|
( أوركيد بري ... و سنديانة) ...
|
قال يافع لخمسينية: أحبك قالت : أنا تربة عقيمة و جذور جافة و فروع تساقطت أوراقها قال : تربتك مليئة بسماد السنين ، و جذورك مترعة بعصارة المواسم المطيرة و فروعك لا تزال مسامها تنتظر دمائي أضخها لتنبت أوراقاً أكثر نضارة تنضح الندى عند كل إطلالة شمس. قالت : لن أحتمل كل هذا و ذاك ... بل إحتمالي دون قدرتي على سماع هذا الحديث الذي يزلزل كياني .. فأرفق بي .. فلم أعد أحتمل قال : إذن هناك بدواخلك .. و في قاع روحك ما يحتاج لهذه الزلزلة .. فأمنحيني الفرصة .. لأحرك سطح هذه البركة الساكنة قالت : كنتُ قد أغلقتُ هذه النوافذ ... ردمْتُ هذه البرك ... قال بتوسل : لِمَ ... إن كنتِ قد فقدتِ بعض الأمل .. فها أنا أطرق كل الأبواب و أنقر على نوافذك .. بل على إستعداد أن أتسلق أسوارك مهما علتْ .. و أن أحفر بأظافري تربتك .. فقط دعيني أحاول .. قالت : سيصيبك الملل بعد عدة أعوام قال : حبي لك مربوط بحبل روحك السري ... لن يفرقنا إلا الموت قالت : ما زلتَ في ريعان شبابك ... فلم تطفيء زهرة عمرك معي ؟ قال : أعلم أن حياتي دونك ستكون كقناديل البحر لا أثر لها على سطح الماء... بل في القاع لا يرى غيرها توهجها. قالت : بحاري مستكينة و ليست لسفنك .. فأبحث عن نهر جارف تنزلق فيه قواربك .. و صخوراً ناتئة تناطحك فورتك و فتوتك. قال : أريد أن أشق عباب لُجتك لعلمي بأن مجاديفك قد خبِرتْ أمواجها و عواصفها .. فدعيني أترك لك دفة سفينتي و أنعم برحلة لا يعكر صفوها أي معكر ,, قالت : ستغرق و تغرقني معك حتماً .. قال : سنكون على الأقل معاً .. و هذا مبتغاى .. قالت : إلى هذا الحد ؟ قال : كل سنة من عمرك تغلفني بطمأنينة .. و كل تجاربك هي جدار متين أسند عليه ظهري المنهك .. و إبتسامتك الرزينة تسكب فيني فيضاً من السكينة .. قالت : أخاف أن تهجرني يوماً ما .. قال : فأعرفي تلك اللحظة بأنني أريد أن أموت بعيداً عنكِ... قالت : أخاف عليك من هجير صحرائي ... قال : حبك خيمتي و مضارب عشقي و واحة شوقي فنظرتْ إليه الخمسينية ، و هي تحس بأن لحاء سنديانتها قد إكتسى لوناً خمرياً. و فرْحتئذٍ ... كان مجموع عمريهما مقسوماً على إثنين ... ( أوركيد بري ... و سنديانة) ... و أحستْ بأن جذورها قد عادت للتسلل تحت طبقات الثرى لتنطلق تبحث عن رحيق الحياة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ( أوركيد بري ... و سنديانة) ... (Re: نادية عثمان)
|
يا صاحب .. رن هاتفها ببطئ رفعت حاجبهاالأيسر كعلامة استغراب , وهمهمت في سرها لا شئ يستحق كل هذا الصهيل غمزت فيه شيئاً , كتمت ضوضاؤه فماتت أجراسه دون صوت أنزلت سارية الدهشه مرفرفة كي يصيب سهمها ضجيج العالم ببعض سكون
يا ااااخ احب الأوركيد البري اللئيم كما انت
أعدت لي ما افتقد بالحاح في الصباح الجميل
فشكراً لا توفيك وأنا أعمل بفقري أكثر من سواى
| |
|
|
|
|
|
|
|