د. مهدي عمر حامد يكتب عن ملتقى إعلاميي الخارج وأولويات الوطن الطبية

Quote: ملتقى إعلاميي الخارج وأولويات الوطن الطبية *د. مهدى عمر حامد اختتم الإعلاميون العاملون بالخارج مؤتمرهم الثانى بتوصيات جاءت منسجمه مع ايقاع الحكومه والتحديات التى تواجهها ازاء ازمات الوطن العديده. تواصل العاملين بالخارج من اعلاميين وخبراء وغيرهم من المهنيين امر مطلوب وله الكثير من الفوائد التى يعود نفعها على الوطن ومواطنه بالداخل والخارج على الحد سواء. و يعتبر السودانيون متأخرون فى هذا الجانب فبينما اهتمت حكومات السودان المتعاقبه بفنون وادوات التحصيل الضريبي من مواطنيها المهاجرين،عملت دول العالم الناميه المسؤوله على تقنين ادوات التواصل مع مواطنيهم المهنيين وغير المهنيين بوسائل متعدده كتسهيل وسائل السفر الداخلى ومقابلة المسؤولين بدوائر الدوله والقطاع الخاص، وكذلك حرصت مؤسسات الدوله ومنظمات المجتمع المدنى على دعوة الخبراء من ابناء الوطن لحضور الملتقيات المتخصصه لتسهيل انسياب الخبرات وتلاقحها. أن تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الشعوب يوفر الكثير من الوقت والمال ويساعد على التعلم من انجازات واخفاقات هذه الشعوب، احزانهم وأفراحهم، تطورهم وتراجعهم، تماما كما يقول المثل السودانى السعيد يتعلم من اخطاء غيره. فالتجارب الإنسانيه لاحدود لها وتبنى على تراكمها، وقبل مجئ الإنقاذ استطاع السودان عبر مؤسساته المختلفه وعلاقاته التى اكتسبها منذ الاستقلال أن يطور الكثير من البرامج والمشروعات والمؤسسات التعليميه والبحثيه وذلك من خلال برامج التدريب والابتعاث وكذلك زيارات الخبراء الأجانب، ولهذا كان للسودان السبق فى مجال ابحاث الزراعه والتربيه الحيوانيه، التى انتجت الكثير من المحاصيل والثروات بما فى ذلك الثروه البشريه العظيمه والتى تدير الكثير من مؤسسات دول الخليج ودول كثيره اخرى. لاشك ان لاعلامي السودان المقيمين بدول الخارج دور كبير فى التنوير بإنسان السودان، تاريخه وانجازاته وثرواته وخيراته مما يساعد على تطوير مكتسباته وانسياب الاستثمار والسياحه. كذلك عليهم مسؤوليه أخلاقيه للتعريف بمعاناة الشعب السودانى الناجمه عن ظروف البيئه والجغرافيه السياسيه لاسيما ما يحدث الآن من ظروف اضطراب سياسى وعنف ازهق الارواح وتسبب فى ازمه حقيقيه تطلب مساعدة المجتمع الدولى، إن إخفاء الحقائق فى مثل هذه الظروف له تكاليف باهظه يصعب سداد فواتيرها، فعندما أخفى الرئيس السابق نميرى أبعاد مجاعة الثمانينيات عن العالم كانت النتيجه ارواح وهجرات ونزوح لم نتعافى منه حتى اليوم. بيد أن مؤتمر إعلاميي الخارج هذه المره يأتى فى سياق اولويات الحكومه وليس بالضروره من أولويات الوطن، فى وقت البلاد اكثر حاجه فيه لورشات عمل لتدريب الكوادر الطبيه والتى تعتبر من اكثر القطاعات تأثرا بالهجرات والسياسات التعليميه غير الرشيده، وقد استشعر صندوق التنميه التابع للأمم المتحده هذه الضروره وعمل على محاولة جذب المختصين فى المجالات التقنيه.وقد اعترف رئيس الحكومه بالأخطاء الطبيه العديده والتى ساوت بين ابناء الشعب وكأن لسان حالها يقول إن كان قدرك فى السودان فانت موعود بعدل التخبط الطبي، صحيح أن هناك بعض الأرقام من بعض الاحصائيات ما يتعلق بأسباب الوفيات ونسبة انتشار الأمراض، الا انه للأسف لم تنجم هذه الاحصائيات عن دراسات حقيقيه كما ان النظم القديمه التى كانت مستخدمه فى كثير من جوانب المهنه قد طرأ عليها تطورا هائل، الهجرات والانفتاح على شعوب العالم وتغير نمط الحياه واضطرابات المناخ العالمى وتدهور صحه البيئه ضمن عوامل عديده تسهم فى تغيرات وبروز تعقيدات فى الوضع الطبى يصعب مقابلته بكادر طبى محلى لم تتح له الفرصه فى الاحتكاك والتعلم الضرورى، امراض السرطانات والقلب (مجموعة ظاهرة التحول الغذائى) والتى بدأت فى الظهور بشكل مخيف كنتاج طبيعى لضعف وسائل التشخيص، وذلك لان التركيز فى التدريب والبحوث ظل منصبا على الأمراض المستوطنه كالملاريا واخواتها. ومن المؤسف حقا ان لايوجد مركز ابحاث مؤهل لمواجهة الأمراض غير الناجمه عن العدوى.كذلك ضعف او غياب الاحصاء الطبى، بالإضافه لانعدام الدراسات الخاصه بصحة المجتمع، و ضعف القوانين المنظمه للمهنه كتلك التى تستخدم كضوابط للجوده المتعارف عليها فى معظم دول العالم، وهى متاحه الآن على الانترنت على مواقع الإداره الفدراليه الأمريكيه للغذاء والعقاقير وفى مواقع عالميه عديده، ولم تكلف دول الخليج نفسها عناء التشريع فقامت باتباع هذه النظم اتباعا حرفيا لكى تحمى مواطنيها. فى الختام لابد من القول ان اولويات السودان من حيث مؤتمرات المهاجرين تكمن فى لقاءات المهنيين فى الطب والزراعه والتكنلوجيين والإقتصاديين، والبلاد قادمه على تحول سياسى كبير ينبغى ان ترتب اولويات الوطن بما يعود نفعه على المواطن والوطن. باحث طبى مقيم بالولايات المتحدة

Quote: بيد أن مؤتمر إعلاميي الخارج هذه المره يأتى فى سياق اولويات الحكومه وليس بالضروره من أولويات الوطن، فى وقت البلاد اكثر حاجه فيه لورشات عمل لتدريب الكوادر الطبيه والتى تعتبر من اكثر القطاعات تأثرا بالهجرات والسياسات التعليميه غير الرشيده،