عبدالرحيم حمدي... في اعترافات مثيرة (كلفتنا الحركه الاسلاميه بتحطيم جبهة الهيئات في ثورة أكتوبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2009, 11:08 AM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبدالرحيم حمدي... في اعترافات مثيرة (كلفتنا الحركه الاسلاميه بتحطيم جبهة الهيئات في ثورة أكتوبر

    يبدو أن السيد عبدالرحيم حمدي مدمر من طراز فريدكلفته الحركه الاسلاميه كما يقول بتحطيم جبهة الهيئات ففعل.وعندما جاءت الانقاذ وطالبت كوادرها بالعودة الى السودان لبى حمدي النداء رغم مرارات الاسلاميين تجاهه وهو فس السجن ايام نميري الاولى.
    عاد حمدي واحضر معه دراسة عن الاقتصاد السوداني وكيفية النهوض به, وبعد ان درست قيادة الحركة الاسلاميه ورقته كلفته بوزارة الماليه خلفا للسيد سيد علي زكي.فأتى بكل الشعارات التي تقف ضد المواطن السوداني المغلوب على أمره, وفي عهده ارتفع سعر الدولار بشكل جنوني وظهرت طبقة جديدة من التجار الاسلاميين الطفيليين. وانشاء سوق الاسهم وهي الخطه التي تم بموجبها الاستيلاء على البنوك وشيئا فشيئا أطلقت يد حمدي فخصخص كل شئ وحول حياة السواد الاعظم الى جحيم.
    فيا عبدالرحيم حمدي ستظل أهات وانات المظلومين تتطاردك حيا وميتا.
    ولانك مدمر ممتاز فقد دمرت الاقتصاد السوداني لصالح فئه صغيرة ومعزوله وانتصرت في ذلك انتصارا ساحقا , لكن المنتصر على شعبه هو اتعس المهزومين.
    لقاء حمدي في جريدة الراي العام30 مايو200


    كلفنا رسمياً بإسقاط النظام في ثورة أكتوبر
    الراي العام : في زيارة خاصة للخبير الاقتصادي عبدالرحيم حمدي: (الحلقة 2) هنا بدأنا العمل بنفس أسلوب الحركة الشيوعية

    حاوره رئيس التحرير: تصوير: تصوير: اسحق ادريس

    رجل ملأ الدنيا وشغل الناس اقتصادياً وسياسياً.. وهو رجل عالم وموسعي..ومثير للجدل.
    بدأ صحافياً وكاتباً.. ودرس الاقتصاد بجامعة الخرطوم.. شغل مناصب عليا خارج الوطن وفي مصارف عالمية.. اول من ادخل سياسة السوق الحر في الاقتصاد السوداني.. والتي اثارت الكثير من الجدل وسط اهل الاقتصاد والمال.
    وعبدالرحيم حمدي الخبير الاقتصادي العالمي ووزير المالية الاسبق..رجل ممتليء ثقة بنفسه.. وبعلمه.. وبقدراته.
    وهو من وزراء المالية الاكثر حرصاً على المال العام.. حتى ان احد الظرفاء قال لا ادري كيف كنا نعمل مع عبدالرحيم.. ان كان اسمه عبدالجبار.
    عبدالرحيم حمدي نشأ في اسرة متدينة ومستنيرة.. ومن صفاته اللافتة انه صاحب قرار.. ويملك قدرة كبيرة على اتخاذ القرار مهما كانت درجة صوابه أو اعتراض قلة من الناس عليه، للرجل صبر لافت.. وقدرة هائلة على الحوار وهو صاحب صدر واسع.
    لمدة ثلاث ساعات كنت في حضرة الاستاذ عبدالرحيم حمدي.. استمتعت كثيراً بالحوار معه واستفدت كثيراً من معلوماته ومن علمه ستبحرون معه في سبع حلقات ممتعات.
    شكري لاستاذنا عبدالرحيم حمدي للتحدث والاستجابة.. ولصبره الطويل واستعداده الذي لا حدود له.. نسأل الله له الصحة المستدامة.. والعطاء المتواصل.
    --------------------------------------------------------------------------------
    ? أستاذ حمدي انت تخرجت في كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية في جامعة الخرطوم العام 1962 - على ما أذكر؟
    - نحن دخلنا سنة 1958 مع بداية نظام عبود وتخرجنا العام 1962 كأول دفعة في كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية.
    ? انت تخرجت في 1962 ، وكان العميد وقتها د. عمر محمد عثمان، والمدير بروفيسور النذير، وكانت الجامعة في اوج علمانيتها فكيف استطاع الاتجاه الاسلامي التنظيم ان يجد مجالاً لاستقطاب الطلاب وما هو طرحكم آنذاك؟
    - د. عمر محمد عثمان مر علينا كعميد وكان هو العميد وقت تخرجنا، وبالطبع فان اليسار كان طاغياً في الاوساط الطلابية والعمالية والفلاحية وهو التيار الطاغي في فترة الاربعينيات والخمسينيات وحتى منتصف الستينيات في السياسة السودانية، والحركة الاسلامية بدأت سنة 1950 ، لكن صنعت قواعد قوية جداً في الثانويات ثم في الجامعة في الخمسينيات ومنتصف الستينيات، والحقيقة اننا بدأنا نعمل بنفس اسلوب الحركة الشيوعية مثلاً في الناحية السياسية اسلوب الجبهة وفي الناحية العمالية اسلوب النقابات، ودخلنا معهم في منافسة بنفس الاشكال، وعندما يصعب علينا مثلاً الدخول في اتحاد العمال قمنا بشقه الى ثلاثة «اتحاد عمال القطاع الخاص، اتحاد عمال القطاع العام، وانا كنت في مكتب اتحاد العمال- وانا عملت في كل مكاتب الحركة الاسلامية- «مكتب العمال، مكتب المرأة وكنا نحرر نحن الجريدة وتصدر بأسماء آخرين»، ومكتب الطلاب و«مكتب الثانويات» فانا خبرتي ليست خبرة شخص جاءوا به من لندن ليدير وزارة المالية فانا سياسي حتى النخاع، وسياسي طوال حياتي لانني - كما قلت - من 1945 ونحن في هذه المعتركات، ونحن استعملنا الاساليب الشيوعية «اساليب الجبهة، اساليب النقابات ،اساليب التحالفات»، وكانت من أبرز التحالفات التي قامت «جبهة مكافحة الديكتاتورية العسكرية» سنة 1945 عندما أقالت مصر نجيب وضربت حركة الاخوان المسلمين وحركة الشيوعيين في مصر، واعدموا خميس والبطل بالمحلة الكبرى، واعدموا عبدالقادر عودة والاخوان الآخرين في مصر، فتكونت هنا حركة مكافحة الديكتاتورية العسكرية وهي اول حركة تحالف بين الشيوعيين والاخوان، وهذا ميز الحركة الاسلامية السودانية بجرأة سياسية لم تتوافر لدى الحركات الاسلامية الاخرى، ونحن في سبيل اهداف مرحلية معينة يمكن ان نصل في تحالفات الى اقصى حد، ومرت علينا تحالفات لاحقة عندما برز الصادق المهدي «مؤتمر القوى الجديدة» مع حزب سانو وحزب الامة جناح الصادق والحركة الاسلامية، وهذه كانت اهدافها نسف الائتلاف التقليدي في السياسة السودانية والقائم بين «البيتين» وكان البيتان قد انشقيا، لكن ظهر في ذلك الوقت الامام الهادي وأزهري من ناحية والحزب الديمقراطي، فكانت فكرة مؤتمر القوى الجديدة والتحالف مع الجنوبيين مع حزب سانو «وليم دينق والصادق المهدي والترابي»، وواحدة من اسباب اختراق الحركة السياسي السريع جداً هو تقنينها على اشكال العمل السياسي الحديثة التي اشتهر بها الشيوعيون واورثوها آخرين وهي ليست حصرياً عليهم، وهي مثلاً لم تقف عند حد الاسرة كما حدث في مصر رغم انه بعد ذلك حل حسن البنا الاسر ووضع اشكالاً اوسع في رسالة المؤتمر الخامس، لكن الجماعة الاسلامية في باكستان عاكفة على الصفوية البحتة حتى الآن، نحن تبنينا اسلوب الجبهة وظهر جداً في «جبهة الميثاق» وهو يقوم على الولاء السياسي للمسلمين، بل المسلمين وغير المسلمين بمعنى حزب وطني، وهذا- حقيقة - في اعتقادي واحد من أهم اسباب الاختراق. وطبعاً يستند على فكرة الاسلام متجذر عند الشعب السوداني، وبدأنا بفكرة مغرية جداً وهي فكرة الدستور الاسلامي وكونا جبهة الدستور الاسلامي سنة 8591م وحصلنا على تصريح مشهور جداً كنا ننشره في الجريدة باستمرار تحت صورتي السيدين علي الميرغني وعبدالرحمن المهدي بتأييد الدستور الاسلامي وكان التكليف ان يذهب الناس لتأييد اي نائب يؤيد الدستور الاسلامي بغض النظر عن انتماءاته الحزبية. وكانت هناك جرأة فكرية وتحررية فكرية كبيرة في الحركة ولم تنغلق فيما حدث في مسار الحركات الاسلامية أو الدينية أو حتى السياسية الاخرى التي تقف عند حد معين «يا معانا يا برة» وفي سبيل الهدف «الدستور الاسلامي أو الفكر الاسلامي أو غيره» كنا نضحي باستمرار بالشكل التنظيمي ولذلك تحولت الحركة من حركة تحرير اسلامي الى حركة الاخوان المسلمين وبعدها ذوبت اسم الاخوان في جبهة الميثاق الاسلامي وذوبت الناحية السياسية وصدر فيها منشور بأن الاخوان المسلمين اعتمدوا كل نشاطهم السياسي في جبهة الميثاق الاسلامي الذي كانت عضويته فقط بالانتماء السياسي وليس مطلوباً منك ان تأتي وتصلي وتدخل اسراً وتربية، وطبعاً هذه كان فيها صراع كبير جداً بين التربية والسياسة داخل الحركة الاسلامية، ثم بعدها الجبهة القومية الإسلامية التي ادخلت عناصر غير اسلامية في الحركة، وحقيقة لو امتد العمر بحسن البنا لكان ظهر هذا الاتجاه في مصر، فحسن البنا في مكتب الارشاد الاول التقليدي التاريخي كان فيه واحد من الاقباط، لكن نحن في السودان سرنا في هذا الاتجاه بقوة شديدة وعملية وكان هذا الاتجاه الغالب، لكن حدث ارتداد عليه سنة 1969 في المؤتمر الرابع للحركة الاسلامية وحدثت ردة شديدة عن هذا الاتجاه، مجموعة فيها كبار القادة صادق عبدالله والمرحوم محمد صالح عمر وجعفر شيخ ادريس ومالك بدري والرشيد الطاهر وكلهم كانوا يعتقدون اننا يجب ألا نسير في هذا الاتجاه الآخر وكاد يصدر بياناً بفصلهم لو لا انقلاب نميري الذي غطى على هذا الانشقاق، لكن المؤتمر كان قد انتصر لفكرة الخروج من الاطر التقليدية للاخوان المسلمين الى اطر أوسع، فحتى خطابنا السياسي وصحيفتنا وبعدها دخلنا في مرحلة الخطاب الفني والمكاتب الفنية التي قادها علي عبدالله يعقوب والعمل الاجتماعي ومنظمة الشباب الوطني، فكرة الجبهة المنتشرة فكرياً في كل الاتجاهات، سياسية، نقابية، عمل اتحادات، نقابات عمال قطاع خاص وقطاع عام، ونحن كنا نديرها بلجنة فيها ممن اذكرهم بروفيسور عزالدين محمد عثمان وشخصي وسليمان سعيد من قادة العمال، والمرحوم عبدالرحمن محمد سعيد الذي كان وكيل وزارة الخارجية وكان سفيراً، وكنا نندهش جداً في فترة ما بعد اكتوبر، كان الاخ محمد صالح عمر وزيراً وتأتيه تقارير الامن وكانوا يتحدثون عن قيادة للحركة العمالية تتلقى اموالاً من السفارة البريطانية ونحن - يعلم الله -«حق الفول ما كان عندنا ولا حق المواصلات»، وكان هنا تحالف قوي جداً، ونحن عملنا بقوة في فكرة التحالف مع الآخرين، ونحن كنا متحالفين مع نقابات من حزب الامة في مصنع النسيج السوداني، وكانت نقابات صينية «شيوعيين صينيين» ونقابات حزب امة وقيادة اتحاد عمال القطاع العام وكانت في مصنع البيرة وكانوا اتحاديين، واذكر في مظاهرة ما كان الى جانبي صالح محمود اسماعيل - اطال الله في عمره - رئيس تحرير «العلم»، وكان لديه مصنع، وكان يقول لي «شوف الشيوعيين اولاد الكلب» فكنت اقول له: «الشيوعيين ديل ناسكم.. ونحن والشيوعيين محركين المظاهرة دي مع بعض» فنحن استغلينا هذا الامر الذي خلق ضربة للشيوعيين وضربت تكتيكاتهم وازعجتهم ازعاجاً شديداً. وفي المزارعين لم نخلق تحالفاً، لكن تبنينا كل آراء محمد عبدالله الوالي «والد جمال الوالي» وابرزناها ابرازاً كبيراً، وهو كان اتحادياً لكنه رجل اسلامي الاتجاه. وكنا نبرز العناصر الاسلامية، كما كان الشيوعيون يبرزون العناصر اليسارية في الاحزاب مثلاً مجموعة موسى المبارك «رحمه الله» ومحمد توفيق ومحمد جبارة العوض وهؤلاء كانوا محسوبين يساريين في الوطني الاتحادي وكانت دائماً تبرز تصريحاتهم واقوالهم ومواقفهم في الصحافة اليسارية وكنا نفعل نفس الشيء في صحافتنا للاسلاميين داخل الاحزاب ومن ابرزهم في اتحاد المزارعين السيد محمد عبدالله الوالي الذي كان رئيس اتحاد المزارعين لعدة دورات. ونفس الامر في اتحاداتنا، وفي الاتحادات التي لم نسيطر عليها مثل اتحاد العمال الرئيسي الذي كان فيه المرحوم الشفيع وآخرون قمنا بتكوين اتحادات اخرى وأتينا نقابات كبيرة «النقل الميكانيكي، والنسيج والبيرة.. » وادخلناها هناك. فنحن حاربناهم بطريقتهم.
    ? من الذي تذكره من دفعتك بالجامعة الآن؟
    - كثيرون، هناك محمد ابراهيم عبده كبج وكنا ندرس مع بعض في بيتنا، وعلاقتنا اسرية شديدة، وهم كانوا في الشهداء ونحن في الملازمين، وكنا نذاكر معاً ونلعب الكرة معاً بالليل، وكانت علاقتنا قوية جداً، وكان اكثرنا انتظاماً في الصلاة هو كبج وينعي علينا اننا غير منتظمين، وعندما ذهبنا الى وادي سيدنا افترقت بنا الطرق فهو دخل الى الحركة الشيوعية.
    ? متى كان ذلك؟
    - هذا كان في الابتدائي الى الثانوي.
    ? ودخل معك الى الجامعة؟
    - دخل معنا الجامعة ايضاً.
    ? هل كان اسلامياً ايضاً؟
    - كان اسلامياً في الماضي ثم اصبح شيوعياً محترفاً، وعندما طلبوه للاعتقال كان في عطبرة في السنة الرابعة واختفى تحت الارض منذ ذلك التاريخ.
    ? ومن غير كبج؟
    - كثيرون والله، من الإخوان، هناك الاخ عمر يوسف برمبل، والاخ عبدالله حسن احمد، وكنا نحرر جريدة «آخر لحظة» في غرفتنا في «البركس» وكنت اذهب لتعليقها في النادي، وفي احد الايام لم اعلقها واعتذرت فذهب عبدالله حسن احمد لتعليقها وتم رفته «اخذ فيها سنة رفت»، فالجو السياسي كان عنيفاً جداً. واذكر احمد التجاني صالح كان سفيراً وأول شخص رفتته مايو بعد البيان الاول كان البيان الثاني فصل احمد التجاني صالح من وزارة التجارة، وكنا انا وهو واحمد عبدالرحمن كُلفنا رسمياً بعملية اكتوبر «عملية تحطيم جبهة الهيئات» فحفظها له الشيوعيون ورفتوه بعد ان جاء انقلاب نميري، وكان اول شخص فُصل ببيان بعد البيان الاول. وآخرون كثيرون من اخواننا الآن في الطب والهندسة وغيرها. لكن هؤلاء كانوا نماذج سياسية، وكان هناك التجاني عمر المحامي وكان شخصاً ملتزماً سياسياً وله مواقف سياسية.
    ? ملتزماً في اي اتجاه؟
    - الاتجاه الاسلامي، وانا اذكر له مواقف هو والمرحوم عمر عباس عجبنا السفير وبشير حاج التوم، حيث اصروا على دخول لجنة الاتحاد وكان معلوماً انها سترفت وتسجن فتقدموا وأصروا جداً على ان يدخلوا، وكان التجاني رجلاً ذا شأن، وآخرون اذكرهم مرة بعد اخرى.
    ? هل كان للسيد عبدالرحيم حمدي دور في ثورة اكتوبر الى جانب انطلاق الشرارة من الجامعة، ماذا كان يقدم الاتجاه الاسلامي بالجامعة طلاباً وأساتذة، حدثنا عن ذلك؟
    - والله نحن قررنا ان نسعى لقلب نظام الحكم، والاجتماعات كانت تعقد في بيتنا الذي تحول لاحقاً الى المركز العالمي لـ.........، ونحن من الذين كُلفوا رسمياً بالعمل على اسقاط النظام فعملنا في هذا المجال وانا اساساً كنت في مجال الموظفين مع احمد التجاني صالح واحمد عبدالرحمن، ودخلنا جبهة الهيئات وانا من الذين حرّضوا الناس على الخروج في الاضراب العام، وطفت عدداً من الوزارات في (شارع البحر من الجيولوجيا الى وزارة المالية) وأخرجنا الموظفين الذين لم يكونوا يصدقون كيف تخرج وتقود اضراباً عاماً ضد الدولة لكنهم صدقونا.
    وبعدها دخلنا جبهة الهيئات وخضنا معركة إنشاءها وتكوينها كلها، وكانت تتغير من ساعة الى اخرى، حيث كان الشيوعيون يأتون بنقابات واحياناً اتحادات عمال واتحادات مزارعين وهمية من القضارف ونحن نوازنهم بعدد من الاتحادات الدينية مثلاً والاحزاب، وكانت معركة تدار على اساس ساعة بساعة واتصالات مع الاحزاب ومع الجيش، وكان لي بعض الدور فيها «ولا أدعي انني كان لي دور كبير» لكن كلنا كنا نعمل فيها كجبهة واحدة موحدة جداً، وعملنا فيها منذ لحظة الصدام الذي حدث في الجامعة وبلغنا قادة الاحزاب فجراً وحدث ما حدث، وحرضناهم على المشاركة في الصلاة.. والمظاهرات حرضت احزابهم، والاحزاب كانت في حالة يرثى لها من عدم التنظيم لكن قوينا ظهرهم، وعملنا في اشياء كثيرة جداً، وكانت لدينا خبرة جيدة وعلاقات تنظيمية ونقابية وفكرية جيدة، وفي ذلك الوقت كانت اجهزتنا العسكرية ضعيفة والاتصالات كانت تتم على مستوى عالٍ مع كبار ضباط الجيش المعروفين. وانا لم يكن لي دور كبير اعرفه أنا.. لكن الترابي باعتباره كان في القيادة العليا كان يسهم في بعض هذه الاتصالات، وطبعاً ابرزنا دور الاحزاب مباشرة وانشأناها من العدم، وكانت الجبهة في نادي الاساتذة أو نادي الاطباء فأصرّينا على ان تقوم جبهة للاحزاب هناك وان يحدث التقاء بينهما الاثنان، والاحزاب كانت مهزومة نفسياً وقبلت بأن يأخذ كل حزب مقعداً واحداً والغالبية اخذت ثمانية مقاعد «جبهة الهيئات» ثم حدثت «دربكة شديدة» وعقد اتحاد العمال اجتماعات سريعة في نادي العمال بالخرطوم وانتخبوا المرحوم الشفيع نيابة عنهم ودخلوا الوزارة. والذين كانت لديهم مقدرة تنظيمية هم الشيوعيون والإخوان، ونحن عملنا على اساس تقوية الاحزاب لكن في حكومة اكتوبر الاولى كان موقف الجبهة.. وهم ابرزوا يدهم وحاولوا بسرعة كبيرة اخذ كل السلطة، وأذكر أنه زارنا في تلك الفترة سياسي سوري معروف اسمه الدواليبي كان رئيس حزب الشعب السوري، وفي بيت الرشيد الطاهر وهو الآن القيادة المركزية هناك، قال لنا لا تخافوا ولا تنزعجوا فالشيوعيون لديهم طريقة يتلهفون ويسرعون ويضيعون مواقفهم بهذه اللهفة وقد كان، ولذلك عندما جاءت الحكومة الثانية قلبناها عليهم وبسرعة كبيرة تبخزت قواهم وظهر التأثير الحزبي، ونحن بالطبع تأثرنا، ونحن اخترنا خياراً واضحاً اذا قوينا الاحزاب يكون ذلك على حسابنا، فنحن قمنا بتقوية الاحزاب التقليدية التي لها جماهير، لكن لم يكن هناك خيار، نقوي موقف مجلسه الرئاسي ليقفوا مع الانتخابات، وكنا نريد انتخابات وكنا نعرف ان موقفنا سيكون ضعيفاً وكذلك موقف الشيوعيين، لكن نحن نريد ان نضعف الشيوعيين، فوقفنا جداً مع الاخوان في مجلس رئاسة الدولة المرحوم عبدالحليم محمد والتجاني الماحي ليقفوا موقفاً قوياً في اقامة الانتخابات، وكانت استراتيجيتنا هي على عدوى وليس لصالحي أولاً وهذه كانت عن طريق تقوية الاحزاب، فجاءت حكومة الجبهة الثانية وقادتها الاحزاب، والاولى كانت قد قادتها جبهة الهيئات، وحصلت فيها الانتخابات وعادت العملية السياسية مرة اخرى الى التقليدية الى غاية مجىء الانتخابات بعدها.. الخ.
    ولكن كل هذا كان في اطار اننا نريد ان نعمل، فقمنا بعمل اختراق عبر جبهة الميثاق الاسلامي لنصبح حزباً جماهيرياً لان السياسة كانت مبنية على السياسة الجماهيرية، والشيوعيون انفسهم كانوا يفكرون في ذلك الوقت في الحزب الاشتراكي لكن لم يستطيعوا عمل قراراتهم بسرعة، وكانت فكرة الحزب الاشتراكي المحامي الشبلي امين الشبلي وآخرون، لكن يبدو ان التيار داخل الحزب الشيوعي كان قوياً جداً فلم يستطيعوا عمل ذلك، والاخوان افضل منهم وكانوا اكثر ديناميكية في هذا الموضوع فمباشرة بعد حكومة جبهة الهيئات الثانية وعندما جاءت الانتخابات كنا قد كونا جبهة الميثاق وانتشرنا في السودان، وكانت استراتيجيتنا نشر الحركة وترشحنا في عدد هائل من الدوائر وهذه ادخلت في روعنا اننا سنكون حزباً كبيراً فجأة، لكن فوجئنا بان الناس رجعت لاحزابها ولم ننجح إلا في الدوائر التي قاطعتها الاحزاب، دوائر حزب الشعب الديمقراطي في طوكر موسى وحسين ضرار، وفي مروي الكاروري، وكان في موقف محلي في دارفور قد فاز سليمان ابكر لانه وقف ضد الادارة الاهلية. وهي من مواقفنا التاريخية - وانا اعتبرها موقفاً خاطئاً - وقفنا ضدا لادارة الاهلية بتحريض شديد من المرحوم محمد صالح عمر في دنقلا وسليمان ابكر في دارفور نتيجة صراعات هناك. وحطّمنا الادارةالاهلية، وكان الشيوعيون ايضاً قد وقفوا نفس الموقف، وهي النتيجة التي نعاني منها الآن في دارفور، ليست هناك قيادات، وهذه من البنيات الاساسية الداخلية في المجتمع السوداني ضاعت دون ان يكون لها بديل، أو ان يكون هناك وقت يسمح بتكوين البديل، والبديل الآن هو القيادات الحالية للحركات المتشرذمة هذه، وفرق هائل بينها وبين القيادات، وفي مدى تغلغلها في المجتمعات ومدى رصيدها لانها كلها الآن مستندة على اعتمادات خارجية.

    (نواصل)




                  

05-30-2009, 11:48 AM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالرحيم حمدي... في اعترافات مثيرة (كلفتنا الحركه الاسلاميه بتحطيم جبهة الهيئات في ثورة أك (Re: عبدالوهاب همت)

    الهميم عبد الوهاب همت
    الناس دي اغتروا و ما عادوا يملكون القدرة علي
    التمييز بين الفضيلة و الرزيلة
    فطقوا يجهرون ما كان يجب عليهم ستره
    من آثام و افعال قبيحة
    تجد بوست مجاور يعترف فيه احدهم بانه
    كان غواصة في نظام مايو
                  

05-30-2009, 02:54 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالرحيم حمدي... في اعترافات مثيرة (كلفتنا الحركه الاسلاميه بتحطيم جبهة الهيئات في ثورة أك (Re: نصار)

    Quote: السيد عبدالرحيم حمدي مدمر من طراز فريد



    سلام يا همت ..


    منتظرين بقية الحكي .



    ودي
                  

05-31-2009, 06:17 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالرحيم حمدي... في اعترافات مثيرة (كلفتنا الحركه الاسلاميه بتحطيم جبهة الهيئات في ثورة أك (Re: HAIDER ALZAIN)

    .
                  

06-04-2009, 11:53 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالرحيم حمدي... في اعترافات مثيرة (كلفتنا الحركه الاسلاميه بتحطيم جبهة الهيئات في ثورة أك (Re: عبدالوهاب همت)

    الراي العام 4يونيو2009
    عبد الرحيم حمدي في عبير الذكريات لـ الرآي العام..(الحلقة الثالثة)
    أكتوبر لم تكن ثورة بالمعنى التقليدي بل ردة فعل. لم تحقق شيئاً

    حاوره رئيس التحرير: تصوير: تصوير: اسحق ادريس

    رجل ملأ الدنيا وشغل الناس اقتصادياً وسياسياً.. وهو رجل عالم وموسعي..ومثير للجدل.
    بدأ صحافياً وكاتباً.. ودرس الاقتصاد بجامعة الخرطوم.. شغل مناصب عليا خارج الوطن وفي مصارف عالمية.. اول من ادخل سياسة السوق الحر في الاقتصاد السوداني.. والتي اثارت الكثير من الجدل وسط اهل الاقتصاد والمال.
    وعبدالرحيم حمدي الخبير الاقتصادي العالمي ووزير المالية الاسبق..رجل ممتليء ثقة بنفسه.. وبعلمه.. وبقدراته.
    وهو من وزراء المالية الاكثر حرصاً على المال العام.. حتى ان احد الظرفاء قال لا ادري كيف كنا نعمل مع عبدالرحيم.. ان كان اسمه عبدالجبار.
    عبدالرحيم حمدي نشأ في اسرة متدينة ومستنيرة.. ومن صفاته اللافتة انه صاحب قرار.. ويملك قدرة كبيرة على اتخاذ القرار مهما كانت درجة صوابه أو اعتراض قلة من الناس عليه، للرجل صبر لافت.. وقدرة هائلة على الحوار وهو صاحب صدر واسع.
    لمدة ثلاث ساعات كنت في حضرة الاستاذ عبدالرحيم حمدي.. استمتعت كثيراً بالحوار معه واستفدت كثيراً من معلوماته ومن علمه ستبحرون معه في سبع حلقات ممتعات.
    شكري لاستاذنا عبدالرحيم حمدي للتحدث والاستجابة.. ولصبره الطويل واستعداده الذي لا حدود له.. نسأل الله له الصحة المستدامة.. والعطاء المتواصل.
    ---------------

    ? استاذ حمدي بعد اربعين عاماً من احداث أكتوبر، ما هو تقييمك لها وهل أدت مهمتها، وهل هي كانت ثورة حقيقية؟
    - إذا كانت ثورة بالمعنى الكلاسيكي التقليدي فهي لم تكن ثورة، هي حركة وردة فعل سياسية لما كان يحدث من تدهور سياسي، وطبعاً مشكلة الجنوب وصلت مرحلة كبيرة من التدهور السياسي، وتدهور اقتصادي محدود «والآن عندما ننظر إليه نكتشف انه كان مشكلة بسيطة»، لكن لم يكن لدى الناس رؤى للحل، وكانت هناك جهات يهمها ان يحدث اكتوبر بهذه الطريقة وهي الحركات الفكرية: الشيوعيون والاخوان لأن هذا قراراً حزبياً تنظيمياً وبالنسبة لنا نحن بالذات ان تقوم ثورة او حركة انقلابية شعبية، ولم تكن لدينا قواعد في الجيش ولو كان لدينا ربما كنا نحاول ان ننفذها بطريقة عسكرية، لكن لدينا قواعد شعبية في الطلاب، وهناك أثر، والشيوعيون كانت لديهم قواعد في النقابات، لكن لم يقوموا بها، واعتقد انهم جاءوا متأخرين لثورة أكتوبر.
    وثورة أكتوبر اختزلت اشياء كثيرة جداً في فترة عبود وبعدها انفجرت، ولا اعتقد انها ثورة نوعية لأنها لم تغير شيئاً في الوضع السياسي، وعاد الوضع السياسي كما هو وبتأثير نفس الناس الذين اقاموا ثورة أكتوبر، والجيش نفسه كانت تهمه ثورة حقيقية فالقوى السياسية والاحزاب والاخوان المسلمين كانوا يريدونها ان تعود الى الطريقة التقليدية فهي قصداً رجعت الى طريقتها التقليدية ولم تحدث تأثيراً جوهرياً كبيراً.
    ? سيد عبد الرحيم انتم والشيوعيون تنازعتم حول انتماء الشهداء كل يقول إنهم من عضويته مثلاً القرشي، حران وبابكر عبد الحفيظ، إلى أي تنظيم كانوا ينتمون؟
    - أنا لا أعرف بالضبط ولا ادري ولا يهمني ان ادري فهم شباب شهداء راحوا ضحية للعنف السياسي الذي حدث، لكن هي كانت «موضة» لا نتنافس فقط على الشهداء بل كنا نتنافس على (ناس الكرة والمغنين) بمعنى اننا نصنف مغنين (لا أريد ان اصفهم الآن) بأن احدهم مؤيد للحركة الاسلامية أو مؤيد للفكر الاسلامي وآخرين بأنهم مؤيدون للحركة اليسارية، وكنا نخلق رموزاً حتى داخل المدارس نفسها عندما يبرز لاعب شاب في كرة القدم أو السلة أو غيره يبرزوه على اساس (ده مننا)، وأنا شخصياً على سبيل المثال كنت اريد لعب الكرة وكانت لدى امكانية ان أكون لاعب كرة لكن تآمر على الشيوعيون لإخراجي من فريق الداخلية فذهبت لكرة السلة وهكذا، كانت هناك منافسة ولم يكن غريباً ان يتنافس الناس، مثل الشهيد صلاح في عطبرة يغني له الشيوعيون وأنا لا اعرف ما هو انتماؤه وما هو تاريخه، لكن ربما يكون انتماؤه شيوعياً أو من أسرة شيوعية أو غيره، وهذا كان له مردود دعائي كبير جداً، وهذا أمر طبيعي جداً.
    ? هذا مثل التنازع الذي حدث بين الشيوعيين والبعثيين حول فاروق حمد اللـه؟
    - مثلاً، وأنا سمعت ان أهله قالوا إنهم لا يعترفون بالطرفين - والله أعلم - وطبعاً فاروق كان شخصية غامضة قليلاً، لكنه شخصية وطنية بلا شك.
    ? طيب سيد حمدي نحن ندخل إلى مرحلة اخرى.. بعد تخرجك من الجامعة إلى أين اتجهت؟
    - والله في ذلك الزمن لم يكن هناك غير الوظائف وكانت مسألة ميسرة واجرينا امتحانات في ثلاثة اماكن وكانت يمكن ان تقبلنا كلها وكانوا يتنافسون علينا، التجارة ووزارة التربية والتعليم والمالية - على ما اذكر - وفي الآخر صدر أمر من المرحوم ابراهيم حسن طنطاوي نائب مدير شؤون الخدمة لخالي عبد الرحيم بيومي - صديقه - وقال له: «يا بيومي ولدكم دا يجينا في شؤون الخدمة» فكانت الاوضاع ميسرة جداً من ناحية التشغيل، وشؤون الخدمة احتارت فيما تفعله بنا ونحن مجموعة كبيرة من الجامعيين دخلت الديوان لأول مرة وكان هناك افراد دخلوا قبلنا محمد عبد الحليم محجوب وكان مساعد المدير ودخل آخرون باشا وغيره ونحن كنا كثيرين فاحتاروا فينا جداً فبعثوا بنا للوزارات لعمل بعض الاصلاحات في الملفات، واخيراً «شحنونا» إلى انجلترا في بعثة كبيرة جداً، بعدها اطاحت بي ثورة أكتوبر خارجاً بعد ان عدت من البعثة ووجدت نفسي في قسم اسمه الارشيف (فكرهت الدنيا كدة)، وعندما جاءني التكليف بالعمل في ثورة أكتوبر اعطيت العمل لباشكاتب وقلت له: «تصرف انت»، ولم أبق مدة طويلة في وزارة المالية في فترتها الأولى ليس أكثر من ثلاث سنوات «29 - 1964» وخرجت بتكليف ان ادير المكتب الاعلامي وعلى رأسه جريدة «الميثاق» ولم اكن قد اكملت الثلاثين عاماً شرط رئيس التحرير، فعملت سكرتير تحرير تحت صادق عبد الله عبد الماجد وياسين عمر الامام وكان الركابي كاتب عمود.
    ? حدثنا عن فترة سكرتارية جديدة (الميثاق) والمكتب الاعلامي؟
    - أنا حقيقة اتصالي بالصحافة الاخوانية بدأ مبكراً وعندما صدرت صحيفة الاخوان كُلفت انا بصفحة الطلبة فيها سنة 1955 فانا (داخل في الصحافة الاسلامية من زمان) واعرف مداخلها ومخارجها، وخروجي للعمل في الجريدة كان تكليفاً رغم ان صحتي كانت سيئة تقليدياً لكنني قبلت التحدي بعد ضغط شديد من الاخ الترابي فخرجت وتفرغت وانا كنت متفرغاً سياسياً أو محترفاً سياسياً لكن اقوم بالناحية الاعلامية (الجريدة يعني)، وكان المحترفون سياسياً محدودون جداً الترابي وأنا وعبد الله حسن أحمد وياسين في فترة قبلها، والمحررون كانوا باعتبارهم موظفين: التجاني سعيد وعبد الرحيم محمد ابراهيم والركابي، وكنت محترفاً سياسياً لفترة خمس سنوات الى ان جاء النميري واغلقها.
    ? في تلك الفترة تمت حملة شعواء ضد الشيوعيين وتم حل الحزب الشيوعي؟
    - نعم، وفي ذلك بعض الاسرار الطريفة، فحل الحزب الشيوعي طبعاً كانت الحادثة التي فجرت الموضوع هي حادثة معهد المعلمات فعندما جاءني الاخ علي عبد الله يعقوب - كعادته - فجراً (وهو يأتي الساعة السادسة صباحاً ويقول لك (جيب الشاي»)، ثم يبدأ معك العمل، فقال ليّ حدث امس كذا في معهد المعلمين فتقوموا بعمل حملة، فقلت له: (هذه حادثة معينة تعالج بطريقة معينة وليس بالجريدة فلا تعتقد انها حادثة سياسية)، ومضى الكلام، وكنا نصدر مرتين في الاسبوع - الاحد والاربعاء - واظنه كان عدد الاربعاء فلم انشر عن ذلك أي شيء، وعلي عبد الله يعقوب رجل له ذكاء سياسي غريب وله ملامح سياسية غريبة، فقاد مظاهرة يوم الجمعة ذهب بها الى الازهري وخرج الازهري من فوق حائط منزله واعلن انه مع حل الحزب الشيوعي، فحوَّر الموضوع الى موضوع سياسي بالدرجة الأولى، وازهري كان رئيس الحزب الأكبر في السودان في ذلك الزمان، وأنا اعتقد ان أكثر شخص اسهم في هذا الموضوع هو علي عبد الله يعقوب الذي حولها الى معركة سياسية كبيرة جداً وتبنتها الاحزاب لأنها كانت ترى المنافسة التي حدثت لها من الحزب الشيوعي في دائرة أم درمان الشمالية، وطبعاً ازهري (دخلت عليهو الحكاية دي دخلة شديدة)، وأحمد سليمان في دوائر الخرطوم، يعني دخلوا في قلب العملية السياسية وهي دوائر المدن للحزب الوطني الاتحادي وهو ما فعلته الجبهة الاسلامية القومية في الآخر ودخلت في نفس الدوائر. وهم لم يحتملوا هذا الأمر فانضموا مباشرة لعملية حل الحزب الشيوعي (حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي) رغم انني متأكد انه كان هناك اناس ضد هذه المسألة في حزب الأمة على اساس ان عبد الله عبد الرحمن نقد الله الذي كانت له علاقات قوية جداً مع الشيوعيين مع عبد الخالق بالذات، وآخرين في الحزب الاتحادي للدرجة التي اضطرت الازهري لعمل اجتماع الهيئة البرلمانية بنادى الخريجين في أم درمان ليلاً وكنا كلنا منتظرين على حافة النادي الى ان اعلن ان قرارات الهيئة البرلمانية هي قراراته هو وهي حل الحزب الشيوعي، وخسرت المجموعة اليسارية داخل الحزب المعركة - طبعاً - خسراناً كبيراً، وفي داخل حزب الأمة ايضاً خسرت المجموعة اليسارية، وبعد ذلك اصبحت مسألة وقت: تعديل الدستور وهكذا.. تلك المعركة المعروفة تاريخياً. وهذه أول معركة يحركها الاخوان ويديرونها وايضاً جندوا لها الاحزاب، ودور الاخوان كان فاعلاً جداً ولكن يعرفون حدودهم ولذلك كانوا يحركون الاحزاب بقضايا ومواضيع لا تجد الاحزاب طريقة سوى ان تسير في اتجاهها مثلاً معركة الدستور الاسلامي لم يكن يمكنها ان يعارضها الحزبان الكبيران، ومعركة السلطة بعد أكتوبر لم يكن يمكن ان تعارضها لأنه يعني بقاءها، ومعركة حل الحزب الشيوعي لأن كل الجديد والحديث والنقابات وغيرها كان يهددها استمرار الحزب الشيوعي لأنه كان حزباً قوياً ومنظماً جداً، ونحن كنا نعمل ليس على مخاوف الاحزاب فقط بل على مصالحها الحقيقية، وفي الآخر جئنا وورثنا نفس الأمر من الاحزاب.. «يضحك».. أو ورثتها الحركة الاسلامية وانا اتحدث باسمها على أي حال.
    ? طبعاً واضح انك بعد عملك الصحفي سافرت الى انجلترا للدراسات العليا، نريد ان نقف علي نقطة مغادرتك للسودان متى وكيف إلى ان حصلت على الدكتوراه وفي ماذا كانت رسالتك؟
    - انا قلت له انه عندما دخلنا شؤون الموظفين احتاروا في المكان الذي يضعونا فيه، فبعثونا اولاً في بعثة لمدة سنة واحدة للحصول على دبلوم في الإدارة العامة، بعد ان عدنا اطاحت بنا ثورة أكتوبر خارجاً.
    أما البعثة الثانية سنة 1973 فلم أكن متحمساً لها وأصر السيد حسن متوكل - أطال الله عمره - ان اذهب في بعثة، وحتى عندما سألني قلت له انني لست متحمساً لهذا الأمر، فذهب إلى إدارة البعثات وكاتبهم وجهزها، وقال ليّ: (اطلع من ملاحقة الأمن دي)، لأنهم كانوا دائماً يلاحقوننا، وغير الاعتقال الأول الذي استمر سنة اعتقلونا مع مغامرة شنان الشهيرة وكانت هناك ملاحقات مستمرة، فذهبت في بعثة سنة 1973، من مؤسسة القطن إلى جامعة برمنجهام بانجلترا «وهي نفس الجامعة التي ذهبت إليها سنة 1960»، وانا اعتبر مدينة برمنجهام الانجليزية هي مدينتي الثانية، وهناك حصلت علي الماجستير وقدمت للدكتوراه فالحكومة هنا قالت ليّ: «أنت غير مستحق لعمل الدكتوراه لأن هذه فقط لناس البحث العلمي، والجامعات، وعليك ان تعود»، وكان خطئى أنني اخبرتهم وكنت قد انجزت الماجستير في وقت قياسي أحد عشر شهراً وانا بعثتي سنتان، لكن حقيقة ناسين هذا لأن زوجتي مرضت وكنت (راجع راجع)، وكان مشرف الرسالة قد قال لي عندما قدمت له مشروع رسالة الماجستير «دي دكتوراه خليها على جنب» لأن موضوعها كان الخصخصة بدون ان يكون هو الهدف وكان موضوعها (الاداء التجاري لمؤسسات الدولة)، وجعلت النماذج مؤسسة القطن والسكة الحديد ومشروع الجزيرة. فذكر لي ان هذه رسالة دكتوراه اتركها جانباً و«أمشي اكتب لينا رسالة صغيرة لتكملة الماجستير» ففعلت. ومن النظريات الموجودة في تلك الرسالة شعار ظهر لاحقاً اسم «الاصغر أجمل» (Beautiful (small is beautiful) المؤسسات في عالمنا الثالث تكون صغيرة، إما حجماً وإما في اهدافها، يكون لها هدف واحد محدد حتى لا تحدث فيها تعقيدات وتلتف حول الادارات أو المديرين أو تدخل فيها (لخبطة) وهذا ينطبق على الدول وعلى الهيئات وعلى المؤسسات والاحزاب وهذه فكرتي عن الادارة الحديثة، اما الدكتوراه فقمت بتسجيلها بصفتي الشخصية وجاءني تصديق من الجامعة ان اقدم بها في السودان وابقى اربع سنوات واعود فقط لتقديمها لأن المعلومات - اصلاً - كلها في السودان، فسجلت ودفعت تكاليفها من جيبي وجئت ودخلت مباشرة في عملية البنوك الاسلامية والاستثمار الاسلامي، انا عدت سنة 1975وفي 1976 جاءت فكرة الاستثمار الاسلامي من علي عبد الله يعقوب في البنوك وشركات الاستثمار ونسيت الدكتوراه، فأنا حقيقة لم احصل على الدكتوراة «والناس براهم بدونا لقب دكتور تكرماً منهم» وهناك واحدة من الجامعات السودانية عرضت علىّ الدكتوراه الفخرية فاعتذرت لأنني لا أومن بهذا الأمر وهي تكريم لأسباب اخرى.
    ? هذا يعني انك دخلت في مسألة الاستثمار والبنوك الاسلامية بعد عودتك من انجلترا مباشرة؟
    - نعم.. مكثت سنة واحدة انتدبت من مؤسسة القطن لمكتب الاستثمارات السودانية السعودية مكتب الامير محمد الفيصل واسسنا مشروع الدمازين وبنك فيصل في بداياته سنة 1976وأفتتح في سنة 1978، ومشاريع اخرى في السودان، مشروع مطبعة المصحف في افريقيا عملت فيه انا بحماس شديد ولم يقم ومشروعات زراعية اخرى، ومنها حاولت الانتقال للقطاع الخاص.
    ? استاذ حمدي في السنوات من ثورة أو انقلاب مايو إلى العام 1977، عام المصالحة الوطنية، اعطنا سيناريو لما حدث؟..
    - في تلك الفترة جزء منها كنت في البعثة في انجلترا من 73- 1975، ذهبت بناء علي إلحاح من حسن متوكل لأبعد عن المطاردات والملاحقات، وعندما عدت دخلت في العمل الاقتصادي مباشرة، وانعزلت - حقيقة - عن العمل السياسي لأن التحدي في العمل الاقتصادي كان كبيراً جداً في كيفية قيام بنك اسلامي وقيام مشروع ضخم جداً مثل مشروع الدمازين، مشروع حديث بتكنولوجيات قادمة من استراليا وغيرها، فوجدت نفسي بعيداً جداً عن العمل السياسي وحتى كل الاجيال التي كانت في الجامعة في ذلك الوقت، فكنت فقط ازور الاخوان وامشي لبيت الترابي بحكم الصداقات القديمة والعمل والزمالة واقابل الناس القدامى الذين اعرفهم لكن الاجيال التي كانت تقود الجامعة في ذلك الوقت لم أكن اعرفهم (اسحق عثمان وبشير آدم رحمة ومحمد عثمان مكي وغيرهم)، لانني كنت منغمساً جداً في العملية الاقتصادية وشعرت ان هذا تحدياً جديداً لي وللحركة الاسلامية والفكر الاسلامي، ولا استطيع ان اخبرك الكثير عن تلك الفترة لانني كنت بعيداً كمواطن فقط وكنت ليلاً اذهب لتسقط الأخبار في حال حدوث شيء مثلاً «لو قام نميري على الترابي نذهب لنرى ماذا حدث»، وفي تلك الفترة انقطعت صلتي بالعملية السياسية بصورة كاملة حتى لحظة دخولنا في البنوك الاسلامية، بنك فيصل ثم بنك البركة وذهبت الى لندن ثم عدت للعملية السياسية من الأعلى في الوزارة بناء على إلحاح من الحركة ايضاً. فأنا لا استطيع ان افيدك هنا في العملية السياسية..
    = نواصل إن شاء الله =

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de