تغيير السؤال او الاستعانة بالجمهور و هنا الجمهور احبتي بسودانيز اون لاين ....
عمرك فيما افنيت....
عام للملاريا... بمعدل رقاد 10 ايام في العام بالملاريا ... المجموع يكون 350 يوم ... سنة الا 16 يوم ... لكن فلنقل سنة هنا تبقت 34 سنة ....
عامين ... البلهارسيا, الكلازار , امراض الطفولة الخمسة , البرجم, و امراض اخري غير مرئية ... المتتبقي 32 عام....
عام واحد ... احزان و دموع علي موت الاحبة .... شهاب الامين , الصادق عباس , عديلة و اخرون ... 31 عام....
3 اعوام ... معاكسة الفتيات و اقلاق مضاجع الكبار.... 29 عام
15 عام ... دراسة و مذاكرة مع سخف الاساتذه و الكماسرة ... و هنا المتبقي 14 عام
10 اعوم البحث عن عمل و العمل في حد ذاته ... اضافة الي تفاهة ارباب العمل ... تبقت اربعة اعوام لم ادري اين قضيتها.
حزين الي حد الثمالة .... جبان الي حد اني لم تواتيني الشجاعة ان اضع حد لتلكم السخافة التي تسمي حياة .... حياة اشبة بالسلم و الثعبان .... ما ان اصعد درجات و الا ابدأ من الصفر .... انها حياة غير جديرة بان تعاش...ز انها 35 عام من القهر ليس اكثر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
والله يا حافظ حكايتك دي ذكرتني بقصة زول درس هندسة حب بنت من الدفعة بعداتخرج قعد سنتين عطل ة سااي لقا اشتغل بعد سنتين من الشغل
خطب الزميلة بعد 3 سنوات اشترى الارض قعد ست سنوات شغال بني البيت بعد سنتين من يناء البيت اتزوج الزميلة بعد سنة من الزواج مات
دي حالة دي
الحياة دي لو فيها زمن اضافي مالو ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
انها حياة غير جديرة بان تعاش ... حياة غير عادلة علي الاطلاق ... ففي هذه السنوات ال 35 شهدت انهاك جسد امي , و انتهاك حرمة وطني ,,, موت الاحبة و الاخوة ... عفوا علي كلمة الأخوة فكلمة اخي هي الوحيدة التي تنفي الاخوه .... هكذا قال مريد البرغوثي ...
في هذه السنوات عرفت كم هو رخيص الانسان في الارض التي تسمي السودان ... رخيص لدرجة ان سعره لا يفوق 2 دولار سعر الطلقة ... و في كثير من الاحيان الطلقة تقتل أكثر من شخص و هنا السعر اقل....
لم ازل متمسكاً بالحياة و علي لساني ان باكر قد يكون جميل ... و لكن في اقصي الدواخل ان بكره اسوأ و للاسف دوماً النبوه الاخيره تتحقق....
و هل سوف يأتي يوم جميل؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: عبد المنعم سليمان)
|
Quote: منهك ليه ما كنت قبل شويه فل الفل حتى ساسكيا قالت لي صاحبك دا كيوت
قلت ليها كيوت باللبن
احكي يا حكاي بلاش حكايات المثقفاتية دي معاك .. |
ساسكيا الجميلة عليك الله سلم لي عليها ... و الله يا منعم بالجد منهك و زاد الطين بله الازمة قامت علي بلا الازمات الحايمة
و فتك بعافية يا ملك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
احكي ليك دي قبل ما تنوم يا صديقي
قبل شويه اتصل بي ازهري هاشم في موضوع ودعوة غداء وكده
قال لي انا حادعو نادية (قصدو صاحبتنا اللطيفه ناديه السر)انت حتدعي منو
قلت ليه ادع ناديه وسادعو الزبانية
تصدقت جيت ع بالي الوكت داك
___
كلا لو تعلمون
....
اشوفك الاحد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: عبد المنعم سليمان)
|
حافظ
منعم شكلوا عاوز يلعب معاك البوست راس
اقو ليكم حاجة مع السلامة ممكن البوليس يجي يعمل
كشة هنا وانا اروح فيها ساكت .. انا عارف علاقتك بمنعم شنو
انتو الاتنين ( ليس حبا في الخمر ) هسه الواحد ممكن يجيب عبار ملفوف ورق سلفان
كلز سنة وانتو لاطين اقصد طيبين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: Sidgi Kaballo)
|
د. نجاة تسلمي يا حنينة
Quote: عشرة عبابر من الاعجاب والمودة
عمر سعيد ومديد
|
لكن صدقيني بالعشرة ديل برضو النوم ما جاء .... الليله تكون امي دعتني بعد ما اتذكرت الالم
استاذي الجليل صدقي كبلو .... شكراً ليك لكن والله تهانيك دي صعبة شوية علي كل بحاول القي ليها مكان
Quote: وتعرف يا داب 35 سنة باقي قدرها خلي الفات سويت فيهو شنو الجاي عايو تعمل فيهو شنو؟
أو أكون طيرتها من رآسك |
والله يا دكتور الباقي من العمر بالحاصل دا ما اظن الزول يعمل فيهو حاجة بس ربك يهون .... و تعال يا استاذي هي قال ليك
مستانيك انت تطيرها طارت قبيييييييييل و المخزون انتهي ... برضو عمر مديد؟؟؟؟؟ تشكر يا استاذي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
في هذه اللحظة من الليل... حين ينام الناس في بلادي ... امي أتاه الطلق ... فيا أمي لا تدرين كم انا مقدر احساسك بالألم و الخوف .... في هذه اللحظة اكثرت امي من دخول المرحاض بينما أمراة متجبره تدخن السجائر ... ذاك النوع الردئ من السجائر تدخنه بنهم.... حله المونيوم بيضاء بها ماء يغلي موضوعة في وسط راكوبة الحصير التي لا تقي الحر ..... خالتي نورا منشغله بتجهيز ادوات و مكان زبحك يا امي ... كل هذا حدث بينما انا بكل انانية ووقاحة ارسل شحنات من الالم دون رحمة .... تتلوين ... تقطبين وجهك بألم ... تلعنين اليوم الذي فيه صممتي ان تكوني انثي ... فقط في هذه اللحظات جيداً تعين لماذا ورد في ديننا الحنيف ( وليس الذكر كالانثي ) ... تعين جيدأ لماذا النساء ناقصات عقل و دين ... و ترددين صدق رسول الله ... فعلا نحن ناقصات عقل و دين ... فانسان بكامل قواه العقلية لا يمكن ان يجرؤ علي ذاكم النوع من االعمل المميت مهما كانت الدوافع ... جيداً تتذكرين مقولة اليهود عندما يهل عليهم يوم جديد ... تتذكرين لماذا يرددون ( احمد الله الذي خلقني ذكر)....
تتزايد عدد مرات ذهابك الي المرحاض مع الزمن ... فهنا الذهاب الي المرحاض داله في الزمن ...تتزايد عدد زيارات المرحاض الي ان تصلين مرحلة لا رجعة منها ... و هنا اللحظة الحرجة ... هنا لحظة الزبح ... لحظة القطع من خلاف ... و اصلاح ما افسدته سكين المرأة المتجبره .....
ولد صلاة النبي .... هكذا تردد النساء غير الحاسدات , اما الاخريات فيرددن ... تاني ولد؟ ... و هنا تنسين كل الالمك و تبدأ التحصينات من العين و التحصينات التي سمعتها عندما سأمت من اطلاق صرخات العذاب كانت علي شاكلة....
قهرتكن بالله و النبي المولي ....
قهرتكن بالقاهر و النبي الطاهر ...
و تلكم التحصينات و التعاويذ دوماً في السر .... اما للنساء من الصنف الاول , النساء غير الحاسدات فتردين عليهم بابتسامة مؤلمة علامة الرضا .... تحسين بالارتياح ان المولود ذكر ... هذا الارتياح ليس مصدره فقط ان الذكر خير من الانثي و لكن مصدره انك لم تساهمي في انتاج ازمتك علي الاقل , فانجاب انثي في تلكم البيئة جريمة لا تغتفر علي الاطلاق.....
لم ازل اصرخ بمرارة .... نورا خالتي تهدهدني بينما اخريات منهمكات في تريب فراشك .... مشمع احمر من البلاستيك ... غطاء احمر وهذا الغطاء الاحمر له استخدامات اخري ... كل الالوان حمراء ...( فالاحمر اشرف من كل الالوان هههههه)... هذا الاحمر وضع خصيصاً كي يمنع احمر أخر من الظهور... منضده بالقرب منك بها ماء مخلوط بحريق الورق المتكثف و تسمي محاية ... مصحف حزين غير أبه بنجاسة النفساء موضوع ايضاً علي المنضدة بغرض حمايتك .... فقط كنت اصرخ ... لم اتذوق حليبك لعدة ايام و علي ما اعتقد يا امي ان فكرة الانتحار جأت مع ميلادي و لكن معها كانت عادة الخوف من الموت ... اخيراً عدت اشرب حليبك بنهم ... لان لاخيار اخر either to take it or to leave it ....كاهن القرية اذن في اذني و تمتم ببعض الادعية ... صوته كان رخيماً مما دفعني الي النوم و لكن اثناء تمتمه امطرني بوابل من البصاق مما أثار غثياني .....خالتي نورا في الترتيب بعدك تماماً جسدياً ووجدانياً مني ... تسقيني ماء مغلي بالسكر و الملح و لكن اجمل منها كانت تسقيني دمدمات طفولية علي انغامها اغفو... و من هنا ادمنت عادة ادمان الطبول و الرقص علي ما اعتقد؟ .... ابي كان بعيداً كل ما يفعله الاحتجاج علي بكائي:
الاب: الولد دا مالو ببكي كدا؟ و هذا الاحتجاج دوماً بتأفف و ضيق
خالتي نورا: هي يا اخوي ما ياهو حال الجهله
ابي كان بعيداً ... لقناعته انك لا تصلحين لشئ في هذه الفتره.... يأتي في الصباح يطمئن علي سير العمل و ان مولوده الذكر علي ما يرام و يحتج علي سبب بكائي ثم يواصل روتينه....
عفواً امي لم تأتي لحظة في حياتي ان اشكرك لان عبرك اتيت لهذه الحياة.... اسف علي هذه الوقاحه و لكنها الحقيقة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يوم ميلادي فالتهاني غير واجبة (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
بأسي و حزن كنت انظر الي الاواني الموضوعة في المنضدة امام امي كي تقتات منها .... اواني مليئة بالنشاء و المريسة و بعض المواد الغذائية الاخري خانتني الذاكرة في استحضارها ....كما لم يزل المصحف اليتيم المغلف بقماش عاني كثير من العوامل المناخية .... لم يزل ذلك المصحف موضوع في المنضده للحراسة ... كما لم تزل خالتي نورا تمارس عملها اليومي الذي تحول الي روتين ممل .... فكانت تقوم بغسل امي و انا .... اضافة لجلوسها الدائم مقابلة لامي ... و هذا الجلوس لا ينقطع الا عندما تتأكد ان هنالك شخص معنا نحن الاثنين, لان ترك النفساء وحدها قد يجلب بعض الارواح الشريرة..... نساء القرية دون اتفاق مسبق يأتين لتخفيف الالم عني امي .... و ذلك بسردهن عظمة الامومة و الاعظم منها ان تكون المرأة ام لذكر .... فالعبارات التي كنت التقطها من جلسات تلكم النسوه كانت علي شاكلة:
( و الله يا حليمة الله يخلي ليك الدكور .... انتي عارفة قال ليك وقت يلدوا ولد دكر الطير في السماء يقول يا سلام الليله جابوا لينا راجل يحش و يزرع و نأكل من زرعو..... البهايم في الزريبة يقولن الله الليله جابو لينا راجل لو سرقونا الهمباتة يتحزم يرجعنا ... ولو المطر وقف يختر (يسافر) يأكلنا ... والله يكفينا شر الاناتي) ... و القيل و القال يكثر في تمجيد الذكورية من قبل تلكم الاناث و في كل هذا امي مستمعة جيده وابتسامة رضا تزين وجهها, و حتي لا تجرح اي من تلكم النسوة و خاصة اذا كانت احداهن تنجب اناث ...فتردد امي بغرض المواساة قائلة :-
والله الولد و البت كلو واحد .... و تكتفي بهذه الجملة فاتحة شهية النساء للسرد في تمجيد الذكورة.... عبارات كثيرة كنت التقطها من هؤلاء النسوة و هن منشغلات في نسج السعف او الطواقي .... كما لا انسي العبارات البذيئة التي يطلقنها دون حياء غير أبهات بوجودي... و كلها عبارات متعلقة بالسرير. و عنما تذكر العبارات التي لها علاقة بالسرير احس بأسي عميق تجاه الارامل , و دوماً لا تخلو تلكم الجلسات من ارملة .... فهذه الارملة التعيسة يعلو وجهها الاسي اول ذكر السراير, اما المطلقات فلا يأبهن لشئ و انما يشاركن في ذاك السمر بفعالية. كل هذه الزكريات التقطتها و انا لم اصل اليوم السابع.... في اليوم السابع كانت هنالك جلبة و ضوضاء فوق المعتاد, ازداد عدد النسوة, قدور فوق الحجم المعتاد منصوبة علي الجمر, ابي في حالة همس دائم مع خالتي نورا ... و الهمس كان حول احتياجات الوليمة .... امي لم تزل ملكة في عرشها الاحمر و ستظل علي هذا الوضع ربما لمدة اربعين يوم.... بعد فترة اكتشفت ان تلكم الضوضاء كانت بغرض منحي تمييز .... ابي اطلق علي اسم حمدان و علي ما اعتقد تيمنا بحمدان ابو عنجة احد قادة المهدية, و لكن امي اطلقت علي اسم حافظ و قد كان... فدوماً الاسم يكون اسم الشخص اللصيف لانعدام شهادات الميلاد.....
عند العصر كنت انا و امي فقط لان في اليوم السابع للميلاد الارواح الشرير تكون قد ملت التلصص علي امل الدخول في غياب الحارس ... في ذاك اليوم سمعت النقارة و الاصوات الصادرة من حناجر الرجال لاول مره ....هذه العريكة اثارت كمية من الغبار و الاتربة مما جعلني اعطس لمدة ثلاثة ايام من انتهاء الحفل... الحدث حدث ميلادي لم يكن سعيد لدرجة ان يقام له احتفال في اليوم السابع و لكنه شوق الافريقي للطبول... بعد انتهاء الليله السابعة لميلادي خلي البيت الا من الاقربين و عاد ابي ينام في القطية المجاورة لقطيتنا كما المعتاد... أمي صارت منشغله كثير بأبي و في احيان عديدة عندما اصحو فجأة اضبطها تثرثر مع خالتي نورا عن خوفها من علاقة أبي و احدي جراتنا المطلقات ,,, اتظاهر بالنوم حتي استمتع بتلكم الثرثرة الغير مفيده. بعد ايام لم اعد اتذكر كم كان عمري لاحظت امي ان درجة حرارتي مرتفعة جداً ... كما انني اشعر ببرد و الم في مفاصلي .... سقتني خالتي نورا نقيع الحلبه المخلوط ببعض الاشياء التي لم أعد اتذكرها لكنها لم تجدي نفع و اصيبت بالتشنج.
صرخت امي مستغيثة: الحقيني يا نورا وليدي جاتوا حبوبة العيال.
ركضت نورا الي الداخل و هي تصيح: ما ترفعي ما ترفعي...
تركوني علي ذاك الوضع و جسمي متيبس بينما يتطاير الزبد يتطاير من فمي...خرجت خالتي نورا و اتت بعشب متقد و طفته علي جبيبني لكن للامانة لم احس بشئ.... بعدها حملتني بايديها الخشنة و غمستني في الزير ... عدت الي حضن امي و انا متدثر بغطاء لكل جسمي ... و بدأ التأنيب , تارة من خالتي نورا ومرة اخري من جدة تخص ابي:
خالتي نورا تعاتب امي قائلة: الله ينعلك يا مبدولة (متخلفة), انا قلت ليك ما تخلي الود فاتح اي زول يجي يشوف فوقو .... اها خلاص ادو عين ... اعوذو بالله منهن نسوان مين .... لم أعد اتذكر .... ديل عيونهم حمرا الله يجازيهن.
و تردف جدتي قائلة: ولادة بلا هيادة (ترتيب), الواحدة ام الدكور ما تداري علي نفسها ... عين الدكور دي هينة.
لاحظت ان امي لم تقبل كلام جدتي كما تفعل مع خالتي نورا لكنها تلوذ بصمت ماكر.....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
حافظ حسن ابراهيم
عبد المنعم سليمان
معتصم ود الجمام
Sidgi Kaballo
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست