|
من فوائد الرقابة الصحفية ؟ ؟؟
|
من فوائد الرقابة
• من مقولات الديالكتيك أن التغيرات الكمية تؤدي لتغيرات كيفية ، والسمة الكيفية هي التي تميز الشئ عن الأشياء الأخري ، أما الكمية فهي التي تعبر عنه من حيث المقدار والحجم والوزن وتنطبق هذه المقولة أو بالأحري هذا القانون علي المجتمعات في سياق التطور وعلي الطبيعة بكل ما فيها . • شكت الصحافة السودانية من الرقابة ردحا طويلا ، ولو نظرت لها من زاوية ديالكتيك المعرفة وقانون الكم والكيف لكانت النتيجة مختلفة . • نفترض جدلا أن 25 رقيبا أمنيا يطلعون يوميا علي الصحف السودانية قبل اصدارها لحذف أو تمرير الموضوعات حسب التوجيهات ( العليا ) . وأنهم بالتالي يقرأون الموضوعات بتركيز شديد وينظرون للكاريكاتير والصور بتمعن ، وحتي التهاني والتعازي يتم الاطلاع عليها بنفس التركيز . • ولنفترض أيضا أن كل رقيب يحدث صديقا ( أو صديقة ) واحدا في اليوم عن بعض ما تم حذفه من موضوعات ومقالات أو أخبار ، وأنه ( أي الرقيب ) عندما يرجع الي بيت أسرته يحكي لأسرته المكونة من خمسة أفراد وهو علي مائدة الغداء بعضا من الموضوعات المحذوفة . • علي ذلك فإن ستة أشخاص ( بخلاف الرقيب ) قد عرفوا بأمر العديد من الموضوعات الصحفية التي تحذف يوميا . • وعلي عادة السودانيين بشماراتهم المتداولة فان الستة أشخاص سيخبرون ستين شخصا آخرا في نفس اليوم . • وبالحساب البسيط فان خمسة وأربعين ألف شخص يعرفون بأمر الموضوعات ( المسنسرة ) كل شهر إضافة للخمسة وعشرين رقيبا ورؤسائهم الذين يطلعون علي أعمالهم بلا شك . • ويمكن بهذه الطريقة معرفة العدد السنوي من النساء والرجال الذين اطلعوا بشكل أو بآخر علي كل ما ( حجبوه من عيني ) ، وبحساب تدوير المعلومات فان ملايين السودانيين يعرفون قدرا كبيرا من الموضوعات ( المسنسرة ) . • وبفعل القانون أعلاه فان كل رقيب يتحول كيفيا بسبب كمية الحقائق التي تنهال عليه يوميا ، فيتحول الي خانة الأغلبية المنتصرة يوما ما . • كما أن العديد من السودانيين والأجانب ذوي الدراية بالانترنت لا شك قد قرأوا بعض المواد الصحفية المحذوفة وعرفوا أيضا لماذا حذفت . • إذن فإن فوائد الرقابة لا تخطئها العين المجردة و رب ضارة نافعة كما يقولون . • في زمن كرومة وسرور كان رقيب ( المحبوبة ) كاتما أنفاس المحبين ، لكنه غفل أحيانا فخرجت للدنيا القصائد الجميلة والأغنيات الخالدة التي لا زالت تغني الي يومنا هذا . • أما إذا غفل رقيبنا الحالي يوما ما ، فلا شك أن أمرا جللا قد حدث في الشارع السوداني . • وعلي كل سيستمر جدل الرقيب والصحافة زمنا ، مثلما يستمر جدل الرغيف و بودرة البوتاسيوم أو شاي الأرنبين وشاي العتودين . • قال أحدهم ذات مرة الرقابة تذهب الملل والرتابة لكنها تجلب الكآبة لجمهور الغلابة .
نزعه الرقيب الأمني ..
|
|
|
|
|
|