|
|
 Shopping!
|
استيظت بصعوبة على ضجيج منبهها البيلوجي وهو يلح عليها ..انهضي.. انهضي ، فركت عينيها
وهي تكذب الخبر ، فلم يرن منبه هاتفها النقال ..وعندما فحصته وجدته قد رن ولكنها لم تسمعه ، قفزت
من سريرها سريعا ، أخذت حماما خاطفا و أرتدت ملابسها على عجل ..وفي السيار ة وقبل أن "تسخن " كانت
قد وضعت لمسات خفيفة من المكياج على عينيها وشفتيها ..وشقت طريقها بسرعة مخيفة نحو عملها ..سرعان
ما إضطرت لتخفيفها عندما وصلت شارع (الإتحاد )وذابت في الزحام الذي يصيبها عادة بصدمة..لتكتشف
أنها إستيقظت الآن بشكل كامل فالروتين يجعل الشخص يتصرف وكانه منوم مغنطيسيا ،كما أن الزحام يولد
فيك إحساسا بالضياع ..فتهرب منه إما بالتفكير في أشيائك المؤجلة أو سماع أغنيات مكررة ..او حتى
بذكرى عابرة ..
ابتسمت "سلمى " وهي تتذكر يوم أمس عندما عرجت على مركز التسوق ، بغرض الـshopping...وتذكرت كم
تكرهه لماذا يقولون ان النساء يحببن التسوق ؟ وكيف أن الأمر يصبح أكثر مللا عندما يتعلق بالحاجات
المنزلية ، والاهم في تلك الرحلة كان الذي سمعته وهي تتنصت مضطرة على (مغربية) تجري مكالمة
هاتفية ولا تكف عن الدوران حولها ..ولم تنتبه لكلامها جيدا إلا بعد أن أسمعت تلك العبارة :"وش عرفتي
إيش حال من مرة نام معي أمس "؟ ، ولم تسمع سلمى طبعا الطرف الآخر ولكنها سمعت (المغربية ) ترد :
تلتاش مرة ..أعقبتها بضحكة مجلجلة ..خنقتها بعدما تلفت الناس ولكن العدوى أصابت سلمى وكادت
تفضح تنصتها و(المغربية ) لم تكن مكترثة بأي حال .. وهمست لنفسها :" تلتاشر مرة .أكيد ما
جادين " ..
وهرولت مسرعة لتحكي لشريكتها في السكن والتي كانت صديقتها ايضا بشكل ما ، ومن باب الشقة نادتها "
الليلة ماشفتي يانهى ؟،فردت نهى (المصرية ) : بتقولي أيه؟!! ، فبدلت عبارتها التي لم تفهمها نهى
وقالت : ما شفتيش اللي حصل ؟
فردت نهى :" أيه يا بنتي حصل إيه ؟ ، روت سلمى ما كان بمهارة تجيدها فانفجرتا ضاحكتين ..وعلقت
نهى : "عشان كدة الرقالة بتحب المغربيات !يختي دول مش طبيعين ".
قطع عليها الهاتف الذكرى وكانت نهي المتصلة ، فأجابت سلمى: بت حلال ، كنت بفكر فيك !
نهى : "خير فيه إيه ؟"
نادية : "إتذكرت القصة أياها بتاعت أمبارح " .
نهى :" آ والله ربنا معاهم ..دول قامدين أوي "
ضحكتا
وأردفت نهى : "ما تنسيش والنبي يا سلمى تمري تدفعي الكهربا ..حتنإطع "
ردت سلمى منزعجة : أوكي إن شاءالله ..وختمت المكالمة وهي تمتم : نهى "دي نقناقة "، و استدركت بحق
العشرة وقالت لكنها منظمة وطيبة جدا لولاها لكنت في فوضى عارمة ومع ذلك قررت أنها ستدفع غدا ،
تناست أمر (نهى ) و انشلغت بمسجل السيارة ..ووجدت انها حفظت كل "السيدهات" وملتها ، أدارت
الراديو على احد محطات الـ FM ، وأتاها صوت المغني جميلا وهو يقول : "لو حبنا غلطة ..أكيد أحلى
غلطة " أو شيء من هذا القبيل حاولت جاهدة أن تتذكر اسم المغني وهي تؤكد لنفسها أنها تعرفه ولكن
محاولاتها باءت بالفشل إثر مضايقة أحدهم لها وهو يحثها عل الإسراع اكثر فهي تسير في اقصى اليسار
تنبهت حينها انها دخلت شارع ( الشيخ زايد ) .وانها خرجت من الإختناق .. وهي لا تمل التطلع
لعماراته السوامق ولسان حالها يردد بغبغائيا :" معقول دي بلد عمرها سبعة وتلاتين سنة!! ) ، وتضيف
بالطريقة ذاتها لكنها (بلد مصنوعة ) ، وتناقش نفسها دائما ماذا نعني بـ(مصنوعة ) ؟، كل الحضارات
تصنع .. هل يعيب الحضارة انها تبدأ من الأعلى ؟ أم هو الحقد ؟ وفي كل مرة لا تجيب عن التساؤل بصورة
قاطعة ..، ولا تعرف لماذا تذكرت ( وليد ) في تلك اللحظة بشعره المغبر ووجه المتعرق وهو يجلس تحت
الشجرة بجانب "ست الشاي " ، على بعد خطوات من مكان عملها ..لينبئها كل مرة أن محاولة بحثه عن عمل
باءت بالفشل ، كان إحباطه لا يترك مجالا للنقاش كان يراها (بنت جميلة محظوظة تستطيع الحصول على
عمل متى شاءت !) ، ملمحا إلى أن جمالها يساعدها ..و تذكرت دراسة سمعتها في الـ bbc ، تصب في ذات
الإتجاه والتي تقول بأن النساء والرجال ذوي المظهر الحسن أكثر فرصة في الحصول على وظيفة .. وعلقت
هامسة : هذا الكلام غير دقيق !، وقفز شيء لذهنها جعلها تصيح "آه " و تذكرت أنها في فترة الـ break
عليها أن تقصد الصرافة لترسل مبلغا ماليا كانت قد طلبته أمها تحت بند "لحاجة ضروري " ، وعندما
تختزل والدتها الكلام في تلك العبارة ..فإن قلبها يخفق بشدة ليس قلقا ولكنه خوفا حقيقيا ..لأنها
تعي أن والدتها لا تريد نقاشا ، فتنهزم زاهدة في التبريرات و"كفاية دعواتها" .
ووجدت نفسها أخيرا على مقربة من مكان عملها ، هاجس إيجادالـ parking اليومي ، إستغرق الأمر قرابة
عشر دقائق ..أسرعت بخطاها كي تصل في الوقت ووجدت الجميع يتسابقون لشغل المصعد خرجت منها تنهيدة
إرتياح وهي تتم : " الأحداث دي مرت علي قبل كدة " ،وعندما غادرت المصعد ضحكت وهي تخفف على نفسها
الضغط وقالت هامسة : " شوفتو وين؟ شوفتو وين؟ " وأنخرطت في دوامتها المعتادة ..
|
|
 
|
|
|
|
داليا حافظ
ممدوح أبارو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست