حركات الإسلام السياسي ومعضلة الديمقراطية-منبر الحرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2009, 08:28 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حركات الإسلام السياسي ومعضلة الديمقراطية-منبر الحرية

    بقلم د. عبد العظيم محمود حنفي *

    إن صلاح الأحوال في العالم العربي سوف يحدث عندما تنجح الأحزاب الحاكمة في التخلص من التراث الشمولي داخلها وهي التي كانت أحزاباً بيروقراطياً أمنية سلطوية؛ وعندما تتخلي جماعات الإسلام السياسي وفى طليعتها حركة الأخوان المسلمين وأشكالها الحزبية في العالم العربي عن فكرة الدولة الدينية التي تدمج بين الدين والدولة فيفسد كلاهما ويصير الأمر كله فاشية من نوع جديد. ولكن تعرضنا لخيبات أمل كثيرة؛ وبينما كانت الأحزاب الحاكمة على استعداد للتحرك نحو اقتصاد السوق الحرة فإنها كانت أكثر بطئاً عندما يتعلق الأمر بتداول السلطة في السوق السياسية.

    ورغم بعض التنظيرات الغربية والعربية التي تتحدث عن أن "الحركات الإسلامية قد استوعبت الخطاب الديمقراطي و أضفت عليه مسحة ذاتية من خلال مفاهيم (الشورى) و (الإجماع) و (الاجتهاد) وأن الديمقراطية موجودة بالفعل في العالمين العربي و الإسلامي، "سواء أكانت كلمة ديمقراطية بحد ذاتها مستخدمة أم لا". فأنه إذا كان ما يقوله هؤلاء صحيحاً، فلماذا لا تظهر الديمقراطية بوضوح و جلاء في الوطن العربي ؟. ولكن يظل الجدال دائراً حول حركة الإخوان المسلمين التي لها نفوذ وتأثير في العمل العام في العالم العربي، فلديهم القوة السياسية، ولديهم الفكرة الدينية، ولديهم التجارب السابقة.
    و لنحتكم إلى برنامج الإخوان الذي يقع في 128 صفحة، وفيه الكثير عن المبادئ والسياسات، ولكن ما يهمنا في المقام الأول مفهوم الجماعة للدولة وأصول الحكم فيها. ورغم أن البرنامج يقول بوضوح أن "الدولة الإسلامية هي دولة مدنية بالضرورة" فإنه يعرف هذه الدولة المدنية بأنها تلك الدولة التي تكون الوظائف فيها على أساس «الكفاءة والخبرة الفنية المتخصصة والأدوار السياسية يقوم بها مواطنون منتخبون، تحقيقا للإرادة الشعبية الحقيقية، والشعب مصدر السلطات . « ولكن هذا النص لا يمكن فهمه في برنامج الإخوان إلا على ضوء فهمهم للدستور الذين يرون أنه ليس هو أساس أو مصدر التشريع، وإنما الشريعة الإسلامية التي تصبح وظيفة الهيئات المنتخبة ـ المعبرة عن الشعب مصدر السلطات ـ مجرد تفسيرها، أي تنتفي الوظيفة التشريعية للمجالس النيابية وتحل محلها وظيفة الفتوى. برنامج جماعة الإخوان المسلمين مزق إربا كل المفاهيم المتعلقة بالدولة المدنية التي كان يتحدث عنها ممثلو الجماعة، ثم بعد ذلك وبلا مواربة أقاموا مكانها دولة دينية صريحة. وهذا يمثل ردة هائلة إلى الوراء في فكر الإخوان المسلمين الشائع، والذي حاول أن يقنعنا خلال السنوات القليلة الماضية أن الديمقراطية أصبحت هي فلسفتهم الرسمية، بل أن «الدولة المدنية» هي أساس الدولة التي يريدون إقامتها، وأن «المواطنة» بكل ما تعنيه في الفكر السياسي الحديث هي جوهر السياسة الإخوانية. وجاءت هذه الردة في الوقت الذي بدا فيه أن التجربة التركية، ومن بعدها التجربة المغربية، تمثل معملاً لاستخدام المرجعية الإسلامية في دولة حديثة وعصرية ومتصالحة مع عالمها ومحيطها، ولكن ما حدث لدى الإخوان المسلمين في مصر كان خطوة واسعة إلى الوراء.

    كما أن التجربة السودانية تثبت كيف انقضت الجبهة الإسلامية على الحكم الديمقراطي في السودان في عام 1989 بزعامة حسن الترابي وما المؤتمر الكاشف لأفكارهم إلا نموذجاً صارخاً على ذلك. ففي ذلك المؤتمر في أبريل عام 1991 أصدروا بياناً بعد أن حشدوا لمؤتمرهم عدداً كبيراً من الزعماء الإسلاميين. هذا البيان ذو النقاط الست تضمن هجوماً صريحاً على الديمقراطية وسمحوا لأنفسهم بالتعاون مع الحكومات غير الإسلامية بعد أن قسموا العالم إلى نظم خير ونظم شر ولم يمنع ذلك زعماء الحركة من التشديد على احترام الحقوق ومكانة وكرامة الفرد ولكن عندما كانوا يحاربون حركة جنوب السودان أنشأ الترابي الجيش الشعبي أرسله إلى الجنوب لمحاربة أهل الكفر. وأهل الكفر هؤلاء ما هم إلا مواطنون سودانيون من أهل الجنوب.
    وتبرز مشكلة ملحة أخرى بشأن السماح للتيارات السياسية الشمولية بالمشاركة في العملية السياسية والخوف من انقضاضها عبر صناديق الانتخابات على الديمقراطية. ولذا فان المعضلة التي تواجهها مصر-مثلا- تتمثل في كيفية التوفيق بين توسيع دائرة التمثيل السياسي وفرصه من ناحية وضمان عدم استخدام آليات التحول الديمقراطي لوقف هذا التطور أصلا. فالاستقرار السياسي ينبع من مدى تمثيل المؤسسات والأحزاب للقوي الفاعلة الاجتماعية و ومدي قبول تلك القوى للنظام العام الذي يتحقق من خلال اشتراكهم في عملية التحول الديمقراطي وفي التأثير على مسار السياسة العامة.

    وتتجسد تلك المشكلة تحديدا في الجماعات التي لجأت إلي استخدام العنف والإرهاب كأداة في العمل السياسي، أو تلك التي تلوح به أو تباركه، فاستخدام العنف يكون من شأنه عدم إتاحة الفرصة للمواطنين للتعبير عما يعتنقونه بحرية ويمثل أداة لقهر الآراء المخالفة، وتوجيه المواطنين في مسارات معينة دون غيرها.
    من ناحية أخرى، فان خبرات عملية التحول الديمقراطي في دول أخرى تبين إنه كلما كان التنافس على سياسات وبرامج لا على اختبارات شمولية مطلقة أمكن لآليات الديمقراطية أن توطد أركانها. ويشير ذلك إلى أهمية توسيع دائرة الاتفاق بين القوى الرئيسية للجماعة السياسية حول قواعد العمل السياسي وإجراءاته وحدوده.
    ---------------------------------
    هذا المقال هو منشور بالتعاون مع مشروع منبر الحرية www.minbaralhurriyya.org
    * د. عبد العظيم محمود حنفي باحث مصري في العلوم السياسية و مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات السياسية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de