الحلفاويون العودة الى الجذور..قــرار سيــاسي أم تلــبيـة لأشـــواق المهجـرين؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 07:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2009, 09:56 AM

Medhat Osman
<aMedhat Osman
تاريخ التسجيل: 09-01-2007
مجموع المشاركات: 11208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلفاويون العودة الى الجذور..قــرار سيــاسي أم تلــبيـة لأشـــواق المهجـرين؟




    وادي حلفا- تحقيق/ نبيل صالح-كاميرا/ حمودة صحابي
    كانت تجاورني في عربة القطار المتجهة الى مدينة وادي حلفا امرأة تجاوزت الـ «70» بالكاد تستطيع ان تسمع صوتها.. كانت تعيد لي ذكرياتها القديمة على متن القاطرة البخارية التي حملتهم الى خشم القربة في العام 1964في الهجرة النوبية والتي تعتبر الأكبر في افريقيا.. وتحدثت عن مدى تأثر النوبيين بالهجرة والدموع التي كانت تتساقط كلما تذكرت سيرة حلفا.. وكيف انها عاشت على ذكرياتها على مدى الـ «45» عاماً التي قضتها في خشم القربة ولم تخرج منها إلاَّ بعد اعلان العودة الى قرى حلفا القديمة واستطردت بأنها الآن تشعر بأن روحها ارتدت الى جسدها.. هكذا كان انطباع العائدين الى موطنهم الاصلي بعد رفع شعار العودة الى الجذور في شكل افراد وجماعات لاعادة حلفا سيرتها الأولى.. (الرأي العام) تابعت برنامج عودة المهجرين وغيرهم الى وطنهم الأم - وادي حلفا - وضواحيها - دغيم وعنقش اشكيت وجزائر كوكي وارقين.
    -----


    الكيلو (41)
    إعتزم المهجرون العودة الي ديارهم بعد «54» عاماً قضوها في خشم القربة - على سهل البطانة المنطقة التي تم اختيارها من قبل الحكومة ولم يكن خيار المهجرين، بل سجلت خشم القربة ادنى نسبة في الترشيح ضمن عددٍ من المناطق حسب «حسن دفع الله» احد مهندسي الهجرة النوبية.. ولكن الحكومة كانت لها نظرة استراتيجية في تعمير سهل البطانة والعمل على استقرار العرب الرحل. بعد قيام مشروع حلفا الجديدة الزراعي وانشاء خزان خشم القربة لري المشروع. وتم توطين المهجرين في «52» قرية بمسميات مرقمة من «1 - 62» بالاضافة الى القرية «33» وقرية اخرى هاجر مواطنيها من وادي حلفا منتصف السبعينيات وتم تعويضهم نقداً - ويسمونهم في عرف المهجرين النوبية بـ «النقديين» ولذا لم يكن لديهم «بيوت» مثل المهجرين الذين يسمونهم «بالعينيين» وانشأوا قرية على بعد «41» كيلو من الخزان سميت بـ «الكيلو 41» منازلها من القش لضعف امكانياتهم المادية وربما لعدم وجود تخطيط رسمي للمنطقة التي قطنوها واعتمد المهجرون على الزراعة للاعاشة وكان مشروع حلفا الزراعي اعاشياً حتى وقت قريب، وبما ان حلفا الجديدة تقع في منطقة متاخمة للحدود اصبحت منطقة موبوءة بالعديد من الامراض والوبائيات اشهرها وأكثرها الملاريا التي اجبرت معظم سكان بعض القرى الهجرة الى جنوب الخرطوم في الكلاكلات والشقيلاب باسرهم والاستقرار بصفة دائمة بعد ان كان لحلفا ما قبل وبعد الهجرة والى وقت قريب رأي في العاصمة وجنوبها والتي كانت ضمن خياراتهم ورفضوها.
    وكان المشروع الزراعي العامل الوحيد الذي كان يجعل سكان حلفا الجديدة البقاء فيها إلاّ ان تدهور المشروع الزراعي لشح مياه الري وفقدان التربة للكثير من الخصوبة بسبب استمرارية الزراعة دون اعطاء الارض فرصة لاسترجاع انفاسها والعودة للانتاج.. والسياسات الاقتصادية التي كانت سبباً مباشراً في عدم اهتمام المزارع بارضه ومحاصيله خاصة سياسة الحزم التقنية» التي ادت الى تراكم ديون المزارع الذي يخرج في موسم الحصاد خالي الوفاض وقد يكون مديوناً.. مما خلق نوعاً من الفجوة بين المزارع ومزرعته.. ووصل حداً باع المزارع مزارعه وهاجر الى الخرطوم.
    ويعد انحسار مياه السد العالي أو بحيرة النوبة الى مستوى منخفض في ثمانينيات القرن الماضي حزم بعض المواطنين حقائبهم واتجهوا صوب مواطنهم القديمة وقراهم التي ظهرت اطلالها بعد انحسار المياه ليجربوا ويروا امكانية العودة والاستقرار بها إلاّ ان الفشل كان حليفهم لخلو المنطقة من الخدمات. وكذلك بعد المسافة بين وادي حلفا «المدينة التي اسسها النقديون الرافضون للهجرة على بعد نحو «71» كيلو متراً من وادي حلفا الاصل بانقاض البيوت التي هدمتها طوفان البحيرة والسدّ، وايضاً تفتقر الى الخدمات الصحية والتعليمية ولوعورة الطرق التي تربط المناطق القديمة ووادي حلفا «الحديثة». وبعدها عن القرى التي عاد إليها بعض سكانها وبالرغم من ان فكرة العودة الى وادي حلفا جاءت منذ «51» سنة تقريباً إلاّ ان المنطقة لم تكن مشجعة وجاذبة للاستقرار فيها كما سبق الذكر لافتقارها للخدمات واعتماد المدينة على القطار والباخرة في دخل الاسر القاطنة هناك، حلفا ذات يوم من الايام وصلت حداً من التدهور أبان توتر العلاقات السودانية المصرية في منتصف التسعينيات. الي حد ان سكانها كانوا يتحصلون على غذائهم بشق الانفس بعد توقف مصدر دخلهم الوحيد «الباخرة» وبات القطار محط ترقب الجيوب والبطون.

    العودة إلى الجذور
    منذ بدايات الالفية الثالثة بدأت حلفا تنتفض وعادت الدماء تجري في شراينيها بعد عودة الباخرة والبروتوكولات التجارية بين جمهورية السودان ومصر، وشهدت المدينة نهضة عمرانية، وتجارية، وتحول السوق الذي كان مشيداً بالقش والزنك الى مباني خرسانية اضفت على المدينة رونقاً وألقاً وسعت السلطات المحلية لتطوير المدينة وشق الطرق المسفلتة والشروع في انشاء طريق بري بين السودان ومصرلضخ المزيد من الدماء في النشاط التجاري والشروع في تخطيط المدينة وانشاء اماكن الترفيه وزيادة استمرارية الكهرباء واخيراً الشروع في عودة المهجرين الى قراهم التي غمرتها مياه السد العالي باطلاق نداء شعبي بتكوين جمعيات اهلية كل في منطقته لتخطيط المساكن الجديدة والتصديق للاراضي الزراعية وتخطيطها. وجاءت توجيهات نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه بالاسراع في تكوين الجمعيات للاستفادة من المساحات والاراضي الشاسعة والجيدة للزراعة.
    عبد المنعم ككي - جمعية جزائر «كوكي» التعاونية بدا متفائلاً بعد نجاح مشروع العودة الذي نفذوه كضربة بداية وبمثابة صرخة للآخرين للاستعداد وحزم حقائبهم للعودة الى ارض الجدود وقال لـ (الرأي العام) بأن العودة باتت ضرورة لكل ابناء المنطقة في حلفا الجديدة والخرطوم.. واضاف بأنهم دشنوا مشروع العودة بحوالي «061» اسرة بزيادة إلى منطقتهم بجزائر كوكي وقرية جنساب.

    الحلم القديم
    كان لابدّ من زيارة اسر رأت في عودتها تحقيقاً لحلم قديم ظل يراودها منذ ان وطأت اقدامهم مدينتهم الجديدة بشرق السودان في ستينيات القرن الماضي، وبالرغم من براح المكان وطيبة سكان سهل البطانة، إلاّ ان الاشواق للوطن الام دائماً ما كانت تدفعهم للتفكير بالعودة.. ويقول خالد أحمد «انا لست من جيل وداي حلفا.. ولقد ولدت بحلفا الجديدة إلاّ ان انتمائي دائماً كان لوادي حلفا.. وكنت غالباً ما افكر الهجرة إليها ، ولكن لصعوبة البقاء في مكان ليس به خدمات كنت اتردد في اتخاذ قرار العودة.. وعندما سمعت بأن وادي حلفا اصبحت مدينة يمكن العيش فيها بما شهدت من تطور في البنى التحتية وانسياب التجارة ونجاح الزراعة وما شابه، قررت فوراً العودة والحمد لله لم يخذلني القرار والآن ادعو كل المهجرين العودة الى ديارهم.
    وإلتقينا بعضو جمعية جزائر كوكي ومتابع تنفيذ العودة محمد علي الذي قال بإن قرار العودة دخل حيز التنفيذ. عقب الزيارة التي قامت بها «061» اسرة لمواقع سكنهم وزراعتهم غرب حلفا. حيث تم تخطيط مواقع للسكن في كل من مرقسة «05» منزلاً.. وخور سلة «05» منزلاً - وماتوقه «05» منزلاً.. ابو سير «05» منزلاً واضاف بأن العائدين عازمون علي البقاء في خيم الى ان يتمكنوا من تثبيت اقدامهم. وإذاما كان معينات البقاء على حكومة حلفا قال: لا.. بل سنعتمد على العون الذاتي.. وافتكر ان العائد سيأتي بمعنياته من طعام ووسائل سكن حتى يجد مصدراً للدخل بشكل دائم.. والحكومة ساعدتنا بتصديق الاراضي الزراعية والتي ستكون المعين الأكبر للعائدين. كما ان هناك بعض المعينات الاخرى والخدمات في قرية «جيميَّ»، استراحة ومستوصف على بعد «7» كيلو من قرية خور «سلة».

    الجمعيات التعاونية
    وخلال جولتنا لمعرفة المزيد من التفاصيل حول مشروع عودة المهجرين التقينا الاستاذ أحمد ابراهيم مدير ادارة تعاون محلية حلفا مشرف الجمعيات التعاونية الذي ابتدر حديثه قائلاً بأنه تم تسجيل «52» جمعية تعاونية وتم تكوينها بهدف تنظيم القرى السكنية والمساحات الزراعية للمهجرين وقد جاءت الفكرة منذ فترة طويلة. وتم تفعيلها بعد زيارة نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه، واضاف بأن الحماس بلغ ذروته بعد تراجع المشروع الزراعي بحلفا الجديدة وظهور دراسات بجودة الأراضي الزراعية. وعدد الاشخاص المسجلين في الجمعيات كل جمعية ما بين «0001 - 0521» وتم اختيار اشكيت القرية النموذجية، اما بالنسبة للمعينات التي ستقدم من الجهات الرسمية. اجاب بأنهم سيسعون لخلق مصدر دخل للمواطن الذي يعود بتهيئة مدخلات الزراعة.

    اشواق المهجرين
    معتمد محلية حلفا الاستاذ ابوبكر محمد عثمان الشيخ قال بإن عودة اهالي حلفا الي جذورهم يجب علينا ان نقف عندها وقفة جادة لأنها تلبية لاشواق المهجرين واعادة تأهيل القرى القديمة التي غمرتها مياه السدّ العالي. وتخطيطها علي نحو استراتيجي بتوفير البنية التحتية.واضاف بأنهم منحوا عدد «9881» مساحة مساكن في كل من اشكيت «5741» وجنساب «414» مسكناً بالمدينة وارقين وعدد من القرى وسوف تتبعها القرى الاخرى التي ستأتي بنفس المسميات القديمة - اي ما قبل الطوفان - مثل «اشكيت وارقين ودبيرة وجنساب وجزائر كوكي واتيري سمنة وصرص وعنقش ودغيم وسرة آرتي ولاعادة هؤلاء الى قراهم يجب اعادة البنيات التحتية ووسائل الاستقرار والاراضي الزراعية ولنا مكسب في ذلك يتمثل في تسجيل الجميعات التعاونية للاحياء.
    أما فيما يختص بتهيئة المناخ للعائدين وإعانتهم العائد قد يكون قد فكر في الوسائل التي ستعينه على البقاء والاستقرار. وأما اذا كان مشروع اعادة المهجرين فكرة او قراراً سياسياً فإن عودة المهجرين ليست قراراً سياسياً بل تكريساًِ للشعار القديم الذي رفعه المواطنون في حلفا «اعادة حلفا سيرتها الأولى» ولن تعود سيرتها الأولى إلاّ بعودة كل اهل المنطقة.

    ? الحلقة المقبلة
    مدى نجاح عملية اعادة المهجرين
    المعوقات التي تواجه العائدين
    هل الاستثمار الاجنبي طريق نجاح العودة؟

    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=523&id=39042
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de