|
مايو في مزبلة التاريخ
|
مايو في مزبلة التاريخ خط الاستواء عبد الله الشيخ أصبروا وصابروا ورابطوا وأتقو الله، وكما ذهبت مايو إلى مزبلة التاريخ ستذهب مواعين كثيرة، لأن الزبد يذهب جفاءً ويبقى ما ينفع الناس.. وسيبقى الشعب علا شأنه.. فقد قال الشعب قولته في مايو وطرد قائدها شر طردة إلى خارج السودان.. فمن ترى أعاده؟ ومن فتح الطريق أمام هؤلاء الذين يحلمون بإحياء مايو واتحادها (الاشتراكي).. هل هم هؤلاء الذين يقولون أن الاشتراكية ماتت في بلاد البلقان.. أم هم قوم آخرون؟.
سيذهب الزبد جفاءً، وسيذهب الوعاء بكل محتوياته إلى مزبلة التاريخ، وتمحى من ذاكرة المدينة (كضب الرادي) وتصاوير التلفزيون في اللقاءات المحشودة بالوهم والزيف، وستلغى إرادة الشعب (اللعاليع) وتبقى (لا إله إلا الله) حية في القلوب، فهي التي أخرجت صحراء مكة إلى أن تكون حديقة للكمال.
لا يصدق أحد أنه سيبقى خالداً مخلداً فيها، فلو دامت للغير لما آلت إلى غير.. ألا كل شيء ما خلا الله باطل.. وكل نعيم لا محالة زائل.. كان النميري وأبو القاسم، وبقية أعضاء مجلس قيادة الثورة، ويضاف إليهم أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي, كان هؤلاء (الثوار الأحرار) (يلعلعون) في الناس لستة عشر عاماً.. فهل انتهى أثرهم وأزيح نهجهم؟.. كان النميري يفاخر بعضله وينط من حيطة إلى عربيته، إلى ما هو أعلى من كل الأسلاك الشائكة، كان (يقدل) بين الغلابة، يقتل من يشاء، ويسجن من يريد، ويفصل بالمزاج، ويضرب بـ(البونية) حتى معاونيه!..
فهل هذه هي سيرة مايو أم أننا افترينا عليها؟.. أليست هي مايو.. تلك التي أسست (إلى يومنا هذا) فقه (المكاورة) و(الملابعة)؟.. أليس هو النميري الذي قال وهو يقرأ من الورقة: (إن الإسلام يقول لا تجسسوا ولا تحسسوا).. ثم أزاح الورقة وقال في عيد الثورة الظافرة الأخير: (ولكن نحن حنتجسس ونتحسس.. وننط الحيطة)؟!..
أليست هي مايو التي أفردت ما بعد نشرة التاسعة، والتي هي العاشرة الآن!.. أفردت قطعة من الليل لتدبيج الفضائح في الناس بإذاعة إنجازات محاكم العدالة الناجزة؟.. أليست هي التي بدأت دبلجة التهم للمعارضين الوطنيين وأرادت تخليد (أب عاج) في الجنيه (أب عمة)؟..
الشعب مزق الجنيه والعمامة وألغى منظمات مايو الفئوية و(الجماهيرية)!.. فلماذا يحتفل هؤلاء (المواهيم)؟.. إنهم يحتفلون إغاظة في الشعب، وفرحاً بالحماية والرعاية التي يجدونها.. وسبحان الله.. الخالق.. الذي يخلق من الشبه أربعين!..
فاصبروا وصابروا ورابطوا.. كما ذهبت مايو إلى مزبلة التاريخ.. ستذهب إلى هناك أشياء كثيرة..
|
|
|
|
|
|