|
|
 التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا
|
الصحافة الرياضية فى السودان نموذج شديد الوضوح لكيف يتم تناول
القضايا -اعلاميا - فى المجتمع السودانى
فى كل العالم نعرف ان (الصحافة ) هى عبارة عن ثلاث عناصر اساسية
اذا خلت من احداها مطبوعة او منبر اعلامى , فهى انما تعمل (بماكيتة )
اعلامية ناقصة , فالمنبر الأعلامى -ايا كان - وخاصة الصحافة المطبوعة
(الورقية ) يقوم اول ما يقوم على (الخبر ) , وهذا الخبر يجب ان يكون صادقا
ومطابقا لمعايير المهنية الصحفية الأعلامية , ومن ثم فأن العنصر الثانى هو
التحقيق الصحفى , والذى يسلط الضوء على قضية معينة او خبر معين , وذلك من خلال استنطاق
اركان تلك القضية او ذلك الخبر مع ضرورة مراعاة الجوانب كافة والآراء المختلفة
فى موضوع التحقيق او حيثيات الخبر , ثم بعد ذلك يأتى العنصر الثالث الا وهو
عنصر الرأى الذى يجب ان يراعى بالضرورة (فى كل صحيفة ) منطقة (وسطى نوعيا )
وذلك من خلال استكتاب ذوى الرأى والتخصص من الثقاة العارفين , اضافة الى منح
مساحة مقدرة (للرأى الحر ) للقراء والمطلعين اذ ان ذاك يعتبر بمثابة (صدى )
لأنتاج الصحيفة المعينة فى البداية , ثم هو كذلك وسيلة ابتدائية لتقصى اتجاهات الرأى العام
فى القضية محور النقاش , واذا ما اهملت اى صحيفة هذا الجانب التفاعلى المهم , فأنها تصبح بكماء صماء تكلم نفسها دونما صدى او تفاعل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
والصحيفة المميزة تسعى ابتداءا لمصادر خبرية متنوعة وصادقة
اذ ان التميز المستمر لصحيفة ما , انما يكون بقدرتها الدائمة والمتجددة
على ايراد الأخبار , اما بأنفراد تام , او على الأقل قبل رفيقاتها من الصحف الأخرى
وهذا يتطلب -بالضرورة - فرق عمل مميزة ومقتحمة وجريئة , وطبعا قبل
هذا وذاك , ادارة تحرير تتحمل المسئولية تجاه الخبر والمصدر والقارىء
فى آن واحد , ولكن نجد اننا فى السودان فأن مصادر الخبر (السياسى ) مثلا
محدودة ومعروفة ومكشوفة (ومقيدة ) كذلك لحد كبير , ويجب ان نذكر هنا
ان وجود اعلام مرئى فضائى قوى وواصل وفعال وسريع ويقدم الخدمة
على مدار الساعة , انما يصعب من مهمة الأعلام المقروء (خبريا )
ويزيد من حوجته لمصادر اخبار فعالة وجريئة وكذلك الى محررين
بدرجة (مخبرين ) صحفيين , وبالضرورة كذلك ان نذكر ان تدفق الأخبار
انما يتناسب طرديا مع الحريات المتاحة , هذا فى الجانب السياسى
الذى لن اركز عليه كثيرا فى هذا الطرح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
فلناتى اذم وندلف مباشرة الى مبحثنا وموضوعنا , فالحصول على الخبر
فى الصحافة الرياضية السودانية , سواءا كانت رياضية متخصصة , او مجرد صفحة رياضية
فى صحيفة عادية , هو عمل يتسم بالفردية فى المقام الأول , بمعنى ان تدفق الأخبار
من وكالات الأنباء بالطريقة المعروفة عالميا , يكون فى نطاق ضيق جدا , ان لم اتجرأ
واقول انه منعدم تماما , وانا هنا اقصد الأحداث المحلية طبعا , حيث ان تغطية اخبار الأحداث العالمية
تعتمد على اخبار الأنترنت ومواقع وكالات الأنباء بشكل كامل يصل الى درجة (نقل المسطرة )
فتجد نفس الخبر بذات الرسم والتفاصيل فى كل الصحف بلا استثناء , ولكننا سنهمل
هذا الجانب الآن , ونركز على الأخبار المحلية , التى قلنا انها ذات طابع فردى اجتهادى
, وهذا الأمر , على الرغم من ان (ظاهره ) خير كثير لأنه يبين -على الأقل - تنوع وتعدد
(الأفراد ) العاملين والمجتهدين للحصول على الخبر المعين , الا ان (باطنه ) فوضى
وبلبلة ما انزل الله بها من سلطان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
وعدد الصحف المقروءة والمصنفة كصحف رياضية , اذا ما اضفت لها الصفحات
الرياضية فى الصحف اليومية الأخرى , وهى من اهم الصفحات للصحيفة , عدد كبير جدا
, ليس عندى عددها الفعلى المؤكد , ولكنى رأيتها واراها وهى تعرض يوميا فى المكتبات
فلا استطيع لها حصرا ولا عدا , ولو ان هذه الكثرة العددية صبت فى خدمة (التنوع )
لكانت الكثرة هنا (كثرة محمودة ) , ولكنها بالطبع ليست كذلك , انها نسخ متكررة
ومتعددة من الصحف دون ان تتنوع , فلو اخفيت من صدر الجريدة (اسمها ) لما عرفتها
الا من (لحن القول ) , وبالطبع فأنه ومع هذا العدد الكبير من الصحف والأصدارات
, فأن عدد الصحفيين ومحررى الأخبار المناط بهم تجميع الأخبار وتنويع مصادرها
لأثراء المادة الخبرية , يمكن ان نقول انه (جيش عديل ) , وهذا الجيش متواجد
بشكل شبه دائم اما فى تمرين الهلال او المريخ او فى مكاتب اداريى الفريقين
بأعتبار ان هذه الأماكن هى (مكامن ) الأخبار المتوقعة , واعنى هنا الأخبار الجاذبة
التى يمكن ان يؤثر وجودها او عدم وجودها فى شكل الصحيفة وتوزيعها فى اليوم التالى
وتلاحظون اننى ربطت بين (اخبار جاذبة ) وبين وجود الصحفيين فى اندية الهلال والمريخ تحديدا
وذلك لأن اخبار الأندية الأخرى , هى مجرد اخبار , الا ما ارتبط منها بالهلال والمريخ ايضا
والخبر الذى يخص سواهما من الأندية , حتى ولو كان سبقا صحفيا بالمقاييس المهنية
فأنه يبقى خبرا عاديا حتى ان الصحيفة التى تورد خبرا لنادى (جزيرة الفيل ) مثلا , لا تفكر مجرد تفكير فى الأحتفاء به مهنيا بأعتباره سبقا صحفيا او انفرادا خبريا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
وهذا التدفق البطىء للأخبار , وقلة الجاذب منها بالمعايير الصحفية
يفتح بالضرورة شهية الصحفيين الكثر هؤلاء , لتطعيم بعضها او كلها فى بعض
الأحيان , مستخدمين فى ذلك حيلا كثيرة اكثرها شيوعا هى خلط الخبر المجرد (المسيخ )
اما برأى مصدر الخبر , او بالعدم برأيهم هم , وهذا واضح وجلى فى تفحص
(لحن الخبر نفسه ) فى صحيفة ما عنه فى صحيفة أخرى , لذا فانه من الطبيعى
ان تجد القراء المساكين , فى المكاتب او المدارس والجامعات , تحت الأشجار
او فى مواقف المواصلات , وهم فى حالة (غلاط لا نهائى ) لأنهم قرأوا نفس الخبر
وكمان بنفس الصورة المصاحبة , ولكن الفرق -كل الفرق - ان احدهم قرأه فى الصدى
بينما الآخر طالعه فى قوون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
وأظن هنا انه من المفيد ان اوجز حصيلة الكلام الذى سبق اعلاه عن (عنصر الخبر )
فى الصحافة الرياضية السودانية بأعتبار ذلك نموذجا للتناول الأعلامى لقضايانا , فى النقاط الآتية
*اولا هو خبر متسم بالفردية والأجتهاد الشخصى
*هو خبر يركز على مصادر معينة , فى ملعب معين , فى رياضة معينة (كرة القدم )
وفى ناديين معينين دون سواهما , هذا ثانيا
*هو خبر يكثر خطابه وطلابه بينما هو (نفس الخبر ) , وبينما ان الخبر -دائما -
لا يحتمل الا وجها واحدا , الا وهو الحقيقة , لذا فأن تعدد طالبيه وراغبى وده يجعل منه خبرا
متمنعا متدللا متعززا , لذا فأنه يحتاج -قبل الخروج - الى بعض المساحيق والكريمات
حتى يجعل من (ظهوره ) فى المرآة الأولى مختلفا - ولو فى الشكل ونوع الملابس -
عنه فى المرآة الثانية , وده ثالثا
* اما رابعا , فهو خبر مختلط برأى , وهذا يؤثر بل يقدح فى المصداقية , لأن
الخبر يظل مجرد خبر , لا يحتمل الا كونه صادقا , فيكون ايراده ونشره منضبطا ومنسجما
ومطابقا للمعايير المهنية الأساسية , اما كونه غير ذلك فينطبق عليه بالتبعية , عكس
الأنضباط والأنسجام مع المهنية ومعاييرها
* هو خبر مسلوق فى الغالب الأعم , ومتكرر حد الضجر , وذلك لتعدد المواعين الخبرية
(اى الصحف ) وكثرتها , وهو فى ذلك لا افلح فى التخلص من (رتابة ) الأخبار المستقاة من
الوكالات او موافع الأنترنت الأخبارية , ولا كذلك افلح ونجح فى الألتحاق بمميزات الأخبار الحية
من المصادر الخبرية المتسمة بالحيوية والتجدد والتميز والتفرد
هذا خامسا وأخيرا
نواصل لاحقا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
ولو ان ما سجلناه فى نقاطنا السابقة عن الأخبار المنشورة فى صحفنا الرياضية
صحيح بالكلية , وكانت الأخبار المنشورة فيها تحمل كل هزه العلل والمنقصات , فمن الطبيعى
ان المشترى لنسخة الجريدة لا يغعل زلك بحثا عن الخبر , فلمازا يشتريها ازن ؟؟سنؤجل الأجابة
للجزء الأخير من هزا الطرح
ونعرج الآن الى العنصر الثانى المكون لأى صحيفة كانت , وسنركز كما وضحنا على الصحف الرياضية
كنموزج , فأى صحيفة مطلوب منها حتى تتكامل عناصريا ان تهتم وتعطى حيزا مقدرا من مساحتها
للتحقيق الصحفى , ولك ان تتأمل اولا فى عبارة (تحقيق صحفى ) هزه لتعرف ما لو كانت موجودة اصلا فى صحفنا السودانية
خاصة الرياضية منها , فالتحقيق الصحفى مرحلة متقدمة من الخبر نفسه , فبعد نشر الصحيفة المعينة (لخبر ما )
مجردا وصادقا وغير مختلط برأى , فان لأدارات التحرير الزكية قرون استشعار خاصة تجعلها تفرق بين خبر وآخر
من حيث الأهمية طبعا والتصاقه بهم عام ما او بقضية هامة ومفصلية وهى بالتأكيد ستكون قضية رياضية طالما ان
الصحف تندرج تحت هزا التصنيف , ووجود حس تقنى صحافى عالى نابع من المسئولية تجاه القضايا الرياضية
لدى ادارة تحرير ما , يدفعها دفعا لتصنيف هزه الأخبار المهمة ومن ثم محاولة قراءة (ما وراء الخبر ) فتضع
خطة محكمة مستعينة بفريق صحفى عالى الكفاءة يعكف على تحليل الخبر وشرح تفصيلاته وتأثيراته سالبة كانت
او موجبة , دون ان يختلط هزا التحليل بعواطف او امنيات
وحرى بنا ان نقول هاهنا , ان الأخبار التى يمكن ان تسمى (خبطات صحفية ) هى بطبيعة الحال قليلة جدا بل نادرة
ولكن وجود الصحفيين المميزين القادرين على قراءة الأخبار وما وراءها ونسج شبكة استنتاجاتهم لتاثيرات
تلك الأخبار الحقيقية والصادقة فى حقيقتها المجردة على مستقبل قضية ما تخص جانبا رياضيا معينا , وجود هؤلاء
الصحفيين قادر على ان يجعل من الصحيفة المعينة فى حالة خبطات صحافية مستمرة ودائمة لصدق الطرح ورجاحة الأستنتاجات
ومنطقيتها , وهزا يشبه الى حد كبير (التنبؤات المسبقة ) فى كل اتجاهات الخبر وتحليلاته , اى ان الصحيفة بطاقمها
المميز هزا قادرة على التنبؤ بخبر الغد المستنبط والمستنتج من تحليل اليوم لخبر الأمس ,وهزا السلوك من الصحيفة
مصدر لعلاقة كبيرة من الثقة بين الصحيفة وقارئها , تماما كما هى ايضا مصدر لأحساس تشاركى عظيم وكبير بين صانعى
القرارات ومصادر الأخبار والصحيفة وطاقمها
والسؤال المباشر هنا للمتابعين , هل صادفتم مثل هزا التحقيق الصحفى الزى فصلنا سماته ومقوماته واركانه
فى اى من صحفنا الرياضية السودانية ؟؟؟لو اجاب اجدكم بنعم فليخبرنى فانا شخصيا افتقده واتلهف اليه
(لخلل فى حرف الزال فى الكيبورد , وجدت نفسى مجبورا لكتابته زاى , ولكن هزا لن بفوت على فطنتكم )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
اذن , فان القارىء لا يجد فى صحفنا الرياضية الخبر الرصين المبرأ من منقصات وعيوب الأخبار , وهى (اى صحفنا الرياضية ) ابلغ مثال لتأكيد المقولة القديمة وهى (ان آفة الأخبار رواتها ) , وبعد ذلك فهى فقيرة ومصابة بأنيميا حادة فى عنصر التحقيق الصحفى , وهذا جعلها ناقلة رتيبة للأخبار المسلوقة المختلطة برأى مصدرها او ناقلها ومن ثم بعد ذلك هى غير قادرة على قراءة ما بين سطور الخبر ولا على تخيل واستنتاج تداعياته وبذلك فلا هى نقلت خبرا حيا فى الأمس ولا هى استطاعت بأجتهادها ان تصنع (خبر الغد)
فلماذا اذن يشتريها القارىء وهى كذلك ؟؟؟
يتكرر السؤال بعد اضافة عنصر جديد , والأجابة مؤجلة الى ما بعد مناقشة العنصر الثالث والضلع الأخير لمثلث الصحافة وخاصة الرياضية منها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التناول الأعلامى للقضايا السودانية -الصحافة الرياضية نموذجا (Re: منصور عبد الرازق)
|
ولكل صحيفة ايضا , وكل انواع الصحافة وتقسيماتها وتصنيفاتها اعنى , لكل صحيفة ان تعتنى بوجود مساحة مناسبة للرأى الحر , سواء لكتاب اعمدة راتبين بشكل محدد سواءا يوميا او اسبوعيا او غير ذلك , او لقراء او متعاونين , وجانب الرأى مهم جدا لأنه يعضد من حيوية الصحيفة ويزيد من حراكها التفاعلى المستمر والمتجدد
ومن الطبيعى ان تكون اهتمامات اصحاب الرأى متعددة ومتنوعة لا بل متفقة حينا ومختلفة احيانا أخر
ويمكن -خاصة لأصحاب الأعمدة الصحفية المنتظمة والراتبة ان يجمعوا فى اعمدتهم تلك ما بين الرأى والتعليق على الأخبار , ولكن عليهم ان لا ينسوا انهم (كتاب رأى ) فى الأول , اذ لا يجوز ان يتحولوا الى معلقين دائمين بينما اذا ما تمسكوا بالرأى فقط دون تعليقات مختصرة فقد يقعون فى دائرة الرتابة والتكرار والملل , ولكن مقدرة الكاتب على موازنة هذه المعادلة هى ما يميز صاحب رأى عن آخر , ولكن القدرة على (التعليق فقط ) شىء مختلف وان كان لطيفا ومهضوما و(خفيفا على المعدة ) الا ان تصنيف مثل (هؤلاء المعلقين ) ككتاب رأى تفسح لهم المساحات اليومية المقدرة , خطأ كبير وشائع
| |
|
|
|
|
|
|
| |
منصور عبد الرازق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست