شمس المشارق - غير أنهم لا يكذبون ونحن نتنفس الكذب شهيقاً وزفيراً.. مؤمن الغالي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2009, 11:28 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شمس المشارق - غير أنهم لا يكذبون ونحن نتنفس الكذب شهيقاً وزفيراً.. مؤمن الغالي

    هذه سياحة في بعض اعمدة الكاتب القدير مؤمن الغالي ذلك المبدع حد الدهشة

    أين نحن منهم (1-2-)
    31/03/2009



    جزى الله الفضاء كل خير.. ونضر الله وجه أي قناة فضائية.. والمجد والخلود للأثير الذي يزودنا يومياً بما لا نعلم.. وبارك الله في ثورة الإتصالات.. وبهاء الأقمار الصناعية.. التي جعلت.. من العالم أصغر من «حِلة» في مجاهل.. بورندي.. أو «فريق».. في آخر الدنيا.. في «الإكوادور» نعم.. يا لروعة المشاهدة.. والتجول في أنحاء الدنيا.. وأنت جالس على كرسي.. أو متكيء على «مخدة».. في سرير بائس ومهتريء.. أو «مصنقر» على بقايا «إكليم».. أو فرع من سجاد.. أو حتى «تبروقه» ورثتها من جدك الذي إستشهد أسفل جبل كرري..

    نعم.. هي متعة المشاهدة.. ومعرفة المعلومة.. رغم طوفان الدموع.. المتدفقة من أعيننا.. حزناً وأسفاً على واقعنا التعيس.. ونحن نقارن حياتنا.. بحياة أولئك الكفرة.. في أوربا.. أو أولئك الأوغاد في الضفة الأخرى من الأطلنطي..

    ونشاهد.. ونسمع.. ونتوجع.. وتماماً مثل الأنيق البديع.. «الدوش».. نأسف على حالنا الذي لا يسر عدواً ولا صاحباً.. و«نحسد» «عديل» هؤلاء الخواجات وهم يعيشون الحياة.. ونحن نكافح أو نناضل.. أو نناتل «الحياة».. لن أحدثكم عن قيمة «الدقيقة» والثانية.. عند اولئك.. ولن أقارنها.. بتسرب الأيام والشهور والسنين من بين أصابعنا.. كما يتسرب الماء من الغرابيل.. ولكني أسأل.. في غضب.. لماذا هم كذلك.. ولماذا نحن هكذا..؟.. أهو التقدم العلمي الكاسح.. أم هو الشعور بالمواطنة والأوطان.. أم هي ثقافة العمل والإنتاج.. وعدم إنفاق العمر وبعزقة الأيام في (الفارغة والمقدودة).. وأضرب في عتامير التيه.. وأجوب الصحاري والبيد.. بحثاً عن إجابة ولا أجد غير الصدى.. وهو يرجع حاملاً معه نفس السؤال.. والطلاسم.. وأسأل.. لماذا نفشل ولماذا ينجحون؟؟.. وأسأل.. لماذا يتواضعون ولماذا نكابر.. وأسأل.. لماذا نكذب ولماذا يصدقون.. وأي فريق أكثر تفكراً في مخلوقات الله؟.. هل نحن.. أم هم؟؟

    وقبل.. الإبحار نقول.. إنه من آيات الايمان.. والاطمئنان.. أن نرى الكون بعيون تمجد الخالق.. وأن يكون ذلك.. أولاً.. داعياً من دواعي.. الإيمان بقدرة خالق الكون.. وثانياً.. أن نستخلص الدروس.. والأمثلة.. ولنتعلم ومن وحي المشاهدة.. نبذل الجهد الفكري والعضلي.. لنجعل الحياة أكثر سهولة.. ونأتي لمثال.. من صنع البشر.. بعد التفكر ملياً في صنع الله الذي انشأ الكون بأرضه وسمائه.. تأمل «عباس بن فرناس» في الطير.. وهو يطير في الفضاء محلقاً باجنحة.. تحمله.. إلى طبقات الجو العليا.. بغير أن تعبث أو تطيح به الرياح.. ولان «عباس» كان منا.. ومن مضاربنا.. فقد صمم أن يطير مثل الطير.. صنع أجنحة.. لجسده.. ثم ثبتها بالشمع.. وكان لابد للشمع أن «يسيح» وكان لابد أن يطيح وتدق عنقه.. ونفس الخيال.. ونفس الأماني احتشدت في عقول اولئك الكفار.. راقبوا الطير جيداً.. ثم انكفئوا على قاعات البحث العلمي.. ثم «شرحوا» جسد الطائر.. ودرسوا الريش.. ثم خرجوا «بالطائرة» مستوحاة من تفكرهم في الطير.. وكذا توالت الاكتشافات.. ثم نظروا إلى «الحوت» والأسماك.. فكانت الغواصة.. ثم توالت الاكتشافات.. هم يتفكرون في مخلوقات الله.. ليكتشفوا.. ويبتدعوا.. وتتوالى.. لوحات إعجازهم.. وروعة خيالهم ونحن ننفق الساعات والأيام والشهور والدهور.. في الخرافة.. والتيه والإمعان في الجهل.. والخوض في لجج الدجل والشعوذة.. وكان لابد أن تمتليء طرقاتنا.. بأشكال وألوان من الاستهبال.. والاستسهال.. واللعب على عقول البسطاء.. واذهبوا إلى «كراتشي» حيث يناهض الجهل العلم.. وزوروا موقف جاكسون.. لتجدوا الصيدليات الشعبية تبيع اي شيء في «طبلية» واحدة.. بها سم الفار وأكياس بياض الأسنان.. ثم دواء السرطان.. وعشب ضد «الايدز» وآخر «يقلع» البواسير كما تقتلع الشعرة من العجينة.. والحكومة تتفرج.. والمحلية.. لا يهمها من الأمر غير إيجار الطبلية.. والمجلس الطبي.. بل كل وزارة الصحة.. تقف من الأمر.. كما غزالة «العبادي» في موقف المفضوح.. والنتيجة.. هي حمل مواطن.. ومواطنة.. كل يوم.. كل يوم.. إلى مقابر الصحافة.. أو حلة حمد.. أو البكري.. أو أحمد شرفي.. وحكمة الله.. الذين يتفرجون وبيدهم القرار.. لا يزورون هؤلاء المشعوذين الدجالين.. بل هم ابداً على متن الطائرات إلى.. الأردن.. أو «هارلي ستريت» أو على أسوأ تقدير.. في «مستشفى القصر العيني بقاهرة المعز.. وغداً نحدثكم عن صدق اولئك وكذبنا الذي.. نلونه ونطليه بفاقع البوهيات
    أين نحن منهم (2-2)
    01/04/2009


    ومازلت.. أقارن.. أبكي واتحسر.. أنظر في دهشة.. الى عالم النصف الشمالي من الكرة الأرضية.. ثم أنظر في أسى الى عالمنا الثالث.. فأبكي.. وانتحب.. كيف لا وأنا أقيس تقدمهم وتخلفنا.. «وألقى الفرق شاسع».. واسأل.. ولكن لماذا؟؟.. ولا أجد إجابة واحدة.. غير أنهم لا يكذبون ونحن نتنفس الكذب شهيقاً وزفيراً.. ومهلكم.. أنا لا أنزه هؤلاء الكفرة.. بل أعرف أنهم يأتون بأفعال تغضب حتى الشيطان.. يفعلون.. ما لا أستطيع كتابته أو حتى الهمس به.. ولكنهم لا يكذبون.. لا يكذبون.. لا يكذبون..

    ولكم أن تسألوا.. لماذا طافت بذهني.. كل هذه المعاني.. ولماذا.. أنا مهتم فقط بالكذب ولا شيء عداه من الموبقات.. وهنا أقول.. إني أستلهمت كل ذلك.. من تلك العادة.. التي أبداً تأتي في أول أبريل.. وفي هذا اليوم تحديداً.. يتحرر الخواجات من ذاك التقليد الصارم الحديدي.. وهم يمارسون في انضباط الصدق.. حديثاً ومعاملة.. إلا في الأول من أبريل.. وهم يروحون عن أنفسم بكذبة بيضاء على سبيل الدعابة وكسر الروتين.. والخروج عن المألوف.. وكل الأمر.. أمر كذبة أبريل لا يعدو غير فرحة.. وتنفيس عن الروح.. وأعجب منا ونحن أيضاً نمارس نفس «الكذبة».. كذبة أبريل متسائلاً: ما الداعي لها.. وكل حياتنا.. أكاذيب في أكاذيب.. في كل مرفق.. في كل ضرب من ضروب الحياة..

    وهاكم صوراً ناطقة من الكذب الذي يرفع له أعلاماً وبيارق.. ودلوني على شخص واحد توفي.. منتقلاً الى رحمة مولاه.. ونحن نفيض.. ونزيد.. ونبالغ في تعديد مآثره.. وهل سمعتم طوال تاريخ حياتكم عن رجل توفي غير أنه كان طيب المعشر.. دمث الأخلاق.. كريم الخصال.. سمح الشمائل.. باراً بأهله ووطنه.. كريماً.. شهماً وجواداً.. وكل هذه الصفات.. نقولها.. عند القبر لحظة «الدفن» ثم يوم رفع الفراش.. وبعدها.. تجلس هذه الكلمات في صفحات النعي بالصحف في طوفان دونه فيضان 46.. نعم نحن نقول كل هذا على «المرحوم» حتى وإن كان سكِّيراً.. مبتذلاً.. متهتكاً.. فاقداً للمرءة.. خائضاً في مستنقعات الوحل.. وعفن المجاري.. وطفح البرك اللزجة.. ودعكم من الأموات.. تعالوا الى الأحياء.. وراجعوا تلك المقابلات مع النجوم.. نجوم الفن والرياضة.. والسياسة والثقافة.. وهم يجيبون على أسئلة.. الصحفي أو المحرر.. وكيف أن النجم.. يفتري على الله كذباً.. يرسم بالكلمات لشخصه.. صورة ملاك هبط تواً من السماء.. وكيف أنه وفي طفولته كان كذا.. وكذا.. وكل صفة تمجد الإنسان.. و«الغريبة».. أنه يعرف أنه كاذب.. والصحفي السائل يعرف «البير وغطاها».. وكل الشعب الذي يقرأ هذا الكذب والإفتراء والبهتان.. يعلم ويقرأ.. ويضحك.. ويستغفر.. وأنا كثيراً وفي هذه المواقف.. اسأل.. «يا أخي الجابرك على ده شنو».. ومرة.. ضحكت حتى أستلقيت على قفاي.. وتماماً كما الإسكندر الأكبر.. وإحدى الصحفيات تسأل مطرباً.. عن طفولته.. وأخذ صاحبنا.. يتلو صفحته «التي قطعها من رأسه».. وكيف أنه ولد في بيئة صوفية.. ثم ذهب الى خلوة الشيخ فلان ونشأ وسط الإنشاد الديني ومدائح المتصوفة.. على «دقات الطار».. ولم أتمالك نفسي من الضحك.. على ذلك المسكين.. الذي.. كذب أولاً وأخيراً على نفسه.. قبل أن يكذب علينا نحن الذين نعرف حتى عدد «معازيم» سمايته.. ومازلنا مع الأحياء.. وراجعوا كل الحوارات التي أجريت مع بعض الساسة الذين مروا أنهم كانوا أطهاراً.. أمناء.. وشجعاناً.. ووطنيين.. وأبناء بررة للشعب.. وأنهم لم يرتكبوا خطأ واحداً طيلة سنوات حكمهم.. وأنهم كانوا في عدل.. عمر.. وشجاعة ابن الوليد.. وحكمة «علي» مجيبين على كل اتهام بالنفي.. رافضين أي تقصير أو خطأ أو إتهام.. وهنا نسأل.. إذن لماذا أطاح الشعب بكم.. أهو جنون أم بطر بالنعمة.. وختاماً.. إني أدعو في صدق.. الشعب الكريم أن لا يمارس عادة «كذبة أبريل» البيضاء.. فيكفي كثيراً الكذب الحقيقي.. الذي نمارسه علناً ويومياً.. وهو كذب يحمل كل الألوان إلا الأبيض.
                  

05-30-2009, 11:36 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شمس المشارق - غير أنهم لا يكذبون ونحن نتنفس الكذب شهيقاً وزفيراً.. مؤمن الغالي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    طعم الهزائم (1-2)
    04/04/2009



    الهزيمة .. راجعوا في كل بحور اللغة - قلِّبوا المنجد والمعجم ولن تجدوا حروفاً أكثر بشاعة ورعباً من الهزيمة .. والهزيمة أنواع وأشكال ومراسم.. هزيمة بطعم الحنظل وأخرى بطعم الدموع المالحة.. وثالثة أكثر دموية ورعباً وبشاعة تلك التي هي بطعم الدم. ولو أراد ربُّك بك عذاباً .. ونكالاً .. و«بشتنة) وألواناً من الخوف .. هو أن يبتليك .. بالهزيمة المزدوجة .. تلك التي بذات الطعمين طعم الحنظل ممزوجاً سائلها المر.. بطعم الدم..

    وأتجول مذعوراً في أدغال الهزائم .. أمشي على الشوك ويدمي جسدي .. في أحراش وغابات الهزيمة بطعم الحنظل.. وتلك أخف وأيسر الهزائم خطراً .. بالإرادة والصلابة واستدعاء مخزون القدرات البشرية الهائلة.. تجتاز حقلها المشتعل بالجحيم.. تقف بل تنهض من وسط ركامها الهائل المخيف الفاجع.. تنفض ما علق بك من رماد وغبار.. تنتصب مرة أخرى واقفاً.. لتبدأ المسيرة من جديد.. بروح جديدة،، مستلهماً من دروس وعبر .. المسالك التي قادتك إلى هذا الأتون المخيف.. وهذه أيضاً .. معاهد ومدارس وعبر .. منها هزيمة الجيوش النظامية في معركة أسطورية ووحشية.. وتفتح صفحات التاريخ لنجده يروي في تفصيل .. ملاحم ومواقع .. انهزم الإنجليز هزيمة بشعة في (رانلرك) أمام جحافل النازي .. فكان الحنظل هو الذي احتل ألسنة وحلوق الإنجليز .. ولكنه كان دافعاً وحافزاً للانتصار الكاسح على الريخ الثالث».. وهزيمة أخرى بطعم الحنظل .. كانت في (بيرل هاربور) واليابانيون يشعلون النار الهائلة في الأسطول الأمريكي ليصبح كتلاً من اللهب.. وكانت هزيمة بطعم الحنظل.. ابتلعها أبناء اليانكي .. رغم مرارة العلقم .. ثم صار (علكة) فتحت الطريق .. إلى (برلين) وهزيمة الفاشي.. و«شنق» موسليني.. واستسلام الإمبراطور .. الذي أطاحت بعقله .. هول قيامة (هيرشيما) وأهوال نجازاكي.. وشهدت عيوننا .. بل عشنا المأساة مع (ناصر) في يونيو .. وكان قدر الرجل أن يتجرع الهزيمة .. ذات الطعمين.. طعم الحنظل وبشاعة نكسة يونيو.. وفي غمضة عين .. صار سلاحه الجوي أثراً بعد عين.. تشتت عساكره في سيناء بين أسير وقتيل وتائه وجريح.. فتجرع (ناصر) حنظل الهزيمة.. ممزوجاً بطعم الدم .. نهض مرة أخرى واجتاز حقل الهزيمة بطعم الحنظل وهي هزيمته في الميدان .. ولكنه .. مطلقاً .. لم يتعاف من جرحه النازف الراعف .. وهو الهزيمة بطعم الدم.. هزيمته في صديقه ورفيقه وساعده ومعقل آماله .. ومحور أفكاره وسنده وعضده عبد الحكيم عامر .. وتلك كانت الهزيمة التي لم يبرأ منها ناصر ،، حتى وهو في قبره.. وما أفدح الهزيمة بطعم الدم ،، وتلك سنحكي وسنفرد لها سطوراً وصحائف..

    ونأتي إلى النوع الثاني من الهزائم وهي الهزيمة بطعم الدموع المالحة.. وهذه يمكن أن تكون مناحاً وعويلاً .. ويمكن لها أن تكون أفراحاً ودهشة وبشاشة.. هزائم العاشقين في دروب الحب الوعرة الشائكة المزهرة الممطرة .. تضحك وأنت تبكي .. تبتسم وجرحك ينزف .. تعفو وقاتلك يلهو .. تسامح ، وقاتلك مخضوبة كفاه .. بدم جرحك الدامي .. تبدع وتبتدع .. أشكالاً وألواناً من الحزن والمراثي ودوزنة الفجيعة .. تهب الناس من روحك ،، من عصبك .. سحباً من الشجن .. تتفتح.. وتتفجر كوامن الإبداع فيك.. لتنثر أزهاراً رائعة وملونة على الضفاف تعزي نفسك .. حتى وأنت ترثيها.

    أنت عارف .. لما اخترتك حبيبي

    كان في قلبي جرح يندي بالهزيمة

    ألم أقل لكم أن طعم الدموع المالحة لا يصادر ولا يغتال الحياة .. ها هو الذي انتاشته سهام الحبيب .. ينطق روعة ها هو يجتاز بحور طوفان الدموع.. ها هو يأمل .. يتمنى يحلم ثم ينهض لمواصلة الحياة..

    وتذهب إلى ميدان المعركة مشتعلة الأوار .. هيجاء مظلمة .. يتجندل فيها الفارس.. نازفاً مترجلاً عن صهوة الجواد.. و ....

    جيوش اشتياقي .. هزمتني زادت أنتي

    لو كنت بقربي لأسرها إجعل لحاظك أسنتي

    ومعركة هائلة غير متكافئة .. المنتصر فيها مهزوم .. والمهزوم فيها سعيد

    وتبقى أحلى الهزائم .. هي تلك الهزائم بطعم الدموع المالحة .. وكم من مهزوم

    مكسور مفجوع يستحلي .. بل يتلمظ طعم الدموع المالحة.. يستعذب

    مشاهد حبيباتها البلورية .. وكأنها حبات كرستال..

    ولكن تبقى .. أفدح وأبشع أنواع الهزائم .. تلك التي هي بطعم الدم..

    هي السكون .. والموت الذي ليس بعده حياة.. وتلك التي أخوض في بحيرة دمها غداً..
                  

05-30-2009, 11:40 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شمس المشارق - غير أنهم لا يكذبون ونحن نتنفس الكذب شهيقاً وزفيراً.. مؤمن الغالي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    طعم الظلم.. المر..
    13/04/2009



    قبح الله الظلم.. ولا أطال الله له عمراً.. في كل الكون.. ولست أعرف طعماً.. أشد مرارة تفوق ثمرة الحنظل نفسها مثل طعم الظلم.. والظلم.. ابشع انواع الامتهان.. والبشاعة والعذاب.. يقابله.. في تضاد بل في مواجهة.. صاخبة.. العدل والذي هو اسم من اسماء الله الحسنى.. ورب العزة.. ومن صفاته العدل.. بل اسمه مقرون.. بالعدل.. وكل الدنيا تعرف.. ان العدالة المطلقة لا مكان لها الا في السماء.. وفي الحياة الاخرى.. وعندما.. ينادي صاحب الصرخة الكبرى ليهب الناس من أجداثهم.. وتطوى الارض.. وتتبعثر القبور.. وتصير الجبال كالعهن المنفوش والكل.. امام ميزان الحساب.. الذي لا يهتز خردلة.. ولا ينتقص.. مثقال ذرة.. ميزان قسط عادل ومستقيم.. ومظلة العدل الحق.. منتصبة بين الحشر.. ورب العزة.. يحكم في ذاك العدل المطلق.. وعلى كتاب الفرقان المطهر.. تأتي الآية ساطعة في جلاء الشمس.. قائلة.. وما ربك بظلام للعبيد..

    ونحن هنا في الارض.. لا نطلب.. ولا نأمل.. ولا نعشم.. ولا نمني النفس بالعدالة المطلقة.. فتلك.. لا وجود لها.. الا عند رب العرش خالق الكون.. وخالق العباد.. ولكننا.. كنا ومازلنا.. نأمل.. العدل النسبي.. ونرضى بالظلم الذي يحدث سهواً وعفواً.. يتذوقه الناس في غضب وأسف وحسرة.. سواسية.. يوم.. على هذا.. ويوم يتجرعه ذاك. ومرة يجابهه زيد.. وأحياناً.. يواجهه عبيد.. من غير تمييز من غير انتقاء.. من غير استهداف.. ورغم قسوة الظلم.. ومرارة علقمه الحارقة.. يبدو مستساغاً.. ومقبولاً ومهضوماً.. ومفهوماً.. ومحتملاً.. لو توزع في عدل وعدالة.. كحبات الامطار وهي تهطل على رقعة محددة من الارض.. ولأن الانسانية أبداً عبقرية ومبدعة.. فقد انتجت أروع الحكم وأبهر العبر.. عندما قالت ان المساواة في الظلم عدل.. نعم إنه عدل وأي عدل..

    ثم نذهب الى الاحتمال.. والتحمل.. نذهب الى.. المجابهة والمواجهة.. وعن نفسي اقول.. انا ما كنت يوماً.. جباناً.. ولا رعديداً.. ولا هشاً.. ولا ليناً.. دموعي.. أغلى من الماء الذي تنتجه اجهزة الطرد المفاعلي.. لا أبكي مطلقاً ولا أتوجع.. عند كل نازلة.. او زلزال.. او أتون جحيم.. ولكني لا احتمل الظلم مطلقاً.. مطلقاً.. لا شيء يذبحني من الوريد الى الوريد.. الا عند يقيني وشعوري.. إني أبداً في مرمى.. النيران الظالمة.. هدفاً مشروعاً.. وصدراً مفتوحاً تنتاشه السهام.. في اتصال ووصل وتواصل.. كنت «سأركز» لها.. ان انتاشت صدوراً.. أراها أضيق مساحة من صدري.. وان توجهت لنفوس أرى نفسي أرفع منها قامة وقيمة ومساحة.. ولكني.. أرى سهاماً تشكك في صدقي.. بل في وطنيتي.. بل حتى حبي لهذا الوطن الجميل.. وهناك أزيد حرفاً.. ولكني أترك الخلق جراها ويختصم..

    ولكن.. الخوف.. والرعب الحقيقي.. ان توهن.. او تضعف عرى رباطك بالوطن.. ان تكفر.. بالتراب.. والعلم وشرف الانتماء.. هنا.. استعيذ من هذا الهول بالله.. وللعلم.. والحق.. انه ليس هناك أرض في كل هذه الارض غير تلك التي بمكة.. والمدينة المقدسة.. نعم تلك هي احب الارض الى الله ورسول الله.. وما عداها كل الارض.. لا تكتسب عظمتها.. وألقها وطهرها الا بحركة حياة بنيها.. بصنعهم الحياة على ظاهر وباطن ارضها.. وتحت شمسها وسمائها.. وعندما تشعر.. او تظن.. او تتيقن.. او تتوهم.. وليتني كنت متوهماً.. بل اتمنى ان اكون متوهماً.. عندما يجتاحك هذا الاحساس المروع.. بأن حروفك.. ابداً تحت مجهر المتوجسين بك.. الظانين شراً بك.. ونفس نظراتهم.. لأناس غيرك.. بأنهم.. هم الاخيار والاطهار والوطنيون.. هنا.. تتشظى روحك الى الف قطعة.. تتمزق كبدك الى الف مضغة.. تنبهم الدروب امام عيونك الى الف طريق.. تتلاشى صورة الوطن.. في عقلك.. حتى تنبهم كل معالمها.. هنا.. لا تملك الا ان تستبدل.. وطناً بوطن.. وشعباً بشعب.. وأمة بأمة.. وهنا.. يأتي الهول.. تأتي نذر الفاجعة.. التي يهون دونها الرحيل.. وتظل امنيتك الغالية.. هي ان تنفرط فوق رأسك مظلمة الظلم.. ولكن في عدالة.. ليبقى.. المثل او الحكمة خالدة.. وهي ان المساواة في الظلم عدل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de