|
شريفـــة - قصة قصيرة
|
شريفة - قصة قصيرة
منذ أن بدأ مغامرته تلك كانت قوانينه تقول أن لا يجلس بجانبه أي أحد من رفاق الكلية في الحافلة التي تقلهم من الموقف العام الى الحي الذي يسكن ، أخذ في ذلك اليوم يمني نفسه بمثل تلك الفتاة السهلة التي جلست بجانبه في آخر مرة وجرب معها طيلة الطريق ، بكثير من الخوف والتوتر في ذلك اليوم أخذ يرقب الصاعدين من الركاب الى الحافلة ، سيمثل تمثيليته التي اعتاد عليها ، فاذا نظر أحد الرجال أو الصبية أو النساء الى المقعد الخاوي بجانبه سيشير اليهم بأنه محجوز الى أن يأتي الصيد فيفسح المجال لتبدو العملية غير مقصودة ، كل مغامرات رفاقه مع الفتيات اللاتي يتحدثون عنهم بدأت في حافلة أو في مدرجات الجامعة أو في مناسبة عرس ، هكذا سمع وحفظ منهم عن ظهر قلب...محترفات المهنة غير مجديات كما يقول أقرانه..ولم يجرؤ أن يسألهم أين يجد الناس الفتيات محترفن المهنة! ، ربما بعد أن يجرب..عليه أن يخوض المغامرة..في الحافلة العامة..لا لن يجرب حظه في مكان آخر قبل أن يتأكد من هذه الوسيلة التي يعتبرها أسهل ، طالما أن هناك فتاة ستجلس بجانبه في مقعد الحافلة وبعدها تعطيه ايماءة العملية ستكون شبه مضمونة ، لماذا لم يحن أوانه بعد وكل أصدقاءه قد جربوا؟!..لهذا السؤال ولغيره كانت الحمى ، هذه المرة سيصل الى أبعد ما يكون..هذه المرة سيتبادل أرقام الهاتف وسيفعل بها ما يشاء في وقت لاحق..لقد جرب في ثلاث مرات فشلت منها اثنتين ونجحت الثالثة..في المرة ألأولى نزلت تلك الفتاة بسرعة عندما أحست به...قال لنفسه حينها "تظن أنها شريفة ، هه لا توجد فتاة شريفة". وفي المرة الثانية وقفت تلك الفتاة حالما لمسها فرمقوه الركاب بنظرة متحفزة اضطر بعدها هو للنزول قبل أن يعلق أحدهم بكلمة وحدث نفسه حينها "لقد عجبتها ولكن تريد أن تحرجني ، أكيد عندها حبيب، الشريفات لا يلبسن الضيق والمغري من الثياب "! ولكن المرة الثالثة كانت مختلفة..لقد وصل الى لم يصله من قبل..لقد حلق فوق السحاب لأول مرة في حياته..لقد كان اللحم من فوق الثياب ليناً رخواً ، لم يرى وجهها ، لربما رأى وجه الفتاة التي سبقتها..تلك الفتاة التي تلبس الضيق والتي ادعت الشرف! ، ولكن عندما وجدها لم ير وجهها ولم يتسن له التحدث معها ، عندما وجد فتاة سهلة لم يتمكن من صدمته أن يأخذ رقم الهاتف أو حتى اسمها أوحتى ملامح وجهها فضاعت في زحام المحطة سريعاً ولم ينم بعدها ليلتين..والجوع كان أقوى منه ، وأصدقائه...أصدقاءه لا تنتهي قصصهم التي تصور طرق وفنون التعرف على الفتيات اللاتي يقضين الحوائج ، والأفلام التي يتبادلوها سراً تزيد من الحمى والجوع ، هذه المرة سيفعلها..فقط قليل من الحظ..سيختار بعناية..، شكلها ومشيتها وثيابها ثم مع اختبار بسيط يمكن بعدها أن يعرف ..كما أخبروه أصدقائه، لقد سمعهم كذلك يتحدثون عن زملاء في الكلية يسكنون وحدهم في منازلهم وما على الواحد الا أن يجد من تسد جوعه ولن يرفضوا. تخيّر حافلة ما زالت تقف في الصف تنتظر دورها ، جلس في المقعد قبل الاخير ، وأخذ يعدل في ثيابه ، ربت على دفتر الدراسة الوحيد الذي يحمله ، نظر الى صف المصلين الذين اصطفوا لتأدية صلاة المغرب ثم انشغل بعدها بلعبة في هاتفه النقال ، بدأ الركاب في الركوب ، نظر الى فتاة تنسل بين عدد من الركاب لتبحث عن مقعد في مؤخرة الحافلة ، زاد توتره ، سمع صوتاً من الموقف هناك يناديه باسمه..كان أحد زملائه ، رد التحية ، كتف يلاصق كتفه الأيمن ، لا بد أنها الفتاة الجميلة التي رآها ، لم يحاول أن يحيد بكتفه عن كتفها وهو ينظر الى الارض حيناً والى الشارع حيناً آخر ، ثم في منتصف الطريق حرك رجله واحتك بها ، سمع شهقة مكتومة ، لم تأتي الفتاة بردة فعل ، ولكن خيل له من طرف عينه أنها نظرت اليه ، توتر أكثر..ها قد نجح الاختبار الأول وعليه أن يزيد ثم يبدأ بعدها بالتعرف على الفتاة..تحركت يداه ببطء شديد لتلمس رجلها..فجأة قفز قلبه الى حلقه حين تحدثت الفتاة بجواره..كالصاعقة سمع صوتها.. منتفضاً استقبل كلماتها.." انت ما عرفتني يا عزو ولا شنو؟ أنا "هناء" صاحبة "ايمان" أختك"، حاول بنصف استفاقة أن يفهم ما يحدث فخرج صوته متحشرجاً وهو يرتجف بشدة..بحروف مكسرة رد عزو.." هناء كيفك تمام؟" ، ...................... ، لم يصدق أن الحافلة قد توقفت في أحد المواقف ، نزل بسرعة وأكمل طريقه الى منزله مشياً وهو يتمتم "هناء! ايمان أختي! ايمان! ، في اليوم الثاني جاءته ايمان أخته وهي تضحك قائلة " يا عزو اتخيل هناء لقت دفترك في المواصلات شكلك نسيتو في نفس الحافلة الركبتها بعديك صدفة غريبة صاح؟ الله بريدك..هاك" "صدفة غريبة، مواصلات؟ ايمان ، الله بريدني!"
أخذ الدفتر وسأل أخته التوأم ، - "انتي يا ايمان بتركبي مواصلات؟" - كيف يعني بركب مواصلات ، يعني بمشي الجامعة بشنو؟ يكون بابا جاب لي عربية وانت ما عارف؟ عز الدين! - لأ ما قصدي ، بتمشي مع صاحباتك صاح؟ ما بتركبي براك - عزو..انت شارب شنو ثم ضحكت وتركته وحده فتح عز الدين الدفتر بدون قصد فوقعت عيناه على عبارة مكتوبة بين فراغات كتابته في الصفحة الأولى وبخط أحمر كان مكتوباً .."انت عيان..الله يشفيك" ، ولم ينم تلك الليلة. في اليوم التالي ركب عزالدين الحافلة ، ومنذ فترة طويلة كانت "الحافلة" بالنسبة له وسيلة مواصلات فقط لا غير..والى الأبد. . .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شريفـــة - قصة قصيرة (Re: محمد يوسف الزين)
|
دا موش كلامك بي هناك
Quote: عزيزي البرلوم (أقصد برلوم في الكتابة في المنتديات ككل).. النصيحة الأهم في رأيي هي.. أكتب من قلبك ، وأكتب وانت صادق ، وأبعد من الحاجات دي... 1/ محاسبة الأعضاء وتقديم النصح والتذمر من المنتدى. 2/ كثرة المواضيع المنقولة. 3/ الكتابة بالالوان الفاقعة. (نصيحة فطيرة)
نصائح أخرى من خبرتي الشخصية... - فالتكن ثقتك بنفسك كبيرة ، ولست أقل من أحد. - ابدأ بالقراءة ، ويا حبذا لو رجعت الى الصفحات القديمة. - لا تيأس واستمر في رفع المواضيع حتى لو لم يتداخل عليك احد - كل الموضوع موضوع خبرة وستستيقظ في يوم من الأيام وأنت تملكها حتماً. - إن احسست أن المنتدى أصبح مملاً بالنسبة لك أغلق النافذة ، - اختلاف الرأى لايفسد للود قضية - لا تصل مرحلة الإدمان ، وبمجرد إغلاق الموقع انساه. - المنتدى ليس مهماً..ليس مهماً ككيان ولكن المهم هو أن تفيد وتستفيد |
مااا تنظر للشباب وتنسي نفسك
| |
|
|
|
|
|
|
|